طفق البعض يعقد مقارنة بين ثورة السودان التي أندلعت قبل 3 شهور ويرى بطئها في تحقيق النتائج وبين ثورة أندلعت في الجزائر للتو وأصبحت قاب قوسن أو أدنى من إسقاط نظام بوتفليقة
النتائج المذهلة التي حققتها الثورة الجزائرية في فترة وجيزة و وقوف الثورة السودانية في محطة المظاهرات وكذلك الأعداد الضخمة التي تشارك في الثورة الجزائرية مع محدودية ثوار السودان مسلم بها
لكن مبررات المقارنة غير الموضوعية لا تجعلنا نبخس الثورة السودانية ونقلل من نتائجها الكبيرة
وذلك للأسباب التالية :
نحن نواجه نظام حكم أتى للسلطة في بلد ذات تاريخ ثوري حافل بالأحداث وشهد ثورتين حملا نظام الإنقاذ على وضع كل التحوطات حتى لا يلقى نفس مصير نظام عبود ونظام مايو فأحكم قبضته الأمنية وسخر كل أمكانات الدولة الشحيحة لتثبيت أركان حكمه بتحوطات إحترازية غير مسبوقة في المنطقة .
ثانيا: في السودان هناك نظام حكم مؤدلج أستنفر كوادر الجماعات الإسلامية من كل فجاج الأرض للمساهمة في دعم الحكم الوليد دعما أيدولوجياً وإعلامياً يقابله صرف بذخي على هذه الجماعات فأمتلأ السودان بجماعات الإسلام السياسي المطاردة في بلدانها فأصبح السودان مرتعاً لبن لادن وجماعته ، والقرضاوي ومصطفى حمزة وراشد الغنوشي وعباس بلحاج والهاشمي الحامدي و كوادر حماس وغيرهم .
لا يوجد بالجزائر كما يوجد بالسودان من عشرات الأجهزة الأمنية والشرطية والجيش والمليشات المسخرة لحماية النظام مع تسخير أمكانات هائلة وإطلاق اليد هذه الأجهزة والمليشيات بصورة مطلقة للقمع والتنكيل وبل والقتل كما يحدث اليوم في الشارع السوداني .
لم يجد الثوار الجزائريون نسبة ضئلة من القمع والضرب والتنكيل والإعتقال الذي وجده ثوار السودان .
لا يوجد في الجزائر بل لا يوجد في العالم حكام يشبهون البشير وعلي عثمان وقوش والطيب مصطفى والفاتح ويونس محمود يحملون كل هذا الحقد والغل والوحشية تجاه شعبهم ، هؤلاء لا مثيل لهم البت.
لا أعتقد أن لحكام الجزائر ماض ملئ بالقظائع والفساد والهوائل والجرائم البشعة كما لحكام السودان خلال 30 عام وهذا ما يجعل حكام السودان لا يتوعون من أرتكاب مزيد من الجرائم في سبيل إجهاض الثورة .
لا توجد مقارنة بين الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها السودانيين والتي تجعلهم منكبين على أرزاقهم وتوفير الحد الأدنى من لقمة العيش مما يحول دون تفرغهم للمشاركة في الحراك بين الجزائرين الذين يعيشون ظروف أفضل كثيراً منا .
لما سبق ذكره أتوقع أن يبذغ فجر جديد في الجزائر قريباً ـ
وسيبذغ فجر جديد في السودان أيضاَ ـ والنصر أت لا محالة ، فالقبضة الأمنية لن تقهر أرادة الشعوب مهما تتضاعف العنف والقهر. فقد صدع عثمان رزق أحد كوادر الإسلاميين بالحقيقة عندما قال في قناة الحرة قبل أيام أن تجمع المهنيين معه الشارع والنظام معه القوة الأمنية ـ وهذا بيت القصيد الذي سيجعل سقوط النظام مسالة وقت
العنوان
الكاتب
Date
لهذه الأسباب المقارنة معدومة بين ثورة السودان وثورة الجزائر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة