|
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)
|
وفي تلك الأيام عمت دارفور موجة غضب بعد إعلان الحكومة المركزية تطبيق نظام الحكم الإقليمي وتم تعيين حكام كل أقاليم السودان من أبنائها إلا في درافور التي أحس أهلها بالغبن والظلم والوصاية وكان ذلك الحدث هو القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون . وهبت الثورة في دارفور وخرج الناس في مختلف القطاعات – الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات والموظفين والموظفات والتجار والعمال خرجوا جميعهم في مظاهرات عارمة وسقط عدد من الضحايا وكادت الأمور أن تفلت وتتحول الثورة إلى حرب أهلية مسلحة وأفاقت الحكومة المركزية من عنادها وجورها واستدرك الرئيس النميري الأمر وعين أحد أبناء دارفور السياسيين حاكما مفوضاً على إقليم دارفور لأن الرجل كان هو الخيار الأفضل لهم ولأبناء الإقليم وهو نفسه لم يكن يرض بأقل من ذلك.
أخبرت أمينة والدتها صفية بالأمر وأكدت لها إن الضاوي هو الزوج المناسب وهو على الأقل معلم مثلها تفهمه ويفهمها كما أنه شخص متفائل ومتسامح ومرح وودود، وأبتسمت والدتها وهي متشككة في حديث إبنتها التي يبدو أنها غرقت في الحب وقالت لها (يا بتي) كل الرجال في البداية حلوين وودودين. إلا أن أمينة لا تطيق سماع ذلك فالضاوي في نظرها ملاك في هيئة أنسان، ولكن كيف تواجه والدها بمشاعرها وعواطفها؟ فهي لا تقوى على ذلك لأن المرأة آنذاك كانت محكومة بعادات وتقاليد، والحياء أيضاً يقف بينها وبين الحديث مع أبيها في مثل هذه الأمور. وفجأة خطرت ببالها فكرة لماذا لا تكاشف ابن عمها عبد الرحيم (رحومة) عسى أن يفهمها ويعينها في هذا الأمر فهو شاب متعلم عاش كل حياته في مدينة الفاشر- المدينة الفاضلة التي كانت قبلة المثقفين والأدباء وتميز أهلها بالتحضر والإنفتاح وإحتضان الغرباء وهي بذلك تكون قد فتقت الجرح ثم طببته بالدواء.
وفي المساء إنتهزت أمينة فرصة خروج والدها للنادي حيث كان يلتقي بأصدقائه وأصفيائه كل يوم فيتجاذب معهم أطراف الحديث ويسمع منهم آخر الأخبار والنكات والحكايات في الحي، ولم تتردد أمينة في مكاشفة ابن عمها بحقيقة مشاعرها وهي تحبه وتعزه مثل أخيها الأكبر وتأثر رحومة تأثراً عميقاً بكلام ابنة عمه وطمأنها وقال لها ما (تشيلي) هم وأتركي هذا الأمر لي وسوف أعالجه مع عمي. وتنفست أمينة الصعداء وأيقنت أن حلمها سيتحقق في القريب العاجل، وكان ابن عمها هو العقبة الوحيدة والآن قد أعطاها كلمة وعد وشرف أن يقف معها. ولم ينم رحومة تلك الليلة فقد ظل يصارع أحاسيسه ولوعته على ابنة عمه فكيف يتركها للغرباء وهو أولى بها حتى من أمها وأبيها. ماذا يفعل وكيف يتصرف؟ هل يذعن للأنانية والعنصرية والتقاليد الظالمة؟ نعم ابن العم حسب التقاليد هو أولى ببنت عمه من غيره لكن الحب سيل جارف يحطم كل شيء.
نواصل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | Mohammed Haroun | 02-04-06, 07:47 AM |
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | منى أحمد | 02-04-06, 07:06 PM |
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | Mohammed Haroun | 02-05-06, 04:22 AM |
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | Mohammed Haroun | 02-06-06, 01:30 AM |
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | Mohammed Haroun | 02-09-06, 00:02 AM |
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | adil amin | 02-09-06, 02:20 AM |
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | Mohammed Haroun | 02-09-06, 04:58 AM |
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | Mohammed Haroun | 02-10-06, 00:48 AM |
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | Mohammed Haroun | 02-13-06, 04:54 PM |
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | أنور أدم | 02-13-06, 05:46 PM |
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | Mohammed Haroun | 02-14-06, 02:47 AM |
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | Mohammed Haroun | 02-16-06, 05:08 PM |
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. | Mohammed Haroun | 02-19-06, 09:20 AM |
|
|
|