|
صديقي الذي يحيا كلما يموت
|
إلی صديقي الذي يحيا كلما يموت (الصفحة الأولی أولم ترهقك الغربة بعد ؟ ... كل هذا الصمت حولك ... وكانت الحياة تنبت قرب نهر صوتك ؟... تخرج من بيوتنا والنوافذ ( مازال شعر جلدها يتكلب ) تنتظرك علی أحر من جمر الأغاني ... وكانت الأغنيات دما يجري في عروقك ... يالعروقك ... تشرب الآن صهد التربة وحريق الاغتراب ... تخرج من بيوت شعرنا والمقاطع تدفن قوافيها في قبور من أسف ... والصباح يشهق ظلمته الباهظة ... أو هكذا تمضي ؟ و ( درب العربات ما زال يضع يده فوق عينيه من شمس الانتظار ويرقب مجيئك ؟) ... أو تتركه لهذا الوجيب وحده ؟ ... لماذا إذن تصر علی أن تقطع أوردة الأغاني ومازال في قلبها شئ من دم ؟ ... ونحن ؟ أولم يعد يهمك أمر شجر قلوبنا اليابس ؟ ... أولم تعد تذكر أي حنين زرعنا في حواشة قلبك تلك حين كان الغناء يزهر حقولا من غد لم يأت بعد ؟ ... أولم تعد تذكرنا ونحن نتحلق حول ضحتك الناصعة ... قتلتك تلك النصاعة في زمان تتشبث الألوان والروائح ( سيئة الذكر ) بالحواس ألهذا تهجرنا ؟ ... أويعلمك الموت قسوة الفراق وما كانت حياتك القاسية تستطيع أن تفعل ؟ ... مازلنا نمسك بطرف عراقيك ( وهو براهو رهيف ) ... كنت تدعي أنه سكروتة وما كان ... لكنه كان يأخذ من رهافتك حتی لكاد يتمزق ... كانت دروس حسن التعليل تعلق دائما بثيابك وجيبك ... وكنت تدس في عيوننا سرا ما ... كأنك كنت تعلم ... كأنك احتسيت قهوة موتك تلك ... وصرت في كامل الكيف ... وكنا نحن وما زلنا نتقيرف الدنيا ... مازلنا نمسك بطرف صهيل حصان الموت ... لماذا يطير هكذا ( لاحق شنو أصلو ؟) مازلنا نمسك بأطراف أحداقنا خوف الذهاب وراء الدموع الثقيلة ... الدموع هذي …… الدموع ( زير ) من الأسف ( أكبر كثيرا من أزيار المريسة ومن المريسة ذاتها ) ينقط علی قلوبنا نقطة نقطة ... نقطة تفتح كتابا من أمس ... و نقطة تترع نهر الذاكرة ... نقطة تبطئ سرعة القلب حتی تأخذه سكتة الشوق القاتلة ... و نقطة بحر من دم يتخثر علی خارطة وجدنا المقيم فنموت ونحيا ... نقطة تهرد فينا ما تبقی من جلد ... ومع كل نقطة نموت ... نموت ... يا صديقي كل هذا وانت ما زلت تستحلي الغياب ؟ ... إذا لماذا كلما غبت حضرت بهذي الكثافة ؟... لماذا كلما تمعن في البعد يجرحنا قربك من مجری اللوعة ؟... لماذا كلما تبحر في محيط الغربة يدور بنا فنار من ذاكرة ؟... هل تقسو علينا بالغياب ؟ أم تقسو علينا بالحضور بربك ؟... غريب هذا الغياب فادح السيرة ... غريب هذا الحضور شديد اللسع ... وها نحن ( كغنم العاصمة المثلثة كلها ) نجتر أماسينا ونلوكها لحظة لحظة ... ونحتك بجدران الذكری ... علی ما تخلفه من أليم الجراح ... نتوءات أحلام ميتة ... وحواف مستقبل تأخر حتی الموت ... وبعض زجاج غتيت من فتات كؤوس أمل تافه يندس بين طين الجدران ... كلها تفتك بطينة القلب ... ولكنا أدمناها ... حتی صار الوجع والنزف ضمدنا الوحيد ... يا صديقي إما أن تعود أنت أو نذهب نحن ... أكثر من ذهابنا هذا ... الموت حيث أنت أفضل كثيرا من الموت حيث نحن ... أفضل كثيرا .................. أفضل كثيرا .................. وتتوالی الصفحات في كتابك يا سيدي ... أسامة معاوية الطيب 04/12/2005م
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-11-05, 07:29 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | خضر حسين خليل | 12-11-05, 11:21 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | yasiko | 12-11-05, 11:37 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | بدري الياس | 12-12-05, 01:45 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | ديامي | 12-12-05, 05:40 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-12-05, 09:35 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-12-05, 09:21 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-12-05, 09:28 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-12-05, 09:15 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | عبد الله إبراهيم الطاهر | 12-13-05, 02:31 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-13-05, 09:33 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | بخاري بشير | 12-13-05, 11:18 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | تولوس | 12-13-05, 12:49 PM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-14-05, 09:30 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-14-05, 07:58 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-14-05, 09:39 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-15-05, 07:59 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | عبد الله إبراهيم الطاهر | 12-17-05, 02:35 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | أسامة معاوية الطيب | 12-18-05, 07:20 AM |
Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت | بدري الياس | 12-26-05, 12:25 PM |
|
|
|