ليتهم يواصلون صمتهم غير النبيل!!! صلاح عووضه

Quote: جريدة السوداني العدد رقم: 165 2006-04-22 بالمنطق ليتهم يواصلون صمتهم غير النبيل!!! صلاح عووضه الإنقاذ جرجرت مجدي.. ثم جرجس.. الى حبل المشنقة بسبب حيازتهما لعملات أجنبية تخصهما... هما لم يسرقا.. ولم يختلسا... ولم يخونا أمانة.. ولم يسيئا التصرف في مال عام.. لقد (قتلا!!) بسبب قوانين وضعية (مؤقتة) سنتها الإنقاذ في بدايات عهدها.. ثم بعد مضي شهور قليلة من صعود روحي مجدي وجرجس الى بارئهما (ركلت) الإنقاذ قانونها ذاك بالسهولة نفسها التي (ركلت) بها الخشبة من تحت اقدامهما بسجن كوبر .. وصار كل من يحذو حذو مجدي وجرجس هو (مواطن صالح) يلتزم بالقانون.. ويراعي مصلحة البلد.. ولا يسعى إلى تدمير الاقتصاد القومي.. أي أن (محرمات) الأمس صارت هي (مباحات) اليوم... والرحلة هذه بين المحرم والمباح مشاها معنا خطى كل الذين هم (بسلامتهم) يشكلون ما يسمى بمجمع الفقه الإسلامي اليوم دون أن نسمع منهم ما يجعلهم (يجمعون!!) على أن الـ(فقه) الـ(إسلامي) يستوجب أن يساق كل الذين تسببوا في موت مجدي وجرجس إلى المشنقة ذاتها لمخالفتهم لما نص عليه الشرع (صراحة!!)- وليس (اجتهاداً!!) - من عدم جواز قتل النفس في غير حد من حدود الله إلا أن يكون قصاصاً.. فهل خالف مجدي وجرجس حداً من حدود الله او قتلا احداً حتى يكون جزاؤهما الإعدام الـ(فوري) وليس حتى السجن او الاكتفاء بمصادرة (حرّ!!) مالهما؟!!؟ إلى أن يفكر علماء السلطان في الإجابة التي سيواجهون بها مثل الأسئلة هذه حين تطرح عليهم بين يدي الله (نروح) لـ(رحلة) أخرى... فالإنقاذ (فعلت) ما (فعلت) في حق المعارضين لها مما تبرأ منه (أبوها الروحي)... أي الترابي.. وعلماء السلطان مشوا معنا... ومعهم.. هذه الرحلة خطوة بخطوة دون أن يفتح الله على أحد منهم بكلمة حق.. أو كلمة نصح.. أو حتى مما يعد من أضعف الإيمان وهم يعلمون أن من (أساسيات) الدين - إلى جانب فقه الحيض والنفاس - أن المسلم لا يجوز تعريضه إلى ما ينتقص من كرامته.. ومن إنسانتيه.. ومن آدميته وإن كان مستحقاً لما يستوجب العقوبة، فكيف إذا كان كل جرمه الذي ضبطته الإنقاذ متلبساً به هو أداة النفي (لا!!) في وجه سياساتها وأفكارها و(اجتهاداتها!!) ؟؟؟!!.. علماء السلطان (لازماهم) هنا أيضاً إجابة منطقية.. أو دعونا نقل إجابة (شرعية) بين يدي الحق حين سؤالهم عن (صمتهم!!) غير الـ(نبيل!!)... ومثل الرحلات الإنقاذية هذه التي مشاها معنا علماء السلطان الـ(حجل) بـ(الرجل) كثيرة لا تعد ولا تحص.. فهناك رحلة مأساة مواطني دارفور.. ورحلة القروض الربوية الأجنبية.. ورحلة إثقال كاهل المواطن بالضرائب والرسوم والجبايات والقبانات.. ورحلة عدم إعطاء الأجير أجره قبل أن يجف عرقه.. ورحلة الـ(صالح) العام لـ(صالح) الـ(تمكين).. رحلات كثيرة مثل هذه لا يرضاها الله.. ولا يقرها الـ(شرع!!) لم يفتح الله على علماء السلطان بكلمة (حق) إزاءها.. ولكنهم الآن يفعلون... كحالهم كلما طلب منهم السلطان أن يفتحوا (أفواههم).. و(يجردوا) أقلامهم.. فالسودان الذي سد كل ثغرات الانتقاص من (كمال!!) الشريعة المطبقة فيه لم تبق له إلا ثغرة (اجتهادات) الترابي في مسألة زواج المسلمة من الكتابي.. أي أن (علماء) مجمع الفقه الإسلامي يخشون أن يحل ببلادنا غضب رباني إن هم لم يجرجروا الترابي إلى حبل المشنقة.. المشنقة نفسها التي تدلى من حبلها جسدا مجدي وجرجس بسبب (حيازتهما!!) لعملات حرة على نحو تقره الشرائع كافة الا (شريعة!!) الإنقاذ (آنذاك!!)... ومن قبل تعجب عالم (غير سلطاني!!) من استباحة الخوارج لدم المسلم ثم قدومهم اليه لاستفتائه عن دم الـ(بعوضة!!)..