|
إلى أين يمضى قطار التنازلات؟!
|
إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! لا أستطيع أن أصف أو أعبر عن المشاعر التى إنتابتنى وأنا أقرأ خبر إتهام الأمم المتحدة لكل من ليبيا وأريتريا وتشاد بدعم متمردي دارفور... ليبيا التى نظمت الصلح بين السودان وتشاد بالأمس في حضور الرئيسين السوداني والتشادي تدعم متمردي دارفور بتأكيد، هذه المرة، من الأمم المتحدة... ليبيا التى نظمت مؤتمر حسكنيتة الذي نصّب مني أركوي مناوي رئيساً لفصيلي لحركة تحرير السودان بحضور سفيرها في الخرطوم، ثم تم بعد ذلك تنصيب أركوي مناوي »قرنق غرب السودان« رئيساً للتحالف العريض الذى ضمّ كذلك حركة العدل والمساواة، بتحرك كثيف أمريكا التى كان لها القدح المعلى في كل الذى جرى والذى يجري في دارفور وشرق السودان ومن قبل في جنوب السودان، ولذلك لا غرو أن يصرح جورج بوش بالأمس أن العلاقات مع ليبيا تتحسن »ببطء«! وبالرغم من ذلك تعهد الحكومة لليبيا بملف شرق السودان كأول سابقة من نوعها على الأقل في تاريخ السودان كما عهدت من قبل بملف دارفور إلى تشاد التى ثبت تورطها في تمرد دارفور!. تذكرت والله، وأنا غارق في هذه التأملات المؤلمة، كيف استنفر الرئيس نميري الشعب السوداني لسداد القرض الليبى الذى طلبت ليبيا من السودان رده إليها عقب تدهور العلاقات بين البلدين، وكيف تدافع الشعب بالمناكب والأقدام للذود عن كرامة بلاده كما تذكرت كيف صدّت تشاد الضعيفة وببسالة مذهلة ليبيا عندما حاولت الأخيرة الإستيلاء على منطقة أوزو في الشمال التشادي، ثم تذكرت - ويا للحسرة - كيف طردنا قبل سنوات قليلة، عندما كان على عبد الفتاح وصحبه أحياء بأرواحهم وأجسادهم، السفير البريطاني في عزة وشمم وكيف بات سفراء الدول الهذيلة يسرحون الآن في بلادنا ويمرحون ويتآمرون ويتهكمون من السودان الذى أصبح »ملطشة« العالم ومذبلته التى ترمى فيها كل قاذورات ومصائب الدنيا، لدرجة أن طائراته توقف في المطارات الافريقية بدون سبب كما حدث لطائرة سودانير في نيجيريا بالأمس!. أريتريا الدويلة الجديدة التى صنعناها بأيدينا ونصّبنا رئيسها المتآمر علينا الآن والتى ظلت تدعم تمرد دارفور والحركة الشعبية منذ سنوات بل وأسهمت في إحتلال محضن القرآن الكريم »همشكوريب« المدنسة حتى الآن بأقدام التمرد رغم أنف نيفاشا كما أسهمت في الهجمات المتكررة على مدينة كسلا وشرق السودان، أريتريا هذه طلبت قبل أيام قليلة من حكومة السودان أن يكون لها دور في حل مشكلة دارفور، وليس في شرق السودان ولماذا لا يحدث ذلك وهي ترى ليبيا - دولة الرجل الواحد مثلها تماماً - تفعل ذات الشىء بالرغم من تورطها في دارفور بل وفي دعم قرنق من قديم الزمان، لماذالا تفعل أريتريا ذلك ووفودها تترى علينا ذهاباً وإياباً رغم كل الذى فعلته بنا والنائب الأول لرئيسنا ومستشار الرئيس ووزير الخارجية يزورونها تودداً وتزلفاً وأحياناً تمرداً! أريتريا هذه التى لم يتجاوز عمرها العشر سنوات بكثير شنت هجوماً كاسحاً على الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ووصفته بالفساد وعدم الكفاءة رداً على إتهام احدى لجان الأمم المتحدة لأريتريا بدعم متمردي دارفور بالسلاح والتدريب ولا نزال نذكر موقفها من طرد مبعوثي الأمم المتحدة من أريتريا قبل نحو شهرين، أما السودان »العاجز« فإنه لا ولن يفعل شيئاً مهما حدث وكيف يفعل وهو الذى تتحرش به دول في وزن أريتريا وتشاد وليبيا؟!. ترى ما الذى دهانا وأغرى بنا هؤلاء الصغار في نظر العالم أجمع إلا عندنا حتى بتنا نتودد إلى من يهيننا ونسلم السيف إلى جلادينا من الصغار والكبار؟!... تذكرت الرئيس السادات حين حدثت مشكلة بينه وبين ليبيا وكيف لقّن زعيمها درساً قاسياً ووصفه وصفاً كان فاكهة مجالس الأنس حينها؟!. وا حر قلباه.. إذ يجلس إليه زعماؤنا ويحاضرهم باستخفاف ويقرّعهم كأنهم تلاميذ فاشلون في حضرة معلّم مستبد!. ثم إنى لأتساءل من الذى أعطى الحكومة الحق في تمريغ سمعة السودان في التراب والرضا بكل هذا الهوان الذى يصيب هذا الشعب الأبي قبل أن يصيبها ومن أولى بأن نتذلل إليه ونقدم له التنازلات.. هؤلاء الأغراب المتآمرين أم بنى وطننا من القوى السياسية الكبرى التي ينبغى أن تُشرك في اتخاذ القرارات السياسية التى تتفاوض الحكومة بشأنها فإذا كانت قد وقعت نيفاشا التى فتحت علينا كل هذه الشرور بما في ذلك قرارات مجلس الأمن المهينة ودخول قوات الإيدز الأفريقية وطلائع الإستعمار الجديد من القوات الدولية وذلك بدون إستفتاء الشعب بل بدون أخذ رأى برلمانه الذى أُمر بأن يبصم ولا يناقش أو حتى رأى مجلس الوزراء فما أقل من أن تطرح أمر دارفور والشرق على الشعب أو على قواه السياسية الفاعلة وذلك حتى لا تتحمل وزر أكبر وأخطر القرارات في تاريخ السودان. قد نفهم مثلاً أن يمنح الجنوب خلال الفترة الإنتقالية من السلطة والثروة وفي مجال الترتيبات الأمنية ما منح من تنازلات بعضها يشكل خطراً على أمن البلاد القومي مثل الترتيبات الأمنية... ذلك أن هذه التنازلات تسرى فقط خلال الفترة الإنتقالية التى قد يريحنا الله تعالى في نهايتها بانفصال يقضى على مشكلة الجنوب إلى الأبد هذا إذا تجاوزنا قضية تكوين الجيش القومي، في حالة إقرار الوحدة، على أساس المناصفة بين الحركة الشعبية وبقية أنحاء السودان... لكن لا يمكن أن نفهم أن يتم التفاوض حول السلطة والثروة مع حركات متمردة وتعتبر ممثلة لدارفور بدون تفويض قائم على أوزان إنتخابية حقيقية من أهل دارفور هذا فضلاً عن أن دارفور لن تخضع لتقرير المصير الأمر الذى يجعل من أى تنازلات قرارات دائمة بغض النظر عن تطور الأوضاع السياسية والإجتماعية في السودان وذلك يحدث وربما لأول مرة في العالم ولا ندرى ما يتمخض عنه التفاوض مع جبهة الشرق التى لم يفوضها أبناء الشرق للتحدث باسمهم ولذلك يحق لي أن أسأل الحكومة: من الذى أعطاها الحق في رهن مستقبل السودان بأجمعه لهواها ورؤيتها السياسية وكأنها ستحكم كل الأجيال المقبلة وإلى الأبد أو كأنها تحكم بموجب تفويض إلهي وفقاً لنظرية الحق الإلهي للملوك؟!. وللحديث بقية.
الطيب مصطفي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | الطيب مصطفي | 02-13-06, 10:19 AM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | عبد الغفار عبد الله المهدى | 02-13-06, 11:11 AM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | jini | 02-13-06, 11:48 AM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | kamalabas | 02-13-06, 06:43 PM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | الطيب بشير | 02-13-06, 09:41 PM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | الطيب بشير | 02-13-06, 09:58 PM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | عاصم الطيب قرشى | 02-13-06, 10:27 PM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | الطيب بشير | 02-13-06, 10:58 PM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | عبدالرحمن الحلاوي | 02-13-06, 11:20 PM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | الطيب بشير | 02-13-06, 11:32 PM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | Mannan | 02-13-06, 11:15 PM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | الطيب بشير | 02-13-06, 11:27 PM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | عبدالرحمن الحلاوي | 02-13-06, 11:47 PM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | المسافر | 02-14-06, 00:23 AM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | الطيب بشير | 02-14-06, 10:39 PM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | عبدالقادر علي عبدالرحيم | 02-14-06, 03:27 AM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | ahmed haneen | 02-14-06, 04:19 AM |
Re: إلى أين يمضى قطار التنازلات؟! | مبيوع | 02-14-06, 06:32 AM |
|
|
|