|
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: عاطف عبدالله)
|
النهاية : في زمان سوف يأتي كانت المائدة معدة بالطعام، تحلق حولها عدة أفراد، كل يعبئ طبقه ويمضي به بعيدا عن الآخرين، عدا امرأة بدينة ممتلئة حد الإفاضة تتصدر المائدة، جالسة علي مقعد متحرك، لا شك في أنه صمم لها خصيصا حتى يسع جسدها المترهل الضخم ويحتمل وزنها غير عادي، قالت تلك المرأة البدينة بعد أن ملأت الوعاء الذي أمامها: - هل قدمت ميري الطعام لذلك الرجل المجنون . لم يرد عليها أحد ، فواصلت .. - هذا المخبول لولا كلام الناس لتركته في مستشفي المجانين ليتعفن ويموت، أتيت له بأفضل الممرضات كي يرعوه ويهتموا به لكنه لا يقبل أي رعاية أو أن يتناول أي طعام أو دواء إلا من يد تلك الخادمة الحقيرة.. أف ، مع من أتحدث أنا .. لما لا يرد علي أحد منكم. - وماذا سنقول فأنت قد صرت مجنونة مثله.. كلكم مجانين .. هذا بيت المجانين. كانت تلك هي سارة ، مطلقة، هجرها زوجها في اليوم التالي لزواجهما، ومن حينها لم يقربها رجل، ولا أحد يدري أعانس هي أم عازبة ، فهي لم تعد تجيب على مثل هذه الأسئلة منذ زمن بعيد، واصلت الأم البدينة سبابها للبنت، ولما كان فمها مليئاً بالطعام وهي في مثل تلك البدانة فلكم أن تتخيلوا منظر رزاز الأكل الذي كان يتطاير من فمها ويرش على المائدة .. - مجانين يا بنت الكلب ، والله لو أستطيع النهوض لأشبعتك ضربا .. مجنون أبوك ومجنون شقيقك الذي نهبنا ، لماذا لا تلحقوا بأخيكم ، بعد أن أخذ كل شيء وهرب. في تلك الأثناء وفي طرف قصي بالبيت الذي يشبه القصر المهجور وفي أحدى الحجرات الأسمنتية المغلقة كان ينزوي في أحدى أركانها وعلى لحاف وضيع مهترئ أفترش الأرض رجل نحيف وهزيل البنية يدعى عثمان، دخلت عليه امرأة جنوبية كهلة بعد أن فتحت باب الغرفة بمفتاح معلق على طرف ثوبها وبيدها صينية بها عدة أطباق صغيرة تحوى قليل من الخبز والأرز والمرق وكوباً من الماء وضعتهم أمامه وجلست هي بجانبه ترقبه حتى ينتهي من طعامه. كان عثمان مصاباً بحالة نادرة من الفصام النفسي، فهو لا يتعرف على أقرب الأقربين له من زوجة أو أبناء ، غارق في صمته وذهوله، لكن الذي حار الأطباء فيه هو أن هناك إنسان ظل عثمان يتعرف عليه على الدوام في كل الأحوال ويبتسم لمجرد ذكر أسمه، أنسان مجهول لا أحد رآه من قبل معه حين كان بكامل عافيته وصحته، ظل ذلك الإنسان يزوره من حين لآخر وحين تنتاب عثمان موجات صرع أو جنون ويبدأ في تحطيم الأشياء أو حين يرفض تناول الأكل أو الدواء كانت ميري تغيب لعدة ساعات بالنهار ولا تعود إلا وهو معها ذلك الرجل ، ما أن يأتي ويراه عثمان حتى يهدا ويستكين وتدخل الطمأنينة قلبه فيعود كأن ما به شيئاً بل ويستعيد كثيراً مما جرى له. كان ذلك الرجل هو الياس.
"أنتهى"
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | عاطف عبدالله | 02-10-06, 10:56 AM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | عاطف عبدالله | 02-10-06, 10:57 AM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | عبد الحميد البرنس | 02-10-06, 11:15 AM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | عاطف عبدالله | 02-10-06, 12:32 PM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | عبد الحميد البرنس | 02-10-06, 01:22 PM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | عاطف عبدالله | 02-10-06, 02:51 PM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | عاطف عبدالله | 02-10-06, 02:57 PM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | عاطف عبدالله | 02-10-06, 03:09 PM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | محمد خالد ابونورة | 02-10-06, 04:08 PM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | عاطف عبدالله | 02-10-06, 11:39 PM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | محمد خالد ابونورة | 02-11-06, 00:37 AM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | عاطف عبدالله | 02-11-06, 01:45 PM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | أحمد طه | 02-11-06, 07:30 AM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | عاطف عبدالله | 02-11-06, 01:51 PM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | ناصر محمد خليل | 02-11-06, 02:52 PM |
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة | عاطف عبدالله | 02-12-06, 12:35 PM |
|
|
|