يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ
البحث العلمى فى السودان موضوع شائك و يحتاج للعديد من البحث و التقصى حتى يتم التعرف على اوجه القصور فيه و كيفية النهوض به من جديد حتى يؤدى دوره الحيوى و المفصلى المنوط به فى تقدم و رقى بلادنا الحبيبة . و سأحاول ( ما استطعت الى ذلك سبيلآ )ان استعرض ذلك فى حلقات متتالية ارجو ان يتسع لها وقت و صدر القارئ الكريم و الذذى ارجو ان يمدنا بآرائه و ملاحظاته و مقترحاته حول الموضوع خاصة من ذوى الدراية و الخبرة فى هذا المجال . المقدمة : من المعلوم ان تقدم الأمم وازدهارها فى كافة المجالات، يستند في المقام الأول على التخطيط السليم المبني على أسس صحيحة مستمدة من نتائج البحوث العلمية التى تعني بالشؤون المادية والفكرية والروحية للإنسان، وهذا يتطلب من الدولة ان تضع البحث العلمى فى اولوياتها وان تعمل علي توفير الدعم المادى والمعنوى فى هذا المجال . ان تاريخ البحث العلمى فى السودان، يرجع الي بداية القرن الماضى ابان الحكم البريطانى عندما وضع السير هنرى ويلكوم ( Sir Wellcome ) اللبنة الأولى للبحوث العلمية فيما عرف بمعامل «ويلكوم» ومركز البحوث الصناعية، بالاضافة لما يجرى بالجامعات والوزارات المختلفة من نشاطات بحثية. وقد توج هذا الاهتمام بالبحث العلمى بقيام المجلس القومي للبحوث فى السبعينيات، والذى كان المنشأة البحثية الأولى فى القارة الافريقية ، وكان يعد مفخرة لأهل السودان، يخطط ويدرب ويمول ويجرى البحوث العلمية الهادفة لحل مشاكل الانسان السودانى الصحية والاقتصادية والاجتماعية، الى ان تداركه الاهمال وشاخ واصبح نسياً منسيآ. والسودان هذا الوطن القارة و الملئ بالخيرات و الموارد من شتى الصنوف و الانواع يتأسف المرء ان يراه مازال متأخرآ ( بمئات السنين الضوئية ) عن ركب التقدم و التنمية حتى عن بقية بلدان العلم الثالث ناهيك عن بلدان العالم المتقدم بالرغم من ان السودان قد سبق دول القارة الافريقية فى اقامة اول منشأة بحثية و هى المجلس القومى للبحوث فى السبعينات من القرن الماضى كما ذكرنا . و مما لا شك فيه ان هنالك العديد من العوامل التى ساهمت فى هذا التأخر و لسنا هنا بصدد تعداد تلك العوامل و مناقشتها و لكن اعتقد ان من اهم تلك العوامل هى الجهل و التخلف العلمى ..... كما ان بلدآ بحجم السودان و موارده الطبيعية الضخمة فى ظل قلة عدد سكانه ( مقارنة بهذه الموارد و مقارنة بكبر المساحة و الحاجة لتعمير و استغلال كل ذلك الخير الكامن فيها ) فان الطريق الامثل هو البحث العلمى بمعناه الشامل لكل مناحى الحياة عندنا . و لنقف على حقيقة تأخرنا فى البحث العلمى علينا فقط ان نلقى نظرة على الجدول ادناه عن مؤشرات الواقع العلمى والتقانى فى السودان للعام(1994) المؤشر : المتوسط فى البلاد المتقدمة : المتوسط فى البلاد العربية : الواقع فى السودان الطاقةالكهربائية: 1500/2000 واط للفرد 500/4000 واط للفرد 25 واط للفرد الاسمنت : 0.7/1 طن للفرد 0.5/ 2 طن للفرد 0.025 طن للفرد الحاسوب : 1 لكل 20000:10للفرد 1 لكل 1/2 ألف للفرد 1 لكل 20000:10للفرد الباحثين المتفرغين : 80:70 فى 10 ألف 7ر1 فى 10 ألف 2ر0 فى 10000 الانفاق على البحث العلمى : 8ر2 بالمائة 2ر0 بالمائة 15ر0 بالمائة المهندسون و الفنيون : 1 لكل 200:50فرد 1 لكل 2000:1000 1 لكل 5:3 ألف فرد إن تدنى معدلات مؤشرات العلوم والتقانة فى السودان الذى يعكسه هذا الجدول يدعو الى مضاعفة هذه المعدلات – مما يلقى على الباحثين الدورالأكبر فى إيجاد السبل التى تعين على رفع هذه المعدلات. نحن فى السودان نحتاج للبحث العلمى للاستغلال الأمثل لمواردنا الطبيعية الضخمة المكتشف منها و غير المكتشف ، و غنى عن القول و النقاش حوجتنا الماسة جدآ لاعمال البحث العلمى لاستغلال ثروتنا الزراعية و الحيوانية . هذه الثروة التى حبانا بها الله و التى حتى تاريخه لم نستفد منها الا النذر اليسير ( انظر مثلآ الى هولندا الدولة الصغيرة جدآ فى المساحة و التى تصدر لكل العالم منتجاتها الزراعية و الحيوانية من زهور و بذور محسنة و البان و ابقار مهجنة علميآ و ذات انتاجية عالية جدآ ) اين نحن من ذلك ؟؟؟ نعم ، قد تداركت الدولة هذا اخيراً فأنشأت وزارة العلوم والتقانة التى ننتظر منها ومن وزارة التعليم العالى والبحث العلمى الكثير لدعم البحث العلمى وتطوير منشآته خاصة وأن على رأسها من نفخر بهم من علمائنا الأجلاء . ومن المرافق التى انشئت حديثاً، ادارة البحوث بوزارة الصحة والتى قامت بجهد مقدر للارتقاء بالبحوث الصحية التطبيقية رغم ما واجهها فى الفترة الاخيرة من صعاب لا داعى للخوض فيها . ان البحث العلمى مكلف، وعلى الدولة ان تدبر المال اللازم لتطويره، ومن الموسف حقاً اننا ما زلنا نعتمد على الدول الأجنبية في تمويل مشاريعنا البحثية وقد رفعت هذه الدول يدها عن ذلك بسبب الحصارالمفروض على البلاد . ونسبة لضعف التمويل الداخلى، فقد تراجع البحث العلمى لمستويات دنيا مما حدا بالكثير من الباحثين للهجرة خارج البلاد، أو الاتجاه الى مهن أخرى ان وجدت . ولعل اخطر ما حدث فى السنوات الاخيرة، اننا أصبحنا فريسة للمعونات الأجنبية المشروطة، والتى تستغل ضعف وانعدام التمويل الوطنى فتملى على الباحث السودانى شروطاً مجحفة ومذلة بدءاً باختيار الموضوع البحثى الذى ربما لا يكون من الاولويات الوطنية، او ان يكون له هدف يخدم مصلحة اخرى غير مصلحة أهل السودان او ان تصر الجهة الممولة الاجنبية، ان يجرى البحث تحت سيطرة اجانب رغم وجود وطنيين اكثر خبرة وحنكة فى تخصصاتهم، مما يعد مذلة لعلماء السودان وانتهاكاً للسيادة الوطنية . و عليه فمن واجب الدولة أن تسن من القوانين والتشريعات ما يحول دون ذلك، وان توفر الدعم المادى لتطوير البحث العلمى وحتى لا يكون باحثونا عرضة للتهميش والابتزار الفكرى وهم فى ديارهم، و«ما غزى قوم فى عقر دارهم الا ذلوا» . واننا كغيرنا ولا شك، نشجع التعاون مع الباحثين فى شتى بقاع الدنيا، ولكن يجب ان لا يكون هذا التعاون علي حساب السيادة والمصلحة الوطنية، وان يكون بالتكافؤ والاحترام المتبادل . .................................................................. المراجع : مقال بجريدة الصحافة للبروفسيور احمد محمد الحسن - معهد الأمراض المتوطنة . استراتيجية العلوم و التقانة فى عصر العولمة :http://www.arifonet.org.ma/data/research/docs3/ASR.htm

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]