محمد البصير كيفك؟ لفت انتباهي انك تنفي وجود الشيء ثم تعود بنفسك في كل مرة لتأكيد وإثبات وجود ذات الشيء الذي نفيته منذ لحظات.. فالعنوان الرئيس للبوست يقول أن المقارنة معدومة تماماً بين دولتي السودان والجزائر وبين ثوريتهما بالطبع لكنك في كل واحدة من "مداخلاتك" الثلاث تعود ادراجك لتسرد أوجه التشابه بين الدولتين ولتعقد صور التطابق بين النظامين والثورتين.
والحقيقة يا حبيبنا محمد أن الجغرافيا السياسية والسكانية متشابهة في كل المحيط العربي والأفريقي، كما أن الأنظمة متشابهة في خيباتها وفي تعفنها وفي حُكامها الفاسدين المتيبسين عقوداً ممتدة فوق كراسيهم ( ألق يا بصير نظرة سريعة حولك إلى: يوغندا، تشاد، الجزائر، ارتريا، سوريا ... إلخ) وستجد ان مصائر الشعوب متشابكة ومتطابقة في كل بلدان المنطقة كما أن نجاح الثورة السودانية مرهون بنجاح الثورة الجزائرية وبقية الثورات الكامنة والمؤذنة بالانفجار في دول المحيط القريب والبعيد والعكس صحيح.
وبالعودة للمقارنات فإن الإحصائيات تقول بأن الكتلة السكانية في الجزائر تكاد تصل من ناحية العدد إلى حد التطابق مع نظيرتها السودانية، كما أن انفكاكهم عن فرنسا واستقلالنا عن بريطانيا تم في تواريخ متقاربة، وللشعب الجزائري تجارب غنية في التضحيات ومصادمة الطغاة تتشابه وتتكامل مع نضالات شعبنا.. وبرغم نضالاتهم وتضحياتهم فإن عائدات بترولهم وثرواتهم أهدرت كلها وانتهت في بنوك الغرب كما حدث تماماً بالنسبة لعائدات بترولنا وثرواتنا..
أما بالنسبة للشباب الجزائري الثائر في الطرقات فهو لا يختلف عن الأجيال الشقيقة الشابة الثائرة في السودان، وهو مثلنا هائم على وجهه يعاني البؤس والتشرد والتهميش والاستغلال بكافة أنواعه في فرنسا واسبانيا وبريطانيا وغيرها من دول الغرب أو يشكو البطالة في بلده برغم وفرة الغاز والبترول وغنى باطن الأرض وظاهرها.
كما أن الطغمة العسكرية الجزائرية الحاكمة – وكنظيرتها السودانية – تتأبى وتتمنع عن الرحيل وتواصل إحراق اليابس والأخضر لصالح رعاتها الفرنسيين والأمريكيين .. وخلال العقدين الماضيين فقط كانت الطبقة العسكرية الحاكمة الجزائرية قد استوردت من السلاح الغربي ما تبلغ قيمته مليارات الدولارات المستقطعة من لحم الشعب، وهي مثل نظيرتها السودانية مارست التنكيل وأبشع أنواع التقتيل وأمطرت شعبها بقنابل الطائرات وإبادت بالرصاص خلال شهور معدودات ما يزيد عن (250,000) إنسان من الشباب الجزائريين انتهوا جميعاً جثثاً في باطن الأرض.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة