|
Re: فروق لغوية (Re: aosman)
|
فالقرآن الكريم يحتاج منا إلى ثلاثة مواقف معاً ولنبدأ الإستعداد من الآن. الموقف الأول : التلاوة
والتلاوة تعني العناية بالنطق ، تحسين النطق ، أن تقرأ القرآن الكريم بشكل جيد من حيث اللفظ ، أن تلفظه ، أن تجوِّده ، أن تحسن أداءه ، أن تقوله بشكل صحيح . الموقف الثاني : القراءة
والقراءة تعني العناية بالقرآن من حيث المعنى ، أن تبحث عن معنى القرآن وأنت تتلوه ، فهذه قراءة ، التلاوة عناية باللفظ ، والقراءة عناية بالمعنى ، ابحث عن المعنى ولا أريدك قارئاً للقرآن الكريم بشكل لا تفهم أثناء القراءة ما تقرأ . ضع تفسيراً بجانبك ، سل الإمام ، سل الخطيب ، سل ذاك الذي تلقاه في المدرسة ، سل مدرس التربية الإسلامية ، قل له ماذا تعني كلمة تقرؤها في القرآن الكريم ، ماذا تعني على سبيل المثال ? أياماً معدودة ? البقرة : 80 ولماذا قال الله ? أياماً معدودة ? البقرة : 80 وقال في موطن آخر ? أياماً معدودات ? البقرة : 184 ? ويل لكل همزة لمزة ? الهمزة : 1 ما الفرق بين همزة ولمزة ، ماذا تعني كلمة همزة وماذا تعني كلمة لمزة ، لماذا قال الله ? الصمد . لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ? الإخلاص : 2 - 4 ماذا تعني هذه الكلمات ، وكيف أفهمها ، وإلا إن اقتصرنا على التلاوة شهر فموقفنا ناقص مع القرآن الكريم . التلاوة : العناية باللفظ ، والقراءة العناية بالمعنى . الموقف الثالث : التدبر
والتدبر عناية بالتطبيق ? أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ? محمد : 24 التدبر العناية بالتطبيق ، إذا قرأت القرآن وتلوته ولم تطبقه كان القرآن حجة عليك يوم القيامة ، ونحن ندعو في رمضان وفي غير رمضان : اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ، اللهم اجعل القرآن حجة لنا ولا تجعل القرآن حجة علين ، إذا لم تتدبر القرآن ، إذا لم تطبقه بعد قراءته وتلاوته فأنت جعلت من القرآن حجة عليك .
هذا هو الموقف الثالث مع القرآن الكريم . تذكروا يا شباب الإسلام ، يا رجال الإسلام ، يا مثقفي الإسلام ، تذكروا أن حق القرآن عليك عندما تقرأ القرآن الكريم لا بد أن تتذكر من واعياً في أن هذا القرآن موجه إليك أنت إليك ، عندما يقول لك ربك ? من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً ? البقرة : 245 فأنت المخاطب ، عندما يقول الله عز وجل : ? وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ? البقرة : 43 فأنت المخاطب ، أنت الذي تتلو وتقرأ لتتدبر ، عندما يقول الله ? إن الله يأمر بالعدل ? النحل : 90 فأنت المخاطب ولا تقل هذا كلام موجه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى الصحابة الكرام ، لا يمكن أن تكون قارئاً للقرآن الكريم إلا إذا قرأته وكأنه عليك قد أنزل . هذو هي أول مرحلة من علاقتنا بالقرآن الكريم أننا يجب أن نُشغل أنفسنا بالقرآن الكريم ، والمرحلة التالية أن نشغل الآخرين بالقرآن الكريم . وأذكر لكم هذة القصه ,, لما أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يهاجر إلى المدينة مصعباً رضي الله عنه، قال له صلي الله عليه وسلم بعد عودته : ما فعلت يا مصعب ؟ قال : يا رسول الله ! ما تركت بيتاً من بيوت المدينة إلا وأشغلته بالقرآن ، لأن مصعباً اشتغل بالقرآن ، لأن مصعباً عمل عملاً تفصيلياً حيال القرآن وبالتالي أثر إيجاباً على الآخرين .
إن أخوف ما نخاف منه أن يتحول القرآن إلى شعيرة صامتة ، أن يتحول إلى رمز لا فاعلية له في الحياة العملية ، أن يتحول إلى مقروء أو إلى متلو في المناسبات ، هذا ما نخشاه وما نخاف منه ، والذي لا يريده أعداؤنا هو الذي نريده ، أتعرفون ما لا يريده أعداؤنا ؟ أعداؤنا لا يريدوننا أن ينكب شبابنا على القرآن الكريم ، أعداؤنا لا يريدون شبابنا أن يتلون القرآن الكريم ، أعداؤنا يقولون بكل وضوح إن الأمة لا تجتمع إلا على القرآن ، وبالتالي سنفسد علاقتهم بالقرآن الكريم ، هذه كلمات أعدائنا ، ولذلك أدعوكم باسم الله الكريم الرحيم إلى مائدة القرآن الكريم.
المصدر http://www.islamiyyat.com/month-of-ramadan.htm
|
|
|
|
|
|
|
|
|