|
هذهالأم السودانية العظيمة مفخرة لنساء الدنيا بأسرها لا تغالبوا دموعكم دعوها تنهمر فهى رحمة
|
Quote: العدد رقم: 135 2006-03-23 حديث المدينة تجديد الولاء القدسي..!!
عثمان ميرغني
فريق صحفي من صحيفة (السوداني).. توجه الى مصحة الأمراض النفسية ببحري لاجراء تحقيق صحفي عن المصحة.. في دردشة قبل دخول المصحة حكى لهم أحد الحراس قصة أم ظلت تزور ابنها المريض في المستشفى خلال العشرين عاماً.. كل يوم.. تطعمه وتسقيه بيديها ثم تغسله وتنظفه وتلبسه ملابس نظيفة.. تفعل ذلك كل يوم.. متكبدة مشاق الانتقال من حي أم بدة الى كوبر في بحري.. وهي إمرأة فقيرة معدمة بقدر ثراء حنان وعطف الأمومة في صدرها.. زميلنا (محب ماهر).. وهو اسمه الحقيقي وليس اسماً فنياً.. يرافقه الصحفي المصور عباس عزت تركا التحقيق الرئيسي الذي جاءا من أجله.. وانشغلا بالأم وابنها.. راقباها وهي تقوم بكل ما اعتادت أن تفعله كل يوم.. وصوراها.. وجلسا اليها وحادثاها ليسبرا غور قصتها.. ثم رجعا الى الصحيفة.. بتحقيق آخر غير الذي كلفتهما به رئيسة قسم التحقيقات الاستاذة انعام الطيب.. نشرت (السوداني) التحقيق مصوراً في عدد الجمعة الماضي.. قصة الحاجة التومة مع ابنها الذي ظلت ترعاه في مستشفى الأمراض العقلية (20) عاماً لم تنقطع عنه إلا أيام العدة عندما توفى زوجها قبل سنين عددا.. وفي الحال انهالت على الصحيفة التبرعات.. وجدان الإقرار بعظمة الأمومة حرك المرهفين.. فجادوا كل على قدر سعته.. والله يقدر عمل المرء بسعة رحمته لا بقدر العمل.. ولكن أكبر التبرعات ما أتحفنا به رجل اعمال صالح أنعم الله عليه بحب الخير والمعروف.. ما أن يجد باباً مفتوحاً للانفاق إلا وسارع اليه.. تعهد رجل الأعمال بمتابعة توفير سكن شعبي للأم ودفع قيمته كاملة.. صحيفة (السوداني) اختارت الحاجة التومة لتكون رمزاً للأم المثالية.. في عيد الأم الذي وافق يوم أمس.. 21 من شهر مارس.. وأقمنا عصر أمس احتفالاً صغيراً في حديقة الصحيفة للحاجة التومة لاشهار الإعلان بولائنا للأم.. التي حملتنا في بطنها تسعة أشهر كاملة.. ثم أرضعتنا عامين كاملين.. وحملتنا على صدرها سنينا وفي قلبها كل العمر.. المجتمع السوداني لم يتعهد مثل هذه الرمزية الاحتفالية بالأم.. وربما عدها البعض بدعة.. لكن في تقديري أنها وقفة رمزية.. انحناءة واجبة لكل أم.. لتبادل مشاعر العرفان.. تجديد الولاء والصلات القدسية.. الأم ليست فقط الكائنة بفعل الانجاب والأمومة.. بل هي كل إمرأة خصها الله بجينات الأنوثة الإنسانية لتكون التربة المنبت التي تحفظ للبشرية استمرارها.. فكثير من الأمهات لم ينجبن أطفالاً لكنهن حملن مشاعر الأمومة لكل طفل.. ابن الجيران أو تلاميذها في المدرسة.. والأم القادمة في الطريق.. كل فتاة مهما صغرت.. حتى ولو كانت في المهد صبية..!! بالله دعونا نشترك في هذه اللحظة بدعاء ثاقب لله.. بالخير والرحمة والجنة لأمهاتكم جميعاً.. ولأمي العظيمة المرحومة الحاجة زينب البدوي عباس.. في الجنات العلى بقدر رحمة الله الواسعة الأسمى.. اللهم وفوا حقهم.. فأوفهم حقك..!!¸
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هذهالأم السودانية العظيمة مفخرة لنساء الدنيا بأسرها لا تغالبوا دموعكم دعوها تنهمر فهى رحم (Re: jini)
|
Quote: منذ (20) عاماً ظلت تزور ابنها المريض بالمصحة يومياً سيراً على الأقدام
التومة: أعوله بحالة لا يعلم بها إلا الله... وهو (ابن بطني) فلمن أتركه حنان التقته بحنان جارف... أجلسته في مواجهتها... وبطرف ثوبها مسحت له وجهه ولسانها يلهج له بالدعوات الصالحات... سألته عن حاله... ومما جلبت معها أخرجت الطعام.. والعصير... بل والسجائر أيضاً... وفي صورة يصعب نقل وقائعها قامت بإطعامه بيديها... بعدها قامت (بتشطيفه) وغسل رأسه وأرجله... ثم بدلت له ثيابه كما لو كان ابن خمس سنوات... تلك الصورة الواقعية هي التي تجسدت حقيقة أمامنا خارج أسوار مصحة كوبر من الحاجة التومة عبد الله منصور تجاه ابنها المهدي نزيل المصحة والتي ظلت تتكرر طوال (20) عاماً ولم تنقطع إلا عندما أذعنت المرأة للعدة الشرعية لدى وفاة زوجها....
من أم بدة إلى كوبر تقول حاجة التومة ان ابنها ذا الـ (55) عاماً قد أصابه مرض نفسي منذ سنوات بعيدة أدخله المصحة، وإنها ظلت تعاوده يومياً فهمي أمه، ولأن هذا العمل يسعدها ويربطها به على الرغم من ان رحلتها اليومية تبدأ من أم بدة الجميعاب بأم درمان وحتى المصحة بكوبر وبطريقة (لا يعلم بها إلا الله).... هي امرأة لا عائل لها... المهدي هو ابنها البكر وله شقيق أصغر إلا ان ظروفه صعبة للغاية، امضى (14) عاماً بالجماهيرية الليبية وعاد بعدها صفر اليدين... ولها ابنة مريضة تعولها بجانب المهدي، وهي لا تعمل وحسب قولها: (أنا لا أحمل شهادات، ولا صنعة لي في يدي)، وعن طريقة حصولها على الطعام قالت: (الله ما شق حنكاً ضيعه)، في إشارة واضحة للمعاناة التي تعيشها، ولكنها أردفت فقالت ان ابن عم المهدي الموجود بالسعودية (جزاه الله خيراً) يقدم ما يستطيع للإيجار والطعام..
تغيير جو وعن السكن تقول الحاجة التومة بتأثر بالغ: (لقد فقدت الغرفة الوحيدة التي كنت اقطنها ولم تكن بها مياه ولا كهرباء لأن صاحبة المنزل طردتنا منها منذ أسبوعين لعجزنا عن الإيفاء بقيمة الايجار)، وتأمل في أن تجد مكاناً يؤويها وتقول: (عسى ان نجد مكاناً نسكن فيه ونأخذ معنا المهدي إليه ليغير بعض الشيء من جو المصحة).
عافية منك... حاجة التومة تقول عن سر عدم زيارة ابنها الأصغر لأخيه المريض بعد عودته من ليبيا بأنها منعته من ذلك حتى لا يتعرض لأخيه بما يحزنه، فشباب هذه الأيام منفعل، وهي لا ترضى بأن تزداد المصاعب والمتاعب على فلذة كبدها المريض... الذي قالت إنها (راضية عنه وعافية عنه لوجه الله الكريم) وبأن كل هذه الأمور ليست سوى ابتلاءات من الله لعبيده وبأنها راضية بما قسم الله لها. وعن صلة القربى وأهل المهدي تقول بأنهم وللحقيقة لا يسألون عنه ولا يمدون لها يد العون ولكنها أيضاً راضية عنهم فللكل مشاغله.
أمنية... بعد هذا الحوار القصير التقت الحاجة التومة بابنها في صورة يصعب وصفها بالكلمات، مهما حملت من تعابير، فدعوا الصور تحدثكم عن عظمة الأمومة مهما بلغت أعمار الأبناء والتي تقول في الختام: (أنا تعبانة في شنو... أنا عايزة المهدي يشفى ويجي يشيلني في خواتيم عمري)، فمن (يشيل) هذه الأم المثالية ويوفر لها السكن والدعم... بل من يتصدى ليعطي لهذه المرأة وسام (الأمومة الكاملة) من الدرجة الأولى.... ومن يرعاها يا أيتها الرعاية الاجتماعية؟!!
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هذهالأم السودانية العظيمة مفخرة لنساء الدنيا بأسرها لا تغالبوا دموعكم دعوها تنهمر فهى رحم (Re: jini)
|
العزيز جني لك عاطر الثناء على تسليط الضوء على هذا الخبر الجدير بالتمعن. الخبر قد يبدو بسيطاً وربما لم ينل حظه من الاهتمام ولكنه يحمل ما يحمل من معان وعبر.. هو وقفة للتأمل في معاناة هذه الأم وصبرهاوهي تكابد عشرين عاماً أي 240 شهراً.. أي 87600 يوما.. أي 2102400 ساعة.. ولك أن تتأمل معاناتها(فقط لساعة واحدة) وهي تزحف من أمبدة إلى حيث يرقد طريح الفراش (فلذة كبدها) البالغ من العمرً 55 عاماً..لم تيأس قط بل هي تعلق الكثير من الأمل على شفاء "وليدها" البالغ من العمر 55 عاماًُ.. وقفة للتأمل.. جهد المقل هو أن ندعو لابنها بالشفاء لكي يساعد هذه الام ولو بقدر يسير.. هي أم نستاف كلنا من عرقها عبق "طورية ضامة الطين" عبق النيل..عبق تاريخ بقامة الكنداكة.. عبق الغبش أينما كانوا في وطن نحن مسكونون بعشقه من قمة الرأس إلى أخمص القدمين.. أسئلة: كيف يمكننا نحن رواد هذه النافذة الحرة أن نساعد هذه الأم العظيمة؟ ما هي الآلية الأسرع؟ هل يمكن اعتبارها الأم المثالية لسودانيز أون لاين لعام 2006 ونواظب بعد ذلك على هذه السنة كل عام؟
هذه مجرد أسئلة فلنشارك كلنا في الإجابة عنها(ولا يضيع الله أجر من أحسن عملا" صدق الله العظيم.. لك شكري ثانية عزيزي جني
الزاكي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هذهالأم السودانية العظيمة مفخرة لنساء الدنيا بأسرها لا تغالبوا دموعكم دعوها تنهمر فهى رحم (Re: mutwakil toum)
|
أولا التحية للحاجة التومة ولكل أم تتفانى من أجل فلذات أكبادها الحاجة التومة نموذج من نماذج كثيرة يمكن أن تجدها في أنحاء كثيرة حول العالم وبالطبع في السودان والصدفة وحدها فقط التي أخرجت قصتها للناس ولو أن الصحفي ذهب في وقت آخر لربما لم يصادفها وبالتالي لم يعلم بقصتها أحد الا العاملين في مصحة كوبر. شخصياً لي كم هائل من القصص المشابهة أو عكسها تماماً. فكم من المرضى يتخلص زويهم منهم بإيداعهم المصحة ثم لا يعودون أبداً حتى إذا تماثل المريض للشفاء وقرر الاطباء بأنه أصبح شخص سوي ويمكن أن يمارس حياته الطبيعية معتمداً على نفسه لا يجدون من يستلم المريض وأحياناً تجد بيانات العنوان غير صحيحة ولا يستدلون على أهل المريض. شهدت قصة ضابط في الجيش اصيب بمرض نفسي وحول الى مصحة كوبر بواسطة أحد أقاربه ومكث بها أكثر من ثلاثين عاماوبعد شفائه تماماً التزم بعض العاملين في المصحة بايصاله الى أهله بعد أن باءت كل المحاولات للاتصال بهم عبر القنوات الرسمية... فسافر هؤلاء مع هذا الشخص الى بلدته ووجدوا أن أخوانه أقتسموا ماتركه خلفه من منزل وما ورثه عن والده من أرض وخلاف ذلك، ووقعوا في حرج شديد بعد إكتشافهم أن أخاهم ما زال حيافي قيد الحياة وما كان منهم إلا أن أنكروا وجوده أصلا ومعرفتهم وصلتهم به. ولكن هؤلاء النفر الذين رافقوه من المصحة علموا من كبار تلك البلدة بالقصة وطلبوا منه أن يرفع دعوى قضائية على إخوانه ولكنه لم رفض ولم يستطع تحمل الصدمة وأنتكس مرة أخرى وعاد الى مصحة كوبر ليقضي بقية عمره في عالم المجانين. قصص كثيرة يمكن أن تؤلف منها مسلسلات.
| |
|
|
|
|
|
|
|