حين تلقيت دعوة من الأستاذ ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة (السوداني) لحضور (منتدى السوداني الصحفي)، الذي يستضيف رئيس الوزراء معتز موسى، اعتذرت لضياء قائلة: (اعفيني... الكيزان ديل انا بكرهم ياااخ)، فأجابني ضياء بضحكة: (لكن معتز كوز محترم ووجودك يشرفنا). قررت المشاركة، وفي المنتدى انتظرت اتاحة مساحة لي، فهذه فرصة نادرة للقاء قيادات الصف الأول من الحكومة، ذلك على الرغم من اننا صحفيون يفترض ان تكون ابواب الجميع مفتوحة لنا، إلا أنّنا نمثل فئة الصحفيين المغضوب عليهم والمطرودين من رحمة الحكومة، لا تشملنا عادةً مثل هذه الدعوات، ووجودنا غير مرغوب فيه..! قدمت نفسي حينها قائلةً: سهير عبد الرحيم كاتبة صحفية مستقلة وموقوفة عن الكتابة، بدأت مداخلتي للسيد رئيس الوزراء بأنهم يجب أن يعترفوا اولاً أنهم فاشلون وقلت له والله العظيم والله العظيم انتم فاشلون... ثلاثون عاماً من الفشل... ثلاثون عاماً تسيرون من فشل الى فشل و(جارننا) وراكم، لا اريد ان اعدّد أوجه فشلكم فهي بائنة وواضحة، لن اعيد الكلام المكرور عن الفساد ومشروع الجزيرة وسودانير وارتفاع سعر الصرف و....و.... القائمة الطويلة المعروفة، ولكنكم ينبغي اولاً ان تعترفوا بالفشل وتغادروا موقعكم هذا..! ثم اليس هناك سبب أبرز واكبر لفشلكم اكثر من انكم تقولون إن عضويتكم تجاوزت العشرة ملايين، ورغماً عن هذا لم تجدوا فيها من يصلح ان يصبح وزيراً للمالية، فأصبحت انت تجمع بين منصبين رئيس وزراء و وزير مالية..! نحن يا سيد معتز نريد حكومة انتقالية ولا نريد تمثيلاً من القيادات العليا في الجيش، لأنهم الوجه الآخر لكم، نريد انتخابات حرة يشرف عليها المجتمع الدولي وليست انتخابات تقوم على (خج الصناديق).. هذا ما نريده نحن وكل الشعب السوداني، ولدينا من الكفاءات والخبراء والعلماء من يستطيعون ادارة الدولة افضل منكم، ولا يغرنكم من حولكم الذين يصفقون ويهتفون لكم، فهؤلاء منتفعون تقوم مصالحهم على بقائكم..! اما نحن ديل فنحن شذاذ الآفاق ونحن الشيوعيين الذين خرجنا الى الشارع (ما عاوزنكم)، وكل الذين خرجوا يهتفون ضدكم يمثلونا ويمثلون الشعب السوداني كافة. ثم قل لي هؤلاء الشباب والثوار الذين ماتوا في هذه التظاهرات والذين نسأل الله تعالى أن يرحمهم ويغفر لهم ويجعل قبورهم روضةً من رياض الجنة لماذا يموت هؤلاء الشباب الأخضر اليانع؟ يموتون عشان تقعدوا انتو؟! أنتهت مداخلتي والتي اتّسمت بالحدة والانفعال الزائد حتى أنني لم أكن راضية عن نفسي، وأعتقد أنني لو تحدثت بهدوء اكثر لكنت أستطعت توصيل الكثير من النقاط المهمة. السيد رئيس الوزراء معتز موسى قام بالرد على مداخلتي بالكثير من الهدوء والقليل من البرود، حاول ان يكون دبلوماسياً في إجاباته، وتحاشى الحديث عن الشهداء والترحم عليهم او حتى التبرير لعدم أدائهم واجب العزاء .. وذكر ان الحديث عن فشلهم غير صحيح، وانه حديث عاطفي غير عميق، وان هنالك ظروفاً ساهمت في الأزمة الاقتصادية مثل خروج نفط الجنوب والتحديات والظروف التي جابهت البلاد، وقال إنه لا يجمع بين وظيفتين بالمعنى الواضح، لأنه يعتبر عمله كرئيس وزراء عملاً خيرياً، ولا يتقاضى عليه راتباً. واضاف لو ان هناك من يعرف عنه فساداً فليتقدم به ولكن لا ينبغي في ما معناه إطلاق الحديث على عواهنه، واضاف ان جوهر الاحتجاجات وجود آراء مُختلفةٍ ومطلوبات مشروعة، وشبابٌ لهم تطلعات يُعبِّرون عنها يجب الاستماع إليها باحترام..! *خارج السور:* سألني أحدهم عقب المُنتدى إن كنت قد قمت بتسجيل مُداخلتي لرئيس الوزراء في هاتفي، قلت له لم أسجّلها، فأنا لا ابحث عن كسب تاريخي، المهم عندي إيصال رأئي وقد كان!! *المقال الأسفيري رقم ٣١*
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة