|
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت (Re: أسامة معاوية الطيب)
|
(الصفحة الثانية) ثم ها أنت تمضي ... وكأنك تمتحن صبري وهاهي الذاكرة تقدح دمها ... هاهي ... (...كان نحيلاً ، تقتحمه قوة خارقة ، ليس قصيراً ولكنه يتمنى قليلاً من الطول ، أخضراً كالساقية حين يداهمها الليل بخيوطه الأولى ، حيياً في جراءة ، ووديعاً في حدة ، تميّزه ضحكته الصغيرة ، واشارات يده اليسرى ذات الجرح الغائر واضح الأثر ، يخرج عن صمته ليدخل فيه والحديث عنده إشارات معانٍ وعلاماتٌ تضيف للكون جديد الدلالات ، لا تتجاوزه معاني قصائده التي يغنّيها ولا تفوته ملامح بيتٍ من أبياتها ، يغوص فيها حتى لكأنه يسبح في أغنياته فيطاير عليك رذاذ الأحاسيس ورشقات الخواطر وأنت مأخوذٌ بسماعه ، وهو بعد فارغ الجيب والقلب، أنقى من أيُّ معنى للّون الأبيض ، سهلاً لا تقيّده الحدود ولا تشتته أهواء التحرر ، وكنت وأنا معه أتحسس كلماتي وأستفزُّ مقدرتي على الاستماع ، والآن أكتب عنه كانت في يديه زهرتان حين مات وكان يشتعل اشتياقاً كحفيف الأغنيات لحبيبته يغني كالبكاء ولأمه صلّى على أوتار قهوتها وفات داعبته ذات ليل وهو يغني عيشي عيشة الراضي بي قدرو وقـــضاه الزمان لو قاسي ما حـــــــــــــــيدوم قساه الصـــــــــــــــــــباح يلقاكي في قمة زهاه وزهرو من الفرحــــــــــــة غالبو يلم شفاه كأنك تندسُّ خلف من تخاطب ، لتمنح روحك بعض أمل بحياةٍ هانئة قادمة ، ( انت قايل حا يجي يوم والصباح يلقاك في قمة زهاه ؟ ياخي خليك من كلام الغنا ده ، ما تصدقو ) فقال لي : ( نحن زمنّا جاي ، وحا نرتاح ، بس خايفو يجي بعد ننتهي وما نستفيد منّو ) وضحكنا !! كنّا نضحك على تفاؤلنا القاتل وذاكرتنا المرهِقة ، ضحكنا ولم نكن نعلم أننا ننشد معانٍ باتت أقرب لمتحف الحياة ، ضحكنا ونحن ندلف من ضحكتنا إلى واقعنا لرثاء أفراحنا عبر أحزانٍ قادمة لا نتبينها ، أو ندفن رؤوسنا في أملٍ لن تتركه لنا رياح الحال ( الكعب ) ، وهاهو زمان سيف حينما يجود عليه ، يعظِّم عنده الإحساس بالألم حتى ليشعر معه كم كان بسيطاً وهو يغني المعاني الحزينة وكم كان ساذجاً وهو ينشد موسماً لفرحٍ لن يأتي ، ويجود عليه بصوتٍ مشروخ وهو الذي كان يراهن على حلاوة صوته ، وأيادٍ معروقة ونبضاتٍ أقوى من أن يحتملها قلبٌ مرهقٌ بعشقٍ خيالي ، وفرحٍ لن تطاوعه الحروف ، ويثقل عليه ( العرّاقي ) الرهيف ، ويمنع عنه النظر لعيون الشمس الحارقة ، ويجهش كلماته ببكاءٍ يسكن في حناياها خوفاً وطمعاً في ليالٍ قاتلة ، ما كان يردد مقولة أبي العلاء : ( هذا ما جناه أبي عليَّ وما جنيت على أحد ) ولكنه عاشها على كل حال ، وأضرم في أشواقنا لغدٍ جميل ، نيران المستحيل. ) الدمع قلادة من ملح يحيط بمعصم الجرح ... والعين باب الشارع المنتهي للقلب النائح و... ( خسارة زرعاً زرعتو وسقيتو رحيق الأغاني .. وقدر ما تطعن زهرتو تحتُّو رياح المعاني ) لمتين نتجارى على الأيام لهفة وأشواق وما يسكن جوفنا بلا الحسرة وتتشعبط فينا ليالي الفاق والوجعة تقِّيل في الغنوات ، والقلم اشكدي على الأوراق وعارف يا سيف مع انك رحت في غمدة عين ، لكنك ساكن في الأعماق أسامة معاوية الطيب
14/12/2005م طهران
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-11-05, 07:29 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | خضر حسين خليل | 12-11-05, 11:21 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | yasiko | 12-11-05, 11:37 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | بدري الياس | 12-12-05, 01:45 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | ديامي | 12-12-05, 05:40 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-12-05, 09:35 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-12-05, 09:21 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-12-05, 09:28 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-12-05, 09:15 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | عبد الله إبراهيم الطاهر | 12-13-05, 02:31 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-13-05, 09:33 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | بخاري بشير | 12-13-05, 11:18 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | تولوس | 12-13-05, 12:49 PM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-14-05, 09:30 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-14-05, 07:58 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-14-05, 09:39 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-15-05, 07:59 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | عبد الله إبراهيم الطاهر | 12-17-05, 02:35 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-18-05, 07:20 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | بدري الياس | 12-26-05, 12:25 PM |
|
|
|