المتحدة الأمريكيةتمهيد:لم يحدث فى تاريخ دارفور القديم أو الحديث أن حدثت حملات تصفية عرقية مثلما ظلَّ يحدث خلال العقدين الأخيرين, وينطبق وصف التصفية العرقية ((Ethnic Clean" /> ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور

ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 10:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-17-2006, 08:19 AM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور

    الجنجويد
    [email protected]د. حسين آدم الحاج

    الولايات> المتحدة الأمريكية
    تمهيد:

    لم يحدث فى تاريخ دارفور القديم أو الحديث أن حدثت حملات تصفية عرقية مثلما ظلَّ يحدث خلال العقدين الأخيرين, وينطبق وصف التصفية العرقية ((Ethnic Cleansing على هذه الحالات نسبة لطبيعة ونوعية الجرائم التى حدثت, والتى أخذت منحى عرقى قَبَلى صرف حيث وضعت القبائل ذات الأصول العربية فى مواجهة القبائل ذات الأصول الأفريقية تحديداً, ومهما يكن من حجم تلك المواجهة إلاَّ أنَّ المجازر التى صاحبتها تشى بقدر كبير من الشكوك حول طبيعة الصراع و الأهداف المخفية وراءها بحيث يصعب على المراقب الحصيف أن ينسبها فقط إلى مجرد منازعات حول المراعى أو مصادر المياه كما تحاول وكالات الإعلام تصويرها, ثم إنَّ تواتر القتل الشنيع وتوسعها تدريجياً من خطوط التماس الإثنى إلى قلب ديار القبائل الأفريقية المستقرة تعكس حقيقة واردة هى أنَّ هناك إستهداف يتعدى مجرد النزاعات القبلية البسيطة التى تحدث فى أى منطقة ذو تعدد قبلى إلى الشك في وجود مؤامرة كبرى تستهدف إقليم دارفور, وربما غرب السودان بأكمله, وأنَّ ما يحدث الآن قد لا تكون إلاَّ مرحلة من برنامج منظم لها إمكانيات واسعة تتعدى الحد ود والإمكانيات السودانية. هذه المقدمة ضرورية قصدنا بها تهيئة ذهن القارئ لفهم أنَّ ما يجرى فى إقليم دارفور شيئ أكبر من مجرد عمليات النهب المسلح أو نزاعات حول الموارد الطبيعية وربما تكون مليشيات الجنجويد فى حد ذاتها وسيلة لتحقيق مآرب أخرى, وإلاَّ فكيف نفهم دوافع القتل الشنيع وإبادة القرى وتنظيف الأرض وبصورة تتعدى مجرد القتل أو النهب المسلَّح.



    من هم الجنجويد, أو الجانجويد, أو الجنجويت؟ وكيف تطورت نشأتهم؟ وهل حقاً أنهم وراء المجازر البشرية الحادثة الآن فى دارفور؟ ولماذ ولأى هدف يقومون بذلك؟ وهل هم جزء من مؤامرة منظمة تستهدف إقليم دارفور أو غرب السودان؟ وهل للحكومة السودانية دور فى رعايتها وتسليحها؟ تلك وغيرها بعض الأسئلة التى يتساءل عنها كل السودانيون والعالم أجمع, خاصة فى الآونة الأخيرة, والتى وصلت فيها تواتر المجازر بصورة مخيفة ومروعة لا تذكر المتابعين إلاَّ بمجازر الهوتو والتوتسى فى رواندا وبورندى أو تلك التى ظلت الجماعات الإسلامية المتطرفة ترتكبها فى الجزائر خلال عدة سنوات خلت, ونسبة لأنَّ هذه القضية أضحت محورية فى شأن الحرب والسلام فى دارفور من جانب, والتعايش والإنسجام القبلى بين المكونات الإثنية التى تقطنها من جانب آخر فيجدر دراستها بعمق ووعى شديدين ومحاولة تلمس المداخل السليمة للتعامل معها. إنَّ تحليل هذه الظاهرة, وهى فعلاً ظاهرة, تحتاج لخبرات متباينة من علماء الإجتماع والأنثروبولوجى والإقتصاد والتنمية والبيئة لأنها ظاهرة متعددة الأوجه ويجب تبعاً لذلك تناولها بمدخل حصرى يشمل كل تلك الجوانب.



    سنتناول الحديث عن ظاهرة الجنجويد على مدى ثلاث حلقات فى هذا المقال, حيث سنستعرض فى الحلقة الأولى الجرائم التى ظلت هذه الجماعات ترتكبها بحق الأهالى المستقرين بدارفورمكتفين بما أرتكبوه تحديداً من تجاوزات أليمة خلال فترة هدنة وقف إطلاق النار التى وقعتها حركة تحرير السودان بدارفور مع الحكومة السودانية, والتى إمتدت فى الفترة من 3 سبتمبر إلى 20 أكتوبر الماضى, وذلك من أجل دحض الإدعاء الحكومى بأنَّ الأمور فى دارفور ظلت هادئة خلال تلك الفترة وإنَّ ما كان يحدث من خروقات لا يعدو أن يكون مجرد إحتكاكات فردية غير مؤثرة فى الوقت الذى يتم فيه إبادة الألوف من سكان الإقليم الأبرياء. ثم نعرج فى الحلقة الثانية لتناول موضوع الجنجويد عن قرب وسنحلل الظروف التاريخية والداخلية والجيوسياسية التى مكنت هذه الجماعات من النمو والتفرُّخ مثل النبت الشيطانى, مع التركيز بصفة خاصة للأهداف الغير المعلنة والإستراتيجيات الخفية والمبرمجة من بعض الجهات وراء إستخدام هذه الجماعات وبتلك الطرق الغير مشروعة خلقاً أو ديناً,ً وكشف الأصابع التى تلعب خلف مسرح العرائس وتوجه الأمور فى وجهات مشبوهة. ثم ننهى المقال فى الحلقة الثالثة والأخيرة بإستعراض أفكار ومقترحات لإمكانية الخروج من هذا النفق المظلم الذى أُدخلت فيه دارفور وأهلها تشمل جملة إقتراحات كمحاذير ضد عودة مثل هذه الظواهر مرة أخرى فى المستقبل.



    وبالرغم من عدم توفر مصادر تحليلية لهذه الجماعات فإننا سنعتمد فى معلوماتنا على مصادر قليلة أشارت إلى ظاهرة المليشيات القبلية فى السودان عامة, ودارفور خاصة, منها كتاب الدكتور شريف عبدالله حرير بعنوان "السودان الإنهيار أو النهضة" (1997م), كتاب الدكتور محمد سليمان محمد بعنوان "السودان حروب الموارد والهوية" (2000م), تقرير "المسح الأساسى لإقليم دارفور", إعداد برنامج الأمم المتجدة للتنمية بالتعاون مع جامعة الخرطوم (1987), "تقريرعن الصراع القبلى بإقليم دارفور", إعداد الأستاذ يوسف تكنة (1997م), بالإضافة إلى بعض المعلومات التى وردت فى أركان النقاش بالإنترنت وتقارير الصحف ووكالات الأنباء السودانية والعالمية والأخبار العامة الواردة من دارفور وبعض المستندات الخاصة بتلك الجماعات. ونحن إذ نستعين بكل هذه المصادر نود أن نلتزم جانب الحذر بحيث لا نورد من المعلومات إلا ما كان موثقاً حتى لا يقفز علينا البعض بإتهام زائف, ثم إنَّ هدفنا الأساسى هو التوثيق لهذه الظاهرة وما/من وراءها, ومحاولة المساعدة فى فهمها ثم تبصر مداخل الحلول بالنسبة لتبعاتها المؤسفة, وبدورى أدعو كل المثقفين من أبناء دارفور بضرورة التصدى لهذه الظاهرة عبر المداخل العلمية المناسبة ومساعدة أهل دارفور فى تجاوزها برغم المرارات التى خلفتها.



    سيكون مدخلنا فى هذا المقال عرض سلسلة الإعتداءات والمجازر التى تمت فى دارفور خلال فترة هدنة والتى نسبت إلى هذه الجماعات, الجنجويد, فمن المعروف أنَّ الحكومة السودانية إلتزمت فى البند الثانى من إتفاقية الهدنة بتعهدها للسيطرة على هذه الجماعات, والتى هى نفسها تسميها الجماعات المنفلتة أحياناً والراكبة أحياناً أخرى, ونزع سلاحها, الشيئ الذى إعتبره المراقبون إعترافاً ضمنياً منها بتبعية تلك الجماعات لها, وقد ورد على لسان بعض المسئولين الحكوميين من الإشارات ما قد يوحى بذلك بالرغم من إنكار بعضهم لها, وحقيقة فإنَّ الحكومة وبعدم سيطرتها على تلك الجماعات قد خرقت بوضوح تعهدها فى تلك الإتفاقية وتركت (وربما أطلقت) تلك الجماعات تسرح وتمرح فى أرض دارفور دون رادع يكفها بعد أن حيدت الحكومة أيادى الحركة المسلحة بتلك الإتفاقية ولم تحاول أن تفعل بالمثل مع القوات الراكبة كما تسميها, وتبعاً لذلك فقد أعلنت حركة تحرير السودان فى مفاوضات أبَّشى الثانية التى إنعقدت مؤخراً فى الفترة بين 26-30 أكتوبر الماضى أنَّ إطلاق الحكومة ليد الجماعات المسلحة (الجنجويد) قد أدى لمقتل الآلاف خلال فترة ال45 يوماً, هى هدنة وقف أطلاق النار, يفوق ما تم من قتل طيلة فترة إستمرار المعارك منذ تفجرها نهاية شهر فبراير الماضى (الصحافة 30/10/2003م), وتبعاً لذلك إشترطت الحركة نزع أسلحة الجنجويد كواحدة من 4 شروط أساسية من أجل العودة لطاولة التفاوض رفضتها الحكومة وأصرَّت عليها الحركة فتوقفت المفاوضات (صحيفة الخليج الإماراتية 30/10/2003م).



    لقد أشار أندرو ناتسيوس رئيس الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بعد زيارة له إلى السودان ودارفور مؤخراً إلى أنَّ النزاعات المختلفة بدارفور قد أدى إلى قتل 7000 شخص وتشرد نحو 600 ألف آخرين منذ بدء تلك النزاعات مطلع العام الحالى (سودانايل 31/10/2003م), لكنَّ مصادر أخرى أشارت إلى أنَّ الحرب نفسها بين ثوار حركة تحرير السودان والقوات الحكومية قد تسبب في سقوط 3000 قتيل (صحيفة الخليج الإماراتية 24/10/2003), فإذا عرفنا أنَّ النزاعات الصغيرة لا تؤدى عادة إلى فقد كبير فى الأرواح فيمكن الإستنتاج بأن غارات قوات الجنجويد لوحدها قد أزهق ما يربو على 4000 نفس خلال العشرة أشهر الماضية فقط قد يكون معظمه تم خلال فترة الهدنة مما يؤكد تقديرات حركة تحرير السودان.



    إنَّ الجانب المؤلم فى هذه القضية والمجازر التى تصاحبها عادة هى إصرارالحكومة على نفى حدوثها فى الوقت الذى تمتلئ به وكالات الأنباء العالمية وصحف الخرطوم كل صباح بأخبار مفزعة تحمل حصيلة ما تم من قتل ودمار وحرق للقرى خلال اليوم السابق, ولذلك فحتى نمكن القارئ من الإطلاع على حقيقة ما حدث من مجازر خلال فترة الهدنة, وإصرار الحكومة على نفى وقوعها, فقد حصرنا كل ما ورد فى الصحف السودانية والعالمية من أخبار تلك المجازر والإنتهاكات خلال فترة الهدنة فقط, وهى الفترة منذ توقيع إتفاقية الهدنة فى 3 سبتمبر الماضى إلى إنعقاد محادثات أبَّشى الثانية فى 26 أكتوبر, الشيئ الذى يدعم موقف الحركة فى رفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات ما لم يتم التوصل إلى بروتوكول لحماية المواطنين ونزع سلاح الجنجويد.



    نورد أدناه قائمة موثقة بما تمكنَّا من جمعه, وننبه بصورة خاصة من أنَّ الأحداث المسجلة أدناه هى التى وردت فى الصحف أو وجدت طريقها إلى وكالات الأنباء فقط, لكن نعتقد أنها لا تمثل إلا رأس جبل الجليد الطافى, فكثير من الإنتهاكات لا تجد طريقها إلى مضابط الشرطة, وإن حدثت فإنَّ معظمها لا تجد درباً للصحف ووكالات الإعلام, وإن وصلت إليها فقد لا تنشرها مخافة السيف الحكومى المسلط على رؤوسها والتى رسمت خطاً أحمراً لا يمكن تجاوزها بالنسبة لأخبار دارفور, فكم من قرى معزولة بين الأودية والجبال أبيدت عن بكرة أبيها دون أن يشعر بهم أحد, ولذلك فإنَّ المعلومات التالية يمكن إعتبارها نماذج فقط لما حدث حقيقة:



    * 3 سبتمبر: قتل 18 شخصا يوم الأربعاء 3/9/2003 في كندير شرق جبل مرة من بينهم أثنان من ضباط الشرطة وستة من أفرادها (الأيام 4/9/2003).

    * 7 سبتمبر: أقرت حكومة شمال دارفور بوجود إشتباكات قبلية خارج إطار القوات المسلحة (الصحافة 9/9/2003).

    * 11 سبتمبر: قتل 34 من الرجال والنساء والأطفال ونهب كميات كبيرة من الحيوانات والأموال وتشريد المواطنين بواسطة مليشيات الحكومة السودانية الجنجويد فى منطقة أدارة دار الحمرة, محلية ريفى كتم, يوم الخميس 11/9/2003, وتم تدمير 11 قرية هى حلة قوز, قرية عراشو, قرية مجيخا, قرية درم, قرية وسطانى, قرية أم فاقة, قرية واهب, قرية تيتا, قرية دبس, قرية جميولى, قرية دالنقا (موقع سودانيز أون لاين 14/9/2003).

    * 12 سبتمبر: قتل 75 مدنيا يوم الجمعة 12/9/2003 في هجوم للجنجويد على سكان منطقة خشبة شمال ولاية كتم (الشرق الأوسط 15/9/2003).

    * 14 سبتمبر: قتل 16 راعيا يوم الأحد 14/9/2003 في هجوم للجنجويد على منطقة أبو ليحا (الشرق الأوسط 15/9/2003).

    * 18 سبتمبر: إعترف والى شمال دارفور بوجود اشكاليات أمنية ذات طبيعة مختلفة عن الصراع الذي كان دائرا بين الجيش السودانى وحركة تحرير السودان (أخبار اليوم 19/9/2003).

    * 22 سبتمبر: طالبت حركة تحرير السودان المنظمات الدولية بتقديم مساعدات إنسانية فورية لمواجهة تدفق المجموعات البشرية إلى إحتمت بمناطقها فى جبل مرة ووادي صالح والطينة وشمال كتم وكبكابية ونيرتيتي بعدما أحرقت المليشيات التي تسلحها الحكومة (الجنجاويت) عددا من القرى فى يوم الأثنين 22/9/2003 (موقع الجزيرة نت 23/9/2003).

    * 24 سبتمبر: نفى والى حكومة ولاية شمال درافور وجود حركة نزوح للمواطنين من مناطق جبل مرة ووادي صالح والطينة وكبكابية ونيرتتي إلى المناطق التي يسيطر عليها جيش تحرير السودان بدارفور كما نفى وجود هجمات على بعض القرى من مليشيات الجنجويد وأشار إلى أن الحكومة لا تسلح هذه الميليشيات، وقال إن ما ذكرته الحركة بهذا الصدد كذب وافتراء (صحيفة الخرطوم 25/9/2003م).

    * 2 أكتوبر: قالت هيئة شورى قبيلة الداجو إن عدد من قرى القبيلة تعرضت لاعتداءات متكررة من الجنجويت فى بداية شهر أكتوبر جنوب وشرق نيالا أفضت إلى حرق 24 قرية تشتمل على 2200 قطية وإصابة 20 مواطنا بجروح فضلا عن نزوح 5000 مواطن إلى نيالا والقرى المجاورة، إلى جانب نهب 3000 رأس من الماشية (الصحافة 8/10/2003).

    * 4 أكتوبر: نزوح مواطني 12 قرية فى منطقة كدنير بجنوب دارفور ولجوءهم بمنطقة الملم بسبب هجوم مليشيات الجنجويد (الأنباء 6/10/2003).

    * 4 أكتوبر: تمكنت القوات المشتركة من الجيش والشرطة ((والفرسان)) من إلقاء القبض علي 9 متهمين بمنطقة نوقيا بولاية جنوب دارفور بعد تنفيذهم لإعتداء مسلح علي قوة من الشرطة كانت في طريقها من منطقة هبيلا إلي الجنينة وكانت تعمل علي حراسة مدير شرطة هبيلا (الحياة الخرطومية 6/10/2003).

    * 6 أكتوبر: تبنت حركة العدل والمساواة مسئولية الهجوم على كلبس من أجل تدمير معسكر للجنجويد المحسوبة على الحكومة فى دارفور (صحيفة الخرطوم 7/10/2003).

    * 7 أكتوبر: إعتداء قوات الجنجويت على قرية سنقطة بجنوب دارفور وحرق الجزء الجنوبي منها ونهب جميع ممتلكات الأهالى بها (صحيفة الازمنة 9/10/2003).

    * 7 أكتوبر: إعتداء الجنجويت على قرية حلوق شرق نيالا راح ضحيتها 28 شخصاً (صحيفة الازمنة 9/10/2003).

    * 7 أكتوبر: أعلن والي شمال دارفور رداً على سؤال حول ما تردد من هجمات تقوم بها مليشيات الجنجويد في دارفور قائلاً "الجنجويد إستنفروا ضمن الإستنفار الذي شمل كل القبائل لمعالجة الوضع في دارفور لكن المشكلة الآن ظهور أشخاص يدعون أنهم مع الحكومة ويقومون بشن الهجمات (الأيام 9/10/2003).

    * 8 أكتوبر: أشار والي جنوب دارفور إلى وجود فئات منفلتة تمارس النهب المسلح والسرقات وبعض الصراعات القبلية المحدودة (الراى العام 10/10/2003).

    * 12 أكتوبر: صرَّح على عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية فى لقائه بنواب دارفور بالمجلس الوطنى بأن الحكومة الإتحادية ليست مسئولة عن الأمن فى دارفور (الرأى العام 13/10/2003).

    * 12 أكتوبر: والى شمال دارفور يعترف بوجود قوات الجنجويد ويقول نعم هناك منفلتون من مختلف الجهات وعانينا منهم لفترة... والآن اعددنا خطة محكمة بامكانيات جيدة لملاحقة ومداهمة أي منفلت مستفيدين من جهات ذات صلة عبر محور اجتماعي وآخر دعوي (الرأى العام 13/10/2003).

    * 12 أكتوبر: قامت مجموعة مسلحة من مليشيات الجنجويد بهجوم على 7 قرى بغرب دارفور يوم الجمعة 12/10/2003 أسفر عن مقتل 24 شخصاً ونزوح أكثر من 5 آلاف مواطن (البيان 14/10/2003).

    * 12-13 أكتوبر: تعرضت قرية دامرة الشيخ عبدالباقي التي تبعد حوالي "13" كيلومتر غرب كتم شمال دارفور لإعتدائين متتالين من قوات الجنجويد يومي الجمعة 12/10 والسبت 13/10 أدى لمقتل 7 وجرح عدد من المواطنين ومن المجموعة المهاجمة (الرأى العام 16/10/2003).

    * 13 أكتوبر: صرح أركو ميناوى الأمين العام لحركة تحرير السودان أن مليشيات القبائل العربية "الجنجويد" لا تزال تواصل هجومها على بعض المناطق بدارفور (الأيام 14/10/2003).

    * 13 أكتوبر: تجنب مستشار الرئيس الامني الإشارة إلى مجازر مليشيات الجنجويد فى بيانه بالمجلس الوطني حول الموقف على الطبيعة وتقييم الأوضاع بدارفور بعد إتفاقية أبَّشي (أخبار اليوم 14/10/2003).

    * 13 أكتوبر: قامت مليشيات مسلحة بالإعتداء على منطقة وادي صالح بولاية غرب دارفور يوم 13/10/2003 قتلت فيه 30 شخصاً, كما قامت مجموعات مسلحة أخرى بحرق 20 قرية وتشريد نحو 15 ألف مواطن (صحيفة الازمنة 15/10/2003).

    * 14 أكتوبر: قتلت مجموعة مسلحة من الجنجويد يوم الأحد 14/10/2003م 5 أشخاص في منطقة شطاية بمحلية كاس بولاية جنوب دارفور منهم 3 مهندسين مساحة يتبعون لهيئة مياه جنوب دارفور كانوا يقومون باجراء مسوحات ميدانية لاقامة حفائر وخزانات في المنطقة (الرأي العام 15/10/2003).

    * 14 أكتوبر: نفى العميد ركن طيار "م" أحمد أنقابو معتمد محلية كاس بولاية جنوب دارفور أن تكون قوات الجنجويد هى التى قامت بالهجوم على فريق من المهندسين كانوا يقومون بدراسة سد الكلكل بالمنطقة وإتهم مجموعة من مليشيات الفور وليس الجنجويد القيام بذلك (ألوان 16/10/2003).

    * 14 أكتوبر: طالب نواب دارفور بالمجلس الوطني الحكومة بتوجيه الجهاز التنفيذي بالتصدي لحسم ظاهرة قوات الجنجويد والقوات غير معروفة الهوية بعد أن تبين قيامها بعمليات الضرب العشوائية المتعمدة وممارستها لعمليات النهب والسلب والتقتيل، مشيرين إلي أن عمليات قتل حدثت لثلاثين شخصا في غرب دارفور وحرق ست قري إضافة إلي عمليات ضرب حدثت في محلية كاس راح ضحيتها أربعة من المهندسين المساحين والإعتداء علي ثلاثة أشخاص في غرب شطايا (اخبار اليوم 15/10/2003).

    * 14 أكتوبر: قال عضوالمجلس الوطنى بيتر إبراهيم أن أكثر من عشرين قرية فى منطقة كلبس قد تعرضت للحرق, وطالب الحكومة بتحديد هوية مرتكبي عمليات النهب والحرق في المنطقة (أخبار اليوم 15/10/2003).

    * 15 أكتوبر: قضت محكمة بمدينة الفاشر في غرب السودان بإعدام 13 متهماً بتهمة قتل أثنين وحرق قريتي جغمة وجبرة بمنطقة دارفور بأقصى غرب السودان, كما نسبت إليهم إستخدام أسلحة غير مرخصة والزي العسكري في إرتكاب الجرائم, ومن بين المدانين مغنية تدعى مريم أزرق وكنيتها (الحكامة) وهي متهمة بإثارة حمية الرجال لإرتكاب أعمال القتل, وصدرت أحكام مماثلة بالإعدام على 150 في حوادث سابقة (رويترز 17/10/2003).

    * 16 أكتوبر: فنَّد د. إدريس يوسف أحمد عضو المجلس الوطني عن الدائرة "76" شطاية الحماية بجنوب دارفور ما جاء على لسان معتمد محلية كاس والذي أشار إلى أن المهاجمين الذين إعتدوا على مهندسى المساحة في محلية كاس بالقرب من قرية شطاية من مليشيات قوات الفورغير صحيح مؤكداً بأن الذين إستشهدوا كان فيهم أفراد من الفور على رأسهم رئيس المحلية السابق ورئيس الوحدة الإدارية الحالية المرحوم محمد آدم والمواطن أبكر آدم جمعة وعدد من الجرحى, وأشار د. إدريس إلى أنهم حضروا لتوهم أمس من نيالا التي قدموا إليها في معية وفد من رئاسة الجمهورية للتعازي وزيارة الجرحى في المستشفى وبعض الناجين والذين أكدوا أن المعتدين يمثلون راكبي الخيول والجمال (ألوان 17/10/2003).

    * 16 أكتوبر: أكد الأستاذ أحمد عبد الرحمن أبو لؤلؤ عضو المجلس الوطني الدائرة 75 جنوب جبل مرة أنه خلال شهر أكتوبر تم حرق ونهب قرية سقدة وقتل 9 من أفراد القوات المسلحة كماتم نهب قرية اوده وحرقها (الشارع السياسى 17/10/2003).

    * 16 أكتوبر: شهدت منطلقة مورني غرب دارفور يوم الخميس 16/10/2003 نزوح خمسة آلاف مواطن جراء إعتداءات من قبل بعض لقبائل العربية, وذكر والي غرب دارفور اللواء سليمان عبد الله آدم إن المناطق المتضررة تقع في المناطق الجنوبية لمدينة مورني (الأيام 19/10/2003).

    * 16-17 أكتوبر: قامت مجموعات مسلحة بهجوم على القرى فى محلية زالنجي يومي الخميس16/10 وصباح الجمعة 17/10 أدى لحرق 15 قرية ومقتل مائة شخص ونزوح 15 ألف نسمة من قرى وريسة، كربي، بنيرة، رتو، كرنقا، نارجيا، أدرا، دلول، دورو وحرازة وجونقو إضافة لقرى أخرى بالمحلية وتعرض الأهالي للنهب والسلب (ألوان 20/10/2003).

    * 18 أكتوبر: أعلن والي شمال دارفور أن السلطات المختصة ألقت القبض على مجموعة من «المتفلتين» الذين يمارسون النهب المسلح وترويع المواطنين ورحلتهم إلى الفاشر توطئة للمحاكمة (الرأى العام 19/10/2003).

    * 18 أكتوبر: أدى هجوم شنه مليشيات الجنجويد يوم السبت 18/10/2003 إلى مقتل 100 وجرح 15 وحرق 15 قرية ونزوح 15 ألف بمحلية دريسة التابعة لزالنجي غرب دارفور (الأيام 20/10/2003).

    * 19 أكتوبر: أصدرت "رابطة أبناء دارفور فى دول الشتات" بياناً عن إعتداءات مليشيات الحكومة السودانية (الجنجويد) على ضواحى مدينة نيالا بجنوب دارفور نشرتها موقع سودانايل (19/10/2003), جاء فيه: قامت مليشيات الحكومة السودانية (الجنجويد) بأعتداءات متكررة على مجموعة من القرى التابعة لمحافظة نيالا بجنوب دارفور فى الفترة من سبتمبر و حتى أكتوبر الجارى 2003 , حيث قاموا بقتل المواطنين وإغتصاب الفتيات، و حرق القرى، و نهب المواشى و الممتلكات الأخرى, و قد نزح من تبقى على قيد الحياة من سكان هذه القرى الى أطراف مدينة نيالا، حيث لا مأوى أو مأكل أو ملبس أو دواء لهم, هذه الجرائم تفاصيلها كالآتى:

    أولاً: قتل 34 شخص فى القرى الواقعة شمال وغرب مدينة نيالا وهى قرى: تينقلانى، حلوف، تانجة، جرف، يارا، قسة أنجمت، تاما، عمار جديد. وفى قرية حلوف تم إغتصاب 4 فتيات فى سن 13, 14, 17, و20 سنة حيث تم حجزهن بمستشفى نيالا الملكى فى حالات بالغة الخطورة.
    ثانياً: تم قتل 49 شخصاً وجرح 27 وحرق أكثر من 3000 قطية فى القرى الواقعة جنوب و شرق مدينة نيالا وهى قرى: أموري، كدم طوي، كيري، اقليري، فرنقو، أم تبلديات، زقلو، كبقى، أم جناح، ميرو، مريخة، تعاشا غرب، أم دريساي، أم ترينا الام، أم ترينا حلة أبوسن، أم زمام، عمار جديد، فاس كداب، حميضة، أم القري، ياوياو، دردمة، أرديبه، رهد تونوا. أما جملة الخسائر فكانت كالآتى: المعدات المنزلية المحروقة و المفقودة و الحلي الذهبية قدرت بحوالي 10000000 دينار, المواشى التى نهبت فقد بلغت 4500 راس من البقر و 2000 راس من الماعز و 1750 راس من الضان و 100حصان و 200 حمار و المبالغ النقدية 13000000 دينار.

    * 19 أكتوبر: صرَّح الأمين العام للمؤتمر الوطني أن الأحداث التي تقع فى دارفور بين الآونة والأخرى بأنها «فردية» وتبدر من أطراف لا علاقة لهم بإتفاقية أبَّشى (الراى العام 20/10/2003).

    * 20 أكتوبر: قامت مجموعة مسلحة من الأشخاص المجهولين بالهجوم على قرى ملية و كاس بجنوب دارفور وأحدثوا في ها أضراراً بالغة وأن قرية كاري أحرقت فيها حوالي 485 منزل وقرية كسيس50 منزلاً وقرية تاما 30 منزلاً و أن هذه القرى أحرقت ونهبت تمامأً وأن سكانها الذين ظلوا يفترضون الأرض ويلتحفون السماء (الشارع السياسى 23/10/2003).

    * 25 أكتوبر: تعهد الرئيس البشير خلال لقاء مطول عقده بنواب دارفور أن الدولة ستبسط هيبتها في كل مناطق الإختلال الامني بدارفور و ستجمع السلاح من أيدي المواطنين بولايات دارفور وتعهد بحسم المليشيات الخارجة عن القانون والنهب المسلح وفرض هيبة الدولة في كل ولايات دارفور (الصحافة 26/10/2003).

    * 25 أكتوبر: أعلنت المجموعة السودانية لحقوق الانسان برئاسة المحامى غازى سليمان عزمها إرسال فريق إلى دارفور في غضون الايام المقبلة للتقصي حول إنتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبت إبان الاحداث التي شهدتها المنطقة, وأشارت إلى أن المجموعة سترسل لجنة حقوق انسان برئاسة ذو النون التجاني احمد وعضوية آخرين للتقصي حول الأحداث الدائرة في دارفور، موضحا أن المجموعة لا يهمها من إرتكب الانتهاكات التي جرت ولكن يهمها توضيح الحقائق (الصحافة 26/10/2003).

    26 أكتوبر: حذرت مفوضية العون الانساني في السودان، من خطورة الاوضاع الانسانية بولايات دارفور غربي السودان، إضافة إلى عدم تمكن الحكومة والمنظمات الانسانية من ايصال المساعدات الانسانية الي المناطق المتأثرة في دارفور بسبب التجاوزات الأمنية من بعض المجموعات المسلحة ــ لم يسمها ــ من حين إلي آخر (الزمان: 27/10/2003).



    من هذه الأحداث المؤسفة نلاحظ الآتى:

    (1) إن القتل المتعمد مع الترصد وسبق الإصرار تتم بوتيرة متسارعة, خاصة فى وسط وشمال وغرب دارفور ومناطق جبل مرة, وكأن القتلة على لهف من أمرهم.

    (2) تركزت المجازر كلها فى قلب ديار القبائل ذات الأصول الأفريقية وتتم معظمها بطريقة بشعة تصاحبها عادة تمثيل بالجثث وكأنَّ القتلة يتشفون من شيئ ما.

    (3) الإستيلاء على الأرض من خلال حرق القرى حتى التراب وإجبار الأهالى المستقرين النزوح من الأراضى التى يقيمون فيها ظلَّ هدفاً ثابتاً بعد تحقيق المجازر التى لا تراعى رجلاً أم إمرأة, شيخاً أم رضيعاً.

    (4) بعد حرق القرى عادة ما يصاحب ذلك تخريب موارد المياه وتسميم الآبار ودفنها بإلقاء جثث الحيوانات الميتة فيها ثم ردمها بعد ذلك.

    (5) حرق المزارع وقطع أشجار الفاكهة بصورة تتعدى الحاجة لإستخدامها لعلف للحيوانات.

    (6) تستر الحكومة على ما يجرى ومحاولة تعتيمها كلياً عن وكالات الأنباء, لقد أخبر صحفى بالخرطوم كاتب هذا المقال بأنَّ الحكومة قد أصدرت أمراً مشدداً للصحف بعدم الخوض فى قضية دارفور.

    (7) كشف مدير المعونة الأمريكية لقتل 7000 شخص منذ بدء تفجر الصراعات فى إقليم دارفور هو أول تصريح يصدر من نوعه مما يؤكد تكتم الحكومة على مآسى دارفور.



    والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هو لماذا تتستر الحكومة على هذه الكوارث إلى الدرجة التى قد تتهمها مباشرة فى المشاركة فيها؟ ولماذ تفعل مليشيات الجنجويد ذلك؟ لقد صرح مدير المعونة الأمريكية بعد تفقده الأوضاع فى دارفور مؤخراً أنَّ ما تم فيها من قتل ودمار خلال الأشهر الماضية لم يحدث فى تاريخ دارفور منذ إستقلال السودان, ولكننا نزايد عليه بأنَّ ذلك لم يحدث لا فى تاريخ دارفور الحديث أوالقديم فحتى فترة الدولة المهدية, والتى سالت فيها دماء غزيرة بدارفور, كانت مقاومة معلنة بين القوات الرسمية للدولة المهدية وبعض القبائل التى خالفت سياسة التهجير ولم تتخذ طابع الحرب الأهلية السرية العلنية مثلما يحدث الآن.



    سنقوم فى الأجزاء التالية من هذا المقال بإلقاء الأضواء على مليشيات الجنجويد, وسنتعرض للظروف التى أدت إلى نشأتها و تواجدها, ثم الأسباب التى تدفعها إلى إرتكاب هذه الممارسات المفزعة, وسنقرأ أهدافها والجماعات التى وراءها على خلفية وثيقتين هامتين وقعت فى أيدينا مؤخراً, ثمَّ نتعرض كذلك بصورة مقتضبة لدور الحكومات السودانية المختلفة فى السماح لهذه المليشيات بالتفرخ إلى حد الخروج عن السيطرة.


    من هم الجنجويد؟


    بالرغم من تواترها على ألسنة الناس وصفحات الصحف السيارة فى الآونة الأخيرة تظل كلمة "جنجويد" مبهمة المعنى, وبموازاة ذلك إجتهد بعضهم فى تفسير معنى هذه الكلمة الغريبة فمنهم من قال بأنَّها كلمة مركبة من حروف ثلاثة كلمات هى: جن, وجيم ثرى, وجواد, وهذه الكلمات مجتمعة لا تحتمل سوى تفسير واحد هو الإغارة والقتل والإبادة, لكن جاء فى ركن النقاش بموقع سودانيزأونلاين بالإنترنت أنَّ الكلمة لا تعنى شيئاً أكثر من إسم منسوب إلى قائد مجموعة عصابة مسلَّحة من العرب راكبى الخيول والجمال تأسست في الثمانينات بقيادة شخص يقال له حامد جنجويت, من قبيلة الشطية, خرج على الحكومة وعاث فساداً وقتلاً فى الأهلين حتى صار إسمه مرعباً ومنسوباً لكل فئة باغية طاغية تمارس القتل والحرق, وعلى هذا الأساس تحرف الإسم من جنجويت إلى جنجويد أو جانجويد كما تكتب فى مصادر الإعلام أحياناً, وصارت تبعاً لذلك تطلق على كل فصيلة مسلحة من العرب راكبى الخيول أو الجمال تقوم بتلك العمليات, ومن هنا جاء الوصف الحكومى لهذه المليشيات بالقوات الراكبة, لكن العالمين بثقافة القبائل العربية بدارفور يقولون بأن كلمة جنجويد طغى إستخدامها منذ فترة بعيدة, ربما منذ الستينات من القرن الماضى, ككلمة إستهجان لفقراء ومنبوذى الأعراب وكوصف للغوغائيين من شتاتهم الذين يعتمدون فى حياتهم على المهن الهامشية ويعانون من نظرة المجتمع الدونية لهم, وعلى كل, وبخلاف ذلك, فإنَّ مليشيات الجنجويد اليوم قد أصبحت لها القوة والمنعة بجانب الكلمة الحاسمة فى ريف دارفور, ودانت لها الأمور تقتل وتنهب حين تشاء وتفتك بمن تشاء, وحين تغيب سلطة الدولة, أو تتم تغييبها عن عمد وبقصد, يشيع قانون الغابة دون وازع من ضمير, لكن مهما تسامت درجات القتل وبشاعة التدمير تظل بعض الأسئلة مشروعة مثل لماذا هذا القتل أساساَ؟ وما هى المشكلة؟ وإذا كان الهدف النهائى هو إجبار الأهالى على الفرار والنزوح النهائى من أراضيهم فإلى أين يذهبون؟ وهل إطمئن المهاجمون من أى مساءلات محلية أم عالمية عن المذابح التى يرتكبوها؟ الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها تتطلب قراءة تاريخية لطبيعة الصراع السياسى الإقليمى حول دارفور خلال العقدين الأخيرين وإندياح إفرازاتها السلبية على الأمن المحلى بالإقليم على النحو الذى نشاهده اليوم.



    الصراع الإقليمى وأثره على دارفور:



    تتجلى هشاشة تركيبة الدولة السودانية الحديثة أكثر ما تكون فى طبيعة الصراع القبلى بدارفور وأبعادها الجيوسياسية المرتبطة بها, ويمكننا بكل ثقة من أن نقول إن جزءاً كبيراً من مشكلة دارفور فى العقدين الأخيرين تتعلق بالسياسات الداخلية والأهداف الإستراتيجية الخاصة للدول الثلاثة الكبرى التى تحيط بها وهى السودان وليبيا وتشاد, مع جرجرة ذلك لدول أخرى ذات تأثيرات أقل مثل مصر وأمريكا, بجانب نزاعات داخلية مختلفة إنعكست عليها سلباً مثل الحرب فى جنوب السودان بوجه خاص وجبال النوبة بدرجة أقل. وبينما تطورت الصراعات العنيفة بين ليبيا وتشاد ونجاحهما فى نقل ميدان ذلك الصراع بعيداً إلى دارفور منذ العام 1980م, نجد أنَّ الحكومات السودانية المتتابعة منذ ذلك الحين ظلت دوماً فى موقف المتفرج, أواللا مبالى لأكثر ما تكون, بالرغم من أنَّ الصراع يدور على أرضها ويهدد جزء من شعبها وأمنها القومى.



    لقد كان العام 1980م عاماً مضطرباً بالنسبة لنظام الرئيس جعفر النميرى إذ بالرغم من إكتشاف شركة شيفرون الأمريكية للنفط حول منطقة بانتيو فى العام الذى قبله إلاَّ أنَّ الأوضاع السياسية والإقتصادية فى البلاد بمجملها أخذت فى التردى, صاحب ذلك تدخل ليبيا فى تشاد فى ديسمبر 1980م مما دفعت حكومة النميرى المطالبة بطرد ليبيا من جامعة الدول العربية, وفى غضون ذلك نزح نحو 2 مليون من التشاديين ولجأوا إلى دارفور, ثمَّ إندلعت أحداث عنف خطيرة بالفاشر مطلع 1981م, عُرفت "بإنتفاضة دارفور", ضد تعيين النميرى لحاكم لها من غير أبناء الإقليم, أدت إلى مقتل بعض الأشخاص ليتراجع النميرى على أثرها ويسارع بتعيين أحمد إبراهيم دريج حاكماً لدارفور, وهى المرة الأولى منذ العام 1916م, منذ مقتل السلطان على دينار, التى يحكم فيها دارفور واحداً من أبنائة. وبسبب تفاقم الأوضاع بالبلاد أحبطت الحكومة مخططاً لإنقلاب عسكرى قاده العميد سعد بحر وإتهمت قوى أجنبية من بينها ليبيا بدعم المحاولة دعا النميرى على أثره فى 31 مارس 1981م للإطاحة بالقذافى أو قتله.



    لقد كانت لليبيا توجهات آيدلوجية عروبية للتوسع جنوباً وبنت على هذا الأساس إستراتيجية رصدت تشاد كهدف مباشر للسيطرة عليها تليها مناطق دارفورمن شرقها والنيجر من الغرب, ولعلَّ الهدف غير المعلن هو إزاحة العناصر الأفريقية من سكان هذه البلاد وإستبدالهم بعناصرعربية تتكامل مع التوجه العروبى القومى فى ليبيا ومد الحزام العربى فى أفريقيا جنوباً, تدعمها توجهات عروبية مماثلة فى دول أخرى مثل العراق وسوريا, وقد أدى كل ذلك إلى إنزعاج نظام النميرى ودفعته إلى تعزيز مساندتها لمصر على خلفية إتفاقية كامب ديفيد, تحصل النميرى بعدها على مساعدات عسكرية فى حدود 100 مليون دولار من حكومة الرئيس الأمريكى رونالد ريجان, ثم قامت هذه الدول الثلاثة, بجانب فرنسا, بدعم حسين هبرى, الذى تم تجهيزه وإعداده فى دارفور, لينطلق منها إلى إنجمينا ويطرد جوكونى عويدى رئيس تشاد الموالى لليبيا, ويسيطر على البلاد فى نهايات عام 1982م. لقد سبق ذلك إن كان هبرى متحالفاً مع جوكونى فى حكم تشاد وكان يشغل منصب وزير الدفاع, وسبق لهما أن تمكنَّا من خلال دعم ليبى من الإطاحة بالرئيس السابق فيلكس مالكوم لكن يبدو أنَّ ليبيا آثرت بعدها إزاحة الجانب الأفريقى, أى هبرى وجماعته, فى ذلك التحالف لصالح العناصر العربية مما فجَّر الخلاف خرج على أثرها هبرى وقواته ليتخذ من دارفور قاعدة معارضة دون إذن من الحكومة السودانية, بل كان بإمكان هبرى التجول فى أسواق الفاشر وأحيائه دون حسيب أو رقيب! ويورد شريف حرير وتريجى تفيدت فى كتابهما "السودان: النهضة أو الإنهيار" (1997م) أنَّ التركيب الإثنى للتحالف الحاكم فى حكومة هبرى كان مكوناً من قبائل السارا (جنوبيون مسيحيون) والقرعان (مجموعة هبرى) والزغاوة الهاجيراى وكلهم مجموعات غير عربية (صفحة 283), وإضافة إلى ذلك فإنَّ العداء القديم والمستحكم بين القذافى والنميرى جعل أى تفكير للأول للألتفاف على هبرى من جهة دارفور يبدو مستحيلاً, وكرد فعل لذلك أخذت ليبيا فى تبنى الحرب بالوكالة مستعينة بالمجموعات العربية التى خسرت السلطة فى تشاد فقام بتجنيدها ودعمها بالسلاح والمال, هذه المجموعات كانت تقيم على مناطق الحدود بين السودان وتشاد ولها علاقات دم تتداخل مع قبائل أخرى تقطن داخل إقليم دارفور وجلَّهم من قبائل مثل الجلول والعطيفات والعريقات والشطية والرزيقات الماهرية وبنى حسين وبنى هلبة, ومع غياب وجود الدولة السودانية لم يكن من الصعوبة تسلل تلك الأسلحة والأموال بسهولة إلى هذه القبائل. إلى ذلك أجبرت ضغوط قوات حسين هبرى جزء كبير من هذه المجموعات العربية بتشاد من العبور بأسلحتها وحيواناتها شرقاً إلى داخل دارفور ومن ثمَّ محاولتهم, ولو بالقوة, إيجاد موطئ قدم لهم على السفوح الجنوبية والغربية لجبل مرة وفى دار المساليت ومناطق وادى صالح.



    ظلَّ هذا الوضع على ما عليه حتى سقوط النميرى فى 6 أبريل 1985م طارعلى أثرها القذافى إلى الخرطوم فى زيارة لم يعلن عنها إلاَّ قبل ساعة من وصول طائرته إليها, حاول خلالها, وعلى بث حى فى التلفزيون السودانى, إجبار اللواء سوار الذهب رئيس المجلس العسكرى الإنتقالى على التحالف الفورى بين البلدين, ولم يفلح, لكن تم إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مما إنعكس سلباً على العلاقات مع أمريكا وتوترها مع مصر حين رفض السودان المشاركة فى مناورات النجم الساطع العسكرية بين الدول الثلاث والتى بدأها نظام النميرى منذ عام 1980م, ثم تدهورت العلاقات أكثر مع أمريكا حين نصحت رعاياها فى أكتوبر من ذلك العام بتفادى السفر للخرطوم نسبة للوجود الليبى. لكن نفوذ الليبيين ظلَّ متصاعداً فأستغلوا عدم الإستقرار فى السودان مع إنشغال المجلس العسكرى الإنتقالى بالهجمات المتزايدة للجيش الشعبى لتحرير السودان لتعزيز خطوط أمدادهم إلى المعارضة التشادية والمجموعات العربية بدارفور, وأبرزها مجموعة الشيخ إبن عمر المكونة من العناصر العربية البدوية التى تتوزع مناطقها على طول الحدود السودانية التشادية, ويورد حرير وتفيدت فى كتابهما سابق الذكر أنَّه بينما تلقت هذه المجموعات الأموال والأسلحة تلقت مجموعات سودانية أخرى مثل المسيرية الزرق وبنى هلبة أسلحة مماثلة, إذ كانت الأسلحة رخيصة الثمن وتقوم المجموعات التشادية فى بعض الأحيان بمقايضتها للحصول على الطعام, لقد ذكر مدرس بمدرسة الجنينة الصناعية أنهم وأثناء إفطارهم الصباحى بالمدرسة أن أقبل عليهم أحد الملثمين على جمل يجر خلفه شيئاً محمولاً على عجلات ومغطى وأخبرهم دون تردد من أنَّه يريد أن يبيعهم ذلك الشيئ والذى كان مدفعاً هائلاً, ولمَّا أعرضوا عنه أنصرف لحاله مطمئناً وكأنَّ شيئاً لم يحدث, وعلى كل فقد وجدت الكثير من تلك الأسلحة طريقها بشكل غير مباشر لمجموعات قبلية أخرى خاصة فى جنوب دارفور بل وجنوب كردفان, ومن جانب آخر أصبحت دارفور مفتوحة للإستخدام الليبى الحر فى العبور إلى تشاد خاصة بعد الدعم المالى الكبير الذى قدمه القذافى لحزب الأمة لخوض إنتخابات عام 1986م (حرير وتفيدت صفحة 286) ضمنوا من خلالها تغاضى حكومات الصادق المهدى عن تحركاتهم إلى الدرجة التى أصبح وجودهم بدارفور أكثر سفوراً, زادت معها تدفق الأسلحة الحديثة الضاربة من قاذفات ومدافع وأسلحة أوتوماتيكية تفوق كثيراً ما عند الجيش السودانى نفسه, لقد أوردت التقارير حينها عن دخول 1000 من القوات الليبية إلى دارفور فى مارس 1987م لكنها إنسحبت بعد معالجات من الحكومة.



    إنَّ أكثر الجوانب خطورة فى هذا النزاع هو أنَّ معظم القبائل العربية التشادية قد رحلت بمواشيها إلى داخل دارفور وأرادت أنًّ تتخذ لها دارات داخل ديار الفور الخضراء صاحبتها دعم ليبى بالسلاح والمال من أجل زعزعة نظام هبرى مقرون بشعار آيدلوجى أنَّ العنصر العربى قد أصبح السلطة المهيمنة على المنطقة بالأمر الواقع, وقد كانوا صادقين فى ذلك بسبب عجز كل من القوات المسلحة وقوات الشرطة السودانية من التصدى لهم أو حتى محاولة إعتراض تحركاتهم فى أرجاء الإقليم الواسعة, فتركت الحكومة السودانية دارفور لرحمة ربِّها, وبسبب علاقة الدم والقربى بين القبائل العربية الوافدة بإخوانهم القبائل المتوطنة فى دارفور فقد صاروا سودانيين بحكم تلك العلاقة ومرروا ذلك الشعار الآيدلوجى الذى وجد قبولاً رائجاً بين هؤلاء المتوطنين. وحقيقة فقد تنامى الشعور الآيدلوجى بين القبائل العربية بدارفور منذ وقت مبكر لكنه صار أكثر وضوحاً بعد تعيين أحمد إبراهيم دريج حاكماً لإقليم دارفور فى عام 1981م, إذ شاع فى الجو شعور بين أبناء الفور وكأنَّ سلطنة الفور التاريخية قد إنبعثت من جديد الشيئ الذى شكل حساسية بالغة ومشاعر قلق بين القبائل العربية مخافة تهميشهم وعدم تمثيلهم بإنصاف فى أجهزة الحكومة الإقليمية, وقد حرص دريج على تبديد ذلك الشعور إذ إستدعى كفاءات مقدرة من أبناء العرب بعضهم كان يعيش خارج السودان ليتولوا مناصب مهمة فى حكومته, كما إستحدث ولأول مرة فى تاريخ الإقليم إدارات ريفية للعرب الرحل إذ لم يكونوا يتمتعون بذلك من قبل, إلاَّ أنَّ كل ذلك لم يخفف من حدة القلق العربى خاصة مع تنامى الشعار العروبى المؤدلج الذى أتى من ليبيا, من ناحية ثانية, ولمقابلة تلك الآيدلوجية العروبية, حاولت عناصر من الفور رفع شعار الأفريقانية, أو"الحزام الأفريقى" فى مقابل "الحزام العربى" مما زاد من حدة الإستقطاب.



    لقد أدت جملة من الأسباب فى تعميق ذلك الإستقطاب إلى الحد الذى إستدعى الإحتكام إلى السلاح فى أحداث ليس محلها, أولها إتساع حدة الحرب بين ليبيا وتشاد, فبعد إنفتاح دارفور أمام القوات الليبية وفيلق إبن عمر وجيش الخلاص الإسلامى, وهى مجموعات تدعمها ليبيا, أحسَّ نظام حسين هبرى بخطورة الموقف من جهة دارفور فخطط لهجوم عسكرى على ليبيا بحجة تحرير شريط أوزو الغنى بمادة اليورانيوم وسبق أن ضمتها ليبيا إلى حدودها, وقد تمكن هبرى وبدعم عسكرى من حلفائه من الدول من إلحاق سلسلة من الهزائم المنكرة بالليبيين وإجلاءهم عن ذلك الشريط, ومما زاد من حرج الموقف بالنسبة للقذافى هو وجود سرب من الطيران الحربى الفرنسى مرابط بصورة دائمة بتشاد صدته عن التفكير فى الهجوم مرة أخرى على تلك الدولة, وعليه فقد إعتمدت القيادة الليبية أكثر من ذى قبل على مبدأ الحرب بالوكالة وإستعمال العناصر العربية التشادية والدارفورية لزعزعة النظام التشادى, ثانياً إستغل أفراد القبائل العربية النازحة من تشاد فرصة توفر السلاح الحديث لديهم فشنوا غارات على مناطق الفور مات فيها خلق كثير, صاحبتها حرق وتدمير واسع للقرى لإجلاء الأهالى منها, ردَّ عليها الفور بحرق المراعى لحرمان حيواناتهم من الرعى, ثالثاً أستثمر هبرى إنتصاره على ليبيا والغطاء الجوى الفرنسى ليسدد ضربة قاضية ونهائية على فلول القبائل العربية المساندة لليبيا, ولاحقهم حتى داخل الحدود السودانية, بل وسعى إلى تسليح الفور للضغط على تلك القبائل ولمساعدتهم فى الدفاع عن أنفسهم ضد الغارات التى ظلت تتزايد بصورة مستمرة فإنداح السلاح بصورة أكثر وتيرة إلى دارفور, كذلك ساعد قرار المجلس العسكرى الإنتقالى بقيادة سوار الذهب تسليح القبائل العربية فى منطقة التماس مع جنوب السودان للدفاع عن نفسها ولدعم القوات المسلحة السودانية فى حربها ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان فى إنتشار السلاح بصورة أكبر وسط قبائل البقارة فى جنوبى دارفور وكردفان, إضافة لذلك تسرب قطع كثيرة من الأسلحة كانت الجبهة الوطنية السودانية قد دفنتها فى الصحراء منذ فشل حركة محمد نور سعد عام 1976م ووجدت طريقها لبعض القبائل بشمال دارفور, وبالفعل, والحال هكذا, صارت دارفور بمثابة ترسانة حربية مليئة بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة التى كانت تنتظر أى إشارة مناسبة لتنفث حممها فى كل الأتجاهات فكانت حادثة الجفاف والمجاعة عام 1984-1985م سبباً كافياً لذلك.



    لقد دفع الجفاف الذى ضرب الجزء الشمالى الكثير من القبائل, خاصة العرب الأبالة والزغاوة, للنزوح جنوباً, وربما تكون تلك الهجرات موسمية فى الأحوال العادية إذ إعتادت القبائل الرعوية التنقل فى مسارات موسمية تبعاً للأمطار وتوفر المراعى لحيواناتهم, لكن هذه المرَّة, ومع إشتداد الجفاف, فقد تحول النزوح إلى أستقرار دائم فى أو بالقرب من المناطق الندية, وهى ديار الفور حول جبل مرة بالتحديد, وتبعاً عليه تحول الإستيلاء على الأرض هدفاً ثابتاً خاصة للقبائل العربية النازحة ساعدهم فى ذلك إخوانهم حملة السلاح القادمين من تشاد, وطغيان الآيدلوجية العروبية, والشعور بالإستعلاء العرقى, فتحولت أرض دارفور الطاهرة إلى سلاخانة ضخمة تحت غياب تام للدولة السودانية. لكن للحقيقة يجدر بنا أن نوضح هنا أنَّ الجفاف والصراع على الموارد الطبيعية لا تمثل السبب الرئيسى الوحيد للنزاع المسلح حسب ما يتعلل به الكثيرون كسبب مباشر لأحداث العنف, بل نعتقد أنَّ السيطرة على الأرض ظلَّ هوالهدف الثابت والأساسى, ويدعم قولنا هذا إحصائيات الثروة الحيوانية بدارفور خلال العقدين الأخيرين, فبعد جفاف 1984م وإلى عام 1994م تضاعف أعداد الثروة الحيوانية بدارفور إلى 6 أضعاف ثمَّ وصل إلى 10 أضعاف فى عام 2002م مقارنة بإحصائية عام 1984م, وصارت دارفور اليوم تحتوى على قرابة نصف ثروات السودان الحيوانية من الأبقار والجمال والضأن والماعز, فأين تأثير الجفاف يا ترى؟ إذن السيطرة على الأرض بفعل الآيدلوجية العروبية هى التى ظلت تتم تحت غطائها كل هذا الدمار والمجازر التى تشهدها دارفور.



    قيام التجمع العربى:



    مع تنامى الآيدلوجية العروبية والدعم الليبى المتواصل, ثم تسلم الصادق المهدى لرئاسة الوزارة عقب إنتخابات عام 1986م, ساد شعور خاص بين القبائل العربية المتوطنة والمهاجرة بدارفور بأنَّ الحكومة المركزية السودانية صارت أقرب إليهم, زاد من ذلك نفورهم من الحكومة الإقليمية التى كان على رأسها الدكتور عبدالنبى على أحمد ثم خلفه عليها الدكتور التجانى سيسى محمد, وكلاهما من القبائل غير العربية, ليتبنوا موقفاً عنصرياً أكثر تطرفاً, ولذلك سعوا تحت التأثير الفكر العروبى المؤدلج إلى تكوين تحالف عربى عريض يشمل كل القبائل ذات الأصول العربية بدارفورأطلقوا عليه إسم "التجمع العربى" فى عام 1987م, ضمت 27 قبيلة عربية, خلافاتها وحروباتها فيما بينهم أكثر من غيرهم من سكان الإقليم ولا تجمعها فى ذلك التحالف إلاَّ عداوتها المعلنة للزرقة (القبائل الأفريقية), وقد أصدروا بياناً بشأن ذلك عُرفت ببيان التجمع العربى أعلنوا فيه أن نسبة العرب بين سكان دارفور تبلغ 40% ولذلك يجب أن ينالوا حقوقاً موازية فى السلطة والثروة, وطالبوا فيه كذلك بضرورة تغيير إسم الإقليم (دارفور) لأنه يحتوى على مدلول عنصرى لا تناسبهم, ومن هنا تعزَّز الوضع فى دارفور وتحوَّل بصورة لافتة إلى صراع آيديولوجى عنصرى بحت أخذت شكل مواجهة بين العرب والزرقة تطورت إلى ممارسات القتل والحرق على أساس عرقى بين العرب والفور إبتداءاً, ثم بين العرب والقبائل الأخرى ذات الأصول الأفريقية, خاصة الكبيرة منها كما هو مشاهد الآن, ونتج عنها مباشرة تطوير العرب لمليشيات الجنجويد كأداة عسكرية ضد الفور والتوسع فى الأرض ضد قبائل الزرقة.



    لقد إرتكب الصادق المهدى خطأًّ فادحاً بصمته المطلق على تلك الفتنة العرقية بالرغم من إستنكار كل القوى السياسية لها, وقد ظنَّ الموقعون على بيان التجمع العربى أنَّهم بذلك قد نالوا رضا رئيس الوزراء فلم يستنكفوا عن خططهم برغم الإستنكار القومى الواسع, بل ومضوا فى تطوير برنامجاً طويل المدى, يشمل أيضاً القبائل العربية فى كردفان, من أجل السيطرة على كل غرب السودان ثم الحكومة المركزية, وتبنوا تنظيماً جديداً أطلقوا عليه إسم "قريش" يبدو أنه برنامج مرحلى متدرج لتحقيق أهداف خاصة بالعناصر العربية فى غرب السودان على نحو ما سنرى لاحقاً, لكن قبل ذلك نود أن نلفت النظر إلى حقيقة هامة وهى أنَّ الكثير من الجماعات العربية الواعية إستنكرت, بل وظلت مستنكرة لهذا الإتجاه العنصرى الذى يتم بإسمهم, كما نعلم أيضاً أنَّ منهم من إتخذ فعلاً خطوات عملية لإيقافها من التوسع وإنهائها حيث بدا لهم جلياً أنَّها سوف لن تضر إلاَّ أنفسهم وسكان دارفور أجمعين, ولذلك نرجو أن نقرأ الفقرات التالية بذات الفهم ولا نرمى بها كل المجموعات العربية بدارفور وكردفان, ونعتقد أيضاً أن الذين تبنوا فكرة التجمع العربى هم قلة من الأفراد, قد يشمل المتعلمين وأنصافهم من أبناء هذه القبائل, ونستبعد ضلوع الأدارات الأهلية فيها بالرغم من إعتقادنا أنَّ بعضاً منهم قد يكون إنجر وراءها جزئياً تحت ضغوط هؤلاء المتعلمين.



    وثيقة التجمع العربى:



    لقد وقع فى أيدينا صورة طبق الأصل من منشور سرى للتجمع العربى أرسلته هذه المجموعة لأعضائها وهى خالية التاريخ والمصدر والتوقيع, ربما قصد مرسلوها ذلك بسبب السرية, فلنقرأها أولاً ثم نعلق عليها:



    سرى للغاية


    السيد .................

    إجتمعت اللجنة التنفيذية للتجمع لتقييم نشاط الأعضاء فى كل المجالات ودراسة توضع بعد تعيين وزراء الحكومة الإقليمية من الزرقة, وقد إستقر الرأى أننا لم ننال من مكانة بدارفور إلا بالكفاح والتصميم والتضامن وأنَّ هذه مرحلة دقيقة وصعبة لا يستطيعها إلا أولو العزم من الرجال, ولتحقيق أهداف التجمع قررت اللجنة العليا القرارات التالية:

    -على أعضاء التجمع الملتزمين والذين أدوا القسم:

    1- إثارة المتاعب فى طريق الحكومة الإقليمية لإقلاقهم وإستخدام كل الوسائل المتاحة حتى لا تتمكن الحكومة من تنفيذ سياساتها وبرامجها الإصلاحية.

    2- العمل على شل حركة مرافق الخدمات بمناطق الزرقة وزعزعة المواطن وجعله يشعر بضعف الحكومة وعجزها عن توفير أبسط مقومات الحياة.

    3- مضاعفة المتطوعين فى كل مناطق الزرقة لأن الواجب يحتم علينا عدم إستتباب الأمن ووقف الإنتاج بهذه المناطق وتصفية الزعماء.

    4- العمل على خلق منازعات بين قبائل الزرقة حتى لا يكونوا متحدين.

    5- على أعضاء التجمع الذين يشغلون وظائف قيادية الإلتزام بالآتى:

    أ) تركيز الخدمات فى مناطق نفوذ التجمع ما أمكن ذلك.

    ب) عدم وضع أبناء الزرقة فى وظائف ذات أهمية والعمل على وضع العراقيل أمام الذين يتبوأون وظائف إدارية وتنفيذية كلما سنحت الظروف.

    ج) العمل بكل الوسائل والسبل لوقف إستقرار المدارس فى مناطق الزرقة.



    سرى للغاية


    التحليل:



    (1) يبدو من نبرة هذا المنشور أنَّه يكون قد صدر فى منتصف عام 1988م بعد تعيين الصادق المهدى الدكتور التجانى سيسى حاكما لدارفور.

    (2) تأكيد المجموعة تصميمهم على إفشال الحكم الإقليمى وتعطيل قدراتها فى تنفيذ المهام الملقاة على عاتقها.

    (3) تعقيد الحياة فى مناطق القبائل الغير عربية (الزرقة) وتحويل حياتهم لجحيم لا يطاق.

    (4) إطلاق يد الجنجويد لتدمير مناطق الزرقة بتدمير البنيات التحتية والخدمات وتصفية زعماء الإدارات الأهلية.

    (5) خلق الفتن والإشكالات بين فئات القبائل الغير عربية والعمل على عدم توحيدهم حتى يمكن شل حركتهم لمواجهة القبائل العربية أو تطوير أنفسهم.

    (6) تركيز الخدمات الإجتماعية ومشاريع التنمية فى مناطق العرب وحرمان الزرقة منها.

    (7) تعطيل تقدم وتطور أبناء الزرقة فى مجالات الحكم والإدارة وحرمانهم من التعليم بكل الوسائل والسبل يشمل ذلك حرق المدارس والمؤسسات التعليمية.



    لا أدرى كيف يفكر أى أشخاص بمثل هذا الفهم المبنى على الكراهية العنصرية البغيضة؟ وكيف يحلو لهم حرمان إخوة لهم شاركوهم الحلو والمر فى ذلك الأرض على مرالتاريخ؟ أنَّ دارفورمن الناحية الديموغرافية تقف على ساقين هما القبائل ذات الأصول الأفريقية وأولائك ذوو الأصول العربية وفى النهاية فإنهم كلهم مواطنون سودانيون متساوون فى الحقوق والواجبات وفرص الحياة والعيش الكريم, ومن الناحية الدينية فإنهم جميعاً من آدم وآدم من تراب, أولم يعلموا أنَّه ليس لعربى على أعجمى من فضل إلا بالتقوى؟ فكيف إذاً يسترخصون حياة الإنسان والبشر إلى الحد الذى يحرمونهم فيه حق الحياة؟ إنَّ الشيئ الوحيد الذى ربما يخفف من حدة الشعور بالألم والغثيان من عمق الأزمة هو أن هؤلاء المجموعة لا يمثلون السواد الأعظم من القبائل العربية وإنما قلة منفلتة ضاقت لهم أرض دارفور الوسيعة فصاروا يقيسونها بقدر عقولهم الضيقة.

    هذه الأوضاع التى تمت خلال عهد الديمقراطية الثالثة جهزت الأرضية لنظام الإنقاذ لتحيلها لأشدِّ الفترات دموية فى تاريخ دارفور, وكما ذكرنا فى مقال سابق عن كيف إنحازت حكومة الإنقاذ للجماعات العربية بدارفور لدعم برنامجها الحضارى الإسلاموعروبى, ويعلم أهل دارفور جيداً عن إستلام مسئول نافذ كبير فى نظام الإنقاذ هو الآن فى حكم ربِّه لملف القبائل العربية وإشرافه المباشر لتفتيت ديار القبائل الكبرى وتثبيته للبطون والقبائل الوافدة التى إستولت على أراضى بتلك الديار بقوة السلاح, كما يعلم أهل دارفور جيداً سياسات الحكومة بتسليح مليشيات القبائل العربية وتدربيها فى معسكرات الدفاع الشعبى إلى الدرجة التى أصبحت الآن معترفاً بها حتى من بعض المسئولين فيها, وكيف إستغل الطيب إبراهيم محمد خير فرسان البقارة لإبادة حملة داؤود يحيى بولاد, حيث ما زالت نفس السياسات مستمرة إلى اليوم, فبعد هجوم حركة تحرير السودان الشهير على مطار الفاشر وتدميرها لعدد من الطائرات الحربية التى كانت تستخدمها الحكومة لقصفهم أعلن والى جنوب دارفور عن أنَّ المئات من فرسان البقارة قد أعلنوا جاهزيتهم للدفاع عن مدينة نيالا إذا ما تعرضت لنفس الهجوم, مما يعنى تجيير تلك القبائل للدفاع عن سياسات الحكومة حتى وإن كانت ظالمة بحق أهل دارفور.



    إنَّ خروج نائبا البرلمان الدكتور فاروق أحمد آدم وعبدالجبار آدم عبدالكريم من حظيرة الجبهة الإسلامية القومية وإنضمامهما للحزب الإتحادى الديمقراطى عام 1988م شكَّل أبرز دليل على ضلوع الجبهة الأسلامية لتمزيق وحدة أهل دارفور, وقد أكَّدها كذلك خروج المهندس داؤود يحيى بولاد أيضاً بل ومحاربته لحكومة الجبهة/الإنقاذ, وبدلاً عن التبصر فى تحليل خلفيات ذلك الخروج, ومن قوى دارفورية مؤثرة, آثرت الجبهة طيهم فى ملف النسيان بل وتوصل الدكتورالترابى لإستنتاج مفاده أنَّ: "الإسلاميين من القبائل الزنجية صاروا يعادون الحركة الإسلامية, وعليه تهدف خطة الجبهة إلى تأييد القبائل العربية بإتباع الخطوات التالية: التهجير القسرى للفور من جبل مرة وحصرهم فى وادى صالح ونزع سلاحهم كلياً, وإعادة توطين الماهرية والعطيفات والعريقات (من القبائل العربية الأبالة) فى منطقة جبل مرة, وعدم إعادة السلاح للزغاوة وتهجيرهم من كتم إلى أم روابة (ولاية شمال كردفان) وتسليح القبائل العربية وتمويلها بحيث تكون نواة للتجمع العربى الإسلامى" (محمد سليمان محمد, السودان: حروب الموارد والهوية, صفحة 382). هذه السياسات وما تبعتها من تفتيت الإدارات الأهلية بفرض ما أسمته الحكومة بنظام الأمارة أدت إلى الأوضاع المريرة التى تعيشها دارفور اليوم, إنَّ الحكومة هدفت بتلك الخطة السيطرة على الأرض وتوزيعها على محاسيبها من القبائل, فتم ذلك بقرارات فوقية لم تأخذ فى حسبانها ثقافة الأرض وعلاقتها بحياة مختلف القبائل بدارفور, وخلال ذلك فهمت بعض المجموعات العربية من إستمالة الحكومة لها تشجيعها للإستيلاء على الأراضى حتى وإن تم ذلك على حساب أرواح الأبرياء سكان القرى, وفهموا كذلك إنَّ تلك الأراضى هى أراضى الزرقة حلال لهم مهاجمتها وإجبار أهلها على النزوح منها.



    وثيقة قريش 2:



    إنَّ ما يدعم قولنا هذا هو حصولنا على وثيقة على درجة عالية من السرية من وثائق برنامج قريش, وهو قريش 2, وهذا الرقم 2 يدعم وجود مخطط إستراتيجى ممرحل, لكل مرحلة رقم محدد, هذه الوثيقة, كسابقتها, من غير تاريخ أو مصدر معين وربما يكون مقصوداً إمعاناً فى السرية, فلنقرأها ثم نعلق عليها بعد ذلك.



    قريش 2
    سرى للغاية
    النسخة رقم .....

    بسم الله الرحمن الرحيم

    "قل اللهم مالك الملك, تؤتى الملك من تشاء, وتنزع الملك ممن تشاء, وتعز من تشاء, وتذل من تشاء, بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير"

    صدق الله العظيم

    كنا قد تناولنا فى قريش –1- ميلاد قريش جديد وبعض البرامج إلا أن التطورات التى تشهدها البلاد والمستجدات السياسية بأبعادها الداخلية والخارجية تتطلب وقفة تذكير بالأهداف ومراجعة الخطط وتعزيز الإنجازات فى سبيل تحقيق غايتكم السامية.

    وكما تعلمون فقد حال الجعليون والدناقلة والشايقية بيننا وبين حكم السودان لمدة تناهز القرن, وهم مهما تدثروا بثياب العروبة, هجين أصبح عرقاً وثقافة جزء لا يتجزأ من النسيج النوبى المتمصر, وستظل تلك الفئة تتشبث بحكم البلاد إلى الأبد, إذ بلغنا أنَّ أطراف هذا الثلاثى قد أقسموا مؤخراً على أن تبقى السلطة تداولاً بينهم.

    يمر قريش بمرحلة مخاض حرجة, والمطلوب من الجميع, وخاصة الطرفين, التسامى على الإنتماءات الفكرية والطائفية فى سبيل تحقيق الأهداف النبيلة والمحافظة على الإنجازات التى تحققت حتى الآن, وضرورة العمل الدؤوب لبلوغ الغايات التى نراها قريباً عبر الإلتزام بالتالى:

    أ- الموعد العام 2020 على حد أقصي.

    ب- الهدف قريش 20.

    ج- الهدف المرحلى: ولايات الغرب الستة.

    د- الخطط والبرامج والوسائل:



    داخلياً:

    1- إعطاء إهتمام خاص بالتعليم أفقياً ورأسياً وإعداد كوادر عالية التأهيل فى مختلف المجالات السياسية. والإقتصادية والإعلامية والأمنية والعسكرية.

    2- إقامة مؤسسات إقتصادية.

    3- الإنخراط الواعى فى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.

    4- مواصلة خطة إظهار التعاون مع السلطة القائمة.

    5- المحافظة على علاقات العمل القائمة مع بعض الشخصيات المحورية مع أبناء الثالوث فى قيادة الدولة.

    6- التنسيق المحلى مع أبناء العمومة فى الوسط والشرق.

    7- التأكيد على أهمية قبائل التماس وحث الدولة على المزيد من دعمها وتسليحها وتدريبها (الدفاع الشعبى, المجاهدين, قوات السلام).

    8- حث جميع القادرين من الأهل للإنخراط فى قوات السلام.

    9- المحافظة على قنوات التفاهم مع الدينكا.

    10- التقيد التام ببنود عملية "شاهين" لجنوب كردفان.

    11- إحتواء نذر الفتنة بين النهود والفولة ومناشدة الأهل فى أرجاء الوطن النأى عن الصراعات الداخلية التى تبدد الطاقات.

    12- عدم إثارة موضوع البترول قبل إستخراجه الفعلى.

    13- إحتواء آثار وتداعيات حادث نيالا فى أضيق نطاق والسعى للإفراج عن الفرسان.

    14- تأمين المراعى الكافية للرعاة فى السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى.

    15- محاربة الأعراف الخاصة بحيازة الأرض (حواكير, ديار, ... ألخ) بشتى الوسائل.

    16- إبراز دورنا القومى فى التصدى للقبائل غير العربية فى الغرب كإمتداد طبيعى للتمرد.

    17- توسيع فجوة الثقة بين المركز وأبناء القبائل غير العربية بدفع القيادات المنتقاة من أبناء الزرقة إلى المزيد من التطرف فى التعبير عن الظلم الواقع على الغرب ومجاراتهم بوعى فى النعرات الجهوية والعنصرية.

    18- السعى للحصول على المزيد من المناصب الدستورية فى المركز والولايات.

    19- الحفاظ على إنجازات برنامج الجاموس لغرب دارفور بتداعياته المحسوبة.

    20- على الطريفى 2 والطريفى 3 مواصلة العمل لتمكين القرشيين فى دارفور.

    21- الإستعداد لأى إنتخابات ولائية فى الولايات الستة.

    22- الحرص على الإنضباط والنأى عن السلوكيات الطائشة كالحديث عن دولة البقارة.

    23- ضرورة إهتمام القيادات بالإعلام الإيجابى.

    24- ضرورة ترقية الأداء المالى لقريش.

    25- تبقى القيادات البارزة من القرشيين فى المؤتمر الوطنى 3 من بين قريش 3, ووضع القرار حسب مقتضيات الحل.



    خارجياً:

    1- تقوية التنسيق والتشاور مع القرشيين فى دول الجوار.

    2- تطوير التفاهم الإستراتيجى مع الجماهيرية على هدى ما إختطه البقلانى أصيل والشيخ إبن عمر.

    3- تطوير برامج سباق الهجن والإستفادة منه فى توثيق الروابط مع الأشقاء فى دول الخليج, وبالله التوفيق.



    "ونريد أن نمن على الذين إستضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين, ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون".

    صدق الله العظيم

    سري للغاية
    التحليل:



    (1) تعتبر المجموعة المكونة لتنظيم قريش مجموعة عربية تهدف للسيطرة على السلطة فى السودان على المدى البعيد وقيام دولة العرب عام 2020 بإستراتيجية تبنى على الآتى:

    أ- مهادنة السلطة القائمة والإستفادة من الإمكانات للإستيلاء على مراكز القرار بحكم القبضة القوية من القبائل الشمالية (الجعليين, الشايقية والدناقلة).

    ب- معاملة قبائل الجنوب وبخاصة الدينكا خوفاً من الدخول معهم فى مصادمات.

    ت- معاملة أبناء النوبة وكل المجموعات الغير عربية متمردين وتشديد الخناق عليهم بإبعادهم وتصفيتهم.

    ث- متابعة العمليات المسمى فى البيان فى جبال النوبة "شاهين" ودارفور "الفرسان" وذلك من أجل تفريغ هذه المناطق والإستيلاء عليها وإفساح المجال للعرب للهيمنة عليها.

    ج- التحكم فى أى قرار بشأن المناطق المذكورة.

    (2) تمثل السيطرة على الأرض وإحلال العرب مكان الزرقة الهدف الأسمى لهذه المجموعة ويدعم ذلك إسقاط ضمنى بإيراد تلك الآيتين فى صدر وعجز البيان من خلال تضمينهما لمبدأى أيلولة السلطة والخلافة فى الأرض.

    (3) الإستعانة ببعض الدول العربية للمساعدة فى دفع هذا التوجه من خلال تنفيذ بعض البرامج كغطاء للمشروع الأساسى.

    (4) السيطرة على كل غرب السودان, دارفور وكردفان, كمنطلق أولى للسيطرة على حكم السودان.

    (5) عدم وجود أى محاذير بل إستخدام كل الوسائل بما فيها التصفية الجسدية وإبادة قبائل الزرقة للوصول إلى الهدف النهائى.

    (6) يبدو أن الوثيقة صدرت بعد عام 1996م حيث أشارت إلى ولايات الغرب الستة ولم تكن عدد الولايات 6 قبل عام 1996.



    أين الحكومة السودانية؟ وأين جهاز الأمن القومى؟ وهل الحكومة ورئيسها ونائبها الأول على علم بذلك؟ إن كانوا لا يعلمون فمصيبة, وإن كانوا يعلمون ولم يتحركوا فالمصيبة أكبر, وإن كانوا يعلمون ويتحركون لدعم ذات التوجه فذلك شيئ أعظم نعجز أن نصفه بالكلمات, ثمَّ ما ذنب الأبرياء الذين يذبحون آناء الليل وأطراف النهار فى دارفور؟ ماذا جنوا ضد الحكومة أم التتر الجدد حتى يقتلوا وهم الآمنون فى قراهم يتغنون لوطن إسمه السودان؟ وهل ينام هؤلاء القتلة ملء جفونهم يحسبون أنَّهم يفعلون شيئاً مقبولاً؟



    جنجويد جبال النوبة:



    لقد حدثت مثل هذه المذابح أيضاً فى جبال النوبة, وفى جنوب السودان من قبل, وظلَّ الهدف ثابتاً فى كل هذه الأحوال الثلاثة ألا وهو السيطرة على الأرض أو سياسة حرق الأرض بالنسبة للجنوب فى هجوم محموم لفتح تلك الأراضى لإكتشافات النفط, وكما نرى أعلاه فإنَّ مشروع قريش 2 يحتوى على تشجيع عمليات الجنجويد الميدانية والتى عرَّفوها بعمليات "الفرسان" بدارفور ضد قبائل الزرقة, وبعمليات "شاهين" بجبال النوبة ضد قبائل النوبة. لقد تعالت قريحة الحكامة .. ( شبالة بت العرب ) .. تنخي أولاد البقارة علي الإغارة وسلب ممتلكات النوبه في كردفان قائلة:

    قايد
    قايد الطوف..
    يوم مر بالمجروس..
    النوبة ديل
    طلعوا الجبل فوق..
    نشيل الجيم
    نمشي ندلي الجوك..
    ... ... ...
    قايد (أى قائد), المجروس (عربات النقل العسكرية), الجيم هو الجيم ثرى المعروف كسلاح فردي للمشاة في الجيش السودانى, والجوك هو نوع من الأبقار ذوات قرون طويلة إشتهرالنوبة والجنوبيون بتربيتها. وقد قام الأب فيليب عباس غبوش والرابطة العالمية لأبناء جبال النوبة مؤخراً بالشكوى للأمم المتحدة ضد تجاوزات الجنجويد بحق أهاليهم وطالبوا الحكومة السودانية بتعويض قدره 50 بليون دولارعن جرائم الإبادة العرقية التى مارستها فى منطقة الجبال, ففى إجتماع لهم بالسيد/ كارين براندركاست مساعد الامين العام للامم المتحدة للشئون السياسية ومساعدوه فى مكتبه بنيويورك يوم 6/11/2003م أبلغوه عن المظالم التى تعرض لها النوبة بوجه عام وطالبوا بحق تقرير المصير, ثم أصدروا بياناً بعد تلك الزيارة, نشرته موقع سودانايل بتاريخ 7/11/2003م, جاء فيه: "ولقد زود الوفد الامم المتحدة بتقارير كاملة عن ما يسمى بتنظيم قريش العربى وبعض اعضائها النشطين فى أروقة الحكومة والمنظمات والذين يعملون على ابادة المجموعات الافريقية, اى ما يسمونهم بالزرقة, واحتلال مواقعهم بحلول 2020م، مستغلين امكانات الدولة والمنظمات للتقوية وتأجيج الصراعات فى المنطقة. وقد أعتبر الوفد تلك المجموعة محدودة يجب ان يتم حسمها بعد التحرى حولها وتقديم مجرميها للعدالة العالمية". وذلك ما يتطابق تماماً مع الوثيقة التى أوردناها أعلاه.



    الوضع الحالى لمليشيات الجنجويد:



    مليشيات الجنجويد هى اليوم مليشيات عربية حكومية تقوم بدور مزدوج ألا وهما مساعدة القوات الحكومية فى حربها ضد ثوار دارفور من خلال تشكيل قوة مساندة لها, ثم تنفيذ دورها المنوط بها فى تصفية قبائل الزرقة والإستيلاء على أراضيهم كما هو مخطط فى برامج قريش وأهداف مجموعة التجمع العربى, وهم ينقسمون إلى قسمين قسم صغير بشمال دارفور يتكون من عدة مليشيات تابعة للقبائل العربية الصغيرة هناك وهم عادة ما يصاحبون كتائب الجيش السودانى, أشهرها تلك المجموعة التى إستباحت مدينة كتم فى 6 سبتمبر الماضى وعاثت فيها قتلاً ونهباً, ثم المجموعة الأكبر التى تتكون من مليشيات القبائل العربية بجنوب دارفور وهؤلاء يتصرفون وحدهم وبحرية كاملة, ويقال أنَّ عدددهم كبير إذ يبلغون نحو 5000 رجل يمثلون معظم قبائل البقارة, عدا قبيلة المعاليا فى بعض الروايات, ويتخذون من جبل كرقوا الحصين أقصى جنوب غرب دارفور معقلاً دائماً لهم ينطلقون منه للإغارة على مناطق وسط وغرب دارفور. هذه المجموعات بدأت تعمل خارج سيطرة الدولة مدفوعة بالبرنامج الآيديولجى وحده, وصاروا من القوة وشدة البأس بحيث لا توجد سيطرة لأحد عليهم إذ ظلوا خارج سلطة الدولة والإدارات الاهلية, لكن عندما فطنت إليهم الحكومة عفت عنهم مقابل إنخراطهم فى معسكرات إعداد خاصة أسمتها الحكومة "معسكرات التائبين" حيث تمَّ إستقطابهم إلى جانبها وأعدتهم للمشاركة فى تنفيذ أهداف محددة للجيش السودانى, وليس من المؤكد ما إذا كانت الحكومة قد وعدتهم بغض الطرف عن برنامجهم الإستراتيجى بإبادة قبائل الزرقة, لكن واقع الحال قد لا يشير إلا إلى ذلك. كما يقال أنَّ الحكومة تمنحهم رتباً عسكرية إسمية ورواتب مالية خاصة لقادة هذه المليشيات تعتمد على حجم القوة ودرجة خطورة المهمة المنوط بها, ويقال فى هذا الصدد أنَّ قائد القوة التى دخلت مدينة كتم, وهو شيخ قبيلة مشهورة فى تلك المنطقة, كان برتبة عسكرية إسمية لواء أركان حرب ومرتب شهرى قدره 20 مليون جنيه له ولأتباعه, كما أنهم لا يتبعون للسلطات المحلية وإنما يتلقون أوامرهم مباشرة من جهة ما بالخرطوم, قد تكون شخصية متنفذة, وهذا ما يفسر عجز حكام ولايات دارفور الثلاثة فى التعامل معهم بحسم, لكن من جانبها ظلت الحكومة تصر على سياستها المعلنة التى تنفى أى شكل من أشكال التعاون بين القوات المسلحة والمليشيات القبلية أو تورطها فى تسليح إنتقائى للقبائل.



    لقد ورد فى كتاب حرير وتفيدت (1997م) إشارة إلى تقرير كتبه أحد المراقبين الأوربيين عن دور المليشيات القبلية فى المشكلة السودانية جاء فيه أنَّه "لأسباب إستراتيجية فقد رعت حكومة السودان إبادة قسم من سكانها المدنيين, فقد قتل عدة آلاف من السكان بواسطة المليشيات الحكومية, كما مات عدة آلاف نتيجة لغارات هذه المليشيات ومن المحتمل أنَّ الآلاف قد حرموا من المواطنة وإخذوا كرقيق بواسطة المليشيات بالتعاون مع القوات الحكومية" (J. Ryle, 198, وبرغم من أنَّ ذلك يتسم قليلاً بالمبالغة إلاَّ أنَّ الحقيقة تظل أنَّ المليشيات قد حطمت حياة عشرات الآلاف من المواطنين فى جنوب السودان وجبال النوبة ودارفور.



    ما هى الحلول؟ وهل هناك من مخرج لهذا النفق المظلم؟


    حسناً فعل الدكتور حسن الترابى زعيم المؤتمر الشعبى بتأكيده على أنَّ الحكومة السودانية ضالعة فى تسليح بعض الأطراف بدارفور لجعل المواطنين يتقاتلون فيما بينهم, وجاء فى صحيفة الخليج الأماراتية أنَّ الترابى الذى كان يتحدث أمام المؤتمر الثاني لقطاع الطلاب بحزبه فى قاعة الصداقة صباح السبت 8/11/2003م قد: "إتهم الحكومة صراحة بتغذية الصراع الدائر في ولايات دارفور الثلاث، مشيرا إلى أن النظام الحاكم هو الذي يمد الميليشيات العسكرية هناك (الجنجويد) بالسلاح ليعتدوا على المواطنين حتى “يخلو له الجو” على حد تعبيره" (صحيفة الخليج الإماراتية، عدد الإثنين 10/11/2003م). ولا جديد فى ذلك فقد سبق أن تحدثنا عنه من قبل ودللنا عليه, لكن الجديد فيه أنَّه صدر عن الشيخ مما يعنى أنَّ مصدر الخبر موثوق به, فالرجل لا يزال لديه عيون وآذان داخل جهاز الدولة يحصون له فيها أنفاسها وسكناتها, مما يجعل من سياسات الحكومة ومؤامراتها كتاباً مفتوحاً أمامه, لكن وبالرغم من تصريحه الفاضح فإنَّ ذلك سوف لن يعفيه هو شخصياً عن مسئوليته المباشرة فيما حدث و يحدث أيضاً, إذ ظلَّ نافذاً وراء ذلك ومخططاً له منذ عهد الديمقراطية الثالثة, وعليه أن يجيب عن تساؤلات مهمة تتعلق بأسباب خروج قوى دارفورية شابَّة ومؤثرة من حزبه ودوره المباشر وراء ذلك, ومهما يكن من أمر فإنَّه, ومن خلال تصريحاته تلك, يمكن أن يكون "شاهد ملك" مهم ضد الحكومة فى حال وجود أى تحقيق دولى عن "جرائم ضد الإنسانية" تحدث فى دارفور, مثلما تم من قبل إزاء أحداث مماثلة جرت فى رواندا والبوسنة وكوسوفو بيوغسلافيا, ومعلوم أن عدداً من المتهمين فى تلك الأحداث إدينوا أمام محكمة العدل الدولية بلاهاى يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة فى سجونها بهولندا. إنَّ الجرائم التى تحدث ضد الإنسانية, خاصة جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والإنتهاكات التى تتم بموافقة ضمنية أو مباشرة من الدولة, أصبحت اليوم من الجرائم العالمية الكبرى ولها محاكم خاصة وقوانين تعلوعلى سيادات الدول تشهد بسطوتها الضغوط والإغراءات التى تبذلها أقوى دولة فى العالم اليوم, وهى الولايات المتحدة الأمريكية, لإرغام الدول على التوقيع على محضر قانونى يستثنى تقديم جنودها لتلك المحاكم فى حال إتهامهم بإرتكاب تجاوزات بحق الإنسانية فى مغامراتها الحربية, وهى كثيرة على النحو الذى نشاهد.



    وحقيقة فإنَّ الحكومة لم تقصر أبداً فى توفير شبهات تشى بضلوعها فى أشياء فعلتها بدارفور ولا تريد الكشف عنها, فمنع السفير البريطانى السيد وليم باتى من زيارة مدينة نيالا, حتى عقب حصوله على إذن بذلك وتوجهه للفاشر, ثم منع القائم بالأعمال الأمريكى في السودان السيد جيرارجالوتشي وممثلين آخرين في السفارة إضافة إلى ممثل لهيئة المعونة الامريكية من السفر إلى نيالا أيضاً, على الرغم من إصدار وزارة الخارجية السودانية تصريحا لهم بالسفر إلى هناك, لا تدل إلاَّ على شيئ واحد مفاده أنَّ الحكومة لا تريد تواجدهم فى تلك المنطقة, الشيئ الذى دفع القائم بالأعمال الأمريكى فى تصريح له لهيئة الإذاعة البريطانية إتهام بعض القبائل العربية بدارفور بتشريد المئات من الأسر بالإقليم (صحيفة الأزمنة 12/11/2003م), تبعه وصف أحد الدبلوماسيين المعنيين بالشأن السودانى للقتال فى دارفور بأنَّه: "تطهير عرقي (Genocide) يتمثل في تحطيم القرى تقوم به المليشيات العربية بدعم على ما يبدو من الحكومة" (الأضواء 14/11/2003م).


    لقد عرضنا فى الحلقة الأولى من هذا المقال صوراً من جرائم الإبادة العرقية التى حدثت بدارفور خلال فترة الهدنة الأولى بين حركة تحرير السودان والحكومة السودانية, أوضحنا فيها كيف أنَّ الحكومة كفت أيدى الحركة عن القتال فى الوقت الذى أطلقت فيه أيدى الجنجويد تسرح وتمرح فى ديار القبائل كيفما شاءت, ثمَّ قمنا فى الحلقة الثانية بإلقاء الضؤ من قريب على مليشيات الجنجويد, أهدافها وتاريخها والظروف الجيوسياسية التى أدت إلى نشأتها, وخلصنا فيها إلى أنَّ هذه المجموعة تقوم اليوم بدور مزدوج: دعم الحكومة فى حربها ضد الحركة المسلحة بدارفور من ناحية ثم القيام بتنفيذ توصيات الأهداف السرية للتجمع العربى وبرنامج "قريش" بضرورة إبادة قبائل الزرقة سعياً لقيام دولة العرب فى العام 2020م من ناحية أخرى. وطالما أنَّ لكل مشكلة حل, مهما إستعصى, فيجدر بنا أن نتلمس مداخل حلول لهذه الفتنة التى ضربت دارفور فى أخطر مفصل فى وجودها ألا وهو محور العلاقات القبلية والتعايش السلمى بين مكونات وكيانات سكانها الذين عاشوا فى تناغم وإنسجام لأكثر من ألف عام قبل أن ينفلت شيطان الفتنة من عقاله فيحيل أرض دارفور الطاهرة بالإسلام والمزيَّنة بسبحة اللالوب وألوان الشرافة إلى دم وخراب ودمار.



    الحلول الممكنة لإطفاء فتنة الجنجويد ودور الأطراف المختلفة فى ذلك:



    نعتقد إبتداءاً أنَّ مشروع أى حل لفتنة الجنجويد خاصة, والنزاع القبلى بدارفور عامة, لا يقتصر على جهة واحدة بعينها وإنما تتعدد فى مستويات ذات أبعاد مختلفة, فهناك بعد دولى وبعد قومى وآخر محلى ولكل من هذه المستويات واجبات محددة فيما يختص بالسيطرة على الأمور بالإقليم, هذه السيطرة لا نعنى بها التحكم الأمنى فقط فذلك شيئ يظل مفعوله مثل مفعول حبة الأسبرين الذى يُسكِّن الألم لفترة ما والأطباء يعلمون أنَّ وراء ذلك الصداع ما وراءه من عطب آخر فى الجسد, لكن يجب أن تشمل الحلول الأبعاد الإستراتيجية والمتجددة المنافع والتنمية المستدامة فذلك ما يبقى أما الزبد فيذهب جفاء, وسنحاول فى النقاط التالية سبر دور كل جهة فى رفع هذا البلاء الذى تتعرض له دارفور.



    (1) رئاسة الجمهورية:



    لا نحسب أنَّ الفريق البشير رئيس الجمهورية غير معنى تماماً بالأمور التى تحدث بدارفور, فهو كرئيس للجمهورية, يتعامل مع الأجهزة المؤسسية التى ترسم له المقترحات والسياسات المختلفة, وإذا كان هناك فساداً فى سياساته نحو دارفور فنعتقد أنها من صنع الحاشية التى تحيط به, وما أكثر فساد رجال الحاشية فى القصر الجمهورى فى تناولهم لقضية دارفور, فقد ذاق الأهالى هناك الأمرِّين منهم, خاصة خلال عهد النميرى, ويعانون منها الآن فى عهد البشير.



    ولكى يكون الرئيس واثقاً من سداد الرؤى التى تقدم إليه بخصوص قضية دارفور, والجنجويد جزءاَ منها, يجب أن يكون لديه مستشار خاص بشئون دارفور, يكون من أبناء الإقليم عالماً ببواطن الأمور وشئون القبائل, مدركاً للأثر التاريخى للإدارة الأهلية فى تاريخ دارفور وثقافة القبائل فيها, يقدم إليه النصح السديد ولا يحرجه محلياً وقومياً وعالمياً مثلما يحدث الآن, ومع إقتراب الوصول إلى السلام يجدر بالرئيس أن يبتعد بقدر الإمكان عما يعكر مزاجه ويضعه فى مواقف التوتر, وهذا يتطلب التركيز بوعى وحكمة لمعالجة قضية دارفور وهى ليست بذات السهولة كما قد يتصور قصيرى النظر.



    (2) الحكومة الإتحادية:

    في عمود كلمتها اليومية بتاريخ الأثنين 10/11/2003م, أوردت صحيفة الأيام التعليق التالى عن أحداث زالنجي الأخيرة, وقالت: "إنَّ الموقف جد خطير في الإقليم وأنه يحتاج إلى علاج سريع تتولاه الحكومة المركزية بنفسها عن طريق القوات المسلحة لتضع حدا لنشاط هذه الجماعات المنفلتة التي تهدد حياة المواطنين وتقوض وجود الدولة في الإقليم. لا بد من أن تتولى القوات المسلحة زمام الأمور وتتعقب الجناة وتجردهم من سلاحهم لأن مجرد وجودهم بهذه الصورة يخلق منهم دولة داخل الدولة وهو وضع يجب أن ترفضه الحكومة تماما وتتخذ حياله الخطوات العاجلة والناجعة" (صحيفة الأيام 10/11/2003م). لكنَّ النائب الأول لرئيس الجمهورية على عثمان محمد طه فجع أهل دارفور ونوابهم بالمجلس الوطنى عندما خاطبهم أمسية الأحد 12/10/2003م, حين قال (يا أخواننا دعونا نكون صادقين ونواجه مسؤولياتنا فإن الأمن في دارفور ليس بقضية الحكومة الإتحادية!!... كفانا مزايدة وصياحا في الاعلام ورميا للاشباح وبحثا عن الشماعات, القضية ليس حلها في الخرطوم القضية حلها هناك في كل محلية وفي كل منتجع وفي كل مؤتمر قبيلة وفي كل مقر ومدينة)!! تباً لك يا إبن الخطاب و"والله لو عثرت بغلة بأرض العراق لسئل عنها عمر"! وهناك فى دارفور أبرياء يموتون بالآلاف ولا يسمح لهم حتى بالبكاء, أو حتى بمواراتهم الثرى كما فعل ذلك الغراب بجثة هابيل, إنَّ أقل ما يمكن أن يوصف به حديث النائب الأول هذا هو عبارة "رمتنى بدائها وإنسلت", وهى مداراة صريحة لواقع الحال ومخالفة للتقارير التى تترى كل يوم من داخل وخارج البلاد تؤكد تورط النظام مع مليشيات الجنجويد العربية فى حملات الإبادة البشرية المنظمة, هل النائب الأول ورهطه من جماعة الإنقاذ متورطين فى مؤامرة يستهدف دارفور وأهله؟ الناس هناك لا يؤمنون فقط بذلك بل وموقنون بحقيقتها ويؤكدون أنَّ النائب الأول أنما يواصل فقط ما قام به سلفه فى إشعال الفتنة!



    هنا تتجلى دور الحكومة فى حل كارثة الجنجويد, فى أمرين لا ثالث لهما, ولا داعى للنكران والمداراة, إما أن تعلن مسئوليتها المباشرة عن هذه الفئات المارقة فتجمعهم وتنزع أسلحتهم وتجرى تحقيقاً لما قاموا به من تجاوزات وتعتذر للضحايا من الأهالى المسالمين مع تعويضات قانونية, وإما أن تعلن عن خروج الجنجويد عن طوعها فتشعلها حرباً عليهم وتطلق يد القوات المسلحة فيهم وتطبق عليهم عقوبة حدِّ الحرابة المنصوص عليها فى القرآن الكريم. ببساطة الكرة حول هذه المسألة فى ملعب الحكومة وعليها أن تتحرك الآن قبل الغد وإلاَّ فإنَّ أصحاب القبعات الزرقاء سوف ينزلون بطائراتهم فى مطارات الفاشر ونيالا والجنينة, وسيجوبون قرى وفيافى دارفور, وبيدى فعلت لا بيد عمرو.



    (3) الحكومات الولائية:



    أستغرب كثيراً حينما أقرأ تصريحات حاكم جنوب دارفور الفريق آدم حامد موسى و تبجحه الفارغ دوماً عن إستقرار الحالة الأمنية فى ولايته مقارنة بولايات دارفورالأخرى, لكن واقع الحال يكشف زيف ذلك إلى الدرجة التى يمكن وصف تصريحاته حول الحالة فى ولايته بالمقولة المصرية "البرَّة هلاَّ هلاَّ والجوة يعلم الله"! والسبب جد بسيط فإذا كان الأمر كما يقول سعادته فلماذا تمنع الحكومة زيارة السفراء والأجانب لحاضرة ولايته؟ إنَّ فى الأمر لشيئ خطير ومدفون فلقد بلغنا مؤخراً أنَّ الأهالى هناك يتحدثون عن وجود قوات وعناصر عربية أجنبية جاءت من موريتانيا ومالى والنيجر وليبيا تمَّ تجميعها فى معسكرين كبيرين, أحدهما بالقرب من مدينة عد الغنم بدار بنى هلبة والأخرى غرب مدينة كبم على مقربة من الحدود التشادية, فما السر والغرض من إستجلاب تلك العناصر الأجنبية وتسكينهم فى معسكرات محمية بقوات الحكومة؟ هل لتوطينهم فى مشروع تعريب دارفور, أم لتهديد الرئيس التشادى إدريس ديبى إذا ما أراد اللعب بذيله؟ الإجابة عن ذلك متروك لسعادة الوالى, هذا بخلاف مجازر قوات الجنجويد التى أحالت المناطق المحيطة بنيالا ومناطق كاس وأطراف جبل مرة إلى بقع جرداء لا حياة فيها, ولذلك كان خوف الحكومة عظيماً أن ينكشف ذلك للإعلام الخارجى إلى الدرجة التى رفضت فيه للسفير البريطانى من الإستمرار فى زيارة للإقليم بدأها بمدينة الفاشر, ولمَّا همَّ بالمغادرة إلى نيالا القريبة تم منعه! ونتيجة لذلك أصدرت السفارة البريطانية بالخرطوم بياناً حول ملابسات الحادث, والظن أنَّ السفير البريطانى قد أبدى شكوكه حول الأمر للقائم بالأعمال (السفير) الأمريكى, فقرر الأخير هذا التأكد من ذلك وطعن الفيل مباشرة فى جسمه وليس ظله فطلب السفر مباشرة إلى نيالا (بالدرب العديل) فتم منعه أيضاً!



    أما حاكم شمال دارفور السيد عثمان محمد يوسف كبر فقد ظلَّ يتحدث كثيراً بسبب وبدون سبب, وكلها أحاديث يجافى واقع الحال والناس, لكن عليه أن يكشف عن مضمون تقرير القاضى المستقل عن مجزرة كتم, فهو قد أمر بإعدادها وهو الذى إستلمها, وهو الذى ما زال يخفيها.



    إنَّ أحد مشاكل حكام دارفور مع أهلهم هو أنهم معيَّنون من جانب رأس الدولة الفريق البشير, وأنَّه قد تم إختيارهم بحكم موالاتهم للنظام وقابليتهم لتنفيذ سياساتها حتى وإن تعارض ذلك مع مصالح أهلهم, ودائماً ما يصيبنى خاطرة كلما أتابع تصريحاتهم فى الصحف وأكاد أحس بأنَّ لديهم شعور يتقمصهم بأنَّهم مجرد موظفون يؤدون واجبات محددة لحكومة الخرطوم وليسوا حكاماً بالمعنى السائد لكلمة الحاكم, ويتساءل الكثيرون عن سبب تنكر هؤلاء الناس لمسئولياتهم الواجبة تجاه أهاليهم؟ ولماذ الإنكار المتكرر عن عدم حدوث مجازر, وأنَّ الأمور عال العال يافندم؟ هل يحس هؤلاء الحكام بمعاناة أهلهم الذين يرزحون تحت وطأة كذبهم المتكرر ومجاراتهم لمتسلطى الخرطوم؟ وهل يعلمون أنَّهم إنمَّا يمثلون هؤلاء الغلابة الذين يتحدثون بإسمهم؟ ولذلك نفر الناس منهم, فقد حدثنى أحد الإخوة أن والى شمال دارفور قال لأهل الفاشر "أنا عارف إنتو ما عايزنى, لكن أنا قاعد وما فى واحد منكم يقدر يشيلنى"!! ما النفع وراء حاكم كهذا؟



    على العموم يجب على حكام دارفور أن يكونوا صادقين مع أخوانهم وأخواتهم من سكان الإقليم, فالرائد لا يكذب أهله, وكرسى الحكم مسئولية أمام الله قبل أن يكون أمام البشير, ولعلَّه من الأوجب للحكام أن ينزلوا إلى مستويات الشعب وأن يستمعوا إليهم ويتحسسوا آلامهم ويداووا أوجاعهم فتلك روح القيادة, ثمَّ إنَّ عليهم أن يقرأوا تاريخ دارفور جيداً ويحاولوا إستنباط الحلول من تراث الإدارة الأهلية الغنى التى حزمت أمر الإقليم لأكثر من خمس قرون قبل أن يأتى غرباء عنها يعبثون بها, كما إنَّ عليهم أيضاً أن يعوا بثقافة الإستقالة والتى صارت أندر من لبن الطير فى عهد الإنقاذ, فإذا شعروا بأنَّ هناك أموراً تفرض عليهم من علٍ فالرزق ليس محصوراً فى كرسى الحكم ونظام الإنقاذ, فهم قد عاشوا قبلها وسيعيشون بعدها, لكن بالشرف والكرامة بدون عقدة الضمير.



    نعتقد أنَّ هناك مسألة أخلاقية تقع على عاتق حكام ولايات دارفور وأجهزتهم الحُكمية تتمثل أولها فى بسط الأمن على سائر أرجاء الإقليم وجعل الناس يشعرون أنَّ هنالك حكومة إسمها حكومة السودان, فما عاد ذلك ممكناً فى ظلِّ أوضاع القتل والنزوح اللتان تحدثان الآن, تلك أولى خطوات الحل وأهمَّها على الإطلاق, ويجب عليهم أن يضعوا خطة أمنية متكاملة يتقدمون بها إلى الحكومة الإتحادية بضرورة تفعيل القوات المسلحة للسيطرة على قوات الجنجويد. من ناحية ثانية عليهم تفعيل الإدارة الأهلية, وحسناً سمعنا بأنَّ هناك خطة لعقد مؤتمرلقيادات الإدارة الأهلية بالإقليم بمدينة نيالا بعد عيد الفطرالمبارك, لكننا نرجو, ونحذِّر, ثم نحذِّر, ثم نحذِّر من محاولة توجيه ذلك المؤتمر للبصم على سياسات الحكومة الجائرة على دارفور, أو توجيهه لإتخاذ مواقف معادية من الحركة المسلَّحة التى تناضل من أجل إنتزاع حقوق الإقليم, ونرجو من حاكم ولاية جنوب دارفور خاصةً أن يتحلى بالحكمة والموعظة الحسنة, فقد سبق وما زال لديه مواقف حادة ضد هؤلاء الإخوة حملة السلاح, وظلَّ يتحسس مسدسه كلما سمع بإسمهم, وليس فى ذلك شيئ من حكمة القيادة أو الحكم, هؤلاء الإخوة لم يعرف عنهم إرتكاب مجازر وتصفية عرقية, وحربهم ضد الحكومة ظلَّ على الدوام كتاباً مفتوحاً مقروءاً, وعليه نتمنى أن ينعقد ذلك المؤتمر فى إطار بيت دارفور الكبير الذى يجمع ولا يفرق, ويبنى ولا يهدم, ويجبر ولا يكسر, وقبل هذا وبعده يجب على هؤلاء الحكام وأجهزتهم أن يعوا بأنَّهم من أهل ذلك البيت الكبير, وإن إحتموا اليوم بسلطان الحكم وتوشحوا بردائه فإنَّ مآلهم غداً هو أن يكونوا بين ذات الناس الذين يحكمونهم الآن وسيأكلون الطعام مثلهم وسيمشون بين أسواقهم, وحينها تكبر وتعظم كلمات مثل "شكراً" و"بارك الله فيك" بدلاً عن لعنات أخريات مثل "الله يلعنك", وأهل دارفور يمكنهم أن يقولوا ذلك ب 29 لهجة مختلفة, فإحذروا!



    (4) أبناء دارفور بالحكومة الإتحادية:



    قام الدكتور أحمد بابكر نهار وزير التربية والتعليم الإتحادى, والمهندس عبدالله على مسار حاكم ولاية نهر النيل, وكلاهما من أبناء الإقليم, بزيارة مواقع حركة تحرير السودان بمناطق شمال دارفور, وإمتدت زيارتهم بصحبة وفد كبير نحو شهر, فى محاولة للتوفيق بين الحركة المسلحة والحكومة السودانية نحسبها قد هيأت الظروف لإنعقاد مفاوضات أبَّشى الأولى للتوصل لهدنة وقف إطلاق النار بين الجانبين, كنَّا نتمنى, بل ونظل نرجو, أن لو قام السيد عبدالحميد موسى كاشا وزير التجارة الخارجية, والسيد يوسف تكنة وزير التعاون الدولى بصحبة وفد كبير من أبناء القبائل العربية بجنوب دارفور, بزيارة إلى مناطق أهليهم والتحدث إليهم ومناشدتهم بضرورة دعم مبادرات السلم وتعزيز سمات التعايش السلمى بين كل قبائل الإقليم, لو حدث ذلك وأخريات مشابهة لهدأت الخواطر قليلاً ولإنفتحت آفاق الحلول, ففى ساعة الغضب ونفور الدم يتوقف العقل وينشط الشيطان ولذلك كانت نصيحة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بضرورة إطفاء نيران الغضب بالوضوء أو تغيير وضع الجسم, ولا ندرى إن كان فى نظريات علوم السيكولوجى اليوم مثل هذه الوصفة الطبية الهامة.



    بعض أبناء دارفور المشاركين فى أجهزة الحكم المركزى وقيادة الحزب الحاكم متهمون ليس فقط بالتخلى عن قضايا أهاليهم الغلابة بل وبالعمل ضد تطلعاتهم فى حياة كريمة وعيش آمن, هؤلاء الإخوة يجب أن يعلموا ذلك, ويجب أن يعلموا أيضاً أنَّ "العرجا لى مراحها", وأن يعملوا وفق ذلك أيضاً, ومهما فشلوا فى محاولاتهم فإنَّ الناس سيقدرون ذلك لهم, فبالتأكيد أنَّ هناك سقوفاً محددة فوق رؤوسهم لا يستطيعون تجاوزها, لكن سعيهم على أى حال سيكون مشكوراً, إنَّ إنقاذ روحاً واحدةً بريئةً من قتل جائر لفيه حياة للناس جميعاً, كما ذكر خالق الأرواح فى محكم تنزيله, وطالما أنَّ هؤلاء الإخوة مشاركين فى الحكم بمستويات ومهام مختلفة فإنَّ لذلك مسئوليات أخلاقية كبيرة تستوجب مراعاتها, مثل تقديم النصح والمشورة لمتنفذى النظام الذين لم يعرفوا عن دارفور إلا ما روتها لهم جداتهم, بل من المفيد أيضاً أن يُكوِّنوا مجلساً إستشارياً خاصاً تكون مهمته تقديم الإقتراحات ومداخل الحلول المنبثق من, والمرتكزعلى, ثقافة أهل دارفور وتراثهم بدلاً من ترك قيادة الدولة تبغى فى هيجانها دون حكمة أو معرفة بواقع الأمور. على العموم هذا موضوع شائك قليلاً يتعلق بمدى فهم أبناء دارفور الذين يُشركون فى السلطة المركزية لدورهم تجاه دارفور وأهاليهم نتمنى أن نتناوله فى مناسبة أخرى.



    (5) أبناء دارفور بالمجلس الوطنى:



    بالرغم من حلكة الظلام تظل مبادرات نواب دارفور بالمجلس الوطنى علامات مضيئة, ومهما إختلفنا مع التوجه السياسى للكثير منهم إلاَّ أنَّهم ظلوا يتحركون على قدر المتاح لهم من المساحة, ولعلَّ إنسحابهم من إجتماع المجلس الوطنى فى الثانى والعشرين من شهر أكتوبر الماضى كان لافتاً و شكلَّ «لفت نظر» لتفاقم الأوضاع الأمنية بولايات دارفور و«احتجاجاً» على عدم تضمين موضوع دارفور ضمن أجندة البرلمان الطارئة, ولعلَّ لقاءهم مع رئيس الجمهورية بعد ذاك الحدث قد أعطتهم فرصة ليوصلوا همومهم وهموم أهلهم لأعلى قيادة الدولة بعد فجيعتهم قبلاً بحديث النائب الأول آنف الذكر.



    كما يُثمِّن أهل دارفور أيضاً النشاط الإعلامى الواسع الذى يعكسه هؤلاء النواب فى تبصير العالم بحقيقة ما يجرى فى مناطقهم من أحداث, وحقيقة فهم الصوت المعبر عن هموم من يمثلونهم, ومن هذا المنطلق فواجب عليهم متابعة ذلك وأن يشاركوا بقوة فى رتق التمزق الذى ضرب جسد الإقليم, ويا ليت لو رأيناهم يجوبون أنحاء الإقليم فى وفود للمصالحة الإجتماعية ومخاطبة القواعد بخطاب توافقى وبنبرة أخوية وسيستمع إليهم أهل دارفور فهم أهل أمثال وحكم, ولعلَّهم بذلك سيتمكنون من إصلاح إعوجاج بيت دارفور المائل.



    (6) أبناء دارفور بالأحزاب السودانية:



    أين دور أبناء دارفور المنضوين فى أحزابنا القومية فيما يحدث من مآسى بالإقليم؟ أين دكتور مادبو, دكتور عبدالنبى, دكتورعلى الحاج, دكتور الحاج آدم يوسف, أمين بنانى, دكتور على حسن تاج الدين؟ ... الخ, وأين هم من هموم دارفور؟ هل نسوا ولاءاتهم الحزبية ولو للحظة وإجتمعوا ليتشاوروا فى حلول لمشكلة أهاليهم بفيافى دارفور أم أنَّ صخب العاصمة السياسى قد أصمَّتهم سماع أنين القتلى والجوعى هناك؟ لا نعرف كيف نجيب نيابة عنهم لكن الشيئ الذى نفهمه هو أنَّ العمل السياسى تقوم على ركيزتين أساسيتين هما القاعدة الجماهيرية والبرنامج السياسى, وبالنسبة لهؤلاء السياسيين فإنَّ قواعدهم السياسية, وكشيئ طبيعى, يجب أن ترتكزعلى أهلهم هناك فى دارفور وبالطبع هناك تبعات لذلك أقلَّها الجلوس معهم والتصدى لمشاكلهم والإستماع لقضاياهم, فإذا أحسنوا فعل ذلك اليوم فسيحسن إليهم تلك القواعد غداً والأمر بيدهم.



    ثمَّ أين حزب الأمة مما يحدث أيضاً؟ هل قنع قادتها من أى خير فى دارفور وهى التى ظلت تعطيهم أكثر من 90% من المقاعد البرلمانية المخصصة لتمثيلها فى كل دورة إنتخابية؟ ومن المعروف أنَّ كل شياطين الفتنة العرقية الحالية التى ضربت دارفور قد أطلَّت برؤوسها عندما كان رئيس هذا الحزب على قمة الجهاز التنفيذى فى الدولة, وإنقسمت دارفور حينها, فغضَّ رئيس الحزب الطرف عن ذلك حتى إنقضَّت عليه كواسر الجبهة الإسلامية فكان هذا الخراب.



    ولقد سبق أن قلنا فى مقال مبكرأنَّ العلاقة بين المواطن والحزب هى علاقة عقدية تقوم على فقه المصالح المشتركة, فكل منهما يخدم الآخر من أجل منفعة متبادلة, واليوم حين يشكل حزب الأمة غياباً تاماً عن مشكلة دارفور فهل يأمل أن يظل ذلك الرصيد التاريخى الإنتخابى سليماً بلا نواقص؟ كلا, فالصديق وقت الضيق, وأهل دارفور اليوم فى ضيق بينما إنصرف حزب الأمة إلى خلافاته وتشققاته وتوهانه فى دهاليز السياسة السودانية الأمريكية. فعندما ضربت الفيضانات كسلا قبل نحو شهرين قام السادة الختمية المراغنة بتسيير 30 شاحنة محملة بكل أنواع الإغاثة مثل الخيام والبطاطين والملابس والأطعمة والأدوية, لماذا؟ لأنَّ كسلا هى معقل الختمية والمرغنية والقاعدة السياسية الحصينة لحزبهم الكبير, فأين حزب الأمة من ذلك إزاء مشكلة دارفور؟ أقسم بالله صادقاً لو أنَّ الصادق المهدى ترك حرده فى القاهرة وقفل راجعاً ليقضى أسبوعين فقط متنقلاً فى ديار قبائل البقارة لتمكن من إطفاء هذه الفتنة ولساعد فى إنقاذ أرواح الألوف من البشر ماتوا دون وجه حق فى هذه الحماقة اللئيمة, لكن كما تزرع سوف تحصد, والحساب ولد فى نهاية الأمر.



    (7) الإدارة الأهلية:



    الإدارة الأهلية هى ملح التعايش السلمى بدارفور ولقرون مضت من الزمان, وبتحطيمها إنهارت سمات التعاون والتعاضد الذى عُرف عنه أهل دارفور على مرِّ العصور, وعليه فإننا نعتقد ضرورة وجود إستراتيجية طويلة المدى لإعادة بناء النسيج الإجتماعي بدارفور من خلال الإعتماد على إدارة أهلية قوية خاصة بعد الحروب التي جعلت القبائل تقتتل مع بعضها البعض, وكمدخل لا بد منه يجب مراجعة قانون الإدارة الأهلية الحالية التى وضعته نظام الإنقاذ, وإعادة تأهيل هياكل هذه الإدارة بما يضمن لها السيطرة على الخلافات القبلية كسابق عهدها لقرون فى ضبط حركة القبائل بدارفور وإقرار ممارسات الشورى والأعراف في حلها للمشاكل المستعصية.



    إنَّ واحدة من الفتن الرئيسية التى زرعتها حكومة الإنقاذ فى دارفور هى إلغاء الهياكل التاريخية للإدارة الأهلية وإستبدالها بنظام الأمارات القبلية المصطنعة, والهدف كما هو معروف تفتيت ديار القبائل الكبرى وزرع بطون غريبة داخلها لتسهل السيطرة على كل الدار عبر قرارات فوقية, ولذلك فإنَّه من الحكمة بمكان إلغاء هذه الأمارات وتثبيت حواكير القبائل كما كانت يوم خروج المستعمر في عام 1956م, وإعطاء القبائل والبطون التى تم زرعها أو فرضها بالقوة وبضغط من الدولة, حقوق المواطنة الكاملة فى العيش والتنقل فى الديار التى إستوطنوا بها لكن دون سلطات قانونية وإدارية مستقلة عمَّا كان موجوداً قبل نزوحهم لتلك الديار. كما أنَّه سيكون مفيداً تكوين مجلس شورى قبلى يضم زعماء كل القبائل بدارفور بواقع ممثل واحد فقط لكل قبيلة هو زعيمها, ويكون هذا المجلس بمثابة برلمان أهلى لشئون القبائل, ولها صفة الإستشارية فقط, ويكون لها مقر دائم بمدينة الفاشر, العاصمة التاريخية لدارفور, ولها أمانة دائمة, وتتبع للوالى مباشرة, وتنعقد جلساتها مرتين على الأقل فى العام. مثل هذا المجلس سيكون له أثر إيجابى وسريع فى رفد التعايش السلمى بدارفور ودعم خيارات التعاون والتصالح. خلاصة القول هو ضرورة أن تعود الإدارة الأهلية قوية وفاعلة وتحديثها بآليات جديدة يمكن أن تزيد من مهمتها الأساسية فى حفظ النظام وضبط حركة القبائل.



    ( أبناء القبائل العربية:



    إنَّ أكثر المتضررين من السُمعة الشائنة لمليشيات الجنجويد هم الشريحة الواعية من أبناء القبائل العربية بدارفور, ولعلَّ ذلك قد يمثل سبباً كافياً لهم كى يتحركوا ويبصروا المنفلتين من إخوانهم بضرورة الكف عن إرتكاب هذه الجرائم ومجازر القتل الجائر, ثمَّ إنَّ على طوائف التجمع العربى والمتبنين لبرامج قريش أن يعلموا أنَّ ما يفعلونه سوف لن تؤدى بهم إلاَّ إلى الهلاك وإلى مآسى لا يعلم بها إلاَّ الله, وهم إن ظنوا أنَّهم بإمكانهم إبادة قبائل الزرقة صاحبة الأرض لإنشاء دولة العرب على أشلائهم فإنَّهم واهمون, فيوم أن تذهب هذه الحكومة التى وفرت لهم الآيدلوجية والسلاح والتعتيم الإعلامى فسينكشفون أمام كل العالم وربما يدفعون ثمناً غالياً لم يتحسبوا له الآن.



    إنَّ من حق التجمع العربى ومن حق كل جماعة أو فرد, أن تسعى وتناضل فى سبيل نيل حقوقها وتطوير قدراتها, تماماَ مثل الآخرين, لكن ذلك يجب ألاَّ يكون على حساب جماعة أخرى وبطريقة همجية تتخذ من القتل والإبادة أسلوباً لتحقيق الغايات, وإذا كان المطلوب هو تطوير دارفور فيجب أن يتكاتف الجميع, عرباً وزرقة, من أجل ذلك طالما أن الأرض واحد والثقافة واحدة والتاريخ مشترك والمصير هو نفس المصير, إنَّ التبعية العمياء لسياسات نظام الإنقاذ ليس فيه إلاَّ الهلاك, فهى قد أهلكت معظم السودانيين وأضرت بهم ضرراً لم يشهدوه من قبل, وها هم يواجهون من المآزق العصيبة التى لم تجلبها عليهم إلاَّ أفعالهم, ومن أقدار الله سبحانه وتعالى أنَّه قد يسلط على بعض عباده الظالمين من لا يتق الله فيهم وقد ينكل بهم بأضعاف ما إرتكبوه بحق الأبرياء والمساكين, فالظلم ظلمات.



    نحن نعلم أنَّ هناك المئات من الروابط القبلية العربية منتشرة على طول البلاد وعرضها وكذلك حول العالم, هذه قدرات دارفورية يجب أن تتجه للبناء ولتطوير دارفور بدلاً عن غير ذلك, والتعايش السلمى والسلام الإجتماعى من أهمَّ مرتكزات البناء, لأنَّه من غير سلام فلن يكون هناك بناء, وعليه نتمنى أن يعى الإخوة أبناء العرب ذلك ويبشرون به فى أوساط أهلهم وكل أهل دارفور, وفى هذا المسعى يعجبنى بيان أبناء العرب الرحل من شمال دارفور بالخارج عقب حادثة كتم الأليمة فى السادس من شهر سبتمبر الماضى, ونشروه بموقع سودانيزأونلاين بالإنترنت, جاء فيه: "ان الاحداث كشفت عن طبيعة الخطة التي وضعها النظام للدفاع عن نفسه ومواجهة المعارضين له هناك, وقد ركز كالعادة لاستخدام البسطاء من اهلنا كدروع بشرية يتقي بها
                  

01-17-2006, 08:24 AM

ناذر محمد الخليفة
<aناذر محمد الخليفة
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 29251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    بقال أنا ما راجيك ترد على كلامي في بوستك بتاع نوال الزغبي داك !!
    ما جيت مالك ..!!!

    صنفرة :

    تحب أجيب ليك كلامي هنا ولا احسن تمشي هناك براك !!
                  

01-17-2006, 08:24 AM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)


    التجمع العربى... ومحاولة إلغاء الآخر فى دارفور! (1-2)

    د. حسين آدم الحاج

    الولايات المتحدة الأمريكية
    [email protected]

    تقديم:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم "إذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الذَّينَ إتَّبَعُوا وَرَأَوُا العَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهمُ الأَسْبَابُ (236) وَقَالَ الَّذينَ اْتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُم كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيهِم ومَا هُم بِخَارِجينَ مِنَ النَارِ (237) (سورة البقرة).



    وهكذا تبرأت الحكومة من مليشيات الجنجويد ونفضت يدها وقالت لهم إنى خفت الله رب العالمين! فحملتهم أوزار أفعالها وخطل سياساتها فى دارفور وتركتهم فى "الحاحاى", بلغة البعض من الأهالى هناك, أو "السهلة", بلغة غالب أهل الوسط النيلى, دون غطاء يستر عوراتهم, فرمتهم بدائها وإنسلت, وغبَّت فيهم العرفة وكأنَّها لم تعرفهم يوماً, أو توعدهم بالأراضى السائبة بعد إهلاك سكانها الأصليين, وكأنَّها لم تدعوهم لدعم مشروعها الحضارى العروبى الإسلامى التى إنهارت فإنهار معها أحلام الجنجويد بالجنان الموعودة, وهكذا يجب أن يعلم كل مغشوش غافل ومغرر به مصيره, ففى نهاية الأمر وعند تأزم المواقف ووقوف الروح فى الحلقوم تتبين الحقيقة فبصرك اليوم حديد, وعندها سيكون الجنجويد, كما اليوم, أول الضحايا يُقذف بهم كما "جنا اللالوبة أو النبقة", أو "اللبانة" عند شابات المدن الحسناوات.

    ولكن لِمَ تفعل الحكومة ذلك؟ هل فجأة تبينت لها النصح قبل ضحى الغد؟ أم أنها محاولة منها للهروب إلى الأمام؟ ولماذا تصر هذه الحكومة دائماً ألاَّ تخرج مسرحياتها المكشوفة مسبقاً إلاَّ فى أقبح صورها شكلاً وأشدها تعاسة؟ لقد أصدرت القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة, مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة, بياناً وصفت فيه هجوم ثوار دارفور (مجموعات عصابات نهب وتخريب دارفور على حد تعبيره) بأنَّها مسنودة بقوات الجنجويد التابعة لها!!! (هكذا) (الأضواء 27/12/2003م), ثمَ لم يمض يوم وبعض يوم إلاَّ وتكذب مرة أخرى حتى جذور أسنانها وتعلن بأنَّ الجنجويد هم عصابات نهب مسلحة لا علاقة للحكومة بها (سودانايل 29/12/2003م)! سبحان الله مغيِّر الأحوال, من الذى تود الحكومة أن تغشه, ومن الذى سيصدقها إبتداءاً؟ و أخشى أن تصدق الحكومة نفسها كذبتها وتتصرف وكأنَّها الحقيقة, هنالك شيئ واحد واضح فى مسلك هؤلاء المتنفذين فى حكومة الخرطوم تجاه تعاملهم مع قضية دارفور ومنذ وقت ليس بالقريب وهو أنهم ظلوا يتخبطون فى سياساتهم تجاه هذه القضية, يطلقون تصريحاً اليوم فينفونه غداً, يتهمون إسرائيل وإرتريا بالأمس فالمؤتمر الشعبى اليوم ثم الحركة الشعبية شريكها القادم فى الحكم غداً, وكلما ضاقت المسافة لحسم مفاوضات نيفاشا كلما إزدادت الشقة بينهم وبين قضية دارفور فتتسارع إنجذاب أنظار العالم نحوها, وتتحوَّل هاجس الحكومة إلى خوف كبير من عملية تدويل أخرى تفتح جراحات عميقة قد تؤدى إلى مساءلات قانونية لا يحمد عقباها.

    إنَّ تبعية مليشيات الجنجويد للحكومة أمر محسوم لا يجدى النكران تجاهها شيئاً, هذه القوات إبتداءاً من تشكيلها ثم تدريبها وتمويلها وتوجيهها ومساندتها برياً وجوياً معروف وموثَّق عند الأطراف الدولية المهتمة قبل الأطراف المتأثرة داخل السودان, وقد وصلت تلك الوثائق إلى مقامات رفيعة لكهنة النظام العالمى الجديد وسدنتها من المنظمات العالمية لحقوق الإنسان, وهؤلاء مثل الوحوش, عندما يشمون رائحة الدم فلا يتوقفون قبل أن يصلوها ليلعقوا فيها ومنها, ولم لا يفعلون ذلك وهنالك قضاة ينتظرون بشغف فى هيج بهولندا وغرف سجون مكيفة فارغة ستحسن إستقبال زوارها, فربما كانوا ذات يوم أهل عز مصطنع.

    ثمَّ ما مصير هؤلاء الجنجويد بعد اليوم؟ أهى النهاية؟ خلاص يعنى؟ وما هى القبلة التى سيهومون تجاهها بعد الآن بعد أن أحرقوا مراكبهم فى سواحل بحور الزرقة المحيطة بهم؟ الدينكا, النوبة, الفور, الداجو, المساليت, التاما, الزغاوة, البرنو, البرقد, التنجر, ... ألخ, ذلك بخلاف المخاطر الجديدة التى بدأت تطل برؤوسها فى أفريقيا الوسطى مثل تلك المجزرة التى حدثت قبل أقل من عام تقريباً وراح ضحيتها أكثر من مائتى شخص من الأعراب وضياع مئات الألوف من رؤوس الماشية؟ ذلك بجانب رايات السلام التى ترفرف على مناطق جبال النوبة وجنوب كردفان بفضل وجود المراقب الأجنبى, هل تبصَّروا ذلك جيداً؟ وهل أدركوا أنَّ دارفور هى بيتهم الكبير وأمُّهم الرؤوم التى لا تنى تستعطفهم لرتق فتوق نسيجها القبلى؟ وهل بإمكانهم حذو منهج المسيرية فى تجاوزهم لتلك الهوة مع قبائل النوبة ومد أيادى التسامح ودعم التعايش السلمى فى المنطقة التى وسعتهم جميعاً؟ نعتقد ألاَّ مفر لهم من ذلك إلاَّ إلى ذلك, فالمستقبل يبدو كئيباً, والبدار البدار اليوم قبل الغد, فيومها لا تنفع نفس إيمانها إن لم تكن قد آمنت من قبل, ويا هؤلاء قدموا السبت.

    التجمع العربى:

    تناولنا من قبل على صفحات هذا الموقع الممتاز موضوع الجنجويد, وحللنا بشيئ من التركيز الخلفية التاريخية لنشأة تلك المليشيات, وذكرنا بأنهم ظلوا ينشطون فى إتجاهين, أو فى سبيل تحقيق هدفين: هدف ظاهرى هو مساندة القوات الحكومية لقتال ثوار دارفور, ثمَّ هدف إستراتيجى متعلق بتنظيم التجمع العربى وتنفيذ مقررات برنامج قريش القاضى بإزالة العنصر الزنجى من كل غرب السودان وإنشاء الدولة العربية فى العام 2020م. وإذا تناولنا فى تلك الحلقات "جنا الدبيب" فنود أن نتناول فى هذه الحلقات الجديدة "الدبيب زاتو", ألا وهو التجمع العربى.

    ونسبة إلى أننا قد أسهبنا فى سرد العوامل التى أدت إلى قيام التجمع العربى فى مقالنا السابق عن الجنجويد فسنبدأ هذه المرة من حيث إنتهينا هناك, وسنركز الضؤ على هذا التجمع بطريقة تتكامل مع موضوع الجنجويد, وسنبنى تحليلنا على ضؤ وثيقتين هامتين حصلنا عليهما مؤخراً من أناس لا أعرفهم شخصياً ولكنهم مهتمين بأمر دارفور, فلهم الشكر أولاً, ثمَّ الشكر ثانياً لكل من زارنى فى بريدى الإلكترونى وترك لى فيها وثيقة سرية أو هدية "فعل خير", أو كتب لى كلمة رقيقة مثلما فعل ذلك الشاب الذى خاطبنى عبر الإيميل من قرية فى وسط جبال النوبة أو ذلك المناضل الذى ظلَّ يراسلنى من داخل غابات الجنوب وطلب منى أن أرسل له بعض مقالاتى السابقة كى يتدارسها مع رفاقه المناضلين فى ال Bush, أى الغابة, فمثل هؤلاء وغيرهم يعطونك الإحساس بأنَّ الدنيا ما زالت بخير وأنَّه ما زالت هنالك فسحة للأمل وللتفاؤل والحلم بعودة الأزاهير لتتفتح والعصافير لتشقشق من جديد وسط هذا الركام البليد من ممارسات السياسة.

    سنبدأ موضوع التجمع العربى فى هذه الحلقة الأولى بعرض الوثيقة الأساسية لهم والتى تمثلَّت فى تلك الرسالة التى بعثوها للصادق المهدى رئيس وزراء حكومة السودان فى عهد الديمقراطية الثالثة فى بداية شهر أكتوبر 1987م, والتى نشرتها جريدة الأيام فى عددها الصادر يوم الأثنين 5 أكتوبر 1987م, ثمَّ نستعرض بعدها مباشرة بيانات مستنكرة للحدث أصدرها الحزب الإتحادى الديمقراطى وأخرى غير مكتملة من الجبهة الإسلامية القومية. أمَّا الوثيقة الثانية التى حصلنا عليها فسنعرضها فى الحلقة الثانية من هذا المقال وتتمثل فى آخر منشور صدر من تنظيم التجمع العربى فى شهر نوفمبر الماضى, أى قبل أقلَّ من شهرين, ونكون بذلك قد حصلنا على بيانَىْ المبتدأ والمنتهى لهذا التنظيم, نتمنى أن يعكسا لنا درجة التطور الفكرى لأهل هذا التجمع ومدى تجدد الأهداف وتغير الوسائل فى غضون هذه الفترة التى مرت بين نشأة تنظيمهم وإلى اليوم.



    البيان الأساسى لتنظيم التجمع العربى:

    (جريدة الأيام يوم الأثنين 5 أكتوبر 1987م)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السيِّد رئيس الوزراء:

    إنَّ العنصر العربى الذى يعرف اليوم بالقبائل العربية فى دارفور دخل السودان ضمن الموجات العربية التى وفدت إلى السودان فى القرن الخامس عشر الميلادى. إنَّ هذا العنصر وإن تعددت قبائله هو فى الحقيقة ينتمى إلى أصل واحد.

    إستقرت هذه القبائل فى منطقتين بأقليم دارفور: بمديرية جنوب دارفور وتشمل ثمانين فى المائة 80% من مساحة المديرية, والأخرى بمديرية شمال دارفور وتشمل الجزء الأكبر من شمالها ووسطها وشرقها وغربها حيث تغطى هذه المنطقة خمسة وخمسين فى المائة 55% من مساحة المديرية وتمثل القبائل العربية أكثر من 70% من مجموع سكان دارفور حالياً.

    لقد لعبت القبائل العربية عبر القرون التى تلت دخولها السودان والإستقرار بدارفور دوراً هاماً فى تكوين ملامح شخصية هذا الإقليم, فالعرب فى هذا الجزء من أرض الوطن هم صنَّاع الحضارة التى شكلَّت الوجود الحقيقى والفعلى لهذا الإقليم سواء كان ذلك فى مجال الحكم أو الدين أو اللغة كما كان لها دورها البارز فى تكوين سودان اليوم, قد كانوا سدة ولحمة الثورة المهدية, ماتوا وإستبسلوا دفاعاً عن هذا السودان, كما أسهموا خلال كل العهود فى الإستقرار السياسى والتقدم الإقتصادى والتطور الإجتماعى والحضارى والثقافى فى دارفور خاصة بل والسودان أجمع. بهذا أكدنا ونؤكد أننا حافظنا وسنحافظ ونتمسك بقوة وإيمان بوحدة هذه البلاد ونحميها فى كل الأوقات وننبذ أسباب الفرقة والشتات.

    السيد رئيس الوزراء:

    لقد درج الذين يعنون بدراسة أنظمة الحكم فى العالم أن يُعرِّفوا الحكم الإقليمى عدة تعريفات وهى فى مجملها تعنى اللامركزية وتفويض السلطة بهدف إحداث إصلاح سياسى وإدارى وإقتصادى فى بنية الدولة وإدارة كل إقليم سياسياً وإدماج ذلك الإقليم فى الإطار القومى, وإقليم دارفور الذى يضم أربعة وثمانين قبيلة هو واحد من أقاليم السودان التى يتطلع أبناؤها للمشاركة فى حكم إقليمهم بقدر ما يتوفر لكل قبيلة من أبناء يصلحون للقيادة. إذا كان ذلك هو مفهوم الحكم الإقليمى هو أيلولة إدارة الحكم لأبناء الإقليم بقدر ما يتوفر لكل قبيلة من أبناء يصلحون للقيادة فإننا نعرب بحسرة بأننا قد سلبنا حق التمثيل فى قيادة هذا الإقليم والمشاركة فى إتخاذ القرار فأصبحنا أغلبية بلا وزن ورعايا لا مواطنين علماً بأننا نمثل:

    1/ سبعين فى المائة من سكان الإقليم.

    2/ ويمثل المتعلمون منا أكثر من 40% من مجموع المتعلمين من أبناء الإقليم بينهم مئات من حملة الشهادات الجامعية وعشرات من حملة الماجستير والدكتوراه فى شتى التخصصات.

    3/ وساهمنا فى الدخل القومى بنسبة لا تقل عن 15%.

    4/ كما أنَّ مساهمتنا فى دخل الإقليم تزيد عن التسعين فى المائة.

    5/ نسهم بنصيب الأسد من فلذات أكبادنا فى الجيش السودانى نقدمهم قرابين لهذا الوطن.

    6/ أما فى الجانب السياسى فإننا قد قدمنا أربعة عشرة نائباً للجمعية التأسيسية يمثلون الجانب العربى تمثيلاً حقيقياً, كما أسهمنا بنصيب كبير فى تقديم ثمانية عشرة عضواً فى الجمعية التأسيسية.

    سيدى الرئيس:

    إنَّ كل ما أوردناه من حقائق يؤكد ما لهذه القبائل من ثقل سياسى وإجتماعى وإقتصادى بهذا الإقليم وبالتالى نحن نطالب بأن نمثل بالنصف كحد أدنى فى المناصب الدستورية بحكومة الإقليم وممثلى الإقليم بالحكومة المركزية.

    وعليه نحن نخشى إن إستمر هذا الإهمال للعنصر العربى فى المشاركة أن تفلت الأمر من أيدى العقلاء إلى أيدى الجهلاء ويحدث ما لا تحمد عقباه, وذلك لأن ظلم ذوى القربى أشدُّ مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند.

    وفى الختام نحن نؤكد لكل مواطن سودانى بأننا لسنا دعاة فرقة وشتات ولكننا طلاب حق ومساواة وعاش السودان موحداً فى ظل الحرية والديمقراطية.

    اللجنة المفوَّضة من قبل التجمع العربى



    عنهم:

    1/ السيد عبد الله مسار

    2/ السيد شارف على جقر

    3/ السيد إبراهيم يعقوب

    4/ السيد حسين حسن الباشا

    5/ الناظر حامد بيتو

    6/ السيد تاج الدين أحمد الحلو

    7/ السيد أيوب البلولة

    8/ السيد محمد خوَّف الشتالى

    9/ السيد زكريا إبراهيم أبو لحيو

    10/ السيد محمد زكريا دلدوم

    11/ الناظر الهادى عيسى دبكة

    12/ السيد الطيب أو شمَّة

    13/ السيد سندكة داؤد

    14/ السيد هارون على السنوسى

    15/ الدكتور عمر عبدالجبار

    16/ السيد عبدالله يحيى

    17/ السيد سليمان جابر أبَّكر

    18/ الناظر محمد يعقوب العمدة

    19/ السيد حامد محمد خيرالله

    20/ السيد محمد الدومة عمر

    21/ السيد عبدالرحمن على عبدالنبى

    22/ السيد أحمد شحاتة أحمد

    23/ السيد أبوبكر أبَّوه الأمين

    24/ السيد جابر أحمد الريح

    (إنتهى الخطاب)

    وتمضى صحيفة الأيام فتقول:



    هذا وقد إنتهى الخطاب الذى وزع فى بعض مناطق دارفور وأثار ردود فعل عديدة وإهتمت به الأحزاب خوفاً من أن يتطور الأمر ويخلق ردود فعل عند القبائل التى عناها البيان بإعتبارها غير عربية. وسارعت الأحزاب السياسية فى الفاشر لإتخاذ موقف محدد يحاول أن يطفئ النار قبل أن تشتعل وأن يقنع هذا التجمع بخطأ الطرح الذى يطرحه وبخطره على الوحدة الوطنية فى الإقليم.

    موقف حزب الأمة:

    ويورد مراسلنا إنَّه فى إتصال مع قيادة حزب الأمة فى الفاشرأفادوه بأنَّهم يبذلون المساعى لإحتواء الأمر وأنَّهم بصدد إصدار بيان يستنكر مثل هذا الطرح الذى يحاول أن يفرق بين الناس فى الإقليم على أساس عرقى. (لم يصدر حزب الأمة أى بيان حول ذلك على من نذكر!).

    بيان من الحزب الإتحادى الديمقراطى:

    أمَّا الحزب الإتحادى الديمقراطى فقد أصدر بياناً حول هذا الأمر نشر فى صحيفة الأيام تحت الرسالة أعلاه مباشرة جاء فيه:

    إنَّ التخلى عن قيم الديمقراطية والحضارة التى تجلت بوضوح فى التفكير والممارسات والموازنات المختلة لبعض الأحزاب السياسية قد أدَّى إلى تعميق جذور الفتنة وتنشر البغضاء بين أهل السودان وفى إقليم دارفور على وجه الخصوص.

    إنَّ الحزب الإتحادى الديمقراطى الذى يعبر عن واقع جماهير الوسط بإعتباره الوعاء الأرحب لتباينها وتنوعها حيث تتجمع فى بوتقة الكيانات المختلفة عرقياً وثقافياً وحضارياً وعقائدياً يؤمن بمبادئه وأهدافه التى لا تكرِّس طبقة لا تتعصب لفئة ولا تنحاز لطائفة ولا تناصر قبيلة على الأخرى, يدعو للوحدة الوطنية فكراً ورأياً وممارسة.

    من هنا فإنَّ الحزب الإتحادى الديمقراطى يأسف لوجود دعوة أياً كان مصدرها لإنفصام الأجيال وتلوين الجماعات أو اللهث خلف المزايا والإمتيازات وأنَّ مواثيقه تؤكد أنَّ الوطن واحد وهو للجميع وأنَّ المواطنون متساوون فى الحقوق والواجبات وأنَّ القيادة والريادة لمن يحسن البذل ويجزل العطاء فى أمانة وكفاءة وإقتدار.

    إنَّ الحزب الإتحادى الديمقراطى يشير إلى المخاطر التى ظلَّت تنمو وتترعرع فى إقليم دارفور, وبكل قيم الصدق والتجرد يدعو كافة الأحزاب والفعاليات السياسية والقوى الوطنية وأجهزة السلطة والمسئولين وعلى رأسهم السيد حاكم إقليم دارفور لعقد مؤتمر إقليمى عاجل لإنقاذ دارفور من مزالق الفتن والتردى, ومهالك الفقر والمرض والجهل والتخلف فى إطار التطبيق السليم لحكم إقليمى معافى يرتضيه الجميع وأن يوفر لهذا المؤتمر كل مقزمات النجاح.

    وإننا على ثقة فى الحزب الإتحادى الديمقراطى بأنَّ أبناء الإقليم متى ما إجتمعوا على صعيد واحد لقادرون على تجاوز مشاكلهم وتوجيهها نحو ما يفيد الإقليم ومواطنه, وهذا مثال قريب فى المبادرة التى قدمها الحزب الإتحادى الديمقراطى بإقتراحه إقامة مؤتمر للصلح بين مجلس ريفى كتيلة وريفى تلس (قبيلتى القمر والفلاتة) الذى تم عقده بنيالا ولاقى النجاح التام.

    بيان من الجبهة الإسلامية القومية:

    وأصدرت الجبهة الإسلامية القومية بياناً أيضاً إستعرضت فيه ما أورده التجمع العربى فى خطابه, وإستنكرت الإستناد إلى عنصر الدم فى تقسيم المجتمع وأكدَّت أنَّ العروة الوثقى التى تربط الإقليم هى عروة العقيدة والإسلام وما عدا ذلك من دعوات فهى جاهلية قاصرة.

    وإستطرد البيان ليسرد وجهة نظر الجبهة فى هذا الموضوع ليقول:

    أ/ علائق القربى والقبيلة وشائج معترف بها وهى وسائل للتعارف والتكاتف والتعاون على البر والتقوى وفعل الخير وهى وسيلة وليست غاية.

    ب/ إنَّ هذه العلائق لا بد أن تستغل لربط المجتمع وإشاعة روح التضامن والوحدة.

    ج/ إستغلال هذه العلائق لتقسيم الناس وبث الفرقة والمرارة بينهم أمر مرفوض ويجب على الناس تركها لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم وصفها بأنَّها نتنة كريهة وأمرنا بتركها.

    د/ إنَّ المذكرة فى مجملها لا تعدو أن تكون فكرة تختمر فى رؤوس بعض أبناء هذه القبائل ولكننا لا نظن أنَّ هذه الفكرة تحوز على الإجماع, بل نشك فى أن تجد سنداً حتى من الأقلية , ولكن ربما يرى البعض ويحسن نية أنَّ هذه هى الوسيلة المثلى لتحقيق الغايات وبذلك يكونوا قد إرتكبوا خطأً وليس خطيئةً, لذلك عليهم الرجوع إلى وسائل أنبل لتحقيق الغايات النبيلة.

    هـ/ نحن نناشد أبناءنا وإخواننا الذين رفعوا هذا الشعار وأصدروا هذه المذكرة أن يفكروا فى الأمر بروية أكثر وبدعوة أدَّق وأشمل , وأن يصدروا بياناً يعلنون فيه عدولهم عن المضى فى هذا الطريق الذى يؤدى بمجتمعنا وإقليمنا إلى الهاوية.

    و/ نناشد قيادات القبائل وزعمائهم المعنيين مباشرة بهذه المذكرة أن يتولوا نصح الذين أصدروها ونرجو منهم تبيان خطورة مثل هذا السلوك وأن تتم العودة لرفع شعارات أجمع وأوفق.



    التحليل:

    بداية, وكإبن من أبناء دارفور, أؤمن تماماً بأنَّه إن كان هناك خير لدارفور فإنَّ هذا الخير سينتفع به جميع سكانها دون عزل أو حرمان لأحد, وإن كان هنالك من شر فسيصيب ذلك كل أهل دارفور قاصيها ودانيها, ولعلَّ مذكرة التجمع العربى أعلاه يؤكد ذلك فى جانب منها هو أن القبائل العربية منتشرة فى معظم أنحاء الإقليم, وتلك حقيقة يدركها أهل الإقليم جميعاً, بل ومن خلال ذلك الإنتشار والتداخل فيما بينهم وبين القبائل الأفريقية المتوطنة خرج لنا هذا التباين المميز لأهل دارفور, وأذكر أننا عندما كنا طلاباً فى جامعة الخرطوم نهاية السبعينات كانت رابطة طلاب دارفور بالجامعة هى الرابطة الوحيدة التى تمثل إقليما كاملاً بحاله, وذلك بخلاف روابط المناطق الأخرى التى تتعدد فى داخل المنطقة الواحدة ناهيك عن الإقليم الواحد, وكان عميد الطلاب البروفسير التجانى حسن الأمين فخوراً بذلك, ولذلك كان عندما يجتمع بمناديب الروابط لتوزيع دعم الجامعة المالى للروابط لتنفيذ برامجهم الصيفية كان ينادى على مناديب رابطة دارفور للجلوس بجانبه على المنصة الرئيسية كرمز للوحدة والتضامن بين أبناء الإقليم الواحد, وأذكر أنَّه فى إجتماع سنوى للجمعية العمومية للرابطة أن قام أحد الطلاب وإقترح تقسيم الرابطة لرابطتين تمثلان شمال دارفور وجنوب دارفور, كل على حدة, فزجره الطلاب المجتمعون زجرة لم يقم بعدها صاحبنا من مقعده.



    إنَّ الشاهد فى المسألة هو أنَّ وحدة أهل دارفور تمثل مصدر قوتهم وتتمدد بجذورها إلى قيعان تاريخ مجتمع دارفور, ولذلك فإنَّ الخطأ القاتل الذى وقع فيه إخواننا موقعى ومناصرى التجمع العربى هو محاولة شق ذلك المجتمع المتراص عبر التاريخ, بجانب محاولة التمييز والمبالغة الممعنة فى "تكبير الكيمان" بطريقة تشى بإلغاء الآخر, وتفتح أبواب اللغة غير التوافقية وجدل بيزنطى حول الأصيل والغريب ليس له محل فى عالم اليوم.

    إنَّ قول التجمع العربى بتبعية 80% من مساحة مديرية جنوب دارفور لهم بجانب 55% من مساحة مديرية شمال دارفور, وأنَّهم يمثلون أكثر من 70% من مجموع سكان دارفور حالياً لقول هراء لا تسنده أى من الإحصائيات قديمها وحديثها, وقد كان بإمكانهم ترديد مبالغاتهم هذه فى محاولة لتضخيم الذات فى مجالسهم الخاصة ومراقص فرقانهم, أمَّا توجيه ذلك لرئيس الوزراء فلا يعنى شيئاً إذ أنَّ بأمكانه الحصول على ذلك بنقرة من تلفونه للأجهزة المختصة بذلك فى حكومته. وإذا كان الأمر كذلك فى أنَّهم يملكون كل تلك المساحة من الأرض فماذا بقى للآخرين؟ ثمَّ لماذا يقتلونهم الآن ويهجرونهم قسراً ليستولوا على المزيد من الأراضى, أو لم يكفهم تلك النسبة 80% من المساحة إن كانت حقيقة تعود إليهم؟

    إنَّ الشيئ الأخطر فى رسالة التجمع العربى هو أنَّها قسمت أهل دارفور إلى قسمين بائنين: عرب وزرقة مما فتح باباً للفتنة العرقية, تساهلت معها الحكومة المعنية وسكتت عن الرد عليهم فحسبها موقعوا البيان ومناصروهم علامة الرضا وراحوا فى غيِّهم يعمهون, ولعلَّهم قد توقعوا ذلك من خلال تذييلهم لتلك الرسالة بعبارة أنَّ ظلم ذوى القربى أشدُّ مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند, وهم عبر هذه العبارة وكأنَّهم أرادوا أن يقولوا للصادق المهدى بأنَّه عربى وأنَّهم عرب ولذلك من الحسرة ألاَّ ينصفهم من غير العرب, مما يعنى بلاهة سياسية نخشى أن يكون رئيس الوزراء قد صدقها إذ ظلت سياسته تجاه ذلك تسكن فى بقعة رمادية حتى ذهبت به رياح التتر الجدد من أهل الإنقاذ.

    إنَّ أبناء وأهل دارفور يثمنون كل جهد لتنمية إقليمهم بصورة متكاملة, وهو إقليم حساس من الناحية الإيكلوجية إذ تتفاوت نسبة هطول الأمطار فيها من منطقة لأخرى وتتحكم تلك النسبة فى كل ضروب الحياة من زراعة أو رعى, المهن الأساسية للسكان. فإذا إختلت هذه المعادلة فى جزء منها أو تأثرت منطقة فيها بالتصحر أو الجفاف ستتأثر بها بقية المناطق مباشرة, ولعلَّ إحتكاك الرعاة بالمزارعين لدليل واضح لتلك العلاقة الهشة ما بين الموارد الإيكلوجية ودرجة التناغم الإجتماعى والتعايش السلمى, وبناء على ذلك فإنَّ لأفراد التجمع العربى الحق كل الحق فى المطالبة بحقوقهم المشروعة, الوطنية منها والدستورية, تماماً كالآخرين, لكن دون وصم ذلك بالعرقية وتمييز الذات ومحاولة نفى الآخر, وهم إذا ما طالبوا بذلك تحت لواء قومية دارفور فسيجدون كل الدعم من كل أبناء دارفور والذين تربوا دون أن يعرفوا تمييزاً فيما بينهم أو يمارسوه بوعى إذ ظلَّ إقليمهم فى كل تاريخها ميداناً للتسامح وتقبل الآخر وإلاَّ لما عاشت كل تلك القرون دون أن تتعرض لمثل هذه الفتنة التى ضربتها فى خلال هذه العقود الأخيرة.

    ولذلك كنا نتمنى لو أنَّ أهل التجمع العربى صاغوا رسالتهم, أو حتى إعادة صياغتها, بما يراعى الإنسجام الإجتماعى فى إقليم متعدد بقبائله وخلفياته الإثنية, كنا نود لو أنَّهم تحدثوا عن "كيان دارفور", كما يفعل أهل بعض الأقاليم الآن, دون عزل لأحد أو تصغير من شأنه, ودون تضخيم للذات والإنتفاخ كما البالون, كنا نحلم لو أن إخواننا فى التجمع العربى نظروا لدارفور من أعلاها إلى أسفلها وإستوعبوا تنوعها وأدركوا معنى وجودها لأكثر من 7 قرون مستقلة ومتناغمة مع نفسها قبل أن يطلقوا المداد لأقلام كتابهم, كنا سنشكرهم لو كانوا دارفوريين فى داخل قلوبهم ووشائج نفوسهم, إذ لو أدركوا ذلك لكانت الأوضاع الآن فى ربوع دارفور مختلفة عمَّا هو موجود.

    يإخواننا فى التجمع العربى وفى غير التجمع العربى تعالوا إلى كلمة سواء فما عاد فى الوقت ما يكفى لإستمرار هذه الفتنة اللعينة, وها أنتم ترون أن الشيطان زارع تلك الفتنة قد فرَّ ناجياً بجلده, يظن كذلك ولكنَّ أمر الله غالب فليس من مخرج لحكمه أحكم الحاكمين.

    والآن بعد مرور نحو ستة عشر سنة من صدور هذه المذكرة هل تغيرت عقلية أهل التجمع العربى؟ وهل قاموا بتنقيح رسالتهم لرئيس وزراء ذلك الزمان القديم أم أنَّهم زايدوا عليها فى رسالتهم الجديدة لرئيس وزراء هذا الزمان الجديد!! ذلك ما سنطالعه إن شاء الله فى الحلقة المقبلة من هذا المقال.



                  

01-17-2006, 08:29 AM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    التجمع العربى... ومحاولة إلغاء الآخر فى دارفور2

    [email protected]د. حسين آدم الحاج

    الولايات المتحدة الأمريكية

    تمهيد:

    يبدو أن الحكومة لم تع الدرس من المآسى والمجازر التى ضربت إقليم دارفور خلال السنة الماضية بفعل سياساتها القائمة على ضرب القبائل بعضها ببعض, فبعد تجربة مليشيات الجنجويد يجدر بها أن تراجع حساباتها تجاه هذه النقطة الحساسة المتعلقة بالعلاقات بين القبائل فى إقليم متعدد بقبائله وأعراقه, لكن يبدو أن الحكومة تنسى نفسها وتحاول إعادة نفس شريط السيناريو مرة أخرى لكن هذه المرة بين القبائل الأفريقية, فقد أعلن رئيس الجمهورية الفريق الركن عمر البشير رسمياً الحرب علي الجماعات المسلحة في دارفور، ودعا مواطني كلبس بالعاصمة لتسليمه لواءاً من المجاهدين بتسليح المتطوعين ووضعهم تحت الادارة المباشرة لرئاسة الجمهورية لحسم التمرد فى دارفور(الأضواء 31/12/2003م), لكنَّ السؤال الذى يطرح نفسه بداهة هنا هو لماذا لواءاً كاملاً من أهل الإقليم؟ ولماذ يحاول الرئيس أن يجعل أهل دارفور يتقاتلون فيما بينهم ويدفعون فاتورة الموت والقتل من دمائهم و أرواحهم؟ ثمَّ إلى متى تستمر إعادة تشغيل هذا الشريط المأساوى, عرب ضد زرقة, ثم زرقة ضد زرقة, ثم من ضد من بعد ذلك؟ وإذا أعلن الرئيس الحرب على الجماعات المسلحة بدارفور فذلك قراره لكن لديه الآن أكثر من مائة ألف مقاتل من قوات الجيش السودانى وأفراد الدفاع الشعبى إنتهى دورهم فى جنوب الوطن وجبال النوبة والنيل الأزرق, فلماذا لا يتم توجيههم لدارفور للقتال هناك؟ شيئ بديهى ذلك لكن للأسف يبدوأنَّ هنالك شيئ خطأ وقد يدعو ذلك إلى التأويل البعيد قبل القريب, ونتمنى أن تراجع الحكومة نفسها مرة أخرى فى قضية دارفور فكل الفعاليات والتنظيمات داخل الوطن والجهات العالمية ذات الشأن أجمعت على ضرورة إعتراف الحكومة بالبعد السياسى لتلك لقضية ومن ثمَّ العمل على طرحها بصدق وتجرد من أجل إحلال السلام فى كل ربوع الوطن نعتقد أنّه سوف لن يتم بمعزل عن قضية دارفور بكل أبعادها السياسية والإجتماعية والإقتصادية.


    التجمع العربى:

    إمتلأ بريدى الإلكترونى بالرسائل العديدة من أبناء دارفور وغيرهم المنتشرين حول العالم بينهم عدد غير قليل من أبناء القبائل العربية, منهم إخوة لى لم تلدهم أمِّى, وأصدقاء أكن لهم كل المحبة والتقدير, وبرغم تراوح تلك الرسائل بين درجات الإستحسان والعتاب والإقتراحات ولفت النظر إلى جوانب موضوعية من القضية إلاَّ أنَّها جميعاً قد إتفقت على وجود مشكلة على درجة عظيمة من الأهمية تتطلب تكاتف كل أبناء دارفور لحلَّها حفاظاً على سلامة أهاليهم والمحافظة على ذلك النسيج الفسيفسائى الفريد فى تعدد قبائل الإقليم وتنوعه كما أشار إليها بمتعة دكتور فتح الرحمن القاضى فى مقاله المنشور أدناه فى هذه الصفحة, كما وصلتنى أيضاً بعض الوثائق من أناس مجهولين لا أعرفهم, منها المذكرة ثمَّ البيان اللذان قدمهما وفد من بعض أعضاء المؤتمر الوطني من أبناء ولاية جنوب دارفور وشيوخ قبائل دارفور لكل من رئيس وأمين المؤتمر الوطني بالولاية ضد ما وصفوه إستغلال فئة من أعضاء المؤتمر الوطني لمؤسسات الحزب وتوجيهها لأغراض تعمق أهداف تدعو إلى فتنة مفادها تفريق أهل دارفور وإعطائهم أسماء عرقية والسعي لطمس تاريخ الإقليم المشهود له بالوحدة والترابط على مرالحقب التي عرفها أهل السودان كما ذكروا فى بيانهم, وسننشر ذلك لاحقاً فى هذا المقال.

    أحب بداية أن أوضح أن هدفى من هذه المقالات حول مليشيلت الجنجويد ثمَّ التجمع العربى, ليس هو شيل حال لأفعال قلة من أهل دارفور وأجانب غريبين عنها, بل إنَّه لمن أوجب الواجبات أن يعرف مجتمع دارفور خاصة, وكل المجتمع السودانى, وقبلهم الحكومة السودانية إن لم تكن تعرف, هذه الحقائق حتى تتم معالجتها بعمق وحكمة, إنَّ الطبيب لا يمكنه تحديد الدواء المطلوب لإزالة المرض من الجسم إن لم يقم بالتحليل السليم والكامل للأعراض المرضية, ولذلك يجب أن تتوفر كل المعلومات مهما كانت مؤلمة فعن طريق تحليلها بحكمة يتم التوصل للحل الأمثل. من ناحية ثانية إنَّ سياسة دفن الرؤوس فى الرمال هى لبَّ المشاكل ومصدرها خاصة فى مجتمعنا السودانى المتشكل, وهى دائماً ما تؤدى إلى تعقيد المشكلات إلى مستويات يستحيل معها الحلول التوفيقية كما نشاهدها جلياً فى سيناريو المفاوضات الحالية للتوصل لسلام فى الجنوب, فلو جلس أولئك المتنفذون يومها إلى الإخوة الجنوبيين عام 1955م وإستمعوا إلى أشواقهم فى دولة السودان وإلتزموا بها وطنياً ودستورياً لما كان الحال هو ما عليه الآن, لكنه قصور فى النظر وضيق فى الأفق وشح فى الخيال البناء.

    ولقد تساءلنا فى منتهى الحلقة الأولى من هذا المقال عمَّا إذا حدث أى تغير أو تطور فى عقلية أهل التجمع العربى منذ تلك المذكرة التى رفعوها لرئيس الوزراء الصادق المهدى فى أكتوبر 1987م, وردود الفعل الحاد التى صاحبتها حينها؟ للأسف نكتشف إنَّ الذى حدث بعد ذلك هو أنَّ الأمر قد تطور من نزاع الكلمات إلى نزاع مسلَّح أخذ يتطور تدريجياً تحت دواعى النهب المسلَّح ثمَّ الهجوم المتواتر من المجموعات العربية النازحة من تشاد على أطراف وقرى جبل مرة ووادى صالح ودار المساليت قبل أن تمدد لتشمل قبائل أخرى على نحو ما أوضحنا فى تحليلنا للخلفية التاريخية لهذه الجماعات فى مقالنا عن الجنجويد, وبالرغم من الجهود التى قام بها الدكتور التجانى سيسى, حاكم الإقليم يومها, لإحتواء المشكلة المتفاقمة وتهدئة الخواطر والشروع فى عقد مؤتمر صلح شامل إلاَّ أنَّ إنقلاب الإنقاذ لم تمهله, لكن النظام الجديد بدأ من حيث إنتهى هو وإنعقد المؤتمر ليخرج بتوصيات لم ير النور فعادت الساقية تدور حول محور العنف مرة أخرى, ولقد جاءت الكارثة بعد حسم حملة بولاد, نهاية 1991م و بداية 1992م, إذ يبدو أن الحكومة قد أعطت المليشيات التى سندتها فى تلك المواجهة الضؤ الأخضر بعدها للمضى قدماً فى تدمير قرى الفور تماماً تشكلت خلالها وبعدها مليشيات الجنجويد, ولقد كان وضعاً مأساوياً حقيقةً أن تسمح دولة بإبادة جزء من شعبها لأهداف سياسية, ندعم قولنا هذا بوثيقة فى غاية الخطورة صدرت عن إدارة العمليات الحربية للتجمع العربى تمثلت فى شكل أوامر معنونة لعضويتها عام 1992م, بعد حسم معركة بولاد, نوردها هنا دون تنقيح:


    التجمع العربي

    إدارة العمليات الحربية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)

    [ نسخة طبق الأصل]



    على هيئة الأعضاء الذين أدوا قسم تحت قيادات التجمع العربي أن يعقدوا إجتماعات مكثفة لأجل تنفيذ كل شروط الالتزامات التي تم تنفيذها من قبل رئاسة اللجنة التنفيذية ورموزها على أن تضم الاجتماعات الأولى جميع القبائل العربية التي تسكن بالقرب من المناطق والأرياف المشار إليها بالإبادة والحرق وعلى العمد والمشايخ أن يلزموا أفراد سلطاتهم بالقسم حتى يكون الأمر في ثقة تامة وبعد ذلك يعقد إجتماع عام لجميع القبائل العربية وغير العربية والمتطوعين من قبائل الأخرى على أن يستعان بهم [كالزغاوة] في الإجراءات الحربية والتدريب العسكري بالإضافة إلى الدراسات الجغرافية حتى تبدو غير واضحة لمن يراد أبادتهم.

    وفيما يلي كل البنود التي تم تنسيقها وهي: -

    1/ جرد جميع الماشية والدواب من قبلية الفور بكل الوسائل الممكنة.

    2/ قتل زعماء وممثلي ومثقفي الفور وحصر المتبقي منهم في المدن والسجون وإغتيال من وجد وسيلة لإغتياله.

    3/ إبقاء كل وسائل الحركة المساعدة للبلاغات والإسعافات السريع من الحكومة حتى لا تكون بينهما وسائل للاتصال.

    4/ وضع معسكرات المقاتلين من القبائل العربية فوق الجبال التي تبدوعالية من المهاجمين ولا تستطيع الدخول إليها.

    5/ بدء الحركات الحربية في المناطق الكبيرة التي عليها مقاومة الهجوم وإرسال أعداد كبيرة من المقاتلين إليها.

    6/ توزيع الوافدين من القطر الغربي [تشاد] جماعة إدريس جاموس وحسين هبري على المناطق الغربية في الإقليم وعلى النحو التالي: -

    أ‌) وادي صالح.

    ب) مكجر.

    ج) وادي كجا.



    7/ توزيع قوات الدفاع الشعبي الوافدين من كردفان [المسيرية] كما يلي: -

    أ‌) جبل مرة.

    ب) جنوب وجنوب غرب كاس.

    ج) وادي باري.



    على جميع الذين أدوا القسم الالتزام والاعتصام على جميع ما ذكرنا من شروط حتى نتمكن من الانتصار وأعلموا أن قوات العدو يتكلون على الكفار والمشركين ولهذا رأينا أن نوزع قواتنا ذلك التوزيع الذي يناسب قوة المنطقة.



    لجنة التجمع العربي بالإقليم

    إدارة العمليات الحربية

    1992م

    (إنتهى)



    ويبدو أن تلك المليشيات قد وجد الدعم والسند الكامل من حكومة الإنقاذ فتوسع نشاطه من جنوب السودان إلى جبال النوبة وتمددت برامجه وتطورت إلى برامج قريش (1) ثمَّ قريش (2) التى أصدرت بيانها عام 1998م, والطريفى (1) والطريفى (2), وتنوعت عملياتها الحربية من "المراحيل" فى جنوب السودان, إلى "شاهين" فى جبال النوبة, إلى "الفرسان" فى دارفور, وقد توسعنا فى نشر ذلك فى مقال الجنجويد أيضاً, ويبدو أنَّ تقسيم الإقليم إلى ثلاثة ولايات إبتداءاً من عام 1995م قد أعطت تلك المليشيات ثقة أكبر فى المضى قدماً لتطوير برامجهم مستفيدين من الأغلبية السكانية الميكانيكية فى ولاية جنوب دارفور حيث سهَّل لهم ذلك الإستفادة الكاملة من إمكانيات الدولة والحزب الحاكم, المؤتمر الوطنى, وتسخيرها كاملة لتنفيذ برامجهم بكل إطمئنان من المراقبة أو المحاسبة, ندعم قولنا هذا بالخبرالصحفى التالى ثمَّ نورد الوثيقة التى يعنيه هذا الخبر ويمثل تلاحم التجمع العربى مع الحزب الحاكم تلاحم العظم باللحم.



    جاء الخبر التالى فى صحيفة الأضواء الصادر فى الأحد 28/12/2003م, نوردها هنا دون تصرف, حيث تقول الصحيفة:



    بعد اشتداد المعارك في دارفور

    أكثر من مائة عضو في الحزب الحاكم يرفعون مذكرة يدقون فيها ناقوس الخطر

    نيالا: الأضواء 28/12/2003م

    تشابكت خيوط الازمة بدارفور وبدأ صداها يرتد ليفت من عضد حزب المؤتمر الوطني بالتزامن مع تعالي أصوات السلاح مجدداً وعودة دائرة الصراع المسلح المتعين على الحزب الحاكم معالجتها وإحكام نسيجه الداخلي في ذات الوقت.

    وفيما اعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة امس عن كسر هجوم جديد على محلية كلبس يواجه موفدو الحزب الحاكم الى دارفور المهندس الحاج عطا المنان ومندور المهدي لدى وصولهم المنطقة اليوم مذكرة ممهورة بتوقيع مائةٍ وأحدَ عشرَ من قيادات ومنسوبي الحزب بولاية جنوب دارفور تحذر من نشاط فئة من اعضاء الحزب لجهة تعميق اهداف تنظيم عنصري يسعى بالفتنة بين سكان الولاية على اساس عرقي لنص المذكرة التي تحصلت عليها «الاضواء» وأكدت المذكرة ان المجموعة المتهمة بتولي الفتنة جابت الولاية بغية عزل قبائل محددة وطمس تاريخ الاقليم متناسية كون حزبها وعاءً جامعاً لمختلف القبائل والطوائف وشدد الموقعون على ضرورة اجراء تحقيق وإنفاذ محاسبة عاجلة.

    ودعت المذكرة التي وقع عليها اعضاء بالمجلس الوطني وهيئة شورى الحزب الحاكم بجنوب دارفور هيئة القيادة، ورئاسة الحزب لفضح ما وصفته بالفتن والدسائس وايقاف تعاون منسوبي الحزب مع أحزاب قالت انها معادية للبرنامج الوطني وطرح الحزب.

    وارفق أعضاء الحزب الحاكم مع المذكرة وثائق ضمت مذكرات تعود للعام «1987م» موجهة من كيان يدعى التجمع العربي للصادق المهدي بجانب خطاب سري لعرقلة حكومة حاكم دارفور التجاني السيسي ترجع للعام «1988م» وأوامر قسم إدارة العمليات الحربية للتجمع العربي بدارفور في العام «1992م» ومنشور سري لعام «1998م» وتقرير اللجنة السياسية لمجلس تنسيق القبائل العربية في الشهر الماضي والبيان الاول لإعلام اللجنة السياسية الصادر بالشهر الحالي.

    والحقت المذكرة بمستنداتها البيان الاول لزعماء قبائل دارفور الذين أنهوا اجتماعاً بنيالا أمس تعهدوا فيه بانهاء الصراع ودعم القوات المسلحة واستنكروا في البيان ما أسموه بالنشاط العنصري الهدام مُدينين فيه غض الطرف عن ممارسات الجنجويد.

    واضاف بيان القبائل انهم يراقبون حياكة فتنة بدأ نسيجها قبل حوالي عقدين.

    وفي السياق ابلغ «الاضواء» عضو الهيئة القيادية للحزب بالولاية وامين القطاع الاجتماعي، احد الموقعين, عبدالكريم دقاش ان المذكرة لاقت تجاوباً من أمين الحزب بالولاية سالم بابكر حمد ووصفها بانها دعم للمؤسسة مضيفاً ان بعض منسوبي الحزب يسعون لمنح مواطنين بالمنطقة اسماء عرقية ويستغلون امكانيات وأجهزة الدولة لتمرير اجندتهم وأكد لـ «الاضواء» عضو البرلمان الموقع على المذكرة على حسين دوسة ان الوثيقة ترمي لتجنيب الحزب الانشقاق والانفراط بجانب تأسيسها مبدأ محاسبة الجانحين والعنصريين وإيقاظ الحزب من الاسترخاء المفضي لتفتيت المنطقة والتنظيم.

    (إنتهى)



    إنَّ الوثيقة الأساسية التى يعنيه الخبر أعلاه صدرت عن التجمع العربى فى منتصف شهر نوفمبر الماضى, أى قبل أقل من شهرين, ننشرها أدناه لكننا أمسكنا عن نشر الأسماء الواردة فيها, فمعذرة:



    بسم الله الرحمن الرحيم

    مجلس التنسيق

    اللجنة السياسية

    التاريخ :15/11/2003م



    الموضوع : تقرير عن رحلة اللجنة المذكورة إلى محليات

    برام – تلس – رهيد البردي – عد الفرسان



    توجهت اللجنة يوم الاثنين الموافق 10/11/ 2003م في تمام الساعة الخامسة مساء إلى محلية برام حيث كان الوصول إليها تمام العاشرة والنصف مساء، بأشرة اللجنة عملها فور الوصول والتقت بالقيادات وزعماء الإدارة الأهلية والسياسيين والتنفيذيين والأعيان.

    وبعد شرح أهداف الزيارة وطرح الفكرة وما ترمي إليه فتح المجال للحضور للتعليق السؤال ، وإبداء الآراء والمقترحات عبر المتحدثون عن فرحتهم وتأييدهم الكامل لكل ما جاء في حديث اللجنة الموقرة رغم المجيء المتأخر للفكرة.

    وتخلل الحديث بعض التساؤلات والاستفسارات عما يكسوه الغموض فبينت اللجنة وردت على كل سؤال ومن أهم توصيات الحضور: -

    1- أن يسير هذا الفكر بقوة وفكر نافذ حتى يخرج العمل متكاملاً سليماً معافى.

    2- الاستعانة القصوى بالعلماء وأهل الرأي والفكر والاقتصاد.

    3- تأمين التوزيع العادل للفرص في السلطة والثروة خاصة في ظل السلام المرتقب على المستويين المحلي والقومي.

    4- العمل على رأب الصدع بين القبائل العربية وبسرعة.

    5- تناول القضية في إطار الدين والشرع وسماحة الإسلام.

    6- تعميم الفكر على مستوى السودان.

    7- تغير أسم الولاية إلى أسم أخر مناسب.

    8- ضرورة الإعلام والتوثيق والبحث.

    9- وعقب التوصيات تم اختيار الأخ/ عمر على الغالي وكيل الناظر منسقاً لمحلية برام وذلك للربط بين المواطن بالمحلية ومجلس التنسيق.

    10- تلا ذلك تكليف أمين المؤتمر بالمحلية على الطواف لجمع توقيعات أعضاء هيئة شورى الولاية وإرسالها بأسرع وقت إلى نيالا.

    11 في نهاية الاجتماع تم التواثق بأداء اليمين لكل الحضور على العمل جنباً إلى جنب وشرحت له بنود الفكرة التوحدية وفي اليوم التالي زارت اللجنة الناظر صلاح على وفي يوم التالي زارت اللجنة الناظر صلاح على الغالي وشرحت له بنود الفكرة فأمن عليها ثم زارت معتمد الرئاسة في داره وكذلك معتمد المحلية والذي رحب بالفكرة وأيدها تأييداً مطلقاً.

    12- كما كلفت اللجنة الأخ/ معتمد المحلية لدعم ومساعدة أمين المؤتمرفي جمع التوقيعات وترحيل أعضاء الشورى إلى رئاسة الولاية حال طلبهم.

    وفي يوم الثلاثاء 11/11/2003م توجهت اللجنة لمحلية تلس وعقب الوصول اجتمعت بقيادات الإدارة الأهلية والسياسيين والتنفيذيين.

    تحدث الأخ المعتمد شاكراً مجلس التنسيق عبر اللجنة المكلفة وبين خطورة الموقف وضرورة التوحد ثم قدم اللجنة للحضور.

    وبعد الشرح المستفيض أفسح المجال للنقاش والتداول فجاءت التوصيات على النحو التالي: -

    1- أمن الجميع على فكرة الوحدة والعمل على تحقيقها.

    2- تكوين لجنة للأعلام.

    3- ضرورة أن يكون للوحدة عمق في جمهورية تشاد.

    4- أن يكون هنالك عملاً في وسط طلاب الجامعات لترسيخ هذه المفاهيم ونشرها.

    5- فتح المراحيل والصواني.

    6- إدراك وترتيب العمل التنفيذي والسياسي.

    7- تأمين العلاقة مع الحكومة المركزية.

    8- وضع خطة دفاعية مشتركة بين البطون.

    9- الاهتمام والتخطيط الجيد للوضع الاقتصادي لرعاية هذه الوحدة.

    10-تفعيل الإدارة الأهلية وتطوريها.

    11- وضع دستور أو نظام سياسي واضح لهذا العمل.

    12- السرية التامة.



    وبعد هذا تم إختيار العمدة / يوسف عمر خاطر منسقاً لمحلية تلس ثم كلف أمين المؤتمر بجمع توقيعات أعضاء شوري الولاية وإرسالها بأسرع فرصة كما كلف المعتمد بترحيل الأعضاء إلى نيالا عند الطلب.

    في الختام تم التواثق على إنجاح هذه الوحدة وحمايتها ثم التقت اللجنة بالناظر أحمد السماني البشر على حده وشرحت له بنود الفكرة فأيدها وأورد التوصية التالية: -

    * ضرورة جمع الزعامات العربية في مكان واحد لتأمين الفكرة والسعي لتحقيقها وترجمتها في الواقع.

    * وتنشيط السيد / مادبو لتحريك زعماء الإدارة الأهلية للاهتمام بمثل هذه المواقف.

    وفي نهار الأربعاء الموافق: 12/11/2003م تحركت اللجنة قاصده محلية رهيد البردي وبعد الوصول التقت بالقيادات من الإدارة الأهلية والسياسيين والأعيان.



    ثم شرح الأمر للحضور فباركوه بالإجماع وأكدوا جاهزيتهم للوحدة والزود عنها ورعايتها وأدلوا بالتوصيات أدناه: -

    1- إعلان هذه الوحدة على الملأ دون خوف ما دام القصد نبيلاً.

    2- الاحتفاظ بسرية المعلومات في كل الخطوات الداخلية.

    3- تحديد أسم واضح لهذا الاتحاد.

    4- شعار واضح لهذا الكيان والعمل على تحقيقه.

    5- التحول من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم بالآراء والمبادرة لصد الافتراءات والأكاذيب والشائعات.

    6- التأني والدراسة الجادة لسلامة الخطوة.

    7- الطهر في التعامل مع الآخرين.

    8- العمل على إقصاء وإعفاء إدارة الشرطة الشعبية بالولاية وذلك لتورطها في كثير من المخالفات [يمكن مراجعة أجهزة الأمن].

    9- إبراز خطة اقتصادية واضحة ومدروسة لدعم هذا العمل.

    10- الاستيلاء الكامل على السلطة في جنوب دارفور بناء على الأغلبية الميكانيكية.

    11- العمل على تغيير أسم الولاية إلى أسم أخر.

    12- مراجعة مسألة الإعفاء من الخدمة في كل المجالات مع الخرطوم.

    13- تشجيع أبناء البطون على الدخول إلى الكليات العسكرية والجيش والشرطة.

    * عقب ذلك التواثق واختير الأخ/ يوسف محمد يوسف منسقاً للمحلية وكلف أمين المؤتمر بجمع توقيعات أعضاء هيئة الشورى وإرسالها إلى نيالا.

    تشير إلى أن هذا الاجتماع ضم كل الأسر والبطون الموجودة في رهيد البردي وخاصة السلامات.



    * في يوم الخميس 13/11/2003م سارت اللجنة إلى محلية عد الفرسان وفي مساء ذات اليوم التقت بزعماء الإدارة الأهلية والأعيان والسياسيين وبعد شرح أغراض الرحلة أتيحت الفرصة لتداول والأسئلة وحينها أكد الحاضرون تأييدهم ودعمهم للوحدة وتوجوا ذلك بالتوصيات التالية: -

    1- تكوين لجنة خاصة بالإعلام تسمى لجنة الإعلام والبحوث.

    2- المحافظة على هذه المبادئ والمفاهيم وتطويرها.

    3- حماية ظهر السياسيين والتنفيذيين من أبناء البطون وبكل المستويات.

    4- تغيير أسم ولايات دارفور إلى أسماء أكثر منطقية.

    5- ربط النسيج الاجتماعي العربي وتبادل الزيارات.

    6- أن توضع أسس أهداف اقتصادية قوية وواضحة.

    7- إعلان العمل العربي دون خوف.

    8- تنظيم الجنجويد لعمل الخير ودرء المخاطر.

    9- الطاعة المطلقة للقيادات العربية وخاصة مجلس التنسيق.

    10- العمل على التحكيم وحل المشكلات بين أبناء الولايات الكبرى من كل الأجناس لرأب الصدع وكسب ود الآخرين .

    11- الانتباه لحركة التجارة الخارجية وخاصة تجارة الحدود.

    12- حفظ سرية المعلومات.

    13- تبني طلاب الجامعات والباحثين.

    14- العمل بكل الوسائل لاستيعاب الخريجين في المصالح الحكومية والمؤسسات.

    15- تصحيح الأوضاع الإدارية والتنفيذية في حاضرة الولاية وتمكين الإدارة الأهلية بكل مستوياتها.

    16- مراجعة الهجرة المنظمة إلى قوز دنقو ومشاريع المياه المصدقة باسم عد الفرسان وتحول إلى جهات أخرى.

    17- موازنة الهجرة المنظمة إلى نيالا والنظر في أمرها.

    عقب التوصيات تواثق الحاضرون على دعم وحماية الوحدة وتم اختيار الأخ/ دبكه عيسى دبكه منسقاً للمحلية لدي مجلس التنسيق كما كلف أمين المؤتمر لجمع توقيعات أعضاء هيئة الشورى وإرسالها إلى نيالا.



    ملخص التقـريـر: -

    1- الفكرة عموماً وجدت القبول والتأييد من الجميع.

    2- كل القيادات الشعبية والسياسية والتنفيذية وضعت في الصورة تماماً وهي رهن الإشارة.

    3- الغالبية العظمى رفعت شعار تغير اسم الولاية.

    4- نادي الجميع بضرورة تكوين لجنة خاصة بالإعلام والبحوث.

    5- وضع وإبراز خطة اقتصادية واضحة والإسراع في تنفيذها لدعم المسيرة وبقوة.

    6- تمت التعبئة الكاملة لإعشاء هيئة الشورى للولاية للمطالبة بعقد مؤتمر استثنائي للهيئة وذلك بجمع توقيعات الأعضاء.

    7- التعاون التمام للمعتمدين مع أمانات المؤتمر بالمحليات لجمع التوقيعات وترحيل الأعضاء إلى حاضرة الولاية عند الإعلان للمؤتمر.

    8- إعادة النظر في بعض القيادات والإدارة في مرافق الخدمة بالولاية وتغيير ما يمكن تغييره.

    9- سرية المعلومات المهمة لسلامة المسيرة.

    10- تكوين جهاز خاص للمعلومات.

    11- الإسراع في حل النزعات العربية لوحدة الصف العربي.

    12- الاستيلاء الكامل للسلطة في الولاية استناداً على الأغلبية الساحقة لهذا الكيان.

    13- ضرورة العمل في العمق التشادي ومساندة العرب هناك وذلك لضمان الاستقرار في هذه الولاية.

    14- ضبط وتنظيم تجارة الحدود الغربية بصفة خاصة.



    كما قامت اللجنة وفي إطار العمل الاجتماعي بتغطية ومواساة بعض الأسر وتقديم العزاء لها منهاأسرة الشهيد بن عمر إدريس ، وأسرة عبدالرحمن حمد الله في كتيله ، وأسرة إدريس عبدالمولى وبعض الأسر في رهيد البردي وعد الفرسان كذلك زارت اللجنة بعض مشائخ الطرق الصوفية والخلاوي أخرها خلوة العارف بالله بغرب من نيالا حيث أدت فيها فريضة صلاة الجمعة.

    * في الختام نلفت نظر الجميع بأن اللجنة طافت على هذه القواعد وأوضحت لها ضرورة الوحدة وخطورة المرحلة الحالية أبدت القواعد الاستعداد الكامل لتبني هذا الأمر غير أنها حذرت مجلس التنسيق من التكاسل والتقاعس وأنها لا تعرف الحلول الوسطية ولا تقبل المبررات عليه يلزمن جميعاً أخذ الأمر بقوة وجدية وإقدام مع السرعة والإتقان.



    هذا وبالله التوفيق

    اللجنة السياسية



    (إنتهى)



    وعوداً على بدء, وكرد فعل على هذا النشاط, وكل النشاطات التى تمت منذ العام 1987م, فقد إحتج بعض منسوبو حزب المؤتمر الوطنى بولاية جنوب دارفور, كما أسلفنا أعلاه, وأصدروا المذكرة التالية ضد ما أسموه تحالف التجمع العربى مع الحزب الحاكم, جاء فيها:



    بسم الله الرحمن الرحيم

    المؤتمر الوطني

    ولاية جنوب دارفور



    اليوم ........... الموافق: ديسمبر 2003م

    الأخ/ رئيس المؤتمر الوطني بالولاية

    الأخ/ أمين المؤتمر الوطني بالولاية

    الســلام عليكم ورحمه الله وبركاته



    نحن الموقعون أدناه أعضاء المؤتمر الوطني من أبناء ولاية جنوب دارفورعلى مختلف مواقعنا التنظيمية في مستويات الحزب المختلفة.

    تابعنا بإشفاق شديدإستغلال فئة من أعضاء المؤتمر الوطني لمؤسسات الحزب وتوجيهها لأغراض تعمق أهداف تنظيم عنصري يدعو إلى فتنة مفادها تفريق أهل دارفور وإعطائهم أسماء عرقية والسعي لطمس تاريخ هذا الإقليم المشهود له بالوحدة والترابط على مرالحقب التي عرفها أهل السودان.

    لقد تأكد لنا أن هذه الفئة التي جابت أرجاء الولاية بعزل قبائل بعينها من الحزب الحاكم والذي يعتبر وعاءاً جامعاً لكل أهل السودان مسلمين وغير مسلمين بمختلف قبائله وطوائفه، متساوين في الحقوق والواجبات بحكم المواطنة والانتماء السياسي.
    ولما نشهد أي تحركاً من قيادة الحزب في الولاية أو المركز شجباً أو إستنكاراً أو تحقيقاً للوقوف على دواعي قيام هذا التنظيم وإستغلال أفراده لمعينات الدولة ومنابر المؤتمر الوطني في تنفيذ مخططات هذه الفتنة.

    من هنا بات فرضاً علينا أن نلفت نظر قيادة الحزب بولاية جنوب دارفور والمركز، أنه من الواجب أن نحافظ على وحدة المؤتمر الوطني وأن نفضح الدسائس والفتن التي تعيق مسيرته وتقوض بنيانه وتضعف مصداقيته وتشتت عضويته، خاصة وأن هذه الفئة تتعاون مع أفراد من أحزاب معادية للبرنامج الوطني وطرح الحزب.

    عليه نرى أن تتم إجراءات تنظيمية عاجلة لإحتواء هذه الفتنة ومحاسبة الضالعين فيها مع تعميم التحذير لكل من يتخطى المؤسسة ويسعى لشق الصف في هذا الحزب الذي أحوج ما يكون لوحدته في هذه المرحلة الدقيقة من عمر السودان ودارفور حتى يظل وعاءاً جامعاً لكل قبائله وأهله.

    ونحن كأعضاء في المؤتمر الوطني بهذه الولاية لا نرضى أن تغرق هذه الولاية في أي انتهاك لأمن المواطنين وحرماتهم بل نسعى جادين لتمتين النسيج الاجتماعي بين قبائل هذه الولاية بمختلف ألوانهم وسحنهم وأن نواصل في حل قضايانا بالحوار داخل مؤسساتنا وتنظيماتنا السياسية منها والمدنية ولا نرضى بإستخدام العنف أوالعزل أوالتهجير أو التطهير العرقي لتحقق بها مغانم ذاتية أومواقع زائلة.



    الموقعون هم: -

    1/ .....................................................................

    2/......................................................................

    3/......................................................................

    4/......................................................................

    5/......................................................................

    6/......................................................................

    7/......................................................................

    8/......................................................................

    9/......................................................................

    10/....................................................................

    11/....................................................................

    12/....................................................................

    13/....................................................................

    14/....................................................................

    (إنتهى)





    وقد تزامن إصدار هذه المذكرة مع إجتماع لبعض زعماء قبائل دارفور إنعقد بنيالا تعهدوا فيه بانهاء الصراع ودعم القوات المسلحة, ثمَّ أصدروا بياناً لأهل السودان قاطبة ولأبناء دارفور خاصة إستنكروا فيه ما أسموه بالنشاط العنصري الهدام لبعض الجماعات مُدينين فيه غض الطرف عن ممارسات الجنجويد, ويبدو أنَّهم قد قرروا إصدار سلسلة من البيانات تفضح نشاطات التجمع العربى, ولذلك جاء بيانهم هذا مرقَّماً بالبيان الأول, ذكروا فيه:



    بسم الله الرحمن الرحيم

    قبائـل دارفـــور

    بيان رقـم (1) حول الفتنة العنصرية

    التاريخ: 24 شوال 1424هـ الموافـق: 18 ديسمبـر 2003م



    تأكيـداً على أن الإيمان والعمل الصالح هو سبيل المحبة والتوادد قال تعالي (أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً) صـدق الله العظيم



    وبعد : -

    فهذا بيان لأهل السودان قاطبة ولأبناء دارفور خاصة وبعد صمت طويل عن نشاط عنصري هدّام تقوده فئة من أدعياء العروبة زرعوا بها الفتنة بين أبناء دارفور الذين عاشوا في ود ووئام قروناً طوالاً ليقسموهم على أساس عرقي وأداروا من أجلها فتنه أشاعوا بها الموت والدمار للأهالي الوادعين من أجل تهجيرهم من ديارهم بغير حق وبمظاهر إفساد لم يعهدها السودان حتى في عهود الباشبزق والهمجيات القديمة أن الجنجويد يرتكبون جرائماً ضد الإنسانية بقتل بشع للأطفال والنساء والشيوخ وينهبون كل ما في أيدي الآخرين فهم وصمه عار ستبقي في وجهه كل من سعى في تأليبهم أو تقديم الدعم لهم أو أعانتهم على ارتكاب الجريمة بالسلاح والمال أو غض الطرف عن ممارستهم المرعبة المهولة.



    الأخوة الكرام،،

    أجتمع في مدينة نيالا أبناء قبائل دارفور وقد عز عليهم شهود الدار تخرب عليهم بفتنه عنصرية ودعوة جاهلية منتنة وتداولوا مخاطرها على دارفور وعلى السودان والأمة الإسلامية جمعاء وعلى كل الإنسانية ثم أقروا العمل معاً لدرء هذه الفتنه والتصدي لها بحول الله وقوته.

    فالسكوت عن فتنه تدبر بتنظيم محكم ناهز اليوم عمره عقدين من الزمان ولها إستراتيجيات وأهداف ممرحله وآليات تنفيذ ومتابعة ولها القدرة على المواءمة وإحتواء أنظمة الحكم وتسخيرها نحو أهدافها الهدامة فما عاد هذا السكوت مجدياً في حق المستهدفين من أبناء دارفور ولم تعد سياسة راشدة لمن يتقي الله في رعايته أمر العباد والبلاد ومن أجل هذا وفي مسعى مدافعة الفتنه التي تقودها تلك الفئة الضالة في دارفور فأننا نُملّكُ الشعب السوداني والمجتمع الإنساني وثائقهم التي تدل على دعواهم البغيض ليرى أهل البصيرة أن محنه دارفور وفاجعتها الكبرى بدءاً بالنهب المسلح والحروبات القبلية وانتهاءً بفظائع الجنجويد إنما هي حلقة مرتبطة ودفع سري متواصل من تنظيم عٌرف بالتجمع العربي الذي يأخذ لنفسه في كل مرحلة أسماً يتواري تحته بينما تبقي أهدافه الاستراتيجية العنصرية ثابتة.

    والطواف المشئوم (فى التقرير أعلاه) الذي قام به عناصر هذا التنظيم العنصري في نوفمبر الماضي على المحليات الواردة في التقرير المرفق [ برام – رهيد البردي – تلس – عد الفرسان] يؤكد جملةً من الحقائق نوجزها في الآتي: -

    1/ وجود التنظيم العنصري القبلي حقيقة وله لجان متخصصة معنية بتنفيذ البرامج وفق استراتيجيات موضوعة ومحسوبه.

    2/ إستغلال هذا التنظيم لأجهزة وإمكانيات الدولة والحزب الحاكم.

    3/ مسئولية التنظيم السري في إيجاد الجنجويد وسعيه الدائم في استغلال الدولة وآخرها توفيق أوضاع العناصر التي ارتكبت جرائم فظيعة ضد البشرية بل تبرير الاعتداء على المدنيين [أحداث قرية تيقي – ديسمبر 2003م].

    4/ لم يقتصر مهمة التنظيم العنصري على زعزعة استقرار دارفور بإثارة الفتنه بل تعدى نشاط التنظيم حدود دارفور والسودان إلى دول الجوار .



    أننا نطلب فقط في هذا المقام أبناء دارفور وأبناء السودان ومن وَلاّهم الله أمر البلاد والعباد بالتدبر والفحص الدقيق المتجرد للوثائق المرفقة ومن ثم التحلي بالشجاعة لمقارنة ما جاء فيها مع واقع الأوضاع الأمنية والسياسية والإدارية في كل دارفور.

    حينها سَيُدرك حقيقة هامة مفادها أن التنظيم قائم فعلاً والأحداث على أرض الواقع تجري حسبما هو مخطط ومدبر له وفق المخططات السرية التي أراد الله لها الانكشاف رغم فرض السرية عليها وأخيراً فهذا عرض صادق أمين لحقيقة الفتنه في دارفور ونؤكد عزمنا وقدرتنا كأبناء دارفور دون إقصاء لأحد على التصدي القوي لهذه الفتنه وكل فتنه تعمد على زعزعة الأمن والاستقرار فلابد من عوده الوئام والمحبة بين كل القبائل لتعيش في سلام في كنف وطن يسع الجميع وفي هذا المقام لا يفوتنا تحية قادة بعض القبائل العربية لرفضهم الاستجابة للدعاوى العنصرية وقد قاوموها حتى قبل افتضاح الأمر وقدموا الدليل الشافي على أنه توجد مشكلة حقيقية تمثل هذا التوجه العنصري الذي يسعى إليه دعاه الفتنه والشقاق .

    كذلك فأننا ندعو وبعزم صادق إلى وقف فوري ودائم في ربوع دارفور لإطلاق النار والعودة إلى الحوار والصبر عليه لحل المشاكل بين الحكومة والحركات المسلحة من أجل الأبرياء من أبناء دارفور.



    وعلى الله قصد السبيل،،

    قبائـل دارفــــور



    توقيعات عن القبائل

    1/ المقدوم أحمد عبدالرحمن رجال الفور ..................

    2/ العميد ركن م/ عبدالرحيم محمدو آدم صبي الزغاوى ...............

    3/ عقيد معاش / منصور حسن عمر البرقد ..................

    4/الشرتاي عبدالرحمن آدم أبوه الداجو..................

    5/ السلطان يوسف على أبكر البيقو...................

    6/نقيب م/ محمد أحمد العاجب الدخيري البرتي .................

    7/ العمدة آدم إبراهيم التنجور ................

    8/ العمدة صالح محمدين الهوارة ................

    9/العمدة إسماعيل آدم إدريس الباقرما ................

    10/محمد أبكر خامس الهاوسا ................

    11/العمدة أحمد التجاني أبوسعدية البرقو .................

    12/ العمدة تميم أحمد جعفر البرنو..................

    13/العميد م/ إبراهيم عيسى أبوشنب البينقا...................

    14/العمدة محمود جمعة الكارا...................

    15/هارون دلدوم فطر حسن المساليت ...............

    16/ العمدة محمد أسحق حلاتو الأرنقا..................

    17/ العمدة بابكر أحمد على الأبودرق................



    مرفقـات [صور طبق الأصل]: -

    (1) مذكرة التجمع العربي للسيد الصادق المهدي عام 1987م

    (2) خطاب سري لعرقلة حكومة السيد الدكتور/ التجاني سيسي عام 1988م

    (3) أوامر قسم إدارة العمليات الحربية للتجمع العربي بإقليم دارفور معنون لعضويتها 1992م

    (4) منشور سري للغاية قريش (2) عام 1998م

    (5) تقرير اللجنة السياسية لمجلس تنسيق القبائل العربية نوفمبر 2003م

    (6) بيان رقم (1) الصادر من إعلام اللجنة السياسية لمجلس تنسيق القبائل العربية ديسمبر 2003م

    (إنتهى)



    وقد نشرنا هذه الوثائق جميعها عدا الوثيقة الأخيرة والتى سننشرها لاحقاً أدناه.



    التحليل:



    من خلال قراءة هذا العرض الوثائقى لمجموعة التجمع العربى ومقارنته بواقع الحال فى دارفور وردود فعل معظم أبناء القبائل العربية غير المؤيد لذلك يمكننا إستنتاج نقطتين جديرتين بالإهتمام أولهما أنَّ هذا التنظيم كاد أن يتلاشى بعد المذكرة التى رفعوها لرئيس الوزراء السيد الصادق المهدى بعد إستنكار معظم الفعاليات السياسية لها ونفور الكثير من الناس منها, وعلى حسب ما علمنا مؤخراً أنَّ أغلبية الذين وقعوا على المذكرة تراجعوا عنها وأبدوا أسفهم وذكروا بأنَّهم لم يقصدوا إثارة أى فتنة بل كان الأمر بالنسبة لهم مطالب منطقية لتنمية مناطقهم وإنصافهم فى المشاركة العادلة فى السلطة, وبدورنا فنحن نعتقد بأنَّ هذا هو الشعور الحقيقى ليس لأبناء القبائل العربية فقط بل ولأهل دارفور والمناطق المهمشة جميعاً فكما قيل إنَّ المصائب تجمع المصابينا, فالقبائل العربية مهمشون تماماً مثل القبائل الأخرى. ولعلَّ الزيارة التى قام بها المهندس عبدالله مسار برفقة الدكتور أحمد بابكر نهار لمناطق الحركة المسلحة بشمال دارفور وقضاءهم نحو شهر فى تلك الرحلة للتوسط بين المسلحين والحكومة ما يدعم التوجه البنَّاء لدعم التعايش السلمى بالإقليم, بل أننا نلاحظ بروز بعض الشواهد فى ذات الإتجاه منها بيان "إتفاق للتعايش والتنمية في دارفور" الذى صدر بالخرطوم قبل أقل من شهرين وقعَّه كل من الناظر محمد يعقوب العمدة ناظر قبيلة الترجم ورئيس وفد القبائل في وحول جبل مرة والسلطان صلاح الدين محمد الفضيل آدم رجال السلطان المكلف لقبيلة الفور اللذان توصلا فيه لأتفاق شامل ينهي حالة الاقتتال والاحتراب بالمنطقة, وقد أكدا فيه أنَّ القبائل العربية في وحول جبل مرة وقبيلة الفور قد تعاهدت وتواثقت على العيش بسلام لا رجعة فيه كما نبذا مبدأ الاقتتال بصورة جادة وحازمة إنطلاقا من تعاليم الإسلام الحنيف وإهتداء بإرث دارفور في معالجة النزاعات وتعاهدا فيه على القيام بطواف مناطق النزاع لتهدئة الخواطر ولجم فوهات البنادق تحقيقا للتعايش السلمي والولوج في تنمية دارفور, وبدء صفحة جديدة مؤكدين أن ما يصيب الفور سيصيب العرب وما يصيب العرب سيصيب الفور أيضاً (صحيفة ألوان 17/11/2003م). كما نما إلى علمنا مؤخراً من الإخوة فى الرياض بالمملكة العربية السعودية عن مؤتمر عقدوه يوم 24 ديسمبرالماضى حضره السفير السودانى قدم فيه بعض المثقفين من أبناء القبائل العربية أوراق متوازنة عن قضية دارفور وقد وصلتنى منهم ورقة أساسية قدَّرتها كثيراً حيث ركزت على خطوات عملية للحل الشامل نرجو منهم نشرها على صفحات الإنترنت, مثل هذا الموقع الأنيق, تعميماً للفائدة وحتى يتمكن أبناء دارفور والمهتمون بأمرها داخل وخارج السودان من الوقوف عليها.



    النقطة الثانية التى يمكن أن نستنتجها هى إعتقادنا أن هذا التنظيم قد نشط مرة أخرى قبل أن ينحسر تماماً بعد مذكرتهم الشهيرة لرئيس الوزراء, وأنَّ دماء الحياة قد دبَّت فى عروقها مرة أخرى بعد إنقلاب الإنقاذ ثمَّ قفزت درجات فى سلم تطورها خاصة بعد حملة بولاد حيث وجدت الرعاية والعناية الكاملة والدعم من النظام الحاكم, ولعلَّ مخطط تقسيم ديار القبائل الكبرى وتفتيتها عبر ما يُعرف بنظام الأمارة, حيث تم فرض توطين بطون قبلية صغيرة وإعطائها إدارات رسمية فى قلب الديار الكبيرة, إعتبرتها الحكومة بمثابة تشجيع لهم ومكافئة لوقوفهم بجانبها لكنهم إعتبروها ضوءاً أخضراً للإستيلاء على المزيد من الأراضى بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع ودعوة بعض بطون القبائل بتشاد للهجرة والإستقرار بدارفور, فكانت هذه النزاعات وحملات الإبادة التى تتسترعليها الحكومة, والتى وجدت إدانات عالمية واسعة من ناحية وزادت من إستنكار أهل دارفور لها, خاصة من أبناء القبائل العربية, وفى الحقيقة تبدو الصورة شبه مقلوبة فى هذه المعضلة فالحكومة هى الظالمة تدفع بالمليشيات المساندة لها لتنفيذ خططها, وتختبئ وراء ظهورهم, فيظهر للعالم أنَّ الجانى الحقيقى هم هؤلاء المجموعات وربما ينداح الإتهام ليشمل القبائل العربية جميعاً, وإذا بدأت أصابع الإتهام العالمية تشير إلى الحكومة, وهى محقة فى ذلك, فإنها لا تتردد فى أن تتبرأ من تلك المليشيات وذلك ما قصدناه من الآية التى أوردناها فى صدر الحلقة الأولى من المقال, واليوم عندما يكون أهل كلبس لواءاً كاملاً ويحدث من القتل والدمار ما يحدث فإنَّ الحكومة لا تلبث أن تتبرأ منهم أيضاً, ولذلك فإنَّنا نعتقد بأنَّ المرتبطين بتنظيم التجمع العربى اليوم هم أقلية ولا يمثلون إلاَّ أنفسهم وقد يكونوا متحالفين مع بعض الفئات العربية التى نزحت من دولة تشاد وتبحث لها عن مواطئ قدم فى الإقليم, ولذلك كان هذا القتل الجائر والخراب الذى ضرب البلاد والعباد.



    ملاحظة أخيرة جديرة بالذكر كونها تعكس جانباً سلبياً وتتمثل فى تصريحات حكومية يدلى بها بعض التنفيذيين الحكوميين من أبناء الإقليم حول جوانب تتعلق بالنزاع المسلَّح فى دارفور, هؤلاء الإخوة وبحكم مناصبهم يمشون على خيط رفيع بين مسئولياتهم الرسمية وخلفياتهم القبلية ولذلك فإنَّ أى كلمة تصدر منهم يجب أن تكون محسوبةً تماماً لأنَّ تداعياتها قد تتعدى الأطار القومى إلى المحلى وقد تنتقل من العام إلى الخاص, فيسؤ الفهم والظنِّ معاً, وفى هذا فإننا نتمنى أن يوازن حاكم جنوب دارفور فى تصريحاته تجاه الحركة المسلحة بالإقليم, و مع إيماننا التام بحقِّه فى القيام بما يستوجب عليه من المسئوليات إلاَّ أنَّه يجدر أن ينظر للمنظر العام برؤية تستوعبه كاملاً, وينسحب هذا القول أيضاً على وزير التجارة الخارجية, فقد يكون لائقاًً أن يطلب من أفراد الجيش الذين إلتقاهم فى حامية أعالى النيل بملكال الذهاب إلى دارفور لضبط الأمن, ذلك يكفى لتوصيل رسالته تماماً, أما أن يطلب منهم "سحق" الحركة فلا نظن أنها لغة توفيقية البتة, نعتقد بأَّنها قد قرعت فى نفس كل من قرأها حتى من بعض الذين من هم ليسو من أبناء الإقليم. إنَّ قيادات وأفراد الحركة المسلَّحة بدارفور لم ولن يبادروا بأذى لأى من أهل دارفور, إلاَّ من بادر بالعداء والإعتداء عليهم وعلى الأهالى, وهم عندما رفعوا السلاح إنما هدفوا لإنتزاع حق أهل دارفور, جميعهم دون عزل حتى القبائل العربية أنفسهم, ولذلك يجدر بنا أن نتفهم ما يقومون به, ولعلَّ الذين ينتقدونهم الآن سيدركون خطأهم ولنا فى تجربة الفصائل التى إنشقت عن الحركة الشعبية بجنوب السودان عظة وعبرة حيث نراهم قد هرولوا نحو الحركة الأم بعد أن تبين لهم صواب موقفها المبدئى.



    وربما يكون مفيداً هنا أن نورد وثيقة تؤكد ما ذهبنا إليه فى تحليلنا عن تضاؤل تنظيم التجمع العربى, وهى حديثة صادرة من إعلام اللجنة السياسية لمجلس تنسيق القبائل العربية تم توزيعها مؤخراً بنيالا نعتقد بأنَّها تحتوى على بعض الإشارات الإيجابية بالرغم من تحفظنا على بعض الفقرات الواردة فيها, كما نتمنى أن تكون صادقة, ويا ليت لو تواترت البيانات الإيجابية من كل القبائل والأفراد والفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى, فإلى صيغة البيان:



    بسم الله الرحمن الرحيم

    بيـان رقم (1) لجماهير ولاية جنوب دارفور



    يقول المولى عز وجل ( يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر واثني وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله وأتقاكم), ويقول سبحانه وتعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان) صدق الله العظيم



    لقد ظلنا نعايش ونتابع مشاكل ولايات دارفور عامة وجنوب دارفور بصفة خاصة بكل الآسي والحزن متفاعلين مع كل الجهود التي بذلت وتبذل لإيقاف كل مهددات الأمن من نهب مسلح وصراع قبلي حول الموارد الشحيحة أصلاً سواء كانت هذه الجهود رسمية وشعبية وذلك من خلال المؤتمرات واللقاءات التي تعقد على مختلف المستويات ولكن بحلول عام 2003م فوجئنا كما فوجئ الجميع بأن الأمر قد تغير كثيراً وأن هناك حركات مسلحة قامت بها بعض القبائل في دارفور الكبرى منادية بتحرير دارفور تارة وتحرير السودان تارة أخرى فرفعت شعارات [جيش تحرير دارفور D.L.A وجيش تحرير السودان قطاع دارفور S.P.LA] وظهرت شعارات أخري مثل [مفز] والذي يرمز إلى أسماء القبائل التي قادت التمرد في هذه الولاية بالأحرف الأولى من الأسماء ونتيجة لذلك تعرضت مدن الولاية الكبرى مثل الفاشر وكتم ومليط والطينة إلى غزو غادر راح ضحيته نفر كريم من أبناء الولاية من منسوبي القوات المسلحة والمواطنين العزل بجانب القوات النظامية الأخرى، ودمرت ممتلكات الشعب من طائرات ومخازن السلاح وأموال كثيرة نهبت ، ونشرت هذه الجماعات الهلع والخوف في نفوس المواطنين وروعت الأمنيين منهم وكان ذلك امتداداً لما حدث في قولو وطور ودربات مما يؤكد ارتباط هذه الحركات بعضها ببعض ووحدة قيادتها وبالتأمل الموضوعي والتقصي لمجريات الأمور ومن واقع البيانات الصادرة من هذه المجموعات القبلية، عبر مختلف وسائل الإعلام تأكد أن المقصود ليس هو المطالبة برفع الظلم ولكنه تحرير دارفور من العنصر العربي وكل من يتحالف معه سعياً لتفتيت دولة الإسلام والعروبة في السودان ، حسبما جاء على لسان وفدهم أمام سفراء الدول الغربية في إجتماعهم بنيالا بقاعة الشهيد الخليفة عبدالله يوم الاثنين الأول من ديسمبر 2003م وما وضح جلياً من خلال مقررات مؤتمر نرتتي ورؤية أعيان الفور لأحداث دارفور الكبرى في أجتماعاتهم بالخرطوم. وهكذا تستعين هذه الجماعات المتمردة بالأجانب وتستنصر بهم فيمدونهم بالسلاح والأموال والدعم المعنوي ويكفي ما قاله ممثلهم في لندن لإذاعة البي بي سي.



    وحتى تجلي الحقائق للجميع فإن مجموعة القبائل العربية في دارفور الكبرى وجنوب دارفور خاصة لم ولن تجتمع لإقصاء أحد فأهدافنا تتمثل في دعم كل الجهود الرسمية والشعبية في بسط الأمن والسلام وتحقيق التنمية لكل أبناء السودان في دارفور وسيلتنا في ذلك العمل على القضاء جميع المهدات الأمنية المتمثلة في الآتي: -

    1- النهب المسلح.

    2- النزاعات القبلية.

    3- العصبية القبلية تحقيقاً لقوله تعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا).

    4- التقرير بأن تناول السلطة يجب أن يتم عبر الشورى والعصبية الحزبية ومنظمات المجتمع المدني وليس على أساس القبيلة أو الجهة.

    5- دعم الجهود الرسمية محلياً وقومياً في تحقيق التنمية المتوازنة لأبناء دارفور.

    6- مد جسور التآخي مع الجارة الشقيقة تشاد تأكيداً للعلاقة الأزلية ذات الخصوصية حيث أن كل من السودان وتشاد عمق طبيعي وامتداد للآخر.



    ومن أجل ذلك نعلن لجماهير أبناء دارفور خاصة ولأبناء السودان عامة أنه ليس هناك تجمع عربي ضد أحد فرداً كان أو جماعة وإنما توحيد للصف درءاً لأي مفسدة.

    ومن هنا نناشد الذين تسترقهم الحزبية الضيقة والقبلية الممقوتة والجهوية المؤطرة أن يتقوا الله في مواطنيهم ووطنهم وإلا يتاجروا بقضية دارفور.

    وإلى الذين تتاح لهم فرصة مخاطبة المسلمين من على منابر المساجد عليهم أن يتقوا الله أيضاً في تناولهم لقضايا الأمة والوطن بحياد ونزاهة ونسألهم أين كانوا عندما ضربت الفاشر ودمرت الطائرات وأزهقت الأرواح البريئة في كتم ومليط والطينة وقولو وطور ودربات.



    أننا نمد أيدينا بيضاء للسلام عملا بقول الله تعالى الذي بدائنا به هذا البيان ونعلن وقوفنا مع كل الخيريين من أبناء الولاية وأبناء السودان عامة دعماً لدعوة الحق والإيمان إقراراً للأمن والسلام ،بسطاً للعدل والتعايش السلمي من أجل إعادة دارفور إلى سابق عهدها وذلك حتى تخرج الولاية والبلاد عامة من رق العصبية القبلية والتمرد والخروج على دولة الإسلام في السودان التي تجعل المواطنة أساساً لنيل الحقوق والقيام بالواجب لا الخضوع والخنوع والتباكي أمام أعداء الأمة والإسلام بل نعمل من أجل دارفور العزة والكرامة بالندية مع كل شرائح المجتمع المحلي والقومي والدولي دعاة أمن وسلام وتنمية واحتراماً لحقوق الإنسان التي أقرها رب العزة في قوله (وكرمنا بني آدم) يا أهل دارفور تعالوا إلى كلمة سواء لبناء مجتمع الوحدة والإخاء والتنمية ولرفاهية من أجل أجيالنا القادمة بأذن الله.

    وإلى لقاء آخر إنشاء الله لكشف الهوية التاريخية.

    (إنتهى)



    ختام:



    نعتقد إبتداءاً أن همَّ دارفور يجب أن يكون على قلب كل مواطن من أهل الإقليم وضمير كل سودانى, ولقد كررنا من قبل أنَّ أى خير يأتى للإقليم سيعم كل أهله وأى شرٍّ سيؤذيهم جميعاً, وعندما يميل البيت فإنَّ أهله هم من "يُلقُّونه" ويصلحون من شأنه, وبيت دارفور اليوم مائل ولذا يجب, بل يكون فرض عين, على بنيه المبادرة بذلك, ونود أن نرى إهتماماً أكثر من المثقفين تجاه ذلك, وعليه نريد أن ندلى بدلونا عبر مقترحات محددة فى محاولة لتبصر أقدامنا على طريق الحل, وهو جهد يجب أن نقوم به جميعاً دون عزل أو إقصاء لأحد, ونعتقد:



    (1) أن يتحلى المثقفون وذوى المكانة من أبناء الإقليم بالتجرد من أى مصلحة ذاتية من أجل مصلحة دارفور, فالنظر لدارفور من خلال منظار عريض يستوعب أهله جميعاً هو الخطوة الأولى ومفتاح الحلول لمعظم المشاكل القائمة.

    (2) أن يكون رأب الصدع الإجتماعى لأهل دارفور الهدف الأكبر والأسمى فى هذه المرحلة من أجل تمتين الوحدة وإرساء دعائم التعايش السلمى بين كل الطوائف.

    (3) أن تكون هنالك هيئة لدعم السلام فى دارفور الكبرى وأن تعتمد أفكاراً وخططاً خلاَّقة ذات فعالية ومردود سريع لتثبيت دعائم السلم والتسامح الإجتماعى منها (كما ذكرنا فى مقالات سابقة) تكوين جيش للسلام يكون مكونَّاً من عناصر مؤهلة من أبناء الإقليم من حملة الشهادات الجامعية, و يتم تدريبهم فى فنون ووسائل فضِِّ النزاعات وتأهيل برامج للسلام وإقامة الورش الإعلامية ومراقبة المسارات والتدخل السريع فى حالات الحروب وتقديم الإغاثة.

    (4) إنشاء هيئة إقليمية لتوفير مشاريع المياه وصيانة الموجودة منها ورسم خرائط بشرية و مائية وزراعية ورعوية للإقليم.

    (5) أن تتم وضع برامج علمية وعملية لمكافحة الجفاف والزحف الصحراوى وإدخال عمليات رش البذور بالطائرات وتقليل الإعتماد على الفحم والحطب كمصادر للطاقة وإستبدالها بأنابيب الغاز والكيروسين.

    (6) أن يتم إلغاء كل القرارات الفوقية التى صدرت فى عهد الإنقاذ لتفتيت ديار القبائل مع الحفاظ على مبدأ تمتع كل المواطنين بحقوق المواطنة فى التحرك والتملك والرعى والزراعة فى كل مناطق الإقليم دون التعدى على حقوق الغير أو اللجؤ للقوة.

    (7) تثبيت ديار القبائل مثلما كانت فى ماضيها وعدم السماح للقبائل التشادية الدخول للإستقرار فى الإقليم.

    ( إعادة الإدارة الأهلية وتمكينها من القيام بواجبها فى الحفاظ على النسيج الإجتماعى والقبلى لأهل دارفور وإرساء دعائم التعاون والتعايش السلمى, وتحديثها من خلال إنشاء منبر أو مجلس أهلى يتكون عضويته من كل زعماء وشيوخ القبائل على قدم المساواة وتكون له أمانة عامة وتجتمع مرتين على الأقَّل سنوياً للتفاكر فى شئون الإدارة الأهلية بالإقليم.

    (9) الإستفادة من الخبرات العالمية فى دعم التعايش السلمى مثل "مشروع أبيى" الذى طبقته وكالة المعونة الأمريكية فى منطقة أبيى وأحدث أثراً إيجابياً فى تلك المنطقة تغرى بتطبيقها فى دارفور.

    (10) التنمية الإقتصادية والإجتماعية الشاملة من خلال إعتراف الحكومة للطبيعة السياسية لمشكلة دارفور والإسراع فى إثبات جديتها تجاه ذلك.



    فى الختام أحب أن أوضح أن هدفى من هذه المقالات حول الجنجويد سابقاً, ثمَّ التجمع العربى حالياً, ليس هو "شيل حال" لأفعال قلة من أهل دارفور وأجانب غريبين عنها, بل إنَّه لمن أوجب الواجبات أن يعرف مجتمع دارفور خاصة, وكل المجتمع السودانى, وقبلهم الحكومة السودانية إن لم تكن تعرف, هذه الحقائق حتى تتم معالجتها بعمق وحكمة, ولذلك يجب أن تتوفر كل المعلومات مهما كانت مؤلمة فعن طريق تحليلها بحكمة وتعقل فى إطار البيت الواحد يمكن التوصل للحلول الجادَّة, من ناحية ثانية إنَّ سياسة دفن الرؤوس فى الرمال هى لبَّ المشاكل ومصدرها خاصة فى مجتمعنا السودانى المتشكل, وهو مجتمع ما زال قائماً على القبلية والعرقية والجهوية تطورت بصورة مزعجة خلال العقدين الماضيين على طول البلاد وعرضها, وهى دائماً ما تؤدى إلى تعقيد المشكلات إلى مستويات يستحيل معها الحلول التوفيقية كما نشاهد جلياً فى سيناريو المفاوضات الحالية للتوصل لسلام فى الجنوب, فلو جلس أولئك المتنفذون يومها إلى الإخوة الجنوبيين عام 1955م وإستمعوا إلى أشواقهم فى دولة السودان المستقل, وإلتزموا بها وطنياً ودستورياً, لما كان الحال كما هو عليه الآن, لكنه قصور فى النظر وضيق فى الأفق وشح فى الخيال البناء, ولذلك نتمنى ألاَّ تكرر الحكومة ذلك الخطأ القاتل مرة أخرى فى دارفور, ونسأل الله تعالى ألاَّ ينتهى هذا العام إلاَّ وقد تمدد غطاء السلام ليشمل كل دارفور بعد أن إقترب تمدده على جنوب الوطن, وكل عام وأنتم بخير.

    http://www.darfur.free.fr
                  

01-17-2006, 08:32 AM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    البيان الأساسى لتنظيم التجمع العربى:

    (جريدة الأيام يوم الأثنين 5 أكتوبر 1987م)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السيِّد رئيس الوزراء:

    إنَّ العنصر العربى الذى يعرف اليوم بالقبائل العربية فى دارفور دخل السودان ضمن الموجات العربية التى وفدت إلى السودان فى القرن الخامس عشر الميلادى. إنَّ هذا العنصر وإن تعددت قبائله هو فى الحقيقة ينتمى إلى أصل واحد.

    إستقرت هذه القبائل فى منطقتين بأقليم دارفور: بمديرية جنوب دارفور وتشمل ثمانين فى المائة 80% من مساحة المديرية, والأخرى بمديرية شمال دارفور وتشمل الجزء الأكبر من شمالها ووسطها وشرقها وغربها حيث تغطى هذه المنطقة خمسة وخمسين فى المائة 55% من مساحة المديرية وتمثل القبائل العربية أكثر من 70% من مجموع سكان دارفور حالياً.

    لقد لعبت القبائل العربية عبر القرون التى تلت دخولها السودان والإستقرار بدارفور دوراً هاماً فى تكوين ملامح شخصية هذا الإقليم, فالعرب فى هذا الجزء من أرض الوطن هم صنَّاع الحضارة التى شكلَّت الوجود الحقيقى والفعلى لهذا الإقليم سواء كان ذلك فى مجال الحكم أو الدين أو اللغة كما كان لها دورها البارز فى تكوين سودان اليوم, قد كانوا سدة ولحمة الثورة المهدية, ماتوا وإستبسلوا دفاعاً عن هذا السودان, كما أسهموا خلال كل العهود فى الإستقرار السياسى والتقدم الإقتصادى والتطور الإجتماعى والحضارى والثقافى فى دارفور خاصة بل والسودان أجمع. بهذا أكدنا ونؤكد أننا حافظنا وسنحافظ ونتمسك بقوة وإيمان بوحدة هذه البلاد ونحميها فى كل الأوقات وننبذ أسباب الفرقة والشتات.

    السيد رئيس الوزراء:

    لقد درج الذين يعنون بدراسة أنظمة الحكم فى العالم أن يُعرِّفوا الحكم الإقليمى عدة تعريفات وهى فى مجملها تعنى اللامركزية وتفويض السلطة بهدف إحداث إصلاح سياسى وإدارى وإقتصادى فى بنية الدولة وإدارة كل إقليم سياسياً وإدماج ذلك الإقليم فى الإطار القومى, وإقليم دارفور الذى يضم أربعة وثمانين قبيلة هو واحد من أقاليم السودان التى يتطلع أبناؤها للمشاركة فى حكم إقليمهم بقدر ما يتوفر لكل قبيلة من أبناء يصلحون للقيادة. إذا كان ذلك هو مفهوم الحكم الإقليمى هو أيلولة إدارة الحكم لأبناء الإقليم بقدر ما يتوفر لكل قبيلة من أبناء يصلحون للقيادة فإننا نعرب بحسرة بأننا قد سلبنا حق التمثيل فى قيادة هذا الإقليم والمشاركة فى إتخاذ القرار فأصبحنا أغلبية بلا وزن ورعايا لا مواطنين علماً بأننا نمثل:

    1/ سبعين فى المائة من سكان الإقليم.

    2/ ويمثل المتعلمون منا أكثر من 40% من مجموع المتعلمين من أبناء الإقليم بينهم مئات من حملة الشهادات الجامعية وعشرات من حملة الماجستير والدكتوراه فى شتى التخصصات.

    3/ وساهمنا فى الدخل القومى بنسبة لا تقل عن 15%.

    4/ كما أنَّ مساهمتنا فى دخل الإقليم تزيد عن التسعين فى المائة.

    5/ نسهم بنصيب الأسد من فلذات أكبادنا فى الجيش السودانى نقدمهم قرابين لهذا الوطن.

    6/ أما فى الجانب السياسى فإننا قد قدمنا أربعة عشرة نائباً للجمعية التأسيسية يمثلون الجانب العربى تمثيلاً حقيقياً, كما أسهمنا بنصيب كبير فى تقديم ثمانية عشرة عضواً فى الجمعية التأسيسية.

    سيدى الرئيس:

    إنَّ كل ما أوردناه من حقائق يؤكد ما لهذه القبائل من ثقل سياسى وإجتماعى وإقتصادى بهذا الإقليم وبالتالى نحن نطالب بأن نمثل بالنصف كحد أدنى فى المناصب الدستورية بحكومة الإقليم وممثلى الإقليم بالحكومة المركزية.

    وعليه نحن نخشى إن إستمر هذا الإهمال للعنصر العربى فى المشاركة أن تفلت الأمر من أيدى العقلاء إلى أيدى الجهلاء ويحدث ما لا تحمد عقباه, وذلك لأن ظلم ذوى القربى أشدُّ مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند.

    وفى الختام نحن نؤكد لكل مواطن سودانى بأننا لسنا دعاة فرقة وشتات ولكننا طلاب حق ومساواة وعاش السودان موحداً فى ظل الحرية والديمقراطية.

    اللجنة المفوَّضة من قبل التجمع العربى



    عنهم:

    1/ السيد عبد الله مسار

    2/ السيد شارف على جقر

    3/ السيد إبراهيم يعقوب

    4/ السيد حسين حسن الباشا

    5/ الناظر حامد بيتو

    6/ السيد تاج الدين أحمد الحلو

    7/ السيد أيوب البلولة

    8/ السيد محمد خوَّف الشتالى

    9/ السيد زكريا إبراهيم أبو لحيو

    10/ السيد محمد زكريا دلدوم

    11/ الناظر الهادى عيسى دبكة

    12/ السيد الطيب أو شمَّة

    13/ السيد سندكة داؤد

    14/ السيد هارون على السنوسى

    15/ الدكتور عمر عبدالجبار

    16/ السيد عبدالله يحيى

    17/ السيد سليمان جابر أبَّكر

    18/ الناظر محمد يعقوب العمدة

    19/ السيد حامد محمد خيرالله

    20/ السيد محمد الدومة عمر

    21/ السيد عبدالرحمن على عبدالنبى

    22/ السيد أحمد شحاتة أحمد

    23/ السيد أبوبكر أبَّوه الأمين

    24/ السيد جابر أحمد الريح


    http://www.darfur.free.fr
                  

01-17-2006, 08:34 AM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    بسم الله الرحمن الرحيم



    مجلس التنسيق



    اللجنة السياسية



    ---------------------------------------------------------------
    التاريخ:15/12/2003م



    الموضوع: تقرير عن رحلة اللجنة الذكورة إلى محليات



    برام رهيد البردي عد الفرسان



    توجهت اللجنة يوم الاثنين الموافق 10/11/2003م في تمام الساعة الخامسة مساءا إلى محلية برام حيث كان الوصول إليها في تمام العاشرة و النصف مساءا باشرت اللجنة عملها فور الوصول و التقت بالقيادات و زعماء الإدارة الأهلية و السياسيين و التنفيذيين و الأعيان.

    و بعد شرح الزيارة و طرح الفكرة و ما ترمي إليه فتح المجال للحضور للتعليق,سؤال, و إبداء الآراء و المقترحات عبر المتحدثون عن فرحتهم و تأييدهم الكامل لكل ما جاء في حديث اللجنة الموقرة رغم المجيء المتأخر للفكرة.

    و تخلل الحديث بعض التساؤلات و الاستفسارات عما يكسوه الغموض فبينت اللجنة و ردت إلى كل سؤال و من أهم التوضيحات للحضور:-



    1- أن تسير هذه الفكرة بقوة نافذة حتى يخرج العمل متكاملا سليما معافى.



    2- الاستعانة القصوى بالعلماء و أهل الرأي و الفكر و الاقتصاد.



    3- تأمين التوزيع العادل للفرص في السلطة والثروة خاصة في ظل السلام المرتقب علي المستويين المحلي و القومي.

    4- العمل علي رأب الصدع بين القبائل العربية و بسرعة.



    5- تناول القضية في إطار الدين و الشرع و سماحة الإسلام.



    6- تعميم الفكر علي مستوي السودان.



    7- تغيير اسم الولاية إلى اسم آخر مناسب.



    8- ضرورة الأعلام و التوثيق و البحث.



    9- عقب التوصيات تم اختيار الأخ:عمر علي الغالي وكيل الناظر منسقا لمحلية برام و ذلك للربط بين المواطن بالمحلية و مجلس التنسيق.



    10- تلا ذلك تكليف أمين المؤتمر بالمحلية علي الطواف لجمع توقيعات أعضاء هيئة شوري الولاية و إرسالها بأسرع وقت إلى نيالا.



    11- في نهاية الاجتماع تم التواثق بأداء اليمين لكل الحضور علي العمل جنبا إلى جنب لانجاح هذه الفكرة التوحيدية, و في اليوم التالي زارت اللجنة الناظر صلاح علي الغالي و شرحت له بنود الفكرة فأمن عليها ثم زارت معتمد الرئاسة في داره و كذالك معتمد المحلية الذي رحب بالفكرة و أيدها تأييدا مطلقا.

    http://www.darfur.free.fr
                  

01-17-2006, 08:36 AM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    الموضــوع : ســري للغـايـة

    [ نسخة طبق الأصل ]

    الســيد / ............................

    اجتمعت اللجنة التنفيذية للتجمع العربي لتقيم نشاط الأعضاء في كل المجالات ودراسة توضع بعد تعيين وزراء الحكومة الإقليمية من الزرقة ، وقد استقر الرأي أننا لم ننال من مكانة بدارفور إلا بالكفاح والتصميم والتضامن وأن هذه مرحلة دقيقة وصعبة لا يستطيعها إلا أولو العزم من الرجال ، ولتحقيق أهداف التجمع قررت اللجنة العليا القرارات التالية : -

    على أعضاء التجمع الملتزمين والذين أدوا القسم : -

    1/ أثاره المتاعب في طريق الحكومة الإقليمية لإقلاقهم واستخدام كل الوسائل المتاحة حتى لا تتمكن من تنفيذ سياساتها وبرامجها الإصلاحية .

    2/ العمل على شل حركة مرافق الخدمات بمناطق الزرقة وزعزعة المواطن وجعله يشعر بضعف الحكومة وعجزها عن توفير أبسط مقومات الحياة .

    3/ مضاعفة المتطوعين في كل مناطق الزرقة لأن الواجب يحتم علينا عدم استتباب الأمن ووقف الإنتاج بهذه المناطق وتصفية الزعماء .

    4/ العمل على خلق منازعات بين قبائل الزرقة حتى لا يكونوا متحدين

    5/ على أعضاء التجمع الذين يشغلون وظائف قيادية الالتزام بالآتي : -

    أ‌- تركيز الخدمات في مناطق نفوذ التجمع ما أمكن ذلك

    ب- عدم وضع أبناء الزرقة في وظائف ذات أهمية والعمل على وضع العراقيل أمام الذين يتبوءون وظائف إدارية وتنفيذية كلما سنحت الظروف .

    ج- العمل بكل الوسائل والسبل لوقف استقرار المدارس في مناطق الزرقة .

    سري للغاية ،،


    http://www.darfur.free.fr
                  

01-17-2006, 08:37 AM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    الثلاثاء 11/11/2003م توجهت اللجنة لمحلية تلس وعقب الوصول

    اجتمعت بقيادات الإدارة الأهلية والسياسيين والتنفيذيين .

    تحدث الأخ المعتمد شاكراً مجلس التنسيق عبر اللجنة المكلفة وبين خطورة الموقف وضرورة التوحد ثم قدم اللجنة للحضور .

    وبعد الشرح المستفيض أفسح المجال للنقاش والتداول فجاءت التوصيات على النحو التالي : -

    1- أمن الجميع على فكرة الوحدة والعمل على تحقيقها .

    2- تكوين لجنة للأعلام .

    3- ضرورة أن يكون للوحدة عمق في جمهورية تشاد .

    4- أن يكون هنالك عملاً في وسط طلاب الجامعات لترسيخ هذه المفاهيم ونشرها

    5- فتح المراحيل والصواني .

    6- إدراك وترتيب العمل التنفيذي والسياسي .

    7- تأمين العلاقة مع الحكومة المركزية .

    8- وضع خطة دفاعية مشتركة بين البطون .

    9- الاهتمام والتخطيط الجيد للوضع الاقتصادي لرعاية هذه الوحدة .

    10-تفعيل الإدارة الأهلية وتطوريها .

    11- وضع دستور أو نظام سياسي واضح لهذا العمل .

    12- السرية التامة .

    وبعد هذا تم اختيار العمدة / يوسف عمر خاطر منسقاً لمحلية تلس ثم كلف أمين المؤتمر بجمع توقيعات أعضاء شوري الولاية وإرسالها بأسرع فرصة كما كلف المعتمد بترحيل الأعضاء إلى نيالا عند الطلب .

    في الختام تم التواثق على إنجاح هذه الوحدة وحمايتها ثم التقت اللجنة بالناظر أحمد السماني البشر على حده وشرحت له بنود الفكرة فأيدها وأورد التوصية التالية : -

    * ضرورة جمع الزعامات العربية في مكان واحد لتأمين الفكرة والسعي لتحقيقها وترجمتها في الواقع .

    http://www.darfur.free.fr
                  

01-17-2006, 08:39 AM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    نهار الأربعاء الموافق : 12/11/2003م تحركت اللجنة قاصده محلية رهيد البردي وبعد الوصول التقت بالقيادات من الإدارة الأهلية والسياسيين والأعيان .

    ثم شرح الأمر للحضور فباركوه بالإجماع وأكدوا جاهزيتهم للوحدة والزود عنها ورعايتها وأدلوا



    بالتوصيات أدناه : -

    1- إعلان هذه الوحدة على الملأ دون خوف ما دام القصد نبيلاً .

    2- الاحتفاظ بسرية المعلومات في كل الخطوات الداخلية .

    3- تحديد أسم واضح لهذا الاتحاد .

    4- شعار واضح لهذا الكيان والعمل على تحقيقه .

    5- التحول من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم بالآراء والمبادرة لصد الافتراءات والأكاذيب والشائعات .

    6- التأني والدراسة الجادة لسلامة الخطوة .

    7- الطهر في التعامل مع الآخرين .

    8- العمل على إقصاء وإعفاء إدارة الشرطة الشعبية بالولاية وذلك لتورطها في كثير من المخالفات [ يمكن مراجعة أجهزة الأمن ] .

    9- إبراز خطة اقتصادية واضحة ومدروسة لدعم هذا العمل .

    10- الاستيلاء الكامل على السلطة في جنوب دارفور بناء على الأغلبية الميكانيكية .

    11- العمل على تغيير أسم الولاية إلى أسم أخر .

    12- مراجعة مسألة الإعفاء من الخدمة في كل المجالات مع الخرطوم .

    13- تشجيع أبناء البطون على الدخول إلى الكليات العسكرية والجيش والشرطة .

    * عقب ذلك التواثق واختير الأخ / يوسف محمد يوسف منسقاً للمحلية وكلف أمين المؤتمر بجمع توقيعات أعضاء هيئة الشورى وإرسالها إلى نيالا .

    تشير إلى أن هذا الاجتماع ضم كل الأسر والبطون الموجودة في رهيد البردي وخاصة السلامات .

    http://www.darfur.free.fr
                  

01-17-2006, 08:40 AM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    قريش 2
    سرى للغاية
    النسخة رقم .....

    بسم الله الرحمن الرحيم

    "قل اللهم مالك الملك, تؤتى الملك من تشاء, وتنزع الملك ممن تشاء, وتعز من تشاء, وتذل من تشاء, بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير"

    صدق الله العظيم

    كنا قد تناولنا فى قريش –1- ميلاد قريش جديد وبعض البرامج إلا أن التطورات التى تشهدها البلاد والمستجدات السياسية بأبعادها الداخلية والخارجية تتطلب وقفة تذكير بالأهداف ومراجعة الخطط وتعزيز الإنجازات فى سبيل تحقيق غايتكم السامية.

    وكما تعلمون فقد حال الجعليون والدناقلة والشايقية بيننا وبين حكم السودان لمدة تناهز القرن, وهم مهما تدثروا بثياب العروبة, هجين أصبح عرقاً وثقافة جزء لا يتجزأ من النسيج النوبى المتمصر, وستظل تلك الفئة تتشبث بحكم البلاد إلى الأبد, إذ بلغنا أنَّ أطراف هذا الثلاثى قد أقسموا مؤخراً على أن تبقى السلطة تداولاً بينهم.

    يمر قريش بمرحلة مخاض حرجة, والمطلوب من الجميع, وخاصة الطرفين, التسامى على الإنتماءات الفكرية والطائفية فى سبيل تحقيق الأهداف النبيلة والمحافظة على الإنجازات التى تحققت حتى الآن, وضرورة العمل الدؤوب لبلوغ الغايات التى نراها قريباً عبر الإلتزام بالتالى:

    أ- الموعد العام 2020 على حد أقصي.

    ب- الهدف قريش 20.

    ج- الهدف المرحلى: ولايات الغرب الستة.

    د- الخطط والبرامج والوسائل:



    داخلياً:

    1- إعطاء إهتمام خاص بالتعليم أفقياً ورأسياً وإعداد كوادر عالية التأهيل فى مختلف المجالات السياسية. والإقتصادية والإعلامية والأمنية والعسكرية.

    2- إقامة مؤسسات إقتصادية.

    3- الإنخراط الواعى فى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.

    4- مواصلة خطة إظهار التعاون مع السلطة القائمة.

    5- المحافظة على علاقات العمل القائمة مع بعض الشخصيات المحورية مع أبناء الثالوث فى قيادة الدولة.

    6- التنسيق المحلى مع أبناء العمومة فى الوسط والشرق.

    7- التأكيد على أهمية قبائل التماس وحث الدولة على المزيد من دعمها وتسليحها وتدريبها (الدفاع الشعبى, المجاهدين, قوات السلام).

    8- حث جميع القادرين من الأهل للإنخراط فى قوات السلام.

    9- المحافظة على قنوات التفاهم مع الدينكا.

    10- التقيد التام ببنود عملية "شاهين" لجنوب كردفان.

    11- إحتواء نذر الفتنة بين النهود والفولة ومناشدة الأهل فى أرجاء الوطن النأى عن الصراعات الداخلية التى تبدد الطاقات.

    12- عدم إثارة موضوع البترول قبل إستخراجه الفعلى.

    13- إحتواء آثار وتداعيات حادث نيالا فى أضيق نطاق والسعى للإفراج عن الفرسان.

    14- تأمين المراعى الكافية للرعاة فى السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى.

    15- محاربة الأعراف الخاصة بحيازة الأرض (حواكير, ديار, ... ألخ) بشتى الوسائل.

    16- إبراز دورنا القومى فى التصدى للقبائل غير العربية فى الغرب كإمتداد طبيعى للتمرد.

    17- توسيع فجوة الثقة بين المركز وأبناء القبائل غير العربية بدفع القيادات المنتقاة من أبناء الزرقة إلى المزيد من التطرف فى التعبير عن الظلم الواقع على الغرب ومجاراتهم بوعى فى النعرات الجهوية والعنصرية.

    18- السعى للحصول على المزيد من المناصب الدستورية فى المركز والولايات.

    19- الحفاظ على إنجازات برنامج الجاموس لغرب دارفور بتداعياته المحسوبة.

    20- على الطريفى 2 والطريفى 3 مواصلة العمل لتمكين القرشيين فى دارفور.

    21- الإستعداد لأى إنتخابات ولائية فى الولايات الستة.

    22- الحرص على الإنضباط والنأى عن السلوكيات الطائشة كالحديث عن دولة البقارة.

    23- ضرورة إهتمام القيادات بالإعلام الإيجابى.

    24- ضرورة ترقية الأداء المالى لقريش.

    25- تبقى القيادات البارزة من القرشيين فى المؤتمر الوطنى 3 من بين قريش 3, ووضع القرار حسب مقتضيات الحل.



    خارجياً:

    1- تقوية التنسيق والتشاور مع القرشيين فى دول الجوار.

    2- تطوير التفاهم الإستراتيجى مع الجماهيرية على هدى ما إختطه البقلانى أصيل والشيخ إبن عمر.

    3- تطوير برامج سباق الهجن والإستفادة منه فى توثيق الروابط مع الأشقاء فى دول الخليج, وبالله التوفيق.



    "ونريد أن نمن على الذين إستضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين, ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون".

    صدق الله العظيم

    سري للغاية

    http://www.darfur.free.fr
                  

01-17-2006, 08:52 AM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)
                  

01-17-2006, 08:55 AM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)



    الجنجاويد ياهو ديل
                  

01-17-2006, 12:32 PM

abcde
<aabcde
تاريخ التسجيل: 07-04-2002
مجموع المشاركات: 975

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    تاني قمت لي اللصيق
    القصه نوعيه
    ما الكم
                  

01-17-2006, 01:04 PM

Ahmed Abdallah
<aAhmed Abdallah
تاريخ التسجيل: 08-12-2005
مجموع المشاركات: 5193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    رفقا بأعيننا يا بقال

    كذب من يقول لك أنه يقرأ كل هذا الكم من الغثاء

    ركز شوية ياخ
                  

01-18-2006, 01:22 PM

بكري اسماعيل

تاريخ التسجيل: 12-29-2005
مجموع المشاركات: 1041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: Ahmed Abdallah)

    المختصر المفيد يا بقال ،،،
                  

01-17-2006, 01:45 PM

Khalid S Yosif

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 221

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    اخى بقال تحية طيبة

    الأخ حسين كتب هذا الكلأم منذ امد بعيد وقد قمت بمناقشتة معةو اعتزر عن كثير مما كتب لأنة استند على معلومات مغلوطة. لأ اعرف هدفك من اعادة نشر هذة المقالأت ولكن ارجوك ان تتزكر بانة قد ان الأوان لنبذ العنصرية و محاولة بناء نسيج دارفور الأجتماعى. وانت باعادة نشر مثل هذا الكلأم لأ تخدم هذا الغرض .انت تجهل الكثير عما كتب و عن دوافع كاتبية.

    اخى ناذر خليك حنيين و ما تسب الد.........
                  

01-17-2006, 06:26 PM

عبدالرحمن خلف الله
<aعبدالرحمن خلف الله
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 50

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: Khalid S Yosif)

    الاخ بقال
    لم اقرا كل ما كتبت لان المغالطات قفزت منذ البداية
    واقول لك لا تتذاكى ولا تحاول دق الاسفين بين القبائل العربية
    واذكرك بان الجعليين والدناقلة والشايقية والمحس والبطاحين والشكرية هم ابناء عمومة لعرب دارفور
    ولكنهم وللاسف ما يزالون على الحياد . ولكن اذا استمر عزفكم على وتر دارفور بهذا الاسلوب من يدرى
    فقد تنشا مليشيات جنجويد الجزيرة وشندى ودنقلا ومروى وانت بلا شك تعرف البقية .........


    دعوة خاصة جدا جدا
    واعتذر ان كان مكان الدعوة غير مناسب
    فقط زوروا هذا الموقع

    elmenbar.org
    والسلام ختام

                  

01-17-2006, 02:10 PM

abcde
<aabcde
تاريخ التسجيل: 07-04-2002
مجموع المشاركات: 975

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    Quote: قريش 2
    سرى للغاية
    النسخة رقم .....


    رقم كم, وسري وللغايه كيف يعني

    Quote: وكما تعلمون فقد حال الجعليون والدناقلة والشايقية بيننا وبين حكم السودان لمدة تناهز القرن

    ياتو حال ده, وكنت وين إنت مدة قرن كامل

    Quote: وهم مهما تدثروا بثياب العروبة


    Quote: هجين أصبح عرقاً وثقافة جزء لا يتجزأ من النسيج النوبى المتمصر

    يا حليلك

    ممكن توريني تفسيرك إنت للكلام ده شنو, وبدون لصيق, الله يكرم ليك والديك,
    المقصود "تدثروا" كفعل ولا كفعل مبني على "المعلوم"
    ويعني شنو نوبي, ويعني شنو متمصر,ويعني شنو
    Quote: النوبى المتمصر

    برضو من غير لصيق

    Quote: إذ بلغنا أنَّ أطراف هذا الثلاثى قد أقسموا مؤخراً على أن تبقى السلطة تداولاً بينهم

    يا راجل
                  

01-17-2006, 04:10 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    يا بقال
    سلامات

    ياخى هذا الكلام شبعنا منوا
    من الواضح ان نظريه المؤامره تستهواك حتى الثماله
    السؤال هو
    هل تستطيع استأصال هذا الأخر ؟
    اذا كانت النتيجه نعم فما عليك الا ان تستأصله وتأخذ الجمل بما حمل
    وبما ان الأخر هذا مازال موجودا بفعل تعاونه مع الحكومه او خلافه فهذا يعنى انك لا تستطيع حذفه ، وبما انك ايضا موجود فأن الأخر ايضا يكون قد فشل فى أستأصالك .
    هذا يعنى انكم موجودون معا ويجب ان تستمروا كذلك .
    اذا استمر هذا النهج فأن هنا الألاف من الذين سيحدثونك عن ( دوله الزغاوة الكبرى) وما يحدث من تخطيط وجمع للأموال ومحاوله السيطره على الحركات المسلحه فى دارفور وهلم جرا ( دى بتاعت الصادق المهدى).
    انت طبعا حتنفى ذلك وهم كذلك بينفوا.
    بدل التناطح اعتقد ان البحث عن ارضيه مشتركه هو الأجدى ، فهم ايضا مهمشون وان تعاونوا مع الحكومه ( فكثيرون هم من تعاونوا معها).
    الخطاب الذى يجب ان يتبعه ابناء قضيه واحدة لا يجب ان يكون ( كيلا للأتهامات ) والأتهامات المضاده .
    بدلا عن الجهد الذى تبذله لعكس جوانب مظلمه فى تاريخ دارفور ادعوك لبذله ولكن لعكس التاريخ الطويل للتجانس والتسامح الذى نعم به الأقليم واهله.
    فالجنجويد ( منك ) وانت منهم
    ام انكم لا تستطيعون غير ما تريده لكم الحكومه ( ما يحدث فى دارفور صراع قبلى ) ( حول المرعى)
    ولا (كلامى شين)
                  

01-18-2006, 02:39 PM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    يا بق بق


    Quote: اخى بقال تحية طيبة
    الأخ حسين كتب هذا الكلأم منذ امد بعيد وقد قمت بمناقشتة معةو اعتزر عن كثير مما كتب لأنة استند على معلومات مغلوطة. لأ اعرف هدفك من اعادة نشر هذة المقالأت ولكن ارجوك ان تتزكر بانة قد ان الأوان لنبذ العنصرية و محاولة بناء نسيج دارفور الأجتماعى. وانت باعادة نشر مثل هذا الكلأم لأ تخدم هذا الغرض .انت تجهل الكثير عما كتب و عن دوافع كاتبية.


    انت بتلصق ساااااااااااي كده بس !!!!!

    فتحت البوست
    و الزول ده قال ليك كلام هنا !!!

    كلامو ده صاح ولا غلط

    ما داير تناقشو ليه

    الزول ده بيتكلم في بؤرة صلب الموضوع !!
                  

01-18-2006, 02:40 PM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الجنجويد مرة اخري ومؤامرات التطهير العرقي في دارفور (Re: ابراهيم بقال سراج)

    بعدين انت عرفت كيف انو ديل جنجويد

    كنت معاهم و لا كنت تحت ( الشدرة ) !!!


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de