|
يا جماعة دي قصة حقيقية حصلت معاي
|
لم يكن ذلك الصباح عادياً كبقية أيام الله، برغم أني استيقظت مبكراً كما أفعل دائماً ، وكما هي العادة أيضاً توجهت لعملي طبعاً بعد إتمام طقوس الصباح اليومية . ولكن! و أنا في طريقي للعمل لمحته بسرعة، كان يهم بعبور الشارع المقابل، حاملاً في يده بعض الكراسات .. عباس أليس هو : هكذا كنت أناجي نفسي، وسرعان ما صحت: عباس .. عباس لا أظن أنه يسمعني، تذكرت.. لقد كان يشكو من مشكلة في السمع نعم تذكرت الآن... أسرعت خطاي صوبه رغم أن خطواته كانت أسرع، يا سبحان الله هذا هو عباس لم يتغير، طريقته في المشي كانت معروفة لدينا "نحن أولاد دفعته"، حتى في الليل كنا نميز خطوات سيره من مسافات بعيدة فقد كانت طرطقة حذاؤه دليل واضح للكشف عن شخصيته... دنوت منه، لكزته من الخلف: عباس؟: سلامــات! بدا وكأنه لم يعرفني .. عانقته بشوق واضح، تحسست يده وأنا أرقب عينيه، بدا ساهماً وغير مكترث لسلامي أو سؤالي عن صحته وأحواله.. كيف الحال يا عباس: والله زمن طويل، لسع زي ما أنت ما تغيرت ... زمن والله. أما عباس فلم ينبس ببنت شفه، بدا يتململ وكأنه يريد الفكاك مني، الظاهر عليك مستعجل، زي ما إنت دائما كدا، طيب أديني رقم تلفونك وانا بتصل بيك وأكمل معاك .. عباس .. عباس .. لا يجيب ... وفجأة توقفت سيارة، تركني عباس واقفاً وهو يلوح لي أثناء ركوبه للسيارة دون أن ينطق بحرف واحد، لمحت السيارة .. كان مكتوباً على جانبها: مركز التأهيل الخاص بالصم والبكم...
|
|
|
|
|
|