|
الحوار الدارفوري الدارفوري بلا وصاية أجنبية أو محلية !!
|
الحوار الدارفوري الدارفوري بلا وصاية أجنبية أو محلية !!
صحيفة الصحافة - النسخة الإلكترونية صديق البادي
لقد عرفنا دارفور من خلال قراءة كتاب تشحيذ الاذهان بسير بلاد العرب والسودان لمؤلفه محمد عمر التونسي (1850م) الذي كتبه إبان التركية وعرفناها ايضا من خلال كتابات عديدة من بينها كتاب تاريخ دارفور السياسي لمؤلفه الاستاذ موسى المبارك وهو رسالة نال بها درجة الماجستير بالاضافة لما خطه الاداريون البريطانيون في رسائل ومدونات واعدت ونشرت بعد المأساة الاخيرة عدة كتب عن دارفور وكان الاداري السيد علي عبد الله ابوسن هو اول سوداني يشغل منصب مدير مديرية دارفور الكبرى في الفترة الممتدة بين عامي 1955 ــ 1958م وكتب بعد تقاعده مذكرة عن دارفور عرفت بمذكرة علي ابوسن وتوفى في عام 1961م رحمه الله . وفي يوم 17/6/1968م كتب دكتور جعفر محمد علي بخيت مقدمة لمذكرة ابوسن المشار اليها وسبق للاداري والاكاديمي والسياسي دكتور جعفر ان عمل بدارفور اداريا بمركز كتم وحاول تعلم لغة الفور وعدد من اللهجات المحلية وقد استوقفتني بعض الاسطر التي خطها يراعه في تلك المقدمة واوردها ادناه بنصها لاهميتها وما ينبئك مثل خبير (التراب الدارفوري مقسم الى ديار يحتكر العرف لاهلها حق الطريق والمرعى والسقيا والزراعة فلا ينال منه الغرباء الا تكريما او مقابل اجر او بقهر السلطة او الغريم ، وعامل العقيدة او الوطنية او مذهب الحياة الواحد الذي خلق وحدة لكائنات مستقلة كشعوب الاتحاد السوفيتي او يوغسلافيا او عناصر الولايات المتحدة لم يبرز بعد في دارفور بالقدر الذي يهيئ لها شخصية ذاتية لها مقومات قومية مشتركة وقد نجح الاسلام ونجحت المهدية في خلق ولاء استطاع ان يتعدى الولاء القبلي والعنصري والحضاري ولكن هذا الولاء لم يكن طاغيا بالقدر الذي يذيب الولاء الاصغر فكان من نتائج ذلك ان تلون الولاء للاسلام والولاء للمهدية بالطابع القبلي والمحلي ولم تلعب الولاءات دورها التاريخي المرتقب في الارتقاء بالشخصية الدارفورية الى نوع من المواطنة يعلو على القبلية فظلت لدارفور كالعهد بها مجموعة من الوحدات المستقلة في ذاتها وفي حقائقها الحضارية وقد ساعد هذا التفتيت العضوي على نمو الكيان السياسي القائم على العصبية الغالبة على النسق الذي تحدث عنه ابن خلدون في مقدمته والمستفيد من التناقضات الداخلية والخصومات المحلية .. لقد كتب دكتور جعفر تلك الكلمات عام 1968م وجرت مياه كثيرة تحت الجسر وفشلت النماذج التي ذكرها اذ سقط الاتحاد السوفيتي وتفككت يوغسلافيا ويماثل هذا ما كتبه الاستاذ عبد الخالق محجوب في كتابه المدارس الاشتراكية في افريقيا فقد سقطت النماذج وفشلت كل التجارب والنظم التي ذكرها. وقد ذكر الاداري الراحل علي ابوسن في مذكرته ان شمال دارفور صحراوي حيث تنتشر الاشجار الصحراوية وشبه الصحراوية من (الاكيشا) والشجيرات الشوكية الاخرى ولمرعى فقير جدا في هذه المنطقة وفي جنوب الفاشر تبدأ النباتات والاعشاب في التكاثر شيئاً فشيئا وتزداد اخضراراً كلما ذهبنا جنوبا حيث يكثر المرعى وتزداد المنطقة عشباً وفي جهات بحر العرب وجنوب دارفور نجد ان المنطقة اصبحت اقرب الى السافنا لما تتمتع به من اعشاب طويلة واشجار خضراء. وكما هو معروف وكما ذكر الادارى الراحل علي ابوسن فإن جنوب دارفور اغنى من شمالها وان بالجزء الشمالي مناطق كثيرة هي صحراء جرداء بلقع ومن هنا تأتي ضرورة المساهمة الفعالة من المركز للاخذ بيد المناطق الفقيرة وبالطبع ان قيام المشاريع التنموية يقتضي مقومات ولا يمكن مثلا اقامة مصنع نسيج او صناعات تحويلية للمنتجات الزراعية في منطقة صحراوية لا يوجد بها غير الحسكنيت او الشجيرات الشوكية وبالطبع ان لساكني تلك المناطق حرفهم ومهنهم وكل ميسر يتواءم مع بيئته مع ضرورة مساعدة الدولة والمجتمع للضعفاء والأخذ بايديهم وتؤكد دراسات العلماء والخبراء ان دارفور تختزن ثروات كامنة تتمثل في النفط والمعادن النفيسة الغالية وهذا هو الذي جعلها محط انظار (الخواجات) والدول الغربية الطامعة في هذه الموارد والثروات وتتمتع دارفور ايضا بكثرة المياه الجوفية. والمعروف ان دارفور كانت مستقلة ولم تخضع للدولة ابان الحكم الثنائى الا في عام 1916م وان المظالم سببها الاستعمار اذ ان دارفور حتى عام 1944م كانت بها مدرستان اوليتان الاولى في الفاشر والثانية في نيالا اما بقية المدارس فكانت عبارة عن خلاوي نظامية ارتفعت فيما بعد الى مدارس صغرى وعند الجلاء في عام 1954م بلغ عدد المدارس الاولية للبنين عشرون مدرسة وبلغ عدد المدارس الاولية للبنات احد عشر مدرسة .. والمؤسف ان دارفور كلها لم تقم بها مدرسة اهلية وسطى الا في عام 1946م بمدينة الفاشر ثم قامت مدرسة حكومية وسطى بمدينة نيالا في عام 1950م وقبل ذلك كان الاثرياء والاعيان يرسلون ابناءهم ليتعلموا بالعاصمة او غيرها من المدن ولم تقم مدرسة الفاشر الثانوية الا بعد الاستقلال وهي اول مدرسة ثانوية بدارفور ويحمد للواء محمد طلعت فريد مساهمته الفاعلة في فتح عدد كبير من المدارس بمختلف المراحل بدارفور عندما تولي وزارة التربية والتعليم في عام 1963م وساهمت العهود الوطنية بدرجات متفاوتة لتلحق دارفور بالركب لاسيما في مجال الخدمات وما اوردت آنفا عن التعليم هو مجرد نموذج وحدث ولا حرج في مجال الصحة وغيرها من المجالات وكانت دارفور تعاني من قلة المستشفيات والاطباء ولم تعرف الاشعة وبعض التخصصات الطبية الا في العقود الاخيرة من عمر الزمان !! وتؤكد المعلومات والحقائق والارقام الموثقة ان العهود التي اتت بعد انقلابات عسكرية (نوفمبر ومايو ويونيو) قدمت لدارفور في مجال الخدمات والتنمية اكثر مما قدمته عهود التعددية الحزبية التي تذكر دارفور في مواسم الانتخابات فقط ثم تنساها او تتناساها ولا تحاول تذكرها الا اذا حان موعد انتخابات جديدة اى انها مجرد سلالم للوصول للسلطة ثم تهجر !! وان اقليم دارفور بولاياته الثلاث توجد فيه مناطق غنية واخرى متوسطة الحال واخرى فقيرة وبعضها تحت خط الفقر وينسحب هذا على كافة اقاليم السودان الاخرى بولاياتها المختلفة ، وقضية توزيع السلطة والثروة والتنمية المتوازنة تحتاج لمؤتمر جامع والمعروف ان اتفاقية نيفاشا قد اضحت نافذة الآن وان نصيب الشمال في السلطة والثروة قد تحدد وهو يخص كافة الاقاليم الشمالية مجتمعة ولا يعقل ان يطالب اي اقليم من هذه الاقاليم بان ينفرد بنصيب الاسد ويترك للآخرين الفتات ولابد ان تكون القسمة عادلة وهذا يقتضي عقد مؤتمر شامل يضم كل هذه الاقاليم بولاياتهم المختلفة لتحديد انصبتها بالقسطاط لئلا يعم حمل السلاح كافة الاقاليم كوسيلة للضغط ولكن يجب الاعتراف ان في دارفور قضية آنية ومأساة انسانية تحتاج لمعالجة عاجلة لا تحتمل أي تسويف او ابطاء وينبغي ايقاف الاقتتال وحقن الدماء على جناح السرعة ووضع القضية الأمنية على رأس الاولويات وارساء دعائم الأمن والاطمئنان واعادة النازحين والمشردين لقراهم وتصفية المعسكرات وتوفير اموال طائلة للديات لتقديمها لمستحقيها واعادة تعمير ما تم تدميره في ايام المأساة الانسانية الاليمة. وان الحوار الدارفوري الدارفوري ينبغي ان يشترك فيه قادة كل الفصائل الحاملة للسلاح (وثمة ملاحظة لابد منها وهو ان بعض حملة السلاح ربما تكون قدراتهم الفكرية والتنظيمية والسياسية ضعيفة وليس بالضرورة ان تعهد اليهم فيما بعد مناصب تنفيذية غير مؤهلين لها ولكن يمكن ان تعهد لهم وظائف ومهام تتناسب ومؤهلاتهم وخبراتهم المحددة) وينبغي ان يضم المؤتمر الدارفوري العلماء والخبراء والمفكرين والمخططين الاستراتيجيين من ابناء دارفور الكبرى مع كافة الرموز والقامات الكبيرة وذات الثقل فكريا وسياسيا واجتماعيا وعلى بعض ابناء دارفور المثقفين او ذوي الاوضاع الاجتماعية والمادية المريحة ان يتركوا التنظير البارد واحاديث الصالونات المترفة في العاصمة وعليهم السعي الجاد للمساهمة في انتهاء مأساة اهلهم وعلى الذين يقيمون في فنادق سبعة نجوم ببعض العواصم الاوروبية ان يخجلوا قليلا ويكون همهم الرئيسي هو انهاء هذه المأساة والمحزن والمؤسف هو اندلاع الفتنة بين ابناء دارفور وتقسيمهم لعرب وزرقة والمؤسف ان بعض الخبثاء الذين اضرموا نار الفتنة هم اقلية ضئيلة عرفت بالاستعلاء العرقي وكانت تنظر لهؤلاء واولئك نظرة دونية ثم دقت بينهم عطر منشم واخذت عرض هؤلاء ضد اولئك وعلى زعماء قبائل دارفور المختلفة ان يلتقوا في هذا المؤتمر لاخماد هذه الفتنة التي ضللت قبائلهم وانساقت اليها وبالطبع ان المعالجة تقتضي تحسين وتطبيع العلاقات مع دول الجوار المتاخمة لدارفور والمؤسف ان صراع الانقاذيين حول السلطة والجاه هو احد اسباب هذه المأساة ولابد من حوار دارفوري دارفوري لوضع حد لهذه الملهاة الانسانية الاليمة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحوار الدارفوري الدارفوري بلا وصاية أجنبية أو محلية !! (Re: Frankly)
|
الأخ فرانكِي شُكراَ ، علي هذِه الإطرائه الحِلوه. أخِي معاكْ حقْ ، لقد كتبتَ المُداخله فِي "دوكِمأنت" خارِج البوست ثُم حولت النُسخه الغيّر مُعالجه بدلاَ مِن النُسخه المُعالجه ... فلاتثريّب عليّك أخي، سأقوم بتفكيّكها هُنا بِقصد الإيّضاح: السودان حكموه عساكِر ومدنيّن كُنا بِنسميّهُم "مُتَعلمِيّن" مُشْ كِدا.. فماذا حصدنا مِنْ جراءِ حُكمَهُمْ؟ إنت قُلتْ ناسْ الحركاتْ غيّر مؤهليّن لشَغلْ بعضْ المنَاصِب ، بالدوله!! التأريّخ بيّقوليّنا إذا فِي الدوله دستور قوِي ، ماكِنْ و(لا يُمكن القفزْ عليّه)بإمكان أي عسكرِي ، مدنِي أو مُتمرِدْ أن يشغِل ذلك المنصِبْ بِصرفْ النَظرْ عنْ مؤهلاتِه الأكادِيّميّه... مِنِي أركوي ، عبدالواحِد ، فرانكلِي .. إلخ بِمقدورهُمْ حُكمْ السودان. الشَغَلانَه تِحتاج لشويّة مُستَشاريّن داخِل مظلّة دستور قَوِي... بوش حكم وِلايّه وحَكمْ دوله سيُوبارباورْ بداخلها تحوِي عُلماء بِمقدورهُم تنبأ المُستَقبلْ (إذا صح التعبيّر).. فِي حيّن دابلِيّوبوش بالنِسبالهُم أُمِيّ تّماماَ...دونَكْ الجاره مِصرْ كشاهِدْ. السُودان نَعمْ ماتراجع القهقرِي إلا مِن فسادْ ما نَطلُقْ عليّهِمْ (مُتَعَلِمِيّنْ) يا ريّت لو حكمنا أُمِي وكتاها لكان الأمر مُختَلِف تماماَ... مودَتِي.
| |
|
|
|
|
|
|
|