سيكولوجية التعذيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-06-2019, 03:22 PM

نعمات عماد
<aنعمات عماد
تاريخ التسجيل: 03-08-2014
مجموع المشاركات: 11404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيكولوجية التعذيب (Re: نعمات عماد)


    وأمام هؤلاء المعاندين الضحايا يضع الجلاد ذاته وقوته على المحك، وكأنه في مبارزة، أو معركة إثبات وجود، "فمن سينتصر على الآخر، ذلك هو التحدي الذي يفجر أقصى حالات ساديته. وبالتالي فالرحمة والتعاطف مستبعدان وملغيان، فهو يتشفى ويتلذذ من رؤية آثار التعذيب على المعتقلين"، وأقصى ما يثير جنونه الغاضب وهياجه الكلي هو فشل فنونه في كسر مقاومة السجين، وانتزاع الاعتراف منه، "فيضعه هذا الفشل أمام عجزه الدفين ونقصه وخصائه وخواء كيانه، لذلك فهو يتفنن في التعذيب ليس من أجل انتزاع الاعتراف، بل من أجل الإحساس بالظفر والقوة والسطوة التي لا تقاوم، وبذلك وحده يجد ذاته ومصدر اعتزازه" (9)، ففي تجربة زيمباردو ظن المتطوعون الذين وقع عليهم الاختيار عشوائيا ليكونوا حراسا أنهم اُختيروا بناء على قوة أجسامهم وقوتهم. (10)
    لكن وراء هذا الاحتراف المهني ونشوة النجاح وسمعة الجلاد الرهيب، القاتل السفاح التي تشعره بالفخر والسعادة، هناك قوة هائلة تغذي هذه النشوة، تتمثل في تفجّر السادية لدى الجلاد وانطلاقها من عقالها، لتكون قوة نفسية دافعة لا يمكن السيطرة عليها
    السادية.. شهوة لا تُقاوم
    "كان الشاويش عبد الهادي، أثناء انشغاله بضرب المعتقلين في طابور يمك "شربة" المساء يصيح بهم في معرض السخرية منهم: خد بالك من اللي في إيدك لتبات حزين. وفي إحدى أمسيات الأسبوع الخامس، سأل الضابط يونس مرعي المعتقلين، واحدا واحدا: إزي اليمك يا ولد؟ وتتفاوت الإجابات، فمن قائل إنه وحش أو مبنقدرش ناكله أو مش بطال، غير أن النتيجة كانت دائما واحدة، وهي أن يونس مرعي، بالاستعانة بعدد من السجانة، ينهال ضربا على كل من يسأله، مع مراعاة أن نصيب من يذم اليمك من الضرب كان أكبر".
    هكذا حكى سعد زهران عن شهوة السخرية والتفنن في إذلال السجناء الذي يصل إلى السادية، ويشرح مصطفى حجازي أن جوهر السادية يكمن بشكل عام في "البحث اليائس عن الأنا والحاجة إلى توكيد الذات، من خلال دفع الضحايا للاستجابة لحقيقة ذاتية: هذا أنا، أنا هنا، يقول السادي: يجب أن تلاحظ وجودي، وإن لم تلاحظه بمحبتي فعليك أن تدركه من خلال ألمك، لأني أنا من يجعلك تتألم، بألمك أفرض عليك الاعتراف بوجودي وحضوري. وجودي يصبح أكثر واقعية بمقدار ما تصبح معاناتك أكبر وبمقدار ما تنكسر وتنهار". (1
    هكذا، تهدف سادية الجلاد إلى "السيطرة على المعتقلين وإذلالهم، تجميدهم، صدهم، إخافتهم، تحقيرهم، وضعهم تحت رحمته، وتحطيم حيويتهم وكثافة كيانهم ومقاومتهم، لأنها تمثل حدا من سطوته وبالتالي تشكك في قدراته وسطوته، وتشكل تهديدا للامتلاء المطلق لكيانه.. والجلاد في سلوكه العدواني، وتفجر ساديته بدون قيود بحاجة ماسة إلى الاطمئنان على قوته وسطوته الذاتية اللامحدودة، وتتناسب هذه الحاجة إلى الاطمئنان للسطوة المطلقة طرديا مع الإحساس الدفين بالتهديد والخواء الداخلي، والعجز واللاقيمة". (11)
    هكذا يملأ الجلاد شعوره الذاتي بالخواء بتحطيم الآخرين وسحق ضحاياه، فيجمد الجلاد السادي ضحاياه كي يتمكن هو من الحركة، ينزلهم إلى مرتبة اللاشيء كي يصبح هو كل شيء، لكنه "خارج المعتقل هو حقيقة لا شيء إنسانيا. إنه النكرة التي لم تجد وسيلة لتحقيق ذاتها إلا من خلال إسقاط كل هزالها وخوائها على ضحاياها الذين انهاروا تحت التعذيب، كما أن الجلاد السادي هو في الحقيقة نكرة أمام رؤسائه وزعيمه، فهو مجرد أداة بالنسبة إليهم، تفقد قيمتها ومكانتها حين تصبح غير فعالة"، وكي يحافظ على مكانته عندهم لا يفتأ يصب ساديته وهوسه بالعنف على ضحاياه، كي يثبت كفاءته باستمرار أمام رؤسائه وأمام نفسه.
    وهكذا تظهر تلك القسوة والانحطاط، وهكذا يتحكم بالبشر هذا الغباء كما سماه أحمد رائف وعلي جريشة، وهكذا يمكن أن نفهم نفسية الجلاد ودوافعه الخفية الخبيثة، التي لم تكن تظهر إلا بوجود سلطة تدعمها وتضفي عليها الشرعية كما أكد زيجمونت باومان، ولولا بيئة انعدام قيود الضمير والأخلاق كما أثبتت تجربة سجن ستانفورد.
    ///////////////////////////////////////////////////////////////////









                  

العنوان الكاتب Date
سيكولوجية التعذيب نعمات عماد02-06-19, 01:14 PM
  Re: سيكولوجية التعذيب نعمات عماد02-06-19, 01:32 PM
  Re: سيكولوجية التعذيب مني عمسيب02-06-19, 01:33 PM
    Re: سيكولوجية التعذيب نعمات عماد02-06-19, 01:41 PM
      Re: سيكولوجية التعذيب نعمات عماد02-06-19, 01:58 PM
        Re: سيكولوجية التعذيب نعمات عماد02-06-19, 02:27 PM
          Re: سيكولوجية التعذيب نعمات عماد02-06-19, 02:48 PM
          Re: سيكولوجية التعذيب نعمات عماد02-06-19, 02:49 PM
            Re: سيكولوجية التعذيب نعمات عماد02-06-19, 03:03 PM
              Re: سيكولوجية التعذيب نعمات عماد02-06-19, 03:22 PM
                Re: سيكولوجية التعذيب محمد نور عودو02-06-19, 04:02 PM
                Re: سيكولوجية التعذيب اخلاص عبدالرحمن المشرف02-06-19, 04:11 PM
                  Re: سيكولوجية التعذيب نعمات عماد02-06-19, 04:58 PM
                    Re: سيكولوجية التعذيب عبدالحفيظ ابوسن02-06-19, 05:39 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de