|
|
 التدخل الأجنبي ليس بالأمر الجديد في السودان
|
لا نريد ان نعود بان الي الوراء كثيرا لكي نتحدث عن التدخل الاجنبي في السودان ... و لكن دعونا نتحدث عن حمي رفض التدخل الاجنبي السائدة في السودان و خارجه هذه الايام ... حكومة و معارضة و جماهير ... و ما بينهم من امور متشابهات.
ماذا يعني الناس بالتدخل الاجنبي؟
هل المقصود به رفض تدخل اي انسان غير سوداني في الامر السوداني؟ ام هل المقصود به رفض تدخل الخواجات في الامر السوداني؟ ام المقصود به هو رفض تدخل اهل الكتاب في الامر السوداني؟ ام ماذا؟
و بما ان اهل الانقاذ هم اكثر الناس صراخا و عويلا رفضا لهذا التدخل الاجنبي الغير واضح المعالم... دعونا نسأل اهل الانقاذ انفسهم عن القوات متعددة الجنسيات التي كانت تناصرهم في حروبهم الجهادية بحثا عن بنات الحور و اولاد الحور في بقاع السودان المختلفة.
فمن اين اتت جيوش اسامة بن لادن و رفاقه؟ و من اين اتي الغنوشيون؟ و من اين اتي ناس جبهة الانقاذ؟ و من اين اتي كل الذين شاركوا في تعذيب السودانيين داخل بيوت الاشباح ؟ هل كان هؤلاء و اولئك سودانيون خلص؟ ابدا طبعا لا.
فما هو الامر الجديد اذن يا اهل الانقاذ؟ ان في الامر لكلام... لان اهل الانقاذ ان جلدوا و عذبوا اهل السودان بانفسهم و لم يستعينوا بجهابزة التعذيب الاجانب لقلنا لهم معليش نعيش و ناخذ غيرها... لكن الامر كان مختلف... فتعذيبهم للناس كان من النوع ابو كديس.
رفض التدخل الاجنبي و المطالبة في الوقت نفسه بمد يد العون:
في الايام الماضيات و ابان شهر عسل اتفاقيات نيفاشا التي ضربت الارضلا الان ... كان اهل الانقاذ يطالبون الدول الاجنبية و بالحاح كبير بالمال (الحرام)... لانه مال خمر و ميسر و لحم خنزير و اشياء اخري... و لم يرمش لهم جفن و سموا ذلك (بالمساعدات الدولية)... و لان اهلنا يقولون كان اتبليت عوم ... كانت دهشتنا كبيرة لصراخ البشير و جماعته رفضا للتدخل و مطالبتهم في الوقت نفسه بقروش نفس التدخل ... فهم حالهم كحال لا بدورك و لا بحمل براك... اي و الله.
هل كانت نيفاشا علي علاتها الكثيرة عملا سودانيا خالصا؟
كضبا كاضب... بل كل شيء في نيفاشا كان تحت العصر و الضغط من نفس التدخل الاجنبي المرفوض صراخا الان... اذن ما هو الامر الجديد هذه المرة؟ افيدونا افادكم الله.
هل كانت االابوجات الكثيرة سودانية خالصة؟
كضبا كاضب ... لان الابوجات الكثيرة و المسيخة و التي تنبع من سياسة اعمل فيها مشغول بقضية دارفور ... كانت هي الاخري اجنبية ميه الميه ... اللهم الا ان كانت ابوجا هي الضعين... اذن ما هو الامر الجديد هذه المرة؟ و لماذا تعالت الصيحات؟ افيدونا افادكم الله.
ماذا عمل اهل الانقاذ لتفادي التدخل الاجنبي المزعوم؟
لا شيء غير الصياح و الصراخ و العويل و كانهم يعيشون في ارض معزولة من الدنيا ... او كما يتمنوا هم ذلك.
ماذا فعلت قوي المعارضة لتفادي التدخل الاجنبي المزعوم؟
لا شيء غير الشتات و تعدد المنابر التفاوضية و مسك العصا من النص ... نريد و لا نريد... المعارضة لحقت امات طه .
و كان من الاشرف لها الا تدخل برلمان النظام المعين و ان تعمل وسط الجماهير فقط لليوم الموعود و لكن هيهات ... فقد شاهدنا الاعضاء المعينين من قبل النظام و من قبل الاحزاب ايضا يمضمضون الكلام مضمضة تارة مع و تارة ضد ... و لم يقولون لنا ماذا سيفعلوا في حالة رفضهم للتدخل الاجنبي و ماذا سيعملوا في حالة قولهم نعم للتدخل الاجنبي؟ الشغلانية عندهم جايطة خلاص.
اين التقت المعارضة مع النظام في حمي رفض التدخل الاجنبي؟
التقوا في عملية قبول القروش فقط ...سوي ان كانوا جماعات او افراد ... و اذكر ان احد المعارضين عائش علي نفقة المجتمع الدولي من اكل و شراب و سكن و الذي منه... قال لي لازم نحن نعارض التدخل الاجنبي في السودان... قلت له خلاص ادي الناس بيتهم و رجع ليهم قروشهم ... لاننا غرقانين في التدخل الاجنبي لي اضنينا... و لا يمكن ان نلحس القروش و نقول ليهم ما تدخلوا في بلادنا... يا جماعة قولوا لينا كلام يركب لينا في راسنا.
فلا سيادة لشعب عائش عالة علي التدخل الاجنبي المزعوم... فان كنا نريد رفض التدخل فيجب ان تكون لنا كرامة و سيادة و كلها امور راس رمحها الحرية.
عندي صديق عزيز كان بيفتخر بان جده جاء مع حملة كتشنر لفتح السودان ... و عندما سمع بحمي التدخل الاجنبي قال لي نحن ضد التدخل الاجنبي لانه كذا و كذا... فقلت له هل كان كتشنر سودانيا من قبيلة الهواوير؟ يا جماعة اتقوا الله في السودان.
حكي لي صديق عزيز بانهم كانوا في تظاهرة ما ضد دولة اجنبية ظالمة ارادت ان تغير من الاوضاع في السودان ... و كان بجواره شخص يصرخ بصوت عال لا ... لا ... لكذا و عندما نظر اليه وجده يلبس جلابية بيضاء مصنوعة من جولات دقيق مكتوب عليها اسم دولة اجنبية لا داعي لذكرها ... فهل هنالك تدخل اجنبي اكبر من هذا يا عالم؟
و قال لي صديق اخر لماذا يريد العرب في السودان بان يكونوا اخر اجنبي يدخل السودان... و اضاف قائلا دعوا القوم يدخلوا كما دخل الاخرون ... خلاص حبكت الان فقط... نحن روحنا طلعت... يجيء اجنبي ... يجيء شيطان دي ما مهمة... بصراحة كلامه فيه رسالة عميقة... مش الناس ترفض التدخل الاجنبي و تعمل في العمائل المهببة دي.
عموما التدخل الاجنبي امر قديم في السودان و مش حاجة جديدة و اخره كان النظام الانتحاري الانقاذي نفسه الذي يرفض التدخل الاجنبي الان و طبعا هو غير جاد في هذا الصراخ الرافض... الشغلانية كلها عويل ساي... و يا خبر بقروش بكرة يكون بلوشي.
ماذا فعلنا ليس لدرء التدخل الاجنبي و لكن لخروج التدخل الاجنبي الموجود اصلا من زمان؟
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التدخل الأجنبي ليس بالأمر الجديد في السودان (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
التحية العطرة لك أخي برير.
التدخل الأجنبي قديم قدم السودان وأوافقك بأن لا بد من تدخل أجنبي ولكن ليس لكه سالبا فعندما يكون التدخل موجبا وإن كان ليس لأجل سواد عيون السودان بل لمقابل, يكون القبول به حتميا. والفرق بين التدخل السلبي والإيجابي أن الأول يكون مفروضا بالقوة ولا إختيار لأهل البلد فيه, أما الإيجابي فلابد من قبول الطرف الوطني سواء بادر بالطلب أو تقبل المنحة بلا سؤال.
أرى أنه من الغباء أن تقبل أحد التدخلين حينا وترفضه حينا آخر, وهذا ما تفعله حكومتنا الآن, فهي قد قبلت بالتدخل الأجنبي ولكنه مادام بعيدا عن هز كراسي الانقاذ فلا ضير, والغباء هو في انتفاء المنطق والحجة, ومعلوم أنه من المستحيل أن تقول الإنقاذ أنها ترفض التدخل لأنه يستهدفها.
التدخل السلبي لن يكن أمنية أي وطني ولكنه يصبح مطلوبا بإلحاح عندما يكون أخف الضررين, وهذا عندما يتسلط أحد الناس على بني جلدته ويذيقهم الأمرَّين ويضيق عليهم واسع الخيارات, فيلجأون لقبول هذا التدخل الذي يعلمون يقينا أنه ليس مجانياولكنهم مضطرون لقبوله حرصا على ما بقي لهم من حياة, فهم في الحقيقة مرغمون على قبوله والضرورات تبيح المحظورات. وفوق هذا فالأجنبي غير مرغم على النجدة بل هو بالخيار إما أن يُستجدى النجدة أو يوجود بها فتصادف حوجة فتُقبل.
محدثك جعلي وقد ذاق أهلي مرارة فتك بني الوطن بأهلهم, عاث جنود المهدية قتلا في كل ديار جعل وفي قريتي الصغيرة وقتلوا فيمن قتلوا جدي الثالث وبقروا بطن ابنه الذي لفها بعمامته وحمل جثمان والده على دومة عبر النيل حتى وصل إلى الدامر حيث دفنه هناك, لهذا عندما جاء الغزاة وجد فيهم أهلي الجعليين النصير على من ظلمهم وبطش بهم فحاربوا معهم انتصارا لأنفسهم. لهذا أجد لكل من استقوى بغريب على قريب العذر وكنت دائم التذكير لأخواني في ونساتهم ونقاشاتهم المسيسة دائما بهذه الوقائع, هذا عندما يرون رضائي على تحالف الشمال في أفغانستان والأكراد والشيعة في العراق برغم استعانتهم بأمريكا وأعوانها.
بعد كل هذا فأنا الآن لا أرغب في دخول القوات الأممية إلى السودان ليس انفعالا بصراخات الإنقاذ وليس لأنه عمالة, بل لأنه سيبدل الحال إلى أسواء حسب تقديري قياسا على العراق, والخيار المفضل لدي هو تقوية قوات الاتحاد الأفريقي حتى تقدر على فرض الأمن والسلام, فوجودها حاصل الآن على الأرض ولن تفتح أبواب معادلات جديدة فالحكومة وحسب جاهليتها المعهودة لن تتورع أن تجلب إلى السودان أصحابها القدامي وتصنع جيشا عقائديا وعندها من المال الشيء الكثير وستكون مستعدة للعيش ولو في حي واحد من الخرطوم وليحرق باقي السودان, وملمح هذا المآل واضح الآن في التعبئة العامة التي تجد من تسري فيهم الآن من جيش النفعيين الذي سيظهر للعدسات حتى تقوى شوكة التعبئة إعلاميا. فهل تتوقه أن تقود الحكومة حملة تعبئة واسعة ناجحة, ثم تدخل القوات الدولية وكأن شيئا لم يحصل؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التدخل الأجنبي ليس بالأمر الجديد في السودان (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
العزيز/ محمد ميرغني عبد الحميد
لك التحايا يا صاحبي و شكرا جزيلا علي التداخل .
اخي محمد و مع احترامي الكبير لما تفضلت بذكره هنا حيث انك عدت بنا الي محطات تاريخية في غاية الاهمية و حاولت بقدر الامكان ان تقسم التدخل الاجنبي الي سالب و موجب وهي مهمة شاقة لابعد الحدود ان لم تكن مستحيلة... الا انني ساطرح عليك سؤال بسيط وهو الاتي:
هل يملك السودانيون/ات ان يقولوا لا للتدخل الاجنبي؟ و هل التدخل الاجنبي سيدخل السودان فقط في الايام الجاية؟ و ما المقصود بلا هنا ليس لا الفصاحة و اللطاعة السياسية و انما هي اللا المقرونة ببرنامج عمل وطني ... و ما هي خيارات المعارضة مثلا في حالة دخول قوات دولية الي السودان؟ و هل دخول القوات الدولية في دولة منهارة مثل السودان يحتاج الي اذن من نظام متسكع و شحاذ او يحتاج لاذن من معارضة مشلولة لا تستطيع ان تحرك ساكن؟
فيا محمد يا اخوي الشغلانية ليست بالبساطة التي نراها في اجهزة الاعلام المنتفخة بالاكاذيب و الخزعبلات مثل قبيلة فلان تنضم الي المؤتمر الوطني و قبيلة علان عن بكرة ابيها تنضم هي الاخري للمؤتمر الوطني... حتي صار المؤتمر الوطني مثل شبيبة القبائل الحزبية.
القضية معقدة لحد كبير و اكون صريح معك و اقول لك بان ما نراه هنا و هناك لا يحل المشكل لانه لا يتجاوز كونه فرقعات هوائية ... فالناس يا محمد و للاسف لا تمتلك اي خيارات وطنية من شانها ان تجعلها ممتلكة لزمام المبادرة في السودان ... طبعا النظام هذا لا يحتاج الي تعليق كثير ... فقد اعلن افلاسه منذ الساعات الاولي لقيامه... فالامر الهام هو ان المعارضة نفسها منقسمة علي نفسها و ممزقة ... فجماعة مع و جماعة ضد و الاحزاب منبعجة و هي في جيوب قلة قليلة ... لذا توجد هوة كبيرة بين القيادات الابدية السمردية و بين جماهير الاحزاب ... فكل شيء ملخبط.
و احزاب البان جديد هي الاخري راحت في خبر كان ... و الحركات الجديدة المنطلقة من الاطراف المهمشة عجزت وكبرت هي الاخري و في عمر الزهور السياسي ... و لاسباب عديدة.
فالمشهد يا محمد محزن و مقرف في الوقت نفسه لان الشغلانية خرجت من يد الجميع ... و علي الناس ان تعرف حقيقة موقفها و لا تكذب علي بعضها البعض بالخطابات النارية التي لن تغير من الواقع شئيا يذكر.
و علي الجميع ان يتحملوا مسئولية ما يجري الان في السودان خاصة ناس المعارضة ... لاني بصراحة قنعان من النظام و لا اتوقع منه الا ما يفعله الان من بلاوي.
فتك بعافية يا صاحبي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التدخل الأجنبي ليس بالأمر الجديد في السودان (Re: فيصل محمد خليل)
|
التحيات الكتيرة لك أخي برير:
قلت: | Quote: هل يملك السودانيون/ات ان يقولوا لا للتدخل الاجنبي؟ |
نعم يملك أهل السودان أن يقولوا لا للتدخل الأجنبي وذلك بالتراضي على مبدأ المواطنة, فالتدخل لن يدخل إلا عبر الثغرات الموجودة في الجبهة الداخلية كما قال الكاتب الجاد الطاهر ساتي في عموده بالصحافة. وأوافقك بأن لا غير المقرونة ببرنامج عمل وطني لن تفيد.
| Quote: و هل التدخل الاجنبي سيدخل السودان فقط في الايام الجاية؟ |
لا التدخل حاصل قبل أيامنا هذه ولكن الجديد هذه المرة هو عدم رضا الحكومة لخوفها من التدخل هذه المرة, وعدم رضاها هذا وبما لديها من إمكانات ومهنية عالية في استغلال قيم الدين والوطنية يجعلها قادرة على القيام بممارسات ستكون نتائجها كارثية على الوطن ولن يطرف لها جفن, لذلك ينبغي على الوطنيين البحث عن طريق ثالث.
| Quote: و ما هي خيارات المعارضة مثلا في حالة دخول قوات دولية الي السودان؟ |
المعارضة بما فيها الحركة أعتقد أنها لم ترفض التدخل إلا لخوفها من ردة فعل صبيانية قد تقوم بها الحكومة, بمعني أنها متسقة من نفسها أكثر من الحكومة حيث لا ترى عمالة أو ما إليه في الأمر إنما وافقت الحكومة في الرفض لدواع أخر, فهذا خيار للمعارضة الآن ولم يتجاوز إبداء الرأي, وكذا سيكون الحال في حال دخول قوات دولية. فالمعارضة في الحقيقة بعيدة عن الفعل السياسي الآن وحتى إشعار آخر.
| Quote: هل دخول القوات الدولية في دولة منهارة مثل السودان يحتاج الي اذن من نظام متسكع و شحاذ او يحتاج لاذن من معارضة مشلولة لا تستطيع ان تحرك ساكن؟ |
لا هو لا يحتاج لأذن ولكن سيكون هناك فرق كبير قد يكون كارثيا في حين توافق الحكومة أو ترفض, أما المعارضة فقد وصفت حالها سابقا وصدق عليها وصفك بالشلل هنا.
لك تحياتي.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
برير اسماعيل يوسف
محمد ميرغني عبد الحميد
فيصل محمد خليل
بلدى يا حبوب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست