|
|
 قفـا نبك ...وقصة اللاجئيـن ..!
|
في البداية لا يسعنا الا أن نترحم عل أرواح الضحايا من اللاجئين السودانيين بالقاهرة ونسال الله أن يحلهم منزلاً طيباً وأن تتنزل السلوى والصبر على ذويهم في فاجعتهم كما نسأل أن يبقي ابناء السودان في حلهم وترحالهم من الشرور ويعيدهم الى اهليهم سالمين غانمين .
وبمعزل عن جل صور التناولات التي تراوحت بين التباكي حد لطم الخدود وشق الجيوب وبين ادانة العنف حد ادانة مصر كلها فان ثمة مراجعة شفافة كان على المتباكين والنادبين وللذين اتخذوا منها متاحاً لانتقاد مصر لشئ في بطنهم بكل البرغماتية وقبل ذلك وحتى لا يتزايد علينا تجار الخرد فاننا نؤكد أن العنف مرفوض من حيث المبدأ لا سيما ذلك الذي يقود لارهاق الاراواح .
أما المراجعة فانها لا تقتضي بعض الاسئلة التي يتوجب على كثير من المتباكين الاجابة عليها .
وأول تلك الاسئلة يتعلق بتعريف اللاجئ وتعريف اللجوء فالمنطق يقبل مثلا ان يكون هناك لاجئون سودانيون فى تشاد المتاخمة لمنطقة دارفور خرجوا تفاديا لما يحدث وان يكون هنالك لاجئون سودانيون فى كينيا ويوغندا واثيوبيا وافريقيا الوسطى وهى دول متاخمة لجنوب السودان الذى ظل مسرحا لعدم الاستقرار زهاء نصف قرن ونقبل ان يكون هناك نزوح لكافة اجزاء السودان الاكثر استقرارا وكل صور اللجوء والنزوح تلك قد تبررها ظروف عدم الاستقرار او الكوارث الانسانية ولكن كيف يستقيم اعتبار من يغادر الى دولة بغية الحصول على اقامة فى دول العالم الاولى لاجئاً ؟...
ان اللاجئ الذى فزعته الحوادث والكوارث ينصب جل تفكيره على موقع ياويه ويكفل استقراره ولقمة تقيم اوده حتى تعاود الاحوال طبيعتها فى منطقته التى يظل يحلم بالعودة اليها ولقد ظل اللاجئون السودانيون فى كينيا او يوغندا لاكثر من عقدين من الزمان ؟ يحلمون بالعودة التى بدات تتحقق مؤخرا.
المسألة الثانية تتعلق بالمنظمات الدولية وبعض الاصابع الخفبة التي كانت تبدي نزعة لعكس مشهدية المعتصمين ليس لوضع حل لقضيتهم ولكن لتشويه صورة السودان امام العام .. وبمعنى أدق كانت تتاجر بمعاناة هؤلاء من اجل أغراض تخفى علي بصيرة نافذة .
المسألة الثانية انه ما من دولة ظلت ترحب بالسودايين مثلما فعلت مصر مبعلغ ان اوت كل المعارضة السودانية علي اختلاف الوان طيفها لحقبة ليست بالقصيرة .. الغريب ان الذين يسعون الآن لادانة مطلقة لمصر هم ذات الذين دبجوا بالامس الثناء نثرا وشعرا لمصر, وكنا نعلم ان ذلك لا ينطلق من قنا عاتهم الراسخة تجاه مصر وانما هو محض براغماتية للابقاء علي العلاقة المتوترة بين البلدين .. كانوا يحلمون بعون مصرللعمارضة حتى تدخل الخرطوم وهي تحمل رايات الفتح .
اما الآن وقد ادركت مصر ان بينها وبين السودان أعمق من كل ضروب المكابدات السياسية فانهم سوف يأتونك بذات البراغماتية للتصعيد ضد مصر ليس من اجل الارواح التي ازهقتها عوامل متداخلة قديكون العنف المبالغ احدها , لكن من يسقط دور المنظمات ؟ اوبعض الذين اعتادوا التبضع في السودان اسوقها ؟ الماذا لم تنبري القطاعات التي تذرف الآن دموع التماسيح لاقناع المعتصمين بأن دولا ومنظمات غربية كثيرة لاتستلطف الحكم القائم في السودان وبودها ان تسئ له عبرأية نافذة لكنها في ذات الوقت لاتريد قادمين جدد ؟
لماذا لم يتوافدوا المصر التي كانوا يتغنون بأفضالها حتى الامس القريب لاقناع المعتصمين او اقناع دول الغرب بايوائهم ؟
وحتي مني كان الواقع يمكن ان يستمر هكذا , وأي حل ينتظره ؟
المعتصمون لايريدون فك اعتصامهم , ولايريدون العودة لبلادهم والمنظمات تعتقد ان الظروف في بلادهم مواتية لعودتهم , وحكومات الغرب ظلت تعيد قوارب المهاجرين اليها على نحواعنف ومنهم من قضى نحبه ومنهم من عاد الى بلاده . وهاهوالغرب يحذر تارة دول الساحل بأن لاتعد القوارب من موانئها , وتارة يلجا لاتفاقيات تنائية تحد من عمل اعلامي كثيف تخوضه المنظمات وتخوضه حتى تحول دون ماحدث .
مرة اخرى نؤكد مواساتنا لمن فقدوا اعزاء ونتعسشم أن تكون تلك بمثابة عبرة لكل أبناء السودان أن يرتبطوا ببلادهم أكثر وأن يظل حتي اللاجئ لظروف مفهومة يعيش علي حلم العودة في انتظار اجراسها كما عاد اخوتنا من كينيا ويعودون الآن بعد اكثر من عقدين من الزمان .
ونعلم ان السلطات المصرية لن تدخر جهدافي التحقيق فيما حدث , وان تتصدى له باعتبار ان دماء السودايين هي دماء ابناء مصر, غيراننا نطالب البراغماتيين القدامى والجدي ان يقللوا من الشطط كما ان التحقيق العادل الذب يعيد الحق الى نصابه من شانه بعث رسالة قوية بأن ما حدث لايمثل ولن يمثل مسلكا مصريا ضد اهل السودان الذين طالما استضافتهم مصر .
صحيفة الوطن 3/1
|
|
 
|
|
|
|
luai
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست