|
مبارك والبشير .. تصادم دافئ على صفيح "نيل أزرق"
|
قمة العاصمة المثلثة .. توجد خلافات لا توجد!
نصر المجالي من المنامة: قبل نيف وعشرين يوما من انعقاد القمة العربية المنتظر انعقادها في الخرطوم ، عاصمة السودان المثلثة، فإن ما تحصّل عند خزنة (إيلاف) من معلومات يشير الى تصادم هامس ومحتمل ان يخرج الى العلن بين الخرطوم وجارتها القاهرة حول مكان انعقاد القمة وموضوعات أجندتها. وربط مراقبون بين جولة الرئيس المصري حسني مبارك الأخيرة في عدد من دول القرار الخليجية وما يصرح به مبعوثو الرئيس السوداني عمر البشير حول القمة واستحقاقاتها، وهل سيتم عقدها في الخرطوم كما هو مقرر أم في مكان آخر ، وكذا الحال هنالك بالتأكيد كما قالت مصادر دبلوماسية أمام (إيلاف) حول جدول الأعمال.
وكان الرئيس مبارك زار في الأسبوع الماضي كلا من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الكويت ودولة قطر حيث تحادث مع زعمء هذه الدول حول ملفات ساخنة يرغب الرئيس مبارك أن تكون جدول أعمال القمة المقبلة إن لم تكن لها الأولوية القصوى.
وما "يرهب" القيادة السودانية الطامحة الى حضور قوي للقيادات العربية على أرضها هو أن تلك الملفات ظلت عالقة من دون بحث جماعي عربي حيث كانت القاهرة دعت الى عقد قمة استثنائية لبحثها في شرم الشيخ، ولكن القمة لم تلتئم لظروف وفاة العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز في الصيف الماضي.
وترى القاهرة أنها الى اللحظة لم تلغ دعوتها لتلك القمة الاستثنائية لبحث تلك الملفات وفي مقدمتها الملف النووي الايراني الذي يقض مضاجع دول الخليج وكذلك منطقة الشرق الأوسط برمتها والوضع في العراق، والعلاقات السورية اللبنانية، إضافة الى التسوية في الشرق الأوسط التي أضاف اليها فوز حركة حماس بُعدا جديدا فيه للقاهرة ودول الخليج والاردن دور كبير.
ويرى مراقبون في لهجة تصريحات مبعوثي الرئيس السوداني للعواصم العربية حيث سلموا دعوات القمة نوعاً من توجيه اللوم للقاهرة متهمينها من طرف خفي "بالتحرك بشكل خفي لعرقلة انعقاد القمة في الخرطوم أو العمل على فرض جدول اعمال بأولويات بحشد عربي خلافا لما تريده الخرطوم من جدول اعمال على هواها كدولة مضيفة".
ولعل كلام مبعوثي البشير العاطفي في شأن "الترحيب بالزعماء العرب في الخرطوم لمشاركة الشعب السوداني احتفالاته بالذكرى الخمسين للاستقلال نوعا من الاثارة لتأكيد حشد الزعماء العرب للذهاب الى هناك"، حسب تحليل دبلوماسي عربي.
ولكن الدبلوماسي يقول من جهة أخرى "ولكن يبدو أن القيادة السودانية لها أجندتها الخاصة في حرصها على عقد القمة على اراضيها"، ويتابع "الخرطوم راغبة بحشد عربي وراءها لمواجهة أي تدخل غربي لحسم قضية دارفور، وهي ايضا عازمة على الاستقواء بالدول العربية لمواجهة المطالب الدولية بتسليم 17 من القيادات السودانية لمحاكمتهم بجرائم حرب ارتكبوها في دار فور، وقد يطاول الطلب الرئيس السوداني نفسه ومساعديه".
ويشير الدبلوماسي في هذا الاتجاه إلى أنه "حتى الطرح السوداني في توجيه بوصلة الامن القومي العربي من منطقة الخليج والخشية من القوة النووية الايرانية والوضع في العراق وعلاقات سورية ولبنان الى اوضاع الصومال والانشقاقات في جزر القمر وأوضاع جيبوتي والحال بين ليبيا وتشاد وأوضاع الصحراء الغربية ليست لها اولوية كبرى الآن في الأجندة العربية ما دامت ملفات المشرق لم تحسم كما ترى القاهرة وحليفاتها".
وإلى ذلك، يرى المراقبون أنه "حتى في حال انعقدت القمة العادية في الثامن والعشرين الحالي في الخرطوم حسب التسلسل الأبجدي في الدول التي تستضيفها حسب ما قررت قمة عمان 2001 ، فإن خلافات متوقعة ستتفجر سواء في الاجتماعات التحضيرية لوزراء الخارجية في 26 الشهر الحالي او في قمة قد يكتفي الزعماء العرب بالتوقيع على بيان لن يكون أكثر من بروتوكولي".
|
|
|
|
|
|
|
|
|