|
|
 القنصل السوداني بالرياض يلغي جمعية خيرية بدوافع سياسية بقلم: آدم العمراني
|
التدخل السافر من جانب السفارة في شؤون الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع السوداني في الرياض بلغ جداً لا يمكن السكوت عنه فالتمادي في سلب الحقوق الوطنية للإنسان السوداني يفرض علينا كشف الممارسات والتجاوزات التي يقوم بها المسئولين في السفارة السودانية في الرياض، فالقنصل موظف عام جاء لخدمة الإنسان السوداني وليس لسلب وهضم حقوقه وحرمانه من مكتسباته الاجتماعية والمعنوية التي حققها بمجهوده الخاص ونالها بكفاءته من خلال الأنشطة الاجتماعية .. المسئولين في السفارة السودانية بالرياض يتصرفوا كما لو كان لا توجد حقوق وطنية عامة للآخرين وكما ليس لغيرهم حقوق في الوطن ولا يوجد قانون لحمايتهم وحماية حقوقهم ومكتسباتهم.
يبدو إن الحالة العامة في عهد الإنقاذ أخذت الفهم الذي يقول بان الحكومة حكومة عسكرية جاءت بالقوة ولها أن تفعل ما تريد وان أهل الإنقاذ يقولوا إن حكومتهم تحكم بدون رقيب ولا حسيب وليس للآخرين الحق في الاعتراض على ما تفعل هذه الحكومة وان الموظف العام في حكومة الإنقاذ يتصرف كما لو كان الأمر ملك له ولا يبالي، كيف لا وان عبد الرحيم محمد حسين وزير الداخلية السابق ووزير الدفاع الحالي عندما انهارت عمارة ستشفى الشرطة في عهده ودمرت المعدات الطبية التي تقدر بملايين الدولارات، ماذا فعل رئيس الجمهورية وماذا قال عنه؟ قال عنه رئيس الجمهورية إن الرجل يستحق التكريم فهو البطل الذي صنع الانقلاب وقام بأعمال بطولية تاريخية يجب أن تحفظ وتشفع له وان انهيار عمارة واحدة من عشرات العمارات التي شيدها هذا البطل لقوات الشرطة يجب أمر بسيط يجب إلا يلتفت إليه وقام بالثناء والإشادة بالرجل وعلق على استقالته بأنها استراحة محارب وقام بمكافأته بتعيينه وزير للدفاع مرة واحدة.
صدق أو لا تصدق هذا هو القانون السوداني في عهد الإنقاذ، الوزير في الدول المتحضرة يستقيل أو يعفى من منصبه لموت بهيمة في حديقة الحيوان وهنا في السودان الجرائم ترتكب نهاراً وجهاراً والمسئولين من هذه الجرائم هم أبطال يستحقون التكريم ويستحقون المكافأة هذه هي عجائب السياسة السودانية التي تجعل من قياداتها ورموزها أبطال مقدسين لا يطالهم القانون على حساب هذه المثل والقيم السودانية السمحة فالشعب السوداني الحاضر الغائب لا يستطيع أن يفعل شيء أمام هذه الممارسات والجرائم التي ترتكب بحقه . . بالرجوع لموضوعنا القنصل السوداني بالرياض القصة وتفاصيلها كالآتي :
إن هناك جمعية خيرية باسم بابنوسة والمجلد تم تسجيلها في السفارة السودانية سنة 1994م بواسطة مجموعة من أبناء المنطقة ولقد سبق أن قمت أنا شخصياً بتسجيل جمعية خيرية أخرى باسم المنطقة الجنوبية لولاية غرب كردفان تضم المحافظات الثلاثة آبيي والسلام ولقاوة وأنا شخصياً عضو في هذه الجمعية ومن المؤسسين لها وصاحب فكرتها.
وقد عقدت هذه الجمعية عدد من المؤتمرات والاجتماعات واختارت جميع لجانها بالانتخاب وتشكلت لها مؤسسات ولجان منتخبة ولديها مجلس مركزي ولجنة تنفيذية وتم تسجيلها في السفارة السودانية بموجب شهادة تسجيل رسمية موجودة الآن لدى أمينها العام لقد أودع ملف هذه الجمعية لدى السفارة مع كامل العناوين والهواتف ثم ماذا حدث بعد ذلك؟ وماذا فعل القنصل السوداني بالرياض بخصوص هذه الجمعيات؟
قام القنصل السوداني بعدد من التجاوزات القانونية تتعلق بهاتين الجمعيتين المذكورتين أعلاه.
أولاً : اشترك القنصل السوداني بالرياض مع آخرين في ترتيبات وتنسيقات وإجراءات دون علم لجنة الجمعية المسجلة في السفارة السودانية بالرياض وقام بتسليم إدارة الجميعة الخيرية للمنطقة الجنوبية لولاية غرب كردفان لمجموعة موالية ومساندة للمؤتمر الوطني بالرياض والمجموعة هي من أبناء المنطقة لقد قام القنصل بهذا الفعل دون أن يخطر اللجنة التنفيذية المسجلة في السفارة باسم هذه الجمعية ودون الرجوع للمجلس المركزي المسجل في السفارة وإنما تم كل ذلك بطريقة غير قانونية مخالفة حتى للأخلاق السودانية وكانت الصدمة والمفاجأة أن يقوم القنصل بتسليم رئاسة جمعية المنطقة الجنوبية لولاية غرب كردفان لأحد الأشخاص الموالين للمؤتمر الوطني وبطريقة مخالفة للنظم والإجراءات القانونية السليمة وهو شخصية معروفة بانتمائها لنظام الإنقاذ والولاء له. هذا هو ما فعله القنصل السوداني بالرياض دون الرجوع للجنة الجمعية المسجلة في السفارة السودانية بالرياض الأمر الذي أوقع الضرر البليغ بأهل المنطقة وعطل الكثير من مصالحهم وتسبب في تعميق نار الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة فلولا الحكمة التي تحلى بها القائمون على أمر الجمعية لكان الأمر تطور ووصل مرحلة الصراع بين أبناء المنطقة الواحدة. من المؤكدة بان هذا هو ما تسعى إليه الإنقاذ كعادتها في تأجيج نار الفتنة بين أبناء الأسرة الواحدة هذا هو ما تريده حكومة الإنقاذ والسلوك الذي اشتهرت به حكومة البشير هو سلوك فرق تسد ولكن إن حكمة وعقلانية المجموعة المنتخبة صاحبة الحق في هذه الجمعية فوتت الفرصة على السفارة السودانية بالرياض في تحقيق مبتغاها وفضلت أن يظل هذا الملف مفتوح وما زال هذا الموضوع قيد النظر والبحث في انتظار الفرصة المناسبة لفتحه ومناقشته وحسمه لصالح الديموقراطية والحرية بإذن الله.
هذه هي تفاصيل الأمر الأول المتعلق بجمعية المنطقة الجنوبية لولاية غرب كردفان ـ آما الأمر الثاني المتعلق بجمعية بابنوسة والمجلد ، فهذه قصة اغرب من الخيال ولا يمكن أن يصدقها عقل فهي كالآتي:-
كما ذكرت بان جمعية بابنوسة والمجلد تم تسجيلها في السفارة سنة 1994م بواسطة مجموعة من أبناء المنطقة جمدت نشاطها منذ فترة وكنت متابعاً لملف هذه الجمعية وكنت أسأل عنه كلما سنحت سانحة مع المسئولين في السفارة فكانت الإجابات عن الأسئلة التي أقوم بطرحها من وقت لآخر غير كافية وغير مقنعة بالنسبة لي فقد سعيت وحاولت أن اعرف واطلع اللجنة التنفيذية لهذه الجمعية ولكني لم أجد إجابة وفشلت في الحصول على أسماء الرئيس والسكرتير وكنت انتظر الفرصة لتجديد تسجيل هذه الجمعية وتفعيل نشاطها ـ ففي إحدى المرات وقبل ستة اشهر تقريباً وجدت فرصة وقمت بتسجيل هذه الجمعية وحصلت على شهادة تجديد تسجيلها من السفارة السودانية بالرياض بعد أن قمت بالتشاور مع عدد كبير من أبناء المنطقة نتج عن هذا التشاور تكوين لجنة تنفيذية برئاستي وسكرتارية الأخ الشاب الشريف عيسى إسماعيل وعضوية آخرين من أبناء المنطقة.
فأودعت هذا الملف لدى السفارة السودانية بالرياض بعد اكتمال الترتيبات والإجراءات والمشاورات واستلمت شهادة تجديد تسجيل الجمعية بنفسي من السيد القنصل / يوسف أحمد يوسف.
المفاجأة التي فوجئت بها بان أحد الأخوان من أبناء المنطقة يسلمني رسالة مكتوبة من القنصل السوداني بالرياض تحمل اسمي فقط دون أن تشير أو تذكر منصبي فالأمر كان مقصود أن تتم مخاطبتي بشكل غير رسمي ولا توجد في الرسالة أي إشارة للجنة التنفيذية المسئولة عن الجمعية فالتجاهل كان واضحاً فالرسالة تفيد بالآتي :
يقول القنصل السوداني وبكل بساطة ودون مراعاة لأبسط حقوق الإنسان يقول بعد المراجعة تبين لنا بان هناك تشابه بين أعضاء جمعية بابنوسة والمجلد وبين جمعية محافظتي آبيي والسلام ومنعاً للازدواجية قررنا إلغاء تسجيل جمعية بابنوسة والمجلد وهذا هو مضمون الرسالة ـ يا للعجب بمجرد أن هناك شخص من المتعاونين مع السيد القنصل ذهب إليه وطلب منه عدم رضاءه عن تجديد وتفعيل هذه الجمعية بواسطة مجموعة من أبناء المنطقة الذين لا علاقة لهم بالمؤتمر الوطني فيتخذ السيد القنصل القرار مباشرة بإلغاء الجمعية ولا يكلف نفسه بالاطلاع على تواريخ تسجيل الجمعيتين آيهما قبل الأخرى ومعرفة طبيعة كل واحدة منها يا سبحان الله ما هو الذي يمنع سكان مدينة من تسجيل جمعية باسمهم وما هي العلاقة بين المعتمدية والمحافظة أو الولاية والمدينة ثم إذا كان هناك سبب أو مبرر يدعو للإلغاء فالواجب والمفروضان يلغي السيد القنصل جمعية معتمديتي آبيي والسلام إذا كان الأمر فعلا مبني على معلومات حقيقة مرتبطة بالواقع ولكن يبدو إن السيد القنصل لم يعطي لنفسه الفرصة الكافية لدراسة الأمر ولم يبني قرار الإلغاء على أسباب منطقية فكانت الدوافع السياسية هي الغالبة على قراره ومؤثرات الولاء الحزبي كانت واضحة، الأمر الذي لا يناسب الموقع السيد القنصل الذي يفرض عليه التعامل مع القضايا العامة بمسئولية ومراعاة حقوق المواطن السوداني بقدر من العدل والمساواة وعدم الاندفاع وراء العواطف السياسية والحزبي فيجب أن يعلم الجميع ويعلم السيد القنصل ويعلم كل مسئول في حكومة الإنقاذ وفي السفارة السودانية بالرياض بان المواطن السوداني لا يتنازل عن حقه في المواطنة والعدل والمساواة والحرية والديموقراطية وكذلك لا يتنازل عن مكتسباته التي يحققها بمجهوده وابتلاءته وكفاحه ونشاطه الاجتماعي ويجب أن يعلم الجميع بان الحق لا يضيع، وإننا إن سكتنا اليوم لن نسكت غداً. فالحقيقة يا أخي القنصل السوداني بالرياض هي ليست كما ذكرت في خطابك بان هناك تشابه في الأسماء في عضوية الجمعيتين والأمر هو ليس منعاً للازدواجية كما تقول فهذه الأمور التي ذكرتها في خطابك هي غير حقيقية وليس هي المقصودة، وإنما المقصود هو بان منطقة المسيرية أصبحت منطقة مستهدفة من قبل نظام الإنقاذ وإنسان هذه المنطقة هو أيضاً الآخر مستهدف من قبل نظام الإنقاذ والأدلة والأمثلة في ذلك كثيرة ومتعددة أهمها إن ولاية غرب كردفان الوحيدة من بين ( 26 ) ولاية يتم تذويبها وإزالتها من الوجود وضمها لولاية جنوب كردفان بحجج ومبررات لا علاقة لها بالواقع، وكذلك إن الغرض منها طمس هوية الإنسان المسيري وان قضية آبيي هي أيضاً قضية مفتعلة ومصطنعة والزج بها أمر مقصود من قبل نظام الإنقاذ والأمثلة في ذلك كثيرة ولكن نقول حسبي الله ونعم الوكيل.
السيد القنصل في كل الأحوال فأنت في ورطة كبيرة فان إلغاء جمعية بابنوسة والمجلد إذا كان بسبب تشابه في الأسماء ومنعاً للازدواجية كما تقول فالأمر لا يخلو من انك أيضاً في ورطة كبيرة، لأنك اتخذت قرار الإلغاء دون سند قانوني فإذا كان ما ذهبت إليه من مصوغات ومبررات تستدعي لإلغاء فالواجب والمفروض أن تلغي جمعية معتمديتي آبيي والسلام لأنها مسجلة بعد جمعية بابنوسة والمجلد بفترة زمنية طويلة.
فالأمر هنا يحتاج إلى مجموعة من الإجراءات والمعالجات لتفادي كثير من التداعيات والتطورات واهم هذه الإجراءات فتح التحقيق الفوري لمعرفة الأشخاص أو الجهات وراء عرقلة وتفعيل أنشطة بعض الجمعيات الخيرية بدوافع سياسية.
ثانياً وان منع الازدواجية الذي جاء في خطابك لا يشمل جمعية بابنوسة والمجلد لأنها مسجلة سنة 1994م وعندما تم تسجيلها لا يوجد أي تعارض أو تضارب بينها وبين جمعية أخرى أن منع الازدواجية لو كان صحيحاً فهو ينطبق على جمعية معتمديتي آبيي والسلام لأنها تم تسجيلها سنة 2002م وأنا الذي قمت بتسجيلها بالسفارة وفي ذلك الوقت لم تكن هناك أي ملاحظة من السفارة وتم تسجيلها بدون أي تحفظ بالرغم من وجود جمعية بابنوسة والمجلد ويجب أن تعلم يا أخي القنصل بان هناك عشرات الجمعيات المسجلة في السفارة من أبناء المنطقة الواحدة وفي مدن ومناطق مختلفة وان هناك روابط صغيرة مدمجة في رابطة واحدة تسمى وتعرف بالرابطة الأم ولا يوجد أي تعارض فلماذا السفارة تتعامل بمعايير مزدوجة مع أبناء الوطن الواحد فالأمر يحتاج إلى مراجعة وان القنصل ليس من حقه أن يلغي حسب ما هو يريد فيجب أن يكون هناك نظام وقانون يشمل الجميع ويجب أن تعلم يا أخي القنصل بان جمعية بابنوسة والمجلد ما زالت قائمة وموجودة ومن حق أعضائها ممارسة نشاطهم وإذا كان لديك وجهة نظر في ذلك فنحن جاهزون وإذا ثبت انك متورط في التآمر ضد المسيرية فعليك الرحيل دون تأخير والمطلوب هو أن تسود روح المحبة والمودة بين أبناء الوطن الواحد والمنطقة الواحدة من اجل السلام والتعايش السلمي وعلى السفارة السودانية بالرياض أن ترعى هذا التوجه وتدعم الترابط والتعاون ولا تسعى لزرع الفتنة والضغائن بين الناس ولا تعمل على أسباب الفرقة وتأجيج الصراعات لان السفارة أوجدت لخدمة ورعاية الجميع وان حادثة إلغاء جمعية بابنوسة والمجلد لن تمر دون معرفة من وراء تسليم رابطة المحافظات لمواليين للمؤتمر الوطني ومحاسبة الأيدي الخفية التي تعمل من وراء المسيرية ولابد من فتح تحقيق في هذا الأمر لوقف العبث ووضع حد للتدخلات السافرة وغير المبررة من قبل المسئولين في السفارة بالرياض في شئون منظمات المجتمع المدني السودانية.
آدم العمراني
كاتب ومحلل مقيم بالسعودية
ـ صورة لكل من :
• وزير رئاسة مجلس الوزراء
• الأمين العام لجهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
ahmed haneen
إسماعيل وراق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست