|
|
 دخول الحركة الشعبية لجهاز الامن مجاك أقوت .. نائب صلاح غوش ..
|
عن الرأي العام
السبت11فبراير2006
دخول الحركة الشعبية لجهاز الامن
مجاك أقوت .. نائب صلاح غوش .. !!
عبد الغني احمد ادريس :
شكل ظهور القائد مجاك اقوت بقامته الفارعة ولغته الانيقة في ندوة مركز دراسات الشرق الاوسط وافريقيا عن دور اجهزة المخابرات وفق المتغيرات العالمية مفاجأة حيث كانت تلك باكورة اطلاله على الجمهور من خلال مسئوليته الجديدة التي انتدبه اليها حزبه وهي شغل كرسي الرجل الثاني في أكثر اجهزة الدولة حيوية وهو جهاز الامن والمخابرات الذي طالما كان مثار ومحور جدل كثيف وكثير وشد وجذب بين الإنقاذ وخصومها. اطلالة الرجل وحديثه جعلت الرأي العام تختاره شخصية تحت الضوء لملف هذا الاسبوع السياسي.
--------------------------------------------------------------------------------
سري وشخصي :
مجاك اقوت من أبناء دينكا بور الجنوبية يمت بصلة القرابة للراحل د. قرنق دي مبيور درس كل المراحل الاولية في الجنوب قبل ان ينتقل الى جامعة الجزيرة بوسط السودان التي هجرها لينضم الى صفوف الحركة في بواكير انطلاقها العام 1983م ليتلقى تدريباً عسكرياً وتأهيلاً سياسياً متقدماً في مدرسة الكادر التابعة للحركة بمدينة بونجا الاثيوبية اقليم قامبيلا مركز انطلاق ومحور الحركة وقتها للتمرد والتي كان يشرف عليها ويديرها وقتها القائد شول دينق (وزير الدولة بالخارجية بعد ذلك وسفير السودان بروسيا الآن) تحول بعدها للعمل بالتدريب لفترة ثم تم انتدابه كضابط استخبارات معركة بالميدان خدم خلال فترة التمرد بمناطق اعالي النيل لفترة وجيزة قبل ان يتحول الى قائد في منطقة النيل الازرق ضمن ما كان يعرف بكتائب الفونج ومنها إلى بحر الغزال كقائد عسكري ثم حاكم سياسي . استفاد من فترة اجازات الميدان وحركة التغيير التي كانت تقع في الحركة للقادة في ان يكمل دراسته الجامعية خارج السودان، بعدها تحصل على الماجستير من المملكة المتحدة.
في فترة الانشقاقات التي وقعت في الحركة بعد خروج رياك مشار ولام اكول اعتصم بمقود قرنق ولم يتخل عنه مما جعله يحظى بثقته المطلقة . نسبة لطول فترة تواجده بالميدان اصبح يتمتع بعلاقات وطيدة مع القادة الميدانيين مما اهله للعب دور الوساطة في بوادر الصراع الذي طفا بين سلفاكير وقائد الحركة السابق الراحل قرنق . خلقت له فترة تواجده ببحر الغزال الكثير من العداوات ابرزها مع السياسي المخضرم بونا ملوال الذي كاد ان يقوم بافشال زيارته المشهورة الى المناطق التي تخضع لسيطرة الحركة في رعاية سلفاكير.
اختياره للمنصب :
جاء ترشيحه لهذا المنصب مفاضلة في الخيارات بينه وادوارد لينو وبيور شول اسود ويرى مراقب لصيق للحركة ان اعتماد قيادة الحركة لمجاك اقوت عوضا عن الآخرين تعود الى ثلاثة اسباب رئيسية :
1 / التمثيل الضعيف لابناء بور وورثة قرنق في المركز جاء ضعيفاً وعلى غير المستوى بل ذهب جلهم في قيادة الحركة الى المشاركة في حكومة الجنوب.
2 / النظر الى طبيعة المؤسسة والقول الدائم بانها خط الدفاع الاحمر عن الانقاذ التي تركز اصلب كوادرها بها ، مما يتطلب ترشيح شخصية يسهل الخدمة معها دوان ادنى حواجز مسبقة او حساسيات في التعامل مثل حالة ادوارد لينو الذي ارتبط اسمه باليسار في الشمال وملف ابيي مما يمكن ان يجعل من تواجده في مثل هذه المؤسسة الحساسة خميرة عكننة في جهاز لا يحتمل ذلك.
3 / القدرات الذاتية والامكانات التي لا تتوفر للداته ممن وقع عليهم الاختيار لخوض المنافسة (الصبر، الهودء ، القدرة على العمل خارج الاضواء ، العمل الاداري).
وكما هو معلوم تأخر شغل الحركة الشعبية لهذا المنصب لاكثر من ستة أشهر من بداية تنفيذ الاتفاق في يوليو 2005م وحتي نهاية ديسمبر العام ذاته وهو الشهر الذي جرت فيه المصادقة على قرار تعيين السيد مجاك اقوت نائباً لمدير جهاز الامن والمخابرات الوطني في السودان إلى الخلف من اللواء مهندس صلاح عبد الله محمد محمد صالح والى جوار اللواء مهندس محمد عطا المولي ، ويبقى السؤال هل يشكل هذا الثلاثي فريق عمل منسجم ومتماسك يعبر بالبلاد في ظروف الفترة الانتقالية الحرجة بهذه المؤسسة الدقيقة الحساسة والفاعلة الى بر الامرمان ام ان عدوى الصراعات وحمى الخلافات من الممكن لها ان تنتقل كأي كائن طبيعي يتفشى ثم ينتشر اللواء صلاح قال لـ «الرأي العام» (حتى الآن لمسنا تجاوبا وانسجاماً كبيرين ، كما ان طبيعة المؤسسة ومستوى العمل والمسئولية فيها لا يتركان للقيادي بها أية فرصة لتفضيل خيارات او تغليب عوامل النزاع والشقاق حيث «السيستم» المنضبط والتدرج محفوظ وصحيفة الاعمال مدروسة لكل من يعمل فلا مجال هنا لمنافسة أو صراع).
اللواء حسب عمر الامين القيادي السابق بجهاز المخابرات يقول (اعتقد ان الحكم على قيادات الحركة المسبق بانهم في الطريق الى مصارعة الآخرين فيه تجنٍ كبير خذ مثالاً : اداء لام اكول في الخارجية ، ثانياً هناك مؤسسات ذات طابع قومي مثل الخارجية نفسها والإعلام والمخابرات تعبر عن برنامج الدولة والوجه القومي للبلاد فلا اعتقد ان من الحكمة جرها ولو بالطرق الإعلامي إلى خلق حالة من الصراع فيها).
مستقبله السياسي :
كما هو معلوم ان الخارطة السياسية للجنوب تتشكل وتتغير على مدار اليوم واللحظة ، فمنذ توقيع اتفاق السلام ورحيل القائد قرنق يتجه الاقليم للتحور من حركة القوى السياسية والاجتماعية ويعاد تشكيلها وفق أنماط تجدد الصراع وتعيد إنتاج جذوته ، فتحالف الحركة مع فاولينو ماتيب وعبد الباقي اكول شكل خلطاً لاوراق اللعبة السياسية في المنطقة إلا انه لم يشكل صدمة لاحد من لصيقي الشأن الجنوبي بسبب تبدل وتغير الاحلاف على غير قاعدة موحدة للصراع غير القبيلة والمصلحة وهو يعني انعدام عنصر المفاجأة في هذا النوع من الصراع ، من هذا الباب يمكن الدخول إلى محاولة استجلاء المستقبل السياسي للسيد اقوت الذي يتمتع بنفوذ كبير في اوساط اهله من ابناء بور قل ان يتوفر لرجل مخابرات (يلاحظ انه جاء الى كرسي المخابرات من باب سياسي وليس وفق تراتبية مهنية تعتمد الترقية وفق السيستم والهيكل) ، كما ان مستقبله السياسي رهين باعادة التحالفات في الحركة والجنوب والمركز على حد سواء فما يفرزه توضيح علاقة الجنوب بالمركز يتضح موقف الحركة في الجنوب وبالتالي تبادل الادوار وتغير القيادات وفق دورة الانتقال التي تنشأ من ذلك هل بصورة طبيعية سلسة وفق المؤسسات ام بحركة هز عنيف مثل انقلاب او صراع مسلح وهو ما تلعب فيه عصا السلطة ومالها اضافة إلى آليات المخابرات الدور الرئيسي وفق المتغيرات المذكورة آنفاً من الحركة الى الجنوب الى المركز.
|
|
 
|
|
|
|
Nazar Yousif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست