|
قالت العربية نت : شاب سودانى وامه سعودية يصبح كاثوليكا
|
Quote: دبي- خالد عويس
كانت (ن.ر) و(ر.ع) في طريقهما حوالي الخامسة مساء من جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا جنوب العاصمة السودانية، إلى الخرطوم بحري، شمال الخرطوم، حيث تقطنان. وكان على الفتاتين أن تعبرا "السوق العربي" وسط الخرطوم، للحصول على حافلة تعبر بهما النيل. وعنّ للفتاتين السودانيتين المسلمتين أن تمرا بـ"معرض الكتاب المقدس" شبه الدائم في شارع القصر أمام سينما "كلزيوم" إحدى أشهر دور العرض في العاصمة السودانية، بدافع الفضول، وربما شراء بعض الاكسسوارات التي تعرض هناك. وتقول "ن" لـ"العربية.نت" إن جولتها ورفيقتها في أروقة المعرض لم تطل كثيرا، إذ حاول شباب سودانيون مناقشتهما حول الإسلام والمسيحية. وخلال الحوار، الذي اعتبرته الفتاتان نوعا من التسلية، وامتدادا للأنشطة الفكرية والسياسية والثقافية في الجامعة، تمت دعوتهما للجلوس والنقاش خلف السرادق الكبير الذي يقام بداخله المعرض. وحين عبرتا السرادق، وخاضتا النقاش مع الشباب السودانيين، انبرى لهما شاب كان هناك، مشيرا إلى أنه كان مسلما، ومن عائلة معروفة، غير أنه بدل دينه من الإسلام للمسيحية، وإنه يتعين عليهما ربما اتباع الديانة ذاتها، كونها أكثر تسامحا من الإسلام. لم تبد الفتاتان حماسا للمسيحية، وعادتا إلى منزليهما بكتب عن المسيحية، ودعوة مفتوحة للنقاش أنى شاءتا. كان ذلك في صيف 2002، وباءت محاولة تنصير (ن.ر) و(ر.ع) بالفشل، إلا أن محاولات أخرى أتت أكلها تماما. كان عدد المسيحيين في السودان 10 أشخاص فحسب في 1911 ليبلغ 1500 بعد 10 أعوام ثم 10 آلاف مسيحيا في 1931، و100 ألف بعد 20 عاما أخرى، فـ 300 ألف في 1961، ثم 480 ألف في 1964، و880 ألف في 1982، في حين يقدر عددهم اليوم بحوالي 4 ملايين مسيحيا. لكن هذه الإحصائيات المستقاة من مصادر كنسية، تبدو غير دقيقة، إذ لم يجر مسح دقيق لتقدير الأعداد الحقيقية لمعتنقي الديانات والمعتقدات في السودان. وتشير مصادر غربية أخرى إلى أن نسبة المسلمين تبلغ 70% مقابل 25% من الاحيائيين و5% من المسيحيين. لكن هذه الإحصاءات ذاتها تبقى عرضة للتغيير في حال جرى إحصاء جديد، خصوصا بعد وقف القتال في جنوب البلاد. وفي السودان، حوالي 1200 كنيسة (في 1982) و60 مركزا للتنصير. وكانت الأنشطة التبشيرية موجهة في السابق للإحيائيين في جنوب السودان، ثم في جبال النوبة (جنوب كردفان، غرب البلاد) لكن السنوات الأخيرة شهدت اتجاها للتبشير المسيحي في أوساط المسلمين الذين يعيش غالبيتهم في شمال وشرق وغرب البلاد. ولطالما مثّل تآخي كنيسة "مار جرجس" و"مسجد حلة حمد" على ضفتي النيل الأزرق في الخرطوم، نمطا من القدرة على التعايش بين المسلمين والمسيحيين في السودان، على الرغم من أن حرب الجنوب مثلا، اتخذت طابعا دينيا في بعض الأحيان. لكن آلاف الأقباط والكاثوليك والبروتستانت لم يشعروا بقدر حاد من التمييز الديني، إلا في مطلع التسعينات حيث تعالت احتجاجاتهم على ما اعتبروه "استهدافا" من الحكومة الإسلامية في الخرطوم.
|
|
|
|
|
|
|
|
| |