حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 09:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-10-2006, 10:56 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة

    ماذا جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة ؟
                  

02-10-2006, 10:57 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: عاطف عبدالله)

    لقد كنت أظن بأن السعادة تكمن في العلم والمعرفة فتعلمت وبحثت حتى نلت أرفع الدرجات العلمية ، لكني أكتشف بأن السعادة لا توجد بين طيات الكتب ، فظننتها في المال والبنون فجعلت لي من البنون سبعة وكنزت من المال والغني ما يكفي حتى أحفاد أحفادي، لكن رغم كل ذلك لم أعثر للسعادة على أثر!!.

    "عثمان بطل هذه القصة"
                  

02-10-2006, 11:15 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: عاطف عبدالله)

    العزيز عاطف:

    تحية. ولا أستبق الحوادث. بيد أني أخمن فقط أين توجد سعادة عثمان بطل هذه القصة!!!.
                  

02-10-2006, 12:32 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: عبد الحميد البرنس)

    الأديب والفنان والرجل الذي أستعاد لنا هيبة الرجل التقدمي في هذا البورد
    عريس البورد عبد الحميد البرنس
    Quote: ولا أستبق الحوادث. بيد أني أخمن فقط أين توجد سعادة عثمان بطل هذه القصة!!!.

    تخمينك في محله .. فمنبع السعادة واحد
    وهل هناك ماهو أجمل من وقع أبتسامة طفل في القلب اليساري ؟؟
                  

02-10-2006, 01:22 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: عاطف عبدالله)

    عودة بعدين خالص (وجه ضاحك)!.
                  

02-10-2006, 02:51 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: عبد الحميد البرنس)

    حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة

    وقائع ما جري في الزمن الحاضر

    سحب عثمان أحد المقاعد التي تحيط بالمائدة وجلس عليه، كان طبقه معداً سلفا، وكالعادة ملئ بالخضار المسلوق ، كم تشتهي نفسه الآن تناول قطعة مشوية من لحم الضان، أو فخذ دجاجة محمرة مع الفلفل الأخضر الحار والليمون ، لكن ماذا يفعل مع توجيهات الأطباء له ، ففي آخر فحوصات طبية قام بها في مستشفى القلب بمدينة ميونخ حذره الأطباء الألمان من مغبة تناول اللحوم بمختلف أشكالها وألوانها وأيضا البهارات الحارقة التي يعشقها وحتى الملح منع منه وحددوا له أنواع الأطعمة التي يجب تناولها فصار أكله كالدواء يتناوله مجبرا وعلى مضض .
    جاءت زوجته وهي ترفل في ثوب مغربي منقوش بالحرير وتزين معصمها بأسورة ذهبيه والخاتم الماسي يعكس أشعة الشمس التي تخترق خيوطها زجاج نوافذ غرفة الطعام ، الزوجة امرأة في عقدها الخامس ممتلئة قليلا لكنها تبدوا أصغر كثيرا من عمرها، بادرت قائلة تخاطب الزوج:
    - يا أبو محمد .. لقد اشتريت اليوم طقمين من أطقم العشاء الفرنسية الفاخرة كل طقم يحتوي علي خمسة وتسعين قطعة.
    - طقم واحد ألم يكن كافيا.
    - بالطبع لا ، فروعتهما لا تصدق لقد كنت أود شراء طقم ثالث منها لو وجدت لكنهما كانا آخر طقمين بالمحل، وصاحب المحل بعد أن تعرف علي وعدني بأن يوفر لي طقماً ثالثاً في القريب العاجل.
    - ............
    - آه .. هناك أمر آخر لقد قمت بشراء ثياب حريرية جلبت من دبي .. تخلب الألباب ، اشتريتهم من أجل حضور زفاف ابنة صديقتي عائشة والذي سيقام العام القادم ، بالطبع لابد لي من الظهور بمظهر جيد أليس كذلك ؟.
    - .............
    - لم تقل شيئا ... ألن تعلق عليهم ..ألا تود أن تراهم ، على كل حال ستصلك الفواتير للسداد غدا في المكتب.
    قالت ذلك وسحبت هي الأخرى مقعدا بطرف المائدة المقابل وأخذت تعد طبق طعامها وضعت فيه قطعا من اللحم أحاطتها بأنواع من السلطات الخضراء والبيضاء مما زخرت بها المائدة، ضحك الزوج حينما تذكر أول لقائاته بها، حينها كان قد عاد من بعثته الدراسية بعد أن نال الدرجة العلمية الرفيعة وعاد ليعمل مدرسا بالجامعة .. وكانت هي طالبة في سنتها الثالثة بالجامعة شاهدها في أحد أركان النقاش السياسية وهي تحرض الطلاب على العصيان والإضراب عن الدراسة تضامنا مع نضال الشعب الفلسطيني بعد مذابح معسكر تل الزعتر وأعجب بجرأتها وقوة منطقها .. ثم بعد ذلك يذكر كيف أنها وقفت في أحدى محاضراته لتنتقد نظام الاستهلاك ونمط الاقتصاد الرأسمالي الغربي القائم على استغلال الطبقة العاملة والاحتكار ، وكيف كانت تتحدث عن فائض القيمة ... تذكر كل ذلك فردد همسا :
    - سبحان الذي يغير ولا يتغير ..
    ثم أعقب قائلا :
    - أين الأولاد منذ زمن وهم لا يتناولون الطعام معنا؟.
    - طارق لم يحضر من الجامعة بعد .. سها بغرفتها مع صديقة لها من الجامعة .. بهاء وعلاء تناولا غداءهما قبل أن تأتي ، سارة أخذت بعض الفاكهة بغرفتها لزوم الحمية.
    سكتت الزوجة .. فأستطرد الزوج :
    - وأين رشا لِمَ لمْ تأت على ذكرها ؟ هل هي بخير؟.
    - بخير فقط مضربة عن الأكل .
    - لماذا؟ .
    - لأنها تطالب بخط تلفون خاص بغرفتها أسوة بالجميع.
    - يا للهول نحن في حاجة لإنشاء مقسم للهاتف في هذا المنزل ، نادي عليها الآن.
    - نظرت الزوجة ناحية المطبخ ونادت على الخادمة .
    - يا ميري .. ميري تعالي.
    أطلت خادم جنوبية ، فارعة الطول، برغم كبر سنها إلا أنها كانت متماسكة البنيان، سوداء أبنوسية، عابسة الوجه، تحمل بيدها منفضة تنفض بها ما علق من غبار وأتربة على الأثاث وقالت بلهجة أهل الجنوب.
    - أيوه .. نأم .. في هاجة ؟.
    - أصعدي ونادى على رشا من غرفتها .. قولي لها أن أباها يسأل عنها.
    ألقت ميري بالمنفضة من على يدها وتوجهت نحو الدرج .. صمتت الأم لبرهة ثم قالت لزوجها.
    - طلبت منك عدة مرات الموافقة على أن نستبدل هذه العجوز الجنوبية ، فقلبي لا يطمئن لها .. فهي دوما عابسة.. وسأعين لمساعدتي في أعمال البيت بدلا عنها فتيات سيرلانكيات أو فلبينيات نظيفات وأشكالهن تفتح النفس .
    - ميري ليست مجرد خادمة ، ميري عاشت معنا منذ حياة والدتي، لذا فهي تعتبر فرد منا، ثم أن خوفي كله من فتح النفس الذي تتحدثين عنه ، هل أنت ناسية يا حاجة بأن لك أولاد في سن المراهقة؟
    - هل يعني ذلك أنك أنت الآن تدرك بأن الأولاد طالعين نازلين بسياراتهم الخاصة أين يذهبون ومن أين يأتون ، وكيف يقضون أوقاتهم كل ليلة .
    - الذي يقومون به في الخارج ، الله أعلم به وهو الرقيب والحارس عليهم ، أما هنا داخل البيت فتلك مسئوليتي و لن أضع الزيت قرب النار .
    - والله أنت لا تدرك شيئاً مما يجري بالداخل الآن؟
    - أنك محقة في ذلك ، كيف يمكن أن أدرك ما يجري بالداخل وهذا أصلا لم يعد منزلا بل صار نزلا Motel .. وكل واحد مغلق على نفسه في غرفة منعزلة بها حمام خاص وتلفزيون خاص وهاتف خاص وجهاز كمبيوتر وثلاجة .. أليس كذلك لكل فرد منهم ثلاجة خاصة بغرفته؟ هل تلك حقيقة أم لا ؟
    - وماذا في ذلك فكله من فضلك عليهم ، وأموالك لو لم تعد بالراحة على أولادك ما نفعها؟
    وهنا عادت الخادمة العجوز السوداء وخلفها كانت تسير بتراخ رشا البنت الأصغر بين أشقائها، نحيلة في الرابعة عشر من عمرها لكنها تبدو أصغر كثيرا من سنها بسبب نحافتها وضعف بنيتها وكانت توظف ضعفها في ابتزاز أبويها بعدم تناول الطعام حتى يحققوا لها ما تريد ، وقفت خلف أبيها فالتفت لها الأب وقال لها بلهجة مليئة بالغضب :
    - ما هو سبب امتناعك عن تناول الطعام ؟.
    صمتت رشا ولم ترد .. فواصل الأب حديثه بنفس اللهجة
    - بسبب الهاتف أليس كذلك؟.
    - ...................
    واصلت رشا .. فإلتفت الأب ناحية الزوجة وقال:
    - الله يرحم أيام زمان هاتف واحد بالحي كله في منزل العم أمين رحمه الله .. يخدم كل أهل الحي الآن عشرين هاتف بالبيت والبنت التي لم يقم عودها من باطن الأرض بعد غير قابلة إلا بأن يكون لها هاتفها الخاص.
    كانت رشا تحرك شفتيها وتردد نفس الكلمات همسا مع والدها ، تقلده من وراء ظهره ، فقد كانت تحفظ كل كلمة منها لكثرة تكراره لتلك العبارات ، فضحكت الأم ، فنظر لها الأب نظرة مفادها أنه جاد في غضبه فقالت له الأم :
    - يا حاج لا تنفعل .. وتغضب فذلك سوف يضر بصحتك، وصحتك بالدنيا ، ماذا يعني هاتف وهل ما قمت به من أجلهم قليل؟ فلماذا تتوقف الآن عند هاتف .. لقد جهزت لك طلب إدخال الهاتف حتى توقعه ، اشتر راحة بالك يا حاج.
    فألتفت إليها الأب وقال:
    - أنت السبب في تلف هؤلاء الأولاد
    صمتت الأم فعاد الأب بنظراته للفتاة الصغيرة وسألها:
    - هل عندك هاتف جوال
    - .......
    - أنا بسأل .. أجيبي علي سؤالي
    وهنا تدخلت الأم مرة أخرى بالحديث
    - أنا أهديتها هاتف جوال في عيد ميلادها الرابع عشر
    قالت عبارتها وأعقبتها بضحكة مليئة بالغباء والعبط مما زاد من غيظ الأب .. فقال وقد زادت حدة كلامه.
    - وهل أعطيتيها شريحة كذلك ؟.
    - وما قيمة الهاتف المتحرك دون شريحة .. أي دون رقم.
    - فتاة في الرابعة عشر وعندها هاتف جوال وتطالب بهاتف خاص بغرفتها أف ...أين تعيشون أنتم؟ كيف تحيون؟ هذه لم تعد حياة .. هذه لم تعد أسرة.
    وهنا كان الأب قد وصل إلى ذروة غضبه، أزاح طبق الخضار المسلوق من أمامه ونهض مغادرا البيت وهو يسب ويلعن.. لحقت به الزوجة لكنه كان قد ركب سيارته وأنطلق بها مسرعا، إلى أين ؟ لم يكن هو يدري ولا أحد آخر كان يدري !!
    قاد عثمان سيارته دون هدى .. وأخذ يسترجع مسار حياته ، ويتساءل أين الخطأ فيها ، كل مساعيه أن يحقق السعادة له ولأسرته فهل نال هو أم هم مبتغاهم .. وهل ما يجري هو السعادة أم التعاسة بعينها .. لا بد بأن هناك شيء غير صحيح ألم بحياته لقد كان يخطط لكل شيء ويدرس كل خطوة قبل أن يخطوها لا يدري كيف أفلت منه الزمام، هناك شيء غير سليم ويجب أن يصححه فورا .. عندما قرر الاستقالة من عمله في الجامعة وأن يتفرغ للعمل الخاص لم يكن يخاطر بمستقبل أسرته، بل حقق لهم الكثير بل أكثر بكثير مما هم في حاجة إليه ، كون شركته الخاصة التي صارت الآن تجمع عدة مؤسسات تجارية وصناعية وعقارية وأرباحه تتجاوز المليون دولار سنويا، وصار من وجهاء البلد رشح عدة مرات ليشغل مناصب وزارية أعتذر عنها لكن علاقته ظلت على الدوام متينة مع كل الحكومات التي مضت والحالية، كان يحلم ببناء أسرة كبيرة وتحقق له ما أراد فله من الأبناء سبعة أكبرهم محمد تخرج من هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية ويعمل حاليا معه مديرا بالشركة، لم يتزوج بعد لكنه أفترش شقة بأحدى بناياته ويقيم بها، طارق الابن الثاني له وهو طالب بالسنة النهائية بكلية القانون بجامعة الخرطوم ، سها تدرس علوم الحاسب الآلي ، بهاء وعلاء التوأمان سيجلسان هذا العام لامتحان الشهادة البريطانية ويرغبان في الدراسة بالخارج .. سارة في السنة الثانية بالمرحلة الثانوية جميلة رغم بدانتها المفرطة .. رشا آخر العنقود طالبة في السنة الأولى بنفس المدرسة الخاصة مع سارة، لم يبخل عليهم بشيء لكن هناك خطأ ما، لقد صاروا لا يطيقون بعضهم البعض، لكل منهم عالمه الخاص المنعزل عن الآخرين وعنه ، كل له مفتاح بابه الخاص الذي يحرص على أن يكون دائما مغلقاً، هناك خطأ ما وهو لم يعتاد تقبل الخطأ ...


    للحكاية بقية ..
                  

02-10-2006, 02:57 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: عاطف عبدالله)

    بعد مضي ساعة أو أكثر من السير والتفكير وجد نفسه يسير بمحاذاة النيل ، عبر الجسر الذي يربط بين ضفتيه الشرقية والغربية حيث تقبع مدينة امدرمان ببيوتها الطينية وأسواقها الشعبية المسقوفة بالزنك، مدينة التراب التي ولد ونشأ وترعرع فيها، قاده المسار إلى حيهم القديم حي أبوروف الذي يقبع على ضفاف النيل .. لا يذكر منذ متى لم تطأ قدماه هذا الحي ربما عامان أو ثلاثة أو ربما أكثر من ذلك ، كان فيما مضى يحرص على المشاركة في أفراحه وأتراحه وصار أخيرا لا يحضر إليه إلا لقضاء واجب عزاء وفي السنوات الأخيرة حتى العزاءات صار لا يحضرها...
    هنا كانت بداياته الأولى ، في هذه الأزقة كان يلعب بكرة الشراب مع أقرانه وفيها تعلم ركوب الدراجة الهوائية (العجلة) .. وكم سبح في ذلك الشط ، وكم اصطاد بصنارته سمك البلطي والقرقور الذي تزخر بها مياهه، ومن هنا كان يعبر الترام الكهربائي (الطرماج ) بعرباته الخضراء وعجلاته الحديدية التي ينزلق بها على تلك القضبان الحديدية .. وترنم عثمان في دواخله ..
    من علايل أبوروف للمزالق ...
    كانت الساعة قد تجاوزت الرابعة بعد الظهر ولم يزل النهار قائظاً والشارع خال من المارة عندما وجد عثمان سيارته الفارهة تقف أمام منزلهم القديم بحي أبوروف ، أنزل زجاج بابها المظلل وأخذ يتأمل منظر البيت، بعد وفاة أبيه وبعد أن لم تستطع أمه الحياة من بعده فلحقت به بعد فترة وجيزة، لم يكن هو أو أي من أخوته يطيق الاستمرار والبقاء في هذا البيت ، لم يجد صعوبة في شراء نصيب أخوته فيه بعد أن تشتتوا في الأرض ومن بقي منهم قصد الأحياء الفاخرة بالخرطوم أسوة به .. بعد فترة من شرائه البيت وكان وقتها لا يزال أستاذا بالجامعة ويقيم بأحد منازلها باع البيت لأحد السماسرة وأسس بقيمته شركته الحالية التي نمت وتوسعت وخلال فترة وجيزة تضاعفت ثروته عدة مرات فتمكن من شراء عدة منازل وشيد عدة عمارات بأحياء الخرطوم الراقية في العمارات والرياض .
    أخذ يتأمل في حوائط البيت القديم، لم تتغير ملامحه إلا قليلا ، لقد كسي بطبقة أسمنتية جديدة وطلي باللون الأبيض وأبوابه الحديدية مازالت كما هي، الكبير منها يطل على الشارع الرئيسي والأصغر يفتح على الزقاق الجانبي، نفس الطلاء الذي عليهما اللون الأصفر المزين بالخطوط السوداء، في الداخل شجرة النخيل المعمرة ازدادت خضرة وبهاء وعطاء.. لا شك أنها تجد الرعاية من سكان البيت ..لا يزال يذكر كيف وهو صغير أن أحضر لهم والدهم قفة مليئة بالبلح الرطب مرسل لهم من أقصى الشمال ، وحينما أكل منه أعجب بطراوته وحلاوته فقرر أن يزرع الحصى فجمعه وحفر له حفرة صغيرة ودفنه وسقاه بالماء وأخذ ينظر إلى زرعه منتظرا أن يخرج عوده من باطن الأرض دون جدوى وظل ساهرا بجواره طوال الليل فقال له أبوه نم وفي الصباح إنشاء الله تجدها قد نمت لم يخذله أبوه فبعد صلاة الفجر كان أبوه قد أحضر شتلة نخيل من على شاطئ النيل وغرسها في نفس المكان ، و حين نهض عثمان من نومه فرح حين وجد أن بذرته قد أخضرت وصارت بطول قامته تقريبا فأخذ يرعاها ويهتم بها فشبت النخلة معه وبعد عدة سنوات كان يتسلق عودها لكنه الآن هو يشعر بأنه عجوز متهالك أما هي فما زالت فتية متماسكة يانعة في عز عطائها.
    في تلك اللحظات كان عثمان قد غادر سيارته ودنا من أمام الباب الصغير بالزقاق وهو يتساءل في نفسه هل يا ترى مازال هذا الباب يفتح برتاج من الخارج؟ لا يمكن أن يعرف الإجابة حتى يجرب، دنا أكثر وأخذ يبحث عن الرتاج وهو عبارة عن سلك ممتد بالخارج يسحب لفتح الباب لم يجده ، لكن الثقب الذي يمرر منه السلك ظل موجودا في مكانه وكما يذكره تماما، حسنا ربما ضاق الثقب بعض الشيء فلا بد للأشياء أن تتبدل قليلا ..
    ظل واقفا أمام الباب دون حراك .. تردد في أن يقرع الباب، الوقت غير ملائم، ولباسه كذلك، لأول مرة لاحظ بأنه يرتدي جلباباً أبيضاً وسروالاً، حاسر الرأس، وينتعل نعالا لا يستخدمها إلا بالبيت، لم يذكر أنه غادر بيته بمثل هذا اللباس منذ أن كان طالبا بالجامعة، قرر العودة من حيث أتى لكنه قبل أن يتحرك فوجئ بالباب يفتح من الداخل وأطل منه شاب دون العشرين مفتول العضلات ، بادره بصوت ملئ بالتحدي والفتوَة :
    - ماذا تريد ؟ .
    فرد عثمان وقد أحس بالحرج ، لا شك أن الشاب ظنه يتلصص عليهم .
    - لا لا شكرا كنت عابرا بالطريق و.......
    وهنا أنقذه صوت جهور صدر من داخل البيت .
    - يا ولد قول للضيف تفضل وأكرمه ثم بعد ذلك أسأله عما يريد .
    فنكس الولد رأسه وقال :
    - متأسف تفضل.
    فقال عثمان بعد أن أستجمع رباط جأشه :
    - شكرا لك .. أفضل أن أذهب لكن .. هل تأذن لي ولو لم يكن فيها إزعاج لكم أود أن ألقى نظرة من الداخل ، هل تسمح لي ؟ .
    - لماذا ؟ .
    وهنا أنبرى الرجل صاحب الصوت الجهوري وسار نحو الباب وقال مخاطبا الشاب المراهق .
    - يا أبني عيب كل هذه الأسئلة والضيف واقفٌ على بابك.. هل هذا ما تربيت عليه .. أبعد ..أبعد من المدخل ..
    وهنا حرك الشاب جسده من أمام الباب مفسحا المجال للرجل الذي يبدو عليه أنه والده .. رجل مشلخ سلم(1) ، ضخم البنية يرتدي عراقي وسروال وطاقية، وقف على جانب الباب وقال مخاطبا عثمان :
    - أتفضل الغداء جاهز ..
    - لا .. شكرا فقط كنت أرغب في....
    - حرم(2) تأكل الأول ثم بعد ذلك تخبرنا عما تريد
    - أقدر لك كرمك وجودك يا حاج .. لكنى كنت أود...
    - يا رجل قلت لك حرم .. أتريد أن تحرم أم الأولاد علي .. هيا تفضل إلى الداخل
    فدخل عثمان وهو يتمتم بكلمات مبهمة ويتحسس رأسه العاري ويحاول أن يخفي نعله البيتي .. كان متوترا لكنه لم يتمالك من أن يملي عينيه من النظر للبيت القديم .. بعد أن سار عدة خطوات بالداخل دنا من النخلة ، ما أن وضع يده على جزعها وتلمس لحاءها حتى سرت في نفسه الطمأنينة ، أحس باسترخاء عجيب ، تمنى لو يجلس تحتها ويستند بظهره عليها ويغفو .. في تلك اللحظة سمع صوت الرجل صاحب البيت يدعوه لمشاركتهم طعام الغداء
    - نحن نأكل متأخرين لأني أحضر من السوق بعد صلاة العصر والأولاد ينتظرونني بالغداء فتعال وأجلس .
    وكان ما يزال في خدرة وإحساسه الجميل فمضى معه دون أن ينبس ببنت شفه .. كان كل أبناء الرجل يتحلقون حول صينية وضعت على طاولة صغيرة تتوسط سريرين في البهو الذي يربط بين الغرفتين المواجهتين للباب الصغير ، على الأسرة جلس أبناء الرجل يترقبون الضيف الغريب ، اما ربة البيت فقد أخلت موقعها للضيف القادم ، فجذب صاحب البيت مقعدها ومسح عليه وقال لعثمان تفضل أجلس ، أما هو فقد جلس في الطرف المقابل.
    حوت صينية الطعام وعاءاً كبيرا ممتلئاً بملاح الويكة(3) وطبق سلطة الباذنجان الأسود المطبوخ بالثوم وسلطة خضراء وفخذ ضان مشوية وهناك طبق صغير يحوي الشطة الحارة المخلوطة بالملح وعصير الليمون وزبدة الفول السوداني (الدكوة) ..
    لم تكن هناك شوك أو سكاكين أو صحاف وأطباق أمام كل فرد منهم ، بل الأكل بالأيدي ، بدأ الأب بقطع فخذ الضان بيديه وتوزيعها على أبنائه بعد أن أعطى النصيب الأكبر منها للضيف الغريب وعزم عليه أن يأكل، ثم قال لأبنائه ..
    - سمو وكلوا ... بسم الله .
    وبعدها امتدت الأيادي إلى الطعام في إيقاع فريد ، كان الضيف (عثمان) مترددا في بادئ الأمر من تناول الطعام بتلك الطريقة التي لم يألفها منذ سنوات بعيدة ، لكن تغلب على تردده وامتدت يده لتشارك الجميع الأكل من نفس الوعاء، ومن أول لقمة وجد المذاق مختلفا ونكهة الطعام مختلفة والروح التي تسود الآكلين مختلفة ، فبدأ يأكل ويستلذ بطعم الأكل ، تناول اللحم وشرائح سلطة الباذنجان الأسود والجرجير وكان بين الحين والحين يؤكد صاحب البيت عليه بالأكل ويعزم عليه ، لكن لم يكن في حاجة لتكرار الدعوة له ، فلقد نسي كل تحذيرات الأطباء له وأخذ يأكل بشراهة كأنه لم يأكل منذ عدة أيام ، تناول اللحم وغمسه بالشطة وأكل حتى سال العرق من رأسه وجسده، ثم أخذ يأكل في الكسرة التي وضعت مع الويكة بشغف أدهش أهل البيت .. خلص الملاح فأوتي بملاح إضافي ثم بعد ذلك نقصت الكسرة فأحضرت طبقات منها .. أخذ الصغار يتسللون من حول الصينية تباعا وأخيرا لم يبق بالمائدة سوى الضيف (عثمان) والفتى المراهق أكبر إخوانه ورب البيت وكان الأخيران قد أخذا يتباطآن في أكلهما حتى لا ينهضا قبل الضيف الذي واصل أكله بنفس الشراهة التي بدأ بها، بعد فترة توقف الفتى المراهق عن الأكل ولا حظ عثمان بأن مضيفه يجامله بالاستمرار في الأكل لكنه لم يكن قادرا على التوقف عن الأكل فزاد من سرعة التهامه له حتى كاد أن يختنق فناوله صاحب الدار كوباً من الماء فتجرعه عن آخره ثم تجشأ بصوت عال وبعدها أحس بالحرج الشديد .. وقال معتذرا عن فعلته:
    - متأسف .. أنا آسف .. لكني منذ زمن بعيد لم آكل بمثل هذه الشهية فشكرا لكم وبارك الله فيكم .
    - كل يا رجل .. كل كأنك ببيتك .
    فقال عثمان باسما .
    - لو كنت أقدر على الأكل هكذا ببيتي لما غادرته في مثل هذه الساعة .
    - حسنا ماذا تريد منا الآن ؟
    هكذا بادر الفتى المراهق يسأل عثمان ، فأنتهره الأب وقال له بلهجة يسودها الغضب
    - منذ متى وأنت تتحدث هكذا وأنا موجود، ومع ضيفي .. تبا لك .. وتبا لتربيتك .
    فطأطا الفتى رأسه وأعتذر لوالده بصوت خفيض ، فبادر عثمان متناولا طرف الحديث
    - لا ياحاج ........... .
    - الياس .. أخوك الياس الأنصاري تاجر محاصيل بالسوق الكبير وأصلي قروي من الجزيرة.
    - أرجو أن لا تؤاخذني يا حاج الياس فالفتى على حق، من حقكم أن تعرفوا سر هذه الزيارة .
    فقال حاج الياس بعد أن أستعاد هدوءه .
    - ولما العجلة فبعد أن نتناول الشاي سنعرف كل شيء.
    في تلك اللحظة كانت صينية الشاي قد أحضرت وعلى صدرها براد أبيض مذهب تنطلق منه رائحة النعناع والمستكة، والأكواب يتموج بباطنها بخور المسك .. فقال عثمان مخاطبا حاج الياس:
    - حسنا ألا تود أن تعرف حتى من أنا ؟ .
    فرد عليه الياس وبابتسامة طيبه .
    - يكفي الجواب من عنوانه .. تناول الشاي وبعد ذلك قل لنا ما شئت أن تقول .. .
    أمسك حاج الياس بالبراد وسكب الشاي ووضع السكر بالفنجان وقلبه وناوله لعثمان .. فوجد الأخير حاله مع الشاي كحاله مع الأكل، في البدء فكر أن يسأل عن "السكرين" (4)الذي يتناوله مع الشاي لكنه عدل عن الفكرة وأحتسى بدلا عن الكوب كوبين من الشاي مع زيادة السكر ضاربا بعرض الحائط نصائح الأطباء له بضرورة الابتعاد من السكر وقال خلال تناوله له:
    - يا حاج الياس أنت أكرمتني دون أن تعرف حتى من أنا !! وهذه من خصال الإنسان الكريم .. ومن الخصال السودانية النبيلة التي كنت أظنها قد إندثرت وباتت في عداد النسيان فبارك الله لك في مالك وأولادك .. أنا في الحقيقة ...
    وهنا تدخل الياس في الحديث مكملا له .
    - تود شراء هذا البيت أليس كذلك؟ .
    وجم عثمان وصمت لبرهة .. ثم واصل حديثه
    - نعم أود شراء البيت .. لن أسألك كيف علمت بذلك لكنى في الحقيقة قبل ساعة مضت لم تكن تراودني هذه الفكرة .. أما الآن على استعداد لدفع خمسة أضعاف قيمته بالسوق فما قولك؟ .
    كان الابن فاغرا فاه في حالة ذهول للحوار الذي يجري بين والده والضيف الغريب ، أما والده فقد أكتفي بابتسامة توحي بالطمأنينة وقال:
    - أخي الكريم .. حتى اللحظة لا أعلم من أنت!! ، أو من أين أتيت!! ..أنت مشتري وأنا تاجر كما تعلم، وكتاجر أعرف المشتري ومدى حاجته للسلعة، ويمكنني الآن أن أنتهز هذه الفرصة فأنت في هذه الساعة يمكن أن تتخلى عن كل شيء مقابل هذه السلعة التي أملكها ويمكنني أن أبيعك إياها بعشرة أضعاف قيمتها، لكنى أعلم أن حاجتك التي تبحث عنها لا توجد بين هذه الحوائط أو تحت جزع تلك النخلة ، أنا إنسان بسيط ، قروي لكنى واثق بأن ما تبحث عنه موجود داخلك .. أبحث عنه داخل قلبك وستجده إنشاء الله.
    نهض عثمان والدمع يسد مآقيه .. رفع رأسه ونظر نحو الياس ، ود لو أن يقبله لكن الأخير وبهدوء مثير أشار له نحو الحائط فرأى لوحة قديمة علقت داخل إطار خشبي كتب عليها بخط كوفي مميز ( إن أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يمدحوا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا، وإذا كان لهم لم يعسروا )(5)( (5) حديث شريف ) وقف عثمان أمامها طويلا .. ثم توجه نحو الياس وبابتسامة ملؤها الثقة والتقت أكفهما في عناق ومودة عميقة، ثم ربت على كتف الفتى الذي لم يكن يفقه شيئا مما يجرى أمامه .. خرج عثمان وعبر تخت النخلة ودق عليها بقبضته كأنه يحييها وغادر البيت الذي أودع فيه أجمل أيام عمره.
    قاد سيارته ونور رباني تقمص روحه .. كان يحس وهو عائد لبيته، كأنه عبد آبق عاش كل حياته رهين قيده وهاهي الفرصة قد سنحت له ليتحرر ويولد من جديد، كان يحس كأنه مؤمن قضي عمره كله في المعاصي وأتته الفرصة لأن يحج وتتطهر روحه، قرر أن يقبل أولاده .. قرر أن يقبل زوجته .. أن يذكرها بحبه لها وبحبها له .. قرر أن يعيد الدفء لأسرته ولبيته أن يغمره بالحب ويعمره بالحب .. قرر أن يعيد له الألفة .. أن يعيده إلى جذوره التي حرم منها، لكي يتذوقوا أكسير السعادة الذي أرتشف منه ومهما كان ثمنه فهو رخيص ما دام المقابل يعني الطمأنينة .. كم يرغب لو أن يطير بسيارته تمنى لو أن لها جناحين ليحلق بهما ولا يتوقف إلا أمام بيته دون أن تعيقه الزحمة وأشارات المرور البليدة .
    كان البيت هائجاً ومائجاً ، أبنه الكبير محمد وطارق وزوجته وصديق العائلة إبراهيم صديق المحامي ودكتور خالد طبيب العائلة وباقي الأولاد جميعهم يجلسون في حديقة البيت واجمين، ما أن لمحوا سيارته حتى تقافزوا فرحين ، وحتى ميري الخادمة أطلت منها ابتسامة صغيره وعلقت دمعة بطرف عينها فمسحت عليها بطرف ثوبها وواصلت نفض ما علق من غبار بالبيت .
    لكن ما أن هبط عثمان من سيارته حتى أخذوا جميعا يتصايحون في وقت واحد :
    - أين مضيت ؟.. لماذا لم تتصل؟ .. لقد بلغنا وزارة الداخلية ..أتصلنا بأقسام الطوارئ بالمستشفيات، كيف تمضي هكذا دون أن تحدد وجهتك ؟ لقد سألنا عنك في كل مكان .. أين كنت؟ .. أين ؟ ...وأين ؟ .. وماذا ..؟
    لم يعقب على أي منهم ولم يجب على أي سؤال، بل أخذ يعانقهم فردا فردا ، حتى ميري الخادمة الجنوبية أخذها في حضنه وسط دهشة الجميع وقال لها مازحا:
    - يا ميري لقد ظلمناك طويلا في داخل هذا البيت ، لكني أعدك منذ اللحظة سيكون كل شيء مختلفا، وستبتسمين من جديد ..
    ثم توجه لزوجته وأولاده وقال لهم :
    - لقد ظلمتكم كثيرا حين حبستكم خلف هذه الجدران الأسمنتية التي حرمتكم من بعضكم البعض، أرجو أن تغفروا لي ما جنيته في حقكم ، سأعوضكم عن كل الذي مضى لقد عرفت سر السعادة واكتشفت منهلها وسوف نغترف منه معا، ومنذ اليوم سوف لن يتناول أحدكم غدائه وحيدا، سوف نكون معا .. معا ... معا وسنعيد ترتيب الأشياء معا ، لقد أضعنا زمنا طويلا في التعاسة فهيا لنحلق بأجنحة السعادة فيما تبقى لنا من عمر ..
    أكمل عثمان عبارته الأخيرة ثم أجهش بالبكاء ..أصيبوا جميعا بالدهشة لا يدرون ما أصاب والدهم، نصح دكتور خالد الزوجة بأن تأخذه لغرفته حتى يرتاح وأن تحرص على أن يتناول دواءه وقال إبراهيم المحامي لأولاده بأن كل شيء سيكون على ما يرام وعليهم أن يستمروا في حياتهم العادية ووعدهم بأن أباهم حين يفيق في الصباح سيعود كما كان .. وأن كل شيء سيعود كما ألفوه، فغادر الجميع وتركوا عثمان مع زوجته التي أخذته لغرفة نومه وحرصت أن تبقى معه حتى غرق في سبات عميق.
    في اليوم التالي نهض عثمان مبكرا وأيقظ زوجته قائلا لها:
    - بالأمس فقط علمت ما ينقصنا .. بالأمس فقط علمت سبب نحافة رشا وضعف بنيتها، كما عرفت السبب في البدانة المفرطة لسارة ، ولماذا التوأمان كلما كبرا أبتعد الشبه بينهما، ولماذا محمد منذ حضوره من أمريكا وهو منعزل عنا .. ولماذا أنا وأنت ننام في غرفتين منعزلتين، سوف أصحح كل ذلك وسنعود لنحيا من جديد.
    - سم الله .. يا راجل .. قل بسم الله .. دكتور خالد طلب منك أن ترتاح وإبراهيم المحامي قال لك.....
    - دعيني من هؤلاء .. فأنا أحدثك عن السعادة .. عن الحياة .
    - وماذا ستفعل لكي نحيا من جديد .
    - الأمر بسيط للغاية ، سوف نتخلى عن الشركة وعن المصانع ، سوف نبيع هذا البيت، يمكننا أن ننشأ بثمنه مجمعا ثقافيا، أو قرية للأطفال المشردين ، مستشفى مجاني للفقراء يمكننا أن نفعل أشياء كثيرة ستدخل السرور في نفوس الآخرين وعندها سندرك طعم السعادة الحقيقية، لا تخافي فسوف نحتفظ لنا بقليل من المال يجنبنا حد العوز وسأعود لأعمل في الجامعة من جديد وسوف نقوم بشراء بيت بسيط في امدرمان، بيت يكون فيه للبنات كلهن غرفة واحدة تؤويهم وتحميهم من حر الصيف ومن برد الشتاء ، وللأولاد غرفة تضمهم جميعا، هكذا سوف نتيح لهم الفرصة ليتعارفوا ويتآلفوا من جديد، وأنا وأنت سوف تضمنا غرفة واحدة تماما كما كنا قبل عدة سنوات ، أتذكرين حين كنا لا ننام إلا بعد أن تتشابك أرجلنا وأيدينا معا .. سوف تعود لنا تلك العلاقة الحميمة من جديد..
    - عثمان لقد أخفتني ماذا جرى لك يا رجل كل هذا لأن البنت طلبت هاتفا خاصا بغرفتها ، خلاص لقد تنازلت عن طلبها رجاء أن تعيد الأمور إلى مجاريها .
    - هذا ما أسعى له أن تعود الأمور إلى مجاريها قبل فوات الأوان، فقط أرجو منك أن تساعديني كي أفعل ذلك ..
    نهض عثمان متجها نحو الحمام للاستحمام وبينما هو يخلع ملابسه ظل يردد :
    - كل شيء سيعود إلى مجاريه .. نعم كل شيء سيعود إلى مجاريه .
    خرجت الزوجة وحملت سماعة الهاتف وأخذت تتصل، دكتور خالد أنجدني .. إبراهيم المحامي أحضر بسرعة.. محمد أترك كل شيء بيدك وتعال فورا يا طارق أنهض أبوكم قد فقد عقله ..
    بعد ذلك خرج عثمان وهو مصمم النية على تصفية أعماله، وحتى لا يتضرر أحد قرر أن يجعل شركتة شركة مساهمة عامة وسيوزع أسهمها على العاملين فيها، بالنسبة للأصول الأخرى التي يملكها سيبيعها ويقيم بقيمتها مشروعا خيريا يفيد أكبر قطاع من المجتمع، أتصل بمدير مكتبه من داخل السيارة وطلب منه أن يحضر لاجتماع يضم كل أعضاء مجلس الإدارة والمدراء ورؤساء الأقسام بالإدارات المختلفة التي يملكها وذلك حتى يطلعهم على خطة التصفية ويطمئنهم على مستقبل أوضاعهم، فهو لا يريد أن يترك الفوضى تعم من بعده.
    وصل إلى مكتبه وسرور عميق يغمره فأخذ يحيى الموظفين والعمال ويهز أكفهم بطريقة أثارت الدهشة في نفوسهم، ولج لمكتبه فوجد الطبيب خالد طبيب الأسرة وصديقها يجلس بانتظاره على مكتبه ، فأخذه عثمان بين أحضانه ظنا منه أنه قد أتى ليطمئن عليه بعدما جرى بالأمس ، لكنه بادره بالقول:
    - عثمان أنت بالنسبة لي أكثر من أخ ولا بد لي من أن أحذرك من مغبة ما أنت مقدم عليه ومن واجبي أن أنصحك أن تتروي ..
    - هل من الممكن أن أتروى عن الفردوس .. هل يمكن أن تطلب من الرضيع أن يتروى بثدي أمه حينما يجوع .. أنا الآن رضيع جائع للطمأنينة جائع للسعادة، أنا أعلم تماما ما أنا مقدم عليه فإن كنت تحبني وتحب عائلتي أرجو أن لا تقف في طريقي وتعيقني مما أنا بصدده،.
    فشد خالد على يده ومضي دون أن ينبس بكلمة ..
    كان عثمان على علم تام بحجم التحدي، لم يكن حالما أو رومانسيا، كان كدكتور وأستاذ جامعي يعلم تماما حجم الآلة التي يواجهها، لكن أيمانه ويقينه بأنه صاحب حق منحه الثقة والقوة ليمضي حتى النهاية في أن يحصل على ما يريد وهو استعادة أسرته وضمان سعادتهم.
    بعد مضي ساعة وأكثر أكتمل شمل المدراء المجتمعين دخل عليهم عثمان وحياهم جميعا وقد لاحظ غياب المستشار القانوني وصديق الأسرة إبراهيم الصديق عن الحضور.
    تحدث عثمان مطولا عن سبب استدعائهم لهذا الاجتماع الطارئ ، ثم أسهب في شرح خططه للتنازل لهم وللعاملين عن الشركة والمصانع وعما ينوي أن يفعل بممتلكاته العقارية الأخرى ثم ختم حديثه قائلا:
    - لقد طلبت من مدير مكتبي إعداد المستندات القانونية اللازمة التي تثبت تنازلي لكم وللعاملين عن رأسمال وأرباح الشركة وعلى طريقة توزيعه عليكم أجمعين ، وأتمنى أن يكون سبب غياب المستشار القانوني الأستاذ إبراهيم الصديق عن اجتماعنا هذا انشغاله بأعداد المستندات الضرورية لإثبات هذه الحالة ، وأنا أودعكم أتمنى لكم التوفيق والنجاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    في تلك الآونة أجهش كثير من الحاضرين بالبكاء، بعد أن صفقوا له طويلا .. خرج عثمان وهو يكفكف دمعه وأتصل بمحاميه الذي لم يرد عليه .. ثم بعد عدة محاولات للاتصال به تمكن من محادثته .. وفوجئ عثمان بطلب محاميه منه بأن لا يتصرف أو يدلي بأي حديث حتى يحضر لمكاتب الشركة.
    فأمتثل عثمان لنصيحة محاميه ليس لقناعة، لكن لأنه كان قد قال كل الذي يود أن يقوله وفعل ما أراد فعله ولم يكن بحاجة لقول أو فعل المزيد، جلس عثمان بمكتبه يلملم حاجياته الشخصية حينما فوجئ بحضور المحامي مع زوجته وأبنه محمد ومعهم أمر قضائي مستعجل بالنفاذ استطاعوا إصداره لصالح الورثة بالحجر على أمواله وممتلكاته الثابتة والمنقولة بحجة الإصابة بالخبل وفقدان الحالة الأهلية والمعنوية المعتدة شرعا وقانونا وفقدان القدرة على إتخاذ القرار المناسب والتصرف في الممتلكات، وقد أوصت المحكمة بحق التصرف في الأموال الثابتة والمنقولة بيد زوجته وإدارة الشركة والمؤسسات التي تنطوي تحتها بواسطة أبنه محمد خريج جامعة هارفارد الأمريكية وعلى المتضررين اللجوء للقضاء ............
    وهكذا أنفض سامر اجتماع المدراء ورؤساء الأقسام كما أنفض سامر حلم الدكتور عثمان، فسقط صريع المرض وأصيب بالحالة التي مازال عليها هو الآن وتسمى"كتاتونيا" .


    ونواصل ...
                  

02-10-2006, 03:09 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: عاطف عبدالله)

    النهاية : في زمان سوف يأتي
    كانت المائدة معدة بالطعام، تحلق حولها عدة أفراد، كل يعبئ طبقه ويمضي به بعيدا عن الآخرين، عدا امرأة بدينة ممتلئة حد الإفاضة تتصدر المائدة، جالسة علي مقعد متحرك، لا شك في أنه صمم لها خصيصا حتى يسع جسدها المترهل الضخم ويحتمل وزنها غير عادي، قالت تلك المرأة البدينة بعد أن ملأت الوعاء الذي أمامها:
    - هل قدمت ميري الطعام لذلك الرجل المجنون .
    لم يرد عليها أحد ، فواصلت ..
    - هذا المخبول لولا كلام الناس لتركته في مستشفي المجانين ليتعفن ويموت، أتيت له بأفضل الممرضات كي يرعوه ويهتموا به لكنه لا يقبل أي رعاية أو أن يتناول أي طعام أو دواء إلا من يد تلك الخادمة الحقيرة.. أف ، مع من أتحدث أنا .. لما لا يرد علي أحد منكم.
    - وماذا سنقول فأنت قد صرت مجنونة مثله.. كلكم مجانين .. هذا بيت المجانين.
    كانت تلك هي سارة ، مطلقة، هجرها زوجها في اليوم التالي لزواجهما، ومن حينها لم يقربها رجل، ولا أحد يدري أعانس هي أم عازبة ، فهي لم تعد تجيب على مثل هذه الأسئلة منذ زمن بعيد، واصلت الأم البدينة سبابها للبنت، ولما كان فمها مليئاً بالطعام وهي في مثل تلك البدانة فلكم أن تتخيلوا منظر رزاز الأكل الذي كان يتطاير من فمها ويرش على المائدة ..
    - مجانين يا بنت الكلب ، والله لو أستطيع النهوض لأشبعتك ضربا .. مجنون أبوك ومجنون شقيقك الذي نهبنا ، لماذا لا تلحقوا بأخيكم ، بعد أن أخذ كل شيء وهرب.
    في تلك الأثناء وفي طرف قصي بالبيت الذي يشبه القصر المهجور وفي أحدى الحجرات الأسمنتية المغلقة كان ينزوي في أحدى أركانها وعلى لحاف وضيع مهترئ أفترش الأرض رجل نحيف وهزيل البنية يدعى عثمان، دخلت عليه امرأة جنوبية كهلة بعد أن فتحت باب الغرفة بمفتاح معلق على طرف ثوبها وبيدها صينية بها عدة أطباق صغيرة تحوى قليل من الخبز والأرز والمرق وكوباً من الماء وضعتهم أمامه وجلست هي بجانبه ترقبه حتى ينتهي من طعامه.
    كان عثمان مصاباً بحالة نادرة من الفصام النفسي، فهو لا يتعرف على أقرب الأقربين له من زوجة أو أبناء ، غارق في صمته وذهوله، لكن الذي حار الأطباء فيه هو أن هناك إنسان ظل عثمان يتعرف عليه على الدوام في كل الأحوال ويبتسم لمجرد ذكر أسمه، أنسان مجهول لا أحد رآه من قبل معه حين كان بكامل عافيته وصحته، ظل ذلك الإنسان يزوره من حين لآخر وحين تنتاب عثمان موجات صرع أو جنون ويبدأ في تحطيم الأشياء أو حين يرفض تناول الأكل أو الدواء كانت ميري تغيب لعدة ساعات بالنهار ولا تعود إلا وهو معها ذلك الرجل ، ما أن يأتي ويراه عثمان حتى يهدا ويستكين وتدخل الطمأنينة قلبه فيعود كأن ما به شيئاً بل ويستعيد كثيراً مما جرى له. كان ذلك الرجل هو الياس.

    "أنتهى"
                  

02-10-2006, 04:08 PM

محمد خالد ابونورة
<aمحمد خالد ابونورة
تاريخ التسجيل: 01-17-2006
مجموع المشاركات: 372

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: عاطف عبدالله)

    عاطف عبد الله

    لا اجنح للقراءات المتسرعة ولا الخلاصات المتسرعة
    لذلك لن اعلق الان
    لكنني وددت ان اسال عما اذا كانت لك صلة برواية الثقب الاسود
    التي قراتها زمنا ما وتركت في نفسي انطباعا رائعا
    لك مودتي
                  

02-10-2006, 11:39 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: محمد خالد ابونورة)

    الأستاذمحمد خالد
    لو تعني رواية البقع السوداء فهي لي أما الثقب الأسود فليس لي بها وبه علاقة
    أتمنى أن اسمع تعليقك على حكاية ماجرى لعثمان .. وهو يهمني
    وشكرا
                  

02-11-2006, 00:37 AM

محمد خالد ابونورة
<aمحمد خالد ابونورة
تاريخ التسجيل: 01-17-2006
مجموع المشاركات: 372

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: عاطف عبدالله)

    الاستاذ عاطف عبد الله

    اسعد بمعرفتك، لكم وددت ان اتعرف على صاحب "البقع السوداء" ، عذرا للخلط في الاسم ، فقد شاخت الذاكرة مثلما شخنا نحن.

    انا طبعت "حكاية ما جرى لعثمان" كهارد كوبي ، وساعود اليك لاحقا في خصوصها
    واشكرك ايضا على حسن ظنك بي.

    كل مودتي
                  

02-11-2006, 01:45 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: محمد خالد ابونورة)

    الأخ أبونورة
    تسعدني الطلة .. ويشرفني لقائك وفي إنتظار رأيك في الحكاية
                  

02-11-2006, 07:30 AM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: عاطف عبدالله)

    أخى وصديقى أب أحمد
    تحياتى..وحبى
    منذ أوبتى لم توحشنى الامارات ..... ولكن
    احس بغربة بالبعد عن احبابى وأخوانى وألاصدقاء الذين دخرتهم زخرا
    بين هيلمانه لاأذكرهم الان......ولكنكم يااحبابى لم تغيبوا عن الذاكره
    أسعد كثيرا كلما طالعت حروفك وحكاويك القادمه من عمق الوطن المستباح
    الذي يعج بأمثال عثمان الذى عاد الى وعيه فأعتبره المنبتون مخبولا
    هيا يا أب أحمد....وليبق خيالك الخصيب وافرا .
                  

02-11-2006, 01:51 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: أحمد طه)

    الصديق الجنرال أحمد طه
    أبو عازة ومهيرة
    الشوق مطر
    نفتقد للقراءة لك ولقراءاتك لنا التي تسبق النشر ، وتطمئننا وتعدل خطانا وتصحح أخطائنا (وما أكثرها )
    كيف أخبارك وأخبار الأولاد والصديق الصدوق القدال
    الشوق لكم أجمعين
    وشكرا لطلتك البهية
                  

02-11-2006, 02:52 PM

ناصر محمد خليل
<aناصر محمد خليل
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: عاطف عبدالله)

    الأخ عاطف عبد الله ..

    أنا سعيد حتى الان ان قصتك هذه لم تتضمن إساءة لأي من مهمشي السودان والذين اجبرتهم الظروف على ارتياد مهن معينة لا يحبذها المجتمع .

    لا حظت ان كثيرا من الروايات في هذا المنير تجنح لتطعيم رواياتهم بقصص هؤلاء بغرض تحقيرهم او إظهار صفة الدونية بهم .


    وفقك الله وانا متابع لما جرى لعثمان .

    ناصر
                  

02-12-2006, 12:35 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية ما جرى لعثمان خلال بحثه عن السعادة (Re: ناصر محمد خليل)

    الأستاذ ناصر
    لك تحياتي
    أتفق معك في الوقوف ضد تحقير إنسان أو مهنة ما دامت شريفة
    وأي عمل فني أو أدبي يقلل من إنسانية إنسان أو يحقر أي مهنة شريفة لأي لأي سبب كان مصيره/ها الفشل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de