|
الجيش الشعبي.. صفقات السلاح وسباق التسَّلُح.. ضد من..؟
|
جاء في الاخبار أن الجيش الشعبي يتجه لشراء اسلحة من الخارج وفق خطة طموحة وضعت لذلك ومن ضمنها صفقة مدرعات واخرى طيران حربي وأن التعاقدات الخاصة بشراء هذه الاسلحة تتم من قبل حكومة الجنوب علاوة على دورات تدريبية يتلقاها ضباط الجيش الشعبي في كل من جنوب افريقيا واوغندا واريتريا ويعكس ذلك إتجاه القيادة العامة للجيش الشعبي لتسليح نفسها وتطوير قدراتها العسكرية وتوفير دفاعاتها الارضية والجوية وإعداد العدة للمستقبل او ربما لمعارك المستقبل او ربما لحماية دولة جنوب السودان التي اصبحت ملامحها واضحة وضوح الشمس في رأد الضحى.. ورغم إدعاءات بعض قيادات الحركة الشعبية والجيش الشعبي بأنهم يريدون الوحدة ويسعون الى تحقيقها فالواقع يكذب ذلك وفي كل شيء.. واذا نظرنا الى الواقع بتمعن نلمس مظاهر الانفصال اكثر من مظاهر الوحدة ومظاهر فرز الكيمان وفرز العيشة اكثر من مظاهر الوحدة ومظاهر لمّ الكيمان ولمّ الشمل بين الشمال والجنوب تبدو الاكثر استحالةً وفيما يبدو (سبق السيف العزل) ولن يصلح عطّارو الشمال ما أفسده (الجنوب). ورسالة التسليح التي يضطلع بها الجيش الشعبي هي موجهة في اساسها للقوات المسلحة السودانية وكأنما ارادت ان تقول لها الكلام ليك.. يا المنطط عينيك) او (إياك اعني واسمعي يا جارة ).. فخطوة تسليح الجيش الشعبي تعتبر خطوة خطرة ويمكن ان يكون لها انعكاسات عسكرية سالبة في المستقبل فيما يرى مراقبون عسكريون أنها تشكل خرقاً صريحاً لبروتكول الترتيبات الامنية والعسكرية. عموماً فإن هذه الخطوة تكشف النوايا الحقيقية للجيش الشعبي فيما يتعلق بادعاءاته ودعواته لإنشاء جيش قومي.. فالحركة الشعبية لم تُرِد ولن تريد ابداً إنشاء جيش قومي وإنما تريد فقط إنشاء جيش جنوبي صرف مهمته الاساسية الدفاع عن الجنوب وحكومة الجنوب وبترول الجنوب ومكتسبات الجنوب التي جناها بموجب اتفاقية نيفاشا.. وما يؤكد ذلك فالجيش الشعبي له قيادة عامة وقائد عام ونائب قائد عام وهيئة اركان عامة علاوة على علم السودان الجديد الذي يرفرف فوق المقار الرسمية لحكومة الجنوب.. وما دامت اتفاقية نيفاشا منحت الجنوبيين حق تقرير مصيرهم عند نهاية الفترة الانتقالية(اما الوحدة او الانفصال) ولم تمنح الاتفاقية هذا الحق للشماليين فإن الجنوبيين يبقى من حقهم اتخاذ تدابير وخطوات الانفصال السلمي بصورة مسبقة ويبقى على الشماليين ان يرتبوا اوضاعهم وبيتهم من الداخل وان يوحدوا صفوفهم لمواجهة الانفصال القادم من الجنوب وعليهم ان ينتبهوا حتى لا تعصف بهم رياح الغفلة وان يستيقظوا من سباتهم العميق حتى لا يحدث لهم ما حدث للعرب في الاندلس وحتى لا يكون السودان اندلساً اخرى فالانفصال واقع لا محالة مهما تدثر الحالمون الكاذبون بثياب الوحدة (الجاذبة) او الوحدة ( الكاذبة) وعلى الشماليين جميعاً ان يدركوا جيداً ان الخطر القادم عليهم لن يكون من التدخل الدولي في دارفور فحسب و إنما من الجنوب ايضاً في إطار ترتيبات واجندة تسعى القوى الاستعمارية الى فرضها على السودان عبر بوابتي نيفاشا ثم ابو جا وهلُّم جرّا.. ثم هلُّم جرّا !! عمر احمد الحاج
|
|
|
|
|
|
|
|
|