هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-13-2006, 07:23 AM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟

    من طبيعة الانسان التعصب لمعتقده

    واحيانا ينجرف بعيدا عن معتقده وهو يظن انه متمسك به

    ويبني جدرانا بينه وبين الحقيقة

    وقد اشار ربنا عز وجل في كتابه القرآن الكريم الى ان هناك
    اناسا ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم احسنو صنعا


    في هذا البوست ساقوم بايراد آراء الفريقين من المسلمين والنصارى

    واترك لكم التعليق والحكم
                  

03-13-2006, 07:38 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: Hani Arabi Mohamed)

    Quote: Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟


    طبعاً لا
    وعلي من يدعي ويتقول بمثل هذا الحديث ان يورد ما يدعم حديثة
    مثل اين قال يسوع -له المجد- مثل هذا الحديث
    وما هي أدلة من قال بهذا


    تشكر أخ هاني علي هذه التساؤلات الناضجة والتي يتهيبها كثير من المسلمين

    الحقيقة ماثلة وقريبة
    فقط تحتاج الي قلب مفتوح

    وسوف اعود بمداخلة عن ما قاله رب المجد يسوع في شأن من يأتون بعده من الأنبياء
                  

03-13-2006, 08:05 AM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: HOPEFUL)




    ((وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ
    ))

    سورة الصف الاية 6
                  

03-13-2006, 08:18 AM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: Hani Arabi Mohamed)

    يدور الخلاف بين الفريقين حول كلمة وجدت في الاصل اليوناني للانجيل

    الكلمة هي
    باركاليتوس وتنطق احيانا في الترجمات العربية بارقليط او فارقليط


    كلمة باركليتوس اليونانية معناها هو المعزي

    لكن بتغيير حرف واحد تصبح احمد / محمود / ممدوح


    هل كان نبي الله عيسى عليه السلام يتكلم مع تلاميذه
    عن معزي ياتي اليهم فور ذهابه منهم

    او كان يتكلم عن نبي يشتق اسمه من الحمد

    وهو اشارة للرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم

    خلال هذا البوست ساورد اراء الفريقين

    واترك لكم النقاش والحكم

    ودائما اسالوا الله سبحانه وتعالى ان يثبت ايمانكم وايماننا
    وان يهديكم للحقيقة والحقيقة فقط
                  

03-13-2006, 08:50 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: Hani Arabi Mohamed)

    الاجابة نعم:
    كل ما يأتي هو نقل:

    ذكر صاحب
    كتاب الإنجيل والصليب أنه جاء في لوقا انه ظهر في الليلة التي ولد فيها المسيح عليه
    السلام جمهور من الجنود السماوية للرعاة الذين كانوا في البرية يترنمون بهذا النشيد
    : (لوقا 14:2) (الحمد لله في الأعالي ، وعلى الأرض
    إسلام ! وللناس أحمد(1)


    ولكن
    المترجمين ترجموها في الإنجيل هكذا


    الحمد
    لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وللناس أحمد







    نعم
    اثنا عشر وجها تدل على أنه مذكور في الكتب المنزلة
    وإذا عرف هذا فالعلم بأنه صلى الله عليه وسلم مذكور في الكتب المتقدمة يعرف من وجوه متعددة‏.‏

    *3* ‏(‏‏(‏أحدها‏)‏‏)‏‏:‏

    إخبار من قد ثبتت نبوته قطعا بأنه مذكور عندهم في كتبهم، فقد أخبر به من قام الدليل القطعي على صدقه فيجب تصديقه فيه، إذ تكذيبه والحالة هذه ممتنع لذاته، هذا لو لم يعلم ذلك إلا من مجرد خبره فكيف إذا تطابقت الأدلة على صحة ما أخبر به‏.‏

    *3*‏(‏‏(‏الثاني‏)‏‏)‏‏:‏

    أنه جعل الإخبار به من أعظم أدلة صدقه وصحة نبوته، وهذا يستحيل أن يصدر إلا من واثق كل الوثوق بذلك، وأنه على يقين جازم به‏.‏

    *3*‏(‏‏(‏الثالث‏)‏‏)‏‏:‏

    أن المؤمنين به من الأحبار والرهبان الذين أثروا الحق على الباطل صدقوه في ذلك، وشهدوا له بما قال‏.‏

    *3*‏(‏‏(‏الرابع‏)‏‏)‏‏:‏

    أن المكذبين والجاحدين لنبوته لم يمكنهم إنكار البشارة والإخبار بنبوة نبي عظيم الشأن صفته كذا وكذا، وصفة أمته ومخرجه وشأنه، لكن جحدوا أن يكون هو الذي وقعت به البشارة، وأنه نبي آخر غيره، وعلموا هم والمؤمنون به من قومهم أنهم ركبوا متن المكابرة، وامتطوا غارب البهت‏.‏

    *3*‏(‏‏(‏الخامس‏)‏‏)‏‏:‏

    أن كثيرا منهم صرح لخاصته وبطانته بأنه هو هو بعينه، وأنه عازم على عداوته ما بقي، كما تقدم‏.‏

    *3*‏(‏‏(‏السادس‏)‏‏)‏‏:‏

    إن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مذكور في كتبهم هو فرد من أفراد إخباراته بما عندهم في كتبهم من شأن أنبيائهم وقومهم، وما جرى لهم، وقصص الأنبياء المتقدمين وأممهم، وشأن المبدأ والمعاد، وغير ذلك، مما أخبرت به الأنبياء‏.‏

    وكل ذلك مما يعلمون صدقه فيه ومطابقته لما عندهم، وتلك الإخباريات أكثر من أن تحصى، ولم يكذبوه يوما واحدا في شيء منها‏.‏

    وكانوا أحرص شيء على أن يظفروا منه بكذبة واحدة أو غلطة، أو سهو، فينادون بها عليه، ويجدون بها السبيل إلى تنفير الناس عنه، فلم يقل أحد منهم يوما من الدهر أنه أخبر بكذا وكذا في كتبنا، وهو كاذب فيه بل كانوا يصدقونه في ذلك، وهم مصرون على عدم اتباعه، وهذا من أعظم الأدلة على صدقه فيما أخبر به لو لم يعلم إلا بمجرد خبره‏.‏

    *3*‏(‏‏(‏السابع‏)‏‏)‏‏:‏

    أنه أخبر بهذا لأعدائه من المشركين الذين لا كتاب عندهم، وأخبر به لأعدائه من أهل الكتاب، وأخبر به لاتباعه، فلو كان هذا باطلا لا صحة له لكان ذلك تسليطا للمشركين أن يسألوا أهل الكتاب فينكرون ذلك، وتسليطا لأهل الكتاب على الإنكار، وتسليطا لاتبعاه على الرجوع عنه، والتكذيب له بعد تصديقه، وذلك ينقض الغرض المقصود بإخباره من كل وجه، وهو بمنزلة رجل يخبر بما يشهد بكذبه، ويجعل إخباره دليلا على صدقه، وهذا لا يصدر من عاقل ‏(‏ص 48‏)‏ ولا مجنون‏.‏

    فهذه الوجوه يعلم بها صدق ما أخبر به، وإن لم يعلم وجوده من غير جهة أخباره، فكيف وقد علم وجود ما أخبر به‏؟‏ ‏.‏

    *3*‏(‏‏(‏الثامن‏)‏‏)‏‏:‏

    أنه لو قدر أنهم لم يعلموا بشارة الأنبياء به، وإخبارهم بنعته وصفته، لم يلزم أن لا يكونوا ذكروه، وأخبروا به، وبشروا بنبوته‏؟‏ إذ ليس كل ما قاله الأنبياء المتقدمون وصل إلى المتأخرين وأحاطوا به علما، وهذا مما يعلم بالاضطرار، فكم من قول قد قاله موسى وعيسى ولا علم لليهود والنصارى به، فإذا أخبر به من قام الدليل القطعي على صدقه لم يكن جهلهم به موجبا لرده وتكذيبه‏.‏

    *3*‏(‏‏(‏التاسع‏)‏‏)‏‏:‏

    أنه يمكن أن يكون في نسخ غير هذه النسخ التي بأيديهم فأزيل من بعضها، ونسخت هذه مما أزيل منه‏.‏

    نقلا عن مختصر هداية الحيارى في الرد على اليهود والنصارى

    (عدل بواسطة Mohamed E. Seliaman on 03-14-2006, 02:54 AM)

                  

03-13-2006, 08:56 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: Mohamed E. Seliaman)

    طبعا عيسى عليه السلام
    جاء مصدقا لما بين يديه من التوراة
    بنص الاية التي أوردتها.
    وقد كتب ابن القيم التي في ذكر التوراة البشارة باسم النبي
    صلى الله عليه وسلم:
    (‏فصل‏)‏ نطق التوراة صراحة بنبوة محمد

    وهذا الذي ذكره ابن قتيبية وغيره من علماء المسلمين‏.‏

    من تأمل التوراة وجدها ناطقة به، صريحة فيه، فإن فيها ‏(‏‏(‏وعد إبراهيم فأخذ الغلام، وأخذ خبزا وسقاء من ماء، ودفعه إلى هاجر، وحمله عليها، وقال لها‏:‏ اذهبي، فانطلقت هاجر، ونفذ الماء الذي كان معها، فطرحت الغلام تحت شجرة، وجلست مقابلته على مقدار رمية الحجر، لئلا تبصر الغلام حين يموت،

    ورفعت صوتها بالبكاء، وسمع الله صوت الغلام حيث هو، فقال لها الملك‏:‏ قومي فاحملي الغلام، وشدي يدك به، فإني جاعله لأمة عظيمة، وفتح الله عينيها فبصرت ببئر ماءً فسقت الغلام وملأت سقاها، وكان الله مع الغلام فتربى وسكن في برية فاران،

    فهذا نص التوراة أن إسماعيل ربي وسكن في برية فاران بعد أن كان يموت من العطش، وأن الله سقاة من بئر ماء‏)‏‏)‏‏.‏

    وقد علم بالتواتر واتفاق الأمم أن إسماعيل إنما ربي بمكة، وهو وأبوه إبراهيم بنيا البيت، فعلم قطعا أن ‏(‏‏(‏فاران‏)‏‏)‏ هي أرض مكة‏.‏

    *2* ‏(‏فصل‏)‏ أمثلة من التوراة على صحة نبوة محمد

    ومثل هذه البشارة من كلام شمعون فيما قبلوه ورضوا ترجمته ‏(‏‏(‏جاء الله من جبال فاران، وامتلأت السموات والأرض من تسبيحه وتسبيح أمته‏)‏‏)‏‏.‏

    ولم يخرج أحد من جبال فاران التي امتلأت السموات والأرض من تسبيحه وتسبيح أمته سوى محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن المسيح لم يكن بأرض فاران البتة وموسى، إنما كلم من الطور، والطور ليس من أرض‏(‏ص 69‏)‏ فاران، وإن كانت البرية التي بين مكة الطور تسمى‏:‏ برية فاران، فلم ينزل الله فيها التوراة، وبشارة التوارة قد تقدمت بجبل الطور، وبشارة الإنجيل بجبل ساعير‏.‏

    *2*‏ (‏فصل‏)‏ ما ذكر في نبوة حتقوق

    ونظير هذا ما نقلوه ورضوا ترجمته في نبوة حتقوق‏:‏‏(‏‏(‏جاء الله من التين، وظهر القدس على جبال فاران، وامتلأت الأرض من تحميد أحمد، وملك بيمينه رقاب الأمم، وأنارت الأرض لنوره، وحملت خيله في البحر‏)‏‏)‏‏.‏

    قال ابن قتيبية وزاد فيه بعض أهل الكتاب ‏(‏‏(‏وستنزع في قسيك أعراقا، وترتوي السهام بأمرك يا محمد ارتواء‏)‏‏)‏ وهذا إفصاح باسمه وصفاته، فإن ادعوا أنه غيره، فمن أحمد هذا الذي امتلأت من تحميده، الذي جاء من جبال فاران فملك رقاب الأمم‏؟‏ ‏!‏‏!‏‏.‏

    *2* الوجه السادس

    قوله في الفصل التاسع من السفر الأول من التوراة‏:‏ ‏(‏‏(‏إن هاجر لما فارقت سارة وخاطبها الملك، فقال‏:‏يا هاجر، من أين أقبلت‏؟‏ وإلى أين تريدين‏؟‏ فلما شرحت له الحال، قال‏:‏ ارجعي فإني سأكثر ذريتك وزرعك حتى لا يحصون، وها أنت تحبلين وتلدين ابنا اسمه إسماعيل؛ لأن الله قد سمع ذُلَّك وخضوعك، وولدك يكون وحش الناس، يده فوق يد الجميع، ويد الكل به، ويكون مسكنه على تخوم جميع أخوته‏)‏‏)‏‏.‏

    قال المستخرجون لهذه البشارة‏:‏ معلوم أن يد بني إسماعيل قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن فوق أيدي بني إسحاق؛ بل كان في أيدي بني إسحاق النبوة والكتاب، وقد دخلوا مصر زمن يوسف مع يعقوب فلم يكن لبني إسماعيل فوقهم يد‏.‏

    ثم خرجوا منها لما بعث موسى وكانوا مع موسى من أعز أهل الأرض، ولم يكن لأحد عليهم يد؛ ولذلك كانوا مع يوشع إلى زمن داود، وملك سليمان الملك الذي لم يؤت أحدا مثله فلم يكن يد بني إسماعيل عليهم‏.‏

    ثم بعث الله المسيح فكفروا به، وكذبوه، فدمر عليهم تكذيبهم إياه، وزال ملكهم، ولم يقم لهم بعده قائمة، وقطعهم الله في الأرض أمما، وكانوا تحت حكم الروم والفرس وقهرهم، ولم يكن يد ولد إسماعيل عليهم في هذا الحال، ولا كانت فوق يد الجميع‏.‏

    إلى أن بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم برسالته، وأكرمه الله بنبوته فصارت بمبعثه يد بني إسماعيل فوق يد الجميع، فلم يبق في الأرض سلطان أعز من سلطانهم، بحيث قهروا سلطان فارس والروم والترك والديلم، وقهروا اليهود والنصارى والمجوس والصابئة وعباد الأصنام، فظهر بذلك تأويل قوله في التوارة‏:‏ ‏(‏‏(‏ويكون يده فوق يد الجميع، ويد الكل‏)‏‏)‏ وهذا أمر مستمر إلى آخر الدهر‏.‏

    قالت اليهود‏:‏ نحن لا ننكر هذا؛ ولكن إن هذه بشارة بملكه وظهوره وقهره لا برسالته ونبوته‏.‏

    قالت المسلمون‏:‏ الملك ملكان‏:‏ ملك ليس معه ‏(‏ص 70‏)‏ نبوة، بل ملك جبار متسلط، وملك نفسه نبوة؛ والبشارة لم تقع بالملك الأول؛ ولا سيما إن ادعى صاحبه النبوة والرسالة، وهو كاذب مفتر على الله فهو من شر الخلق وأفجرهم وأكفرهم، فهذا لا تقع البشارة بملكه وإنما يقع التحذير من فتنته كما وقع التحذير من فتنة الدجال، بل هذا شر من سنجاريب، وبخت نصر، والملوك الظلمة الفجرة الذين يكذبون على الله‏.‏

    فالأخبار لا تكون بشارة، ولا تفرح به هاجر وإبراهيم، ولا بشر أحد بذلك، ولا يكون ذلك إثابة لها من خضوعها وذلها، وأن الله قد سمع ذلك ويعظم هذا المولود ويجعله لأمة عظيمة، وهذا عند الجاحدين بمنزلة أن يقال‏:‏

    أنك ستلدين جبارا ظالما طاغيا يقهر الناس بالباطل، ويقتل أولياء الله، ويسبي حريمهم، ويأخذ أموالهم بالباطل، ويبدل أديان الأنبياء، ويكذب على الله، ونحو ذلك‏.‏

    فمن حمل هذه البشارة على هذا فهو من أعظم الخلق بهتانا وفرية على الله؛ وليس هذا بمستنكر لأمة اليهود‏.‏

    *2* الوجه السابع

    قول داود في الزبور‏:‏

    ‏(‏‏(‏سبحوا الله تسبيحا جديدا، وليفرح إسرائيل بخالقه، وبيوت صهيون من أجل أن الله اصطفى له أمته وأعطاه النصر، وسدد الصالحين بالكرامة يسبحون على مضاجعهم، ويكبرون الله بأصوات مرتفعة، بأيديهم سيوف ذات شفرتين، ولينتقم بهم من الأمم الذين لا يعبدونه، يوثقون ملوكهم بالقيود، وأشرافهم بالأغلال‏)‏‏)‏‏.‏

    وهذه الصفات إنما تنطبق على سيدنا محمد وأمته، فهم الذين يكبرون الله بأصواتهم مرتفعة في أذانهم للصلوات الخمس، وعلى الأماكن العالية‏.‏

    قال جابر‏:‏‏(‏‏(‏كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا علونا كبرنا، وإذا هبطنا سبحنا، فوضعت الصلاة على ذلك‏)‏‏)‏ وهم يكبرون الله بأصوات عالية مرتفعة في الأذان، وفي عيد الفطر، وعيد النحر، وفي عشر ذي الحجة، وعقيب الصلوات في أيام منى‏.‏

    وذكر البخاري عن عمر بن الخطاب أنه كان يكبر بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون بتكبيره، فيسمعهم أهل الأسواق فيكبرون، حتى ترتج منى تكبيرا‏.‏

    وكان أبو هريرة وابن عمر يخرجان إلى السوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، ويكبرون أيضا على قرابينهم وضحاياهم، وعند رمي الجمار، وعلى الصفا والمروة، وعند محاذاة الحجر الأسود، وفي أدبار الصلوات الخمس؛وليس هذا لأحد من الأمم لا أهل الكتاب ولا غيرهم سواهم؛فإن اليهود يجمعون الناس بالبوق، والنصارى بالناقوس‏.‏

    وأما تكبير الله بأصوات مرتفعة فشعار محمد بن عبد الله وأمته وقوله‏:‏‏(‏‏(‏بأيديهم سيوف ذات شفرتين‏)‏‏)‏ فهي السيوف العربية التي فتح الصحابة بها البلاد، وهي إلى اليوم معروفة لهم، وقوله

    ‏(‏ص 71‏)‏ ‏(‏‏(‏يسبحون على مضاجعهم‏)‏‏)‏ هو نعت للمؤمنين ‏(‏الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم‏)‏‏.‏

    ومعلوم قطعا أن هذه البشارة لا تنطبق على النصارى ولا تناسبهم؛فإنهم لا يكبرون الله بأصوات مرتفعة، ولا بأيديهم سيوف ذات شفرتين ينتقم الله بهم من الأمم، والنصارى تعيب من يقاتل الكفار بالسيف؛وفيهم من يجعل هذا من أسباب التنفير عن محمد صلى الله عليه وسلم، ولجهلهم وضلالهم لا يعلمون أن موسى قاتل الكفار، وبعده يوشع بن نون، وبعده داود وسليمان وغيرهم من الأنبياء، وقبلهم إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين‏.‏

    *2* الوجه الثامن

    قول داود‏:‏‏(‏‏(‏ومن أجل هذا بارك الله عليك إلى الأبد فتقلد أيها الجبار السيف، لأن البهاء لوجهك، والحمد الغالب عليك، أركب كلمة الحق، وسبحت التأله؛ فإن ناموسك وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك، وسهامك مسنونة، والأمم يخرون تحتك‏)‏‏)‏ وليس متقلد السيف بعد داود من الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي خرت الأمم تحته، وقرنت شرائعه بالهيبة‏:‏إما القبول، وإما الجزية، وإما السيف‏.‏

    وهذا مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏نصرت بالرعب مسيرة شهر‏)‏‏)‏ وقد أخبر داود أن له ناموسا وشرائع، وخاطبه بلفظ الجبار إشارة إلى قوته وقهره لأعداء الله؛بخلاف المستضعف المقهور، وهو صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، ونبي الملحمة، وأمته أشداء على الكفار رحماء بينهم، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، بخلاف الأذلاء المقهورين المستكبرين، الذين يذلون لأعداء الله، ويتكبرون عن قبول الحق‏.‏

    *2* الوجه التاسع

    قول داود في مزمور آخر‏:‏‏(‏‏(‏أن الله سبحانه أظهر من صهيون أكليلا محمودا وضرب الأكليل مثلا للرياسة والإمامة، ومحمود‏:‏هو محمد صلى الله عليه وسلم، وقال في ‏(‏‏(‏صفته‏)‏‏)‏‏:‏ ويحوز من البحر إلى البحر، ومن لدن الأنهار إلى منقطع الأرض، وأنه لتخر أهل الجزائر بين يديه على ركبهم، وتلحس أعداؤه التراب، تأتيه ملوك الفرس وتسجد له، وتدين له الأمم بالطاعة والانقياد، ويخلص المضطهد البائس، ممن هو أقوى منه، وينقذ الضعيف الذي لا ناصر له، ويرأف بالمساكين والضعفاء، ويصلى عليه في كل وقت ويبارك‏)‏‏)‏‏.‏

    ولا شك عاقل تدبر أمور الممالك والنبوات وعرف سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة أمته من بعده أن هذه الأوصاف لا تنطبق إلا عليه، وعلى أمته، لا على المسيح ولا على نبي غيره، فإنه حاز من البحر الرومي إلى البحر الفارسي، ومن لدن الأنهار جيحون وسيحون والفرات إلى منقطع الأرض بالغرب، ‏(‏ص 72‏)‏

    وهذا مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏‏(‏‏(‏زويت لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها‏)‏‏)‏‏.‏ وهو الذي يصلى عليه ويبارك في كل حين، وفي كل صلاة من الصلوات الخمس وغيرها، وهو الذي خرت أهل الجزائر بين يديه‏:‏

    أهل جزيرة العرب، وأهل الجزيرة التي بين الفرات ودجلة، وأهل جزيرة الأندلس، وأهل جزيرة قبرص، وخضعت له ملوك الفرس فلم يبق فيهم إلا من أسلم أو أدى الجزية عن يد وهم صاغرون؛بخلاف ملوك الروم فإن فيهم من لم يسلم ولم يؤد الجزية؛ فلهذا ذكر في البشارة ملوك الفرس خاصة، ودانت له الأمم التي سمعت به وبأمته، فهم بين مؤمن به، ومسالم له، ومنافق معه، وخائف منه، وأنقذ الضعفاء من الجبارين‏.‏

    وهذا بخلاف المسيح فإنه لم يتمكن هذا التمكن في حياته، ولا من اتبعه بعد رفعه إلى السماء، ولا حازوا ما ذكر، ولا يصلون عليه ويباركون في اليوم والليلة؛ فإن القوم يدعون إلاهيته سدس ويصلون له‏.‏

    *2* الوجه العاشر

    قوله في مزمور آخر‏:‏‏(‏‏(‏لترتاح البوادي وقراها ولتصير أرض قيذار مروجا، ولتسبح سكان الكهوف، ويهتفوا من قلل الجبال بحمد الرب، ويذيعوا تسابيحه في الجو‏)‏‏)‏ فمن أهل البوادي من الأمم سوى أمة محمد، ومن ‏(‏‏(‏قيذار‏)‏‏)‏ غير ولدا إسماعيل أحد أجداده صلى الله عليه وسلم‏؟‏ ‏!‏ ومن سكان الكهوف وقلل الجبال سوى العرب‏؟‏ ‏!‏ ومن هذا الذي دام ذكره إلى الأبد غيره‏؟‏ ‏!‏

    *2* الوجه الحادي عشر

    قوله في مزمور آخر‏:‏‏(‏‏(‏إن ربنا عظم محمودا‏)‏‏)‏ وفي مكان آخر ‏(‏‏(‏إلهنا قدوس ومحمد قد عم الأرض كلها فرحا‏)‏‏)‏ فقد نص داود على اسم محمد وبلده وأن كلمته قد عمت الأرض‏.‏

    *2* الوجه الثاني عشر

    قوله في الزبور لداود‏:‏‏(‏‏(‏سيولد لك ولد أدعى له أبا ويدعى لي ابنا، اللهم ابعث جاعل السنة كي يعلم الناس أنه بشر‏)‏‏)‏ وهذه أخبار عن المسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم قبل ظهورهما بزمن طويل، يريد أبعث محمدا حتى يعلم الناس أن المسيح بشر ليس إلها، وأنه ابن البشر لا ابن خالق البشر، فبعث الله هادي الأمة، وكاشف الغمة، فبين للأمم حقيقة أمر المسيح وأنه عبد كريم ونبي مرسل؛لا كما ادعته فيه النصارى ولا كما رمته به اليهود‏.‏

    *2* الوجه الثالث عشر

    قوله في نبوة شعيا‏:‏‏(‏‏(‏قيل لي قم نظارا فانظر ما ترى تخبر به، قلت‏:‏أرى راكبين مقبلين أحدهما على حمار والآخر على جمل، يقول أحدهما لصاحبه‏:‏سقطت بابل وأصنامها للبحر‏)‏‏)‏ وصاحب الحمار عندنا وعند النصارى هو المسيح، ‏(‏ص 73‏)‏ وراكب الجمل هو محمد صلوات الله وسلامه عليهما، وهو أشهر بركوب الجمل من المسيح بركوب الحمار، وبمحمد صلى الله عليه وسلم سقطت أصنام بابل لا بالمسيح، ولم يزل في إقليم بابل من يعبد الأوثان من عهد إبراهيم الخليل إلى أن سقطت بمحمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

    *2* الوجه الرابع عشر

    قوله في نبوة شعيا أنه قال عن مكة‏:‏‏(‏‏(‏ارفعي إلى ما حولك بصرك، فستبهجين وتفرحين من أجل أن الله تعالى يُصيّر إليك ذخائر البحر، وتحج إليك عساكر الأمم، حتى تعم بك قطر الإبل المؤبلة، وتضيق أرضك عن المقطرات التي تجتمع إليك،

    وتساق إليك كباش مدين، ويأتيك أهل سبأ، وتسير إليك أغنام فاران، وتخدمك رجل نباوت‏)‏‏)‏ يريد سدنة الكعبة وهم‏:‏أولاد نبت ابن إسماعيل، قالوا‏:‏ فهذه الصفات كلها حصلت لمكة‏:‏فإنها حملت إليها ذخائر البحر، وحج إليها عساكر الأمم، وسيق إليها أغنام فاران هدايا وأضاحي وقرابين، وضاقت الأرض عن قطرات الإبل المؤبلة الحاملة للناس وأزوادهم، وأتاها أهل سبأ وهم أهل اليمن‏.‏

    *2* الوجه الخامس عشر

    قول أشعيا في مكة أيضا‏:‏‏(‏‏(‏وقد أقسمت بنفسي كقسمي أيام نوح أني أغرق الأرض بالطوفان أني لا أسخط عليك ولا أرفضك، وأن الجبال تزول وأن التلاع تنحط، ورحمتي عليك لا تزول‏.‏

    ثم قال‏:‏يا مسكينة يا مضطهدة‏!‏ ها أنا ذا بانٍ بالحسن حجارتك، ومزاينك بالجواهر، ومكلل باللؤلؤ سقفك، وبالزبرجد أبوابك، وتبعدين من الظلم فلا تخافي، ومن الضعف فلا تضعفي، وكل سلاح يصنعه صانع فلا يعمل فيك، وكل لسان ولغة تقوم معك بالخصومة تفلحين معها، ويسميك الله اسما جديدا -يريد أنه سماها المسجد الحرام -فقومي فأشرقي فإنه قد دنا نورك وقار الله عليك، انظري بعينيك حولك، فإنهم مجتمعون يأتونك بنوك وبناتك عدوا، فحينئذ تسرين وتزوهين، ويخاف عدوك، وليتسع قلبك، وكل غنم قيذار تجتمع إليك، وسادات نباوت يخدمونك‏)‏‏)‏‏.‏

    ‏(‏‏(‏ونباوت‏)‏‏)‏ هم أولاد نبت بن إسماعيل‏.‏

    ‏(‏‏(‏وقيذار‏)‏‏)‏ جد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أخو نبت ابن إسماعيل‏.‏

    ثم قال‏:‏‏(‏‏(‏وتفتح أبوابك الليل والنهار لا تغلق، ويتخذونك قبلة، وتدعين بعد ذلك مدينة الرب‏)‏‏)‏‏.‏

    *2* الوجه السادس عشر

    قوله أيضا في مكة‏:‏‏(‏‏(‏سري واهتزي أيتها العاقر التي لم تلد وانطقي بالتسبيح، وافرحي ولم تحبلي، فإن أهلك يكونون أكثر من أهلي‏)‏‏)‏ يعني بأهله بيت المقدس، ويعني بالعاقر مكة لأنها لم تلد قبل محمد النبي صلى الله عليه وسلم ‏(‏ص 74‏)‏ نبيا، ولا يجوز أن يريد بالعاقر بيت المقدس لأنه بيت الأنبياء ومعدن الوحي، وقد ولد أنبياء كثيرا‏.‏

    *2* الوجه السابع عشر

    قول أشعيا أيضا لمكة شرفها الله‏:‏‏(‏‏(‏إني أعطي البادية كرامة لبنان وبهاء الكترمال‏)‏‏)‏ وهما الشام وبيت المقدس؛ يريد‏:‏ أجعل الكرامة التي كانت هناك بالوحي في ظهور الأنبياء للبادية بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالحج‏.‏

    ثم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏ويشق البادية مياه وسواق في الأرض الفلاة، ويكون بالفيافي والأماكن العطاش ينابيع ومياه، ويصير هناك محجة وطريق الحرم، لا يمر به أنجاس الأمم، والجاهل به لا يصل هناك، ولا يكون بها سباع ولا أسد، ويكون هناك ممر المخلصين‏.‏

    *2* الوجه الثامن عشر

    قول أشعيا أيضا في كتابه عن الحرم‏:‏‏(‏‏(‏إن الذئب والجمل فيه يرتعان معا‏)‏‏)‏ إشارة إلى أمنه الذي خصه الله به دون بقاع الأرض، ولذلك سماه ‏(‏‏(‏البلد الأمين‏)‏‏)‏ وقال‏:‏‏(‏أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم‏)‏ وقال يعدد نعمة على أهله‏:‏ ‏(‏

    لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف‏)‏‏.‏

    *2* الوجه التاسع عشر

    قول أشعيا أيضا باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏‏(‏‏(‏إني جعلت أمرك يا محمد بالحمد يا قدوس الرب اسمك موجود من الأبد‏)‏‏)‏ فهل بقي بعد ذلك لزايغ مقال أو لطاعن مجال‏؟‏ ‏!‏وقوله‏:‏ ‏(‏‏(‏يا قدوس الرب‏)‏‏)‏ معناه‏:‏يا من طهره الرب وخلصه واصطفاه، وقوله‏:‏ ‏(‏‏(‏اسمك موجود من الأبد‏)‏‏)‏ مطابق لقول داود في مزمور له‏:‏ ‏(‏‏(‏اسمك موجود قبل الشمس‏)‏‏)‏‏.‏

    *2* الوجه العشرون

    قول أشعيا في ذكر الحجر الأسود قال‏:‏‏(‏‏(‏الرب والسيد ها أنذا مؤسس بصهيون حجرا في زاوية ركن منه‏.‏ فمن كان مؤمنا فلا يستعجلنا‏.‏ وأجعل العدل مثل الشاقول، والصدق مثل الميزان، فيهلك الذين ولعوا بالكذب‏)‏‏)‏ فصهيون‏:‏هي مكة عند أهل الكتاب، وهذا الحجر الأسود الذي يقبله الملوك فمن دونهم، وهو مما اختص به محمد وأمته‏.‏

    *2* الوجه الحادي والعشرون

    قول شعيا في موضع آخر‏:‏‏(‏‏(‏أنه ستملأ البادية والمدن قصورا إلى قيذار ومن رؤوس الجبال، وينادونهم الذين يجعلون لله الكرامة ويثنون بتسبيحه في البر والبحر‏)‏‏)‏ وقال‏:‏‏(‏‏(‏ارفع علما لجميع الأمم من بعيد، فيصفر بهم من أقصى الأرض فإذا هم سراع يأتون‏)‏‏)‏‏.‏

    وبنو قيذار‏:‏ هم العرب لأن قيذار هو ابن‏(‏ص 75‏)‏إسماعيل بإجماع الناس، والعلم الذي يرفع هو النبوة، والصفير بهم دعائهم من أقاصي الأرض إلى الحج فإذا هم سراع يأتون، وهذا مطابق لقوله عز وجل‏:‏‏(‏وأذن في الناس بالحج يأتوك رِجالاً، وعلى كل ضَامِرٍ يأتين من كُلِّ فجٍ عميق‏)‏‏.‏
                  

03-13-2006, 09:04 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: Mohamed E. Seliaman)

    نصوص الكتب المتقدمة في البشارة به وصفته ونعت أمته

    فهذه الوجوه على تقدير عدم العلم بوجود نعته وصفته والخبر عنه في الكتب المتقدمة، ونحن نذكر بعض ما ورد فيها، من البشارة به، ونعته، وصفته، وصفة أمته، وذلك يظهر من وجوه‏:‏

    *2*‏(‏‏(‏ الوجه الأول‏)‏‏)‏‏:‏

    قوله تعالى في التوراة‏:‏‏(‏‏(‏سأقيم لبني إسرائيل نبيا من إخوتهم مثلك اجعل كلامي في فِيه ويقول لهم ما آمره به والذي لا يقبل قول ذلك النبي الذي يتكلم‏(‏ص 52‏)‏ باسمي أنا أنتقم منه ومن سبطه‏)‏‏)‏ فهذا النص مما لا يمكن أحد منهم جحده وإنكاره؛ ولكن لأهل الكتاب فيه أربعة طرق‏:‏

    ‏(‏‏(‏أحدها‏)‏‏)‏ حمله على المسيح وهذه طريقة النصارى‏.‏ وأما اليهود فلهم فيه ثلاثة طرق‏:‏

    ‏(‏‏(‏أحدها‏)‏‏)‏ أنه على حذف أداة الاستفهام، والتقدير‏:‏أءقيم لبني إسرائيل نبيا من إخوتهم أي لا أفعل هذا، فهو استفهام إنكار حذفت منه أداة الاستفهام‏.‏

    ‏(‏‏(‏الثاني‏)‏‏)‏ أنه خبر ووعد، ولكن المراد به شمويل النبي، فإنه من بني إسرائيل، والبشارة إنما وقعت بنبي من إخوتهم، وإخوة القوم هم بنو أبيهم، وهم بنوا إسرائيل‏.‏

    ‏(‏‏(‏الثالث‏)‏‏)‏ أنه نبي يبعثه الله في آخر الزمان، يقيم به ملك اليهود ويعلو به شأنهم وهم ينتظرونه إلى الآن‏.‏

    وقال المسلمون‏:‏البشارة صريحة في النبي صلى الله عليه وسلم العربي الأمي محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه لا يحتمل غيره؛فإنها إنما وقعت بنبي من إخوة بني إسرائيل لا من بني إسرائيل نفسهم، والمسيح من بني إسرائيل، فلو كان المراد بها هو المسيح لقال‏:‏أقيم لهم نبيا من أنفسهم، كما قال تعالى‏:‏

    ‏(‏لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم‏)‏ وإخوة بني إسرائيل هم بنوا إسماعيل، ولا يعقل في لغة أمة من الأمم أن بني إسرائيل هم أخوة بني إسرائيل، كما أن إخوة زيد لا يدخل فيهم زيد نفسه‏.‏

    وأيضا فإنه قال‏:‏‏(‏‏(‏نبيا مثلك‏)‏‏)‏ وهذا يدل على أنه صاحب شريعة عامة مثل موسى، وهذا يبطل حمله على شمويل من هذا الوجه أيضا، ويبطل حمله على يوشع من ثلاثة أوجه‏:‏

    ‏(‏‏(‏أحدها‏)‏‏)‏‏:‏ أنه من بني إسرائيل لا من إخوتهم‏.‏

    ‏(‏‏(‏الثاني‏)‏‏)‏‏:‏ أنه لم يكن مثل موسى الثاني، وفي التوراة لا يقوم في بني إسرائيل مثل موسى‏.‏

    ‏(‏‏(‏الثالث‏)‏‏)‏ أن يوشع نبي في زمن موسى، وهذا الوعد إنما هو بنبي يقيمه الله بعد موسى‏.‏

    وبهذه الوجوه الثلاثة يبطل حمله على هارون، مع أن هارون توفي قبل موسى، ونبأه الله مع موسى في حياته‏.‏

    ويبطل ذلك من وجه ‏(‏‏(‏رابع‏)‏‏)‏ أيضا وهو أن في هذه البشارة أنه ينزل عليه كتابا يظهر للناس من فيه، وهذا لم يكن لأحد بعد موسى غير النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من علامات نبوته التي أخبرت بها الأنبياء المتقدمون، قال تعالى‏:‏

    ‏(‏وإنه لتنـزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين، وإنه لفي زبر الأولين، أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل‏)‏‏.‏

    فالقرآن نزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهر للأمة من فِيه، ولا يصح حمل هذه البشارة على المسيح باتفاق النصارى لأنها إنما جاءت بواحد من إخوة بني إسرائيل، وبنو إسرائيل وإخوتهم كلهم عبيد ليس فيهم إله، والمسيح عندهم إله معبود، وهو أجل عندهم من أن يكون من إخوة العبيد، والبشارة وقعت بعبد مخلوق يقيمه الله من جملة عبيده وأخوتهم، وغايته أن يكون نبيا لا غاية له فوقها، وهذا ليس هو المسيح عند النصارى‏.‏

    وأما قول‏(‏ص 53‏)‏ المحرفين لكلام الله‏:‏أن ذلك على حذف ألف الاستفهام وهو استفهام إنكار، والمعنى‏:‏لا أقيم لبني إسرائيل نبيا‏.‏

    فتلك عادة لهم معروفة في تحريف كلام الله عن مواضعه، والكذب على الله، وقولهم لما يبدلونه ويحرفونه هذا من عند الله، وحمل هذا الكلام على الاستفهام والإنكار غاية ما يكون من التحريف والتبديل، وهذا التحريف والتبديل من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي أخبر بها عن الله من تحريفهم وتبديلهم، فأظهر الله صدقه في ذلك لكل ذي لب وعقل، فازداد إيمانا إلى إيمانه، وازداد الكافرون رجسا إلى رجسهم‏.‏

    *2* ‏(‏‏(‏ الوجه الثاني‏)‏‏)‏‏:‏

    قال في التوراة في السفر الخامس‏:‏‏(‏‏(‏أقبل الله من سيناء، وتجلى من ساعير، وظهر من جبال فاران، ومعه ربوات الإظهار عن يمينه‏)‏‏)‏ وهذه متضمنة للنبوات الثلاثة‏:‏نبوة موسى، ونبوة عيسى، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فمجيئه من ‏(‏‏(‏سينا‏)‏‏)‏‏:‏وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى، ونبأه عليه إخبار عن نبوته، وتجليه من ساعير هو مظهر المسيح من بيت المقدس، و‏(‏‏(‏ساعير‏)‏‏)‏‏:‏قرية معروفة هناك إلى اليوم، وهذه بشارة بنبوة المسيح‏.‏

    ‏(‏‏(‏وفاران‏)‏‏)‏‏:‏هي مكة، وشبه سبحانه نبوة موسى بمجيء الصبح، ونبوة المسيح بعدها بإشراقه وضيائه ونبوة خاتم الأنبياء باستعلات الشمس، وظهور ضوءها في الآفاق، ووقع الأمر كما أخبر به سواء‏.‏

    فإن الله سبحانه صدع بنبوة موسى ليل الكفر فأضاء فجره بنبوته، وزاد الضياء والإشراق بنبوة المسيح، وكمل الضياء واستعلن وطبق الأرض بنبوة محمد صلوات الله وسلامه عليهم، وذكر هذه النبوات الثلاثة التي اشتملت عليها هذه البشارة نظير ذكرها في أول سورة ‏(‏التين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين‏)‏‏.‏

    فذكر أمكنة هؤلاء الأنبياء وأرضهم التي خرجوا منها ‏(‏والتين والزيتون‏)‏والمراد بهما‏:‏منبتها، وأرضهما وهي الأرض المقدسة التي هي مظهر المسيح، ‏(‏وطور سينين‏)‏الجبل الذي كلم الله عليه موسى، فهو مظهر نبوته، ‏(‏وهذا البلد الأمين‏)‏ مكة حرم الله وأمنه التي هي مظهر نبوة محمد صلوات الله وسلامه عليهم‏.‏

    فهذه الثلاثة نظير تلك الثلاثة، سواء قالت اليهود‏:‏‏(‏‏(‏فاران‏)‏‏)‏‏:‏هي أرض الشام وليست أرض الحجاز، وليس هذا ببدع من بهتهم وتحريفهم، وعندهم في التوراة‏:‏أن إسماعيل لما فارق أباه سكن في برية فاران‏.‏

    هكذا نطقت التوراة، ولفظها‏:‏‏(‏‏(‏وأقام إسماعيل في برية فاران، وأنكحته أمه امرأة من جرهم‏)‏‏)‏ ولا يشك علماء أهل الكتاب أن فاران مسكن لآل إسماعيل، فقد تضمنت التوراة نبوة تنزل بأرض فاران، وتضمنت نبوة تنزل على عظيم من ولد إسماعيل، وتضمنت انتشار أمته وأتباعه حتى يملؤا السهل والجبل كما ‏(‏ص 54‏)‏

    سنذكره إن شاء الله تعالى، ولم يبق بعد هذا شبهة أصلا إن هذه هي نبوة محمد صلى الله عليه وسلم التي نزلت بفاران، على أشرف ولد إسماعيل حتى ملأت الأرض ضياء ونورا وملأ أتباعه السهل والجبل، ولا يكثر على الشعب الذي نطقت التوراة بأنهم عادموا الرأي والفطانة ينقسموا إلى جاهل بذلك، وجاحد مكابر معاند، ولفظ التوراة فيهم‏:‏

    ‏(‏‏(‏إنهم لشعب عادم الرأي، وليس فيهم فطانة‏)‏‏)‏ ويقال لهؤلاء المكابرين‏:‏أي نبوة خرجت من الشام فاستعلت استعلاء ضياء الشمس، وظهرت فوق ظهور النبوتين قبلها‏؟‏ ‏!‏وهل هذا إلا بمنزلة مكابرة من يرى الشمس قد طلعت من الشرق فيغالط ويكابر، ويقول بل طلعت من المغرب‏!‏‏!‏‏.‏

    *2*‏(‏‏(‏ الوجه الثالث‏)‏‏)‏‏:‏

    قال في التوراة في السفر الأول‏:‏‏(‏‏(‏إن الملك ظهر لهاجر أم إسماعيل، فقال‏:‏يا هاجر من أين أقبلت والى أين تريدين‏؟‏ فلما شرحت له الحال قال‏:‏ارجعي فأني سأكثر ذريتك وزرعك حتى لا يحصون كثرة، وها أنت تحبلين وتلدين ابنا أسميه إسماعيل لأن الله قد سمع تذللك وخضوعك، وولدك يكون وحش للناس، وتكون يده على الكل، ويد الكل مبسوطة إليه بالخضوع‏)‏‏)‏‏.‏

    وهذه بشارة تضمنت أن يد ابنها على يد كل الخلائق، وأن كلمته العليا، وأن أيدي الخلق تحت يده، فمن هذا الذي ينطبق عليه هذا الوصف سوى محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه‏؟‏ ‏!‏‏.‏

    وكذلك في السفر الأول من التوراة‏:‏أن الله قال‏:‏‏(‏‏(‏لإبراهيم إني جاعل ابنك إسماعيل لأمة عظيمة إذ هو من زرعك‏)‏‏)‏ وهذه بشارة بمن جعل من ولده لأمة عظيمة، وليس هو سوى محمد بن عبد الله الذي هو من صميم ولده، فإنه جعل لأمة عظيمة، ومن تدبر هذه البشارة جزم بأن المراد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن إسماعيل لم تكن يده فوق يد إسحاق قط، وكانت يد إسحاق مبسوطة إليه بالخضوع‏.‏

    وكيف يكون ذلك وقد كانت النبوة والملك في إسرائيل والعيص وعما ابنا إسحاق فلما، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتقلت النبوة إلى ولد إسماعيل ودانت له الأمم وخضعت له الملوك، وجعل خلافة الملك إلى أهل بيته إلى آخر الدهر، وصارت أيديهم فوق أيدي الجميع مبسوطة إليهم بالخضوع‏.‏

    وكذلك في التوراة في السفر الأول‏:‏‏(‏‏(‏إن الله تعالى قال لإبراهيم إن في هذا العام يولد لك ولد اسمه إسحاق، فقال إبراهيم‏:‏ليت إسماعيل هذا يحي بين يديك يمجدك، فقال الله تعالى‏:‏قد استجبت لك في إسماعيل وإني أباركه وأيمنه وأعظمه جدا جدا بما قد استجبت فيه، وإني أصيره إلى أمة كثرة وأعطيه شعبا جليلا‏)‏‏)‏

    والمراد بهذا كله الخارج من نسله، فإنه هو ‏(‏ص 55‏)‏ الذي عظمه الله جدا جدا وصيره إلى أمة كثيرة، وأعطاه شعبا جليلا، ولم يأت من صلب إسماعيل من بورك وعظم وانطبقت عليه هذه العلامات غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمته ملؤا الآفاق وأربوا في الكثرة على نسل إسحاق‏.‏

    *2*‏(‏‏(‏ الوجه الرابع‏)‏‏)‏‏:‏

    قال في التوراة في السفر الخامس‏:‏‏(‏‏(‏قال موسى لبني إسرائيل‏:‏لا تطيعوا العرافين ولا المنجمين، فسيقيم لكم الرب نبيا من إخوتكم مثلي، فأطيعوا ذلك النبي‏)‏‏)‏ ولا يجوز أن يكون هذا النبي الموعود به من أنفس بني إسرائيل لما تقدم أن أخوة القوم ليسوا أنفسهم، كما يقول‏:‏بكر وتغلب ابنا وائل، ثم يقول‏:‏تغلب أخوة بكر وبنو بكر أخوة بني تغلب، فلو قلت‏:‏أخوة بني بكر بنو بكر كان محالا، ولو قلت‏:‏لرجل أتيني برجل من أخوة بني بكر بن وائل، لكان الواجب أن يأتيك برجل من بني تغلب ابن وائل لا بواحد من بني بكر‏.‏

    *2*‏(‏‏(‏ الوجه الخامس‏)‏‏)‏‏:‏

    ما في الإنجيل‏:‏‏(‏‏(‏إن المسيح قال للحواريين‏:‏إني ذاهب وسيأتيكم الفارقليط روح الحق، لا يتكلم من قبل نفسه، إنما هو كما يقال له، وهو يشهد علي وأنتم تشهدون لأنكم معي من قبل الناس، وكل شيء أعده الله لكم يخبركم به‏)‏‏)‏

    وفي إنجيل يوحنا‏:‏‏(‏‏(‏الفارقليط لا يجيئكم ما لم أذهب، وإذا جاء وبخ العالم على الخطيئة، ولا يقول من تلقاء نفسه ولكنه مما يسمع به، ويكلمكم ويسوسكم بالحق، ويخبركم بالحوادث والغيوب‏)‏‏)‏‏.‏

    وفي موضع آخر ‏(‏‏(‏أن الفارقليط روح الحق الذي يرسله أبي باسمي، هو يعلمكم كل شيء‏)‏‏)‏‏.‏

    وفي موضع آخر ‏(‏‏(‏إني سائل له أن يبعث إليكم فارقليطا آخر يكون معكم إلى الأبد وهو يعلمكم كل شيء‏)‏‏)‏‏.‏

    وفي موضع آخر ‏(‏‏(‏ابن البشر ذاهب والفارقليط من بعده يحبي لكم بالأسرار ويفسر لكم كل شيء، وهو يشهد لي كما شهدت له، فإني أجيئكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل‏)‏‏)‏‏.‏

    قال أبو محمد بن قتيبية‏:‏وهذه الأشياء على اختلافها متقاربة، وإنما اختلفت لأن من نقلها عن المسيح صلى الله عليه وسلم في الإنجيل من الحواريين عدة، ‏(‏‏(‏والفارقليط‏)‏‏)‏‏:‏بلغتهم لفظ من ألفاظ الحمد، أما أحمد، أو محمد، أو محمود، أو حامد، أو نحو ذلك، وهو في الإنجيل الحبشي ‏(‏‏(‏ابن نعطيس‏)‏‏)‏‏.‏

    وفي موضع آخر ‏(‏‏(‏إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الأب أن يعطيكم فارقليطا آخر يثبت معكم إلى الأبد، ويتكلم بروح الحق الذي لم يطق العالم أن يقبلوه لأنهم لم يعرفوه، ولست أدعكم أيتاما إني سآتيكم عن قريب‏)‏‏)‏‏.‏

    وفي موضع آخر ‏(‏‏(‏ومن يحبني يحفظ كلمتي وأبي يحبه وإليه يأتي وعنده يتحد المنزل، كلمتكم بهذا لأني لست عندكم مقيما، والفارقليط روح الحق الذي يرسله أبي هو يعلمكم كل شيء، وهو‏(‏ص 56‏)‏ يذكركم كلما قلت لكم، استودعتكم سلامي لا تقلق قلوبكم ولا تجزع، فإني منطلق وعائد إليكم، لو كنتم تحبوني كنتم تفرحون بمعنى الأب فإن ثبت كلامي فيكم كان لكم كلما تريدون‏)‏‏)‏‏.‏

    وفي موضع آخر ‏(‏‏(‏إذا جاء الفراقليط الذي أبي أرسله روح الحق الذي من أبي يشهد لي، قلت لكم حتى إذا كان تؤمنوا ولا تشكوا فيه‏)‏‏)‏‏.‏

    وفي موضع آخر ‏(‏‏(‏إن لي كلاما كثيرا أريد أن أقوله لكم ولكنكم لا تستطيعون حمله لكن إذا جاء روح الحق ذاك يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه ليس ينطق من عنده بل يتكلم بما يسمع، ويخبركم بكل ما يأتي، ويعرفكم جميع ما للأب‏)‏‏)‏‏.‏

    وقال يوحنا‏:‏قال المسيح‏:‏‏(‏‏(‏إن أركون العالم سيأتي وليس لي شيء‏)‏‏)‏‏.‏

    وقال متى‏:‏قال المسيح‏:‏‏(‏‏(‏ألم تروا أن الحجر الذي أخره البنّاؤن صار أسا للزاوية من عند الله، كان هذا وهو عجيب في أعيننا، ومن أجل ذلك أقول لكم إن ملكوت الله سيأخذ منكم ويدفع إلى أمة أخرى، تأكل ثمرتها، ومن سقط على هذا الحجر ينشدخ، وكل من سقط هو عليه يمحقه‏)‏‏)‏‏.‏

    وقد اختلف في ‏(‏‏(‏الفارقليط‏)‏‏)‏ في لغتهم فذكروا فيه أقوالا ترجع إلى ثلاث‏:‏

    *3*‏(‏‏(‏أحدهما‏)‏‏)‏‏:‏

    إنه الحامد والحماد أو الحمد كما تقدم، ورجحت طائفة هذا القول، وقال الذي يقوم عليه البرهان في لغتهم‏:‏أنه الحمد، والدليل عليه قول يوشع‏:‏‏(‏‏(‏من عمل حسنة يكون له فارقليط جيد‏)‏‏)‏ أي حمد جيد‏.‏

    *3*‏(‏‏(‏والقول الثاني‏)‏‏)‏

    وعليه أكثر النصارى أنه المخلص والمسيح نفسه يسمونه المخلص، قالوا‏:‏وهذه كلمة سريانية ومعناها المخلص، قالوا‏:‏وهو بالسريانية فاروق، فجعل ‏(‏‏(‏فارق‏)‏‏)‏ قالوا‏:‏و‏(‏‏(‏ليط‏)‏‏)‏ كلمة تزاد، ومعناها‏:‏كمعنى قول العرب‏:‏ رجل هو، وحجر هو، وفرس هو‏.‏

    قالوا‏:‏فكذلك معنى ‏(‏‏(‏ليط‏)‏‏)‏ في السريانية‏.‏

    وقالت طائفة أخرى من النصارى‏:‏معناه بالسريانية المعزّى قالوا‏:‏وكذلك هو في اللسان اليوناني‏.‏

    ويعترض على هذين القولين بأن المسيح لم يكن لغته سريانية، ولا يونانية، بل عبرانية، وأجيب عن هذا بأنه يتكلم بالعبرانية والإنجيل إنما نزل باللغة العبرانية، وترجم عنه بلغة السريانية، والرومية، واليونانية، وغيرهما، وأكثر النصارى على أنه المخلص، والمسيح نفسه يسمونه المخلص، وفي الإنجيل الذي بأيديهم أنه قال‏:‏‏(‏‏(‏إنما أتيت لأخلص العالم‏)‏‏)‏‏.‏

    والنصارى يقولون في صلاتهم‏:‏لقد ولدت لنا مخلصا ولما لم يمكن النصارى إنكار هذه النصوص حرفوها أنواعا من التحريف، فمنهم من قال‏:‏هو روح نزلت على الحواريين‏.‏

    ومنهم من قال‏:‏هو ألسن نارية نزلت من السماء على التلاميذ ففعلوا بها الآيات والعجائب‏.‏

    ومنهم من يزعم‏:‏أنه المسيح نفسه لكونه جاء بعد الصلب بأربعين يوما وكونه قام من قبره‏.‏

    ومنهم من‏(‏ص 57‏)‏ قال‏:‏ لا يعرف ما المراد بهذا الفارقليط، ولا يتحقق لنا معناه‏.‏

    ومن تأمل ألفاظ الإنجيل وسياقها، علم أن تفسيره بالروح باطل، وأبطل منه تفسيره بالألسن النارية، وأبطل منهما تفسيره بالمسيح، فإن روح القدس ما زالت تنزل على الأنبياء والصالحين قبل المسيح وبعده، وليست موصوفة بهذه الصفات، وقد قال تعالى‏:‏‏(‏لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانو آباءهم، أو أبناءهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه‏)‏‏.‏

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان ابن ثابت لما كان يهجو المشركين‏:‏‏(‏‏(‏اللهم أيده بروح القدس‏)‏‏)‏ وقال‏:‏‏(‏‏(‏إن روح القدس معك ما زلت تنافح عن نبيه‏)‏‏)‏‏.‏

    وإذا كان كذلك ولم يسم أحد هذه الروح فارقليطا علم أن الفارقليط أمر غير هذا‏.‏

    ‏(‏‏(‏وأيضا‏)‏‏)‏ فمثل هذه الروح لا زالت يؤيد بها الأنبياء والصالحون وما بشر به المسيح، ووعد به أمر عظيم يأتي بعده أعظم من هذا، ‏(‏‏(‏وأيضا‏)‏‏)‏ فإنه وصف الفارقليط بصفات لا تناسب هذا الروح وإنما تناسب رجلا يأتي بعده نظيرا له، فإنه قال‏:‏‏(‏‏(‏إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب من الأب أن يعطيكم فارقليطا آخر يثبت معكم إلى الأبد‏)‏‏)‏‏.‏

    فقوله ‏(‏‏(‏فارقليطا آخر‏)‏‏)‏ دل على أنه ثان لأول كان قبله، وأنه لم يكن معهم في حياة المسيح وإنما يكون بعد ذهابه، وتوليه عنهم، ‏(‏‏(‏وأيضا‏)‏‏)‏ فإنه قال‏:‏‏(‏‏(‏يثبت معكم إلى الأبد‏)‏‏)‏ وهذا إنما يكون لما يدوم ويبقى معهم إلى آخر الدهر، ومعلوم أنه لم يرد بقاء ذاته فعلم أنه بقاء شرعه وأمره‏.‏

    والفارقليط الأول لم يثبت معهم شرعه ودينه إلى الأبد، وهذا يبين أن الثاني صاحب شرع لا ينسخ بل يبقى إلى الأبد بخلاف الأول، وهذا إنما ينطبق على محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

    ‏(‏‏(‏وأيضا‏)‏‏)‏ فإنه أخبر أن هذا الفارقليط الذي أخبر به يشهد له ويعلمهم كل شيء، وأنه يذكر لهم كل ما قال المسيح، وأنه يوبخ العالم على خطيئته، فقال‏:‏

    ‏(‏‏(‏والفارقليط الذي يرسله أبي هو يعلمكم كل شيء، وهو يذكركم كلما قلت لكم، وقال إذا جاء الفارقليط الذي أبي أرسله هو يشهد أني قلت لكم هذا حتى إذا كان تؤمنوا به، ولا تشكوا فيه، وقال إن خيرا لكم إن انطلق إلى أبي، إن لم أذهب لم يأتكم الفارقليط، فإن، انطلقت أرسلته إليكم فهو يوبخ العالم على الخطيئة فإن لي كلاما كثيرا أريد أن أقول لكم، ولكنكم لا تستطيعون حمله لكن إذا جاء روح الحق ذاك الذي يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه ليس ينطق من عند نفسه بل يتكلم بما يسمع ويخبركم بكل ما يأتي، ويعرفكم جميع ما للأب‏)‏‏)‏‏.‏

    فهذه الصفات والنعوت التي تلقوها عن المسيح لا تنطبق على أمر معنوي في قلب بعض الناس لا يراه أحد ولا يسمع كلامه، وإنما تنطبق على من يراه الناس ويسمعون كلامه، فيشهد للمسيح ويعلمهم كل شيء، ‏(‏ص 58‏)‏ ويذكرهم كلما قال لهم المسيح‏.‏

    ويوبخ العالم على الخطيئة، ويرشد الناس إلى جميع الحق، ولا ينطق من عنده بل يتكلم بما يسمع، ويخبرهم بكل ما يأتي، ويعرفهم جميع ما لرب العالمين، وهذا لا يكون ملكا لا يراه أحد، ولا يكون هدى وعلما في قلب بعض الناس، ولا يكون إلا إنسانا عظيم القدر يخاطب بما أخبر به المسيح‏.‏

    وهذا لا يكون إلا بشرا رسولا، بل يكون أعظم من المسيح، فإن المسيح أخبر أنه يقدر على ما لا بقدر عليه المسيح، ويعلم ما لا يعلمه المسيح، ويخبر بكل ما يأتي وبما يستحقه الرب حيث قال‏:‏

    ‏(‏‏(‏إن لي كلاما كثيرا أريد أن أقوله، ولكنكم لا تستطيعون حمله، ولكن إذا جاء روح الحق ذاك الذي يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه ليس ينطق من عنده بل يتكلم بما يسمع ويخبركم بكل ما يأتي، ويعرفكم جميع ما للأب‏)‏‏)‏‏.‏

    فلا يستريب عاقل أن هذه الصفات لا تنطبق إلا على محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الأخبار عن الله بما هو متصف به من الصفات، وعن ملائكته، وعن ملكوته، وعما أعده في الجنة لأوليائه، وفي النار لأعدائه، أمر لا تحتمل عقول أكثر الناس معرفته على التفصيل‏.‏

    قال علي رضي الله عنه‏:‏ حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله‏.‏

    وقال ابن مسعود‏:‏ ما من رجل يحدث قوما بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم‏.‏

    وسأل رجل ابن عباس عن قوله تعالى‏:‏ ‏(‏الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنـزل الأمر بينهن‏)‏ قال‏:‏ ما يؤمنك أن لو أخبرتك بها لكفرت‏.‏

    يعني‏:‏ لو أخبرتك بتفسيرها لكفرت بها، وكفرك بها تكذيب بها، فقال لهم المسيح‏:‏ ‏(‏‏(‏إن لي كلاما كثيرا أريد أن أقوله لكم ولكنكم لا تستطيعون حمله‏)‏‏)‏ وهو الصادق المصدوق وفي هذا، ولهذا ليس في الإنجيل من صفات الله تعالى، وصفات ملكوته، وصفات اليوم الآخر، إلا أمور مجملة‏.‏

    وكذلك التوراة ليس فيها من ذكر اليوم الآخر إلا أمور مجملة، مع أن موسى صلى الله عليه وسلم كان قد سهل الأمر للمسيح، ومع هذا فقد قال لهم المسيح‏:‏ ‏(‏‏(‏إن لي كلاما كثيرا أريد أن أقوله لكم ولكنكم لا تستطيعون حمله‏)‏‏)‏، ثم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏ولكن إذا جاء روح الحق فذاك الذي يرشدكم إلى جميع الحق، وأنه يخبركم بكل ما يأتي، وبجميع ما للرب‏)‏‏)‏‏.‏

    فدل هذا على أن ‏(‏‏(‏الفارقليط‏)‏‏)‏ هو الذي بفعل هذا دون المسيح، وكذلك كان، فإن محمدا صلى الله عليه وسلم أرشد الناس إلى جميع الحق حتى أكمل الله به الدين وأتم به النعمة، ولهذا كان خاتم الأنبياء فإنه لم يبق نبي يأتي بعده غيره‏.‏

    وأخبر محمدا صلى الله عليه وسلم بكل ما يأتي من أشراط الساعة، والقيامة، والحساب، والصراط، ووزن الأعمال، والجنة وأنواع نعيمها، والنار وأنواع عذابها، ولهذا كان في القرآن تفصيل أمر الآخرة‏(‏ص 59‏)‏ وذكر الجنة والنار وما يأتي أمور كثيرة لا توجد لا في التوراة ولا في الإنجيل وذلك تصديق قول المسيح أنه يخبر بكل ما يأتي، وذلك يتضمن صدق المسيح وصدق محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا معنى قوله تعالى‏:‏ ‏(‏أنهم إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين‏)‏‏.‏

    أي‏:‏ مجيئه تصديق للرسل قبله، فإنهم أخبروا بمجيئه فجاء كما أخبروا به، فتضمن مجيئه تصديقهم، ثم شهد هو بصدقهم فصدقهم بقوله ومجيئه، ومحمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله بين يدي الساعة، كما قال‏:‏ ‏(‏‏(‏بعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى‏)‏‏)‏‏.‏

    وكان إذا ذكر الساعة؛ علا صوته، واحمر وجهه، واشتد غضبه، وقال‏:‏ ‏(‏‏(‏أنا النذير العريان‏)‏‏)‏‏.‏

    فأخبر من الأمور التي تأتي في لمستقبل بما لم يأت به نبي من الأنبياء، كما نعته به المسيح حيث قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إنه يخبركم بكل ما يأتي‏)‏‏)‏‏.‏ ولا يوجد مثل هذا أصلا عن أحد من الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم، فضلا عن أن يوجد عن شيء نزل عل قلب بعض الحواريين‏.‏

    ‏(‏‏(‏وأيضا‏)‏‏)‏ فإنه قال‏:‏ ‏(‏‏(‏ويعرفكم جميع ما للرب‏)‏‏)‏ فبين أنه يعرف الناس جميع ما لله، وذلك يتناول ما لله من الأسماء والصفات، وما له من الحقوق، وما يجب من الإيمان به، وملائكته، وكتبه، ورسله، بحيث يكون يأتي به جامعا لما يستحقه الرب وهذا لم يأت به غير محمد صلى الله عليه وسلم فإنه تضمن ما جاء به من الكتاب والحكمة هذا كله‏.‏

    ‏(‏‏(‏وأيضا‏)‏‏)‏ فإن المسيح قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إذا جاء الفارقليط الذي أرسله أبي، فهو يشهد لي، قلت لكم هذا حتى إذا كان تؤمنوا به‏)‏‏)‏، فأخبر أنه شهد له، وهذه صفة نبي بشر به المسح ويشهد للمسيح، كما قال تعالى‏:‏

    ‏(‏وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد‏)‏ وأخبر أنه يوبخ العالم على الخطيئة، وهذا يستحيل على معنى يقوم بقلب الحواريين، فإنهم آمنوا به، وشهدوا له قبل ذهابه، فكيف يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏إذا جاء فإنه يشهد لي‏)‏‏)‏ ويوصيهم بالإيمان به، أفترى الحواريين لم يكونوا مؤمنين بالمسيح فهذا من أعظم جهل النصارى وضلالهم‏؟‏ ‏!‏‏.‏

    ‏(‏‏(‏وأيضا‏)‏‏)‏ فإنه لم يوجد أحد وبخ جميع العالم على الخطيئة إلا محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه أنذر جميع العالم من أصناف الناس، ووبخهم على الخطيئة من الكفر والفسوق والعصيان، ولم يقتصر على مجرد النهي، بل وبخهم وفزعهم وتهددهم‏.‏

    ‏(‏‏(‏وأيضا‏)‏‏)‏ فإنه أخبر أنه ليس ينطق من عنده، بل يتكلم بكل ما يسمع‏.‏

    وهذا إخبار بأن كلما يتكلم به فهو وحي يسمعه ليس هو شيئا تعلمه من الناس، أو عرفه باستنباط، وهذه خاصة محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

    وأما المسيح فكان علم بما جاء به موسى قبله ‏(‏ص 60‏)‏ ويشاركه به أهل الكتاب تلقاه عمن قبله، ثم جاءه وحي خاص من الله فوق ما كان عنده قال تعالى‏:‏

    ‏(‏ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل‏)‏، فأخبر سبحانه أنه يعلمه التوارة التي تعلمها بنو إسرائيل، وزاده تعليم الإنجيل الذي اختص به، والكتاب الذي هو الكتابة، ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم قبل الوحي شيئاً البتة، كما قال تعالى‏:‏

    ‏(‏وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان‏)‏‏.‏

    وقال تعالى‏:‏ ‏(‏نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبل لمن الغافلين‏)‏ فلم يكن صلى الله عليه وسلم ينطق من تلقاء نفسه، بل إنما كان ينطق بالوحي، كما قال تعالى‏:‏

    ‏(‏وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى‏)‏ أي‏:‏ ما نطقه إلا وحي يوحى وهذا مطابق لقول المسيح أنه لا يتكلم من تلقاء نفسه بل إنما يتكلم بما يوحى إليه، والله تعالى أمره أن يبلغ ما أنزل إليه، وضمن له العصمة في تبليغ رسالاته‏.‏

    فلهذا أرشد الناس إلى جميع الحق، وألقى للناس ما لم يمكن غيره من الأنبياء، ألقاه خوفا أن يقتله قومه، وقد أخبر المسيح بأنه لم يذكر لهم جميع ما عنده، وأنهم لا يطيقون حمله، وهم معترفون بأنه كان يخاف منهم إذا أخبرهم بحقائق الأمور، ومحمد صلى الله عليه وسلم أيده الله سبحانه تأييداً لم يؤيده لغيره‏:‏

    فعصمه من الناس حتى لم يخف من شيء يقوله، وأعطاه من البيان والعلم ما لم يؤته غيره، وأيد أمته تأييدا أطاقت به حمل ما ألقاه إليهم، فلا يكونوا كأهل التوراة الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها، ولا كأهل الإنجيل الذين قال لهم المسيح‏:‏ ‏(‏‏(‏إن لي كلاما كثيرا أريد أن أقوله لكم، ولكن لا تستطيعون حمله‏)‏‏)‏‏.‏

    ولا ريب أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أكمل عقولاً، وأعظم إيماناً، وأتم تصديقاً وجهاداً، ولهذا كانت علومهم وأعمالهم القلبية وإيمانهم أعظم، وكانت العبادات البدنية لغيرهم أعظم‏.‏

    ‏(‏‏(‏وأيضا‏)‏‏)‏ فإنه أخبر عن الفارقليط أنه شهد له، وأنه يعلمهم كل شيء، وأنه يذكرهم كلما قال المسيح، ومعلوم أن هذا لا يكون إلا إذا شهد له بشهادة يسمعها الناس لا يكون هذا في قلب طائفة قليلة‏.‏

    ولم يشهد أحد للمسيح شهادة سمعها عامة الناس إلا محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه أظهر أمر المسيح، وشهد له بالحق، حتى سمع شهادته له عامة أهل الأرض، وعلموا أنه صدق المسيح، ونزهه عما افتراه عليه اليهود، وما غالت فيه النصارى، فهو الذي شهد له بالحق، ولهذا لما سمع النجاشي من الصحابة ما شهد به محمد صلى الله عليه وسلم للمسيح قال لهم‏:‏‏(‏‏(‏بما زاد عيسى على ما قلتم هذا العود‏)‏‏)‏‏.‏

    وجعل الله أمة محمد صلى الله وسلم ‏(‏شهداء على الناس‏)‏ شهدوا عليهم بما علموا من الحق، إذ كانوا وسطاً عدولاً لا يشهدون بباطل، فإن الشاهد لا يكون إلا عدلا، بخلاف من جار في شهادته، فزاد على الحق، أو نقص منه، كشهادة اليهود للنصارى ‏(‏ص 61‏)‏ في المسيح‏.‏

    ‏(‏‏(‏أيضا‏)‏‏)‏ فإن معنى الفارقليط إن كان هو الحامد، أو الحماد، أو المحمود، أو الحمد، فهذا الوصف ظاهر في محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه وأمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل حال، وهو صاحب لواء الحمد، مفتاح خطبته ومفتاح صلاته، ولما كان حمادا سمى بمثل وصفه، فهو محمد وزن مكرم ومعظم ومقدس، وهو الذي يحمد أكثر مما يحمده غيره ويستحق ذلك، فلما كان حمادا لله كان محمدا، وفي شعر حسان‏:‏

    أغر عليه للنبوة خاتم * من الله ميمون يلوح ويشهد

    وضم الإله أسم النبي إلى اسمه * إذا قال في الخمس المؤذن أشهد وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد

    وأما ‏(‏‏(‏أحمد‏)‏‏)‏‏:‏ فهو أفعل التفضيل، أي‏:‏ هو أحمد من غيره أي أحق بأن يكون محموداً أكثر من غيره، يقال‏:‏ هذا أحمد من هذا، أي‏:‏ هذا أحق بأن يحمده من هذا، فيكون تفضيل على غيره في كونه محمودا‏.‏

    فلفظ ‏(‏‏(‏محمد‏)‏‏)‏ يقتضي زيادة في الكمية، ولفظ أحمد يقتضي زيادة في الكيفية، ومن الناس من يقول‏:‏ معناه أنه أكثر حمدا لله كان من غيره، وعلى هذا فيكون بمعنى الحامد والحماد، وعلى الأول بمعنى المحمود‏.‏

    وأن الفارقليط بمعنى‏:‏ الحمد، فهو تسمية بالمصدر مبالغة في كثرة الحمد، كما يقال‏:‏ رجل عدل ورضي ونظائر ذلك، وبهذا يظهر سر ما أخبر به القرآن عن المسيح من قوله‏:‏ ‏(‏ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد‏)‏، فإن هذا هو معنى الفارقليط كما تقدم، وفي التوراة ما ترجمته بالعربية‏:‏

    ‏(‏‏(‏وأما في إسماعيل فقد قبلت دعاك ها أنا قد باركت فيه وأثمره وأكبره بمأذ بمأذ‏)‏‏)‏، هكذا هذه ‏(‏‏(‏مأذ‏)‏‏)‏ اللفظة ماذ على وزن عمر، وقد اختلف فيها علماء أهل الكتاب فطائفة يقولون معناها جداً جداً، أي‏:‏كثيراً كثيراً، فإن كان هذا معناها فهو بشارة بمن عظم من بنيه كثيراً كثيراً، ومعلوم أنه لم يعظم من بنيه أكثر مما عظم من محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

    وقالت طائفة أخرى‏:‏ بل هي صريح اسم محمد، قالوا‏:‏ ويدل عليه أن ألفاظ العبرانية قريبة من ألفاظ العربية، فهي أقرب اللغات إلى العربية‏.‏

    فإنهم يقولون لإسماعيل‏:‏ شماعيل، وسمعتك‏:‏ شمعتيني، وإياه‏:‏ أو ثو، وقدسك‏:‏ قدشيخا، وأنت‏:‏ أنا، وإسرائيل‏:‏ سيرائيل‏.‏

    فتأمل قوله في التوراة ‏(‏‏(‏قدس لي خل بخور خل ريخم بني سرائيل باذام ويبياميل‏)‏‏)‏ معناه‏:‏ قدس لي كل بكر كل أول مولود رحم في بني إسرائيل من إنسان إلى بهيمة لي‏.‏

    وتأمل قوله‏:‏ ‏(‏‏(‏نابي أقيم لاهيم تقارب أخيهم كانوا أخا إيلاؤه شماعون‏)‏‏)‏ فإن معناه نبيا أقيم لهم من وسط إخوتهم مثلك به يؤمنون، وكذلك قوله ‏(‏‏(‏أنتم عابر تم بعيولي أجيخيم بنوا عيصاه‏)‏‏)‏ معناه‏:‏ أنتم عابرون في تخم أخوتكم بني العيص‏.‏

    ونظائر ذلك أكثر من أن تذكر، فإذا أخذت لفظة ‏(‏‏(‏مؤذ مؤذ‏)‏‏)‏ وجدتها أقرب شيء إلى لفظة محمد، وإذا‏(‏ص 62‏)‏ ردت تحقيق ذلك فطابق بين ألفاظ العبرانية والعربية، وكذلك يقولون‏:‏ ‏(‏‏(‏أصبوع أو لو هم هوم‏)‏‏)‏ أي‏:‏ أصبع الله كتب له بها التوراة، ويدل على ذلك أداة الباء في قوله‏:‏‏(‏‏(‏بمأذ مأذ‏)‏‏)‏ ولا يقال أعظمه بجداً جداً؛ بخلاف أعظمه بمحمد‏.‏

    وكذلك فإنه هو عظم به وازداد به شرفا إلى شرفه؛ بل تعظيمه؛ بمحمد ابنه صلى الله عليه وسلم فوق تعظيم كل والد بولده العظيم القدر، فلله سبحانه كبره بمحمد صلى الله عليه وسلم، وعلى التقديرين فالنص من أظهر البشارات به، أما على هذا التفسير فظاهر جدا، وأما على التفسير الأول فإنما كبر إسماعيل وعظم على إسحاق جداً جداً بابنه محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

    فإذا طابقت بين معنى ‏(‏‏(‏الفارقليط‏)‏‏)‏ ومعنى ‏(‏‏(‏موذ موذ‏)‏‏)‏ ومعنى ‏(‏‏(‏محمد، وأحمد‏)‏‏)‏ ونظرت إلى خصال الحمد التي فيه، وتسمية أمته بالحمادين، وافتتاح كتابه بالحمد، وافتتاح الصلاة بالحمد، وختم الركعة بالحمد، وكثرة خصال الحمد التي فيه وفي أمته وفي دينه كتابه وعرفت ما خلص به العالم من أنواع الشرك والكفر والخطايا والبدع والقول على الله بلا علم، وما أعز الله به الحق وأهله، وقمع به الباطل وحزبه، تيقنت أنه الفارقليط بالاعتبارات كلها، فمن هذا الذي هو روح الحق الذي لا يتكلم إلا بما يوحى إليه‏؟‏ ‏!‏

    ومن هو العاقب للمسيح، والشاهد لما جاء به، والمصدق له بمجيئه، ومن الذي أخبرنا بالحوادث في الأزمنة المستقبلة، كخروج الدجال، وظهور الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج يأجوج ومأجوج، ونزول المسيح ابن مريم، وظهور النار التي تحشر الناس، وأضعاف أضعاف ذلك من الغيوب التي قبل يوم القيامة، والغيوب الواقعة من الصراط، والميزان، والحساب، وأخذ الكتب بالأيمان والشمايل‏.‏

    وتفاصيل ما في الجنة والنار، ما لم يذكر في التوارة والإنجيل، غير محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ ‏!‏ ومن الذي وبخ العالم على الخطايا سواه‏؟‏ ‏!‏

    ومن الذي عرف الأمة ما ينبغي لله حق التعريف غيره‏؟‏ ‏!‏

    ومن الذي تكلم في هذا الباب بما لم يطق أكثر العالم أن يقبلوه غيره حتى عجزت عنه عقول كثير ممن صدقه وآمن به، فساموه أنواع التحريف والتأويل لعجز عقولهم عن حمله، كما قال أخوه المسيح صلوات الله عليهما وسلامه‏؟‏ ‏!‏

    ومن الذي أرسل إلى جميع الخلق بالحق قولاً وعملاً واعتقادا في معرفة الله، وأسمائه، وصفاته، وأحكامه، وأفعاله، وقضائه وقدره، غيره‏؟‏ ‏!‏

    ومن هو أركون العالم الذي أتى بعد المسيح غيره‏؟‏ ‏!‏

    ‏(‏‏(‏وأركون العالم‏)‏‏)‏ هو عظيم العالم، وكبير العالم، وتأمل قول المسيح في هذه البشارة التي لا ينكرونها، ‏(‏‏(‏إن أركون العالم سيأتي وليس لي من الأمر شيء‏)‏‏)‏ كيف هي شاهدة بنبوة المسيح ونبوة محمد معا، فإنه لما جاء صار الأمر له دون المسيح‏.‏

    فوجب على العالم كلهم طاعته، والانقياد لأمره، وصار الأمر له حقيقة‏.‏ ولم يبق بأيدي النصارى إلا دين باطله أضعاف أضعاف حقه، ‏(‏ص 63‏)‏ وحقه منسوخ بما بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم، فطابق قول المسيح قول أخيه محمد صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏ينـزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، وإماما مقسطا، فيحكم بكتاب ربكم‏)‏‏)‏ وقوله في اللفظ الآخر‏:‏ ‏(‏‏(‏بأتيكم بكتاب ربكم‏)‏‏)‏ فطابق قول الرسولين الكريمين، وبشر الأول بالثاني، وصدق الثاني بالأول‏.‏

    وتأمل قوله في البشارة الأخرى‏:‏ ‏(‏‏(‏ألم ترى إلى الحجر الذي أخره البناؤن صار أسا للزاوية‏)‏‏)‏ كيف تجده مطابقا لقول النبي صلى الله عليه‏:‏‏(‏‏(‏ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى دارا فأكملها وأتمها إلا موضع لبنة منها، فجعل الناس يطوفون بها ويعجبون منها، ويقولون‏:‏ هلا وضعت تلك اللبنة‏؟‏ ‏!‏

    فكنت أنا تلك اللبنة‏)‏‏)‏ وتأمل قول المسيح في هذه البشارة‏:‏ ‏(‏‏(‏إن ذلك عجيب في أعييننا‏)‏‏)‏، وتأمل قوله فيها‏:‏ ‏(‏‏(‏إن ملكوت الله سيأخذ منكم، ويدفع إلى أمة أخرى‏)‏‏)‏، كيف تجده مطابقا لقوله تعالى ‏(‏ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون‏)‏ وقوله‏:‏

    ‏(‏وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون‏)‏‏.‏

    وتأمل قوله في الفارقليط المبشر به‏:‏ ‏(‏‏(‏يفشى لكم الأسرار، ويفسر لكم كل شيء، فإني أجيئكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل‏)‏‏)‏ وكيف تجده مطابقا للواقع من كل وجه ولقوله تعالى‏:‏ ‏(‏وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء‏)‏ ولقوله تعالى‏:‏ ‏(‏ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون‏)‏‏.‏

    وإذا تأملت التوراة والإنجيل والكتب، وتأملت القرآن وجدته كالتفصيل لمجملها والتأويل لأمثالها والشرح لرموزها، وهذا حقيقة قول المسيح‏:‏‏(‏‏(‏أجيئكم بالأمثال ويجيئكم بالتأويل ويفسر لكم كل شيء‏)‏‏)‏‏.‏

    وإذا تأملت قوله‏:‏‏(‏‏(‏وكل شيء عده الله لكم به‏)‏‏)‏ وتفاصيل ما أخبر به من الجنة والنار والثواب والعقاب تيقنت صدق المرسولين الكريمين، ومطابقة الأخبار المفصلة من محمد صلى الله عليه وسلم للخبر المجمل من أخيه المسيح‏.‏

    وتأمل قوله في الفارقليط ‏(‏‏(‏وهو يشهد لي كما شهدت له‏)‏‏)‏ كيف تجده منطبقا على محمد بن عبد الله، وكيف تجده شاهدا بصدق الرسولين، وكيف تجده صريحا في رجل يأتي بعد المسيح يشهد له بأنه عبد الله ورسوله كما شهد له المسيح‏؟‏ ‏!‏

    فلقد أذن المسيح بنبوة محمد صلوات الله وسلامه عليهما أذانا لم يؤذنه نبي قبله، وأعلن بتكبير ربه أن يكون له صاحبة أو ولد، ثم رفع صوته بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد،

    ثم أعلن بشهادة أن محمدا عبده ورسوله الشاهد له بنبوته، المؤيد بروح الحق، الذي لا يقول من تلقاء نفسه بل يتكلم بما‏(‏ص 64‏)‏ يوحي إليه، ويعلمهم كل شيء، ويخبرهم ما أعد الله لهم، ثم رفع صوته بحي على الفلاح باتباعه، والإيمان به وتصديقه وأنه ليس له من الأمر معه شيء، وختم التأذين بأن ملكوت الله سيؤخذ ممن كذبه ويدفع إلى اتباعه والمؤمنين به، فهلك من هلك عن بينة، وعاش من عاش عن بينة، فاستجاب اتباع المسيح حقا لهذا التأذين، وأباه الكافرون والجاحدون، فقال تعالى‏:‏

    ‏(‏إني متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم فيه تختلفون‏)‏‏.‏

    وهذه بشارة بأن المسلمين لا يزالون فوق النصارى إلى يوم القيامة، فإن المسلمين هم أتباع المرسلين في الحقيقة، وأتباع جميع الأنبياء لا أعداؤه، وأعداؤه النصارى الذين رضوا أن يكون إلها مصفوعاً مصلوباً مقتولاً، ولم يرضوا أن يكون نبيا عبدا لله وجيها عنده مقربا لديه، فهؤلاء أعداؤه حقا والمسلمون أتباعه حقا، والمقصود أن بشارة المسيح بالنبي صلى الله عليه وسلم فوق كل بشارة، لما كان أقرب الأنبياء إليه، وأولاهم به، وليس بينه وبينه نبي‏.‏


    عن المصدر نفسه
                  

03-13-2006, 09:24 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: Mohamed E. Seliaman)

    Quote: "الإنجيل يشهد لمحمد صلى الله عليه وسلم"
    لقد مجد إنجيل يوحنا محمدا صلى الله عليه وسلم فى أكثر من خمس عشر آية ووصفه بمواصفات روحية وجسدية ، لكى يثبت لكل المعاندين أنه إنما يعنى بشرا ، إنسانا لا روحا أو أقنوما . أليس الإنسان يتكون من جسد وروح ؟ إذن فهذه الأوصاف هى أوصاف إنسان بلا شك .

    الأوصاف الروحية :
    1- روح الحق .
    2- روح القدس .
    الأوصاف البشرية :
    1- وسوف أطلب من الأب أن يعطيكم معينا آخر .
    2- يعلمكم كل شئ ، ويذكركم بكل ما قلته لكم .
    3- سيد هذا العالم .
    4- يؤدى إلىّ (المسيح) الشهادة .
    5- يبكت العالم على الخطيئة ، وعلى البر ، وعلى الدينونة .
    6- يرشدكم إلى الحق كله .
    7- يخبركم بما يسمعه .
    8- يطلعكم على ما سوف يحدث .
    9- سيمجدنى (المسيح)
    يوحنا (إصحاح 14 ، 15 ، 16)

    ثم بعد ذلك يعاندون ويغالطون – كعادتهم – ويدعون أن هذه المواصفات خاصة بأقنوم الروح القدس ؟ الذى لا وجود له أصلا فى الاعتقاد اليهودى فيما يخص وحدانية الله . ويتذرعون بوصف المسيح له بأنه روح الحق وروح القدس ، ويهملون كل الصفات البشرية الأخرى علما بأن لفظة الروح تطلق فى الإنجيل على :
    1- الملائكة .
    2- الجن (الأرواح الخبيثة) .
    3- الإنسان .
    وبذلك يمكن أن تكون جميع المواصفات الواردة فى النبوءة عن محمد صلى الله عليه وسلم ، مواصفات بشرية ، إذا اعتبرنا أن كلمة روح هنا بمعنى إنسان وها هى الأدلة على جواز إطلاق كلمة روح على الإنسان .

    "المولود من الجسد هو جسد ، والمولود من الروح هو روح ، فلا تتعجب إذا قلت لكم : إنكم بحاجة إلى الولادة من جديد" يوحنا (3 : 6-7)
    إذن فالروح هو الإنسان المؤمن الذى يولد من جديد أى ولادة إيمانية .

    "ولما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا ، قالا : "يا رب أتريد أن نأمر بأن تنزل النار من السماء وتلتهمهم ؟ فالتفت إليهما ووبخهم قائلا :
    "لا تعلمان من أى روح أنتما"
    لوقا (9 : 54 – 55)

    "أيها الأحباء ، لا تصدقوا كل روح ، بل امتحنوا الأرواح لتتأكدوا من كونها أو عدم كونها من عند الله ، لأن عددا كبيرا من الأنبياء الدجالين
    قد انتشر فى العالم"
    رسالة يوحنا الأولى (4 : 1)

    وإذا أصروا رغم وضوح كل هذا الأدلة على عنادهم ، ولم يقتنعوا إلا بأنه "روح" ، فإنه يعنى القرآن كلام الله ، لأن الله قد سمى القرآن روحا ، قال تعالى :
    "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ، ما كنت تدرى ما الكتاب ، ولا الإيمان ، ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا" سورة الشورى آية 52
    وهو الذى أرشد وبكت العالم ، ومجد المسيح ، وأعلن الحقائق لكل الدنيا , أما روحهم القدس فلم يبكت العالم ولم يسمعه أحد .
    "إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم"
    سورة يونس آية96 ,97
                  

03-13-2006, 08:58 AM

Al-Shaygi
<aAl-Shaygi
تاريخ التسجيل: 11-16-2002
مجموع المشاركات: 7904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: Mohamed E. Seliaman)




    جزاك الله خيراً
    وأسأله تعالى أن يكتب لك بكل حرف كتبته هنا ألف حسنة

    آمين


    الشايقي
                  

03-14-2006, 03:12 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: Al-Shaygi)

    الأخ الشايقي نسأل الله
    أن يخلص النوايا وأن يهدينا ويهدي بنا.
    أنا ناقل فقط وأسأل الله أجر المناولة .
    -----------------------------------
    من كتاب الانجيل والصليب:

    الفصل الثالث


    ( أيادوكيا ) بمعنى
    ( أحمد )




    الكلمة الأصلية التي ترجمت عنها كلمة (أيادوكيا)


    نقول : إذا لم يكن الإنجيل
    الأصلي قد رفع من الميدان منذ زمن لوقا ، أو نقول لكي لا نعرض أنفسنا للتهمة بجرم
    الافتراء إذ ربما كانت أنشودة الملائكة موجودة بنصها الأصلي ثم أعدمت في عهد تصرفات
    مجمع نيقية التطهيرية : لماذا لا يوجد النص الأصلي لهذه الآية ؟ لماذا يحاولون أن
    نقتنع ونخضع لدعوى القائل : أن (أيادوكيا) ترجمة مطابقة للكلمة التي كانت في المتن
    الأصلي ، وبصورة موافقة للقاعدة اللسانية الحقيقية ؟ فلو قام أحد البابين قرضاً
    وترجم هذه الآية بقوله (الحمد لله في الأعالي وعلى الأرض لوح . وللناس باب !! فبأي
    حق وصلاحية يمكن أن يرد ويرفض ؟ والمتن الأصلي غير موجود ليكون للكنيسة حق الاعتراض
    والمؤاخذة أن البابي مجسم أو انه يعتقد بإنسان قد تأله ، وهو أيضاً يدعي الألوهية
    وانه يعطي ألواحاً(1) وآيات كحضرة (يهوه) معبود اليهود(*) .


    وهاأنذا أسال : ماذا كان
    اصل الكلمة المرادفة لكلمة (أيودوكيا) ؟ فعوضاً عن (بروبا باجندا فيذه)(1) التي
    للكاثوليك ، وجمعية ترجمة الكتب المقدسة إلى كل اللغات التي للبروتستانت، أرجو أن
    يتلطفوا بالإجابة على هذه الأسئلة ,,


    ماذا كان نص العبارة التي
    كان التهليل والترنيم بها ، وللترجمة بكلمة (أيودكيا) هيهات لا شيء ، عدم ، كله ضاع
    وانمحى . وان ما يضحكني بزيادة هو قولهم : (بما أن لوقا ملهم من قبل الروح القدس ،
    قد حافظ على الترجمة من غير أن تبقى حاجة إلى المتن) .


    ولكن المترجمين في
    المخابرات الدولية دائماً يذهبون بمتن اللغة الأصلية مع الترجمة إلى الرئيس
    ويعرضونهما عليه معاً .


    فأين متن اللغة السماوية
    ؟! وسنبرهن في الفصل الثاني بصورة قطعية ومقنعة على أن لوقا لم يكتب موعظته بالوحي
    والإلهام ولا بإلقاء الروح القدس . فالمتن الأصلي مفقود ، والترجمة مشكوك في صحتها
    !




    - 13 -

    المعنى اللغوي المستعمل لكلمة (أيودوكيا)


    يجب أن تكون كلمة
    (أيودوكيا) ترجمة حرفية لكلمة سريانية مثل (ايريتي) أو لكلمة عبرانية . ولكن كتاب
    لوقا لم يترجم عن لسان آخر . فان قال قائل كان هناك مأخذ ، وان لوقا كتب كتابه
    مترجماً عن ذلك المأخذ) فان المعنى يزداد غموضاً . لان ذلك المأخذ في اللسان الأصلي
    مفقود .


    ولابد أن يرد على بال كل
    مسيحي وجود نسخه مكتوبة بالسريانية وهي :


    ( ) بشيطتا

    ( ) سبرا طابا


    ولكن تلك أيضاً مترجمة عن
    اليونانية(1) فعلينا إذاً أن نفهم معنى (أيودوكيا) من اللغة اليونانية ومن قاموسها
    فقط ، وذلك لا يكفي لحل المسئلة ، ولابد أن تكون الملائكة قد استعملت كلمة عبرانية
    أو بابلية أو كلمة أخرى من إحدى اللغات السامية وان لوقا ترجمها بـ (أيودوكيا)
    وهنها السر والظلمة .


    وفي النسخة المسامة
    (بشيطتا) التي برزت إلى الوجود بعد مجمع نيقية (ازنيك) الكبير قد ترجموا كلمة
    (أيودوكيا) بكلمة (ساورا طاوا) ومعناها (أمل صالح) وهي مثل (الصبر جميل) بالعربية
    تماماً . ولا شك أن الذين ترجموها بعبارة (سورا طاوا)(2) قد كتبوها متخذين بنظر
    اعتبارهم أن (إنجيل) عبارة عن بشارة أمل .


    أن المقصود من الاشتغال
    بالألفاظ ليس إلا التمكن من إظهار حقيقة لم تزل مكتومة أو خافية على كل الموسوية
    والمسيحية والإسلامية حتى الآن ، فارجوا أن يتعقبني القراء بصبر وتأن .


    لا يمكن أن تكون (أمل
    صالح) ترجمة حرفية مطابقة لأصل كلمة (أيودوكيا) بل يجب أن تكون إحدى العبارتين
    مردودة ، ولكن أيتهما ؟


    الأثوريون النسطوريون
    يقرؤون الآية التي هي موضوع بحثنا عند شروعهم بالصلاة ، ولهؤلاء كتاب عبادة يسمى
    (قودشادشليحي) وهو اقدم من مجمع نيقية بكثير. وبما أن ليس بين مندرجات هذا الكتاب
    المهم الآيات العائدة إلى (قربان القديس) الموجودة في أناجيل متى ومرقس ولوقا(1)
    نستدل على أن الكتاب المذكور اقدم من الأناجيل الأربعة ، ومهما يكن هذا الكتاب فهو
    أيضاً أصيب بالتغيرات والتحريفات على مرور الزمان لكنه قد تمكن من أن تبقى صحائفه
    مصونة عن إضافة الآيات المذكورة إليه المسماة (الكلمات الأصلية) وفي هذا الكتاب
    (سبرا طابا) أي (أمل صالح) أو (بشارة جيدة أو حسنه) وذلك عوض عن (أيودوكيا)(2)
    فلدينا وثيقتان فقط في اصل أنشودة الملائكة وهما كتاب (لوقا) وكتاب (قودشا).


    ليت شعري أي واحدة من
    هاتين الوثيقتين المستقله إحداهما عن الأخرى هي اكثر اعتباراً وأخرى بالاعتماد
    عليها ؟


    لو كانت الملائكة في
    الحقيقة قد أنشدت (أمل صالح) لكان الواجب على لوقا أن يكتب عوضاً عن أيودوكيا (
    (أيوه لبيس) وعلى الأصح (ايلبيدا آغسى) كما كتب بولص)(1) وبما أننا وقعنا بين
    وثيقتين متضادتين تناقض إحداهما الأخرى ، لا يمكننا أن نرجح إحداهما بغير مرجح .


    لم يكن في الكنائس القديمة
    كتاب باسم إنجيل باللغة العبرانية ، أما الكلمة (أيودوكيا) فهي بالعبرانية راصون
    وهي تشتمل على معان مثل (رضا ، لطف ، انبساط ، مسرة ، حظ ، رغبة) وهي اسم لفعل (
    رضا) المشابهة لكلمة (رضا) العربية فتكون النتيجة أن (أيودوكيا) المترجمة إلى
    اليونانية bona Volantas (حسن الرضا) قد تحولت وتأولت بعد ذلك إلى كافة الألسنة
    بالعبارات التي تفيد المعنى المذكور .


    أنا ادعي أولاً أن تأويل
    (أيودوكيا) على هذا الطراز لا يؤدي المعنى الحقيقي ، وثانياً انه من الجهل
    والمفتريات الكفرية بمكان .


    أولاً : لا يقال في
    اليونانية لحسن الرضا (أيودوكيا) بل يقال ( ثليما) وكان يجب لمن يكتب ( ) أو ( )
    المطابقة تماماً لحسن الرضا .


    ففي هذا يكون تفسير
    أيودوكيا غلطاً وخطأ . ولعل الكنائس ولا سيما الأساتذة الذين يعرفون اليونانية من
    أهلها وغيرهم يعارضوني في ذلك فأقول : أن هذه الكلمة مركبة من كلمــتين (أيـو)
    بمعـنى (حسن ، جيد، صالح ، مرحى ، حقيقي ، حسن ملاحة) وأما كلمة (دوكيا) وحـدها فلا
    اعـرف لـها استــعمالاً في شيء من كــتب اللــغة ، وإنــما توجــد كلمــة ( أو
    دوكوئه) وهي بمعــنى (الحمـــد ، الاشـتهاء ، الشوق ، الرغبة، بيان الفكر)(1) وها
    هي ذي الصفات المشتقة من هذا الفعل ( دوكسا) وهي حمــد، محمــود ، ممــدوح ،
    نفيـــس ، مشـــتهى ، مرغــوب، مجيد ، والآن لننـــظر مــاذا بيــن أنبيــاء بني
    إســـرائيل من الأفــكار والمــعاني في الألفــاظ حمـد محمد محمود(*) .


    أنا لا اعلم بوجود رجل
    تاريخي يحمل اسم احمد ومحمد قبل ظهور النبي (الأخير الأعظم) صلى الله عليه وسلم ،
    وبناء على ذلك فان اختصاص حضرة النبي الأكرم بهذا الاسم الجليل (محمد) لا يمكن أن
    يكون من قبيل المصادفة والإتفاق ، ولو قال قائل أن أبوي النبي سمياه محمداً قصداً
    لأنهما قرءا كتب الإنجيل ، ومن هناك علما انه سيأتي نبي باسم محمد ، لكان من المحال
    أن يصغي لقوله أحد .


    وهنا أريد أن أفتش في كتب
    العهد القديم العبرانية المكتوبة قبل ظهور الإسلام بألفين أو ثلاثة الآلف سنة عن
    المعنى الحقيقي لهذه الألفاظ العربية (حمد ، احمد ، محمد) وعما تشتمل عليه كلمة
    (إسلام) في اللغة الرسمية السماوية من المعاني الواسعة فان كلمتي (احمد ومحمد)
    أيضاً تحتويان على ذلك المقدار من المعاني .


    لا تحمد لا تطمع في بيت
    جارك (خروج 17:20) أن ترجمتهم التركية تنهى عن النظر بالشهوة والحسد ، وذلك غلط،
    لان نص الآية لا تشته زوجة جارك


    ( ) تحت ظله باشتياق جلست
    (نشيد الإنشاد 3:2)
    حمده ( ) ( الحمد ، الاشتهاء ، الاشتياق ، التعشق ، التلذذ ، الانشراح .

    ( ) الله اشتهى هذا الجبل أو الجبل الذي اشتهاه الله

    (مزامير 16:68) .

    ( ) حمد الإعجاب ، الاشتهاء ، الانبساط ، الانشراح ، الرضا ، حمد ، محمد، مليح ،
    جميل المنظر ، حميد المنظر
    (تكوين 9:2)
    .


    (حمد وشمن) مرغوب ، مشتهى ، مرضي ، مطلوب ، مرغوب

    (أمثال 20:21)
    والحال انهم قد ترجموا الكلمتين (هتاوا ، هاوا) من الباب نفسه بكلمة (ايبيثوميا)
    اليونانية التي هي أيضاً بمعنى الشهوة والاشتهاء .أذن فان (الإصحاح السبعين) يترجم
    الكلمتين (حمد) و (اهوى) كلتيهما بالكلمة (ايبيثوميا) . ( ) وباليونانية
    (ايبيثوميا) احمد من الذهب أي أشهى من الذهب .

    ( ) كل (محمدتنـا) جرجت . وفي اليونانيــة ( )

    (اشعيا 11:64)
    تحب الدقة في انهم يترجمون كلمة (محمديتو) التي في الآية المذكورة أعلاه بـ
    (اندوكساهيمون) .


    أذن فمحمد بمعنى Glorieax,
    IIIustre, Fameux الفرنسية . أي أن علماء اليهود الذي ترجموا كلمة (محمد) العبرانية
    مرة بمشتهى ومرة بمرغوب وأخرى براض ومرضي ، يعبرون عنها الآن بلفظ (أيندكسوس)
    فالصفة (أيندوكسوس) المذكورة تحتوي على الصفات الجميلة كالاسم (محمد ، احمد ، امجد
    ، ممدوح ، محتشم ، ذو الشوكة) والبروتستانت ترجموا هذه الصفة الجميلة بجملة (كل
    نفائسنا صارت خراباً) .


    أذن فالكلمات ( ) أو( )
    (المحمدة الاحمدية) أو ( ) الحمدة التي ذكرها لوقا بمقابلة (احمد ، محمد) كلها
    الاسم المبارك الذي ترنمت به الملائكة إشارة وأخباراً بنبي آخر الزمان(*) .


    أن عبارة (حسن الرضا) لها
    كل المناسبة إلى (محمد وأحمد) فقط. لأنه إذ كان قد وجد في جماعة الأنبياء من ظهرت
    فيه هذه المعاني : طيب ومقدس حري بتوجيه العالمين وجدير بحسن رضائهم وحائز على
    المحمدة وكل الصفات الجميلة بحيث يفيدهم ويرضيهم ويسرهم بكل ما يشتاقون إليه ، فهو
    محمد صلى الله عليه وسلم فان كان الذين لم يؤمنوا ولم يطيعوه بحسن رضائهم فمن ذا
    الذي يرضون من بعده ؟(*) وأما الذين يذهبون إلى الفكرة السقيمة ، إلى أن المقصود من
    (حسن الرضا) هو أن واجب الوجود كان سيء النية ، سيء الرضا ، حاملاً للبغض والعداوة
    والغضب على نوع الإنسان إلى حين ولادة المسيح ، وانه بعد ولادة المسيح غير هذه
    الصفات إلى ضدها وتصالح الناس ، فليتفكروا جيداً أن الجنود السماوية (ملائكة الله)
    يعلمون أن خالقهم منزه وبرئ من سوء النية والجهل وانهم يسبحونه ويقدسونه إلى ابد
    الآبدين .




    - 14 -

    (تنبيه مفيد جداً للمسلمين)


    قد نشرت كثير من المؤلفات
    حول المقايسة والموازنة بين الأديان الموسوية والعيسوية والإسلامية ، وترجيح بعضها
    على البعض من نقاط مختلفة ، ويمكنني أن أقول أن المؤلفات المذكورة لم تؤثر في
    قارئيها تأثيراً حسنا إلى هذا اليوم . وهذا أمر طبيعي لأنها قد كتبت بأساليب تجرح
    الاحساسات الدينية لثلثي أهالي تلك الأديان ، بيد أن الكتابة بقصد ترجيح أحد هذه
    الأديان الثلاثة أمر سهل وليس من عمل ايسر وأهون على أحد ذوى المحاباة من أن يبين
    أن دينه حق وان دين الآخرين باطل . ومن الجهة الأخرى ليس للمدقق اللاديني أن يجد
    ميداناً واسعاً ومساعداً لبيان المطالعة وسرد الهذيان والافتراءات كما يجده على
    الدين . فكما أن مؤلفات الجاحدين تسوق إلى الإلحاد وفساد الأخلاق ، فان من المشاهد
    ان المصنفات المكتوبة على وجه التعصب والتطرف ، مضراتها أكثر محسناتها ، مثلاً
    البروتستانتيون قد كتبوا مئات من الكتب وألوفاً من النشرات ضد الإسلامية ، ولم يتسن
    لهم أن يقنعوا مسلماً واحداً من عشرين مليوناً بصحة دينهم فينصروه (*) .


    وكذلك قد كتبت كتب على
    اليهودية ولم يقترن أحدها بنتيجة حسنة . فالقراء لا يكتفون بقراءة اثر الكاتب بل
    يريدون حالاً وبكل شوق أن يعرفوا من هو ذلك المؤلف؟ وما هي صفته ؟ وفي أي دور
    الفنون تخرج ؟ وما هو مسلكه وما هي أخلاقه؟ أي أني إذا علمت حقيقة حال رجل يبشر
    بالدين الذي يلتزمه ويرجحه وعلمت درجة علمه وتتبعاته ودار الفنون التي تخرج فيها ،
    وانه يقدم على النقد التحليلي لأسفار التوراة والإنجيل المحرفة ، ووجدته واقفاً على
    اللغات الأصلية التي كتبت بها هذه الكتب المقدسة ، فأنا أول من يقدم له الاحترام ،
    فان لم يكن واقفاً على العبرانية لسان التوراة ومطلعاً على البابلية والسريانية
    واليونانية ، فبأي جسارة يتدخل في مثل هذه المسئلة العويصة المشكلة ؟ فان قام
    لتقريب بعض الكتب الفرنسية المضرة التي فقدت جدتها (مودا) بقصد تطييب خاطر المسلمين
    فبالطبع هم أيضاً يدافعون عن كتابهم ودينهم ، ويقومون بالدعايات ضد الإسلام والقرآن
    ، وحينئذ تظهر الحال المؤسفة .


    ان ملاحظات المنتقدين
    الغربيين إلى الآن في تآليفهم بشأن التوراة والإنجيل تنحصر في البحث عن التناقض
    وعدم الارتباط وعن وجود عدة مؤلفين للكتاب الفلاني ، والخلاصة أنها تبحث عن الآيات
    المضرة وعن أن (يهوه) معبود اليهود كان كذا وكذا ، وان كيفية ولادة المسيح الخارقة
    للعادة وصعوده ليست إلا حكاية خرافية ، وما تلك إلا أشياء عديمة الفائدة ، فإذا لم
    نر واحداً من المائة من بين مطلعي تلك الآثار المذكورة يسلك مسلك الإيمان والتوبة
    وإصلاح النفس فان القسم الأعظم من هؤلاء يرفضون أفكار المنتقدين ومطالعاتهم بكل
    نفرة ولا يزالون ثابتين في اعتمادهم على الكتب المقدسة التي في أيديهم .


    وأما القسم الآخر فهم أناس
    مغفلون مساكين مجردون من كل دين ومذهب كمقامر أضاع ثروته في بيوت القمار ،لان أولئك
    المنتقدين لم يقصدوا تمحيص الحقيقة وإظهارها للعيان وخدمة البشر بها .


    لذلك أقول أن ترجمة
    التآليف المذكورة وإهداءها للمسلمين مضر جداً ، إن بعض المفكرين مثل فولتير
    وكارلايل ورينان يظهرون في كتبهم التي كتبوها ضد الدينين اليهودية والعيسوية ،
    كأنهم ينتصرون للإسلامية ، ولكنهم في الحقيقة يقصدون تخريب الإسلامية ، وإبطالها
    كما يفعلون بالأديان الأخرى ، وكيف ينتصر للإسلام والقرآن هؤلاء المنتقدون وهم
    ينكرون كل المعجزات الواقعة من قبل لأنبياء الله بأذنه ؟(*) إن مقاصد المنتقدين
    الغربيين الذين يدعون أن عباد النار أو البوذيين قد أثروا في الدين المسيحي ، عبارة
    عن بيان أن منبع الأديان المذكورة ومنشأها ليس هو الوحي بل أنها قد تأسست من خرافات
    وأساطير البابليين والهنود والفرس القدماء(*) وبالطبع فان هؤلاء يحكمون على الإسلام
    والقرآن الكريم بعين هذه القواعد الانتقادية أيضاً . فلذلك أوصى المسلمين المؤمنين
    من صميم قلبي بان يبتعدوا عن ترجمة مثل هذه المؤلفات .


    ومع أني قد اجتنبت في
    كتابي هذا كل الانتقادات العديمة الفائدة الجارحة لشعور المسيحيين والموسويين
    الدينية ، وارجح بقاءهم متدينين بالموسوية والعيسوية على اللا دينية ، فأني أطالع
    وادقق كتب الإنجيل والتوراة بأصول محاكمة جديدة لم اسبق بها لحد الآن ، تاركاً
    معاول التخريب التي دأب عليها المنتقدون من قبلي :


    إن أملي الوحيد هو
    الكشف عن حقيقة الموضوع والغرض الذي يجب أن ترمي إليه هذه الكتب (العهد الجديد) أي
    اني اشعر بان لابد في هذه الكتب من حقيقة . وأدرك أن الحقيقة المذكورة سعادة وخير
    لكافة البشر . وأني قد شرعت في مطالعة الكتب المقدسة باللسان الأصلي التي كتبت
    بالدقة والإمعان لإظهار هذه الحقيقة بكل وضوح .

     


     

                  

03-14-2006, 06:42 AM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: Mohamed E. Seliaman)

    اشكر جميع المتداخلين على مداخلاتهم

    وننتظر المزيد
                  

03-14-2006, 08:21 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: Hani Arabi Mohamed)
                  

03-22-2006, 08:58 AM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: Mohamed E. Seliaman)

    up
                  

03-22-2006, 09:06 AM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل بشر نبي الله عيسى بن مريم برسول يأتي من بعده اسمه احمد؟ (Re: Hani Arabi Mohamed)

    هنا كل ما ذكر عن جبال فاران في العهد القديم


    Search Results:
    Gn:14:6: 6 والحوريين في جبلهم سعير الى بطمة فاران التي عند البرية.
    Gn:21:21: 21 وسكن في برية فاران.وأخذت له امه زوجة من ارض مصر
    Nm:10:12: 12 فارتحل بنو اسرائيل في رحلاتهم من برية سيناء فحلت السحابة في برية فاران.
    Nm:12:16: 16 وبعد ذلك ارتحل الشعب من حضيروت ونزلوا في برية فاران
    Nm:13:3: 3 فارسلهم موسى من برية فاران حسب قول الرب.كلهم رجال هم رؤساء بني اسرائيل
    Nm:13:26: 26. فساروا حتى اتوا الى موسى وهرون وكل جماعة بني اسرائيل الى برية فاران الى قادش وردّوا اليهما خبرا والى كل الجماعة وأروهم ثمر الارض.
    Dt:1:1: 1. هذا هو الكلام الذي كلم به موسى جميع اسرائيل في عبر الاردن في البرية في العربة قبالة سوف بين فاران وتوفل ولابان وحضيروت وذي ذهب
    Dt:33:2: 2 فقال.جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلألأ من جبال فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم.
    1Sm:25:1: 1. ومات صموئيل فاجتمع جميع اسرائيل وندبوه ودفنوه في بيته في الرامة.وقام داود ونزل الى برية فاران
    1Kgs:11:18: 18 وقاموا من مديان واتوا الى فاران واخذوا معهم رجالا من فاران واتوا الى مصر الى فرعون ملك مصر فاعطاه بيتا وعيّن له طعاما واعطاه ارضا.
    Hb:3:3: 3. الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران.سلاه.جلاله غطى السموات والارض امتلأت من تسبيحه.
    Zec:1:20: 20 فاراني الرب اربعة صنّاع.
    (SVD)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de