شهيد واحد من 59 شهيد يهم المؤتمر الشعبي ركوب العجلة ما بتنسي ! الإسلاميون متشابهون تفرقهم المصالح الضيقة و النزق لكن المنطلقات الطبقية و الفكرية واحدة فهم نفعيون و طفيليون و ما يجمعهم فكرياً أخطر ما فيه وهمان الوهْم الأول هو وهْم الإنتماء للأمة الاسلامية و لن ندخل في تعريفات لمفهوم الأمة الإسلامية فالمسلمون في كل بقاع العالم طيبون و اكارم و أهل دين محترم يدين به الأسوياء للتقرب من الله و لأصلاح النفس و تدريبها علي مكارم الأخلاق أما الإسلاميون فهم من يستخدمون الدين في السياسة و يبنون علي مفاهيمه و معتقداته التنظيمات السياسية التي تمارس الإجرام و انتهاك القانون باسم الدين . الإسلاميون السودانيون من عناصر تنظيمات الترابي و اشباههم من دواعش وانصار سنة و غيرهم من عناصر الجماعات موهومون و ليس عندهم أي درجة من درجات الإنتماء للوطن أو احترام مواطنيه فالناس عندهم نوعان مسلم و غير مسلم هذا إن لم يكن النوع الثاني كافراً حلال الدم. بذلك يكون وهم الإنتماء لما يسمي بالأمة الإسلامية معادلاً لفكرة المواطنة و نافياً لها. و من لا يعترف بالمواطنة لا يمكن أن يكون له حزب سياسي قانوني في دولة محترمة ديمقراطية تحافظ و تصون و تدافع عن حقوق الانسا و تخدم مواطنيها, الوهم الثاني هو وهم دار الاسلام العابرة للحدود و الغير مُعتَرفة بمشروع الدولة القوةمية بمفومها المعروف اليوم. دار الإيسلام ليس مكاناً أنما فكرة و هذه الفكرة تتحول لوهم يلتبس عقل الواحد منهم و تصير وطناً له فيه يبحث عن الجنة و نعميها المقيم بعد الممات ! معقولة بس. من لا يعترف بالوطن لا يمكن أن يمارس السياسية في دولة القانون و الفصل بين السلطات التي تصون حقوق الانسان و تخدم مواطبيها. لم يفتح الله علي إسلاميي المؤتمر الشعبي فقط بالترحم علي شهداء ثورة 19 ديسمبر و منهم من قضي تحت التعذيب الوحشي في بيوت اشباح جهاز امن المجرم صلاح قوش. و المضحك انهم جزء من احزاب الفكّة الراكبة لموجة حوار الوثبة الساقطة سياسية و اخلاقياً و عندما كوّن صلاح قوش لجنة للتحقيق في مقتل عنصر المؤتمر الشعبي و شهيد ثورة 19 ديسمبر احمد الخير المعلم بخشم القربة وجد المؤتمر الشعبي ضوءً اخضراً من القاتل صلاح قوش ليقولوا رأيهم باستحياء عن قانون الأمن و المخابرات الذي سحل الشعب السوداني . لكنهم لم يرفضوا التعذيب و لم يدينوا مقتل 59 شهيد حصدتهم آلة القمع النظامية الاسلامية منذ 19 ديسمبر 2018م لأنهم يتفقون مع صلاح قوش بضرورة الفتك بالخصوم السياسيين. ينتظر الإسلاميون حلّاً سحرياً يزيل الدمل المتقيح المسمي بعمر البشير و الدمامل علي شاكلة احمد هارون و غيرهما من المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية و يحتفظ بدولة التمكين الرسالية التي بنوها في ثلاثين عام من التمكين الناتج عن تشريد الوطنيين من الخدمة العامة و تدمير مؤسسات الرأسمال الوطني و تخريب مشروعات الشعب السوداني التنموية التي ابتناها عرق بنيه الشرفاء أو ما نسميه بالدولة العميقة و هذا الحل في نظرهم سينتج عن اختلال موازين القوي بين محوري السعودية و الإمارات من جهة و محور قطر و تركيا و ايران من جهة اجري و المحوران ضعيفان و مترتبان علي توازنات دولية زائلة مرتبطة بالعلاقة العابرة بين ترامب رئيس الولايات المتحدة و المستبد فلاديمير بوتين التوسعي و الإحتلالي . عنصر الضعف في هذه التوازنات الفاسدة هو لا استقرار النظام التركي و موسمية العلاقة بين بوتين و ترامب. نحن شعب السودان نعرف الكيزان و قلنا لهم "تسقط بس" ليس اكثر و" تسقط بس" هذه المرة تتطلب المحاسبة و استرداد الحقوق و ستشمل المحاسبة جميع الإسلاميين الذين خدموا دولة الرساليين الفاسدة و المستبدة منذ انقلاب 30 يونيو 1989م. و ستطال هذه المحاسبة ابراهيم السنوسي و علي الحاج و التجاني عامر و الافنتدي و المحبوب عبد السلام و العتباني و غيرهم علي حد السواء دون توفير لكادر مندس من الاسلاميين الفاسدين و نريد منهم تبصيرنا بما خفي من خبايا الدولة العميقة الفاسدة و المجرمة و إلا فليظلوا في السجون إلي نهاية حياتهم التعيسة.
طه حعفر الخليفة طه تورنتو- اونتاريو- كندا 9 فبراير 2019م
العنوان
الكاتب
Date
شهيد واحد من 59 شهيد يهم المؤتمر الشعبي. يا للعَجَب!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة