|
|
 خالدة زاهر في عيد ميلادها الثمانين!..عدنان زاهر
|
. خالدة زاهر في عيد ميلادها الثمانين!
عدنان زاهر
يقول بعض المفكرين والمهتمين بكتابة التاريخ في السودان ، أن واحد من أسباب وجود فجوات في تاريخنا يرجع لندرة وضعف وجود المادة التاريخية المكتوبة التي توثق لأحداث كثيرة جرت في وطننا. ويشيرون تحديدا لضعف الكتابة التي توثق للذات أو الكتابة عن من يمتون اٍلينا بصلة القربى. ويبدو أن ذلك النأي - الذي يتحدث عنه كتاب التاريخ – ترجع أسبابه للتواضع الذي يميز الشعب السوداني وبعده عن تمجيد نفسه أو التطرق للمآثر التي قام بصنعها اٍضافة اٍلى أسباب أخرى متفرقة لا يسعى المجال لذكرها.
بمبادرة من المجلة الاٍلكترونية "سودان للجميع" في طرحها خط لتكريم الرواد في السودان وبطلب من الدكتورة نجاة محمد علي والدكتورة شادية زاهر وفي عيد ميلاد دكتورة خالدة الثمانين الذي يهل علينا غدا – (8/1/1926 – 8/1/2006) وفي محاولة متواضعة ضمن مقال صغير أمزج فيه العام بالخاص وضمن مساهمة مع آخرين سعوا لنفس الهدف وهو كسر حاجز الصمت والتوثيق عن الأشخاص وهم أحياء أكتب هذه الكلمات.
خالدة زاهر الساداتي هي البنت البكر لضابط في الجيش السوداني وقائد للفرقة السودانية التي حاربت في حرب فلسطين عام 1948، أخت لتسعة أخوات وتسع أخوان. وجدت نفسها فجأة في تحدي مع الذات ومع المجتمع المنغلق في ذلك الوقت عندما شجعها والدها واسع الأفق لمواصلة مشوار تعليمها. خالدة كانت قدر ذلك التحدي بدخولها كلية غردون الجامعية كأول طالبة سودانية. يحكى أن هنالك بعض من أعيان الحي الذي نسكنه وهو "فريق ريد" بالموردة وبعض أعيان أمدرمان كانوا ضد فكرة تعليم المرأة ناهيك عن مواصلة تعليمها الجامعي و عملها بعض التخرج. كان ذلك هو التفكير السائد في ذلك الزمن وهو أن تظل البنت حبيسة المنزل الذي يعتبر مكانها الطبيعي. وبالنهج العشائري الأبوي أتى ذلك النفر اٍلى والدي واحتجوا أو اعترضوا أن يسمح لاٍبنته أن تدرس مع الرجال. يقول بعض من حضروا ذلك اللقاء أن والدي ذكر لهم "بتي خالدة دي لو عجنوها مع رجال عجينتها مختلفة" ومن ثم رفض طلبهم بشجاعة وحسم. تخرجت خالدة من كلية غردون كأول طبيبة سودانية عام 1952 وكان ذلك حدثا مهما ومشهودا وخطوة رائدة في تاريخ تطور المرأة السودانية.
شاركت خالدة الحركة الوطنية نضالها ضد المستعمر بجسارة فائقة قائدة للمظاهرات وخطيبة اٍعتلت منبر نادي الخريجين في أواخر أربعينات القرن الماضي في زمن لم يكن يسمح للمرأة بالخروج من المنزل وتم اٍعتقالها من جانب المستمر نتيجة لذلك النشاط. وتواصل ذلك النشاط السياسي الوطني بعد خروج المستعمر مساهمة بفعالية في كل القضايا التي تهم الوطن والمواطنين ومدافعة بشدة عن الديمقراطية ورافضة لكل أشكال الديكتاتورية.
ظل على الدوام ضمن منظورها ومن أهم اهتماماتها قضايا تحرر المرأة السودانية ومساهمتها جنبا اٍلى جنب مع الرجل في تفاصيل الحياة وتطور المجتمع وسعت اٍلى تحقيق ذلك الهدف بصبر وعزيمة واصرار. كانت تعلم أن تحقيق هذا الهدف يتطلب من المرأة شيئين هما تأسيس تنظيمها الخاص بها ونشر الوعي ومن ثم كونت وهي في بداية تعليمها الثانوي مع الأستاذة فاطمة طالب "رابطة المرأة" ومن ثم لاحقا ساهمت وكونت مع كوكبة من الرائدات السودانيات أمثال حاجة كاشف، فاطمة أحمد اٍبراهيم، نفيسة المليك، أم سلمة سعيد، عزيزة مكي...الخ على سبيل المثال وليس الحصر تنظيم الاٍتحاد النسائي السوداني ومن ثم اختيرت كأول رئيسة له. ساهم الاٍتحاد النسائي في نضاله الضاري والدءووب في تحقيق مكتسبات للمرأة السودانية لم تحققها تنظيمات نسائية في كثير من البلدان العربية والأفريقية حتى اليوم . استطاعت المرأة بنضالها أن تدخل البرلمان السوداني وأن تتبوأ مراكز متقدمة في كل الوزارات الحكومية ، جامعة الخرطوم ، القضاء ، الاٍدارة ، الشرطة، القوات المسلحة....الخ
من خلال اٍيمانها بقضايا تحقيق العدالة الاٍجتماعية وقضايا تحرر المرأة اٍنضمت اٍلى الحزب الشيوعي السوداني وصارت أول اٍمرأة تحصل على تلك العضوية.
تدرجت في السلك الوظيفي حتى وصلت لدرجة وكيل وزارة في وزارة الصحة. من خلال عملها جابت كل أقاليم السودان منادية وناشرة للوعي بصحة الطفل والمرأة وحقوقها ومحاربة للعادات الضارة. وقدمت كثيرا من الخدمات الكبيرة والجليلة عندما عملت لفترة من الزمن مديرا لمركز رعاية الطفل باأمدرمان الواقع بالقرب من مستشفى التيجاني الماحي.
منحت الدكتورة الفخرية من جامعة الخرطوم في احتفالها الماسي في 24/2/2000 وذلك لريادتها ومساهمتها في تطور المجتمع السوداني ومسنادتها قضايا المرأة ظل هنالك دوما شئ يميزها وهي شجاعتها وجرأتها وقدرتها على قول الحق واٍبداء الرأي مع النظرة الثاقبة للمستقبل وسعة صدرها في سماع صوت الآخرين. ذلك النهج أجبر حتى من يخالفونها الرأي على اٍحترامها . في رحلة لها في القاهرة اٍلتقت في حفل عام ببعض قادة المعارضة في ذلك الوقت. وفآجئت الجمع عندما خاطبتهم قائلة "مش أحسن الناس يناضلوا ضد هذا النظام من الداخل بدل العمل من الخارج؟" حقيقة توصل اٍليها بعض من اٍولئك القادة بعد سنوات طوال!
باشرت بمسئولية وعقل وقلب مفتوح شئون أسرتها الكبيرة. وساهمت مع أشقتها المرحوم الأستاذ أنور زاهر، والمرحومة الأستاذة فريدة زاهر والأستاذ هلال زاهر أطال ومد الله في عمره في مساعدة اٍخوتها حتى أتموا جميعم تعليمهم الجامعي وكانت هي المثل الذي يحتذونه. ولا زالت تسهم وتعطي في سخاء.
أتذكر بعد خروجي من المعتقل وتعذيبي على يد رجال الأمن في عام 1992 وكنت وقتها أسكن معها في منزلها بالعمارات بالخرطوم قامت بشجاعتها المعهودة بالاٍتصال بكل من تعرف من رجال الرأي والقانون ومن ضمنهم في ذلك الوقت المحامي أبيل ألير لتوضيح ما تعرضت له وحالتي الصحية المتدهورة. كنت أشفق عليها كثيرا خوفا أن تتعرض لمثل ما تعرضت له لكنها لم تبالي في وقت صمت فيه الكثيرون.
قارئة نهمة ومطلعة ومثقفة من الطراز الأول ، كنت أتحدث معها قبل أيام عبر الهاتف وقبل سفرها من لندن للخرطوم للاٍحتفال بعيد ميلادها مع أسرتها الصغيرة فذكرت لي أنها لا تدري ماذا سوف تفعل اٍذا – لا قدر الله – حدث شيئا لعينها السليمة وذلك لأن عينها الأخرى قد أعطبها داء السكري. ثم أعطتني أسماء لثلاث كتب كانت تقوم بقراءتهم في ذلك الوقت ذاكرة أنها لا تستطيع القيام باٍرسالهم لي لأنها سوف تقوم بأخذهم للسودان وطلبت مني أن أرسل لها كتابا صدر حديثا عن مانديلا في كندا. عندما ذهبت لمكتبة "تورنتو" لاٍستعارة تلك الكتب قيل لي أن هذه الكتب حديثة ولا توجد الآن بالمكتبة وهنالك قائمة طويلة للمنتظرين لها والكتب هي
1) Long Walk to Freedom. Author: Nelson Mandela. Publisher: Little Brown & company, 2005.
2) The Da Vinci Code. Author: Dan Brown. Publisher: New York: Doubleday, 2003.
3) Darfur: the Ambiguous Genocide. Author: Gérard Prunier. Publisher: Cornell University Press, 2005.
4) A Prisoner in the Garden. Author: Nelson Mandela. Publisher: Penguin Group (Canada), 2005.
خالدة تؤمن اٍيمان كامل أن الجيل الجديد من النساء يقع عليه عبء قيادة العمل النسائي والاٍجتماعي، وتؤكد بتواضع أن هذا الجيل أقدر منهم على تفهم مشاكل عصره ووضع الحلول المناسبة لها وتلك هي سنة الحياة.
زوجة للمرحوم الأستاذ الفذ والمربي الفاضل وأحد مؤسسي حركة اليسار في السودان عثمان محجوب الشقيق الأكبر للشهيد عبدالخالق محجوب والأستاذين محمد وعلي محجوب.
أم للدكتور أحمد عثمان، الدكتور خالد عثمان، مريم عثمان والدكتورة سعاد عثمان وهم عصارة جهدها وتنشئتها مع رفيق دربها المرحوم الأستاذ عثمان محجوب.
اٍمرأة في قامة الدكتورة خالدة زاهر يحتار المرء كثيرا في كيفية تكريمها أو الاٍحتفاء بها ، الشئ الوحيد الذي قدرت على فعله هو أن أطلق اٍسمها على أحد بناتي متمنيا أن تصبح مثل عمتها وأنا مدرك تماما للحمل الثقيل الملقى على عاتق صغيرتي.
أهنئك بعيد ميلادك "ماما خالدة" كما يحلو للبعض من الجيل الجديد أن يطلقوا عليك وعقبال مائة عام.
7 يناير 2006
نقلاً
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خالدة زاهر في عيد ميلادها الثمانين!..عدنان زاهر (Re: امبدويات)
|
عندما نتحدث عن الدكتوره خالده زاهر فى عيد ميلادها الثمانين ، فأننا نتحدث عن ثمانين حولا من المساهمه المستمره فى التحديث ونتحدث عن أناس كرسوا حياتهم للنضال من أجل سودان حر ديموقراطى ، كما أننا نتحدث عن الجانب المضىء فى تاريخنا . تصدت الدكتوره خالده زاهر مع أخريات لقضايا التحديث والتجديد فى زمان كان من الصعب فيه على امرأه أن تخرج من منزلها لسبب غير الأسباب الظلاميه المعروفه ( لبيت زوجها ) أو ( لمثواها الأخير )
التحيه للدكتوره خالده زاهر فى عيد ميلادها الثمانين والتحيه لكل نساء السودان بهذه الناسبه العظيمه والتحيه لحركة القوى الجديده الديموقراطيه ( حق ) بتكريمها للمراه السودانيه ، بأختيار الأستاذه هاله عبد الحليم كرئيسه للتنظيم فى مؤتمر (حق ) الثالث الذى انعقد فى هذا الشهر .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خالدة زاهر في عيد ميلادها الثمانين!..عدنان زاهر (Re: Shao Dorsheed)
|
ثمانون عاما
فى كل عام سلم من ضوء
وفى كل سلمة عتبة من وعى ..
وفى كل عتبة ..شحنة من طموح
وفى كل شحنة ...نواة ..لغد
وكل الانوية ..تدور حولها ..ازمنة ساطعة ..
ولم تزل تحثنا للمضى فى هذا الارتفاع ..والضياء
حتى كدنا نلامس نجوم السماء..
كل عام وانت سماء نساء السودان ..مرصعة بنجوم..من علو وضياء..
يا حبيبة الكل
يا دكتورة ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خالدة زاهر في عيد ميلادها الثمانين!..عدنان زاهر (Re: امبدويات)
|
شكرا على التوثيق .
لم اتشرف بمقابلتها بالرغم من مزاملتى لشقيقهاالراحل المناضل انور زاهر سنوات نضال فى ظروف صعبه - كان مناضلا صلبا لا تلين له قناة - حتى اخر لحظات حياته - (بالرغم من تآمر البعض عليه) - انه كان مثالا يحتذى وقدوة ثورية اصيله كاصالة اسرته -
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خالدة زاهر في عيد ميلادها الثمانين!..عدنان زاهر (Re: امبدويات)
|
ليست خالدة (او كما تطلب هى زاجرة لنا خالة خالدة) فى البدء التى تستحق الكتابة عنها بل اتمنى ان نبدا او يبدا لنا احدهم او احداهن بالكتابة عن العم المرحوم زاهر ... لنعرف "من اين اتى هؤلاء" او كيف تحدى هو فى زمن قاس و صعب كل ما حوله و من حوله ليدفع ببناته فى طريق محفوف بصعاب و مخاطر جسيمة،
حكت لنا الخالة خالدة فى احدى المرات عن نوعية المصاعب التى كن يواجهنها فى سبيل الخروج للمدرسة ... بدت لنا مضحكة و خيالية و لا تخطر ببال احدنا اليوم، كثر و كثيرات اليوم من نشاوا و نشان و هذه الحقوق تبدو لهم عادية و بديهية يجب ان يلموا بهذه التفاصيل ليعلموا و يعلمن انها لم تنل ببساطة و سهولة كما يعتقد البعض .
تحدثت كثيرا مع شادية زاهر انهم ـ اعنى الجيل اللاحق فى الاسرة ـ مقصرين فى حق كبارهم و فى حق اسرتهم ، لانهم لم يهتموا بعكس التاريخ و التجربة المشرقة والمشرفة والفريدة للاسرة ... لم يكتب عنها ـ فى حدود علمى ـ احد بسبب التحيزات التى تملأ هذا السودان ...
للخالة خالدة الامنيات بمزيد من العمر والصحة والنجاحات والعطاء
دمتى يا عظيمة و رائدة و عالمة و متفتحة العقل و باهية القلب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خالدة زاهر في عيد ميلادها الثمانين!..عدنان زاهر (Re: امبدويات)
|
عزيزتي امبدويات
اخي عدنان
د.خالدةاو ماما خالدة....
تحية طيبة لكم وعيد ميلاد سعيد لكم ولعظماء تاريخنا الانساني...واقول لهاد.خالدة...ونحن في غربتنا كلما ضاقت بنا سبل الحياة ّ طلت علينا ملامحكم الجميلة فانقذتنا من شرور غيرنا يا منقذينــــــا...
مع حبنا لها
نورالدين عطا السيد/ هالة هلال زاهر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خالدة زاهر في عيد ميلادها الثمانين!..عدنان زاهر (Re: امبدويات)
|
د. خالده زاهر
اول طبيبه سودانية1952
كل سنة وهي بألف خير
متعها الله بالصحة والعافية
من نساء وطني العظيمات من اللاتي وضعن اللبنات الاولى لتحرر المرأة السودانية من قيود التخلف والرجعية
| Quote: خالدة تؤمن اٍيمان كامل أن الجيل الجديد من النساء يقع عليه عبء قيادة العمل النسائي والاٍجتماعي، وتؤكد بتواضع أن هذا الجيل أقدر منهم على تفهم مشاكل عصره ووضع الحلول المناسبة لها وتلك هي سنة الحياة. |
وتواصل الاجيال مهم لاستكمال المسيرة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خالدة زاهر في عيد ميلادها الثمانين!..عدنان زاهر (Re: امبدويات)
|
هلال زاهر الساداتي
التحية للأخ أو الابن عصام جبر الله و للمشاركين في هذا البوست :
وقد تساءل في معرض تحيته للدكتورة خالدة زاهر عن أبيها زاهر ودعا إلى تعريفه وشفع هذا بقوله (من أين أتى هؤلاء ) ووضعت العبارة بين قوسين , وافترض حسن النية والرغبة في المعرفة عن الرجل , واحسب عصام من الأجيال الحديثة وبخاصة التي نشأت ودرست في عهد الديكتاتوريات بداية من عهد جعفر نميري وانتهاء بعهد الجبهة القومية الإسلامية وفيها حاول الحكام الجدد جهدهم أن يطمسوا ويشوهوا تاريخ السودان والحركة الوطنية و أدوار رجالات ونساء السودان , وذلك لأنهم بلا تاريخ وبدون إسهام ولو القليل في تاريخ السودان الحديث ودعك عن تاريخه القديم , ونكتفي بهذا عنهم , وكانوا يطلقون علي تلك الحقب الوطنية ويا لسخرية القدر ! عهود التيه والضلال !!
وتلك الأجيال تعرضت لتجهيل وغسيل أدمغة ممنهج وحرموا من مصادر المعرفة الصادقة النزيهة عدا آلة الدعاية الضخمة للدكتاتورية من صحف وتلفزيون و إذاعة ومنابر إضافة إلى نظام التعليم , ولذلك نجد لهم العذر لانهم ضحايا هذه الأنظمة الفاسدة المتسلطة . وودت لو أن السائل أورد صيغة السؤال بغير هذه العبارة لأن هذا السؤال بتلك الصيغة أورده الطيب صالح عن رجال الإنقاذ وحكمهم الذي خالفوا فيه تقاليدنا السودانية السمحة وأتوا بممارسات ذميمة دخيلة علينا لا يقرها خلق ولا ديننا الإسلامي من ظلم فاحش وتعذيب وقتل مما يترفع عنه السوداني الأصيل .
زاهر سرور ينتمي إلى دارفور ومن قبيلة الفور وفي الفور ينحدر من الفور الكيرة وهي العائلة المالكة لسلاطين الفور ووالده حسب الله أبو بكر إبراهيم والذي أوفد ابنه أبو بكر لتلقي العلم في الأزهر الشريف, وتحصل علي شهادة العالمية في كل فروع الدين الإسلامي وكان نابغة بشكل ملحوظ وكان العلماء يفتخرون به ولقبوه ب (ابن السادات) وذلك عندما علموا انه ينتسب للعائلة المالكة وقالوا في ذلك انه جمع بين العلم والنسب العالي , وعاد للفاشر ومنها ذهب إلى (منواشي) مسقط رأسه و أهله ومنواشي هذه تقع بين الفاشر ونيالا , وهناك تولي التدريس في الجامع الكبير بالمدينة وتزوج بالميرم عرفة بنت عبدالرحمن من أمراء العائلة المالكة .
و أما والده حسب الله فقد جاء إلى امدرمان في جيش الأمير محمود ود احمد وقبل مجئ الجيش إلى امدرمان ومر بشرق كردفان ووصل إلى جبل الداير وسكانه نوبه – ضباب , وهناك تزوج والد زاهر من ابنة عمدة الضباب وهي مستورة بنت نور عبدالرحمن .
ووالده راس مية في جيش الأنصار وحارب في عطبرة ضد الجيش الإنجليزي المصري الغازي , وعقب ذلك قاتل في كرري أيضا وتقهقر مع بقايا جيش المهدية مع خليفة المهدي عبدالله التعايشي حيث كانت وقفتهم الباسلة النهائية واستشهدوا جميعا في أم دبيكرات وكان ذلك في ديسمبر 1899 .
وانجب ابنه الوحيد زاهر عند معركة كرري في امدرمان في 2/9/1898 . وبعد استشهاد والده تزوجت والدته من سرور والذي رباه وجعله ابنا له , وادخله المدرسة وهو في مدرسة امدرمان الأميرية الابتدائية كان لديهم مدرس مصري قاس فظ فاتفق تلاميذ الفصل علي إعطائه علقه ساخنة وضربوه بألواح الإردواز علي رأسه وكتفيه فخرج هاربا وذهب مشتكيا للناظر والذي استدعي البوليس وساقوا زاهر ومعه ثلاثة بحسبانهم قادة المعتدين وانتهي الأمر بتجنيدهم كأولاد في الجيش , وعلم نفسه ذاتيا وكان قارئا نهما وكون مكتبة كبيرة , وترقي إلى ضابط وتدرج في الرتب إلى رتبة البكباشي (مقدم حاليا) وكانت رتبة كبيرة في الجيش يصلها السودانيون علي أعتاب المعاش .
وحارب زاهر في الحرب العالمية الثانية في ارتريا وأثيوبيا بعد طرد الطليان من كسلا والتي كانوا قد احتلوها , كما حارب في شمال أفريقيا في ليبيا , وعند حرب فلسطين الأولي في عام 1948 تطوع للقتال ضد الصهاينة وقاد القوة السودانية التي كونها مؤتمر الخريجين والتي أبلت بلاء أشادت به الصحف العالمية , وجرح خمس جراحات و أسره اليهود وفك أسره بعد الهدنة في عام 1949 . وعمل بعد المعاش ضابطا إداريا بكردفان ثم محافظا للبرلمان في عهد عبود والديمقراطية وفترة عهد نميري .
أما علي الصعيد الوطني فقد كان عضوا في جمعية اللواء الأبيض وعضوا في حزب الأشقاء ثم الحزب الوطني الاتحادي , وعضوا في اللجنة الستينية لمؤتمر الخريجين العام .
وكانت داره في فريق ريد بالموردة بأمدرمان عامرة بأصدقائه العديدين من كافة الأحزاب فكانوا يضمون الأنصار والختمية والشيوعيين والاتحاديين . ولقد تعودنا منه حرية الرأي والوطنية والديمقراطية وتعلمنا منه الشجاعة والإخلاص , وكان في كل أمر هام يجمعنا نحن أبنائه جميعا من بنين وبنات والوالدة , وكان لا يفرق بين ولد وبنت في المعاملة , وكان يعرض علينا الأمر ويدلي كل واحد منا برأيه فيه بوضوح وصراحة وكان يأخذ برأي الأغلبية .و استميحكم عذرا أن انقل ما كتبه مكتب الخارج للحزب الشيوعي السوداني في 18/1/1994 عن المرحوم أنور زاهر والذي كان عضوا للجنة المركزية للحزب وما جاء فيه عن زاهر و أسرته :
(( نشأ أنور زاهر سرور الساداتي في أسرة وطنية معروفة , وكان والده ضابطا وطنيا شارك متطوعا في حرب فلسطين الأولى وكان بيته مقرا لاجتماعات مكثفة لتوحيد الحركة الوطنية مطلع عام 1946 , واليه كان يتوجه طلاب المدارس العليا وهم يتلمسون طريقهم لدور يناسب شبابهم وحماسهم وثقافتهم في النهضة الوطنية , كان العم زاهر أحد المثقفين العاملين في ذلك الوقت , ووضع مكتبته العامرة بالمؤلفات السياسية والاجتماعية تحت تصرف جيل الشباب الصاعد . لذلك كان طبيعيا أن يخرج من تلك الأسرة الرائدة المعروفة خالدة زاهر وان يخرج أيضا المناضل الطليعي أنور و أشقاؤهما ).
هذا بإيجاز تعريف بزاهر سرور الساداتي و أرجو أن يروي الغليل بمعرفة هذا الرجل والذي اعتبره قد سبق زمنه بتعليم ابنته تعليما عاليا ووقف وحيدا شامخا في وجه رياح التخلف وأعاصير الرجعية حتى انتصر .
واكرر الشكر والتقدير لأعضاء هذا البوست وللأخ عصام جبرالله وتحياتي الخالصة للابن نور الدين عطا السيد لإتاحة هذه السانحة لي .
هلال زاهر الساداتي _ القاهرة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
امبدويات
Ahmed El Gasim
Muna Khugali
Ishraga Mustafa
Tragie Mustafa
عبدالكريم الامين احمد
خالد العبيد
كمال قسم الله
Tumadir
Adil Osman
nada ali
مريم الطيب
عمر ادريس محمد
Adil Isaac
Aymen Tabir
انعام عبد الحفيظ
فيصل محمد خليل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست