|
الغد الأسود بعد الإثنين الأسود
|
الغد الأسود بعد الإثنين الأسود تكررت الإعتداءات التى تقوم بها بعض عناصر جيش الحركة على الأشخاص لعدة مرات بدءاً بالإثنين الأسود ومروراً بالخميس الدامي لكن ما حدث خلال اليومين الماضيين فاق التصور لأنّ عناصر جيش الحركة انتقلت من الإعتداء على حرمات البيوت والأشخاص الى حرمات المحاكم التي تعتبر ساحات للقضاء والعدالة حيث شهدت اليومين الماضيين إعتداء قوة عسكرية من جيش الحركة الشعبية على محكمة جنايات الحاج يوسف على طريقة الإقتحام وإطلاق سراح متهم شمالي يتبع لجيش الحركة برتبة الملازم، الأمر الذى أدى إلى عزوف المواطنين أمس عن التواجد بالمحكمة وإحجام المواطنين عن الذهاب إليها. { وهذا المسلك من قوات الحركة الشعبية يمثل عدم إحترام للقانون وإساءة للقضاء السوداني ممثلاً في شخص القاضي الذي يجلس على كرسي العدالة ليحكم بين الناس بالعدل، فإطلاق سراح المتهم الشمالي بالمحكمة المذكورة على طريقة قانون الغاب أمر يسىء للحركة نفسها التى كان ينبغى عليها أن تواكب النقلة التي صاحبتها بعد إنتقالها من الغابة إلى القصر ومن الأحراش إلى مدينة الخرطوم حيث الضوضاء والأضواء وأن تلتزم جانب القانون. ولكن فيما يبدو أنّ قوات جيش الحركة لم تستوعب النقلة النوعية التى حدثت لها بعد إتفاقية السلام ذلك لأنّ عقلية الغابة ما تزال تسيطر على كثير من عناصر جيش الحركة التى تعيش منعمة حالياً بالخرطوم ولم تستطع أن تُأقلم نفسها مع هذا التنّعُم.. فالإعتداء على حرمات المحاكم أمر خطير وظاهرة تستحق التوقف عندها بل تتطلب ردع المعتدين وفقاً للقانون وتطبيق القانون على هؤلاء الغوغائيين بصرامة شديدة وحسمهم بصورة قاطعة فلا يمكن للخرطوم أن تتحول إلى غابة ترتع فيها الذئاب البشرية من أمثال هؤلاء.. فالقضاء السوداني المشهود له بالعدالة والكفاءة المهنية مطالبٌ اليوم قبل الغد باتخاذ الإجراءات القانونية ضد هؤلاء المعتدين على حرمة المحكمة حتى لا تتكرر مثل هذه الإعتداءات مرّة أخرى وبالأمس القريب أصدر مجلس سلاطين السودان الجديد بياناً إحتج فيه على قرارات رئيس القضاء بإيقاف محاكم السلاطين باعتبارها غير قانونية وتلا ذلك الإعتداء على حرمة محكمة جنايات الحاج يوسف ولا أحد يعرف أو يتنبأ بما يحدث غداً من إعتداءات، ذلك لأن هذا المسلسل ما يزال مستمراً ولم تكتمل فصوله أو حلقاته بعد. فالقضاء السوداني محل إحترام الجميع والقضاة لهم مكانتهم ومقامهم الإعتباري والمحاكم لها حرمات وساحات مقدسة فلن نقبل بإساءتها أو الإعتداء عليها.. فعناصر جيش الحركة التي تريد أن تأخذ القانون بيدها على الطريقة »الحمورابية« أو »القراقوشية« يجب أن تُردع بالقانون ويجب ألا يُترك لها الحبل على الغارب وإن حدث ذلك فستضيع مظاهر الخرطوم الحضارية وتسود مظاهر الفوضى والإنفلات الأمني ويسود قانون الغاب.. وسينعدم الأمن والأمان وتصبح حياة المواطنين في خطر وتصبح حياة الناس محفوفةً بالمخاطر.. فمنذ أن جاء السلام ودخلت عناصر جيش الحركة الشعبية الخرطوم لم تعش الخرطوم في سلام ولم يعش مواطنها هادئاً مطمئن البال، فبعد الإثنين الأسود نخشى أن يأتينا »الغد الأسود« الذى يتفجر عبر المزيد من القنابل الموقوتة ونخشى أن يأتينا يومٌ لا نسمع فيه غير صوت القنابل ومدافع الهاون وانفجارات الجرانيت وحينها يكون (الفأس قد وقع في الرأس و(الرماد كال حماد المسكين الذى لا حول له ولا قوة. وعندما يحدث ذلك لا نملك إلا أن نردد: الطيارة جاتنا تحوم حاملة القنابل كوم في سماء الخرطوم كتلت حمار كلتوم ست اللبن وربما تكون هذه الطائرة المعتدية الغاشمة هي حركة شعبية.
دوائر
عمر احمد الحاج
|
|
|
|
|
|