الحذرَ الحذرَ من أعداء الإسلام .... .... الشيوعية والعلمانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 09:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-05-2006, 12:43 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحذرَ الحذرَ من أعداء الإسلام .... .... الشيوعية والعلمانية (Re: Frankly)

    الأمة الإسلامية وتحديات القرن
    الدين الإسلامي هو المخلص الوحيد من معاناة البشرية
    ما أحرى المسلمين بأن يكتشفوا مكانتهم ويعرفوا هويتهم
    العربية ليست لغة قومية بل لغة أمة الإسلام بأسرها
    اقتراحات للنهوض بالأمة وتحدي الصعاب والوقوف أمام التحديات


    لا ريب أننا جميعا نعايش معاناة هذه الأمة الإسلامية وما تكابده من قبل أعدائها وما تعانيه من قبل أبنائها أيضا فإن مصيبة الأمة من قبل أبنائها ليست بأقل من مصيبتها من قبل أعدائها, فالأمة الإسلامية رزئت- كما رزئت الأمم الأخرى المختلفة بالأستعمار الذي غزا فكرها وانحرف بمسلكها فبعدت عن سواء الصراط وتلقت كل ما يلقى إليها بتقبل ذلك لأن من شأن الضعيف أن يتقبل من القوي ولم يكن هذا الضعف راجعا إلى مبادئها وأفكارها وإنما هو راجع إلى نفسها والمبدأ لا يدان بانحراف من ينتسب إليه. ولقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يرحل الإستعمار بعتاده العسكري وبسياسته الظاهرة إلا أنه بقي مهيمنا على الفكر. فتخليص هذه الأمة من تلكم الرواسب التي خلفها الإستعمار بدهائه نار الفتنة التي شبت في نفوس هذه الأمة فمن هنا كان لزاما عليها أن تراجع نفسها وأن تقضي على كل أسباب الفتنة بينها. هذا ولئن كان هذا القرن أوشك على النهاية بكل ما فيه من مآسي وبكل ما فيه من محن وبلاوى فإن على هذه الأمة وهي تستقبل القرن الجديد أن تستقبله متهيئة لأن تتبوأ المكانة اللائقة بها ذلك لأن العالم اليوم أصبح بأسره يتطلع إلى هذه الأمة وما عندها, ولقد جرب هذا العالم في الماضي نظامين خطيرين كانا يتنافسان وقد انقسمت الأمة بسبب ضعفها مع هذين النظامين, فوجه جانب منها وجهه نحو جانب ووجه جانب وجهه نحو شطر الجانب الأخر إذ تبع بعضهم هذا النظام واتبع الأخرون ذلك النظام ولكن ثبت أن النظامين جميعا فاشلان, فقد كابدت الإنسانية ما كابدته من قبل الرأسمالية الجائرة وظنت أنها ستجد في النظام الإشتراكي أو في النظام الشيوعي متنفسا ولكن أنى لها ذلك فإذا بها ترتمى في اتون هذا النظام الأحمر اللاهب فقاست ما قاسته وكابدت ما كابدته وإذا بالشيوعية نفسها الآن تركع أمام عدوتها الرأسمالية لتستجدي منها الحل وأنى أن تجد لها الحل في النظام الرأسمالي وهي نفسها ما كانت الإ ردة فعل للجور الرأسمالي وبفشل هذين النظامين جميعا فإنه لم يبق ليرشح لقيادة الإنسانية إلا هذه الأمة الإسلامية. فهل هي متهيئة لذلك؟

    أظن أن أعظم مشقة ستكابد هذه الأمة في القرن مشقة التهيؤ لهذا الأمر لأنها لم تعد نفسها له من أول الأمر ولقد يظن الكثير بأنني متفائل أكثر مما ينبغي أن يتفاءل الإنسان عندما أتحدث عن الإسلام بأنه هو الذي سيقود الإنسانية في المستقبل. إلا أنني أقول بأنني لم أقل الذي قلته اعتباطا وإنما قلته بناء على ما فهمته من سير أحوال البشر وما فهمته أيضا مما يقال من قبل المفكرين الغربيين الذين أسلموا والذين لم يسلموا فالكل يتطلع إلى هذا الإسلام.

    والكل يرى أن المشكلات التي تعانيها الإنسانية وفي مقدمتها العالم الغربي لا يمكن أن تحل إلا من قبل الإسلام دين الله تعالى الحق, فقبل نحو أربع سنوات تحدث غورباتشوف آخر زعيم للإتحاد السوفيتي المنهار في قناة تلفزيونية بريطانية وقد طرح عليه سؤال: هل ستبقى الشيوعية في فيتنام وفي الصين؟ فأجاب: كلا: إنها ميته ولا يمكن للميت أن يبقى فسئل عن البديل فقال لا أعتقد أن البديل يمكن في الرأسمالية ولا في الإشتراكية ولا في الديموقراطية وإنما هو في نظام آخر فعلينا أن نتكيف وفق حضارة جديدة. فما هي الحضارة الجديدة المنتظرة؟

    أهي حضارة الهندوس عباد البقر؟ أم هي حضارة الوثنيين الذين يقدسون الأحجار ويسجدون للأشجار؟ أم أنها الحضارة الإسلامية النابعة من العقيدة والمفاهيم القيمة التي تتعلق بالإنسان والمبدأ والمعاد. مع أن كتاب الله الخالد حافل بحل كل مشكلة من مشكلات هذه الإنسانية ولئن كان هذا التفاؤل يصدر من رجل كان من قادة الشيوعية ومن سدنة معابدها فكيف بالإنسان المسلم الذي يؤمن إيمانا من أعماق نفسه أن الحق هو ما أنزله الله تبارك وتعالى في كتابه. وأن الله عز وجل لا بد من أن ينجز وعده لعباده. ولقد تطلع بعض المفكرين الإسلاميين إلى هذا الأمر قبل أكثر من نصف قرن من الآن وأدرك بفكره الثاقب أن الإسلام قادم وأن النظامين كليهما سوف ينهاران أمام الزحف الإسلامي وسوف يصطدمان بالفطرة التي فطر الله تبارك وتعالى البشر عليها. فالداعية الإسلامي الأستاذ أبو الأعلى المودرودي تحدث في لقاء في شهر فبراير عام 1946 قبل أكثر من خمسين سنة من الآن وقال في حديثه: سيأتي بلا شك اليوم الذي تتحير فيه الشيوعية في موسكو نفسها بدون أي ملجأ وتتعثر فيه الرأسمالية في واشنطن نفسها بدون أي منجا وتهيم فيه المادية في جامعات لندن وباريس وتتلاشى فيه العنصرية حتى عند البراهمة والألمان وإنما تبقى عبرة في التاريخ قصة من يحمل عصى موسى تحت إبطه وهو يخشى من الحبال والخشب. وهذا هو مثلنا اليوم. فإننا نحمل القوة ولكننا نخشى من الحبال والخشب أو نخشى من الأوهام. فالأمة الإسلامية عندها كتاب الله الذي يقول سبحانه وتعالى فيه مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) ومع ذلك تستجدي هذه الأمة الحلول من هنا وهناك وتخضع لما عند الآخرين فإذن العيب فينا وعلينا أن نكتشف الثروة التي عندنا. وبجانب هذه الشهادة التي يقولها جورباتشوف سمعت قبل ما يقرب من ربع قرن من الآن من رجل يوغسلافي الأصل ولكنه انتقل إلى بريطانيا من جحيم الشيوعية في يوغسلافيا وقد عقد مؤتمر في فندق البستان ببيت مري بجبل لبنان وحضر هذا الرجل ذلك المؤتمر من أجل مكافحة الشيوعية وقد كنت من ضمن الحاضرين. وعندما تحدث عن خطورة الشيوعية قال: إنه لا يقوى على مقاومة الشيوعية إلا المسلمون لما آتاهم الله تعالى من القوة وأعظم قوة عندهم القرآن الكريم الذي هو الكتاب الخالد والذي يهئ أتباعه العاملين به لأجل تحدي كل قوة تقف في سبيلهم. وقد ظننت الرجل مسلما مع أن الذي عرب كلامه كان أيضا غير مسلم فقد كان الذي يترجم كلامه أحد نصارى لبنان يسمى جربريكار. ونحن عندما نتحدث عن المشكلات التي يعانيها الغرب لا نتحدث عن ذلك عن بعد من غير أن نتصور هذه المشكلات وإنما نعتمد في ذلك على من درس هذه المشكلات من قبل الغربيين أنفسهم. فقبل أقل من ثلاث سنوات من الآن تحدث اثنان من الغربيين في وقتين مختلفين في مجمع أبي النور بدمشق بحضور سماحة الشيخ أحمد كفتارو مفتي الجمهورية العربية السورية. تحدثا عن الإسلام وقيادته للعالم في القرن المقبل وكلا الرجلين على قدر من الوعي والإدراك لأنهما قبل كل شيء على قدر عال من الثقافة. ثم بجانب ذلك مارسا من الأعمال ما مارساه. أحدهما كان يسمى روبرت ترين ثم أسلم وصار اسمه فاروق عبد الحق والرجل ليس بالرجل الهين لأنه تقلد مناصب عدة في الولايات المتحدة الأميركية ومن بينها أنه كان في عهد الرئيس نيكسون كبير مستشاريه في البيت الأبيض للسياسة الأميركية الخارجية. والآخر كان يسمى موكل برديان ثم صار اسمه بعد إسلامه محمد أسعد وهو أستاذ في جامعة أريزونا للتاريخ وكان حديثهما ينصب في نفس هذا الوعاء. فقد كانا يتحدثان عن مشكلات الغرب وكون الغرب يتطلع إلى القيادة الإسلامية وإلى العطاء الإسلامي. ومما ذكره كبير مستشاري الرئيس نيكسون أن الرئيس نيكسون نفسه قبل وفاته بعام واحد كتب أن العالم الغربي هو بحاجة إلى أن يتصالح مع الإسلام وأن يكون القرن المقبل ليس قرن سلام فحسب بل أن يكون قرن تعاون ذلك لأن العالم الغربي هو قادر على تصدير البضائع ولكنه مفلس من الأخلاق وهذا يعني أنه لا بد من أن يتصالح مع الإسلام من أجل استيراد الأخلاق. وليس ذلك فحسب بل نجد أن هذا المتحدث ينقل عن برزنتك وهو من تعرفون في إلمامه بالأوضاع السياسية وخبرته في هذا المجال والرجل يهودي ليس ومسلما ينقل عنه أنه كتب في صحيفة أميركية سيارة عن الأوضاع المتردية في الولايات المتحدة الأميركية بعد ما كتب قبل عشر سنوات من هذه الكتابه عن سقوط الشيوعية فوقع ما كان يتطع إليه ويقول في كتابته هذه أي كتابته الأخيرة عن الولايات المتحدة الأمريكية بأن الشعب الذي انغمس في الشهوات ليس قادرا على أن يسن قانونا للأخلاق. ثم بجانب ذلك يوحي كلامه بأن هذا الشعب إنما هو بحاجة إلى الإسلام ويذكر المتحدث بأن صحفيا يحرر في هذه الصحيفة السيارة نفسها يسمى ماثان هذا الصحفي قدم في صحيفته هذه الكلام برزنتكي على أن القرن المقبل هو قرن ستكون فيه القيادة للإسلام بسبب العطاء الإسلامي بسبب ما في الإسلام من مثل وبسبب ما في الإسلام من اعتدال وبسبب ما في الإسلام من أخلاق. ولئن كان الآخرون يتطلعون إلى هذا الخير الذي أنعم الله تعالى به علينا أفليس حريا بنا نحن معاشر المسلمين أن نهتم كل الإهتمام من أجل عدم تخييب رجاء هذه الشعوب ورجاء هذا الأمر فينا وألسنا نحن حريين بأن نكتشف هويتنا ونعرف مكانتنا. ما هي المكانة التي اختارها الله تعالى لنا؟ لقد أخبرنا الله تعالى بهذه المكانة عندما قال: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ( فهذه الأمة أمة وسط ما بين الأمم ولما كانت أمة وسطا والوسيطة هي التي يجب أن تتبوأ مكان القيادة بين الأمم فعلينا نحن معاشر المسلمين أن نكتشف ذلك وأن نهيء أنفسنا لهذا الأمر. وهذا ما لا يكون أبدا إلا عندما نراجع حساباتنا. وقد سمعت قبل نحو ربع قرن من الآن أحد الدعاة الإسلاميين يقول بأننا نحن معاشر المسلمين أصبحنا الآن بحاجة إلى أن يكتشف الغرب خيرات إسلامنا كما اكتشفوا خيرات أرضنا. يقول: لعل العربي البدوي قبل عقود من السنين أو قبل قرن من الزمن كان عندما يحفر حفرة في الأرض من أجل البحث عن الماء فيجد النفط يردم هذه الحفرة لأجل عدم معرفته بقيمة النفط حتى جاء الغرب وهم الذين اكتشفوا هذا النفط واكتشفوا ما فيه من طاقة. فنحن الآن أيضا ننتظر الغربيين بأن يأتوا إلينا ويخبرونا بأن هذا الإسلام الذي عندكم هو الذي فيه الخير وهو الذي نحن بحاجة إليه ثم من جراء ذلك ننتفع بخيرات الإسلام من وراء الغربيين الذين اكتشفوا في ديننا كما انتفعنا من خيرات أرضنا بعد اكتشاف الغربيين لها, وما أصدق هذه المقولة فإن الواقع يدل على ذلك ولا ريب أن هنالك متحدثين وأنا لا أريد أن أطيل الحديث ولكن هنالك اقتراحات.

    هذه الإقتراحات حضرتني وأنا في المكتب الآن قبل أن آتي إليكم وما كنت متهيئا لأن استدر ضرع الفكر حتى أسجل جميع المقترحات إلا أنني سجلت البعض ولربما ذكرت بعض ما لم أسجله.

    هنالك اقتراحات لأجل النهوض بهذه الأمة ومن أجل تحدي الصعاب والوقوف أمام جميع التحديات.

    الإقتراح الأول: أن يكون هنالك تسامح بين هذه الأمة في مذاهبها الإسلامية المتعددة وأن تكون هنالك استفادة مما عند كل منها من الرصيد الفكري والتجربة التاريخية على ضوء الأدلة الشرعية وحسبما يتفق مع حاجة الأمة وضرورة النهوض بها. فإن التعصب لهذه المذاهب واعتبارها هي الأساس ولي الأعناق أعناق الأدلة لأجل أن تتفق مع رأي صاحب المذهب أمر أدى بهذه الأمة التي التعصب المقيت وأدى بها إلى التشرذم وأدى بها إلى عدم إنتفاع كل فريق من تجربة الآخرين.

    الإقتراح الثاني: تكييف المناهج التربوية والبرامج الإعلامية والوسائل الثقافية بحسب توجيهات الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا.

    فالمناهج التربوية هي التي تنشئ الأجيال ولا ريب أن التربية غزيت كما غزيت جميع مرافقنا بما عند الآخرين.

    والوسائل الإعلامية كذلك صارت موجهة من قبل الآخرين فيجب تنقية هذه المؤسسات بأسرها من كل دخيل لا يتفق مع عقيدتنا ومع شريعتنا ومع أخلاقنا.

    الإقتراح الثالث: اعداد الشباب المسلم إعدادا سليما يتفق مع عقيدة الحق ويتفق مع الأخلاق الفضلى التي دعا إليها الإسلام الحنيف ويتفق مع التسامح فيما بين الأمة حتى لا يتشرذم هؤلاء الشباب ويكون بعضهم حربا على بعض وذلك إنما يكون بالتربية السليمة التي تشترك فيها الأسرة والمجتمع والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام بأسرها.

    فالشباب بحاجة إلى أن يربوا تربية نقية صافية بحيث يربطون بالمساجد بيوت الله وينشؤون تنشئة قرآنية على ضوء تعاليم الحق بحيث لا يتصرفون إلا بما أمر الله تبارك وتعالى به وبما جاءت به سنة النبي صلى الله عليه وسلم. الشباب المسلم بحاجة إلى مراكز ثقافية من أجل إعداده علميا لحمل الأمانة وليس بحاجة إلى فتح المخامر هنا وهنالك بحيث تكون حانات الخمور كمثل المساجد التي في القرى وفي المدن. ومن المهم جدا أن يربى الشباب المسلم على القوة والفتوة والتقشف لا على الميوعة والإنحلال, فإن فساد الأمم من ميوعتها وانحلالها ولقد قلت أكثر من مرة بأن التقارب اللفظي ما بين كلمتي الترف والتلف يوحي بما بينهما من التآخي السببي والتقارب المعنوي فإن الترف هو سبب للتلف. والله سبحانه وتعالى لم يذكر في كتابه العزيز الترف إلا مقرونا بالشر فعند ما ذكر عقاب الآخرة قال أصحاب الشمال: ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ) وذكر عقاب الدنيا وذكر أن سببه الترف قال: ( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ ) وقال: (وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ ) وذكر تكذيب المرسلين فبين أن سببه الترف إذ يقول سبحانه وتعالى: (وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ) وكذلك قال: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ) وكذلك ذكر معارضة الإصلاح والمصلحين وبين أنه يأتي من قبل المترفين إذ قال فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ)

    والإقتراح الرابع: النهوض باللغة العربية وآدابها وفنونها وتصحيح الأخطاء الشائعة على ألسن الناس فيها وتعميمها في أوساط المسلمين لأن للغة العربية تأثيرا كبيرا فالله سبحانه وتعالى امتن على الإنسان بخلقه وتعليمه البيان عندما قال: ( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان) وهذا لأن الكائن البشري هو كائن اجتماعي بحاجة على التفاهم ولا يمكن أن يكون هذا التفاهم إلا بلغة تكون مفهومة عند الكل والأمة الإسلامية هي بحاجة إلى أن تتفاهم فيما بينها ولكن كيف هذا التفاهم؟

    أباللغات المتعددة المتفرقة؟ أبالتعصب الذي يكون من كل جنس بلغته؟ لا. لابد من أن تكون هنالك لغة تربط ما بين المسلمين جميعا, وأي لغة ترشح لذلك إلا لغة القرآن؟ القرآن الذي يلتقي المسلمون جميعا على الاستمداد من نوره والاستضاءة بقبسه ويلتقي المسلمون جميعا على الإرتواء من معينه.

    فهذه اللغة ليست لغة قومية حتى يعد التعصيب لها تعصبا لقوم وإنما هي لغة الأمة الإسلامية بأسرها, نعم كانت لغة قومية قبل أن ينزل بها القرآن أما بعدما أختارها الله تعالى لأن تكون وعاء لكلامه وخاطب بها عباده وأمر جميع عباده أن يخاطبوه بها عندما يمثلون بين يديه فيقولون في تبتل وخشوع (إياك نعبد وإياك نستعين)

    بلسان عربي مبين فإن هذه اللغة لم تصبح لغة قومية وإنما هي لغة عالمية فجميع المسلمين مشتركون فيها, وقد قلت أكثر من مرة في البلاد العربية وغير العربية رفعت عقيرتى وقلت: إنه من العار والخزي أن يكون المسلم يحسن لغة المستعمر الذي استعبده واستذله ولا يحسن اللغة التي خاطبه الله تبارك وتعالى بها وأمره سبحانه وتعالى أن يخاطب بها, ثم إن المسلمين جميعا مطالبون بأن يفهموا القرآن الكريم فبدون فهم للقرآن وبدون فهم للسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام لا يمكن أن تنهض هذه الأمة, وفهم القرآن الكريم يتوقف على فهم هذه اللغة وفهم السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام يتوقف على فهم هذه اللغة ولكن مما يؤسف له أن يكون العرب أنفسهم لا يحسنون هذه اللغة. كم هنالك من أخطاء شائعة في هذه اللغة أصبحت الآن مستعملة عند كبار المثقفين. أنا أتعجب عندما أسمع عالما كبيرا من كبار رجال الفكر الإسلامي يقول: شلت حركته. من أين جاء بهذه الكلمة؟

    كلمة شل هي كلمة لازمة ليست متعدية ويقولون هذا شيء مشلول, هذا عضو مشلول. من أين جاءوا بهذا مع أن شل فعل لازم ومصدره على وزن شلل وإسم فاعله أشل ومؤنثه شلاء ويقول الشاعر: ( والشمش كالمرأة في كف الأشل) وكذلك عندما أسمعهم يقولون: هذه قضية مهزولة مع أن هزل فعل لازم لا يتعدى, وهناك الكثير الكثير من الأخطاء الشائعة في هذه اللغة أصبحت الآن متداولة فيجب على العرب أنفسهم أن يتعلموا لغتهم ثم على جميع المسلمين أيضا أن يتعلموا لغتهم هذه.

    وهنالك أمر آخر وهو الإستعلاء على الهزيمة النفسية التي أصابت هذه الأمة حتى أصبحت تقلد أعدائها في الكثير والقليل. وترى هذا التقليد مظهرا من مظاهر التقدم والرقي والمدنية فإن هذه الأمة اختارها الله تبارك وتعالى لأن تكون وسطا بين الأمم ومعنى ذلك أن تكون مؤثرة لا متأثرة فهذا لا يمنع من أن تستورد النافع من عند غيرها. نحن لا نمتنع من أن نستورد العلوم من عند غيرنا وعلينا أن نعرب هذه العلوم أيضا وأن ندرسها باللغة العربية التي وسعت كلام الله تعالى لا ريب أنها تتسع لجميع العلوم البشرية ثم بجانب ذلك علينا أن نستعلي عن كل ما هو دنيء. مما يؤسف له أن المسلمين عندما استوردوا من الآخرين استوردوا كذبة ابريل ولم يستوردوا...الصناعات التي تفوق فيها الآخرون. نحن علينا أن ننافس الآخرين في كل ما هو خير ولكن علينا أن نرفض كل ما يتنافى مع عقيدتنا ومع دييننا الحنيف. وأن ندرك أن تقليد الآخرين إنما هو انهزام فعلينا أن لا ننهزم والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ربى هذه الأمة على الأستقلال في الفكر والمنهج والسلوك وفي كل شيء. ولذلك عندما كان في حالة دفن ميت ومر به صلى الله عليه وسلم وبأصحابه يهودي وكانوا قياما فقال اليهودي: هكذا تصنع أحبارنا قعد عليه أفضل الصلاة والسلام وأمر أصحابه بالقعود لأجل أن يخالفوا مسلك اليهود حتى لا يتأثروا بهم. وقد قلت على منابر الدعوة كلمات أكثر من مرة نقلتها مماقاله المفكر الإسلامي والشاعر الكبير محمد إقبال ولا أزال أردد هذه الكلمات. وكم أتمنى أن يتكيف المسلمون شيبهم وشبابهم رجالهم ونساؤهم بمقتضى هذه الكلمات. فهو يقول: ( إن المسلم لم يخلق ليندفع مع التيار ويساير الركب البشري حيث اتجه وسار ولكنه خلق ليوجه العلم والمجتمع والمدنية ويفرض على البشرية اتجاهه ويملي عليها إرادته لأنه صاحب الرسالة وصاحب الحق اليقين ولأنه المسؤول عن هذا العالم وسيره واتجاهه فليس مقامه التقليد والإتباع إن مقامه مقام الإمام والقيادة مقام الإرشاد والتوجيه مقام الآمر الناهي ولئن تنكر له الزمان وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة لم يكن له أن يخضع ويضع أوزاره ويسالم الدهر بل عليه أن يثور عليه وينازله ويظل في صراع معه وعراك حتى يقضي الله في أمره إن الخضوع والإستكانة للأحوال القاسرة والأوضاه القاهرة والإعتذار بالقضاء والقدر من شأن الضعفاء والأقزام أما المؤمن القوي فهو نفسه قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يرد. هكذا شأن المسلم ألا يعتذر بأن هذا شيء مقضي وقد قضى الله علينا أن نكون أذلة. لا. المؤمن هو قضاء الله الغالب وهو قدره الذي لا يرد فعليه أن يتكيف وفق أوامر الله. وما المهانة التي لحقت المسلمين إلا من جراء بعدهم عن دين الله. فعليهم أن يرجعوا إليه رجوعا جميلا . أسأل الله تبارك وتعالى لي ولكم التوفيق.

    سماحة الشيخ/ أحمد بن حمد الخليلي

    المفتي العام للسلطنة
                  

العنوان الكاتب Date
الحذرَ الحذرَ من أعداء الإسلام .... .... الشيوعية والعلمانية Frankly03-05-06, 06:32 AM
  Re: الحذرَ الحذرَ من أعداء الإسلام .... .... الشيوعية والعلمانية Frankly03-05-06, 06:45 AM
    Re: الحذرَ الحذرَ من أعداء الإسلام .... .... الشيوعية والعلمانية Frankly03-05-06, 07:03 AM
      Re: الحذرَ الحذرَ من أعداء الإسلام .... .... الشيوعية والعلمانية Frankly03-05-06, 07:22 AM
        Re: الحذرَ الحذرَ من أعداء الإسلام .... .... الشيوعية والعلمانية Frankly03-05-06, 08:09 AM
          Re: الحذرَ الحذرَ من أعداء الإسلام .... .... الشيوعية والعلمانية Frankly03-05-06, 09:32 AM
            Re: الحذرَ الحذرَ من أعداء الإسلام .... .... الشيوعية والعلمانية Frankly03-05-06, 12:43 PM
  Re: الحذرَ الحذرَ من أعداء الإسلام .... .... الشيوعية والعلمانية khalid abuahmed03-05-06, 01:31 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de