رأيي أن مقال محمد عبدالرحمن الناير، يقوم على رؤية موضوعية يتّفق فيها معه كثيرون من مواطنيه السودانيين؛ وهي الرؤية التي تفصح عن أن الدوائر الغربية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، لديها مصالح ومشتركات من نظام البشير+التنظيم العالمي للأخوان المسلمين وما يُعرف بال(إسلام) المعتدل، وبالتالي، فإن هذه الدوائر الغربية وحِلفها الدولي والإقليمي، هُم حرب على الثورة السودانية، ولن يعطوها فُرصة انتصار ومحاسبة نظام الثلاثين سنة زعومات فاضية وأوعية خلوٍّ من الضمير والأخلاق والشرف الوطني.
في الفقرة الأولى من قولك الرّادّ لــِ ــرؤية كاتب المقال: ( لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها مصالح ومشتركات مع نظام البشير والتنظيم العالمي للأخوان المسلمين. ومن هو المغفل الذي يشتري الزعم بأن البشير أو التنظيم العالمي للأخوان المسلمين يمثلون "الإسلام المعتدل". أعتقد أن الولايات المتحدة واقعة تحت تأثير كل من السعودية والإمارات ومصر،,,,,, إلخ) وَ أراك تركّز على دحض صِفة "الإسلام المعتدل" لنظام البشير+التنظيم العالمي للأخوان المسلمين؛ كدليل قاطع الدلالة على عدم موضوعية المقال؛ لكأنما "الاسلام المعتدل" مصطلح ثابت المفهوم وصحيح في دلالاته و مدلوله عند تلك الدوائر الغربية وعند دول الجيران وكذلك عند الكيزان يا اااا سُبحان الله تعالى.
ثم تُكمِل في فقرة ثانية من ذات قولك أعلاه: (وهذه الدول تريد من البشير أن يتخلص من حركة "الإسلام السياسي" ولكن ليس على حساب إبقاء البشير، وإنما بإغراء توفير مخرج آمن له من مطاردة المحكمة الجنائية، لأنهم يعرفون تماما أنه "كرت محترق" وليس لديه مستقبل.) وأراك تُعطي " هذه الدول!!" صفة أُصلاء لا تُبَعاء - شُركاء لا أُجراء بلغة المايوية المقبورة بانتفاضة 1985م في السودان - في جدلية الترغيب والترهيب مع/ضد النظام البشيري وحلفه التنظيم العالمي للإخوان المسلمين. وإنّي لأرى هذا تُساهلاً منك كبير و لا يقلّ عمّا تراه سبباً قاطعاً وحُجّةً مانعة في الفقرة الأولى عن سلامة الادعاء بــ" الإسلام المعتدل" لِــ هؤلاء.
تُكمل، أخي د. ياسر، الفقرة الثانية من ردّك هذا بـــِــ : (بينما تحاول قطر وتركيا والتنظيم العالمي للأخوان المسلمين الإبقاء على دولة "الإسلاميين" وعدم التفريط فيها.) وهنا، أراك قد أتيتَ بــ حِلفٍ دولي إسلامي ثانٍ - أي نعم موجود في الساحة، سيّان كان معتدل أو غير معتدل؛ لكنّك لا تنظر لهذا الحلف القطري التركي والإيراني - (آل-بوتيني! إلى حَدٍّ مَــا) بذات نظرتك للحِلف المصري السعودي الإماراتي..! مع أن " طبيعة المسألة المبحوثة" واحدة ومتساوية..! وعلى الأقل في نظر كثيرين من السودانيين، وبالأخص التيار المعارض لنظام البشير وإسلاموييه والأحلاس الجدد (!).
نعم، ربما يبدو للوهلة الأولى، أن ليست هناك أيّة مصالح ومشتركات لتلك الدوائر الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة للحِلفَيْن آل-شرق أوسطيين المُتجاذبين في رؤيتيهما لنظام البشير، و ال "مــُــتــناقرين" في جدلية الترغيب والترهيب الأمريكية الحائمة على بلاد الآخرين - من طَرَف!- تمصُر حليبها وتُضيع أُطيفالها، ولكن ألا يكون من طريقة هذا التعاطي الغربي والإقليمي للثورة السودانية و كفاحها من أجل التخلّص من نظام البشير + أخوانو، شاهدٌ على موضوعية مقال الأخ الناير؟ وَ تلك طريقة تعاطي أراها ماكرة (أو غبية)! فهم يوم مع "الضحية" وآخر مع الجزّار؛ بل طريقة "بائخة" ماسخة ! لم نألف لهؤلاء وأولئك نهجاً غيرها طيلة تعاملهم مع هذا اللانظام الإنقاذوي عقودِه الثلاثة. وإنها لطريقة تعامل دولي وإقليمي جائرة وضدّ العدالة عموماً، كما أنها لا تخفي ادّعائها "آل-فشوش!" بكون أربابها من "أهل الجلد والراس السوداني" آل-هامِل.
كذلك، ألا تتمثل تلك المصالح والمشتركات بين نظام البشير وإسلاموييه، مع تلك الدوائر الغربية وحليفاتها الجارات الحائرات بل وال مُحرَجات أمريكياً وآوروبيا وإيرانيّاً ذاتو ..) في خبث الرغبة لإبقاء دولة السودان، وَ لأطول فترة ممكنة تحت هذا النظام المتهالك والمأزوم والمُرَوّع والمتسوّل وال .. وَ ال... و ال ... بذرائعية أشبه بمثَـلَــنا القومي [جــِــنــّـَــاً تعرفه ولا جِــنــّــَــاً لاتعرفو...؟!] وَ لَعمري، إن هذه لمصلحة كبيرة وطـّأت لنا أبعادها هذه المواقف الضبابية من دولة قُطبية كالولايات المتحدة، ودول حليفات لها في الحِلْفَين آل-مــُتحامِرين بالإضافة لـدولة "بوتين" ..؟! لا سيما كلها دول تتعامل في سياساتها الخارجية عبر النافذة الواحدة..!!! وأعني نافذة المخابرات فقط.
وفي المنتَهى، أشكرك عزيزي د. ياسر، وشكراً للأخ محمد عبدالرحمن الناير، على مقاله..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة