نساء الآخرين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 00:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2003, 11:48 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نساء الآخرين



    يضعنا القدر أحيانا في مواقف محرجة .. لا ندري لماذا حدثت .. و لا كيف حدثت .. لا ندري ما الذي يقودنا يوما ما .. إلى مكان ما .. في ساعة ما بالذات .. لنشهد حدثا ما .. أو لنكون جزءا من فصول حادثة ما .. درجنا إن كان الموقف سارا أن نصف أنفسنا بالحظ .. و إن كان الموقف محرجا أو حزينا .. أن نحتج .. " و طيب ليه كدة ياربي ؟ " .. أو نتساءل .. " و لماذا يحدث لي هذا أنا بالذات ؟" .. أنا هنا مثلكم أتساءل .. " ولماذا .. لماذا أنا بالذات ؟ ".

    عندما كنا في المدرسة .. و في كتب المطالعة العربية تحديدا .. كانت تبرز أسماء مثل د. زكي مبارك ، أمين غراب و آخرون على أنهم رواد الرواية العربية الأوائل .. الأساتذة الذين وضعوا فنونها و قواعدها .. و رغم ذلك كان من النادر أن تجد مؤلفاتهم في المكتبات وسط سيل من إصدارات نجيب محفوظ ، يوسف السباعي ، إحسان عبدالقدوس و غيرهم من المعاصرين.
    لم اتردد حينما دعاني نور ظهر ذلك اليوم القائظ من أوائل التسعينات لزيارة بيت خالتهم في الفتيحاب .. بعد أن سلمنا على أهل البيت و جلسنا معهم قليلا .. دلفنا إلى الغرفة الخلفية .. حيث يعيش نور و يضع أغراضه متى ما أقام في بيت خالتهم ذاك .. على النافذة كانت تستقر كرتونة صغيرة .. سرعان ما توسطتنا .. كانت تحوي مجموعة من الروايات و الكتب القديمة .. جلها إن لم تكن كلها من سيتنات و سبعينات القرن الماضي .. والدة نور كانت امرأة تهوى القراءة .. و هكذا اجتمع لها رصيد كبير من هذه الكتب .. جيل آبائنا كان مميزا جدا في هذه الناحية .. من بين روايات الهلال و أخرى متعددة .. لفتت نظري رواية لأمين غراب .. إسمها " نساء الآخرين " .. و للحق أقول .. نعم .. كان أمين غراب مدهشا .. ما زال في الذاكرة القليل من " نساء الآخرين " .. و الكثير من غبار الدهشة.


    بطل القصة يحكي أنهم مجموعه من الأصدقاء شديدو الترابط .. عزابا و متزوجين .. تميز من بينهم واحد منهم كان معروفا عنه أنه شديد الحب لزوجته و الغيرة عليها .. شديد السعادة و الفخربحياته الزوجية .. كان دائما ما يحكي لهم عن حب زوجته و تقديرها له ، و اهتمامها به .. و عن حرصه هو عليها و احترامه لها و تفاهمه معها .. كانوا يرونه مثلا لهم في التعامل الأسري .. و كانوا يغبطونه على حظه و سعادته.. يعلمون عنه من طباعه أنه يضيق أن يلتقي به أحدهم وهو مع زوجته .. فكانوا يتجنبون ذلك حفاظا على مشاعره.

    يقول .. (بطل قصتنا ) .. أنه لم يقّدرذلك اليوم و هو يصعد السلم المؤدي إلى مدخل البناية التي يسكن فيها صاحبهم ذاك .. أنه سيلتقيه خارجا و معه سيدة .. بدا على صاحبه عدم الإرتياح هو يعرفها له بقوله .. " المدام " .. بادلها التحية وواصل طريقه إلى الداخل .. يقول بطل قصتنا .. ( في تلك اللحظة فهمت لماذا يضيق صاحبنا أن يرى أحدهم زوجته .. و منحته كل العذر في ذلك .. إن أقل ما أصف به السيدة التي التقيتها قبل قليل أنها .. فاتنة .. نعم .. فاتنة الجمال ).

    مضت الأيام على بطلنا .. وكان يتمشى في شارع النيل كعادته كلما أراد أن يروح عن نفسه من جو المدينة الخانق .. شد انتباهه سيارة حمراء سبور أنيقة كانت متوقفة أمامه بجانب الرصيف .. عندما اقترب منها كان يمكنه أن يلاحظ بوضوح أن فيها شابا و فتاة في مشهد غرامي متأجج .. أسرع خطوه حتى تجاوز المكان .. مشى مسافة حتى وصل إلى " الكازينو " المفضل لديه .. عندما دخل .. وجد المكان مزدحما بالناس .. لم يستطع الفوز بمقعده الأثير قرب النيل .. فأختار طاولة كانت في موقعها قريبة من المدخل .. مضت دقائق .. توقفت أمام المدخل سيارة .. لم تكن لتسترعي انتباهه لولا أنها نفس السيارة الحمراء السبور التي مر بها منذ قليل .. ترجل الشاب و الفتاة متجهين إلى داخل الكازينو .. لم يتمالك أن شهق حين تبين ملامحها .. من الإضطراب كاد يسقط عن كرسيه .. كانت الفتاة .. هي هي .. زوجة صاحبه

    يقول بطل قصتنا .. و الكلام منذ الآن له .. هموم الدنيا كلها ركبت رأسي .. أصابني غم شديد .. ماذا تفعل لو كنت مكاني ؟ .. و صاحبنا المسكين .. و السعادة والحب .. و الوفاء و الثقة .. أيعقل أن كل هذا وهم كبير .. احترت ماذا أفعل و كيف أتصرف .. لبثت في حيرتي و همي أياما .. ثم قررت أن أنسى الأمر برمته .. ان أرميه وراء ظهري .. وكأنه لم يكن .. الأيام كفيلة بان تكشف لصاحبي عن غدر زوجته .. ثم ألا يحتمل أن لا تكون زوجته .. أن
    تكون أي امرأة أخرى غيرها


    مر شهر .. في نهاية الأسبوع كنت في حالة من الملل الشديد فقررت أن أذهب إلى السينما .. لم يبدد الفيلم من سأمي إلا قليلا .. ما زال في نفسي من آثار تلك الحادثة شيء ثقيل يلقي بظلاله على حياتي .. انتهى الفيلم و خرجت أنظر ما يعيدني إلى البيت .. لم أكد اقف حتى سمعت صوت ضحكة نسوية يتردد ورائي .. بتلقائية التفت لأرى مصدر الصوت .. لم أتمالك نفسي أن تراجعت في فزع .. وكأني رأيت شبحا .. كانت هي ذاتها .. ترتدي فستان سهرة أسود أنيق و تحادث شابا بدا واضحا عليه مخايل النعمة و الثراء .. شعرت بالدماء كلها تصعد في رأسي .. تلفت حولي بحثا عن كشك للهاتف .. نعم .. الآن .. أقطع الشك باليقين .. و أنا اضرب رقم منزل صاحبي .. تمنيت أن يرد علي هو حتى اطمئن أن أسرته بجانبه لم يمسها سوء .. أو أن ترد علي زوجته حتى ينتهي هذا الكابوس .. رن جرس الهاتف .. آلو .. كانت الشغالة .. أخبرتني أن سيدها سافر في مهمة خارج المدينة و سيعود بعد يومين .. طلبت منها أن أكلم المدام .. شعرت بجفاف شديد في حلقي و هي ترد .. " عفوا سيدي .. المدام خرجت و لا أدري متى تعود " .. أعدت سماعة الهاتف إلى مكانها و أنا أقطر مرارة .. في تلك اللحظة توقفت أمام السينما سيارة سوداء فارهة .. أسرع إليها ذلك الشاب مع زوجة صاحبي .. و انطلقت .. اتجهت إلى أقرب سيارة تاكسي .. و أمرت السائق أن يتبعها .. من الظلال الناتجة عن ضوء السيارات القادمة من الإتجاه المعاكس على الزجاج الخلفي للسيارة التي أمامي كان يمكنني أن استنتج ما يجري داخلها .. أمام بناية صاحبي توقفت السيارة .. ظلت كذلك برهة .. ترجلت تلك المرأة متجهة إلى الداخل .. وواصلت السيارة السوداء طريقها .. لم أتمالك قطرات الدموع التي نزلت مني في الطريق إلى البيت .. لم يعد لدي شك الآن

    ظللت طريح الفراش أسبوعا .. لا أخرج إلا مضطرا .. كرهت النساء جميعا .. حمدت الله كثيرا .. أنني لم أتزوج .. كرهت نفسي .. لماذا أنا بالذات ؟ .. لماذا يقع على عاتقي أنا أن أقرر مصير حياة إنسان ؟.. لماذا كان عليّ أن أشهد ذلك كله ؟ .. ما الذي قادني إلى ذلك المكان .. في تلك الساعة تحديدا ؟ .. هذا كله ليس مهما .. المهم الان ماذا أفعل .. ماذا سأفعل ؟ .. رأسي يكاد ينفجر
    .
    قررت أن استشير أحد
    أصدقائنا .. لم أجد أفضل من صديقنا الفنان .. ذهبت إليه في بيته .. ألقيت عليه الأمر بكامله .. لم يكن أقل مني صدمة و حزنا .. إلا أنه أصر على أن يعلم صاحبنا بالأمر و فورا .. اتصلنا به.. جاء كعادته و ابتسامة كبيرة ترتسم على محيّاه .. جلس و قد أهمه ما رآه على وجوهنا من الكآبة .. بصعوبة بدأ صاحبي الكلام .. ثم .. أسلمني طرف الحديث .. طيلة الوقت الذي كنا نحكي فيه لصاحبنا عن زوجته .. ظل صامتا .. كان شديد الوجوم .. وجهه ظل يتلون بشكل عجيب .. أحمر .. أخضر .. أصفر .. كان واضحا أن كل عواصف الدنيا تموج داخله .. حاولنا قدر الإمكان تعزيته و دفعه إلى الكلام .. لم ينبس ببنة شفة .. قام من مقعده وخرج

    بدأت أستعيد شيئا من حياتي الطبيعية .. بعد فترة علمت أن صاحبنا عاد تلك الليلة إلى بيته .. وأرسل زوجته إلى بيت أهلها .. حاولت جاهدة أن تعرف منه السبب .. لم يخبرها .. خلال أيام كان قد أرسل لها ورقة الطلاق.

    لم يبق في نفسي من ذلك الحدث إلا بقايا تساؤل .. لماذا أنا ؟ .. ستة أشهر كاملة مرت .. كنت في المطار مع صديقي الفنان و المسافر إلى بلد قريب .. كنا نجلس في صالة المودعين حينما توقفت لأتناول شيء ما .. حانت مني إلتفاتة إلى الجانب الآخر من الحاجز .. أدهشني أن أجد صاحبي ذاك جالسا يضحك ومع من .. مع زوجته. " حقا .. ومن الحب ما قتل " .. سألت صديقي الفنان عن متى عاد صاحبنا إلى زوجته .. رد علي بدهشة .. " لم أعلم ذلك .. أين هو ؟ " .. أشرت إلى الجانب المقابل .. قام ينظر برهة .. عندما جلس مرة أخرى كان وجهه شاحبا ممتقعا .. " أهذه هي المرأة التي تعني .. أهذه هي المرأة التي رأيتها في الكازينو و في السينما .. أهذه هي زوجة صاحبنا ؟ " .. أجبته بتأكيد .. " نعم .. هي بذاتها " .. زاد امتقاع وجهه .. غامت الدنيا في عيني و شعرت بطنين شديد في رأسي و هو يقول .. " يا الهي ماذا فعلنا ! .. هذه مدام ( فلان ) .. سيدة مجتمع مشهورة .. و سيئة السمعة .. هي .. هي تقطن نفس البناية التي يعيش فيها صاحبنا
    .
    خبروني أنتم .. لماذا
    أنا .. لماذا أنا بالذات ؟.


    (عدل بواسطة MaxaB on 01-16-2003, 02:41 PM)









                  

01-16-2003, 00:17 AM

كحلوش

تاريخ التسجيل: 01-11-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نساء الآخرين (Re: MaxaB)

    مكسب: اشكرك بحرارة الشمس ان اتحت لنا فرصة الاطلاع على هذا الدر.
    ياخي الرواية محبوكة لدرجة قف تأمل ، انا نفسي دهشت لفتلتها ، (والقفلة بتاعتها).
    دمت لي يا غالي ، وانت تتحفنا بروائع الادب العربي.
                  

01-16-2003, 01:49 AM

3asoola
<a3asoola
تاريخ التسجيل: 04-21-2002
مجموع المشاركات: 749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نساء الآخرين (Re: كحلوش)

    woooooooo wooooooooow woooooooooow woooooooo 7aja 1000zzz walahy... thanx wo ya rait zyada kman
                  

01-16-2003, 09:40 AM

azza

تاريخ التسجيل: 12-16-2002
مجموع المشاركات: 606

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نساء الآخرين (Re: MaxaB)


    شكرا في انتظار زيادة
    عارفة الاسلوب ذكرني شوية كتب المنفلوطي
    العبرات او تحت ظلال الزيزفون
                  

01-16-2003, 09:51 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نساء الآخرين (Re: MaxaB)

    لا تصدق كل ما تسمع و نصف ما ترى


    الملك كحلوش .. وددت لو جمعت كل الدرر و نثرتها بين يديك .. يديك العافية .. أنا حاولت أن أحكيها فكيف بك أخي لو قرأتها على لسان كاتبها .. نعم .. القفلة .. المذهلة .. هي ما جعلني أصرخ ساعتها.

    عسولة حقا .. اسمك كفاني مؤونة البحث عن كلمات.

    عزة .. أحييك مرتين .. تحية لك و أخرى لعزة.


    أعزائي .. نساء الآخرين .. فيها الكثير من الدروس و إن كانت رواية.. أريد أن نتكلم قليلا عن القدر .. و الرضا بالقسمة و النصيب .. و بعض الدروس المستفادة من حياة الآخرين.. سنتكلم .. لابد نفعل

    معذرة و لكن .. نفتقد " رمانة " في هذا المكان.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de