الشاعر ابراهيم عبده ينصب (ارجوحة) البكاء والطرب للنوبيين المصريين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 03:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-28-2005, 09:41 AM

محمد كاره

تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 20

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشاعر ابراهيم عبده ينصب (ارجوحة) البكاء والطرب للنوبيين المصريين




    القاهرة – محمد كاره

    لم يطق العجوز النوبي الذي شاءت الصدف ان يجاورني على يميني في تلك القاعة المكتظة ،ان يمضي اكثر في مغالبة عاصفة الشجون التي حاصرته وهزت كيانه ، فاضطر ، بعد تردد ، لان يدس يده المرتجفة خلسة في جيب (البالطو) العتيق الذي يتدثر به ،ليخرج منديلا يمسح به دموعه التي طفت على خده ..
    اما العجوز الاخر – على يساري – فقد عمد الى ان ينفث الآهة تلو الآهة وشغل نفسه بالانخراط في تصفيق هيستيري هربا من شهوة غامضة تدفعه لا الى البكاء فحسب ، بل الى اطلاق (ولولة) مدوية على طريقة النساء المكلومات في (شوبن اركي) ، قبل ان يتمرغن في التراب عندما يصدمهن خبر مشؤوم...
    كان هذا جانبا من الاجواء التي احاطت بتلك الامسية في قاعة فسيحة بمبنى عتيق في قلب القاهرة في اواخر الشهر الماضي، عندما تدافع رهط من النوبيين للاستماع الى.. والاستمتاع بسماع الشاعر النوبي المبدع ابراهيم عبده محمد حامد..
    كانت ليلة قارس وقارص بردها ..لكن الشاعر الذائع الصيت الذي يعد رائد السرد الملحمي في القصيدة النوبية ، استطاع ان (يزمل) الحضور و(يدثرهم) بنظم مترع بالدفء مشبع بابداع لا يدانيه سوى طريقته المميزة في الالقاء..
    كانت قاعة المكتبة التابعة لجمعية التراث في حي عابدين بوسط القاهرة قد امتلأت عن آخرها منذ ساعات المساء الاولى في انتظار (الشاعر القادم من الشطر الجنوبي لارض النوبة) – حسبما قدمه (رائد المنصة)...
    بعد صلاة العشاء انتظم الجميع على مقاعدهم متراصين في نمط مموسق كعناقيد الرطب على سبيطة ناهدة على صدر نخلة فارعة الطول من نوع (السرنجاو)...
    عندما استهل مقدم (الحفل) ،الشاب المشتعل نشاطا، الاستاذ محي الدين صالح الامسية بالبسملة ، لف الصالة صمت مهيب..واشرأبت الاعناق الى الطاولة التى جلس عليها الشاعر الضيف متوسطا ثلة من رؤساء جمعيات النجوع النوبية وعلى راسهم الحاج محمد سلمان احمد (جدكاب) ، الذي القى كلمة مقتضبة ..معلنا استئناف سلسلة فعاليات تنظمها جمعية التراث تحت عنوان (اندو..مندو) ، مرحبا بالشاعر الضيف الذي قال انه يتابع ابداعاته منذ ان تعرفا الى بعضهما منذ اكثر من عشر سنوات في مرافئ الغربة..
    واخيرا ..فتح الشاعر الملقب بـ(اوندي) "سحارة الابداع" مستهلا الليلة بقصيدة رائعة حيا فيها الجمع المتحلق حوله ، موجها التحية عبرهم الى كل النوبيين في شطري الوادي وفي كل فيافي الغربة ،داعيا لهم بالسعادة والهناء ومحرضا اياهم على العودة الى ربوعهم لاعمارها من جديد..وختمها بالدعاء الى الله ان يقيل كل حاسد عن درب كل نوبي فلا يصادفه حتى في المنام!!

    بعد ذلك ولج مباشرة في ملحمة "الهجرة" الشهيرة التي يصفها متابعي الحركة الادبية النوبية بـ(ام القصائد) في ديوان ابراهيم عبده ..وهي القصيدة التي كان ينتظرها اغلب القادمين الى هذه الامسية بعد ان كان الشاعر قد اتحفهم بمقتطفات مختصرة منها خلال حفل سابق اقيم قبل ذلك بليلتين..وتلك قصة اخرى نروي تفاصيلها لاحقا في حلقة اخرى.
    هيجت الملحمة المشحونة باحزان (يوم الرحيل الاسود) مشاعر الحضور فراحوا يطلقون الآهات ويصفقون طويلا ، بينما انخرط كثيرون منهم في بكاء مكتوم عندما حاصرهم الشاعر بمشاهد مأساوية عاشوا تفاصيلها – حقيقة لا خيالا - لحظة بلحظة قبل اربعين عاما...
    نزع العجوز القابع على يميني رداء الحرج بعد ان فشل في مغالبة دموعه والتفت نحوي عندما لاحظ متابعتي له وسألني ما اذا كنت عايشت تلك الايام ..وقبل ان يسمع ردي سمعته يتمتم : هسلكم آببنجي..هسلليميني.. أي ماجنقومي ناسي.
    ترجمةانه – أي الشاعر – يحكي بالضبط ما حصل..نعم ذلك ما حصل ..لقد شاهدت كل ذلك بام عيني)...
    ولم اكن في حاجة ليؤكد ذلك لى انا ..وانا من ادمن الاستماع الى هذه المحلمة منذ ان وقع شريطها بين يدي صدفة منذ ما لايقل عن عشر سنوات ..وكدت احكي لجاري العجوز كيف انني ومنذاك تنهمر دموعي كلما استمعت ..( بل كلما شاهدت) هذه المشاهد التي يجسدها ابراهيم عبده تجسيدا بالكلمة وكانه يصور بكاميرا (غير عادية) ، لا ترصد المشاهد فحسب ، بل تنقل حتى دواخل ومشاعر الشخوص المتحركة في فصول الملحمة...
    بعد مضي نحو ساعة ونصف الساعة في لج (عاصفة الرحيل) وبعد ان ختم الشاعر المبدع الملحمة الحزينة بصورة زاهية رسمها لمستقبل ارض النوبة وسط تصفيق امتد طويلا ..اعلن رائد المنصة عن فترة استراحة كان الحضور في حاجة اليها لتسكن خواطرهم التي ارهقها الشاعر متلاعبا بمشاعرهم وهو يتأرجح بهم من وهدة ماسوية الى اخرى ، قبل ان ينتقل بهم الى صورة مشرقة للغد الاتي...
    وبعد دقائق استانف ابراهيم عبده نثر ابداعاته فتخير بعضا من قصائد الغزل الخفيفة التي حازت على اعجاب الحضور وتجاوبهم حتى انهم كانوا يلحون عليه اعادة كثير من الابيات.. فيصيح بعضهم : تاني ..تاني ...وبعضهم :again ..again
    ..ولهنيهة سرحت بخاطري وانا ابحث في سري عن مرادف لهذه الكلمة بالنوبية ..لكنني نسيت الامر وكدت اطلق قهقهة مجلجلة عندما حانت بي التفاتة الى العجوزين حولي ،اللذين كنا يبكيان قبل قليل، ووجدتهما غارقين في الفرح حتى الثمالة ويطلقان اهات بنكهة البهجة هذه المرة ..وخلتهما يستعيدان ايامهما الجميلة في رحاب الربوع (المغدور بها) وهما منتشيان في جلسة (دكاي).
    ...
    بقي ان يعرف قارئي الكريم ان هذه السطور ستكون فاتحة سلسلة ساحاول ان اسرد خلالها (نتاتيف) ذكريات علقت في الخاطر بعد عودتي من رحلة قصيرة الى القاهرة سعدت فيها برفقة الشاعر الصديق ابراهيم عبده حيث حللنا في دار صديقنا الجميل ،الكريم ، الفكه (نسيبنا) الاستاذ عادل حسين شرفي ، الوزير المفوض في السفارة السودانية بالقاهرة... فالى لقاء
                  

12-29-2005, 02:26 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر ابراهيم عبده ينصب (ارجوحة) البكاء والطرب للنوبيين المصريين (Re: محمد كاره)

    الأخ الأستاذ محمد كارة

    تحياتي

    شكرا لإيراد هذا الموضوع الجميل هنا ..
    حقيقة أنا شخصياً أصابني ما أصاب العجوز الجالس بجانبك ..

    أرجو أن تتحفنا بالقصيدة :

    Quote: ملحمة "الهجرة" الشهيرة التي يصفها متابعي الحركة الادبية النوبية بـ(ام القصائد) في ديوان ابراهيم عبده


    حتى نترجمها للمنفعة العامة .. أو إن كانت مترجمة أرجو إيرادها هنا و لك من الشكر أجزله.
    و دمتم
    جلال داود
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de