|
Re: سيكولوجية التعذيب (Re: نعمات عماد)
|
هذه القصة تشابه إلى حد كبير قصصا أخرى حكاها من قبل أشخاص مروا بتجربة معسكرات الاعتقال النازية ثم المعتقلات العربية في فترات متباينة منذ عقد الستينيات في القرن الماضي وحتى الآن، مما دفع عددا من علماء النفس والاجتماع في أوروبا وأميركا إلى إجراء عدة تجارب لفهم نفسية هذا الإنسان الذي يتحول إلى أقصى حالات الانحطاط البشري حين يتولى منصب السجان، وكان الفيلسوف وعالم الاجتماع البولندي زيجمونت بومان أشهر هؤلاء الذين استنتجوا من التجربة التي أجراها ملليجرام (2)
أن القسوة مرتبطة بنماذج معينة من التفاعل الاجتماعي أكثر من ارتباطها بالصفات الشخصية للجناة، فيقول: "القسوة في أصلها حالة اجتماعية أكثر من كونها سمة من سمات الشخصية، وبالتأكيد يتصرف بعض الأشخاص بقسوة ووحشية إذا ما وَعوا في محيط ينزع سلطة الضغوط الأخلاقية ويضفي شرعية على التجرد من الإنسانية". (3) لكن القسوة التي ينتهجها الجلادون ليست مجرد نمط اجتماعي خارجي، هذا ما أثبتته جامعة ستانفورد الأميركية بتقديم تجربة أخرى تسمى تجربة "سجن ستانفورد" ستضيف بُعدا داخليا مرعبا لفهم سلوك السجانين، حيث أُجريت التجربة في الفترة ما بين 14 إلى 20 أغسطس/آب عام 1971 تحت إشراف فريق من الباحثين يقوده فيليب زيمباردو من جامعة ستانفورد. وقد قام بأداء دور الحراس والسجناء متطوعون وذلك في بناء يحاكي السجن تماما. لكن التجربة سرعان ما تجاوزت حدود السيطرة وأُوقفت باكرا بعد أسبوع واحد، خوفا من إحداث ضرر بالغ بأجسام المشاركين وعقولهم. (4 في تلك التجربة قُسِّم المتطوعون إلى فئتين متساويتين: فئة تلعب دور السجناء، وفئة تلعب دور حراس السجن، وتسلّم الحراس عصي شرطة، وبزات اختاروها بأنفسهم من محل أزياء عسكرية، وزُوّدوا بنظارات عاكسة لتجنب التواصل البصري مع المساجين. وعلى عكس المساجين تمتع الحراس بدوام على شكل دوريات، يعودون إلى بيوتهم بعد انقضائها، لكن عددا منهم صاروا يتطوعون أحيانا لساعات إضافية رغم أنها بدون أجر. أما المساجين فلبسوا رداء فضفاضا من دون ملابس داخلية وصنادل مطاطية، وهو أمر رجح زيمباردو أنه سيجبرهم على التأقلم مع عادات ووضعيات جسمانية غير مألوفة ومزعجة. وقد رُمِز إلى كل سجين برقم عوضا عن اسمه، وقد خيطت الأرقام على ملابسهم، وكان عليهم أن يرتدوا قبعات ضيقة من النايلون لتبدوا رؤوسهم كما لو أنها محلوقة تماما. كما وضعت سلسلة صغيرة عند الكاحل كمنبه دائم على أنهم مسجونون ومضطهدون. وقبل بدء الاختبار بيوم واحد، جُمِع الحراس لحضور جلسة تمهيدية، لكنهم لم يتلقوا أي توجيهات، باستثناء عدم السماح باستخدام العنف الجسدي. وقيل لهم بأن إدارة السجن تقع على عاتقهم، ولهم أن يديروه كما يشاؤون. يتبع
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
سيكولوجية التعذيب | نعمات عماد | 02-06-19, 01:14 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | نعمات عماد | 02-06-19, 01:32 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | مني عمسيب | 02-06-19, 01:33 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | نعمات عماد | 02-06-19, 01:41 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | نعمات عماد | 02-06-19, 01:58 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | نعمات عماد | 02-06-19, 02:27 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | نعمات عماد | 02-06-19, 02:48 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | نعمات عماد | 02-06-19, 02:49 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | نعمات عماد | 02-06-19, 03:03 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | نعمات عماد | 02-06-19, 03:22 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | محمد نور عودو | 02-06-19, 04:02 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | اخلاص عبدالرحمن المشرف | 02-06-19, 04:11 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | نعمات عماد | 02-06-19, 04:58 PM |
Re: سيكولوجية التعذيب | عبدالحفيظ ابوسن | 02-06-19, 05:39 PM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|