|
«كلوني».. إعتذارك مابفيدك
|
الهندي عز الدين عمر [email protected]
!!
يقود الممثل الأمريكي الشهير والوسيم « جورج كلوني» «44» عاماً هذه الأيام حملة شرسة ضد الحكومة السودانية على خلفية تدهور الأوضاع الإنسانية في دارفور . وتخرج اليوم الأحد تظاهرات شعبية في عدة مدن أمريكية تنديداً بما أسموه «الإبادة الجماعية في دارفور» ويقف جورج كلوني على رأس قائمة المنظمين والمحرّضين للرأي العام والمتصدّرين لقيادة الحملات الشعبية من أجل ممارسة الضغوط على الإدارة الأمريكية لإتخاذ إجراءات أشد خشونة ضد الخرطوم. ولكن من هو « جورج كلوني» ولماذا يتصدّر الهجمة على السودان هذه الأيام ؟ لقد كان الممثل الوسيم أحد أبرز المعارضين « داخل الولايات المتحدة» للحرب على العراق ، وقد عُرف بمعارضته لإدارة الرئيس «بوش» وسياساتها « الحربية» التي جعلت الكثير من أطراف العالم كتلة من البارود ، وقطعة من الجحيم !! فعلق « كلوني» ذات يوم قائلاً:« من الأفضل أن يعرفنا العالم « كأمريكيين» بالأفكار ، لا بالقنابل والصواريخ». وقد كان محقاً .. وكان صادقاً. لكن تيارات اليمين المسيحي المُتطرف التي يقودها « المحافظون الجدد» في الولايات المتحدة لم ترحم « كلوني» ، او تتسامح مع آرائه الناقدة للسياسات الحربية التي تنتهجها « إدارة الصقور» في البيت الأبيض والبنتاغون ، فتعرض نجم « هوليوود» لحملة إعلامية هائجة ومفترسة حاصرت الشاب الوسيم حتى وضعته في زاوية « الخيانة»!! وخرجت إحدى المجلات الأمريكية وعلى غلافها صورة «كلوني» وتحتها كتبت بالبنط العريض عبارة « الخائن»!!! جعلوه « خائناً» وثاروا عليه ، وحاصروه أيما حصار لمجرد إنه إنتقد عبر أفلامه وتعليقاته المحدودة الحرب الظالمة على العراق الجريح السليب ! « إذا كان أهل الديمقراطية في بلد الحريات والقانون يتهمون مواطناً فناناً بالخيانة لمجرد رأي ناقد للحرب على العراق ، فماذا ينبغي ان نفعل نحن في السودان في مواجهة المرحبين والمصفقين لقدوم القوات الدولية في دارفور ؟! هل نطلق عليهم صفة « الخونة» فقط ؟!». وكان « كلوني» مرشحاً لنيل جائزة « الأوسكار» في هوليوود كأفضل ممثل عن فيلمه «سيريانا» كما انه كان من أبرز المرشحين لنيل جائزة الإخراج عن فيلمه :« ليلة طيبة وحظاً سعيداً» «Good night and good luck». كان تقريراً بثته « B.B.C» في فبراير الماضي يقول :« إن هوليوود ليست معروفة بالتسامح في الآراء عندما تكون البلاد في حالة حرب فالنجوم « شون بين» ، و«سوزان ساراندون» و« تيم روبنز» كلهم حاربوا الحرب على العراق ، ودفعوا « بالتالي» ثمناً لمواقفهم السياسية حيث هاجمتهم الأجنحة اليمينية في وسائل الإعلام الأمريكية ، وتفادت بعض الإستديوهات إسناد أدوار لهم »!!! هذا ما قالته B.B.C ولم نقله نحن ...!! هذا يحدث في بلاد الحريات والديمقراطية .. عزيزي الدكتور « زهير السراج» فلماذا لا تحمدون الله على أحوالكم في السودان؟. فالممثلون هناك « حتى الممثلين» يضيّقون عليهم رزقهم لمجرد آراء ناقدة لإدارة اليمين المتطرف ، بينما ترتفع رواتب الكُتاب والصحافيين « المعارضين» في السودان ويسافرون في طائرات الرئيس ونائبه ! أين الديمقراطية إذن هنا ... ام هناك؟ وعودة الى «كلوني» الذي حاصروه أشد الحصار ونال جائزة أفضل «ممثل مساعد» ، فعلق قائلاً:« إذن لن أنال جائزة الإخراج »!! «كلوني» ـ الآن ـ يتهاوى أمام ضربات اليمين المسيحي في أمريكا ، ويبحث عن «مخرج» فكانت دارفور بوابة الخروج حيث زارها قبل أيام عبر الحدود السودانية التشادية وصوّر بعض المشاهد وأطلق قراره الحاسم :« هناك إبادة جماعية في دارفور »!! قرار لم تؤكده الأمم المتحدة وأقوال دحضها من قِبل الكثيرون وعلى رأسهم وزير خارجية بريطانيا الذي شدد على عدم وجود إبادة جماعية في دارفور. إذن جورج كلوني يعتذر للمحافظين « الأوباش» في أمريكا .. يعتذر لهم على حسابنا .. على حساب الشعب السوداني المسكين!!
|
|
|
|
|
|