|
برلمان بلا إرادة ومظاهرات مزيفة
|
برلمان بلا إرادة ومظاهرات مزيفة [11.03.2006] بسم الله الرحمن الرحيم
برلمان بلا إرادة ومظاهرات مزيفة //عبدالغني بريش اللايمى//أمريكا
[email protected]
كعادتهم في تزويق وتزيين المواقف ، والإلتفاف على الحقائق ، والضحك على الذقون ، أنهى نواب ما يسمى بالبرلمان السوداني جلساتهم واجتماعاتهم الخاصة بمناقشة موضوع تدخل القوات الدولية في اقليم دارفور السوداني ، وحيث ذهبت التوقعات اعترض جميع النواب بما فيهم نواب الحركة الشعبية لتحرير السودان على ارسال قوات دولية لإنقاذ مئات الالاف من الدارفوريين من الابادة الجماعية والهجمات المتكررة من مليشيات الجنجويد عليهم،ولم يتفضل ولو نائب واحد بتقديم اقتراح او مشروع قرار يطلب فيه من البرلمان مناقشة موضوع ارسال القوات الدولية الى دارفور مناقشة جادة وكافية لمعرفة كل جوانبه الايجابية والسلبية بل سكت الجميع لان الحاكم(البشير) الذي عينهم كنواب برلمانيين يبغي ذلك،فالرئيس البشير واعضاء حكومته المتهمين بارتكاب جرائم ضد الانسانية في دارفور يعتقدون ان وجود هذه القوات الدولية قد تلحقهم وتقبض عليهم اذا اصدرت محكمة الجزاء الدولية أمرا باعتقالهم لذلك حاولوا الإلتاف على هذه الحقيقة وقاموا بالتعبئة الجماهيرية والشعبية وحرضوا الناس على الخروج في مظاهرات هزيلة ضد الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل لصرف انظار الشعوب السودانية عن المشكلة الاساسية وهي ان النظام الحاكم في ورطة حقيقية ويبحث عن مخارج له ---فتمسك النظام "بالسيادة" كلام وقح عقيم لا يصلح للاستهلاك الخارجي ذلك لان وجود قوات تابعة للإتحاد الافريقي في جزء من ارض السودان منذ 2004 والتي تتلقى اوامرها من جهات خارجية يفترض ان يعد نقصا "للسيادة"لانها ايضا قوات قادمة من خارج السودان ، واذا قبلنا بهذا المنطق الاعوج فهذا يعني ان اتفاقية السلام السودانية الموقع عليها بين حكومة السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان عام 2005 والتي بموجبها ستنشرعشرات الالاف من القوات الدولية في السودان تعد نقصا لسيادة السودان أليس كذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والسؤال الكبير الذي يفرض نفسه هو هل سيرفض نظام الإنقاذ اتفاقية السلام السودانية التي تم توقيعها في يناير 2005 مع الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي بموجبها ستنشر قوات دولية في جنوب السودان واقليم جبال النوبة والأنقسنا بحجة السيادة الوطنية؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أم الموضوع فقط متعلق باقليم دارفور؟؟
ان هذه الحكومة تعتقد انها تستطيع الضحك على المجتمع الدولي طالما ضحكت على برلمانها وعلى القرويين والاهالي وفرقت شمل السودانيين المؤلفة قلوبهم على أوهام المشروع الحضاري، لكن قرأتها للتطورات الدولية اليوم خاطئة تماما، وسوف لن تنجو هذه المرة من العقاب الدولي،فنفس الحكومة التي ضحكت على شعبها مرات عديدة هي ذاتها التي تعبئ الجماهير السوداني اليوم وتحرضها على الخروج في مظاهرات منددة مستنكرة ورافضة للتدخل الدولي في اقليم دارفور السوداني مستخدمة الشعارات الدينية كحفظ الدين والعرض والوطن(مسكينة هذه الشعوب) هي نفسها التي عزلتها عن معرفة الحقيقة وصادرت حقها الذي يكفله له القانون الدولي والمواثيق الدولية ومنظمات المجتمع المدني الدولي والرأي العام الدولي المساندة للشعوب -- والتضليل والتدجيل الذي تبثه الحكومة في وسائل اعلامها لم تفرق في الواقع بين التدخل الاجنبي والتدخل الدولي>
->التدخل الاجنبي ارتبط بالاستعمار اما التدخل الدولي مرتبط بتحرير تلك الشعوب المستعمرة عبر مبادئ منها حق الشعوب في تقرير مصيرها ونيل استقلالها(تيمور الشرقية)
->التدخل الاجنبي ارتبط بسرقة ثروات الشعوب ونهبها اما التدخل الدولي يهدف الى مساعدة الشعوب المنهوبة والمضطهدة(صحراء بوليساريو).
>التدخل الاجنبي عادةً ثنائي باجندة غير منظورة (حالة العراق) اما التدخل الدولي متعدد الاطراف وبدون اجندة خفية0
->التعاطف الدولي والمساندة الدولية للشعوب ليست هي التدخل الاجنبي لانها التفاعل الدولي مع المجتمع المدني الداخلي عبر الحدود والراي العام(فلسطين)
->التدخل الدولي يعطي الحق لأي دولة عضو في المجتمع الدولي في ان تتدخل عبر المنظمة الدولية للاحتجاج وادانة اي انتهاك لمقرارات والمواثيق الدولية في دولة اخرى ولا يعد هذا تدخلا في الشئون الداخلية لهذه الدولة في حالة(السودان)
ان النظام يعلم جيدا ان تحريض مليون شاب سوداني او حتى 20 مليون سوداني لحماية الوطن من التدخل الدولي ليس حلا للمشكلة انما مجرد واجهة تخديرية إعلامية جديدة ، و إدعاء المقدرة على منازلة وتحدي المجتمع الدولي عن طريق التصعيد الإعلامي المتشنج مضحكة ، لأن النظام يعي ويحفظ جيدا رواية أن الحرب أولها الكلام والتحدي واظهار عضلات ومارفاق البعث العراقي واعضاء اللجان الثورية إلا عبرة لأولي الألباب -- اما البرلمان السوداني بروحه الخامل وجسده الآل للسقوط وانعقاده الآلي لا يملك ان يتخذ أي قرار يدين الحكومة وليس له المقدرة على الرد على استهزاء او نقد او تنديد اواستنكار خصوصا من الجنرال البشير الذي ينزل به الى الحطيط طالما يملأ جيوبه الجائعة (البرلمان) اذا اصبحت مؤامراته واضحة وجلية للشعب (البشير) وللأسف الشديد ان بعض السودانيين بخبث او لمصلحة ما متشدقين بهذا البرلمان العاجز الخائب الخاوي رغم ان ليس له اي رصيد شعبي يذكر في تأريخه --فكفانا الضحك على الشعوب وكفانا هذه المظاهرات المزورة الزائفة خالية المعاني،لانه حتى لو خرج كل مربي اللحي والذقون في السودان للدفاع عنه من التدخل الدولي فإنهم سيستلمون مجرد سماعهم ان تلك القوات قد غادرت بلدانها لاستلام مهامها في السودان .
11.03.2006 von mt
| 0 Kommentar(e)
|
|
|
|
|
|
|
|
|