|
حـــين زفــوا اليه الخــبر..انها ملحــمة المـجزرة
|
حـين زفوا اليه الخبر.. انها ملــحمة المجزرة ما اروعــك يا صــديق ! و ما اروعـــك ! انه صديق .. ابن البجا.. الانسان الملتزم.. الشاعر الموهوب الذي سخر ابداعاته من اجل الانسان البسيط ..ومن اجل حياة افضل .. ومستقبل مشرق. في رائعته حـين زفوا اليه الخبر يصور شاعرنا كيف ان الخيرات من حليب ومن دمقس ومن درر تذهب للخرطوم بالطريق الدائرى. بينما يقف البجا حماة عن السودان ويحملون اليه الخيرات .. يأتى الغزاة المجرمون القاتلون من الخرطوم بنفس هذا الطريق محملين بالسم .. بالغاز اللعين .. وبالرصاص, ويصور لنا كيف ان البجاوي لم يكن يتخيل ان يأتيه الموت من الداخل .. من الأرض التى يسكنها الذين كان يذود عن قيانهم ويبعد الفتنة عن أوطانهم ويجنبهم مشقة القتال حين يستعر. وشاعرنا لاينسي الهياكل البشرية التي انهمر عليها الرصاص .. واخترق صدورها .. فيقول: خر البجاوي بجسمه الناحل فى الثرى مضرجا .. وانقبضت ضلوعه تحت العروق النافرة .. انقشع الغطاء عن ترسبات السم .. عن الصديد الذى أفرزه السل تحت الرئة المهترئة. شاعرنا لاينسي تلك المذكرة التي حملها ابناء البجا, آملين بتقديمها في موكب سلمي للسلطة .. يطلبون فيها أن تكون لهم.. قيمة الإنسان على الأرض .. وستر العرض .. وشيئا من التعليم والصحة والماء .. وقليلا من العدل والتساوى .. فى فرص الوظيفة .. لاكتساب لقمة شريفة .. أنهم طلبوا بعضا .. مما حباهم الله به فى أرضهم .. وجادت به ديارهم. حينذاك انهمر الرصاص عليهم من كل جانب واستشهد العشرات من ابناء البجا.. وقالت السلطة الاجرامية انهم يشعلون الفتنة ويريدون الخراب. يقول شاعرنا : فكيف استقام أن أصبحت هذه الأشياء ضربا من الحرابة والفتنة والتمرد والجريمة ! فقد اعتاد البجا حمل العصا والشوتال والسيف و خاصة حين يقدمون عروضهم. ..يقول شاعرنا : بنفس هذى الحراب المشرعة .. وبنفس هذى السيوف الراعفة وبنفس هذا الشوتال .. وهذه العصاية المعقوفة .. يعرضون مهاراتهم الفنية و يؤدون رقصة السيف ويستعرضون فنونهم الحربية ويتساءل شاعرنا: فكيف استقام أن أصبحت هذه الأشياء ضربا من الحرابة ما اروعـك يا صـديق ! ما اروعــك يا عـجيلابي! انها ملحمة... انها ملحمة المجزرة ..التي سيفتخر بها ابناؤنا للاجيال القادم.. الي المزيد من هذه الدرر يا صـديق.
حـــين زفــوا اليه الخــبر..انها ملحــمة المـجزرة
|
|
|
|
|
|