المذابـح القادمـة إلى شــرق السـودان

Quote: همشكوريب وما جاورها من مناطق طوقان ومامان وشلالوب ورساي تعاني الآن من حصار قوات نظام الخرطوم لها عسكرياً بالجيوش وبالألغام من جميع الجهات عدا جهة الحدود مع إرتريا التي تبعد مسافة وعرة تستغرق الحركة فيها بالسيارات أربعة عشر ساعة، حيث

Quote: المذابـح القادمـة إلى شــرق السـودان عائشة حميدة في عام 1997 أعلنت قوات التجمع الوطني الديمقراطي مناطق واسعة في شرق السودان مناطقاً محررة، وفي عام 2001 أعلنت قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان تحرير همشكوريب والمناطق المجاورة لها من حكم نظام القهر والطغيان. وبعد مضي سنوات من ذلك الحدث التاريخي، ومع قرب إنسحاب قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان من تلك المناطق وفق مقررات مؤتمر نيفاشا للسلام، فإن همشكوريب وما جاورها من مناطق طوقان ومامان وشلالوب ورساي تعاني الآن من حصار قوات نظام الخرطوم لها عسكرياً بالجيوش وبالألغام من جميع الجهات عدا جهة الحدود مع إرتريا التي تبعد مسافة وعرة تستغرق الحركة فيها بالسيارات أربعة عشر ساعة، حيث قطعت القوات التابعة لنظام الخرطوم كافة أشكال حركة السكان للتواصل مع ذويهم في المناطق الأخرى وقطعت الطرق أمام نشاطاتهم الإجتماعية والإنسانية التجارية والثقافية. وإزاء هذا الوضع العسير ظلت جبهة الشرق تطالب الأمم المتحدة بتوفير ممرات آمنة للمواطنين لقضاء أمورهم الإنسانية ولتوصيل المعونات إلى همشكوريب وخلاوي القرءآن الكريم والمناطق المحيطة بها، ولم تلق هذه المطالب حتى الآن أي رد فعل موجب من الجهات الدولية، بل أحكمت قوات الخرطوم حصارها على السكان. وأدى الحصار الذي تقوده وحدات اللواء 21 في أروما بقيادة (الرائد) يونس محمود المعروف بتوجهاته الوحشية ضد معارضي النظام الطاغي المتمركز في الخرطوم إلى: إنقطاع السكان تماماً عن ماتيسر من نذر بسيط من خدمات التعليم النظامي والعلاج، على ندرتها، عدا جهود محمودة يقوم بها الشيخ سليمان علي بيتاي وأسرته لرعاية مقدرة لخلوة والدهم لتعليم القرءآن الكريم. وفي هذا الوضع الأزوم فإن ما تقوم به هيئتان دوليتان للإغاثة لا يكفي لتلبية منظمة لإحتياجات سكان المنطقة الذين يقارب عددهم مآئتي ألف شخص في ظل إنقطاع النشاط الرعوي والزراعي والتجاري. وإذ تتمركز قوات الحركة الشعبية في مناطق خور كبريت على بعد ثلاث كيلومترات من قوات نظام الخرطوم في مناطق أودي، فإن قيام قوات الحركة الشعبية بالإنسحاب من هذه المناطق بل ومن جملة شرق السودان، وفق مقررات نيفاشا ، سيفتح الطريق لهجوم واسع ظلت قوات نظام الخرطوم تتأهب له سنوات طويلة وقد تدعمه القوات المصرية المتمركزة في حلايب، مما يهدد المواطنين بإنتهاكات واسعة لحقوقهم في الحياة علاوة على ما ستحاوله قوات الخرطوم من المس بكرامة المواطنين جزاء حياتهم في المناطق المحررة، إضافة إلى تأجيج مثل هذا الهجوم للتوتر الإقليمي. في ظل المعطيات الإجتماعية والعسكرية السابق ذكرها، فإن المجتمع الدولي بمقتضى إتفاقات جنيف لحماية المدنيين في أوقات الحروب مطالب بالعمل على صيانة أرواح المواطنين وكرامتهم وبقية حقوقهم الإنسانية، وفتح ممرات آمنة لهم تمكنهم من ممارسة حياتهم الطبيعة، بعيداً عن الضغوط العسكرية والأمنية وبمنأى عن توتر العلاقات بين نظام الخرطوم ودولة إرتيريا الشقيقة. كما إنه من الضروري على ممثل هيئة الأمم المتحدة في السودان والمبعوث الخاص لمتابعة قرارات مجلس الامن الدولي في السودان إن يقوما في إطار إلتزاماتهما الأممية بالأتي:  إلزام حكومة الخرطوم بإعلان واضح لوقف الأعمال العسكرية والعدائية ضد مناطق وهيئات سكان شرق السودان.  توفير مراقبين دوليين وضمانات دولية لحماية أرواح ونشاطات سكان شرق السودان. إذا لم تحقق هذه المطالب فإن الوضع يمكن ان يتجه إلى أزمة كبرى تتكون من عنصرين:  إضطرار قطاع مهم من سكان شرق السودان إلى القتال بكل شيئ دفاعاً عن وجودهم وحقوقهم.  توتر الوضع الإقليمي بمناوشة قوات نظام الخرطوم المدعومة مصريا لقوات الحدود الأرترية وختاماً لهذا المقال فإن ما يخفف من إحتمالات حدوث هذه الأزمة هو تراجع قوات نظام الخرطوم خارج مناطق الشرق والشروع الجاد في مفاوضة جبهة الشرق، والتجاوب مع مطالبها العادلة بتوزيع السلطة والثروة والتخلي عن سياسة كنزهما وإستعمالهما لتحقيق مزيد من الإمتيازات لقوى التسلط والطغيان التي تحتكر 80% من موارد الشعب السوداني لمصلحة أقل من 5% من مجموعه، من حلف الطفيلية والبطش والفساد والتزوير والإرهاب.