|
|
 مسكين الشمال اذا لم ينتفض لنفسه
|
من سخريات هذا القرن , ان تتكالب مجموعات عرقية في اطار الدولة , لتطالب بأمتيازات " تسميها بالحقوق الاساسية " تميزها عن باقي المجموعات الاخري التي تكون معها سيادة الدولة, مستفيدة من الراي العام العالمي الموجه, وصداقة المنظمات اليهودية و الكنسية . و من المستفز ايضا , ان هذه المجموعات ترفع شعارا , هي نفسها لا تؤمن به. ولم تصوغه. انما كانت كلها اجندة مكتوبة امليت عليها في ظروف التأسيس الاولي.
وقد برهن علي ذلك تداعيات ابوجا الاخيرة . فوثيقة الصلح تمت الموافقة عليها من طرف واحد ( الحكومة اذا صح ان نسميها كذلك ) ولا يزال وسطاء السلام في" تحنيس" من هم يلعلعون بأسم دار فور امام ابواب الكنائس و شمعدان الحاخام. و حتي حفيت اقدام "زوليك الرهيب " سعيا في اقناعهم بقبول مسودة الاتفاقية. ولعلها من اقدار الزمن ان ترسل الحكومة الامريكية , اكثرالجمهوريين تشددا لحرب فيتنام فربما يريد الجمهوريون ليغسلوا بعض من خطايا هذا الرجل المثير للجدل. او لعله اكثرهم قدرة علي الضحك علي ذقون الثوار المفتعلون..فالرجل علي دراية تامة بفن تجارة الحرب و مستعد تلقينها الي من لا ضمير لهم.
وقد استحسنت ما قاله الصحفي االنيجيري في تقريره التلفزيوني علي مدار ساعة كاملة , بثته قناة التلفزيون الكندي مؤخرا , حول الوضع الانساني و السياسي لالقليم دار فور , فقد علق علي مطالب المتمردين قائلا : انها في مجملها تنمي عن مطالب شخصية بحته ولا علاقة لها بما يحدث للمواطنين وموعاناتهم. ... و اضاف : بل انهم يتاجرون بمعانة بني جلدتهم .). وليس غريبا ان يفضي تحليل هذا الصحفي الي هذه أالنتجة, فقد اثبتت الحركات المتمرده مدي اهتمامها بقضايا الاجئين المنكوبين في مناطق الحرب باعتدائها علي قوافل الاغاثة وقطع الطريق امامها و منعها من الوصول الي اماكن المتضرريين وتلك حرفة تمرسوا عليها ابان فترة الديمقراطيه الثالثة. وتخللت الممارسات الداخلية لتنظيم المتمردين علي اهل السودان تجاوزات خطيرة اقلها الاعتداء بالضرب علي شخصين من اعضاء التنظيم , ومنهم امراة ,في احد الفنادق المخصصة لاقامتهم اثناء سير محادثات ابوجا, لانهما رفضا بعض توصيات التنظيم. مما يدل ان هناك ما لا يخلص له الوجدان في توصيات التنظيم الذ ي تطغي عليه ادبيات جهوية و عنصرية مريضة.
ولعل الحظ قد حالف الفئة المتمرده , فهم يلعبون علي الحان الزمن الامريكي , الذي يتيح الفرص امام كل ممزق . ويصنع من الفوضي ارتباكا , ومن الغوغائيين ساسة يستعين بهم لزعزعة طمأنينة المساكين. فقد وجدت فيهم روح " السندنستا" وبثت فيهم من روحها عن طريق زوليك " جون مونتمري الثاني" , بطل امريكا في امريكا الجنوبية. وقد استاءت الدوول الافريقية المعنية بالوساطة من سلوكيات ما يسمي بحركة العدل و المساواة و حركة تحرير السودان و هما يماطلان في التوقيع علي الاتفاقية . فهم لا يملكون قرار انفسهم , لانهم صنعة في ايدي رجال البيت الابيض و لذلك تمد المهلة المقررة يوين و ثلاثة و الي ما شاء زوليك , حتي يخرج بافضل صفقة من الحكومة السودانية ولطمة ثانية علي الجبين الايسر لوحدة السودان , عندها سوف يؤذن للفاصائل ان توقع و تبصم بالعشرة. وهذا يتم تحت انظار مجموعة دوول الوحدة الافريقية , فالدرس الامريكي هنا للجميع و بالمجان.
كل ذلك كان يمكن تجافيه , و كان يمكن ان يكون لهذا الكونسرتو مسرحا اخر غير السودان , فما صنعته كريت وجدته في جلدها ... فمسلسل التنازلات قد بدأت حلقاته منذ معاهدة مشاوكس , فقسم السلطة و الثروة بأجحاف , شجع العصابات المنظمة و المرتهنة علي الخروج من اسس الدولة وكرسي السلطان الذي ترتخي به البطون , اصبح يكلف فقط قرع ابواب البيت الابيض , و التذرع لديهم بمسودة حقوق الانسان. وها قد وقعت الحكومة و بهذا تكون قد استنفدت كل ما تملكه من النسب في السلطة لارضاءهم ولازال امامها مشكلة الشرق تبحلق ايضا لنسبة في الحكم . و مسكين الشمال اذا لم ينتفض لنفسه , فسوف يجد نفسه محكوم باقلية ارتضها ضعف الحكومة و ايدها البيت الابيض. .
|
|
 
|
|
|
|
قرشـــو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست