بورتـريه : حسن الترابـي ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2006, 10:48 AM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بورتـريه : حسن الترابـي ..


    كحجر قوي رجّ بحيرة الماء ساكنة ..فحركها ..
    وطار رذاذها هنا ..وهناك ...وهناااااااااك ...
    هكذا هو في شكيمته وفي عزيمته وفي قوته ..وفي مقدرته على الخلخلة ..
    وكأنه تميمة ..او تعويذة ..لها مفعولها الساحر ..
    فلم تنته تلك الندوة في 64 وكان بطلها ..الا وخرّ نظام عبود لارادة الشعب..
    انتبه له الاخرون فيما بعد اكتوبر وجبهة الهيئات ..فخرج عليهم بجبهة الميثاق
    ضايقوه بمايو ..وقالوا انها الخلاص منه ومن افكاره ..
    فاصبح نائبا عاما فيها ومستشارا لقائدهاوإمامها ..بعد المصالحة
    وعندما قذف به النميرى هو وصحبه الى السجن ...
    لم يعد النميري الى الخرطوم ..الا مواطنا عاديا ..
    نعم هو ..كالتميمة والتعويذة ..تماما
    فاجتمعت ضده الاحزاب مرة اخرى فكانت غزوة الصحافة جبرة ..
    اكثر من 12 حزبا لا يجمعهم جامع ولا يربطهم رابط الا حسن الترابي ..
    وفازت الاحزاب بالدائرة وتحصلت على 12 الف صوت بينما تحصل هو على 10 الف صوت
    فصلى انصاره صلاة الشكر ..والنصر ....في رابعة النهار
    وعندما زاد المكر عليه ..وضيقت عليه الدائرة ..حتى خرجت مذكرة القوات المسلحة..
    و ظن البعض ان السيف واصل للحلقوم ..حتى صاح البعض ياخيل الله اسرجي ..
    فجاءت الانقاذ ...وكان عرابها ..
    حتى قال رئيسها ان المركب لا تسع (ريسين ) فخرج الريس الترابي ..او اخرج ..وحتى عند الخروج ..لازال الشيخ يقول بان السبب هو بسط الحريات ..
    والرجل ..عريق في دعوته لبسط الحريات ..
    (تعكس كتابات حسن الترابي هذا المناخ الفكري والسياسي اللبراليين بوجه عام)
    «إذا كانت هناك نظرية للتغيير السياسي والسلطة في التفكير الإسلامي، فإن الأمر الأكثر رجحانا أنها موجودة لدى الترابي»-المصدر-ترجمة للخاتم عدلان لكتاب الاسلاموية وأعداؤها في القرن الافريقي)-
    هكذا هو شيخ حسن ..حتى وهو يقترب من الثمانينات ..
    لازال وهجه آسرا ..وذهنه متقدا .فتنسى الخرطوم صراعها المسلح في الغرب
    وانفلونزا طيورها ..وتنشغل بما يقوله حسن الترابي ..الذي حرك جمودها وسكونها ..بفكره واجتهاده ...وتجديده ..
    حتى اسقط في يد شيوخ اليسار ومن شايعهم الذين يركبون موجة الليبرالية والديمقراطية الان ....فالرجل ليس متزمتا ولا اصوليا..كما كانوا يروجون ..بل هو ليبراليا ..ومنفتحا ..ومجتهدا ومييسرا ..وعندما ايقنوا ذلك وتاكدوا ..
    تقدموا الصفوف الان ..للدفاع عنه ..
                  

04-24-2006, 02:22 PM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بورتـريه : حسن الترابـي .. (Re: luai)

    وقد لا يمكننا ان نقول انه : فات الكبار والقدروا ..
    الا انه بزّ (القدروا) تماما من انداده وسبقهم خطوات ..

    *يقود الصادق المهدي (قدرو) الحكومة ..فتسلب المعارضة النشطة التي يقودها
    الترابي الفعالية من الحكومة نفسها ..فيذهب المدد لقوات الشعب المسلحة المسؤولة عنهاالحكومة- يذهب اليها المدد المادي والدعم المعنوي (امان السودان )من المعارضة قبل الحكومة..
    * يعيش محمد ابراهيم نقد (قدرو) سنوات طويلة من عمره مختبئا وهاربا ..من الانظمة الشمولية فيرد عليه قدر الشيخ بانه ان لامس السلطة سنوات وجرب نعيمها سنوات ..فسجله ايضا لا يقل عن سجل نقد لكن في المعتقلات ..وسنواته في السجون قد لا تقل عن العشرة ..

    * اما نديده الاخير ..السيد محمد عثمان الميرغني ..فسجله حافل ..ولكن تكفي 17 عاما وهو خارج البلاد ..اما الشيخ فموجود فيها متقدما الصفوف اما في السلطة واما في السجن ..

    وعندما تذهب السلطة وفتنتها وهوجتها ...
    يخرج الشيخ الى باحة وساحة هو مجيد فيها ..ساحة الفكر ..
    ونضال الكلمة ..والوعي
    ..

    (عدل بواسطة luai on 04-24-2006, 05:31 PM)

                  

04-25-2006, 09:16 AM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بورتـريه : حسن الترابـي .. (Re: luai)

    للمجتهد اجران اذا اصاب واجر اذا اخطأ
                  

04-25-2006, 03:07 PM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بورتـريه : حسن الترابـي .. (Re: luai)

    لكنه يظل الراعي الواعي للانظمة الديكتاتورية ، وسندها ويظل المخرب الاول للساحة السياسية وادخال العنف بديل للحوار في الجامعات ، ويظل هو الذي دمر اقتصاد البلد ببنوكه الربوية التي افقرت الشعب وزادته اذلالا ، ويظل عدو السلام ومفجر الحروب وعليه لا تلزمنا اجتهاداته فهي ليست جديدة على فكره بل قديمة و يستغلها تلامذته ضده لا ختلاف ه السياسي معهم ، وهو نفسه الذي بفتاويه شنق المجدد الشيخ محمود محمد طه ، وجلد النساء ، وهو الذي خدع الشعب باسم الدين واذله وافقره هو مبتكر المشروع الحضاري ودولة الاسلام السياسي التي تغرق الان البلاد بفحشها وفسادها !!
    ولكم الله ايها الشعب النساي الطيب
                  

05-01-2006, 07:57 AM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بورتـريه : حسن الترابـي .. (Re: luai)

    لكأني ببعضهم يعتريهم الحسد ..منك ...
    (وبعضهم) بعض علمائنا الاجلاء ..والكبار والضخام ..
    وقد كنت يومها في مسجد الجامعة ..وشهدت الهجوم عليك ..
    حتى اختلط الحابل بالنابل ..واخرج دكتور(جعفر) بحماية الشرطة
    بالامس ايضا يواصل دكتور (جعفر) نديدك هجومه عليك
    ويصل الى انك كافر ...
                  

05-01-2006, 08:37 AM

فيصل محمد الطيب
<aفيصل محمد الطيب
تاريخ التسجيل: 12-15-2003
مجموع المشاركات: 123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بورتـريه : حسن الترابـي .. (Re: luai)

    جميل
                  

05-01-2006, 08:46 AM

الطيب بشير
<aالطيب بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 5762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بورتـريه : حسن الترابـي .. (Re: luai)

    .
    Quote: والرجل ..عريق في دعوته لبسط الحريات ..


    لحرصـي الشـديد على الإحتفاظ باحترامي لعضو المنبر لؤي، و هو جدير به، سأعتكف للبحث عن معاني للكلمات التي تحتها خط في معاجم لغوية ربما تيسّـرت له و غابت علي!

    المعذّب..أ..ب..أ

    .
                  

05-01-2006, 09:11 AM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بورتـريه : حسن الترابـي .. (Re: luai)

    وان كان الرجل قد حرك سكون الخرطوم ..
    والهب مشاعر طلابها وعلماؤها ..حتى دعاه البعض للتناظر ...
    فان سيرة الرجل السياسية ..تفتح عليه ابواب الجحيم ..
    فرجل القانون والدستور ..خريج السوربون الفرنسية ..لم تحرك مباديء الثورة الفرنسية
    فيه ايا من الكوامن ..او اللواعج ..كما يرى منافسوه ..وحتى حساده ..
    فالرجل اطر للشمولية في السودان وساهم فيها ..مساهمة كبيرة ..
    وبينما يصر الرجل بانه لم يقبض ولم يسجن احدا عندما كان نائبا عاما ..
    يرى البعض ان الرجل قد اخرج قمقم التمرد والفتنة ..بتصديه ورجاله في الاتحاد الاشتراكي
    لقوانين سبتمبر ...ونشره وتطبيقه لقوانين الشريعة ..بصورة عرجاء وشوهاء ..
    وان حركته ورجاله قد اثرت وقوت نفوذها خلال حكم المشير النميري
    بل وصل القول ان رجاله احتكروا حتى (عيش) الناس ورموه في النيل ليجوع الناس ..
    وانه ساهم باضعاف الديمقراطية ...في فترة مابعد نميري وسوار الذهب ..
    وانه رفض التوقيع على ميثاق حماية الديمقراطية ..لانه كان يعد للانقلاب عليها
    وانه توج فكره ورؤيته الاحادية والشمولية ..بالانقاذ ..
    ثم كانت كذبته الكبرى ..كما يقول غرماؤه :
    بان قال للبشير اذهب للقصر رئيسا وساذهب للسجن حبيسا ..
    ثم انه حول الحرب في الجنوب الى حرب عقدية باعلانه الجهاد ...
    وانه زج بالابرياء لحرب لاناقة لهم فيها ولا جمل
    وانه فتح السودان لقوى الشر من الاصولية العربية والاسلامية ..
    وحتى الشريعة وقوانينها باعها بثمن بخس ..مع الدول الكبرى ..
    هكذا لا يرى فيه البعض ..ابدا.. ايا من الايجابيات ..
    ويعتبره الكثيرون شيطان السودان ...
                  

05-02-2006, 03:13 AM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بورتـريه : حسن الترابـي .. (Re: luai)

    وقفة بين الترابي السياسي والترابي المثقف
    صلاح الدين الجورشي الحياة - 02/05/06//

    من المؤكد أن كثيرين مثلي سعدوا بعودة الشيخ حسن الترابي إلى عالم الفكر والاجتهاد المفتوح على الواقع والمستقبل، بعد أن أخذه عالم السياسة في رحلة مزعجة، تميزت بكثير من المطبات والتقلبات، وجعلته لفترة طويلة أسير الحسابات الحزبية الضيقة، ورهن مناورات السلطة ومنطقها المخادع الذي لا يبالي بالحق والعدل والحرية، ولا يعرف سوى القوة واحتكار النفوذ وإقصاء الآخرين.

    لقد عاد الترابي ليثير من جديد الجدل حول آرائه الجريئة، ويدفع بخصومه وأصدقائه إلى الفعل ورد الفعل، ولا يعطيهم الفرصة لاختيار موقع الحياد. فالرجل لا يقدم مجرد آراء حركية تتعلق بالتكتيك السياسي وأساليب الدعوة، وإنما اختار أن يهز الفكر الديني السائد، الذي يمر منذ سنوات طويلة بمنطقة زوابع لم ولن تهدأ. فالآراء التي عبر عنها مؤخراً، رغم أنها ليست جديدة حيث سبق أن دافع عنها قبل ثلاثين عاماً، إلا أن موضوعاتها لا تزال تكتسب أهمية قصوى في هذه المرحلة التي تشهد عودة واسعة للتدين، وصعوداً سياسياً لافتاً للحركات الإسلامية في الكثير من دول المنطقة.

    الترابي هو أحد قادة هذه الحركات التي ملأت الدنيا وشغلت الناس، وقسمتهم بين مؤيد ومتحفظ وخصم عنيد، لكنه يختلف عن الكثير منهم في جوانب عديدة. أهمها أنه مثقف واسع الاطلاع، جمع بين فكر حديث وإلمام جيد بما يعرف بـ «العلوم الشرعية» من تفسير وحديث وفقه وعلم كلام. وهو إذ اختار السياسة كملعب رئيسي، إلا أن طموحه والبراغماتية التي طبعت مساره كزعيم حركة قوية ونشيطة، لم يكبحا نزعته نحو التحرر من التقليد واستعمال عقله في ما يعتبره الكثيرون من «الثوابت» في الدين والعقيدة. وعلى رغم أن السياسي عادة، بمن في ذلك السياسي الإسلامي، يكون حريصاً على عدم استفزاز الأوساط المحافظة وإثارة عامة الناس ضده، حتى يجعل منهم قوة احتياطية يستثمرها عند الحاجة، فإن الترابي يضيق صدره أحياناً - خصوصاً في الأوقات التي يكون فيها متحررا من إغراءات الحكم وضغوطه - ويستفزه ارتفاع أصوات المحافظين، فيتصدى للفتوى وينحاز للتجديد حتى لو أثار ذلك غباراً كثيفاً حول زعامته السياسية ومصداقيته الدينية. ومن هذه الزاوية كان الترابي ولا يزال شخصية محيرة ومثيرة للجدل، مثله مثل عديد المثقفين من مختلف الاتجاهات الذين حاولوا الجمع بين السياسة والفكر، فأدت بهم الممارسة إلى نتائج مناقضة أو مخالفة لما بشروا به.

    شخصية الترابي مركبة من شخصيتين مختلفتين تحاول كل واحدة منهما أن تحتوي الاخرى. فمن جهة تقف شخصية الترابي السياسي، الذي يتقد ذكاء ويتميز بقدرة عجيبة على التنظيم وإقامة التحالفات مع الجميع، حتى تلك التي تبدو غير منطقية ومضادة لقناعاته المعلنة. إنه دائم الاستعداد للانتقال من المعارضة إلى التحالف مع السلطة، أو من المناهضة السلمية إلى الكفاح المسلح، ومن معاداة العسكر إلى الاستنجاد بهم من أجل تغيير موازين القوى و «أسلمة « الدولة والمجتمع. وعندما تطغى شخصية السياسي، يتقلص حجم شخصية الترابي المفكر إلى درجة كبيرة، وتبرز قدرات الرجل على تبرير المنعرجات، وتسويغ الاختيارات السياسية التي كانت في الكثير من الأحيان معاكسة للأفكار التي بشر بها في كتبه وفتاواه.

    أما الشخصية الثانية، التي تطفو أحياناً على السطح أو تتراجع حسب الحالة التي يكون عليها الترابي السياسي، فهي شخصية الترابي المثقف، الذي عندما يقرر الإبحار في عالم الفكر فإنه - خلافاً لغيره - لا يتردد في تجاوز ما يعتبره الكثيرون «خطوطاً حمراء». لهذا كان من الطبيعي أن يصطدم الرجل مع حركة «الإخوان المسلمين» فكراً وتنظيماً منذ فترة مبكرة، وأن تضيق بوجوده اجتماعات التنظيم الدولي، ففضل الاستقلال بحركته رغم استمرار وفائه لفكرة الوحدة الرمزية للإسلاميين. ولم يستقل بذاته فقط، بل أثر فكرياً وحركياً وحتى سياسياً في مسار قياديين إسلاميين آخرين، مثال ذلك ما حصل للحركة الإسلامية التونسية، التي لم يقتنع مؤسسوها بضرورة تجاوز النموذج الإخواني إلا بعد اطلاعهم على «النموذج السوداني».

    وتلفت الانتباه ثلاثة جوانب في شخصية الترابي المثقف:

    - إيمانه الواضح بضرورة تجديد الفكر الديني. هذه المهمة التي لا تشكل عادة هاجسا رئيسيا لدى الكثير من الإسلاميين، الذين يعطون الأولوية لفقه الحركة على إعادة تأسيس علوم الدين. وهو ما جعل التيارات الإسلامية أقرب إلى الحركات السياسية منها إلى مدارس جديدة في الفكر والثقافة. فهذه الحركات وإن أخرجت الدين من قمقم عصر الانحطاط، وربطته من جديد بمسارات التغيير الاجتماعي، إلا أنها بقيت في الغالب حريصة على إرساء نوع من الفصل بين تحديث وسائل عملها وتطوير أشكالها التنظيمية وبرامجها السياسية، وبين الخلفية الدينية والعقائدية التي تستند اليها عقيدة أعضائها. لهذا عمل الكثير منها ولا يزال على الجمع بين خطاب سياسي أصبح يحمل مسحة ليبرالية خفيفة من جهة، وبين العقيدة الأشعرية وتربية صوفية مهذبة من جهة أخرى.

    - إدراك حسن الترابي بأن الواقع يجب أن يوجه الفكر ويحدد أولوياته، وأن المرحلة التاريخية الراهنة مختلفة جوهريا عما سبقها من مراحل زمنية وثقافية. لهذا تجد الثقافة الإسلامية نفسها أمام تحديات مغايرة لما عرفته في السابق، ولا يمكنها أن تستعيد دورها القيادي إلا إذا خضعت لمراجعات عميقة، وبلورت مفاهيم ومصطلحات جديدة مستوعبة أسئلة الحاضر الإسلامي والعالمي. فكونية الإسلام لا تستأنف إلا إذا تم تحريرها من إشكاليات ومرجعيات الحقبة الماضية التي لا تزال تصوغ نظرة المسلمين للعالم والوجود. ولا يتحقق ذلك إلا بتأسيس التدين على فهم جديد للدين. وما دعوة الترابي إلى تجاوز علم أصول الفقه سوى مدخل لتغيير منهج فهم الدين، ووضع أهداف وأولويات جديدة حتى يبقى المؤمن مشدوداً إلى الأمام في سعيه نحو نموذج في حالة تجدد مستمر، بدل أن يكون عنقه ملتويا إلى الخلف باحثا عن إسلام مغروس في الماضي بقضاياه وملابساته وهمومه. لهذا كان منطقيا ألا تعالج قضايا النساء في قرن التأنيث بذات المنظور الفكري والفقهي الذي عزل المرأة وشل عقلها وطمس دورها الاجتماعي والسياسي والثقافي.

    - لا يفصل الترابي المثقف بين ضرورات تطوير التشريع الإسلامي وتصحيح المفاهيم العقائدية. وهذه مسألة أساسية ومفصلية في كل مغامرة تجديدية جدية. وطبعا تعتبر هذه المنطقة من الثقافة الدينية منطقة خطرة، نظراً لما يمكن أن يترتب عنها من انزلاقات حادة، غير أن منع الخوض فيها والحكم عليها بكونها «دائرة محظورة» كما يذهب إلى ذلك رموز الفكر السائد، من شأنه أن يضع المسلم في أزمة معرفية وإيمانية تذكر بما عاشه المسيحيون في مرحلة تاريخية سابقة.

    بناء على ما تقدم، فإن تجديد الفكر الديني مهمة لا تزال تنتظر من ينجزها. وينسى كثيرون في غمرة ردودهم العاطفية على السياسات الدولية الراهنة الخاصة بالعالم العربي والإسلامي، أو يتناسوا أن الدعوة إلى تجديد الفكر الديني ليست وصفة مستوردة أو بدعة أحدثتها الظروف والمستجدات التي حصلت منذ الثلث الأخير من القرن العشرين، وتلاحقت وتيرتها بعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001. وهي أحداث زادت من تأكيد الطابع العاجل لهذه المهمة. فالاستبداد المتواصل في كثير من الدول لا يقع التخلص منه نهائيا إلا مع انتشار ثقافة دينية تجعل من الحرية أصلا ثابتا من أصول الدين. والعنف الأهوج الذي يمارسه البعض لا ينزوي إلا إذا وضع الحد الفاصل بين الجهاد لتحرير الأوطان وبين الإرهاب الذي يستهدف المدنيين استناداً إلى تبريرات دينية باطلة. ولا تتحقق المساواة بين الجنسين إلا إذا ارتفعت أصوات جريئة من داخل المنظومة الإسلامية تضع النقاط على الحروف، وتنهي حالة التمييز باسم الإسلام. ولأن معركة الإصلاح الديني تعتبر مع الإصلاح السياسي بمثابة «أم المعارك»، فإن انخراط شخصيات من داخل الوسط الحركي الإسلامي مثل حسن الترابي تعتبر عاملاً مهماً لتحقيق إنجازات فعلية على الأرض. قد لا يستجيب الترابي لمن يدعوه إلى التخلي عن السياسة والتفرغ للفكر بعد أن قضى معظم حياته في العمل السياسي، ولكن على الأقل عليه أن يحرص أن تكون الممارسة داعمة للخطاب وليست ناقضة له أو مشككة في مصداقيته.


    كاتب وصحافي من تونس.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de