|
Re: إهـــداء خــاص لــ أحمـــد حنـــين (Re: Frankly)
|
يقول الغزالي: "المؤسف أن بعض القاصرين – ممن لا سهم له في معرفة الإسلام – أخذ يهجم على السنة بحمق، ويردها جملة وتفصيلاً، وقد يسرع إلى تكذيب حديث، لا لشيء، إلا لأنه لم يرقه، أو لم يفقهه.
وهكذا فإن الشيخ الغزالي – رحمه الله – قد ساوى في الحجية بين السنة والقرآن، وإن جعل السنة المصدر الثاني.
ويقرر الشيخ الغزالي حجية السنة، ويجعل أنه "ما يجوز لمؤمن أن يستبيح لنفسه التجاوز عن أمر للرسول فيه حكم: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) بل يصرح الغزالي بأن "إنكار المتواتر من السنن العملية خروج عن الإسلام، وإنكار المروي من سنن الآحاد لمحض الهوى عصيان.. وإن الولع بالتكذيب لا إنصاف فيه ولا رشد.
كما اتُّهم الشيخ الغزالي – رحمه الله – بأنه لم يأبه بالأسانيد، وأنه كان يرد الحديث لفكرة عقلية، ولكن موقف الغزالي – رحمه الله – من الأسانيد هو أبرز ما يدل على دفاعه عن السنة، فهو يهاجم أولئك الذين يرون أن "السلف اهتموا بالأسانيد، وحبسوا نشاطهم في وزن رجالها، ولم يهتموا بالمتون، أو يصرفوا جهدًا مذكورًا في تمحيصها".
ويصرح بأن "هذا خطأ، فإن الاهتمام بالسند لم يقصد لذاته، وإنما قصد منه الحكم على المتن نفسه"، وفي ذات الوقت، لا يغفل الغزالي أن صحة الحديث تأتي من النظر إلى السند والمتن معًا، فـ "صحة الحديث لا تجيء من عدالة رواته فحسب، بل تجيء أيضًا من انسجامه مع ما ثبت يقينًا من حقائق الدين الأخرى". وأن اتهام حديث ما بالبطلان مع وجود سند صحيح له ينبغي أن يخضع لقواعد فنية محترفة، وهو ما التزمه الأئمة الأولون.
وذكر الشيخ الغزالي حديث: "الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام" وعدم قبول بعض الناس له لمخالفته للواقع، مع كونه في صحيح البخاري، فيرد الشيخ بأن المقصود بـ "من كل داء"، هو بعض أمراض البرد، ويقول بأن القرآن وصف ريح عاد بأنها: (تدمر كل شيء بأمر ربها) وليس المقصود كل شيء في الدنيا، ولكن ما عمرت به قبيلة عاد.
ويرى الغزالي – رحمه الله – أنه لا مانع من مناقشة بعض الأحاديث إذا كانت المناقشة قائمة على ضوابط علمية، ليتضح ما صح سنده مما وهن "بيد أن الطعن – هكذا عشوائيا – في الأسانيد والمتون ليس القصد منه إهدار حديث بعينه، بل إهدار السنة كلها.
إسلام اون لاين
|
|
|
|
|
|
|
|
|