فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 12:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2006, 11:10 AM

عبد الناصر الخطيب
<aعبد الناصر الخطيب
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 5180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟ (Re: هاشم نوريت)

    تاريـخ وأصُول العَرب بالسُّودان (2)
    =============================================





    الحمد لله الذي خلق الإنسان من صلصال من طين، وجعله مما يخرج من بين الصلب والترائب من ماء مهين. وجعلهم شعوباً وقبائل، وأوجب عليهم صلة الرحم وبر الأقارب، تفضلاً وتكرماً من رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المخلوقات، وإمام الأنبياء والرسل السادات، وعلى آله وصحبه نجوم الاهتداء الهداة، القائل: (2) {لا يدخل الجنة قاطع} قال سفيان في روايته يعنى قاطع رحم.

    أما بعد، فإني أنا الفحل، بن الفقيه الطاهر، بن الفقيه عمر، النافعابي، الجعلي، من نسل السيد العباس، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم(3)، والسيد العباس بن السيد عبد المطلب، بن السيد هاشم، جد النبي الهاشمي، من نسل عدنان.

    أما بعد،
    لما اتضح لي أن العرب ببلاد السودان مجهول تاريخ حضورهم، ومجهولة الطرق التي دخلوا بها، عند الكثير من الناس، فإنني أريد بما رويت من مؤرخين فضلاء، وكبار عقلاء، أن أذكر دخول كلٍ، من الجهة التي دخل بها، موضحاً طريقه الذي منه دخل.
    فإن بعضاً دخل من طريق مصر، وبعضاً من عيذاب، وسواكن، ودهلك، ومصوع، وجبوتي، وآخرون من الأندلس، وغيرهم من مراكش، وبعضهم من بلاد المغرب الأخرى.
    وإني ذاكر مرجع نسب كلٍ، وراده إلى أصله، إذ أن العرب بالسودان ينتمون إلى أصلين لا ثالث لهما، فهما قحطان وعدنان. فأما قحطان فهو أبو اليمن كلها، وإليه يرجع نسبها. وأما عدنان فهو أبو عرب الحجاز، وإليه ينتمون في أنسابهم، وكرم أحسابهم. وعدنان نال شرفاً عظيماً بما ناله من حظ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم. والشاعر يقول:

    كم من أب علا بابن حوى شرفاً كما سما برسول الله عدنان

    إن دخول العرب في بلاد العجم لم يكن في زمان واحد، ولا من طريق واحد، بل في أزمنة مختلفة، ومن طرق متعددة، ولأسباب متفرقة.
    كان عرب الحجاز واليمن يسمون السودان (بر العجم). وكان قدماء المصريين يسمونه (نوب) أو (نب)4 أي أرض الذهب5 ولذلك سمى سكانه بالنوبيين أي سكان بلاد الذهب. وأما لفظ "السودان" اسماً فأول من أعلنه خديوي مصر محمد علي باشا عام 1240 هجري في أوراقه الرسمية بعد الاحتلال التركي المصري سنة 1236 هجرية.

    دخول جهينة وفزارة
    سميت كل من القبيلتين العربيتين جهينة وفزارة باسم جدها الأول.
    نسب جهينة
    فقبيلة جهينة جدهم الذي إليه ينتمون هو جهينة بن زيد بن ليث بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مازن بن حمير بن سبأ بن يعرب بن يشجب بن قحطان. وقحطان أبو اليمن كلها وإليه يرجع نسبها وقد افتخر بهذا النسب حسان بن ثابت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاعره بقوله:
    نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر قضاعة بن مالك بن حمير

    نسب فزارة
    هو فزارة بن شيبان بن محارب بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان. وعيلان هو ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وعدنان هو جد النبي صلى الله عليه وسلم؛ ونسبه إلى الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
    لقد كانت القبيلتان، جهينة القحطانية، وفزارة العدنانية، تسكنان من ينبع إلى حد القلزم. فلما جاء الإسلام التحق رجال القبيلتين بجيش الأمير عمرو بن العاص فاتح مصر والإسكندرية؛ فلما تم له الفتوح صدر له الأمر من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، بأن ينتخب أميراً ويرسل معه جيشاً إلى صعيد مصر.
    وفي سنة 20 هجرية انتخب الأمير خالد بن الوليد أو خالد بن سعيد، ومعه جيش كبير، ففتح بلاد الفيوم والبهنسا، وقضى على شوكة الروم. ومن ثم توجه إلى أطراف بر العجم وبلاد نوب، أي السودان اليوم؛ فقوبل بالطاعة وقبول الإتاوة، أي الجزية من كل البجاة والنوبيين. ودخل البعض في الإسلام، كما ورد ذلك في الفتوحات للمقريزي والبهنساوي.
    ولما رأى بنو جهينة وفزارة المراعي الخصبة والمياه العذبة، ارتحلوا بأموالهم ونسائهم وأولادهم عن طريق (المحواد) المعروف اليوم بقناة السويس؛ وكان طريقاً مسلوكاً، فنزلوا صعيد مصر، حيث الأراضي الخصبة والمياه العذبة.
    وفي سنة 32 هجرية دخل الأمير عبد الله بن سعد بن أبي سرح بلاد النوبة بجيش كثيف، وتوغل داعياً للإسلام أو الجزية، ووصل دنقلا، فقابله ملوك النوبة بالطاعة وقبول الجزية. كما وفد إليه ملوك البجاة؛ ودخل البعض في الدين الإسلامي، فترك معهم من يفهم المسلمين شعائر الإسلام، وآخرين لجباية أموال الجزية. وشرع رجال من العرب في العمل في معادن الذهب؛ وأظنها معادن (جبيت). ووقَّع الأمير عبد الله بن سعد بن أبي سرح معاهدة مع كتري ملك البجاة، وأخرى مع ملك النوبة ديري بن فيعص.
    وهذا نص جزء من المعاهدة اختصرته لطولها:
    وفي العهد الإسلامي تتوفر لنا الوثائق فإن حاكم مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح قد سار على رأس جيش نحو بلاد النوبة، حتى وصل دنقلا العجوز، واستولى عليها. وكان لا يبغي فتحاً؛ لأن البلاد تحت طاعته، وإنما ليأمن شر البجاة والنوبة. وقد عقد مع المملكة المسيحية والنوبة معاهدة جاء فيها كما ورد في خطط المقريزي الجزء الأول صفحة 322:
    {بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من الأمير عبد الله بن سعد بن أبي سرح لعظيم النوبة، وجميع أهل مملكته، من أرض أسوان إلى أرض علوة. جعل لهم أماناً وعليكم حفظ المسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم، لا تمنعوا عنه المسلمين. وعليكم كنسه وإسراجه} (إنارته). وهذا دليل على أن المسجد بنى في عهد الأمير خالد بن الوليد أو خالد بن سعيد في سنة 20 هجرية.
    وقد حفظ النوبة العهد إلى حصول الفتنة بين أميري المؤمنين الأمين وأمير المؤمنين المأمون.
    وقد ذكر المسعودي في مروج الذهب هذه المعاهدة بنص كامل، وأن البجاة والنوبة حفظوا المساجد، واستمروا يدفعون الجزية والزكاة ممن أسلم، حتى في أيام الفتن بين أميري المؤمنين.
    نقض كانون بن عبد العزيز العهد
    وفى سنة 73 هجرية وقعت الحرب في مكة بين الأمير السيد عبد الله ابن السيد الزبير ابن العوام، وقائد جيش الأمير عبد الملك بن مروان الحجاج ابن يوسف الثقفي، وكان بنو كاهل أنصار السيد عبد الله ابن الزبير. فلما قتل السيد عبد الله ارتحل بنو كاهل خوفاً من الحجاج إلى بر العجم (أي السودان) من طريق جدة إلى عيذاب وهى قرب حلايب اليوم. واختلطوا مع البجاة. والمؤرخ الرحالة ابن بطوطة وجدهم هناك سنة 133 هجرية.
    والتحق ببر العجم، من طريق باب المندب المعروف بميناء جبوتي اليوم، الأمير سليمان ابن الأمير عمرو ابن أمير المؤمنين هشام ابن أمير المؤمنين عبد الملك الأموي والقرشي.
    وفى سنة 216 هجرية نقض مكنون ابن عبد العزيز ملك البجاة، العهد, وذلك لما علم بالفتنة القائمة بين الأمير الأمين وأمير المؤمنين المأمون. ولما نقض الصلح كنون ملك البجاة، سار إلى أسوان بجيش يزيد على مائة ألف من البجاة والنوبة، ونهبوا قرى الصعيد صعيد مصر؛ فكتب والى مصر عبد الله ابن الجهم إلى أمير المؤمنين المأمون، فأذن له في القيام بحربهم، وأمده بما يلزم. فجاء إلى أسوان؛ ولما نظر ملك البجاة جيش أمير المؤمنين، خضع، والتزم برد جميع الخراج ورد المنهوبات. وأخذ بذلك الأمير عبد الله ابن الجهم عهداً. وهذا نصه، نقلاً عما نشر بحضارة السودان بالعدد سنة 1268 بتاريخ 8 ذو الحجة سنة 1352 هجرية موافق 24 مارس 1934 ميلادي. واتفق الأمير عبد الله ابن الجهم مع ملك النوبة والبجاة كنون ابن عبد العزيز وكتب عهداً جاء فيه: (كتب عبد الله ابن الجهم، مولى أمير المؤمنين، صاحب جيش الغزاة، عامل الأمير ابن أبى إسحاق، ابن أمير المؤمنين الرشيد أبقاه الله، في شهر ربيع الأول سنة 216 هجرية لملك البجة كنون ابن عبد العزيز عظيم البجة بأسوان، أنك طلبت مني، وسألتني أن أؤمنك، وأهل بلدك من البجة، وأعقد لك ولهم أماناً علىَّ وعلى جميع المسلمين، فأجبتك إلى أن عقدت لك علىَّ ، وعلى جميع المسلمين أماناً، ما استقمت، وما استقاموا على ما أعطيتني وشرطت لي هذا؛ وذلك أن يكون سهل بلدك وجبله، من أسوان في أرض مصر، إلى حد ما بينه دهلك وباضع (مصوع) ملكاً للمأمون عبد الله بن هارون الرشيد أمير المؤمنين، أعزه الله تعالى، وأنت وأهل بلدك عبيداً لأمير المؤمنين، إلا أن تكون في بلدك على ما أنت عليه من البجة، وعلى أن تؤدي الخراج إليه في كل عام، على ما كان عليه سلف البجة وذلك مائه من الإبل، أو ثلاثمائة دينار تدخل بيت المال. والخيار في ذلك لأمير المؤمنين وولاته. وليس لك أن تخزن عليها شيئا من الخراج. وعلى أن كل واحد منكم، إن ذكر اسم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتاب الله ودينه بما لا ينبغي أن يذكر به، أو قتل أحداً من المسلمين، حراً أو عبداً، فقد بريت منه ذمة الله، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذمة أمير المؤمنين أعزه الله، وذمة جماعة المسلمين، وحل دمه كما يحل دم أهل الحرب وذراريهم. وعلى أن أحداً منكم، إن أعان المحاربين على أهل الإسلام بمال، أو دله على عورة من عورات المسلمين، وأثر لعزتهم، فقد نقض عهد الله وذمته، وحل دمه كما يحل دم أهل الحرب وذراريهم. وعلى أن أحداً منكم، إن قتل أحداً من المسلمين، أو أصاب لأحد من المسلمين، أو لأهل منهم، مالاً ببلاد البجة، أو ببلاد النوبة، أو في شيء من البلدان، براً أو بحراً، فعليه إن قتل المسلم، ديات. ومن قتل العبد المسلم، قيم المسلمون وأهل الذمة عشر أضعافه. وإن دخل أحد من المسلمين بلاد البجة، تاجراً أو مقيماً أو مجتازاً أو حاجاً، فهو آمن فيكم كأحدكم، حتى يخرج من بلادكم. ولا تؤاخذوا من أبقى المسلمون، وإن أتاكم آت فعليكم أن تردوه إلى المسلمين. وعليكم، أن تردوا أموال المسلمين إذا صارت في بلادكم، بكل مئونة تلزم في ذلك. وعليكم، إن نزلتم ريف صعيد مصر للتجارة، أو مجتازين، لا تظهروا سلاحاً، ولا تدخلوا المداين والقرى بحال، ولا تمنعوا أحداً من المسلمين الدخول في بلادكم، والتجارة فيها، براً وبحراً. ولا تخيفوا السبيل، ولا تقطعوا الطريق على أحد من المسلمين، ولا أهل الذمة. ولا تسرقوا المسلم. وعلى أن لا تهدموا المساجد التي بناها المسلمون، بصيحة، وهقر، وساير بلادكم طولاً وعرضاً، فإن فعلتم ذلك فلا عهد لكم ولا ذمة. وعلى أن كنون بن عبد العزيز يقيم بريف صعيد مصر، كي يقي المسلمين من دم ومال. وعلى أن أحداً من البجة لا يعترض حد القصر، إلى قرية يقال لها "قبان" من بلاد النوبة حداً عقد عبد الله بن الجهم مولى أمير المؤمنين، إلى كنون بن عبد العزيز كبير البجة الأمان على ما سمينا وشرطنا في كتابنا هذا، وعلى أن يوافى به أمير المؤمنين؛ فإن زاغ كنون، أو عاث، فلا عهد له ولا ذمة. وعلى كنون أن يدخل على أمير المؤمنين بلاد البجة، لقبض صدقات من أسلم من البجة.
    وعلى كنون الوفاء بما شرط لعبد الله بن الجهم، وأخذ بذلك عهد الله عليه، بأعظم ما أخذ على خلقه من الوفاء والميثاق. ولكنون بن عبد العزيز ولجميع البجة، عهد الله وميثاقه، وذمة أمير المؤمنين، وذمة أبي إسحاق بن أمير المؤمنين الرشيد؛ وذمة عبد الله بن الجهم. وأن يعرف كنون بن عبد العزيز بجميع ما شرط عليه، بأن غَيَّرَ كنون بن عبد العزيز، أو بدل أحد من البجة، فذمة الله جل اسمه، وذمة أمير المؤمنين، وذمة الأمير أبي إسحاق ابن أمير المؤمنين الرشيد، وذمة عبد الله بن الجهم، وذمة المسلمين بريئة منهم.
    ترجم ما في هذا الكتاب حرفاً حرفاً، زكريا بن صالح المخزومي، من سكان جدة، وعبد الله بن إسماعيل القرشي.
    هذا ما ذكره المؤرخ ابن الأثير في حوادث سنة واحد وعشرين. فأقام البجة بتنفيذ هذه المعاهدة تقريباً، مدة واحد وعشرين سنة، ثم نقضوا العهد في خلافة أمير المؤمنين المتوكل على الله العباسي؛ وقتلوا بعضاً من آخذي الزكاة وجباة الجزية؛ وقتلوا من يعمل في معادن الذهب، وأظنها معادن جبيت.
    وإليك ما نقله المؤرخ ابن الأثير عن حوادث سنة 241 هجرية
    أولاد السيد العباس
    وله من الولد السيد الفضل، والسيد عبد الله حبر الأمة وترجمان القرآن، والسيد عبيد الله والسيد عبد الرحمن، والسيد قثم، والسيد معبد، والسيدة أم حبيبة، أمهم أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث بن حرب الهلالية أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، والسيد تمام والسيد كثير أمهم أم ولد، والسيد الحارث أمه هذيلية. قال محمد بن جرير الطبري و آمنة وكلثوم وصفية لأمهات أولاد وصبيح ومسهر ولبابة وأمينة وصالح ذكر ذلك العبدري وابن حجر في الإصابة وقال في الإصابة كل ولد العباس إما لهم رؤية أو رواية أو صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم.

    ذكر السيد عبد الله بن السيد العباس حبر الأمة ترجمان القرآن
    لم يزل اسمه عبد الله وأمه أم الفضل. ولد قبل الهجرة بثلاث سنين بالشعب قبل خروج بني هاشم منه.
    وذكر الطائي أن النبي صلى الله عليه وسلم حنكه بريقه ودعا له وقال اللهم بارك فيه وانشر منه وعلمه الحكمة. وسماه ترجمان القرآن وكان يسمى البحر لغزارة علمه. وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بقوله الله فقهه في الدين وعلمه الحكمة وترتيل القرآن اللهم بارك فيه وانشر منه واجعله من عبادك الصالحين. وكان أمير المؤمنين عمر وأمير المؤمنين عثمان يدعوانه فيشير عليهما مع أهل بدر وقال له أمير المؤمنين عمر والله انك لأصبح الفتيان وجهاً وأحسنهم عقلاً وأفقههم في كتاب الله عز وجل. وكان أمير المؤمنين عمر يقول ذاكم فتى الكهول له لسان سئول وقلب عقول. وقال ابن مسعود نعم ترجمان القرآن ابن عباس لو أدرك أسناننا ما عاشره أحد. وقال مسروق أدركت خمسمائة من الصحابة اذا خالفوا ابن عباس لم يزل يقررهم حتى يرجعون إلى قوله وكنت إذا رأيته قلت أحلم الناس وإذا أأأأأأأأأأأااااااااتكلم قلت أفصح الناس وإذا حدث قلت أعلم الناس وقال عمرو ابن دينار ما رأيت مجلساً أجمع لكل خير من مجلس ابن العباس. وثبت أنه رأى جبريل مرتين وورد أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن رآه معه ولم يعرفه وقال له هذا جبريل. وعن أبي صالح قال رأيت من ابن العباس مجلساً لو أن جميع قريش فخرت به لكان لها فخراً رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق فما كان أحد يقدر أن يجيء ولا يذهب قال فدخلت إليه فأخبرته بمكانهم على بابه فقال ضع لي وضوءاً قال فتوضأ فجلس وقال اخرج فقل لهم من كان يريد أن يسأل عن القرآن وحروفه فليدخل قال فخرجت فآذنتهم فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوه وأكثر ثم قال إخوانكم فخرجوا ثم قال اخرج فقل من أراد أن يسأل عن الحرام والحلال والفقه فليدخل فخرجت فآذنتهم فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوا أو أكثر ثم قال إخوانكم فخرجوا ثم قال اخرج وقل من أراد أن يسأل عن الفرائض وما أشبهها فليدخل قال فآذنتهم فدخلوا فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوه أو أكثر ثم قال إخوانكم فخرجوا ثم قال اخرج وقل من أراد أن يسأل عن العربية والشعر والغريب من الكلام فليدخل فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم عليه.
    قال أبو صالح فما رأيت مثل هذا لأحد من الناس. وشتمه رجل فقال أتشتمني وفيَّ ثلاثة خصال إني لآتي الآية من كتاب الله تعالى فأود أن جميع الناس يعلمون منها ما أعلم وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل فأفرح به ولعلي لا أقاضي إليه أبدا وإني لأسمع بالغيث يأتي البلد من بلدان المسلمين فأفرح وما لي به سليمة وكان يقول ما بلغني عن أخ لي مكروه إلا أنزلته أحد ثلاث منازل إن كان فوقي عرفت ذلك من قدره وإن كان نظيري تفضلت عليه وإن كان دوني لم احتفل به هذه سيرتي في نفسي فمن رغب عنها فأرض الله واسعة وعن طاوس قال ما رأيت أحداً أشد تعظيماً لحرمات الله من ابن العباس وكان يقول لأن أعول أهل بيت المسلمين شهراً أو جمعة أو ما شاء الله أحب إلىَّ من حجة بعد حجة ولطبق بدانق أهديه إلى أخ أحب إليَّ من دينار أنفقه في سبيل الله عز وجل وكان يقول خذ الحكمة ممن سمعت فإن الرجل يتكلم بالحكمة ليس بحكيم كالرمية خرجت من غير رام وقال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت قد قرأت المحكم يعنى المفصل وتوفي رضي الله عنه بالطائف سنة ثمان وستين من الهجرة وهو ابن أربعة وسبعين عاماً وصلى عليه ابن الحنفية وكبر أربعاً عليه وقال اليوم مات رباني هذه الأمة وضرب على قبره فسطاطاً وعن سعيد بن جبير قال مات ابن عباس بالطائف وشهدت جنازته فجاء طائر أبيض ولم ير على خلقته فدخل نعشه ولم يرى خارجاً منه فلما دفن تليت هذه الآية {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} أخرجه ابن عرفة.

    ذكر ولد السيد عبد الله حبر الأمة وترجمان القرآن الكريم
    له من الولد السيد العباس وبه كان يكنى والسيد الفضل والسيد محمد والسيد عبيد الله والسيدة لبابة والسيدة أسماء والسيد علي السجاد.
    ذكر السيد علي السجاد بن السيد عبد الله حبر الأمة وترجمان القرآن الكريم ابن العباس بن عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد السيد علي السجاد بالكوفة سنة تسعة وثلاثين من الهجرة وأمه من حمير ذكر الشيخ الصبان أن الإمام علي رضي الله عنه جاء إلى صلاة العصر فلم ير السيد عبد الله بن الحبر قال أين أبو العباس فقيل إن زوجته وضعت فتوجه إليه وأخذ الغلام وحنكه بريقه وقال لابن عباس ما سميته فقال أيجوز أن أسميه وأنت بيننا فقال الإمام علي رضي الله عنه سمه علي وكنه أبا الحسن فإنه أبو الخلفاء الذي يأخذ بثأر أبنائي ونشأ ورعاً تقياً تعلم على والده واستوطن بالمدينة.
    فلما كان موقعة الحرة الشهيرة من جيوش الأمير يزيد بن أمير المؤمنين معاوية بقيادة أشقى أهل زمانه مسلم بن الحجاج بعد ما قتل المقاتلة وأباح المدينة فجلس في المسجد وقال كل من لم يباع رقيق لزيد اقتلوه فذهب الأمير مروان بن الحكم والأمير عبد الملك إلى السيد علي زين العابدين بن السيد الحسين بن الأمام علي رضى الله عنه وكرم وجهه وأتوا به بينهما شفقة عليه من مسلم بن الحجاج فلما رآه بينهما انتهرهما وقال تريدان أن تقولا تحرم بنا فوالله لولا وصاية أمير المؤمنين يزيد به خيراً لقتلته فبايعه على السمع والطاعة لأمير المؤمنين يزيد ثم جاء الإمام علي السجاد بن السيد عبد الله بن السيد العباس فقال مسلم تبايع على أنك خول ورقيق لأمير المؤمنين يزيد فقال له الإمام علي السجاد ها الله لا أبايع إلا كما بويع ابن عمي فهم به مسلم بن الحجاج ليقتله فقامت حمير وكانوا عداد الناس وخاصته بنو وليعة فقالوا والله لا يبايع ابن أختنا إلا كما بايع ابن عمه فانتهى عنه مسلم بن الحجاج فقال له على السجاد:

    أبي العبـاس قـرم بني لـؤي وأخـوالي الملوك بنو وليعـة
    همو منعوا ذمامي يـوم جاءت كتائب مسـرف وبنو اللكيعـة
    أرادوا لي التي لا عـز فيهــا فحـالت دونهـا أيـد سـريعة

    ثم انتقل إلى الطائف وهنالك كان ابن عمه الإمام محمد بن الإمام علي كرم الله وجهه وهو المعروف بابن الحنفية وذلك أن بني هاشم بعد قتل السيد الحسين رأوا من بني أمية الاضطهاد فاتفقوا على أن يكون الإمام محمد بن الحنفية إماماً وأرسلوا الدعاة للأمصار يدعون إلى العمل بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأخذ بدم السيد الحسين وأن يكون السيد محمد بن الحنفية إماماً بالحق وفي أيام السيد عبد الله ابن السيد الزبير بن العوام تحضر أيام موسم الحج بعرفات ثلاثة ألوية لواء ابن الزبير ولواء عبد الملك بن مروان ولواء الامام محمد بن الحنفية وكان للسيد علي السجاد بالطائف حديقة فكان يصلي فيها في كل يوم ألف ركعة وذاع صيته بالعلم والعمل وسارت به الركبان فأزعج ذلك الأمراء والقواد من بني أمية فأرسلوا من جاء به وأهله إلى الحميمة من أرض الشام فسكنها.

    الأمام محمد ابن الحنفية
    وفي سنة ثمانين من الهجرة حضر عند الأمام على السجاد الإمام محمد بن الحنفية قادماً من دمشق من عند أمراء بني أمية وعرفه أنه سقى سماً وأنه راحل وقال أنت الخليفة الامام بعدي والقائم بأمر بني هاشم وتوفى الإمام ابن الحنفية في الحميمة ودفن بها وذلك سنة ثمانين من الهجرة.
    فقام الإمام علي السجاد بالأمر أتم قيام وأرسل الدعاة وقويت شوكة الشيعة العباسية وكان رجلاً جهوراً فكان يقول إن الأمر صائر إلى ولده وذهب يوماً إلى الأمير هشام بن عبد الملك ومعه ولدا ابنه الإمام محمد أبو جعفر المنصور وأبو العباس السفاح فقضى له ما أراد فقال سأوصي ابنى هذين فلما قام ليخرج قال الأمير هشام إن الشيخ قد أسن وهو يزعم أن الأمر صاير إلى ولده فالتفت إليه الإمام علي السجاد فقال أما والله سيكون فيهم حتى يأخذه منهم العلج هلاكو ملك التتر.

    الإمام محمد بن الإمام علي السجاد بن حبر الأمة
    ثم إن الإمام علي السجاد لما رأى من نفسه ضعف الكبر ولى الأمر من بعده ابنه الامام محمد وحرض شيعته وأوصاهم على اتباعه والقيام بالعمل بكتاب الله والسنة والطلب بدم الشهداء فجد الأمام محمد واجتهد وأمد الشيعة بالأموال الكثيرة وكان أمر الشيعة اشتهر وكثر فيهم القتل والأذى فطالبوه في الظهور فقال الحمد لله الذي أعز قتلي بالشهادة وإنما منكم قتلى وان هذا الأمر لا يتم إلا بقتلى في سبيل الحق وأنا صاحب البذر فأبشروا الأوان اقترب وصاحب الأمر آت. وفي سنة أربعة عشر ومائة قدم على الإمام محمد سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم ولاهز بن قريظة وقحطة بن شبيب فالتقوا به في مكة وأخبروه بقصة أبي مسلم وما رأوه منه فقال لهم الإمام محمد أهو حرٌ أم عبد قالوا أما عيسى فيزعم أنه عبده وأما هو فيدعي أنه حر قال فاشتروه وأعتقوه وقدموا إلى الإمام محمد مائتي ألف درهم وكسوة بثلاثين ألف درهم فقال لهم ما أظنكم تلقوني بعد عامي هذا فإن حدث بي حادث فصاحبكم ابني إبراهيم فإني أثق به وأوصيكم به خيراً فرجعوا واشتروا أبا مسلم الملقب القائد الخراساني. وفي سنة ستة عشر ومائة في شهر ذي القعدة توفي الأمام محمد وهو ابن ثلاثة وسبعين سنة.

    الإمام إبراهيم بن الإمام محمد بن الإمام علي السجاد بن حبر الأمة
    ثم قام بالأمر بعد وفاة والده إبراهيم الامام أتم قيام وفرق دعاته في البوداي والامصار وأظهر الأمر ظهوراً كاملاً وأصبحوا يرغبون خروجه وهو يأمر بالصبر ويتحين الفرص. وفي سنة سبعة وعشر ومائة قابل الامام إبراهيم بمكة في الموسم سليمان بن كثير ولاهز بن قريظة وقحطبة بن شبيب فسلموا لمولى الامام عشرين ألف دينار روماني ومائتي ألف درهم ومسكاً ومتاعاً كثيراً. وكان معهم أبو مسلم فقال سليمان بن كثير للامام إبراهيم هذا مولاك أبو مسلم وأحضروا كتاباً إلى الامام إبراهيم من بكير بن ماهان أنه في الموت وأنه قد استخلف أبا سلمة حفص بن سليمان الخلال وهى رضى للامر فكتب الامام إبراهيم لابي سلمة يأمره بالقيام بأمر أصحابه وكتب إلى أهل خراسان يخبرهم أنه أسند أمرهم إليه.
    ومضى أبو سلمة إلى خراسان فصدقوه وقبلوا أمره ودفعوا إليه ما اجتمع عندهم من أموال الشيعة وخمس أموالهم ولقبوه وزير آل محمد. وفي سنة ثمانية وعشرين ومائة وجه إبراهيم الأمام ابو مسلم الخراساني واسمه عبد الرحمن بن مسلم إلى خراسان وعمره تسعة عشر سنة وكتب إلى أصحابه أني قد أمرت بأمري فاسمعوا له واطيعوا فإني قد أمرته على خراسان وما غلب عليه بعد ذلك فأتاهم فلم يقبلوا قوله وخرجوا من قابل فالتقوا بمكة عند ابراهيم الإمام فأعلمه أبومسلم أنهم لم ينفذوا كتابه وأمره. فقال الامام ابراهيم لقد عرضت هذا الأمر على غير واحد ابوه علي وكان قد عرضه على سليمان بن كثير فقال لا ألي على اثنين أبداً.
    ثم عرضه على ابراهيم بن سلمة فأبى فأعلمهم أنه قد أجمع رأيه على أبي مسلم وأمرهم بالسمع والطاعة له ثم قال له إنك من أهل البيت احفظ وصيتي أنظر هذا الحي من اليمن فالزمهم واسكن بين أظهرهم فإن الله لا يتم هذا الأمر الا بهم واتهم ربيعة في أمرهم وأما مضر فإنهم العدو القريب الدار واقتل من شككت فيه وان استطعت ان لا تدع بخراسان من يتكلم بالعربية فافعل وأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله ولا تخالف الشيخ يعنى سليمان بن كثير ولا تعص أمره وإذا أشكل عليك أمر فاكتب به.
    وفي سنة ثمانية عشر ومائة توفى الامام علي السجاد بالحميمة من أرض الشام وأقبر مع ابن عمه الامام محمد بن الحنفية في قبر واحد.
    وحصلت فتن بين الأمراء الامويين أغفلتهم عن شيعة العباسيين بخراسان وفي أثناء ذلك جاءت إلى الامام ابراهيم بن الامام محمد وفود خراسان وكل وفد يطلب الإذن بالخروج.
    فيأمرهم بالصبر والحذر من أعدائهم وكتم أخبارهم. وفي هذه السنوات كان يختلف الى الامام ابراهيم أبومسلم وسليمان بن كثير. وفي سنة تسعة وعشرين ومائة كتب الامام ابراهيم الى أبي مسلم يستدعيه ليسأله عن أخبار الناس فسار اليه في النصف من جمادي الآخرة ومعه سبعون من النقباء وفي أثناء الطريق بقومس لقي أبو سليم رسولا من الامام ومعه كتاب يقول ارجع وإني بعثت لك راية النهر السحاب ومعها راية الفتح الظل وادع من اطاع من شيعتنا وأظهر أمرك وجاهد في الله وأرسل الى قحطبة بن شبيب بمامعك يوافيني به في الموسم. ولما وصل أبو مسلم مرو فدفع كتاب الامام ابراهيم الى سليمان بن كثير وفي الكتاب الأمر بالظهور واعلان الدعوة وقتال كل من يخالف والجد في الحرب ضد قواد بني أمية فنصبوا أبامسلم وقالو رجل من آل البيت ودعوا الى طاعة بني العباس وفرقوا النقباء في البلاد لجمع الشيعة العباسية ووضعوا الراية السحاب على عود طوله ثلاثة عشر ذرعاً والراية الظل على عود طوله اثنا عشر ذراعاً. وكتب ابو مسلم الى كل البلاد ومع النقباء ان الظهور في أول رمضان ثم تحول أبو مسلم الى قرية سيفنج فأتاه أهل ستين قرية وكان إمام الناس في الصلاة سليمان بن كثير والقائد الحربي أبو مسلم. ثم صلوا عيد الفطر بطخارستان. وأرسل الأمير نصر بن سيار غلامه يزيد مع جيش كثيف فوجه اليه أبومسلم مالك بن الهيثم فالتقى الجيشان في عراك شديد بقرية الين وأمد أبو مسلم جيشه بجيش مع ثلاثة قواد صالح بن سليمان الضبحي وابراهيم بن زيد وزياد بن عيسى واشتد القتال فحمل عبد الله الطائي على مولى نصر فأسره وانهزمت جنود الأمير بعد ترك قتلى وأسرى وأمر أبو مسلم خالد بن برمك بجمع الغنائم وتوالت على الأمير نصر الفتوح فالكرماني وبعد قتله أولاده على وعثمان ولحقه أبو مسلم بمرو وكان حربا شديدا ثم قال نصر علام نقتتل فقال أبو مسلم أدعوك الى كتاب الله وسنة رسوله والرضا من آل محمد فطلب نصر التأجيل والنظر وكتب كتاباً إلى الأمير مروان بن محمد يصف الحال وما هم فيه من الشدة فقال:

    أري خلل الرمـاد وميض جمر وأخشى أن يكون لها ضرام
    فإن النــار بالعوديـن تذكو وإن الحـرب أولـه كـلام
    أقول من التعجب ليت شعـري أأيقـاظ أميــة أم نيــام
    فان كانـوا لحينـهم نيـاما فقـل قومـوا فقد آن القيام

    ثم إن أبا مسلم أرسل قحطبة بن شبيب بالفتوح الى الامام ومعه نفقه فقابله بمكة فأعطاه الامام راية وكتب إلى أبي مسلم لمده بالرجال ويرسله الى العراق فإن أوان الفتوح اقترب فأرسل معه جيوشاً كثيرة فالتقى بيزيد بن نصر فهزمه وهزم جيش ابن نباته وسار نحو العراق فأرسل عمر هبيرة ابنه في جيش كثيف وأمده بمعن بن زايدة الشيباني فالتقى الجيشان عند نهر كسكر فخاض قحطبة النهر ولقي القوم وقتل منهم مقتلة عظمى وأسر وانهزم الجيش.
    والتقي قحطبة ومعن لايعرف أحد منهم صاحبه فضرب معنى قحطبة في حبل عنقه فلما سقط قال لابنه حميد القني في الماء واخف أمري لئلا يحزن أصحابنا ويسر أعداؤنا وليلِ الأمر بعدي ابني الحسن فجاء الحسن من جيفرت وقاد الجيش واحتل الكوفة بعد هروب يوسف بن عمر.
    مقتل الامام ابراهيم
    وبعد ما قرأ مروان كتاب نصر بن سيار أرسل جيشاً الى الحمية وألقى القبض على الإمام ابراهيم وساقه الى سجن حوران وهنالك وجد بعض علماء قريش وبينهم شرحبيل بن مسلمة بن عبد الله فكان له صديقاً ومؤنساً يزور كل واحد منهما صاحبه ويتهاديان الطُرَف فجاء إلى الامام إبراهيم غلام يحمل لبناً فقال مولاي شرحبيل يقول جاءني هذا اللبن واستطيبته فشربت منه وهو مرسل مني لك فشرب الإمام فتكسرت أمعاؤه وكان في ذلك اليوم عادة يزور الإمام شرحبيل فأرسل اليه شرحبيل ما الذي أبطاك مني فاني في انتظارك فقال للرسول قل له شربت اللبن الذي أرسلته لي فتكسرت أمعائي فحضر إليه فقال والله ما أرسلت لك لبناً ولكن إنا لله وإنا إليه راجعون فإن القوم غدروا بك ثم انصرف منه حزيناً باكياً فدعا الامام ابراهيم غلامه سابق الخوارزمي وقال له كن رجلاً جلداً فدعني ودع القوم يفعلوا بي ما يشاءون واذهب الى الحميمة وعرفهم أني ميت وأن عبد الله بن الحارثية صاحب الأمر وليرتحلوا الى الكوفة ويظهروا فإن الأمر قد تم ومركل من لقيت بأمري أن هذا الأمر سيتم على يدي عبد الله بن الحارثية وذلك في سنة مائة واثنين وثلاثين ثم إن الإمام ابراهيم قضى نحبه. قال إبن هرثمة يرثي الإمام إبراهيم :

    قد كنت أحسبني جلداً فضعضعني قبـر بحوران فيه عصمة الدين
    فيه الإمام وخير الناس كلهـــم بين الصفايح والأحجار والطين
    فيه الإمام الذي عمت مصيبتــه وعيلت كل ذي مال ومسكين
    فلا عفا الله عن مروان مظلمــة ولكن عفا الله عمن قال آمين

    ظهور الدولة العباسية
    وفي أول ربيع الأول سنة مائة واثنين وثلاثين من الهجرة جاء من حوران سابق الخوازمي مولى الامام ابرهيم فأعلم الإمام عبد الله بموت الامام وأنه الوصي والخليفة يأمره بالإرتحال من فوره وإظهار الدعوة وحرب الملحدين فتجهز الإمام عبد الله السفاح من فوره وارتحل من الحميمة يصحبه أعمامه وأولاد الإمام علي السجاد وهم عبد الله وداؤد وعيسى وصالح وإسماعيل وعبد الصمد وابن عمه داؤد وهؤلاء إخوة الإمام من أبناء الإمام علي السجاد وصحبه اخوته عبد الله المنصور والعباس وسليمان وجعفر ويحيى وموسى وقيل إن داؤد ابن الإمام علي السجاد لقيهم ومعه ولده موسى وعيسى بن موسى فسألهم داوود عن خبرهم فأخبره أبو العباس أنهم يريدون الكوفة ليظهروا بها ويظهروا أمرهم فقال له داؤد يا أبا العباس تأتي الكوفة وشيخ بني أمية مراون بن محمد في جموعه بحران مطل على العراق وشيخ العرب عمر بن هبيرة في جيوشه بواسط فقال ياعم من أحب الحياة ذل ثم تمثل بقول الأعشي:
    فيا ميتة إن متها غيرعاجز بعار إذا ماغالت النفس غولها
    فالتفت داود الى ابنه موسى وقال ارجع مع ابن عمك فإنه صدق لنمت كراماً أو نعش أعزاء. فدخلوا الكوفة واجتمع بهم القواد وأظهروا أمرهم. أما الخلافة العباسية والخلفاء فقد أقروا في التاريخ وذكروا في الكتب المطولة فلا أتعرض لأخبارهم، ولكن قصدي سلسلة نسب العباسيين بالسودان. أما بنو العباس فإنهم تنقلوا بين المدينة والطائف والحميمة حول سنة 82 هجرية.

    السيد العباس بن الإمام محمد
    هو السيد العباس بن الإمام محمد بن الإمام علي السجاد بن حبر الأمة وترجمان القرآن السيد عبد الله بن السيد العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بن السيد عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم بن السيد هاشم.
    ولد السيد العباس بالحميمة وهاجر منها الى الكوفة مع أخيه أمير المؤمنين السيد أبي العباس أمير المؤمنين وكان يتبسم إذا ذكر عنده قول عيسى بن موسى من رآنا ونحن أربعة عشر رجلاً يوم خرجنا من الحميمة نطلب مانطلب لعلم أنا أناس كبيرة نفوسهم عظيمة أحلامهم.
    وأنه ولي إمارة المدينة في خلافة أمير المؤمنين أبي العباس عبد الله السفاح وتولى إمارة مكة وحج حجات متواليات. وتولى الكوفة في خلافة أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور. وذكر ابن الاثير أنه ولي الجزيرة والعواصم والثغور وغزا صائفة الروم مرتين وتوفى في خلافة أمير المؤمنين الهادي ببغداد.
    وله من الولد الفضل وعبد الله وعبيد الله وصالح والقمر وعلي وإبراهيم ويحي. وذكر (تاريخ جامعة القاهرة) أن الأمير أبا جعفر أقطعه أرضاً حول بغداد فكان ولده الأمير الفضل وولده بها إلى أن جاء التتر.

    الأمير الفضل بن العباس بن محمد
    أما الأمير الفضل بن الأمير العباس بن الإمام محمد بن الإمام علي السجاد بن حبر الأمة ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم فإنه تولى إمارة مكة وكان صاحب أمير الحج مدة ولايته ذكر ذلك ابن الأثير. وقال صاحب العقد الفريد كان صاحب الرأي والمشورة مع أمير المؤمنين المهدي. وأنه ولي مصر وزوجه أمير المؤمنين المأمون بنته أم حبيبة وولد محمد ولداً هلك نسلهم في حادث التتر وله من زوجته الحميرية إبنه سعد.
    ومدح ربيعة شاعر أمير المؤمنين هارون الرشيد السيد العباس بن الإمام محمد بن الإمام علي السجاد بقوله:
    لو قيـل يا ابن محمد قـل لا وأنت مخلـد مـاقـالـها
    ما أن تعد من المكارم خلة إلا وجدتك عمهـا أو خالها
    وإذا الملوك تسايروا في بلدة كانوا كواكبها وأنت هلالها
    إن المكارم لم تزل معقولة حتى فككت براحتيك عقالها
    (من الأغاني)

    الأمير سعد بن الفضل بن العباس بن محمد
    أما الأمير سعد بن الأمير الفضل فإنه تزوج من آل ذي الكلاع الحميري فأنجبت له ذا الكلاع.
    الأمير ذو الكلاع بن الأمير سعد
    والأمير ذو الكلاع بن الأمير سعد. وابنه محمد هاطل.
    الأمير محمد هاطل بن الأمير ذي الكلاع
    سمى بذلك لغزارة كرمه فكانوا يقولون أنه ممطر هاطل فسمي هاطل. وأما الأمير محمد هاطل بن الأمير ذي الكلاع فإن ابنه الأمير أحمد باطل.
    الأمير أحمد باطل بن الأمير محمد هاطل
    لا أدري لعل نقطة الباء الموحدة مالت فقريء ياطل وأظن الحقيقة سميى باطل من البطل الذي تبطل عنده الدماء وذلك لأنه كان فارساً.
    الأمير كرب بن الأمير أحمد باطل
    الأمير قصاص بن الأمير كرب
    الأمير عدي بن الأمير قصاص
    الأمير يمن بن الأمير عدى
    الأمير قيس بن الأمير يمن
    فهؤلاء أحفاد الأمير العباس بن الإمام محمد بن علي السجاد بن حبر الأمة السيد عبد الله بن السيد العباس عم النبي صلى الله عيله وسلم كانوا يسكنون بغداد حوالي خمسمائة وخمسة وعشرين سنة. ولأسلافهم من العباس الى السيد علي السجاد وسكن بالمدينة والطائف والحمية حوالي اثنين وثمانين سنة وجاءت التتر حوالى سنة 656 هجرية.

    الأمير إدريس إبن الأمير قيس
    وإن الأمير إدريس في حالة واقعة التتار في بغداد كان في الميدان فلما أمسى الليل وأطلقت حبوس الماء خشي على آله الغرق وذلك أنه كانت عنده حديقة وبالحديقة منزله وآله. ولما حضر بالمنزل وجد الماء قد أغرقه. وكانت عنده سفينة فنقل آله اليها. فلما دخل العدو المدينة سار بها في البحر الى حيث يؤمل السلامة. فلما أمن أخرج آله منها وأجر دليلاً وجمالاً وسار نحو مصر فلما حضر بها وجد الخبر قد سبقه بتمام القضاء على سكان بغداد وقتل الخليفة وابنه. فنزل ضيفاً على سلطانها. فاجتمع إليه العلماء وسألوه فقال إنه من آل العباس وليس من أولاد الخلفاء. ثم حضر عند السلطان الظاهر بيبرس الأمير أحمد بن الأمير الناصر واجتمع العلماء وبايعوه بعد ثبوت النسب - وهو عم الأمير المقتول - بالخلافة. وكان الأمير إدريس وجماعة حضروا من بغداد شهدوا بصحة نسبه. وأجريت له البيعة. أما الأمير إدريس فإنه لم يعجبه المقام بمصر لأن أمرها بيد السلطان الظاهر بيبرس، وبنو العباس بها ماعدا الخليفة كأفراد الناس.
    وعرف أن في بر العجم المسمى بالسودان اليوم في صحاري غرب النيل قضاعة من بني قحطان وعرب فزارة من بني عدنان. فارتحل إلى أسيوط. ومنها أجر الجمال وأخذ الأدلاء إلى أن نزل على العرب في الخيران. ولما وصل إلى العرب استقبلوه بالسرور وجعلوه إماماً وحكماً. وذلك لأنه من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بني العباس أهل الخلافة والشرف. فطاب له المقام واقتنى الماشية وصار مع البادية في الحل والترحل. وكان أكثر مقامه بالخيران. وسكن بالسودان تسعة سنوات وتوفى ودفن بمقبرة يقال اليوم أنها بين خرسى وباره. وأنه حضر إلى بر العجم سنة 658 هجرية.

    الأمير ابراهيم جعل بن الأمير إدريس
    قام الأمير ابراهيم بعدة وفاة والده بأمر البادية أتم قيام. وأصلح شئونها. وكان ذا ثروة وافرة فكان يجمع الضعفاء إليه ويعطيهم المواهي. والعرب لايعرفون ذلك فيقول أحدهم الى أخيه إذا رآه يضعف عن لازمه اذهب إلى الأمير ابراهيم يجعلك من أهل النفقة. لذا لقب (جعل). فكان ملكاً ذا نفوذ وسطوة تامة بغرب بر العجم. ومات ودفن مع والده. وكانت مدة إقامته في الملك إثنين وعشرين عاماً. وقبره مع والده في مقبرة بين بارة وخرسى اليوم، كما وجد ذلك في مذكرات الملك عبد السلام ابن الملك عبد المعبود ملك شندي، فيما بعد. وهو من أحفاد ابراهيم جعل.

    الأمير أحمد ابن الأمير ابراهيم جعل
    وتولى بعد الأمير ابراهيم ابنه الأمير أحمد فكان خير خلف لخير سلف قاد القبائل من قحطان وعدنان. وكان آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر وحاضاً قومه على اتباع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت مدة اقامته في الملك خمسة عشر سنة ودفن مع أبيه وجده بين بارا وخرسى.

    الأمير مسروق بن الأمير أحمد
    كان الأمير مسروق ملكاً عادلاً وحاكماً بالحق رضيته القبائل من بني قضاعة وفزارة وتباروا في طاعته ومدة إقامته في الملك اثنا عشر سنة وتوفي ودفن في مقبرة آبائه.

    الأمير عبد الله حرقان بن الأمير مسروق
    كان الأمير عبد الله حرقان ابن الأمير مسروق ملكاً جم الثراء كثير العطاء. وكان له صيت يقصده القاصدون ويرد نحوه الوافدون عاش في الملك مدة احدى وعشرين سنة وخلفه الأمير قضاعة ودفن مع أسلافه.

    الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله حرقان
    سلك الأمير قضاعة بن الأمير حرقان ملك آبائه وعامل بكل هدوء وسكينة وإنصاف فكان رئيساً محبوباً مطاعاً وتوفى وله في مدة الملك عشرون سنة ودفن مع آبائه في مقبرة الملوك وهى اليوم بين بارا وخرسى.

    الأمير أبو الديس ابن الأمير قضاعة
    الأمير أبو الديس ابن الأمير قضاعة كان كأبيه نبلاً وفضلاً وإحساناً وعدلاً عاش في الملك عشرين سنة وتوفي ودفن مع أسلافه وترك ولديه ترجم وكردم.

    ترجم أبو التراجمة الجعليين
    هو ترجم ابن الأمير أبو الديس ولد الأمير قضاعة ولد الأمير عبد الله حرقان ولد الأمير مسروق ولد الأمير أحمد ولد الأمير ابراهيم جعل جد قبائل الجعليين. ووطن التراجمة بحري شندي بين شندي وكبوشية. ولهم حلال وجزاير وأراضي كرس. وهذا دليل على أنهم من خواص الجعليين لأن البحر لا يعطى إلا إلى جعلي عريق. وفي دارفور قوم يقال لهم الترجم ليسوا منهم بل أولئك نوبيون.
    أولاد ترجم منهم ناس ظاهرون مثل المهدي أحمد وإخوانه وموسى الحاج أحمد. وإليك نسب فرد منهم إلى العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم:
    أحمد بن الطيب بن عبد السلام بن حليب بن سعد بن حليب بن علي بن أحمد بن مبارك بن مرزوق بن علي بن أحمد بن سعيد بن عبد السلام بن علي بن مرزوق بن عبد الدائم بن ترجم بن أبو الديس بن قضاعة بن عبد الله بن حرقان بن مسروق بن أحمد بن ابراهيم جعل جد قبائل الجعليين بن إدريس بن قيس بن يمن بن عدي ابن قصاص بن كرب بن محمد هاطل بن أحمد ياطل بن ذي الكلاع بن سعد بن الفضل بن الأمير العباس بن الامام محمد بن الامام علي السجاد بن حبر الأمة وترجمان القرآن السيد عبد الله بن السيد العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم.

    كُرْدُم الفوار
    هو السلطان حسن كُردُم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله حرقان بن الأمير مسروق بن الأمير أحمد بن الأمير ابراهيم جعل جد قبائل الجعليين بن الأمير إدريس.
    وفي سنة 1322 هـ أخبرني الباقر ولد القاضي عربي يوم كان قاضي أبو دليق أنه سمع من والده قال سمعت الشيخ الكناني ولد أبو صفية البديري يقول: في بلد البديرية جبل كان يستقر به كُردُم الفوار العباسي. وكان شديد البطش، فيقولون: كردم فار. فاشتهر البلد بدار كُردُم الفوار. ثم مزجوا وقالوا دار كُرْدُفان. وان كردم دفن في سفح الجبل وأنه كان ملكاً قوياً سمى نفسه السلطان حسن واتخذ وزيراً وجمع جيوشاً وملك كردفان وجبال النوبة وقوى أمره وملك ساحل النيل الابيض وملك ثلاثين سنة وتوفى وترك ابنه سُرار. وأنه دفن بسفح جبل في بلد البديرية اليوم.

    الأمير سُرار بن الأمير السلطان حسن كردم الفوار
    تولى الأمير سرار الملك بعد أبيه وساس سياسية حسنة. وانتقل إلى مقر أسلافه الأولين في الجهات المسماة بارا وخرسى اليوم. وحفر بير سُرار الموجودة وعدل في أحكامه وأطاعه كل السكان إلى غرب النيل الابيض وكان يتوق إلى الارتحال إلى النيل وقضى ربنا أنه توفى ودفن مع أجداده في مقبرتهم العتيقة بين بارا وخرسى ومدة ملكه ثلاثون سنة وترك أولاده: سمرة وسميرة ومسمار.
    الأمير مسمار بن الأمير سرار
    ابن السلطان حسن كردم الفوار بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبدالله حرقان بن الأمير مسروق بن الأمير أحمد بن الأمير ابراهيم جعل جد قبائل الجعليين ـ وذلك أن الأمير مسمار تولى بعد أبيه فنقل مقر ملكه إلى جبال العرشكول المطلة على النيل الأبيض لأن مياهها عذبة وكان كثير الخيول استعداداً للحروب. ووجد الترعة الخضراء تمتليء في الفيضان، وبعد نزول الماء يصبح مرعاها محجوزاً للخيل طول السنة لأنه دائم الخضرة وأن الأمير مسمار جد واجتهد وجمع كثيراً من الرجال والخيول وكان همه ضم كلمة العرب من قضاعة وقحطان وعدنان وأخذ البلاد من النوبة والعنج وذلك أن قدماء المصريين يسمون البلاد نوب أي أرض الذهب وسموا سكانها نوبة أو نوباويين أي سكان أرض الذهب ومن اجتهاد الأمير مسمار تم بعض اتفاق القبائل وجمع كلمتها ولم تسعفه المقادير بل توفى ودفن على رأس جبل العرشكول ومدة ملكه عشرون سنة وترك من الولد صبح وسعد الفريد ورباط ونبيه.
    وفي شهر محرم سنة الف وثلاثمائة واثنين وثمانين ذهبت إلى جبال العرشكول ومعي المهدي الفحل القاضي المقيم بالدويم في ذلك الوقت ونصر أحمد صديق مفتش الحكومات المحلية بالدويم حينئذ ودلنا الشيخ الوسيلة السماني الشيخ برير ولد الحسين على مقبرة الملوك وكان الأمير مسمار على رأس الجبل فوقفنا عند قبر الأمير صبح وقبر الأمير حميدان ابنه وقبر الأمير غانم بن الأمير حميدان وأنشدت الآتي:
    وقفت على قبر الملوك مسلماً أأجاب منها أم هناك صمـوت
    كانوا ملوكاً في البلاد وقـادة هم يحكمون والأنـام سكـوت
    ولهم أياد طالما أسـدوا بهـا للضائقيـن قراهـم والقـوت
    فاليوم أين الرأي منهم والحجا دثروا فلا مـلك ولا جبـروت
    أفناهم دهر فأضحوا عبـرة تمزقت أجسامهم والعظم مفتوت
    من بعـد ما قد كللت تيجانهم بلآلـيء والـدر والياقـوت
    وتلاهم أسـد الرجـال فدثروا الأحجار تحت ترابها المنحوت
    يا غانما ادعوا وحميدان الذي سـاد فلا شرك ولا طاغـوت
    يا صبح يا مسمار فكرا كنتما ثريا فحميـدان بـه منعـوت
    خاض البحار إلى الطغاة بعلوة والنوب عليا وسفل خرابها مثبوت
    هو اسس الملك العظيم لنسله فتفرقوا فزال الحظ والملكـوت
    ما كان يسموا فوقهم لو اجمعوا ترك وعرب ولا فرنجة طاغوت
    فاليكمو مني السلام تحية ما البرق أرعد أو ترزم صوت

    الأمير صبح بن الأمير مسمار
    الأمير صبح بن الأمير مسمار بن السلطان حسن كردم الفوار ورث الملك بعد والده مسمار فأسس المساجد وأظهر أعلام الدين وكان ناسكاً عابداً. شاهدنا في جبل العرشكول غاره الذي كان يتعبد فيه. كما أخبرنا الشيخ الوسيلة السماني الشيخ برير نقلاً عن أسلافه وكان قوي الشكيمة جاداً في سياسة الملك وقوي جنده وملك النيل الأبيض شرقه وغربه. وهذا هو الداعي لبني جعل لأن تتوق نفوسهم حتى يستولوا على النيل لآخر بلاد البديرية والحاكماب وإلى جزيرة بدين أو بادن. وما تم لهم ما كانوا يتوقون إليه لأن النوبة والعنج لهم مملكة قوية في اثيوبيا المسماة سوبا اليوم شرق الخرطوم. ولهم في النوبة العليا والنوبة السفلى ممالك ذات قوة ونفوذ. فأصبح الأمير صبح يدبر كيف يستولي على البلاد. وكان يكاتب أمراء قبائل قحطان والمشايخ في شرق النيل الأزرق وغربه ويجتمع بهم ويدبر كيف يتخلصون من العنج والنوبة ويحتلون البلاد. وكان آنذاك يرأس قبائل قحطان رجل قوي الشكيمة شجاع مدبر شديد البأس نافذ الأمر وهو الأمير حيدر بن الأمير أحمد بن حمد بن رافع بن الأمير عامر وابن عمه الأمير عبد الله القرين ولد فرج وحمد ولد الأمير رافع ولد الأمير عامر وكان عبد الله القرين قائد الخيل وفارس الميدان البطل الشجاع والد المانجلك.
    وبعد أن تم الاتفاق بينهم توفى الأمير صبح ودفن بسفح جبل العرشكول مدته في الملك ثمانية عشر سنة. وترك من الولد حميدان وحميد النوام وجمد الاكرت.

    الأمير حميدان بن الأمير صبح
    والأمير حيمدان بن الأمير صبح ابن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم الفوار. والأمير حميدان تولى الملك بأمر والده وتعيينه له. وكان رجلاً شجاعاً شديد البأس قوياً فانقادت له بلاد صحراء بر العجم والجبال وسكان البحر من عرب وزنوج فقوى جنده وأرسل لأمراء ومشايخ قبائل قحطان فجاءوا اليه بأجمعهم والقائد الأكبر الأمير حيدر بن الأمير أحمد بن الأمير حمد بن الأمير رافع بن الأمير عامر. فاتفقوا وتعاقدوا على زمن معين في صيف سنة ثمانمائة واحدى وثمانين. وقطع الأمير حميدان البحر الابيض وجيوشه بمخادة أبو زيد في حذر وتكتم وهنالك قابله الامراء من قحطان وضموا جيوشهم وأخذ الادلاء في تعدية الجيوش بالمخادات وهناك تم لهم ما أرادوا فالتقوا مع العنج والنوبة في حرب ضروس دامت أياماً ونصر الله العرب فقتلوا المقاتلة وحرقوا المساكن لحد المربعات وسبوا النساء والأطفال وكان الأمير عبد الله القرين جد العبدلاب اليد العليا لأنه كان قائد الخيل وصاحب تدبير الحرب وتم النصر على يده للعرب فأصبحت علوه خراباً بلاقع وقتلوا ملكها عفايق بعد الاسر ومن أسر معه. وصفت البلاد إلى العرب من شوكة قوية اللهم الا من استكان وصار عبداً مملوكاً. وهرب البطريك بجيشه. وهنالك جلس الأمير حيدر والأمير حميدان والأمير عبد الله القرين ووزعوا الغنائم والسبى بين الناس واحترموا الكنائس وكانت ثلاثة كنائس: كنيسة البحر وأثرها موجود. والكنيسة التي وجد الشيخ عبد السلام ود كبيدي في طابقها السفلي باب الذهب. وكنيسة جنوب أم دوم قدام التميد. واتفقوا أن يكون النيل الأزرق إلى الأمير عبد الله القرين وحيدر وقومهم. ويسمى البحر الجهني. والنيل من كركوج بحري الخرطوم وأمام بحري يسمى بحر الجعليين. وفي الواقعة هرب البطريق ديري ين وجمع جيوشاً من الأحباش والبجة وعاد بعد موت الأمير حيدر إلى سوبا وطرد العرب. وكانت عنده مدخرات الكنيسة فجمع له الأمير عبد الله والملك عمارة دنقس فقتلاه وجيشه وتم خراب سوبا المؤبد وهو الخراب الثاني بعد الأول. وهذا ما حكاه المانجل الأمير مسمار.
    أما التقسيم فدام ذلك في الأملاك والأراضي إلى مجيء الأتراك سنة ألف ومائتين وستة وثلاثين فاستقر الأمير حيدر ابن الأمير أحمد بن الأمير حمد بن الأمير أحمد بن الأمير عامر بن الأمير رافع بن الأمير عامر سيداً مطاعاً كأنه ملك ذو تاج. ورجع الأمير حميدان بن الأمير صبح إلى مقر ملكه جبال العرشكول وهناك أخذ يدبر كيف يتخلص من النوبة العليا والنوبة السفلى فجهز في سنة واحد وتسعين وثمانمائة ابن اخيه وابن عمه وقلده أميراً وهو الأمير حاكم بن الأمير سلمة ابن الأمير سعد الفريد بن الأمير مسمار ابن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم الفوار وجهزه بجيش قوي وأمر له بما يحتاج اليه ومعه أخوه جابر فذهب إلى النوبة السفلى ـ البجراوية اليوم ـ فقتل المقاتلين وسار إلى النوبة العليا ـ وهى مروي اليوم - فاحتلها وبقى ملكاً مطاعاً خاضعاً إلى الأمير حميدان وجعل أخاه جابر حاكماً في الحدود. ولذلك يوجد نسله في جزيرة بادن أو بدين وصفت بلاد بر العجم فكانوا هم الأمراء وهم ملوكها. أما أولاد الأمير حاكم فاستوطنوا أرقو الجزيرة وتفرق بنو جعل في النيل شرقه وغربه. أما الأمير حميدان فإنه توفى بالعرشكول ودفن مع آبائه ومدته في الملك ثلاثون سنة وترك من الولد:
    الأمير شايق وحسب الله ومطرف وغنوم ومك الزين وجميع ومحمد

    الأمير غانم بن الأمير حميدان
    هو الأمير غانم بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم الفوار بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله حرقان بن الأمير مسروق بن الأمير ابراهيم جعل جد قبائل الجعليين ابن الأمير إدريس. فإن الأمير غانم تولى الملك بعد والده بعهد منه وسار سيراً حسناً وخضع له كل بني جعل وبلاد غرب النيل الأبيض وشرقه وبلاد كردفان إلى جبال النوبة وكان حسن السيرة وعمر المساجد وأمر بالمعروف ونهى عن كل منكر وقطن بالعرشكول ولم يزل نافذ الأمر ملكاً مهاباً مطاعاً إلى أن توفى ودفن بالعرشكول مع والده الأمير حميدان وجده الأمير صبح. والمقبرة في سفح الجبال تضم الملوك الثلاثة الأمير صبح والأمير حميدان والأمير غانم.
    وفي زيارتنا لها في سنة الف وثلاثمائة واثنين وثمانين يتضح أنه كان هنالك بنايات أفناها الدهر. ووالدهم الأمير مسمار على رأس الجبال ومدة ملك الأمير غانم في الملك ثماني سنوات. وترك من الولد: جموع وضياب وضواب

    الأمير جموع بن الأمير غانم
    الأمير جموع بن الأمير غانم بن الأمير حميدان تولى الملك بعد أبيه بوصاية منه وأصبح ملكاً ونقل قاعدة ملكه إلى جبل الأولياء وتفرقت كلمة بني جعل وأصبح كل من في منطقة يزعم أنه صاحب العرش والملك وانقطع بينهم الإتصال والنصرة وضعف أمر الأمير جموع ومات في جبل الأولياء ومدته في الملك يسيرة وترك من الولد منصور وحميدان.

    قصة خراب سوبا الأول
    كان الأمير مسمار قد ارتحل بارا ونزل العرشكول بقصد جمع كلمة عموم العرب وحرب ملك سوبا. فسعى ولم يتم له ما أراد. فخلفه ابنه الأمير صبح فجد واجتهد واجتمع بمشايخ العرب من قحطان وعدنان. وتوفي فخلفه ابنه الأمير حميدان.
    وفي صيف سنة ثمانمائة واحدى وثمانين تم الإتفاق بين أمراء قبائل قحطان: الأمير حيدر ابن حمد ابن الأمير رافع ولد عامر، والأمير حميدان ولد الأمير صبح ولد الأمير مسمار ولد الأمير سرار، على أن يغزوا عاصمة الفنج والنوبة في مملكة علوة إلى سوبا. وفعلاً نهض الأمير حميدان بجيشه من جبل العرشكول وعبر النيل الأبيض بمخاداة أبوزبد. وفي سهل الجزيرة التقى بقبائل قحطان بقيادة الأمير حيدر ابن الأمير أحمد. ومن هنالك أخذ الأدلاء يقطعون الجيوش بالمخادات. ووصلوا بلاد علوة فاشتبكوا مع الفنج والنوبة في حرب ضروس ومنازلات دامت أياماً متعددة. وهيأ الله للعرب أن حصل بين الملك والبطريك ديرين اختلاف ومفارقة فانهزما. وألح العرب على الملك عفايق فهزموا جيشه وقتلوه. ولم يتعرضوا للكنائس بأذى، بل تركوها موفورة الكرامة. وكانت الكنائس أربع كنيسات: على الشاطيء - وآثارها موجودة - وأخرى عند قصر الملك، وثالثة هى التي وجد الشيخ عبد السلام ولد كبيدي فيها في المدخل تحت الأرض باب أوغشاء باب من ذهب. ورابعة وهى كنيسة المربعات.
    أما البطريق فإنه هرب ولم يتبعه العرب بعد قتل الملك. وقسموا بين الناس الغنائم واتفقوا على أن يكون النيل الأزرق من كركوج إلى آخره ملكاً لقبائل قحطان، وسميت البحر الجهني. ومن كركوج ملكاً للجعليين. ودام هذا إلى مجيء الأتراك سنة 1236 هـ. وبعد ما انتهيت الحرب رجع الأمير حميدان إلى مقر ملكه جبل العرشكول وهناك عين ابن أخيه ابن عمه الأمير حاكم بن سلمة بن سعد الفريد بن الأمير مسمار وأتبعه جيوش جرارة وأمره بحرب النوبة السفلى والنوبة العليا. فاحتل أولاً مملكة النوبة السفلى ومحلها البجراوية واحتل النوبة العليا وعاصمتها مروي.
    وبعد وفاة الأمير حيدر عاد البطريك ديري ين إلى علوة وعمرها. وكان قد جمع جيشاً كبيراً من النوبة والأحباش والبجا. وكان يقوم بمصاريف الجيش من دخائر الكنائس. وبعد وفاة الأمير حيدر أصبح الأمير عبد الله القرين صاحب الأمر.

    اختلاف الأمير القرين وأمراء بني جعل
    فلما اختلفوا جمع القرين أعيان عشيرته وقال لهم: "نحن أحق بالبلد من الجعليين. والجعليون ملكوا الجزاير والبلد لحد دنقلا أرى أن نحاربهم ونطردهم من البلد". فلما وافقوا على هذا الرأي وقالوا: "إذا حاربت الجعليين يهلكوا العرب ويقوموا النوبة يملكوا البلد وما يراعوا العرب لأنهم موتورين. والصداقة بيننا وبينهم ذهبت من يوم قتل الملك ورجاله في سوبا". فهنالك أخذ الأمير عبد الله القرين طائفة من رجاله وأهله وذهب إلى جبال البرون حيث اجتمع بالملك عمارة دونقس ولد الملك عدلان. وضمن له الملك عموم البلد. وتعاهدوا على أن يكون للملك عمارة وأهله الملك، وللأمير عبد الله القرين وأهله قيادة الخيل وجباية الأموال.
    وفي سنة 910هـ نزل الملك عمارة دونقس من الجبال ومعه عشيرته وجيشه الكثير العدد واختط سنار. وبواسطة الأمير عبد الله دانت له كل البلاد والقبائل، وقتل الشويحات في بارا واحتل البحر الأبيض وكردفان وملك التاكة أي كسلا وقوي أمره وملك البحر الأزرق.
    خراب سوبا المؤبد
    وفي هذه المدة قوي أمر علوة واتخذوا ملكاً والبطريك ديري ين هو الكل في الكل والمدبر لأمر الملك والكنائس. واتخذ البطريك جيشاً قوياً من النوبة والأحباش والبجا. وكانت عنده ذخاير الكنائس ينفق فيها. وفي سنة 915هـ جرد الملك عمارة دونقس جيشاً كثير العدة والعدد. وجمع الأمير عبد الله كل القبائل العرب وقصدوا مملكة علوة إلى سوبا فقام البطريك يحرض أصحابه ويغريهم أن المسيح وعدهم بالنصر. وكانت الحرب باسم الدين فلولا حسن قيادة الأمير عبد الله القرين ومعرفته الحربية وشجاعته الزائدة لتم نصر النوبة وأهلكوا العرب. والله قدر نصر العرب بأسباب منها حصر النوبة وقطع المؤونة عنهم. والثاني أن الخيل كرت على البطريك وقتل، ففت ذلك في عضد النوبة فانهزموا وتبعتهم العرب قتلاً وأسراً وبذلك تم خراب سوبا المؤبد. فحرق العرب البلد والكنائس وقتلوا وسبوا النساء ونهبوا الأموال وذلك خراب سوبا المؤبد الذي لم يشهد التاريخ خراباً مثله لأنها أيام قلايل وأصبحت البلد حرايق بعد العمار وخلوا من كل ساكن وحيطان، تصيح فيها البوم. وهابها العرب وقالوا إنها مساكن الجن حتى جاء الشيخ حسونة ولد حسن من بربر فسكنها وولد من بعده عبد الله ولد محمد ولد زروق.
    وهذا المقال وإن اختلفت أزمانه ألحقناه ببعض ليتم للقاريء معرفة خراب سوبا هذا ما سمعته من القعد دان الحاج حامد كبيدي من سوبا الشرق والشيخ على ود عيد من سوبا الغرب.
    والأمير عبد الله القرين هو عبد الله ولد فرج ولد أحمد ولد حمد ولد الأمير رافع ولد الأمير عامر. وفي مدة ملكه تفكك بنو جعل واختلفت كلمتهم. وتولى قيادة قبائل قحطان بعد وفاة الأمير حيدر بن الأمير أحمد. فلما رأي تفكك بني جعل واختلاف كلمتهم وحرب بعضهم البعض طمع في أن يستولى على كل البلاد فأخذ يغير على ممالك بني جعل ولما لم يتسنى له الظفر وأوقد نار الحرب والعداوة خشي أن يجتمعوا عليه فأخذ ثلة من قومه وتوجه إلى جبال الفونج وهناك اجتمع بالأمير عمارة دونقس. وتحالفا على أن يكون الملك للأمير عمارة دونقس ولد الأمير عدلان الملك ولقومه من بعده، وأن يكون لعبد الله القرين قيادة الخيل وجباية الأموال ولولده من بعده. فطابت نفس الأمير عمارة دونقس. وخلفه أخوه الأمير عبد القادر أميراً على جبال الفونج والبرون وجبال الكيلي وجبال بني شنقول أرض الذهب وبلاد قبا وأداسي والكيل وفازوغلي والرصيرص. ونزل بولده وماله وجيوشه الجرارة
                  

العنوان الكاتب Date
فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟ هاشم نوريت03-27-06, 08:46 PM
  Re: فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟ Tragie Mustafa03-27-06, 11:01 PM
    Re: فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟ هاشم نوريت03-29-06, 04:15 PM
  Re: فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟ عبد الناصر الخطيب03-29-06, 11:03 AM
    Re: فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟ هاشم نوريت03-29-06, 04:17 PM
  Re: فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟ عبد الناصر الخطيب03-29-06, 11:10 AM
  Re: فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟ عبد الناصر الخطيب03-29-06, 11:19 AM
    Re: فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟ نيازي مصطفى03-29-06, 12:19 PM
  Re: فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟ هضيبي علي سعيد03-29-06, 01:46 PM
    Re: فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟ هاشم نوريت03-29-06, 04:21 PM
      Re: فالتذهب الجامعة العربية الى الجحيم لماذا السودان دولة عربيــــة؟ أسامة خلف الله مصطفى03-29-06, 08:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de