|
|
 مذكرة اللجنة التمهيدية لاستعادة نقابة الاطباء السودانيين.... للاطباء العرب في مؤتمرهم
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد/الأمين العام لإتحاد الأطباء العرب
السادة/ نقباء النقابات الطبية العربية
الموقرين
باسم الأطباء السودانيين نرحب بكم في داركم، ونتمنى لجمعكم الكريم إقامة طيبة،ومداولات ثرة، تخرجون منها بما يفيد المواطن العربي في أي مكان, وبما يحقق التطور والتقدم المهني للطبيب العربي ولمهنة الطب عموما.
ظللنا نتابع باهتمام ما يقوم به اتحادكم الموقر من أنشطة إنسانية كان لها عميق الأثر في دعم أشقائنا في فلسطين والعراق، مما أكسب الإتحاد إحتراما بالغا جعله محل ثقة المواطن العربي . كما ظللنا نتابع بتقدير وإعجاب بالغين مجهوداتكم المقدرة في إعلاء روح التضامن النقابي بين الأطباء العرب , وما تبذلونه من أجل ترقية الأداء العلمي والمهني للطبيب العربي , وتيسير عمله خصوصا فيما يتعلق بزيادة التعاون وتوثيق العلاقة بين السلطات الصحية والهيئات الأهلية والنقابية.
هذه النظرة تحتمها علينا التقاليد الراسخة للحركة النقابية للأطباء السودانيين,فمنذ نشأتها في عام 1949م وحتى حلها وحظر نشاطها في 1989م ظلت هذه الحركة حريصة غاية الحرص على أن تمسك بالتقاليد النقابية العريقة ، فحافظت على وحدتها و إستقلالها عن أي حزب سياسي أو نظام حاكم ، فاكتسبت حرية مطلقة في التعبير عن هموم أعضائها ، ورسخت الديمقراطية كمبدأ وسلوك يومي يتصفون به في مجمل أنشطتهم وتعاملهم مع الاخرين ، مما جعلها تحقق مكاسبا ونجاحات تخطت الميدان المحلي إلى الإقليمي والدولي. فعملت على تأسيس الخدمات الصحية في السودان وتثبيت هياكلها ، كما ساهمت في مكافحة الأوبئة وتقديم الخدمات المجانية على مستوى القطر , وأهلت الكادر الطبي والصحي ليكون قادرا على صياغة البرامج الصحية ، وتطوير قوانين الصحة العامة ، فكان أعضاؤها بحق ملتزمين جانب إنسان الريف ومناطقه المهمشة.
كما كانت حركتنا النقابية سباقة لمد يد العون للأشقاء في إفريقيا والوطن العربي , فتطوع أعضاؤها بالسفر إلى الكونجو استجابة لنداء ثورة لومومبا في 1964م , واستجابوا لنداء الأمة العربية في 1957م وساهموا بالمجهود الطبي في حرب القناة ، كما كانوا بجانب أشقائهم أيام النكسة عام 1967م ، وكانوا تحت الرصاص على مرمى النيران الإسرائيلية في قلب بيروت أثناء الإجتياح عام 1982م ، وعادوا مرة أخرى عندما دارت الحرب الأهلية في 1987م . أيضا كانوا في الصومال لإنقاذ ضحايا الحروب والمجاعات.
فيما مضى من سنوات حدثت متغيرات عديدة في الحركة النقابية الطبية ، نرى أنها أقعدت أطباء السودان عن مواصلة هذه القاليد العريقة ، نجملها فيما يأتي من نقاط :-
• ليس لأطباء السودان جسم نقابي يمثلهم منذ حل نقابة الأطباء المنتخبة عام 1987م. ولا زال أطباء السودان يحفظون لكم موقفكم المشرف في مؤتمر تونس 1989م عندما حاولت مجموعة إنتحال صفة النقابة والتحدث بلسانها ، فأبيتم إلا أن تنتصروا للديمقراطية وارتضيتم من انتخبه الأطباء لتمثيلهم في ذلك المؤتمر.
• اتحاد أطباء السودان بنص قانون تنظيمات الإتحادات المهنية لسنة 2004م هو اتحاد مهني وليس من أغراضه و أهدافه أي بنود مطلبية تخص الأطباء .( مرفق النظام الأساسي للإتحاد ).
• اتحاد أطباء السودان ظل يفتقر للشفافية والديمقراطية في إنتخاباته وأنشطته ، إذ ظلت أسماء محددة ومكررة تديره طوال سنين ممتدة ، وتحتكر أعماله بشكل مطلق في تجاهل تام لغالبية الكفاءات والخبرات العلمية والإدارية التي يذخر بها الحقل الطبي ، مما جعله معزولا عن السواد الاعظم من الأطباء ، ولا يكاد يسمع له صوت ، حتى صار البعض يطلق عليه تهكما " التنظيم السري للأطباء" . ويكفي أن الدورة الحالية للإتحاد لم يسبقها خطابي دورة وميزانية يطرحان على جمعية عمومية تضم كل أطباء السودان كما يقتضي العرف النقابي . إضافة إلى أنه لم تجر إنتخابات حقيقية يرشح فيها الأطباء أنفسهم ، ويقترعون فيها ، إذ أعلنت النتيجة بالتزكية في العاصمة وكل الأقاليم ، في غياب تام عن رقابة المنظمات المحلية والإقليمية ، وفي تغييب تام للأطباء الذين لم يسمع حتى كبار الإختصاصيين والإستشاريين منهم بإنتخابات إتحاد( يتحدث باسمهم)، مما حدى بهم إلى عدم الإعتراف بهذا الجسم .
هذه العزلة التي ورط فيها إتحاد الأطباء نفسه أدت إلى عزوف الأطباء السودانيين عن المشاركة في أنشطته ومقاطعتها بشكل تام-على قلتها- ، الأمر الذي يجعله يهلل لإفطار رمضاني يحضره بضع وعشرون شخصا جلهم من موظفيه وليسوا أطباء ، ويعده إنجازا من إنجازاته ، فأي بؤس هذا؟!!! ، كما أن الدار التي كانت ملتقى الأطباء وأسرهم ومنتدى ثقافيا وعلميا ، منعت أي جهة غيرهم من الإستفادة منها ، وتحولت لمعرض للأدوات المنزلية ومسرحا لحفلات الأعراس بالإيجار.
في هذه الغيبوبة أصبحت حال الطبيب السوداني لا تسر صديقا ولا عدوا ، تنبئ عن حاله ظروف سكنه اللاإنساني في (ميزات) تفتقر لأبسط مقومات الصحة التي هو قيم عليها ، و طرد الطبيبات من أماكن السكن التابعة لمستشفيات الوزارة دون أن يكون لهن نصير ، وبيئة العمل غير المهيئة بأبسط الوسائل ( كالإضاءة والتهوية الكافيتين ) لممارسة التطبيب ، والإعتداءات المتكررة على الأطباء في أماكن عملهم . فتراجع الوضع الإجتماعي للطبيب الأمر الذي شجع على وصمه بأبشع الصفات والنيل من مهنة الطب دون وجود الجهة التي تدافع عنه ، مما قلل من النفوذ المعنوي للطبيب- وهم أكثر القطاعات تأثيرا على الواقع الإقتصادي والإجتماعي .
إن المحصلة النهائية لكل هذا هو القصور المريع في اداء الطبيب لواجبه المقدس ، فمؤشرات الحالة الصحية للسكان هي من بين الأسوأ في المنطقة ، إذ يموت بالملاريا سنويا 11 من كل 10.000سوداني ، أما الدرن فإن السودان من بين سبعة أقطار تتحمل عبء انتشاره . الإيدز ، ارتفعت نسبة الإصابة به إلى 1.6 % من السكان ، ، وتعتبر حالة وجوده ( متوسطة ) حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية . و وفيات الأمهات بلغت 519 حالة مقابل كل 100.000 ولادة حية .
تقديم الخدمات الصحية الأساسية يكاد يكون معدوما في مناطق كثيرة ، كما أن عدم العدالة في تقديمها هو السمة الأكثر وضوحا . وينسحب ذلك على توزيع القوى البشرية ، إذ أن 80% من الأطباء مكدسون بالعاصمة ، في إهمال تام للأرياف .
إنفاق الدولة على الصحة هو من أدنى المستويات في العالم ( 3 دولارات للفرد في العام ، والحد الأدنى حسب توصية منظمة الصحة العالمية 32 دولارا )، ويمثل 5% فقط من الناتج القومي الإجمالي . هذا مقابل التوسع المهول في القطاع الخاص غير المدمج في السياسات الصحية القومية وتخطيط الموارد البشرية .
كما أن التوسع العشوائي في التعليم الطبي أدى لنتائج كارثية في نوعية الطبيب المتخرج ومستوى تأهيله وتدريبه ، كما فاقم من أزمة الوظائف ، فعرفنا لأول مرة ظاهرة (الطبيب العاطل ) في السودان.
السادة النقباء
إن المسؤولية الأكبر في هذا التدهور الصحي يتحملها إتحاد أطباء السودان ، بعدم شرعيته ، وهذا ما يخالف أنظمة إتحادكم الموقر ، الذي ظل يتمسك بأن تكون الأجسام والمنظمات الأهلية المكونة له منتخبة وتمثل قاعدتها ، وهذا ما لا يتوفر في إتحاد أطباء السودان ، إضافة إلى خلو نظامه الأساسي من كل ما يشير إلى صفته النقابية .
إن أطباء السودان مدفوعين بروح التضامن النقابي بين الأطباء العرب ، يودون لفت نظر سيادتكم إلى أن تكليف أي فرد من قيادة إتحاد أطباء السودان بمهمة تنفيذية في إتحاد الأطباء العرب إنما يؤدي إلى عزل أنشطة اتحادكم الموقر عن جموع الأطباء السودانيين ، ويجعلها غير فاعلة في الإيفاء بهدفها الأساسي الموجه لخدمة الإنسان السوداني والعربي .
كما أن هذا من شأنه أن يقلل من مصداقية اتحادكم الموقر الذي ظل لعقود الوجه المشرق لعموم الأطباء العرب .
اللجنة التمهيدية لإستعادة نقابة أطباء السودان
فبراير2006
الخرطوم
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Waly Eldin Elfakey
ombadda
علوبه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست