|
Re: معاناة الكتابه فى زمن الاحباط (Re: babiker alsharief)
|
تحيـّتى ،،
أخي بابكر الشريف ،
ومرحبـاً بك في ســودانيزأون لاين ..
كتبتَ :- [ان القضايا التى كنت تطرحها فى عمودك اليومى قضايا ساخنه كنا نرى كل ماتكتبه مرجعا لنا. ان ماكنت تحلم به؛ تحلم به الاجيال الان الا انهم ورثوا منكم وطنا مثقلا بالجراح .]
أتّفق معك في اعتبار كتابات الاستاذ يسين ، مرجـعاً لنا ، وكذلك نشاركه الحلم والعمل لأجل وطن خَـيـِّر ديموقراطي ؛ ولكنـّنى أتحفـّظ على إشارتك ، أنـّنا قد ورثنا منهم! وطناً مُثـقلاً بالجراح ! ، ففي اعتقادي، أن أستاذ يسين ، هو نفسه من الوارثين لوطن مثخن بالجراح ، فالرجل قد أرَّخ لكتاباته الصحفية الرّاتبة بجريدة الأيام في فترة الديمقراطية الثالثة ، وهو عهدٌ قريب ، كما أنّه لم يكن واحداً من السـّاسة النّافذين أوالمنظـِّرين الذين اثخــنوا السودان بالجراح ! قبل ذلك التاريخ ، فكيف عليه أنْ يتحمـّل أوزاراً لم يكن من صانعيها ؟ .
باعتباري واحد من المتابعين لكتابات الاستاذ/ يسين حسن بشير ، فلأوّل مرّة ، أعرف أنّه ليس صحافيـّاً متفـرِّغاً ! بل على العكس من ذلك، فقد كانت كتاباته توحي بقُدرة جيـِّدة لاتتوفّر إلآ للصحافيين المحترفين ؛ وعلى الرغم من تعديده للأسباب الذّاتية والموضوعية التى دعتـه للتوقّف عن الكتابة الصحفية ، إلآ أنّني كواحدٍ من قُرَّائه ، غير مٌقتنع بهذا التنازل العفوي من جانب هذا الأستاذ ! ومع ذلك، لا أُجبههه بالقول : يمكنك دخول المعركة بمحض ارادتك ، ولكنـّك لا تستطيع ان تُحدِّد خروجك ،والمعركة مستمرّة، بمحض تلك الإرادة ! ؛ فبلا شك ، أنّ الرجل أعرف بما له وما عليه ؛ وما تزال معركة النضال لأجل خير الوطن، مستمرّة وتحتاج أقلاماً وإسهاماً وعملاً دؤوباً من الكافّة ..
يقول الاستاذ يسين في مستهل مقاله – مُفَـسـِّراً ، أنَّه في كتاباته للعمود الصحفي والمقال الطويل الإسبوعي : [ كان ومازال ينطلق من محاولة المساهمة برأي شخصي متواضع في الشأن العام الوطني، فأنا لست صحافياً متفرغاً ولي أعبائي الوظيفية الخاصة التي لا علاقة لها بمجال الصحافة، ألخ ,,, ] ، وكذلك ، يشير في إحدى نقاط تلخيص الأسباب التى دعته للتوقّف عن الكتابة أنّ حرية الصحافة قد أصبحت " حرّية نبيـح " ؛ فهل لنا ان نتسائل : يا تُرى ماذا سَـيَـحِـلُّ بالصحافة في سوداننا ، لو انّ كل كاتب صحفي تزايد إحباطه ووصلت معنويّاته تحت الصـّفر ، لا يجد غير التوقّف عن الكتابة الصحفية ؟ .
من ناحيةٍ أخرى ، هل استفاد الأستاذ يسين من قُدراتِه الصحافية في إلقاء الضوء الصحافي على إظلام ومشاكل قطاعه الوظيفي ؟ فبلا ريب، أنَّ مشاكل الوظيفة العامـّة في السودان، تفرض على أربابها المستنيرين الكثير من العمل التنويري والحقوقي والواجبي ؛ هذا إن كانت اعبائه تنتمي الى القطاع الوظيفي العام ، أم إن كانت بالقطاع الوظيفي الخاص ، فلا جَـرَمَ ! فالحال من بعضو .
تقديري لكَ ،أخي بابكر الشريف ،، على هذا الموضوع الهام ، واسمح لي ان أُحَيِّي ،عبر هذا البوست ، الاستاذ/ يسين حسن بشير ، متمنيـّا ان يعيد النظر في هذا التوقّف عن الكتابة الصحفية ، وراجيـاً له كل التوفيق والســداد .
مع التحايا ،،/
|
|
|
|
|
|