ونحن صغار كنا نرى بعض الاهتمام بحاضرة السودان وبوتقة انصهار أعراقه وثقافاته المختلفة (ام درمان) واليوم نرى أن مثل ذلك الاهتمام على قِلته في وقتها كاد أن ينعدم!! أنا شخصياً أرى أن كل عمليات الماكياج التي قصد بها التجميل تظل ناقصة في ظل عدم المتابعة والاهتمام.
لست منبهر بعدة طرق تم تعبيدها في الأطراف وتمت إضاءتهما فالأمر ليس بجديد بل كان في السابق أفضل فقد كانت إضاءة الطرقات والاذقة ليست بمستغربة بل كان الغريب وقتها أن تجد احد الاذقة مظلم علماً بان ايادي الاطفال كانت تطال تلك المصابيح بالنبال والحجارة ولكنها كانت تصلح في وقت وجيز!
وحتى الطرقات التي عبدت هي نفس الطرقات القديمة والشي الذي يلاحظه الجميع هو حوجة المدينة لطرقات جديدة لتفك هذا الازدحام الخانق جداً.
لا ادري إذا كان السبب وقتها هو وجود شخصيات سياسية مُسلط عليها الضوء وقتها داخل امدرمان هو الدافع إلى الاهتمام أم إن الأمر هو الشعور بأهمية المدينة التي قدمت الكثير حتى أصبحت مقارنتها ببقية المدن مجافاة للحقيقة بل جحود ومقابلة لأفضالها بإهمالها.
ما لفائدة من وجود محليات يمر موظفوها يومياً بشوارع تراكمت فيها الأتربة حتى اخفت معالمها ومجارىٍ أصابها تصلب الشرايين إثر تراكم الأوساخ!! نعم فرغماً عن كل سيارات جمع (القمامة) التي تجوب أحشاء امدرمان كل صباح ومساء وهي من الأشياء المحمودة إلا أن من أوكلت لهم مهمة جمع القمامة لم يجدوا الإشراف الدقيق والمباشر فأصبح الأمر بالنسبة للكثيرين منهم أشبة بالتنزه بسيارة (القمامة ) فهم غالباً ما يتركوا نصف الأوساخ خلفهم وهم يمارسوا لعبتهم المحببة في الركض والـ (التعلق) بالسيارة)
ما اقولة هو ملاحظات على شارع واحد فقط اسكن فيه وهو امتداد شارع ابروف غرب إشارة المرور (ماعرف قديماً بشارع حاج عربي) المؤدي لسوق امدرمان.
هذا الشارع يعد من الشوارع القليلة التي تقود إلى سوق امدرمان لكن الحركة فية أصبحت متعذرة بسبب الكميات المخيفة من التراب على جنباتة ومن الحفر التي أصبحت كالشراك التي كثيراً ما سقط فيها كبار السن والأطفال.
حتى الطرقات التي تمت سفلتتها أصبحت كالمسخ المشوه وهي تترك ضحية للتراب الذي لا يفصله عن الارتماء في أحضانها شي وهو متوفر بكثرة تجعلك في بعض الأحيان تحس بان الأمر فيه شي من التعمد...ولا أظن أن كل من شغل وظيفة الاهتمام بالمحليات قد عجز عن إجاد طريقة لتخليصنا من منظر جبال التراب القبيحة.
واكبر مثال عن عجز المحليات هو شارع الزعيم الازهري الذي اصبح واحدة من علامات التشوه المستدامة!!! بنتوأته التي لاتشبه شي سوى البراكين!!
وحتى بيت الزعيم إسماعيل الازهري فقد الاهتمام القديم فلم تطله يد الإصلاح قريباً علماً بان امر صيانته وتجديد طلاءه كان من واجب الحليات لسبب واحد وهو انه رمز من رموز الدوله وعلامة من علامات تاريخها.
لماذا لا يبعث بهؤلاء ليروا مدن أسست داخل الصحراء العربية حيث لاشي غير الغبار فحولها من خطط لها لرمز جمال أندر شي فيها التراب حتى انه أصبح يباع.
ونفس الممارسات القديمة والفاقدة للحكمة أيام مواسم المطر ففي هذا الموسم ومع ندرة الأمطار تتحول امدرمان لمستنقعات من الطين والوحل وروائح تزكم الأنوف وبعوض يتوالد فيفتك بالآلاف من قاطني امدرمان!!
كل ما نرجوه مزيد من الاهتمام فنحن لم نبخل على السودان بشي ولن نبخل ولكننا نود ان نحس بشي من الاهتمام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة