وتريات ليلية...ياللشعراء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-19-2024, 04:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2003, 06:19 AM

Elnadeef

تاريخ التسجيل: 04-01-2003
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتريات ليلية...ياللشعراء (Re: فتحي البحيري)


    أعلن الآن موتي

    غسان مطر


    فاتنا الصبحُ يا صاحبي،
    فاتنا غدُنا،
    فلنعُد مثلَ كل اليتامى إلى نومِنا
    ولندَع كل أحلامنا خلفَنا.

    يبس العطرُ في وردة القلب يا صاحبي
    فاتنا الشعرُ
    واحترقت كلّ أوراقنا
    والحروفُ التي كانت النارُ تسكنُها احترقت،
    هجرتنا حبيباتُنا قبل أن يبدأ العرسُ
    وانكسرت كل أشواقنا
    لم نعد نرسمُ الشمسَ،
    جفّت أصابعنا
    ومضينا نعدّ التقارير عن موتِنا
    ونَعُدّ الضحايا: ثلاثون هذا المساء،
    وعشرون أمس،
    وألفٌ غداً...
    هل تبقّى رجالٌ لحفر القبور
    وهل جُثَثٌ كلّ ما حولنا؟
    لم يعد بيننا رجلٌ واحدٌ
    والشهيد الذي يسقطُ الآن
    يحملُ آخر أسمائنا.

    * * *

    مدُنٌ في العراء ولا من يُدفّئها.
    مدنٌ تستغيثُ وغرناطة تملأ الذاكرهْ
    غير أنا نسينا البكاء
    وصرنا نمرّ بها مثل زائرة عابرهْ.
    مدنٌ... هل نُمسّي لنخجلَ
    أم هانت الروحُ وانطفأتْ؟
    مَن يجيبُ إذا قلتُ:
    (بغدادُ ينهشُها الوحشُ
    والقدسُ مسبية
    وجنينُ تئنّ
    وتكتمُ أحزانها الناصرهْ)؟
    لم يقُم بيننا غاضبٌ
    لم يقم بيننا عاتبٌ
    كلّ ما كان أنا مضينا
    نعدّ التقارير عن موتنا
    ونعُدّ الضحايا
    ونغرقُ في اللعبة الخاسرهْ
    هل سماءٌ هنا نستجيرُ بها؟
    هل يرى الله أن البلاد التي اختارها الأنبياءُ
    تُذلُّ، وتنهارُ أسوارها الطاهرهْ؟
    لم يكن بيننا قاتلٌ.
    كان برجان يتكئان على وجع الفقراء،
    وكانا عميقين مثل قبور الهنود
    ومُستَرسِلَيْن كآهات أهلي الثكالى،
    وكانا حكاية هذا الزمان وأحلامه الكافرهْ
    عندما انفجرا كلّ نفس بكتْ
    وصرخنا: (نيويورك، أيتها الوردة المستباحة)
    وانتفض الطفل في مهده،
    وهرعنا إلى كتب الصلوات
    نُهدّئُ أحزاننا الثائرهْ،
    ... قبل أن ينجلي الصبحُ
    كنا نُساقُ إلى موتنا.
    حاصرتنا الذئابُ وصرنا نُهمهم كالقطط الحائرهْ
    وصرخنا:
    (نيويورك، أيتها العاهرهْ).

    * * *

    (ينتهي غدُكم قبل أن تبدأوا يومكم)
    هكذا قال مولى الشياطين
    سيّدُ كل الرعاع الذين انحنوا مثلنا
    تحت أقدامه الحاقدهْ...
    هكذا تنتهي الأمة الجثة الهامدهْ
    جالساً فوق كرسيّه،
    رافعاً قدميه ليحجب خارطة الأرض،
    يحرسه كلبُهُ، والكلابُ التي دُرّبت لافتراس البشرْ
    والمسدس في يده.
    كلما أنّ طفلٌ من الجوع
    أو أنّت امرأةٌ من تدفّق شهوتها
    أطلق النار،
    واستنفر الأطلسي لدرء الخطرْ.
    ... وهكذا يحكمُ الأرض (راعي البقرْ)
    وأنا راكعٌ، حاضناً رأسَ طفل قتيلْ
    نادباً: (واعِراقاهُ، مات أبي
    وأنا وحدي الآن مستوحشٌ
    مثل ذئب عليلْ،
    من يُعيدُ الى وطني قلبهُ
    يوم بغداد أجمل من وردة
    في الزمان الجميلْ!
    ربّ، خُذني ولا تتخذني دليلاً
    إلى موت أهلي
    ولا شاهداً فوقَ قبر النخيل)

    * * *

    قامت المومياءات من نومها
    قرّرت أن نموتْ،
    ثم نامتْ
    ومُتنا.
    انقضى ألفُ ليل وليل،
    ومرّ صباح غريبٌ على بابنا
    لم يجد أحداً في البيوتْ
    لم يجدْ غير ما نسج العنكبوتْ.
    الرجالُ حبالٌ من الصمت،
    أوّلهم عند باب المدينة يمضغُ قاتاً
    وآخرهم عند باب المقابر يغفو
    وتغفو على فخذه امرأةٌ خائبهْ
    الرجالُ تلالٌ تلالٌ
    وما بينهم واحدٌ يتثاءبُ
    أو تتمرّدُ في صدره نبضة شاحبهْ
    أيها الموتُ، يا ربّنا الأزليّ،
    متى تُطلعُ الأرض نيرانها
    ومتى تُطلقُ الريحُ أشباحها الغاضبهْ؟
    ومتى يولدُ العربُ الحالمون
    وينقرضُ العربُ العاربهْ!

    * * *

    مرّ بي طائرٌ من دمشق يُحمّلني حزنَهُ
    كنت أكتب مرثيتي، وأُكفّنُ روحي
    وأسكبُ آخر دمعي على أهلي الطيبينْ
    حطّ فوق يدي وبكى.
    قلتُ: <(قُم نتشاركْ أسانا
    كما نتشاركُ أحلامنا من ألوف السنينْ
    من سوانا يعاندُ أقدارهُ؟)
    قال: أتعبَني ليلُ هذي الصحارى
    وجرّحني الصمتُ في أهلها الصامتينْ
    أتعبتني تعاويذهم،
    كيف تحملني الريح والريح سوداء
    جوّالة في العراق،
    وحمراء جوالة في جنينْ
    وأرى العسسَ القابضين على صمتهم
    يُقفلون نوافذ أرواحهم،
    يمنعون الهواء المضرّج بالحزن
    أن يتسرّب نحو أسرّتهم في
    المساء الحزين)
    ملتُ عنهُ إلى آهتي.
    قلتُ: (لولا بقايا من الضوء في صوتك المستغيثِ
    ولولا الحياءُ
    لناديت شارون: يا أرحمَ القاتلين).

    * * *

    فاتنا الصبحُ يا صاحبي
    وأنا مثل أهلي
    أحملُ قبري وأنزفُ
    لكنني لا أبوحُ
    مثلهم أتلمّس موتي منتظراً ألف معجزة
    كي يعود الهواء إلى رئتي
    وتطيب الجروحُ،
    مثلهم أتهاوى،
    وأشعرُ أني يتيمٌ،
    وأن الزهور التي سوّرت بيتنا لا تفوحُ
    مثلهم أحفر الليل
    أحفرُ جدران زنزانتي وأصيحُ
    مثلهم أتعالى
    وأحلُم أني رأيتُ العروش تميدُ
    وأني رأيتُ السجون تميدُ
    وأحلم أني رأيتُ النبي يعودُ إلى مكة
    ورأيت فلسطين تقرعُ أجراسها لرجوع النبي
    وتُعلي مآذنها كي يصلّي المسيحُ.

    2003/03/21

    (عدل بواسطة Elnadeef on 04-04-2003, 06:40 AM)









                  

العنوان الكاتب Date
وتريات ليلية...ياللشعراء فتحي البحيري03-30-03, 06:56 PM
  Re: وتريات ليلية...ياللشعراء Abdalla Gaafar03-30-03, 07:07 PM
    Re: وتريات ليلية...ياللشعراء فتحي البحيري03-30-03, 07:18 PM
      Re: وتريات ليلية...ياللشعراء فتحي البحيري03-31-03, 06:57 PM
  Re: وتريات ليلية...ياللشعراء Walid Safwat03-31-03, 07:47 PM
  Re: وتريات ليلية...ياللشعراء Walid Safwat03-31-03, 07:47 PM
  Re: وتريات ليلية...ياللشعراء Abdalla Gaafar03-31-03, 08:14 PM
  Re: وتريات ليلية...ياللشعراء Abdalla Gaafar04-01-03, 08:02 PM
  Re: وتريات ليلية...ياللشعراء newbie04-02-03, 09:52 AM
    Re: وتريات ليلية...ياللشعراء فتحي البحيري04-02-03, 07:43 PM
      Re: وتريات ليلية...ياللشعراء Elnadeef04-04-03, 06:19 AM
        Re: وتريات ليلية...ياللشعراء فتحي البحيري04-07-03, 09:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de