|
خضر عطا المنّان ينعي محمد اسماعيل الازهري: الموت في السودان سيارة أو طيارة!
|
الموت في السودان سيارة أو طيارة!! خضر عطا المنان [email protected] لماذا الموت قضاءا وقدرا لا يكون الا في السودان دو سائر بقاع هذا العالم الفسيح؟؟؟
لماذا لا نموت الا في السودان رغم غربة السنين خارجه ؟؟
ولماذا لا يكون هذا الموت الا بسيارة أو طيارة ؟؟
صحيح أنه لا راد لقضاء الله سبحانه وتعالى .. وصحيح أنه لن تموت
الا بتمام أيام حياتك وفقا لما منحه الله لك من سنوات عمر ..ولكن !!!!!!!!!!!
كانت الطيارة من نصيب الفارس الأسمر جون قرنق واللواء الزبير محمد صالح والرائد ابراهيم شمس الدين .. وغيرهم ممن ربما لم نسمع بهم !!!
أما السيارة فتلك قصة آخرى : خطفت / وبقدرة قادر / كلا من الدكتور عمر نور الدائم وابن الهادي المهدي وصديقي النجم الاعلامي محجوب عبد الحفيظ صاحب برنامج (الصلات الطيبة) التلفزيوني الشهير .. وأخيرا - وليس آخرا -صديقي السياسي العظيم ابن الزعيم محمد اسماعيل الأزهري !!!
ولماذا هؤلاء بالذات دون سواهم ؟؟ وهل هي مصادفة حقا ؟؟
مصادفة أن يموت كل هؤلاء وبنفس السيناريو ؟؟ كيف يكون ذلك؟؟
دون الدخول في جدلية الموت والحياة .. وتشابكات القضاء والقدر .. فان موت صديقي الحميم وحامل لواء الاعتدال في أوساط حزبه الذي يعاني الانقسام والتشرذم معا .. وبنفس الطريقة لهو أمر جد محير وربما شكل لغزا أو طلسما جديدا !!!
لا أدري ما ذا سيقول تقرير الطبيب الذي ستوكل اليه مهمة اعداده ياترى ؟؟
انها تساؤلات لا تخلو من عدم براءة ربما لدى البعض .. ولكنها على كل حال تساؤلات مشروعة ... وأزعم أنها تتمنطق وواقع الحال !!!!
أثيرها هنا .. وصوت هذا الفقيد العظيم وصديقي الحميم لا يزال يجلجل صداه بأذني !!! فقد أتصل بي ليخبرني قبل عدة أيام وهو عائد من مدينة ود مدني كما قال لي ليلتها بأن قصيدة تمجد السودان كنت قد نشرتها بأحد المواقع الاليكترونية السودانية قد فرغ من تلحينها وهو يرجوني أن أعطيه الأذن للتغني بها .. وضحك لحظتها حينما مازحته قائلا له بأنه يمكن أن يتعبرها أبنة له ويدللها كما يشاء .. ولكنه أيضا في تلك المحادثة أعرب عن أسفه لاضطراره تغيير أرقام هواتفه من حين لآخر خاصة المنزل !!
وقال لي بأنه يشعر بأن هناك مضايقة من أهل الانقاذ له .. ولكنه مؤمن بأن ذلك قدره وأنهم مهما فعلوا فلن يثنيه ذلك عن مجهودات جبارة قال بأنه يبذله برفقه خيرين قلائل من زعامات حزب الاتحاديين من أجل أن يلتئم الشمل ويتوحد الاتحاديون .. وأنه مشغول بذلك في الآونة الأخيرة ..وأن بعض من تلك الجهود قد بدأت بالفعل تؤتي أكلها !!
هل مات محمد اسماعيل الأزهري أم قتل ؟؟؟ أم ماذا ؟؟
وهل هو قضاء الله وقدره أم قضاء آخر وسيناريو مكرر ؟؟
رحمك الله يا عظيم يا ابن الزعيم
يا أخي وصديقي الحميم
فرحيلك وبهذه الطريقة المفجعة أفقدني القدرة على الاستيعاب .!!
أنها فاجعة الفواجع بحق .. فموتك يا صديقي لن رحيل مبادئ وكفى !!فأنت لم تكن سياسيا حصيفا فحسب ولكنك كنت أيضا تمثل رؤية شابة طموحة لوطن مختطف منذ سنين خلت ولا يزال !!!وكنت فنانا طروبا ... وموسيقيا ماهرا .. وشخصية طاغية الحضور في تأدب واحترام .. وتلك شهادة كل من عرف عن قرب أو تعرف عليك عن بعد من خلال طرحك السياسي الحضاري المتقدم المستنير.. وأشهد ربي بأنك يا محمد كنت وطنيا غيورا .. ورجل مبادئ في زمن بيعت فيه ذمم وركعت فيه قمم وأنحت رؤوس !!!
رحلت يا محمد في وقت نحن أحوج ما نكون فيه اليك ولأمثالك من شباب وطني المتوثب المتطلع الطموح في تجرد وعفة وأنفة دونما
انكسار أو انحسار !! ولكن كان قدرك أن ترحل هكذا دون وداع !!
عفوا يا محمد فلتعذرني وانت في علياء بهائك ..فأنا غير قادر على الكتابة .. فالعبرة تغشى بصري .. والدموع تطمس الأحرف أمامي .. وآخر كلماتك لا تزال تلاحقني .. وبعض أحرف من رسائلك لا تزال هي الآخرى تنام بشاشة هاتفي الجوال ..
فأعذرني ياصديقي .. علنا نلتقي يوما في ديار غير ديارهم وبأرض غير أرضهم !!
مكلومك / خضرعطا المنان
[email protected] www.sudaneseonline.com
|
|
|
|
|
|
|
|
|