من ملامح الأصالة في أدب عبد الله الطيب.......د. محمد وقيع الله أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 10:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2006, 02:26 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من ملامح الأصالة في أدب عبد الله الطيب.......د. محمد وقيع الله أحمد

    من ملامح الأصالة في أدب عبد الله الطيب

    د. محمد وقيع الله أحمد
    [email protected]

    (إهداء لفضيلة شيخنا الدكتور يوسف بن سليمان بن الطاهر .. حفظه الله )

    في ختام أحد المؤتمرات الأدبية تكاثر الصحفيون والمصورون على ناحية الأستاذ الطيب صالح الذي كان أحد حضور النَّدِيِّ، والكل يحدث نفسه بالفوز بحديث منه أو بصورة مستطرفة، فهبَّ الأستاذ واقفاً يهتف فيهم بعجب: أنتم ترونني أجلس مع أستاذي شيخ العروبة الدكتور عبدالله الطيب صاحب كتاب(المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها ) ومع ذلك تزورُّون عنه، وترومون حديثاً مني أو صورة!

    حقاً فلقد كان الشيخ عبدالله الطيب أولى بحفاوة الصحفيين والمصورين، ومن قبلهم نقاد الأدب العربي، ولكنه كان يحلِّق في أفق عالٍ لا يدنو منه جُلُّ هؤلاء، ولذا ضاع بينهم صيته، وقلت شهرته، حتى أن أحد أغرار النقاد- ويبدو أنه لم يتح له أن يعرف عبدالله الطيب جيداً - كتب له مرة له مرة يخبره بأنه سيفسح له مجالاً بصحيفته لينشر إنتاجه فيه، لأنه يحب أن يشجع الأدباء الناشئين. وقد روى لي عبدالله الطيب هذه الواقعة، في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وهو يضحك، قائلاً : إنها تدل ولا شك، على حسن نية، بيد أنها جاءت متأخرة بعد أن تقدمت بي السن جداً وبحيث أمسى لا يجدي التشجيع!!

    محنة المستشرقين معه :

    وإذا كان ذاك هو بعض حظه مع أنصاف المتأدبين والنقاد، فإن الإنصاف يقتضي أن نذكر أن كبار الأدباء والعلماء كطه حسين، ومحمود محمد شاكر، ويحي الجبوري، وغيرهم قد اعترفوا بتفوق عبد الله الطيب. وقد أفاض الدكتور طه حسين خاصة في الاشادة بعلمه وأدبه من قديم، فقد كتب في تقديم كتابه التأسيسي آنف الذكر، قائلاً: " هذا كتاب ممتع إلى أبعد غايات الامتاع، لا أعرف أن مثله أتيح لنا في هذا العصر الحديث. ولست أقول هذا متكثِّراً أو غالياً، أو مؤثراً إرضاء صاحبه، وإنما أقوله عن ثقة وعن بينة، ويكفي أني لم أكن أعرف الأستاذ المؤلف قبل أن يزورني ذات يوم، ويتحدث إليَّ في كتابه هذا، ثم لم أكد أقرأ منه فصولاً، حتى رأيت الرضا عنه، والإعجاب به، يُفرضان عليَّ فرضاً.

    ... وأنا سعيد بتقديم كتابه هذا إلى القراء، لأني إنما أقدم إليهم طُرفة أدبية نادرة حقاً، لن ينقضي الإعجاب بها، والرضى عنها بمجرد الفراغ من قراءتها، ولكنها ستترك في نفوس الذين سيقرأونها آثاراً باقية، وستدفع كثيراً منهم إلى الدرس والاستقصاء، والمراجعة والمخاصمة. وخير الآثار الأدبية عندي، وعند كثير من الناس، ما أثار القلق، وأغرى بالاستزادة من العلم، ودفع إلى المناقشة وحسن الاختبار"[1].

    وقد كان المستشرقون قد خبروا عبدالله الطيب تلميذاً ناضجاً بين أيديهم في أوروبا، وعجموا عوده فاستعصى عليهم، وحاروا في أمره، ولكن لم ييأسوا من ترويضه وتطويعه فبعثوا به ـ بتوصية مكتوبة ـ إلى وكيلهم في الشرق الدكتور طه حسين الذي حَارَ بدوره ماذا يفعل به، أو ماذا يفعل معه، فكتب ما كتب في تزكيته والاعتراف بقوة منهجه في البحث والتحليل في ذلك الكتاب المعجب، الذي زاد عليه من بعد عدة مجلدات استوفى بها البحث في الموضوع، وترك من بعده مفاتيح فهم أشعار العرب متاحة لمن يشاء.

    ومن الطريف أن نلاحظ أن عبدالله الطيب يتعرض في الأجزاء اللاحقة من كتاب (المرشد) لنقد طه حسين ويتصدَّى لتقويض أطروحتيه الجامحتين عن الشعر الجاهلي، وشعراء القرن الرابع الهجري. في الأطروحة الأولى ادعى طه حسين ، نقلاً عن شيخه ديفيد صمويل مرغليوث ، أن الشعر الجاهلي منتحل لا أصل له، وأن القرآن هو أصدق مرآة للعصر الجاهلي. وقد أبان عبدالله الطيب عن أن صاحب الأطروحة الأصيل مرغليوث ـ وقد عرفه عبدالله الطيب أفضل من معرفة طه حسين به، لإجادة عبدالله الطيب للانجليزية دون طه حسين الذي لم يخبرها ـ لم يكن يعرف من العربية إلا ألفاظها القاموسية، وكان يترجم الشعر العربي إلى الانجليزية مستعيناً بالمعاجم ويتذوقه على ذلك النحو، ثم يبيح لنفسه أن يصبح ناقداً خبيراً بشؤونه، ومنظراً لأصوله، ولذلك السبب عينه أنحى عبدالله الطيب باللائمة على أحمد شوقي لمَّا كتب صفحة ونيف في ديوانه يثني على هذا الأعجم الثناء المستطاب ويهديه قصيدته المعجبة عن النيل[2].

    وأما أطروحة ( حديث الأربعاء ) التي استعرض فيها طه حسين نماذج من شعر القرن الرابع الهجري، وحلا له على إثر ذلك أن ـ يستنتج أن القرن الرابع الهجري كان قرن شك ومجون لأن من أقطابه الكبار أبا نواس وبشار والعباس بن الأحنف ومسلم بن الوليد وغيرهم من شعراء الرفث والفحش،[3] فقد رد عليها عبدالله الطيب قائلاً: " وما أرى ضلالاً في الرأي أكبر مما ذهب إليه بعضهم من أن انحلال ترف الحياة في الحجاز هو السبب الاجتماعي الذي يمت إليه غزل عمر وأضرابه. فالقائلون بهذا القول ينسون أن الحجاز كان موطن الفقه والنسك والعبادلة وتلاميذهم كعطاء ومجاهد وعكرمة، وموطن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وهشام بن عروة وابن عمر وتلميذه نافع، وموطن مالك وابن إسحاق . نعم لا يخلو من اللهو زمان أو مكان. ولكن الزعم لمجتمع كان أمر الدين عليه أغلب أنه كان مجتمع انحلال، ذلك خطأ بلا ريب" .[4]

    فهذا هو التحليل النقدي البنيوي الحق، وإن لم يكن عبدالله الطيب ممن يدعيه ولا ممن تزدهيه شعارات النقاد المعاصرين الأدعياء. وأما تأسيس نظرية بتلك الخطورة عن الأجواء الاجتماعية للقرن الرابع الهجري فلا يكفي فيه النظر الجزئي الانتقائي الذي اعتمده طه حسين، فهذا لا يعدو أن يكون :" ضلالاً في الرأي ". ولا جَرَمَ أن تجتمع لنظرية في هذا المنحى كل العوامل القوية المؤثرة حتى يعتد بها، أو حتى لمجرد أن تطرح للنقاش والاختبار. ودون ذلك يحق القول للقائل أن يقول إن الأمة الإسلامية التي نهضت بالعلماء والزهاد والمجاهدين، هيهات أن يعشش فيها الشك والزندقة والانحلال والفجور لمجرد ظهور شعراء غواة ثاب بعدهم إلى الرشد بفضل من الله، ثم بتأثير من أولئك العلماء الزهاد المجاهدين الأعلام.

    هذه الدعوى التي تولى كبرها طه حسين وانقضَّ عليها عبدالله الطيب، فأبان عن زيفها وعُوَارها، يتجمع لإحيائها اليوم الشعراء الشعوبيون، يقود لواءهم المدعو أدونيس، هذا الذي غدا ينفث كل ما أضمره أو باح به غلاة المستشرقين من عَدَاة العروبة والإسلام، وها هم أولاء تلاميذه يوجهون سهامهم لكل خصائص الأدب العربي لا يستثنون منها الثقافة التي تظله ولا اللغة التي تُقلُّه، بل يوجهون إليها سهامهم أول ما يكون، ولا يوقرون أحداً كما يوقرون بشاراً وأبا نواس!

    وحدة القصيد :

    ولما كانت لفتنة على أشدها، والإعجاب بأدب المدعو ( ت س إيليوت" ) ولآداب الحداثية الأوروبية يعشى أبصار بعض الشعراء والنقاد العرب، كتب الدكتورعبدالله الطيب في ( المرشد ) ينعي عليهم نزعة تقليد الغير ـ عن غير بصيرة ـ ويستنكر إنكارهم لوحدة الموضوع في القصيد العربي الذي زعموا أنه مفكك الأواصر ومبعثر الخواطر.

    وفي وجه تلك الدعوى الغليظة نهض عبدالله الطيب ليقرر أن وحدة القصيد العربي لا تتأتى من وحدة موضوعه، وإنما من صِبْغَةِ الكلام وروحه، و:" إن حال الجذب والانفعال التي ترافق تطلع الشاعر إلى اقتناص الوزن المناسب والقافية المواتية، هي نفسها التي تصبغ كلامه كله بصبغٍ واحد، وتشيع فيه روحاً واحداً، وتجعله ذا نفس واحد متصل، وهي في رأينا سرُّ الوحدة عند الشاعر العربي، وجوهر الروح العاطفي في كلامه، تفيض أول أمرها نغماً صرفاً، ثم تتسرب بعد ذلك في مسارب القول "[5] .وشيَّد عبدالله الطيب في سبيل تأكيد ذلك، النظرية التي أفاض في إقامة الأدلة المتكاثرة على صحتها في المجلد الأول من كتاب ( المرشد ) حيث أبان بإقناع وامتاع متصاحبين عن أن لكل بحر من بحور الشعر العربي روحاً ونفَساً خاصاً يميِّزه عما سواه.

    هذا ولم يكن شأن الوحدة والاتساق في القريض خافياً على شعراء العرب القدماء بل كانوا يعيِّرون من يخلو شعره منها كقول القائل : " أنا أقول البيت وأخاه، وأنت تقول البيت وابن عمه "! وكقول الشانيء:

    وشِعْرٌ كبعرِ الكبشِ فرَّق بينه

    لسانٌ دعِيٌّ في القريضِ دخيلُ!

    فمن يَعرُو شعره التفكك والتقاطع إنما هو ـ حسب تواضع شعراء الضاد القدامى ـ دعيٌّ على دنيا القريض أقحم نفسه عليها وأحرى به أن يخرج عنها وهو راغم. فقد كانوا متنبهين وعلى غاية التيقظ لكل ذلك قبل أن يتطوع لتنبيههم النقاد المحدثون الذين اطلعوا على بعض شعر الغرب وحملوا إرجاف المستشرقين الأعاجم الذين ما كانوا أدباء في بلادهم فادعوا ـ لذلك ـ خبرة بأدب أمة أتى لهم أن يتذوقوا عصارة فنها الشعري العظيم [6].

    وقد ردَّ عبدالله الطيب دعوى المستشرقين بفقدان الشعر العربي لخاصة الوحدة والاتساق إلى ظلال آراء العنصرية التي كانت نافقة في القرن التاسع عشر بأوروبا، وهي الدعوى التي خيَّلت إليهم أن أوروبا وحدها مصدر الفكر والعلم والأدب والفن ومصدِّرته إلى العالم أجمع، وقد ظلت تلك الدعوى نافقة بدرجات متفاوتة في أسواق الحضارة إلى أن طلع كتاب مارتن بيرنال الشهير في عام 1987م عن ( أثينا السوداء ) الذي قطع بأن جُلَّ أصول الحضارة اليونانية إنما وفدت إلى أثينا من إفريقيا السوداء!

    قيود الفن الشعري :

    وقد أخذ عبدالله الطيب على من دعوا إلى وحدة القصيد من النقاد المحدثين تبرمهم بعمود الشعر ووحدة القافية وزعمهم أنها تسوم الشاعر عنتاً ورهقاً غير لازمين ولا مُجديين ، وأنها ربما قادت ـ حسب زعمهم الفاسد ـ إلى تزييف المشاعر وسوق القول بما يرضي ويحفظ جلال القافية الرتيبة.

    وهنا يقول عبدالله الطيب: "هذا ولقد يعيب بعض المعاصرين على الشاعر العربي ما وقع فيه من هذه الكلفة ولاسيما كلفة القافية الواحدة، يزعمون أنها تُجحف بالمعاني من أجل تصيُّد الشاعر للألفاظ المتشابهة الرَّوِيِّ ، وأنها تجحف بالنغم من أجل تكرر جرسها ورتابته. وقد ذكرنا في المرشد الأول أن الشاعر العربي المُلمُّ بمادة اللغة لا يجد عسراً في القافية من حيث هي سجع وروي إذ اللغة العربية غنية بالكلمات المتشابهات الأواخر، وطبيعة بنيتها خصبة بالأسجاع. ونزيد ههنا أن دعوى الرتابة باطلة تدل على وهم عظيم وفساد في الإدراك ذلك بأن جرس القافية، كما قلنا من قبل، ما هو إلا تكييف لرنة الوزن المجرد المبني عليه عروض البيت. ومتى كان هذا الجرس منبعثاً من روي واحد في القصيدة الواحدة، كان أدعى إلى إحكام موسيقاها وإتقانها " [7].

    وهكذا فإن وحدة القافية لا تجحف بالمعاني بالضرورة، بل ربما أحكمتها وأكدتها وصورتها بياناً عجباً، وهذا هو المعنى الذي أوضحه الأستاذ الأكبر عباس محمود العقاد في أيام تصديه لذلك الضرب الدعي من النقاد، فاستعرض معهم أبياتاً من الشعر بدت فيه كلمات بعينها وكأنها اجتلبت لحفظ القافية أو الوزن، أو كليهما، مثل كلمات ( الهيكل " و ( من عَلٍ ) و( المتنزِّل ) في أبيات إمرىء القيس الشهيرة. وقال إن هذه الكلمات قد جاءت، ولا ريب، لوزن القافية اللامية: و " لكن هل هي زيادة ؟ كلا.. ونجرب حذف [الهيكل ] [ لنرى كيف ينقص المعنى والأثر ولو كان من الكلام المنثور. نقول مثلاً: [ إننا نغدو مبكرين قبل نهوض الطير بمنجرد قيد الأوابد ] فنسمع وصفاً للسرعة ولا نسمع وصفاً للشكل والحجم والمنظر، وإنما يتم ذلك كله حين نقول إنه قيد الأوابد هيكل، أي أنه ضخم جسيم. ولقد يقال إن كلمة أخرى تحل محل [ هيكل [ حين نقول: " ضخم أو جسيم أو مكين" فهل ترانا نشعر بأثر لهذه الكلمات كما شعرنا بأثر الهيكل فيما حققته الكلمة من وصف الجسامة والصورة والمثال، جواب ذلك عند من يتهمون القافية بزيادة الفضول، إن لم يكن جوابهم هنا من فضول المقال" [8] ! كذلك كانت تلك العصبة الناقدة تناقض نفسها وتهدم مطالبها بوحدة القصيد العربي عندما تدعو لتفكيك عموده، والتخلي عن أوزانه، بل التخلي عن قواعد الفن الشعري العربي عموماً، وكأن الشعر العربي هو الفن الوحيد الذي لا قاعدة له من بين سائر الفنون

    الشعر المسرحي والملحمي :

    ويلحق بدعوى فقدان اتساق الشعر زعم آخر أجهز عليه صاحب المرشد، وهو الزعم المستطيل القائل بعدم بروز النزعة المسرحية في الشعر العربي. وقد فهم من قالوا بذلك أن المسرح ليس سوى المسرح التمثيلي اليوناني الذي يقلده المسرح الأوروبي الحديث.

    وأما عند صاحب " المرشد فإنما المهم هو جوهر الأداء المسرحي، وهذا بارز جداً في الشعر العربي، إذ أن التبليغ الواضح بمكافحة اللسان والبيان كان أكبر وسائل العرب في نقل الأخبار.. وهذا كان يقتضي المسرحية في التعبير ضربة لازب "[9] .

    ولذا صار الشاعر بحكم طريقته المباشرة لإدارة التبليغ >مسرحياً في جُلِّ تعبيره، قصصياً، واصفاً في كثير منه، مطرباً، ممتعاً، متغنياً في كثير منه، فاجتمعت بذلك لديه في مذهبه الواحد فنون الشعر الثلاثة التي زعمها نقاد الأفرنج وغيرها مما لم يذكروه كالذي رأيت من اشتباك الكناية، والرمز، والوحي، والتلميح"[10]، فجوهر المسرح ـ عند عبدالله الطيب ـ هو الخطابة التي تشخِّص الحالات المختلفة بالصوت، أما اتخاذ المكان المعين، وهو المسرح الخشبي الذي يتقدم النظارة، فإنما هو من باب تجويد الأداء لا غير، ثم إنه قد يؤدي إلى نوع افتئات على ذكاء المشاهد وخياله، وبذلك يبقى التشخيص الخطابي أدخل في عالم الفن والشعر السامي من الأداء التمثيلي الروائي الشعري وهذا هو ما حاول شوقي أن ينظم فيه مقلداً الفن الذي لدى الغربيين فهوى عن مناطه الرفيع في عالم الشعر العربي الطليق.

    وما أقرَّ عبدالله الطيب نقاد تراث الشعر العربي الذين اتهموه بالتخلف عن اللحاق بركب الشعر الملحمي الغربي، وفي رأيه فإن تقسيم الشعر ـ إطلاقاً ـ إلى ملحمي وغنائي تقسيم باطل مضلل لأنه ينقل معايير حضارة إلى حضارة أخرى لها أصولها وفنونها التي تشبهها ولا تشبه ما في الحضارات الأخرى، وليس في ذلك مَعَرَّة ولا نقص، ولا يدين الغربيون آدابهم بنكوصها عن الاستجابة لما تتطلبه تقاليد الثقافات الأخرى. وقد ساء عبدالله الطيب أن يشيد باحث كبير كأحمد أمين بأرجوزة ابن المعتز قائلاً إنها تسدُّ بعض النقص في الشعر العربي من حيث أنه خالٍ من فن الملاحم فقال رداً عليه قائلاً : " ولو لا ما اتصف به العلامة أحمد أمين من الجد في البحث، وصدق الحدس، ونفاذ البصيرة، لم يكن الناقد لينوط كبير اهتمام بملاحظته هذه. وآمل ألا يكون العلامة أحمد أمين قالها وهو جاد حقاً ـ أعني وهو يعتقد أن في أدب العربية نقصاً عظيماً من حيث خلوِّه من الملاحم. فللعرب أسلوب في النظم يختلف اختلافاً ظاهراً عن أسلوب العجم، ولا يستطيع أحد أن يعيب الشعر الانجليزي مثلاً بأنه خالٍ من نعت الأطلال، والبكاء على الدُّمن، كما لا يستطيع أن يزعم أن قصيدة " جون كيتس " في " البلبل " تسدُّ نقصاً في الشعر الانجليزي لأنها تذهب إلى قريب من مذهب القصيدة العربية لاستهلالها بشيء شبيه بالنسيب والغناء الحزين، من ذكر الهمِّ، والأشجان ونعت الخمر، وصفتها بالعتق، وأنها خبئت في عمق الأرض"[11] .

    نقد التحضر المصطنع :

    وقد صدق عبدالله الطيب، فليس للعجم بأوروبا عقدة في استضعاف الذات تدعوهم إلى توهم نقص في آدابهم، لا في الجوهر ولا في المظهر، وإنما تلكم هي العقدة التي تستحكم ببعض نقادنا وشعرائنا وتسوقهم صوب التقليد بغير تبصر أو رشد، وإلا فأي شيء غير التحضر المصطنع يجعل من أبي القاسم الشابي، ابن التراث، وخريج الجامعة الزيتونية، وابن القاضي الشرعي ــ يحتشد بمعاني وحدة الوجود والرموز النصرانية في شعره؟!

    وبملاحظة عبدالله الطيب لكل ذلك يقول:" وأناشيده ليست من أغاني عرس العرب ولا ليلات نشيد الأذكار الصوفية والمدئح النبوية ولكن من توهم ترانيم كنسية في القلب. ومن العجب أن إيليا أبي ماضي ليس في نونيته ـ يقصد قصيدة وطن النجوم ـ من الكنسيات ما في دالية الشابي "[12] ! ويعني بها قصيدته الذائعة المسماة " صلوات في هيكل الحب! " وقد استقصى فيها صاحب " المرشد " كثيراً من المفردات والايحاءات والايماءات والظلال الكنسية!

    ذلك الانتماء المتفسح لمحه صاحب المرشد أيضاً في بعض شعر محمود حسن اسماعيل كقصيدة ( شاعر الفجر المؤذن ) في ديوان ( الكوخ ) إذ قال الشاعر في تقديمها: " في ذلك الصوت العميق الذي يهتف في صمت السحر من القباب والمآذن تتدفق روحية الشرق ويهتز بأشباح وطيوف شعرية هفافة ".. وانتقد عبدالله الطيب ذلك التقديم قائلاً: " لا يعجبني قوله ـ روحية الشرق ـ في معرض الحديث عن الأذان. ولو قال ـ روحية الإسلام، أو الدين الحنيف ـ لكان أجود. وذكر الشرق كأنه ينظر إلى الأمر من عينٍ صليبية مستشرقة تضع الإسلام والبوذية والهندوكية معاً في زخرف اسمه الشرق. وعند الإسلام أن هؤلاء مع أهل الصليبية كلهم شرك "[13] . فليس سديداً أن يتقمص المرء مشاعر خصومه الحضاريين وأفكارهم وينظر إلى نفسه من خلال منظارهم الغريب!

    وشيوع الرموز الدينية غير الإسلامية في الشعر العربي الحديث لم تخطئه عين صاحب ( المرشد ) في شعر عبد الوهاب البياتي،، فها هو يتناول بالنقد أبياتاً له جاء في بعضها: " تمنح أشباه الرجال العور والأذناب صكوك غفران بلا حساب " [14]. فقال رداً عليه: " ومالنا نحن المسلمون ولصكوك غفران بلا حساب "؟! وعندما قال البياتي: " يثأر للحقيقة الممتهنة، يحمل في ضلوعه صليبه ووطنه "، سأله عبدالله الطيب محتداً: "وما صلة الحروف المؤمنة والوطن المسلم بحمل الصليب؟ وأي شيء تكون دلالة ـ يحمل صليبه ـ عند قاريء مسلم لم يتنصَّر فكره بعد؟! "[15] .

    وأخذ عليه قوله في قصيدته ( انتظار الأباريق المهشمة) : ( صلُّوا لأجلي ) ، قائلاً إن ذلك التعبير مترجم حرفياً من عبارة:

    ) Pray for me (

    وهي انجليزية، والعربية تقول: أدع لي أو صلِّ عليَّ .ولكن الشاعر فرَّ من هاتين العبارتين لأن فيهما روح الأصالة الدينية الإسلامية التي لم يشأ أن يُرى مقترناً بها!

    والطريف أن صاحب " المرشد " قام بإعادة تركيب أبيات قصيدة " انتظار الأباريق المهشمة "، فإذا بها تقليدية النظم على بحر الكامل، ولكن صاحبها المفتون نفر من القالب والبحر الخليلي العتيق حتى لا يتهم بأن فيه أَثارةٌ من تراث الضاد!

    لم يوفر شوقياً من النقد :

    هذا ولم ينج شاعر فحل كشوقي عندما انحدر إلى دعاوى الجاهلية القومية من نقد العميد. ففي تحليله وتعليله لأسباب هبوط شعر شوقي وبروده عندما نظم قصائده الأربع في ( توت عنخ آمون ) وغيرها، قال إن شوقياً قد أُتِي من ناحية علمه بالتاريخ. ذلك التاريخ الذي كان يحيط بتفاصيله ودقائقه، ولكنه لا ينفعل به، لأنه تاريخ غير إسلامي: " ومهما يبلغ إيمان شوقي بوطنه وتعصبه لتاريخه، فإنه ما كان ليبلغ عمق اعتقاد أوميروس في خرافاته وآلهته، كلا ولا عمق اعتقاد دانتي في نصرانيته، أو ملتون في بيورتانيته، أقول هذا على تقدير التسليم بأن شوقياً لم يكن له من دين إلا حب مصر، والتعصب لها، مع أن الحقيقة التي لا يمكن دفعها أنه كان مسلماً صادق العقيدة، وأن غرامه بمصر كان طرفاً من غرام أبرع وأوسع هو غرامه بلغة العرب. ومدنيتهم، وبالإسلام كما تجلَّى أيام الرشيد وهشام، وكما كان يودّه أن يتجلى في دولة بني عثمان "[16] ، يقصد دولة الخلافة الإسلامية في تركيا في العصر الحديث.

    ويؤكد عبدالله الطيب نظريته تلك من دراسة نظم شوقي التعليمي الجاف في قصيدة (

    كبار الحوادث في وادي النيل ) وقد وصف نظمها بأنه جاء: "كنثر علماء الانثربولوجيا وتطور الأديان "،ثم ضاهاها بقصيدة بديعة لشوقي، تجلى فيها، رغم أنها جاءت في أضعف بحور الشعر العربي وهو بحر الرجز المزدوج، وما ذاك إلا لأنه كان منفعلاً فيها انفعالاً صادقاً بقيم الإسلام، وهي القصيدة التي يقول فيها:



    يا يوم صفين بمن قضاكا

    هل أنصف الجمعان إذ خاضاكا!

    وقد عقب عبدالله الطيب بعد أن أورد أبياتاً منها على سبيل التمثيل قائلا: " انظر إليه كيف حمى وتشيَّع، وفي " الهمزية " كيف برد وتعثَّر، وقد أتى شوقي من جهة عقله وثقافته وبيئته، فقد كان يحسب الإشادة بتاريخ مصر عن طريق النظم ديناً عليه واجباً قضاؤه، وفرضاً لازماً أداؤه، وقد أعماه هذا الضلال والتمذهب الفكري عما في خويصة نفسه من حب مصر المسلمة حامية الإسلام، لا الوثنية بانية الأهرام، وهمزيته الطويلة هذه شاهد عدل على أن الشاعر إذا جرى على غير طبيعته زل وانكبَّ، وما لقي ما أحبَّ، إذ ليست فيها على طولها إلا رتابة تتبع رتابة، وقواف مفتعلة افتعالاً، كأنما اقتنصها صاحبها من القاموس، وعنت شبيه بالعنت الذي في لامية الأفعال، ولا تجد فيها مما يستحق الاستحسان إلا نتفاً" [17].

    وفي المرات الكثيرةالتي عرض فيها عبدالله الطيب في " المرشد "أو غيره من كتبه ومقالاته لشعر شوقي أبدى رأياً حسناً فيه، وأظهر تأثره وتأثر جيله العميق به. وفي المرات القليلة التي انتقده فيها أشار إلى برود عواطفه في مراثيه أو تقمصه للوجه القومي الإقليمي الفرعوني كما في المقتطف السابق، وعنى بإيضاح أثر زيف العاطفة في بناء القريض.

    خاتـــمة :

    وهكذا كان عبدالله الطيب منصفاً في تحليل الشعر ونقده، ولا يظنن ظان أنه كان خصيماً مبيناً لكل جديد مستحدث. كلا، فقد نظم شعراً مسرحياً حسناً سماه " زواج السمر" لم يقصد به تقليد النظم المسرحي الغربي، ولا الاستدراك على النظم الشعري العربي، وكتب شعراً حراً ثرًّاً، حيث لم يكن المنكر عنده نظم الشعر الحر، وإنما شجب الشعر العمودي الأصيل.

    وأصدر اختياراً شعرياً على غرار حماسة أبي تمام سماه "الحماسة الصغرى" ضمَّنه قدراً من الشعر الحر الجيد، وماشى الجديد وقبل به، متى ما ماشى الجديد تراث الشعر العربي القديم وارتضاه.

    وبعد ذلك فقد كان عبدالله الطيب يجيد اللغتين الانجليزية والفرنسية ويقرأ بهما روائع الأدب الإفرنجي، وله استحسان كبير لشعر شكسبير، ودراسة فنية طريفة للصور الشعرية عند ت.إس. إيليوت تعقب فيها انتهابه للكثير من صوره من آيات القرآن الكريم وتراث الشعر العربي الذي كان قد ترجم قديماً إلى اللغات الأوروبية، وقد أحزن بتلك الدراسة كثيراً من معاشر شعرائنا ومتشاعرينا المفتونين بشعر ت.إس.إيليوت وأولئك الذين نصبوه مثالاً ينبغي أن يتقفى أثره الشعر العربي الحديث.

    حياة طويلة تلك التي عاشها الشيخ عبدالله الطيب المجذوب على هذا النهج المستبين، نافح فيها عن تراث الفصحى، وأعلى لواءها في الخافقين. ولئن غمطه النقاد وأهل الصحف حقه من الذيوع والانتشار ـ كما لحظ ذاك بحق الأستاذ الطيب صالح ـ فلقد ترك من ورائه تلاميذ كثراً حيث واظب على مهنة التعليم ـ في كافة مراحله ـ لأكثر من نصف قرن، وتلك الثلة من التلاميذ الأوفياء هم الرصيد الأبقى والأجدى من محض الشهرة والتلميع الإعلامي .


    --------------------------------------------------------------------------------

    [1]عبدالله الطيب، المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها، مكتبة مصطفى الحلبي، القاهرة 1374هـ ص 5 ـ 6.

    [2] جاء في مطلع ذلك الإهداء المسجوع : " إلى الأستاذ مرغليوث مدرس اللغة العربية في جامعة أكسفورد .. أيها الأستاذ الكريم : تذكرت أثينا مدينة الحكمة في الدهور الخالية، وأياماً غنمناها على رسومها العافية، وأطلالها البالية، فكأني أنظر إلى المؤتمر، علماؤه الهالة، وأنت القمر، او زُمَرُ الحجيج، وأنت حادي الزُّمر "! راجع الشوقيات، مطبعة الاستقامة، القاهرة،1964م، المجلد الثاني، ص 63.

    [3] طه حسين، حديث الأربعاء، دار المعارف، القاهرة 1964م المجلد الثاني ص 22 .

    4 عبدالله الطيب، المرشد ، مرجع سابق، دار الفكر، بيروت، بدون تاريخ، المجلد الثالث ص 43.

    المرجع ااسابق، المجلد الثالث، ص 310[5]

    قال العلامة محمود محمد شاكر في تفسير امتهان بعض المستشرقين للكتابة في الأدب العربي: "إن جمهرتهم غير قادرة أصلاً على تذوق الآداب تذوقاً يجعلها حية في نفوسهم قبل أن يكتبوا، وهم أيضاً مسلوبو القدرة على أن يبلغوا في لسانهم الذي ارتضعوه مع لبان أمهاتهم مبلغاً من الذوق، يعينهم على التعبير عنه تعبيراً يتيح لأحدهم أن يكون له شأن يذكر في آداب لسانه. ولهذا العجز آثروا أن يكون لهم ذكر بالكتابة في شأن لغات أخرى يجهلها أقوامهم، وهذا الجهل يستر عوراتهم عند من يقرأ لهم من بني جلدتهم". راجع كتابه "ا لمتنبي" دار المدني، القاهرة، 1407هـ ص 13. [6]

    عباس محمود العقاد، ديوان العقاد، مطبعة الصيانة، أسوان، 1967، ص10.[7]

    المرجع السابق ص11. [8]

    عبد الله الطيب،المرشد، المجلد الثالث ص 361.[9]

    المرجع السابق ص .361[10]

    المرشد، المجلد الأول ص 296 ـ 297. [11]

    المرشد، المجلد الرابع القسم الثاني ص 613. [12]

    المرجع السابق، ص 643. [13]

    المرجع السابق، ص 661. [14]

    المرجع السابق، ص 662. [15]

    المرشد، المجلد الأول ص 252 ـ 253. [16]

    المرجع السابق ص 255. [17]


    --------------------------------------------------------------------------------



                  

05-05-2006, 00:56 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من ملامح الأصالة في أدب عبد الله الطيب.......د. محمد وقيع الله أحمد (Re: munswor almophtah)

    هذا ولم ينج شاعر فحل كشوقي عندما انحدر إلى دعاوى الجاهلية القومية من نقد العميد. ففي تحليله وتعليله لأسباب هبوط شعر شوقي وبروده عندما نظم قصائده الأربع في ( توت عنخ آمون ) وغيرها، قال إن شوقياً قد أُتِي من ناحية علمه بالتاريخ. ذلك التاريخ الذي كان يحيط بتفاصيله ودقائقه، ولكنه لا ينفعل به، لأنه تاريخ غير إسلامي: " ومهما يبلغ إيمان شوقي بوطنه وتعصبه لتاريخه، فإنه ما كان ليبلغ عمق اعتقاد أوميروس في خرافاته وآلهته، كلا ولا عمق اعتقاد دانتي في نصرانيته، أو ملتون في بيورتانيته، أقول هذا على تقدير التسليم بأن شوقياً لم يكن له من دين إلا حب مصر، والتعصب لها، مع أن الحقيقة التي لا يمكن دفعها أنه كان مسلماً صادق العقيدة، وأن غرامه بمصر كان طرفاً من غرام أبرع وأوسع هو غرامه بلغة العرب. ومدنيتهم، وبالإسلام كما تجلَّى أيام الرشيد وهشام، وكما كان يودّه أن يتجلى في دولة بني عثمان "[16] ، يقصد دولة الخلافة الإسلامية في تركيا في العصر الحديث
                  

05-05-2006, 04:44 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من ملامح الأصالة في أدب عبد الله الطيب.......د. محمد وقيع الله أحمد (Re: munswor almophtah)

    وفي وجه تلك الدعوى الغليظة نهض عبدالله الطيب ليقرر أن وحدة القصيد العربي لا تتأتى من وحدة موضوعه، وإنما من صِبْغَةِ الكلام وروحه، و:" إن حال الجذب والانفعال التي ترافق تطلع الشاعر إلى اقتناص الوزن المناسب والقافية المواتية، هي نفسها التي تصبغ كلامه كله بصبغٍ واحد، وتشيع فيه روحاً واحداً، وتجعله ذا نفس واحد متصل، وهي في رأينا سرُّ الوحدة عند الشاعر العربي، وجوهر الروح العاطفي في كلامه، تفيض أول أمرها نغماً صرفاً، ثم تتسرب بعد ذلك في مسارب القول "[5] .وشيَّد عبدالله الطيب في سبيل تأكيد ذلك، النظرية التي أفاض في إقامة الأدلة المتكاثرة على صحتها في المجلد الأول من كتاب ( المرشد ) حيث أبان بإقناع وامتاع متصاحبين عن أن لكل بحر من بحور الشعر العربي روحاً ونفَساً خاصاً يميِّزه عما سواه.
                  

05-05-2006, 04:51 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من ملامح الأصالة في أدب عبد الله الطيب.......د. محمد وقيع الله أحمد (Re: munswor almophtah)

    منصور المنصور أنت أنسان مميز وفي ملامح أصالة أكثر من العندك...
    تحياتى لك أيها الأنسان السودانى الجميل والأصيل..
                  

05-05-2006, 07:07 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من ملامح الأصالة في أدب عبد الله الطيب.......د. محمد وقيع الله أحمد (Re: هشام مدنى)

    الأستاذ هشام مدنى أين أنت فهكذا يتساقطون عنا كوكبا إثر كوكب وفرقدا إثر فرقد فقد خرت تلك المجره والفلك التى فيها ذلكم العلامه والحبر الفهامه وقبل أن نفيق تلك الصعقة يخر كوكبا آخر أخترنا أن يكون برجنا أجمعين فأنهار الحلم قبيل أن يتحقق ألا رحم الله عبدالله الطيب المجذوب ورحم الشاب سليل الشيخ إسماعيل الولى الأستاذ محمد إسماعيل الأزهرى رحمة واسعه.......................



    ولك أستاذى خالص الود والسلام


    منصور
                  

05-06-2006, 03:41 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من ملامح الأصالة في أدب عبد الله الطيب.......د. محمد وقيع الله أحمد (Re: munswor almophtah)

    فهذا هو التحليل النقدي البنيوي الحق، وإن لم يكن عبدالله الطيب ممن يدعيه ولا ممن تزدهيه شعارات النقاد المعاصرين الأدعياء. وأما تأسيس نظرية بتلك الخطورة عن الأجواء الاجتماعية للقرن الرابع الهجري فلا يكفي فيه النظر الجزئي الانتقائي الذي اعتمده طه حسين، فهذا لا يعدو أن يكون :" ضلالاً في الرأي ". ولا جَرَمَ أن تجتمع لنظرية في هذا المنحى كل العوامل القوية المؤثرة حتى يعتد بها، أو حتى لمجرد أن تطرح للنقاش والاختبار. ودون ذلك يحق القول للقائل أن يقول إن الأمة الإسلامية التي نهضت بالعلماء والزهاد والمجاهدين، هيهات أن يعشش فيها الشك والزندقة والانحلال والفجور لمجرد ظهور شعراء غواة ثاب بعدهم إلى الرشد بفضل من الله، ثم بتأثير من أولئك العلماء الزهاد المجاهدين الأعلام.
                  

05-07-2006, 12:58 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من ملامح الأصالة في أدب عبد الله الطيب.......د. محمد وقيع الله أحمد (Re: munswor almophtah)

    فمن يَعرُو شعره التفكك والتقاطع إنما هو ـ حسب تواضع شعراء الضاد القدامى ـ دعيٌّ على دنيا القريض أقحم نفسه عليها وأحرى به أن يخرج عنها وهو راغم. فقد كانوا متنبهين وعلى غاية التيقظ لكل ذلك قبل أن يتطوع لتنبيههم النقاد المحدثون الذين اطلعوا على بعض شعر الغرب وحملوا إرجاف المستشرقين الأعاجم الذين ما كانوا أدباء في بلادهم فادعوا ـ لذلك ـ خبرة بأدب أمة أتى لهم أن يتذوقوا عصارة فنها الشعري العظيم [6].
                  

05-08-2006, 01:23 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من ملامح الأصالة في أدب عبد الله الطيب.......د. محمد وقيع الله أحمد (Re: munswor almophtah)

    وقد صدق عبدالله الطيب، فليس للعجم بأوروبا عقدة في استضعاف الذات تدعوهم إلى توهم نقص في آدابهم، لا في الجوهر ولا في المظهر، وإنما تلكم هي العقدة التي تستحكم ببعض نقادنا وشعرائنا وتسوقهم صوب التقليد بغير تبصر أو رشد، وإلا فأي شيء غير التحضر المصطنع يجعل من أبي القاسم الشابي، ابن التراث، وخريج الجامعة الزيتونية، وابن القاضي الشرعي ــ يحتشد بمعاني وحدة الوجود والرموز النصرانية في شعره؟!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de