استشهد قبل ساعات من الآن الطفل مؤيد ياسر جمعة - خمس سنوات - ، وأصيب شقيقه محمد - ثلاث سنوات - إصابات خطيرة بالصدر سببت له نزفاً بالرئتين و ذلك إثر دهسهم بواسطة سيارة ( تاتشر ) تتبع لمليشيات النظام بمنزلهم في حي الدروشاب بالخرطوم بحري .
إن سماء السودان قد اتشحت السواد كلياً مئات المرات كلما قصف رئيس النظام أطراف البلاد بالطائرات و اغتال الأطفال فيها آلافاً حين غفلة من الشعب ، إلا أنه هذه المرة قد فعل هذا و أضافه إلى سلسلة جرائمه في قلب العاصمة و على مرأى ومسمع من العالم ، فلا نكاد ننظر إلى السماء إلا و نرى غضبها الأسود الذي سينزل على رئيس النظام و أعوانه بلا رحمة من خلال شوارع الخرطوم و مدن السودان الأخرى و أريافه التي ستمتلئ بالثوار و لن تفلت الأفعى أبداً فالقتل قد طال البراءة و الملائكية و عصافير الجنان و أحباب الله في أحضان أمهاتهم الآمنة .
لم يسبق أن أخبرنا تاريخ هذا الوطن بكل عراقته بحوادث مماثلة لهذه إلا في عهد (الرئيس) البشير و نظامه ، إلا أنه أخبرنا أن شعبه قد ثار و انتفض على من هم أقل سوءا من النظام الحالي . و نحن الآن لا يساورنا أدنى شك أن جموع الشعب السوداني ستقتلع هذا النظام و رئيسه من جذوره .
شعبنا المفجوع ، نحن آسفون جدا لإيراد مثل هذا النبأ الفريد في كارثيته و كنا نأمل في أقل نسبة ممكنة طوال الساعات الماضية أن ننفيه إلا أنها إرادة الله .
رحم الله الطفل و ربط على قلوب أهله و قلوب الشعب السوداني ، و شفى الجريح ، و ستنتصر إرادة الشعب على كل جبار .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة