- لا ينكر عاقلٌ على أى مواطن أن يجهر بصوته معارضاً لسياسات الحكومة، فالحكومة فى الأصل جاءت لتخدم الشعب،لا أن تستعبده متى إستعبدتم الناسَ وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً والتعبير عن الرأى كتابةً أو شفاهةً،أو بأى كيفية سلمية،من فردٍ أو جماعة ،يضمنها الدستور،وينظمها القانون،وتحميها الشرطة،وتستجيب لها الحكومه،متى ما جاءت متسقةً مع المصالح العامة،وصحيح القانون،وإنطلاقاً من هذه البدهية، توالت تصريحات المسؤولين معترفةً بوجود ضائقة إقتصادية خانقة،وقصور فى الخدمات الضرورية بائن،ولم تدخل فى حالة إنكار ولم تقل بأنَّ الأمور عال العال،أو إنه ليس فى الإمكان أبدع ممَّا كان،،وكان هذا وحده كافياً لأى معارضة سويَّة لكى تدخل الإنتخابات المزمعة،وفى بطنها بطيخة صيفى،لكى تصرع الحكومة وتلقى بها أرضاً من خلال بطاقات الإقتراع،فالشعب السودانى أعقل من أن (يشيل أصبعه ويطبز به عينو) ليعيد ثقته فى الحكومة التى أذاقته الأمرين!! وعجزت عن توفير القوت الضرورى والحد الأدنى من الخدمات،وطفقت تمتن عليه بإنجازاتها التى تشبه الإعحاز،والتى حققتها فى مجال ثورة التعليم العالى ،وثورة الإتصالات،وتمديد شبكات الطرق،وإنشاء عديد الجسور،،وبناء السدود والمدن الحديثة،ومضاعفة الإمداد الكهربائى،وإستخراج وتصدير البترول،وإيقاف الحرب الأهلية فى جنوب البلاد،،بكلفة باهظة،أدَّت لفصل الجنوب،وخروج البترول من الموازنة،ومع ذلك عملت على الإستمرار فى إرساء قواعد التنمية الشاملة،وسط ظروف إقليمية ودولية إستثنائية،بكل مافيها من مقاطعة إقتصاديه،وحصار جائر،وحرمان من الحقوق فى صناديق التمويل الدولية،وديون مركَّبة ومتراكمة،منذ عهود سابقه،وظروف أخرى من نزاعات داخلية مسلحة،يؤجج نيرانها الأعداء،وتوفر لها الإمداد بالأسلحة والعتاد المنظمات الغربية ذات الأجندة المشبوهة،والعداء السافر لبلادنا وعقيدة شعبنا،الذى جاد بكل ما يملك من أرواح خيرة بنيه،وبكرائم أمواله،وبصبره على الفقر والمسغبة التى ظللت حياته،إستنكافاً من أن يبيع قراره أو يرهن إرادته،وهو ذلك صابر محتسب يرجو ما عند الله،،ولم ترتكن الحكومة على هذه الحيثييات،لتتشارك السلطه والثروة مع كل المكونات لشعبنا الأبى،فجاءت المبادرة السياسية منذ خطاب الوثبة،وما تلاها من مؤتمر الحوار الوطنى الشامل،والحوار المجتمعى،ووضع مخرجات هذه المؤتمرات موضع التنفيذ الفعلى وتقلَّص نصيب حزب المؤتمر الوطنى فى مقاعد السلطة لحوالى أربعين فى المئة،وتشكَّلت حكومة التوافق الوطنى من كل الأحزاب والحركات المشاركة فى الحوار الوطنى،وفق وثيقة الحوار الوطنى والتى قاربت توصياتها ألف توصية،ومنها رفع الدعم عن السلع والمحروقات، والإتفاق على إجراء الإنتخابات فى ٢٠٢٠ !! وكل ماهو معلوم من مخرجات الحوار الوطنى بالضرورة،ولم توصد الباب فى وجه من يريد الإنضمام للوثيقة الوطنية الجامعة متى ما أراد. - ووسط هذه الحقائق التى لاتحتاج إلى دليل وبرهان إندلعت الإحتحاجات الأخيرة،وركب موجتها اليسار بإنتهازيته المعروفة ليدمغ جميع الإسلاميين بالسرقة واللصوصية والإرهاب،ويهددهم بالويل والثبور وعظائم الأمور،ويقرر عزلهم عن الحياة الدنيا كلها،لا الحياة السياسية وحدها،وتضم قوائم المطلوبين لديهم كل من عمل أو تعاون مع الإسلاميين طيلة العقود الثلاثة الماضية،حتى أمهات الشهداء اللائى شاركن فى إعداد زاد المجاهد،ولو قشَّرن بصلة !!وأقاموا المحاكم ونصبوا المشانق- فى الأسافير- وداسو الكوز دوس،وزعموا إنَّها كتمت،ومدن السودان إنتفضت،والنهاية قرَّبت،ولمَّا قابلت الحكومة هذا العداء السافر بالقوة الضرورية لفرض القانون وأستعادة النظام،وإستتباب الأمن،وما تبع ذلك من تجاوزات هى محل التحقيق والتحرى والمحاكمات القانونية لكل من أفرط فى إستعمال القوة،أو إساءة إستخدام السلطة الممنوحة له،،دون زيغ أو محاباة أو خوف من التهديدات الجوفاء،لأن قناعة الإسلاميين الراسخة هى الإيمان بالقضاء والقدر،، -وإنَّا سوف تدركنا المنايا مقدَّرة لنا ومقدَّرِينا- -نُطاعِن ما تراخى الناسُ عنَّا ونضرِب بالسيوف إذا غُشينا- -بشُبَّانٍ يرون القتل مجداً،وشيبٌ فى الحروب مجربينا- -ألا لا يعلم الأقوام إنَّا تضعضعنا وإنَّا قد ونينا- - ألا لا يجهلن أحدٌ علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا- هذا الارزيقي الوضيع كان يوما ما مستشار صحافي للبشير #
02-20-2019, 11:48 AM
عبدالله عثمان
عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة