|
Re: شكر على تعازي .. من أبو بكر القاضي (Re: أبو بكر القاضي-الدوحة)
|
Quote: سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 14/1/2006 7:16 ص بسم الله الرحمن الرحيم
برقية تعزية للأستاذ : أبوبكر القاضي في وفاة زوجته وصهره وصديق نجله
قال تعالى : ((يأيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي )) صدق الله العظيم
إلى السيد : القاضي الذي ترتعش بنظرة منه عقد السياسة حتى تنحل من شدة الإرتجاف ، وإلى الأخ الذي ينتعش به سروراً دست الرياسة ، حتى يتيه على الأسلاف ، والفيلسوف المستشار الذي تفرعت عنه أصول الحكم والحلم ، والهمام الذي أعيا النجوم أن تباريه في علو الهمم وشحذها ، والرفيع الذي سارت عنه أمثال المجد المؤثل وإنتشر على السمار حديث فضله المرتل . إلى الكاتب الحصيف : أبوبكر القاضي الذي لم يعرف قلمه يوماً ما التثاؤب طالما ظل يكتب معبراً عن حال وأحوال وآمال أمته الفتية وجماهير شعبه الصامدة ، وإلى الأديب الرقيق الذي عرفناه ولمسناه من كتاباته الثرة ومقالاته المتنوعة الجذالة .
إلى قطب السودان الذي لو بفضله ** مدحت بني السودان كفتهم فضائله
فإني أقول بادئ ذي بدء الفقد عظيم .. والمصاب أليم .. والموت حق والرضاء به عبادة .. فأسأل الله أن يخفف لوعتك .. ويرقئ دمعتك .. ويجنبك الجزع .. ويوقيك الهلع .. ويلهمك الصبر .. ويجزل لك الأجر .. وأسأل لك المولى عز وجل ألا يريك مكروهاً .. وأن ينزل الشهداء منزل صدق مستقراً ومقاماً .
أما بعد ...
أخي من علم أن القضاء واقع ، وأن الأعمار رهائن المصارع ، فلم يصحب دهره على غرة ، ولم يفتر ، من الأقدار بفترة ، لم تكبر عليه الرزيئة إذا اغتالت ، ولم يطمئن إلى السلامة وإن طالت ، فإن للدهر رقدة و هبة ، وإن لليالي كمنة و وثبة . ومثلك من أدرك مبادئ الأمورومصايرها ، وعرف موارد الحياة ومصادرها . وإنما الموت طور من أطوار الوجود ، وآخر أعمال الحياة بالموجود . ولا أزيدك علماً بالكون وشرائعه ، والكائن وطبائعه - إنما هي ذكرى لمن فجأه الرزء فشغله ، وحل بساحته القضاء فأذهله - وحسبي من التعزية علمي بما عندك من موارد العلم المباح ، ومن التأسية ما تعلمه من حال مخاطبك وهو سائل الجراح . الموت كأس كل الناس شاربه ** والقبر باب كل الناس عابره فالموت أخي القاضي باب من أبواب الطبيعة لا مفر للإنسان من ولوج فيه ، وعون من أعوان الحياة لابد للحي من توافيه - وإسم الحياة لا معنى له بغير إسم الموت ، ولفظ العسش متضمن للفظ الفوت ، وإني متيقن أنك أخي أبوبكر ما تجاسر أن يلمس أذياله رسول الحزن والأسى ، ولا عارض نور حكمته عارض من ظلمة ذاك الدجى ، و ما تسنى لطفيلي الفزع أن يتلمظ على مائدة حلمه بعد إرتقاء هضباته ، ولا طمع أشعبي الجزع في إستجداء من معدن وقاره وثباته .
إن الفجيعة بالرياض نواضراً ** لأجل منها بالرياض ذوابلاً
ألهمنا الله عليهم جزيل الصبر ، وألبس الأخ أبوبكر محمد القاضي ثوب الأجر إن شاء الله - وتقبلهم الله بواسع رحمته مع الصديقيين والنبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً ومستقراً ومقاماً . وإنا لله وإنا إليه لراجعون
عبدالفتاح محمد إبراهيم عثمان |
|
|
|
|
|
|
|
|
|